اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد رضيع
من خلال تقرير الفيديو الأول المنقول عن تقرير قناة الجزيرة عن زيادة عدد المسيحيين في الجزائر يظهر أن واضع الفيديو في اليوتيوب هو شخص مسيحي يفتخر بزيادة عدد المسيحيين في الجزائر و بمنطقة القبائل تحديدا. ونسى هذا الشخص انه بوضعه ذلك الفيديو يكون قد فضح المحتوى المعروض في الفيديو بل فضح عقيدة المسيحية نفسها وفضح نفسه انه جاهل لا يدري عن نفسه انه لا يدري و لست اعرف عن أي شيء يفتخر به هذا الشخص. سنحاول من خلال توضيح و شرح ما عرض في الفيديو بالتفصيل.
من خلال الفيديو في أول وهلة ستكتشف أشياء متناقضة و غريبة عن شعائر يقول المسيحي عنها مفتخرا أن عدد المعتنقين جزائريين بها في ازدياد.
الأشخاص الذي يصورهم التقرير في الكنيسة أن اغلبهم من فئة النساء و اغلبهم يلبس اللباس الإسلامي المتمثل في ''الحجاب'' مما يؤكد أن هناك استغلال سواء لجهل النساء و توظيفهم في عمل الكنيسة و تقديمهم على أنهم اعتنقوا المسيحية وهي ملاحظة تفضح استغلال المبشرين لجهل الناس نحن نعرف أن النساء اللاتي يدخلن الكنيسة لا يلبسن الخمار الإسلامي بل يدخلن سواء عاريات الرؤوس أو بلباس الكنيسة.
يظهر في الكنيسة أشخاصا يرفعون أيديهم أثناء ممارسة مسيحيتهم و نحن نعرف أن طريقة رفع اليدين في الصلاة هي شعيرة إسلامية يستعملها المسلمون في الدعاء ولا تستعمل طريقة رفع الأيدي بتاتا في الكنائس مما يؤكد مرة أخرى مدى الخلط و الجهل التي وقع فيها ممن يعتقدون أنهم اعتنقوا المسيحية.
كما يدل أن المسيحيين الظاهرين في التقرير لا يفرقون بين شعائر المسيحية و شعائر الإسلام و هو ما نستنج أن الجهل بالدين قد أوقعهم في قبضة المنصرين يستخدمونهم كما شاءوا.
و الكارثة الكبرى أن المسيحيين الظاهرين في التقرير يمارسون شعائر غريبة حتى على دين المسيحية التي يفتخرون أنهم اعتنقوها حيث تظهر أن شعائرهم ما هي إلا تصفيق و غناء مما يؤكد أن ديانتهم المسيحية التي يفخرون بها ماهي سوى لعبا و لهوا و قال تعالى فيهم في كتابه العزير من سورة الأنعام '' وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
الفيديو الثاني فضح ممارسات فرنسا التي تدعي زورا و بهتانا أنها بلد الحرية و العدالة في حين أن الواقع يخالف ما تدعيه.الحقيقة أن الفيديو يعكس العنصرية المتفشية في البلد و الفيديو غني عن كل تعليق. سأضع لكم صورتين من موقع فرنسي ناطق باللغة العربية عن مسئولين في البلد صرحوا بعنصريتهم تجاه المسلمين
مرأة في الكنيسة تلبس تغطي رأسها بالحجاب الإسلامي و ترفع يديها إلى أعلى لدعاء و كأنها في مسجد في صلاة المسلمين
|
تعليقا على ما جاء في المشاركة اعلاه :
أولا : لا أعتقد أن تلك النسوة يذهبن إلى الكنيسة سرا و دون معرفة أزواجهن و أبنائهن , الاكيد انهن جزء من عائلات مسيحية في قداس مسيحي على الطريقة الانجيلية البروتستانتية . و في المجتمعات الريفية و الذكورية في الغالب يتنصر الأفراد الذكور أولا و يعملون بعد ذلك على تنصير عائلاتهم .
ثانيا : موقف الكنيسة عموما من اللباس و إقحام الطقوس المحلية في الكنائس أكثر تساهلا , يمكنك العودة مثلا إلى قضية شهيرة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في القرن 17 و 18 و تتعلق بالجدل حول الشعائر الصينية بين اليسوعيين من جهة و الدومينيكان و الفرنسيسكان من جهة اخرى و موقف الكنيسة الكاثوليكية من ممارسة التقاليد و الشعائر المحلية ... بالنسبة للكنائس البروتستانتية فالتساهل أكبر و أوسع بكثير , و أنت تعلم مسألة قبول المثليين جنسيا كرجال دين في بعض الكنائس و إقامة طقوس زواج لهم فيها ... لذا لا تتعجب ان ترى في الكنيسة الحجاب و السجادة و التقاليد و الشعائر المحلية ...
