دعوة للحوار (بين السلفية و الاشعرية) - الصفحة 25 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

دعوة للحوار (بين السلفية و الاشعرية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-28, 15:28   رقم المشاركة : 361
معلومات العضو
سلطان العلماء
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوزيدالجزائري مشاهدة المشاركة
في خصوص بناء القواعد نقول لماذا بنيت ان بنيت لحرب المسلمين لأجل دينهم فالذين أقاموها كفروا كفرا أكبر و الا فلهم حكم آخر ،دعم الاشاعرة ليس كفرا لأننا لا نعدهم كفارا أصلا لأنهم معذورون بمانع التأويل ،و أما الصوفية فمن قال منهم بوحدة الوجود أو تبرئة ابليس فهو واقع في كفر أكبر و من ناصره على ذلك فهو كافر اذا تحققت فيه شروط التكفير و انتفت الموانع ،و اما الصوفية الذين لا يقولون بهذه المقالات فهم فرقة من الفرق الملية .

هذا كلام للشيخ الراجحي حفظه الله عن الدولة المغربية:

https://www.archive.org/download/tghote/tghot_64kb.mp3











 


رد مع اقتباس
قديم 2011-06-28, 15:33   رقم المشاركة : 362
معلومات العضو
سلطان العلماء
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوزيدالجزائري مشاهدة المشاركة
أخي الكريم يظهر أنه لديك خلل كبير في فهم قضية التكفير لذا لا بد من بيان مقدمتين:
1-من وقع في الكفر الأكبر و توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه الموانع كفر.
2-التكفير حق خالص لله و رسوله فوجب القول بكفر كل من وقع في فعل جاء الشرع ما يدل على انه كفر اكبر ،هذا على سبيل التعميم و أما التعيين فمقيد بما في المقدمة الأولى .
و هاتين المقدمتين مجمع عليهما فيالجملة بين علماء الأمة .
بارك الله فيك أخي الكريم
الذي أحاول أن اوصله لك
أنّ أهل التكفير و التفجير وأتباع بن لادن الخارجي
يستدلّون بموقف أئمة الدعوة السلفيّة من الدولة العثمانية في تكفير الحكومات والدول العربية المعاصرة
فما قولك في هذا؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-28, 15:48   رقم المشاركة : 363
معلومات العضو
سلطان العلماء
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخ الكريم هشام:
بخصوص صفة العلو:
فأنا اثبت لله صفة العلو المعنوي
فأنا أتبع ما ذكره ائمة السلف المفسرين وحفاظ الأمة المحققين:
قال الإمام الطبري عند تفسير سورة البقرة :
وَالْعَجَب مِمَّنْ أَنْكَرَ الْمَعْنَى الْمَفْهُوم مِنْ كَلَام الْعَرَب فِي تَأْوِيل قَوْل اللَّه : { ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاء } الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الْعُلُوّ وَالِارْتِفَاع هَرَبًا عِنْد نَفْسه مِنْ أَنْ يُلْزِمهُ بِزَعْمِهِ إذَا تَأَوَّلَهُ بِمَعْنَاهُ الْمُفْهِم كَذَلِكَ أَنْ يَكُون إنَّمَا عَلَا وَارْتَفَعَ بَعْد أَنْ كَانَ تَحْتهَا , إلَى أَنْ تَأَوَّلَهُ بِالْمَجْهُولِ مِنْ تَأْوِيله الْمُسْتَنْكِر , ثُمَّ لَمْ يَنْجُ مِمَّا هَرَبَ مِنْهُ . فَيُقَال لَهُ : زَعَمْت أَنَّ تَأْوِيل قَوْله : { اسْتَوَى } أَقْبَلَ , أَفَكَانَ مُدْبِرًا عَنْ السَّمَاء فَأَقْبَلَ إلَيْهَا ؟ فَإِنْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِإِقْبَالِ فِعْل وَلَكِنَّهُ إقْبَال تَدْبِير , قِيلَ لَهُ : فَكَذَلِكَ فَقُلْ : عَلَا عَلَيْهَا عُلُوّ مُلْك وَ سُلْطَان لَا عُلُوّ انْتِقَال وَزَوَال.انتهى



