ها هو الموضوع ....المقدمة عيانة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته ....
كلنا نأسف على تقليد الناس الغريب للمظاهر التي يرونها عبر التلفاز من خلال المسلسلات والافلام من مختلف الشرائح كبار صغار اطفالا و شيوخا
ونسينا في زحمة هذا التقليد للمظاهر مشكلة اكبر واهم، وهي تقليد سلوكيات وتصرفات تلك الشخصيات ....تقليدا اعمى ..لا يمت لعاداتنا و تقاليدنا بصلة
متناسين ان كل ذلك يبقى مجرد تمثيل لا اقل ولا اكثر ...فقد اصبحت هذه السموم
المربي الاول و مرجعية لسلوكنا وردود افعالنا وبشكل لا ارادي، ضاربين بعرض الحائط كل مخزوننا الثقافي من عادات وتقاليد ....
و اكثر شريحة تصاب بهذا الداء ...هي شريحة المراهقين ....حماة الوطن ....رجال و نساء المستقبل !!!!
فقد اصبح الذكور ...يقلدون سوقية و اسفاف الممثلين ...خاصة الاتراك منهم ... سواء من ناحية الحديث ..او التصرفات ...و بالتحديد ...ظاهرة العشق ...او الحب الخبيث ...المدعى .. يسلبون الحب معناه الحقيقي ...طهارته و عفته ..يتجردون تماما من شخصياتهم ...و يتخلون عن القيم الأصيلة التي اصبحت شبه مفقودة في حياتنا المعاصرة.... زمن اصبحت فيه كل الامور «عادي»، كما يرسخه كثير من البرامج والمسلسلات المدبلجة
رسائل الحب المزعوم و الكلام الفارغ ...ارقام الهواتف ...العلاقات الغرامية غير الشرعية التي تشبع غريزة ابنائنا و بناتنا المدمنين على عقليات غربية ...كثيرين هم من يستمتعون بهتك اعراض البنات الشريفات ...و كثيرات هن ..من يهربن من الواقع ...الى الخيال للتنفيس عما يعانينه من ضغوطات نفسية ... وهذا ما يؤدي الى فقدان ...انعدام الثقة بيننا ....فلا يصبح للحياة طعم ...و لا محل للتعايش في مجتمع غابي ...الحيلة ..الخيانة ..و الخبث هواؤه ....فنصبح كمن يقول ...ان لم تكن ذئبا ...اكلتك الذئاب... ففي بعض الافلام و المسلسلات "دون ذكر اسمها" حث على الزنا الصريح وحث للفتاة على المعاشرة المتعددة ، وإظهار الشباب وهم يتسابقون لهذه العلاقات المحرمة، والبذاءة الشديدة في لسان كثير من الممثلين
كما ان المراهق الان ...اصبح كازانوفا .....زير النساء ...او نسونجي ...و يفتخر كونه كذلك ...."هذا لا يعني ان البنات سلمن من هذا ..."لكن الظاهرة منتشرة اكثر في وسط الذكور .....يعني لا يمكن ان يهدا له بال الا ..اذا كان لديه عشيقة في كل مكان ...يشفي فيها غليله و شهوته ....و عندما يصل الى مراده ...يتخلى عنها ..و ينبذها ...ويستبدلها باخرى ...و هذه ظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري ...حقيقة اصبحنا لا نفرق بين الصادق و الكاذب ...بين الخبيث و ذو النية الحسنة.
ان هذا اكبر فشل يتعرض له مجتمعنا ...فهته المسلسلات تقضي و تهدم اساس و قاعدة عقليتنا ..و تمحي اصلنا و فصلنا ....و تجعلنا امعة ...الهذه الدرجة اصبحنا بلا وعي ???
الهذا الحد اصبحنا بلا رشد ??? ....اين الاولياء من كل هذا ??? اين تربيتنا الاصيلة ...شهامتنا ...و عفتنا ??? ...التي لا طالما افتخرنا بها ابا عن جد ..
ولكن ... اذا كان الاولياء...القدوة بعينهم ينهمكون في المشاهدة ...كيف للابناء الهروب من هذا المشهد السايكولوجي ???
الخلاصة أن المراهقين في مجتمعنا أصبحوا طلابا مجتهدين في معهد المسلسلات الدرامية المدبلجة و استحقوا بذلك درجة الامتياز على مستوى الاستيعاب و التطبيق.
ألا من وقفة صادقة لمراجعة النفس في ضوء قوله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}.