المسيحية ليست كالإسلام لذا لا يصح إسقاط مفهومنا كمسلمين عن التدين و العبادة على الجماعات الدينية الاخرى ... و لمزيد من الفهم لهذه الظاهرة يمكنك ان تقرأ عن ما يعرف بالـ syncretism و هي ظاهرة اقحام تعاليم و شعائر و معتقدات دين في دين آخر , و هذا الامر موجود في كل الاديان . الصوفية مثلا اخذت الكثير من خصائصها من الديانات الشرقية , و الاسرائيليات لها أثر واضح في كثير من المعتقدات الدينية للمسلمين ... الفرق هو مدى تقبل هذه التداخلات , فالتيار الاكثر ارثوذوكسية في المسيحية يعارض غالبا مثل هذه المزج بين الطقوس و التقاليد في حين يطلق لها التيار التقدمي البروتستانتي العنان ...
ثالثا : كل شعائر المسيحية هي غريبة عن المسيحية بما فيها الشعائر الكاثوليكية و الأرثوذوكسية , ما يعتقد الكاثوليك انه شعائر اصلية هي خليط من شعائر و تقاليد يهودية و رومانية , التنوع الطقوسي في المسيحية كبير جدا . لكن اللوتيرجيا الكلاسيكية اكثر صرامة و أقل صخبا من الاحتفاليات الانجيلية ...
رابعا : أوافقك في أمر و هو أمر واضح في الأصل , و هو أن من يعتنق المسيحية لا يعرف تاريخ المسيحية و لم يتعمق في دراستها بشكل جدي . لذلك من الطبيعي ان يكون له تصورغامض عن دينه ... كما انه لا يمكن للشخص الإنفصال بسهولة عن الهوية العميقة للجماعة ... و هنا مربط الفرس ... الكنيسة تعلم جيدا ان سبب التوتر السياسي في منطقة القبائل يعود لمشكلو الهوية و للمسألة الثقافية و اللغوية . جميعنا يعلم الحساسيات الموجودة بسبب هذا الملف و كيف ان المتعصبين للقومية العربية يصبون الزيت على النار بتوظيف الدين بشكل غير اخلاقي لإثارة النعرات العصبية و تبرير الاستعلاء , و الاستفزاز قد يصدر احيانا من رجل الدين و المسجد بقصد أو دون قصد ... و هذا هو المدخل الرئيسي لمحاولات التنصير في منطقة القبائل . أي ان المبشر يقترح بطريقة غير مباشرة نموذجا دينيا اكثر تسامحا واقعيا مع المكون الثقافي و اللغوي . و مع ذلك تبقى الظاهرة محدودة جدا حتى على مستوى منطقة القبائل ... الاتجاه العام للكنيسة في الزمن الحاضر هو أن يتكيف الدين مع الواقع و الخصوصيات المحلية بدل دفع الناس للتكيف مع الدين , و بالرغم من هذه الاستراتيجية المتساهلة و المغرية إلا ان المسيحية تجد صعوبة كبيرة في إيجاد أتباع جدد و تعجز حتى على الحفاط على أتباعها في البلاد المسيحية و لهذا كل الحديث عن عزوات التنصير و أخطاره لا تعدو ان تكون فقاعات و تهويل لا ضرورة له ...
مهما يكن , لا يحق لنا ان نكره الناس ان يكونوا مؤمنين ... الدين و الأعتقاد أمر شخصي و للناس حرية اختيار الديانة التي يريدونها بغص النظر عن منطقية هذا الإختيار , و يفترض على السلطات ان تمنح هؤلاء المواطنين الجزائريين حق بناء كنيسة , و تركهم و شأنهم ...
و كما سبق لي أن ذكرت , الظاهرة الحقيقية و الاكثر انتشارا في منطقة القبائل و بقية مناطق الجزائر و العالم العربي عموما هي ظاهرة الإلحاد و للادين ... و نحن بتركيزنا و تضخيمنا لخطر التنصير نقوم بتوجيه النظر بعيدا عن المشكلات الحقيقية , نحن في زمن التخلف و الهزائم نبحث عن أعداء وهمين أو خصوم ضعفاء و نقوم بتضخيم صورهم حتى نقنع انفسنا بتحقيق الإنتصارات و صد الغزوات ... المشكلة الحقيقة هي التطرف و الجهل و العصبية, و إذا استمر الأمر على هذا النحو فالوضع سيتدهور أكثر ... فنحن من نهدد أمننا القومي بسبب ممارساتنا الجاهلية , لأننا تختلق المشكلات بدل البحث عن الحلول ...