عبّر عنه الإمام القرطبي المُفسّر بقوله :" فَعُلُوّ اللَّه تَعَالَى وَارْتِفَاعه عِبَارَة عَنْ عُلُوّ مَجْده وَصِفَاته وَمَلَكُوته . أَيْ لَيْسَ فَوْقه فِيمَا يَجِب لَهُ مِنْ مَعَانِي الْجَلَال أَحَد , وَلَا مَعَهُ مَنْ يَكُون الْعُلُوّ مُشْتَرَكًا بَيْنه وَبَيْنه ; لَكِنَّهُ الْعَلِيّ بِالْإِطْلَاقِ سُبْحَانه ".انتهى
علوّ الله سبحانه تعالى عبّر عنه القرآن الكريم فقال : {
وَهوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِه ِ } صدق الله العظيم

قال شيخ المفسرين الإمام الطبري :
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَهُوَ الْقَاهِر فَوْق عِبَاده وَهُوَ الْحَكِيم الْخَبِير } . يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ : وَ " هُوَ " نَفْسه ; يَقُول : وَاَللَّه الْقَاهِر فَوْق عِبَاده . وَ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : { الْقَاهِر } : الْمُذَلِّل الْمُسْتَعْبِد خَلْقه الْعَالِي عَلَيْهِمْ . وَإِنَّمَا قَالَ : " فَوْق عِبَاده " , لِأَنَّهُ وَصَفَ نَفْسه تَعَالَى بِقَهْرِهِ إِيَّاهُمْ , وَمِنْ صِفَة كُلّ قَاهِر شَيْئًا أَنْ يَكُون مُسْتَعْلِيًا عَلَيْهِ . فَمَعْنَى الْكَلَام إِذَنْ : وَاَللَّه الْغَالِب عِبَاده , الْمُذِلّ لَهُمْ , الْعَالِي عَلَيْهِمْ بِتَذْلِيلِهِ لَهُمْ وَخَلْقه إِيَّاهُمْ , فَهُوَ فَوْقهمْ بِقَهْرِهِ إِيَّاهُمْ , وَهُمْ دُونه . { وَهُوَ الْحَكِيم } يَقُول : وَاَللَّه الْحَكِيم فِي عُلُوّهُ عَلَى عِبَاده وَقَهْره إِيَّاهُمْ بِقُدْرَتِهِ وَفِي سَائِر تَدْبِيره , الْخَبِير بِمَصَالِح الْأَشْيَاء وَمَضَارّهَا , الَّذِي لَا يَخْفَى عَلَيْهِ عَوَاقِب الْأُمُور وَبِوَادِيهَا , وَلَا يَقَع فِي تَدْبِيره خَلَل , وَلَا يَدْخُل حُكْمه دَخَل .انتهى














رد مع اقتباس
قديم 2011-06-28, 16:01   رقم المشاركة : 364
معلومات العضو
سلطان العلماء
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام البرايجي مشاهدة المشاركة

انتصار لافكار للجهم ابن صفوان و ابن سبعين وابن سينا وارسطو واسطالين وجنكسخان، ،


أخي الكريم هشام
يبدوا أنّك قليل الاطلاع أو أنّك مقلّد أعمى
فمعظم الذين ذكرتهم لم يقم بالرد عليهم وابطال عقائدهم سوى أئمة الاشعرية
فالأشاعرة هم الذين قاموا للمعتزلة
وكذلك الغزالي هو الذي أسكت الفلاسفة والزنادقة وهو يكفر ابن سينا
وكلّ كتب الأشعرية واضحة في الرد على أهل البدع من فسلافة ومعتزلة
فيكفيك مؤلفات الغزالي وعبد القاهر البغدادي وأبو الحسن الاشعري والشهرستاني وغيرها الكثير
فالأشعرية لهم ردود قوية على المعتزلة
وهذا يا أخي بشهادة شيخ الاسلام ابن تيمية
واما جنكيز خان
فالذي قام بمحاربته هم ائمة الاشعرية أمثال العز بن عبد السلام
ومعظم علماء الاسلام من الأشعرية كالنووي والعراقي والدارقنطي والبغدادي والعز بن عبد السلام وابن حجر والسيوطي ومحققي المذاهب كابن رشد وابن العربي المالكي والسبكي وابن دقيق والطحاوي وغيرهم.
بل معظم شرّا كتب الصحيحين والسنن اشاعرة
فكيف تقول عنهم أنهم ينصرون اقوال الزنادقة والفلاسفة؟
فهل هاؤلاء الائمة الاعلام كانوا ينصرون اقوال الفلاسفة؟؟؟؟؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-29, 16:09   رقم المشاركة : 365
معلومات العضو
سلطان العلماء
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي


يبدوا أن الاخ هشام يعتقد أن ربه في السماء فوعجباه لفهمه المستنير
والله ما فهمنا له عقيدة
مرة يقول هو في السماء ومرة هو على العرش ومرة هو فوق السماوات
فتفضل ردود أئمة السن على ضلالاتك:
قال الإمام النووي في شرح " صحيح مسلم " :
قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : لَا خِلَاف بَيْن الْمُسْلِمِينَ قَاطِبَة فَقِيههمْ وَمُحَدِّثهمْ وَمُتَكَلِّمهمْ وَنُظَّارهمْ وَمُقَلِّدهمْ أَنَّ الظَّوَاهِر الْوَارِدَة بِذِكْرِ اللَّه تَعَالَى فِي السَّمَاء كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمْ الْأَرْض } وَ نَحْوه لَيْسَتْ عَلَى ظَاهِرهَا , بَلْ مُتَأَوَّلَة عِنْد جَمِيعهمْ.
انتهى

قال الإمام القرطبي في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " :
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ
قَالَ اِبْن عَبَّاس : أَأَمِنْتُمْ عَذَاب مَنْ فِي السَّمَاء إِنْ عَصَيْتُمُوهُ . وَقِيلَ : تَقْدِيره أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء قُدْرَته وَ سُلْطَانه وَعَرْشه وَ مَمْلَكَته . وَخَصَّ السَّمَاء وَإِنْ عَمَّ مُلْكه تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْإِلَه الَّذِي تَنْفُذ قُدْرَته فِي السَّمَاء لَا مَنْ يُعَظِّمُونَهُ فِي الْأَرْض . وَقِيلَ : هُوَ إِشَارَة إِلَى الْمَلَائِكَة . وَقِيلَ : إِلَى جِبْرِيل وَهُوَ الْمَلَك الْمُوَكَّل بِالْعَذَابِ . قُلْت : وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى : أَأَمِنْتُمْ خَالِق مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمْ الْأَرْض كَمَا خَسَفَهَا بِقَارُونَ ...

وَ قَالَ الْمُحَقِّقُونَ : أَمِنْتُمْ مَنْ فَوْق السَّمَاء ; كَقَوْلِهِ : " فَسِيحُوا فِي الْأَرْض " [ التَّوْبَة : 2 ] أَيْ فَوْقهَا لَا بِالْمُمَاسَّةِ وَ التَّحَيُّز لَكِنْ بِالْقَهْرِ وَ التَّدْبِير . وَ قِيلَ : مَعْنَاهُ أَمِنْتُمْ مَنْ عَلَى السَّمَاء ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوع النَّخْل " [ طَه : 71 ] أَيْ عَلَيْهَا . وَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ مُدِيرهَا وَمَالِكهَا ; كَمَا يُقَال : فُلَان عَلَى الْعِرَاق وَالْحِجَاز ; أَيْ وَالِيهَا وَأَمِيرهَا . وَالْأَخْبَار فِي هَذَا الْبَاب كَثِيرَة صَحِيحَة مُنْتَشِرَة , مُشِيرَة إِلَى الْعُلُوّ ; لَا يَدْفَعهَا إِلَّا مُلْحِد أَوْ جَاهِل مُعَانِد . وَ الْمُرَاد بِهَا تَوْقِيره وَ تَنْزِيهه عَنْ السُّفْل وَ التَّحْت . وَ وَصْفه بِالْعُلُوِّ وَا لْعَظَمَة لَا بِالْأَمَاكِنِ وَالْجِهَات وَالْحُدُود لِأَنَّهَا صِفَات الْأَجْسَام .

وَ إِنَّمَا تُرْفَع الْأَيْدِي بِالدُّعَاءِ إِلَى السَّمَاء لِأَنَّ السَّمَاء مَهْبِط الْوَحْي , وَمَنْزِل الْقَطْر , وَمَحَلّ الْقُدْس , وَمَعْدِن الْمُطَهَّرِينَ مِنْ الْمَلَائِكَة , وَإِلَيْهَا تُرْفَع أَعْمَال الْعِبَاد , وَفَوْقهَا عَرْشه وَجَنَّته ; كَمَا جَعَلَ اللَّه الْكَعْبَة قِبْلَة لِلدُّعَاءِ وَالصَّلَاة , وَلِأَنَّهُ خَلَقَ الْأَمْكِنَة وَهُوَ غَيْر مُحْتَاج إِلَيْهَا , وَكَانَ فِي أَزَلِهِ قَبْل خَلْق الْمَكَان وَالزَّمَان . وَلَا مَكَان لَهُ وَلَا زَمَان . وَهُوَ الْآن عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ .
انتهى

تدبّر كلامهُ رحمهُ الله فإنّهُ جدُّ نفيس...


قال أبو حيان الأندلسي في تفسيره " البحر المحيط " :
قرأ نافع وأبو عمرو والبزي: { أأمنتم } بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وأدخل أبو عمرو وقالون بينهما ألفاً، وقنبل: بإبدال الأولى واواً لضمة ما قبلها، وعنه وعن ورش أوجه غير هذه؛ والكوفيون وابن عامر بتحقيقهما. { من في السماء }: هذا مجاز و قد قام البرهان العقلي على أن تعالى ليس بمتحيّز في جهة و مجازه أن ملكوته في السماء لأن في السماء هو صلة من ففيه الضمير الذي كان في العامل فيه و هو استقر أي من في السماء هو أي ملكوته فهو على حذف مضاف و ملكوته في كل شيء. لكن خص السماء بالذكر لأنها مسكن ملائكته و ثم عرشه و كرسيه و اللوح المحفوظ و منها تنزل قضاياه و كتبه و أمره و نهيه
، أو جاء هذا على طريق اعتقادهم إذ كانوا مشبهة فيكون المعنى : أأمنتم من تزعمون أنه في السماء ؟ وهو المتعالي عن المكان. وقيل : من على حذف مضاف أي خالق من في السماء. وقيل : من هم الملائكة. وقيل: جبريل، وهو الملك الموكل بالخسف وغيره. و قيل: من بمعنى على و يراد بالعلو القهر و القدرة لا بالمكان و في التحرير : الإجماع منعقد على أنه ليس في السماء بمعنى الاستقرار لأن من قال من المشبهة والمجسمة أنه على العرش لا يقول بأنه في السماء.
انتهى

قال في تفسير " مفاتيح الغيب " للرازي :
{ ءَأَمِنتُمْ مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }

واعلم أن هذه الآيات نظيرها قوله تعالى : { قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } [الأنعام: 65] و قال :{ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ } [القصص: 81].

واعلم أن المشبهة احتجوا على إثبات المكان لله تعالى بقوله: { ءامِنتم مَّن فِى ٱلسَّمَاء } و الجواب عنه أن هذه الآية لا يمكن إجراؤها على ظاهرها باتفاق المسلمين لأن كونه في السماء يقتضي كون السماء محيطاً به من جميع الجوانب فيكون أصغر من السماء و السماء أصغر من العرش بكثير فيلزم أن يكون الله تعالى شيئاً حقيراً بالنسبة إلى العرش و ذلك باتفاق أهل الإسلام محال، ولأنه تعالى قال : { قُل لّمَن مَّا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ قُل لِلَّهِ } [الأنعام: 12] فلو كان الله في السماء لوجب أن يكون مالكاً لنفسه وهذا محال، فعلمنا أن هذه الآية يجب صرفها عن ظاهرها إلى التأويل، ثم فيه وجوه :

أحدها : لم لا يجوزأن يكون تقدير الآية : أأمنتم من في السماء عذابه ، و ذلك لأن عادة الله تعالى جارية بأنه إنما ينزل البلاء على من يكفر بالله ويعصيه من السماء فالسماء موضع عذابه تعالى، كما أنه موضع نزول رحمته ونعمته

و ثانيها : قال أبو مسلم : كانت العرب مقرين بوجود الإله، لكنهم كانوا يعتقدون أنه في السماء على وفق قول المشبهة، فكأنه تعالى قال لهم: أتأمنون من قد أقررتم بأنه في السماء، واعترفتم له بالقدرة على ما يشاء أن يخسف بكم الأرض.

و ثالثها : تقدير الآية : من في السماء سلطانه وملكه وقدرته، والغرض من ذكر السماء تفخيم سلطان الله وتعظيم قدرته، كما قال : { وَهُوَ ٱللَّهُ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَفِى ٱلأَرْضِ } [الأنعام: 3] فإن الشيء الواحد لا يكون دفعة واحدة في مكانين، فوجب أن يكون المراد من كونه في السموات وفي الأرض نفاذ أمره وقدرته ، وجريان مشيئته في السموات وفي الأرض ، فكذا ههنا.

و رابعها : لم لا يجوز أن يكون المراد بقوله: { مَّن فِى ٱلسَّمَاء } الملك الموكل بالعذاب و هو جبريل عليه السلام، والمعنى أن يخسف بهم الأرض بأمر الله وإذنه.
انتهى

قال الشوكاني في تفسيره " فتح القدير" :
{ ءامَنْتُمْ مَّن فِى ٱلسَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ } قال الواحدي: قال المفسرون: يعني : عقوبة من في السماء وقيل : من في السماء قدرته و سلطانه و عرشه و ملائكته و قيل : من في السماء من الملائكة و قيل: المراد جبريل .
انتهى

فتأمّل !










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-29, 19:41   رقم المشاركة : 366
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العلماء مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أخي الكريم
الذي أحاول أن اوصله لك
أنّ أهل التكفير و التفجير وأتباع بن لادن الخارجي
يستدلّون بموقف أئمة الدعوة السلفيّة من الدولة العثمانية في تكفير الحكومات والدول العربية المعاصرة
فما قولك في هذا؟


موقفنا في هذا هو اتباع الدليل فالحق يؤخذ من كل أحد فأولا علينا أن ننظر في أدلة القائلين بالتكفير وأدلة القائلين بعدم التكفير فليس كل أئئمة الدعوة السلفية قالوا بتكفير الدولة العثماينة في أواخر أيامها بل هناك من خالفهم وقال عنهم بغاة فقط ولا أظن هذا يخفى عليك .

أما أتباع ابن لادن فإمامهم سيد قطب وكلنا نعرف عقيدة سيد قطب رحمه الله الأشعرية في الصفات والخارجية في التكفير .

**وقد رد على هذه الشبهة الشيخ عبد السلام برجس بقوله:
لكني اجدني بحاجة ماسة إلى مخاطبة بعض أبناء هذا البلد الذي رعى هذه الدعوة وقام على اساسها، ممن كتبت أقلامهم في صحفنا اليومية مقالات تضم صوتها إلى أعداء هذه الدعوة سواء من الفرق الضالة في الإسلام، أو من الصهيونية المتميزة غيظًا على الوجود الصحيح للإسلام والوجه الحقيقي له، فتلك الكتابات فيها خبط وخلط عجيب، تنم عن مكر أو جهل يشقى به أصحابها: فالذين يصرخون بأن كتب محمد بن عبدالوهاب وتلامذته هي منشأ هذه الأفكار العنيفة، لا يخفى عليهم ان اعتماد الجماعات الاسلامية المنحرفة في باب التكفير والجهاد على كلام عالم لا يعني ان هذا العالم يوافقهم، كما انهم عندما يحتجون على ضلالهم بكتاب الله عز وجل لا يعني ذلك ان كتاب الله يؤيدهم. وبيان ذلك: ان هذه الجماعات انتقت من كلام الشيخ وأبنائه وتلامذته ما يظنون انه يوافقهم، وعندما نورد عليهم كلام الشيخ ومدرسته فيما ينقض ما فهموه يردونه ولا يقبلونه))انتهى.
وقد أورد الشيخ رحمه الله الحجج والبراهين لتأييد ما قاله, ولقراءة المقال كاملا يمكنك الدخول على هذا الرابط:
https://www.burjes.com/burjes_article008.php










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-29, 20:49   رقم المشاركة : 367
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العلماء مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العلماء مشاهدة المشاركة
يبدوا أن الاخ هشام يعتقد أن ربه في السماء فوعجباه لفهمه المستنير
والله ما فهمنا له عقيدة

مرة يقول هو في السماء ومرة هو على العرش ومرة هو فوق السماوات

بل فهمك هو الأعوج لأن في السماء معناها فوق السماوات ومعناها على العرش ومعناها العلو لأن كل ما ‏علا فهو سماء.يقال ‏‎:‎سما يسمو سموا ,أي ‏‎:‎علا يعلو علوا.‏
فإن قيل ‏‎:‎نزل المطر من السماء كان نزوله من السحاب.‏
وإذا قيل ‏‎:‎العرش والجنة في السماء,لا يلزم من ذلك أن يكون العرش داخل السموات,بل ولا الجنة.‏
والسلف والأئمة وسائر علماء السنة إذا قالوا((الله في السماء)),فالمراد بالسماء ما فوق المخلوقات كلها ‏‏,والمعنى ‏‎:‎أن الله في العلو لا في السفل ,وهو العلي الأعلى,فله أعلى العلو,وهو ما فوق العرش,وليس هناك ‏غيره-العلي الأعلى سبحانه وتعالى-((لا يقولون أن هناك شيء يحويه أو يحصره,أو يكون محلا له أو ظرفا ‏ووعاء سبحانه وتعالى عن ذلك بل هو فوق كل شيء,وهو مستغن عن كل شيء وكل شيء مفتقر ‏إليه,وهو عال على كل شيء, وهو الحامل للعرش ولحملة العرش بقوته وقدرته,وكل مخلوق مفتقر إليه ‏وهو غني عن العرش وعن كل مخلوق))(
مجموع الفتاوى(16/100-101). ‏).فأما أن يكون في جوف السموات فليس هذا قول أهل ‏الإثبات,أهل العلم والسنة,ومن قال بذلك فهو جاهل,كمن يقول ‏‎:‎‏ إن الله ينزل ويبقى العرش فوقه,أو ‏يقول ‏‎:‎إنه يحصره شيء من مخلوقاته,فهؤلاء ضلال,كما أن أهل النفي ضلال.
وإذا كان المسلمون يكفرون من يقول ‏‎:‎‏ إن السموات تقله أو تظله,لما في ذلك إلى احتياجه إلى مخلوقاته, ‏فمن قال إنه في استوائه على العرش محتاج إلى العرش كاحتياج المحمول إلى حامله فانه‏‎ ‎كافر ‏لأن الله غنى عن العالمين حي قيوم هو الغنى المطلق وما سواه فقير إليه.فكيف بمن يقول إنه ‏مفتقر إلى السموات والأرض؟فأين حاجته في الحمل إلى العرش,من حاجة ذاته إلى ماهو دون ‏العرش(مجموع الفتاوى(2/187-188).‏)؟ ‏‎!‎
فكيف يُتَوَهَمْ بعد هذا أن خلقا يحصره ويحويه؟ ‏‎!‎‏ وقد قال سبحانه((وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ‏النَّخْلِ))‏‎]‎طه71‏‎[‎‏.,أي((على جذوع النخل)) (((فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ)))‏‎]‎آل عمران137‏‎[‎‏ ‏بمعنى((على الأرض)) ونحو ذلك,وهو كلام عربي حقيقة لا مجازا وهذا يعلمه من عرف حقائق ‏معاني الحروف,وأنها متواطئة في الغالب لا مشتركة.
اقتباس:
فتفضل ردود أئمة السن على ضلالاتك:
لا يصح لك الإعتماد على من أخطأ من الأئمة سواء الأشاعرة كالقرطبي أو الذين وافقوا بعض ما جاءت به الأشاعرة كالنووي لأن العبرة بالحجة وبما كان عليه سلف الأمة(الصحابة رضوان الله عليهم)) وليس بقول فلان أو علان .
أقوال الصحابة في أن الله مستو على عرشه فوق‎ ‎السماء


1-أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن نافع عن‏‎ ‎ابن عمر قال: لما قبض رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه: أيها‎ ‎الناس إن كان محمد إلهكم الذي تعبدونه فإن إلهكم قد مات، وإن كان إلهكم‎ ‎الله الذي في السماء‎ ‎فإن إلهكم لم يمت، ثم تلا { وَمَا‎ ‎مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} حتى ختم‎ ‎الآية‎.



2-عمر ابن الخطاب رضي الله عنه:‎
ومن المأثور عن الصحابة رضي الله عنهم في إثبات العلو لله تعالى،‎ ‎مارواه ابن أبي حاتم والبيهقي في كتاب "الأسماء ‏والصفات" عن جرير بن حازم قال: سمعت‎ ‎أبا يزيد يحدث قال: لقيت امرأة عمر رضي الله عنه يقال لها: خولة بنت ‏ثعلبة، وهو‎ ‎يسير مع الناس فاستوقفته فوقف لها، ودنا منها، وأصغى إليها رأسه، حتى قضت حاجتها‎ ‎وانصرفت، فقال ‏له رجل: ياأمير المؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز. قال‎: "‎ويحك وتدري من هذه؟ قال: لا. قال: هذه ‏امرأة سمع الله شكواها‎ ‎من‎ ‎فوق سبع سموات، هذه خولة بنت ثعلبة، والله لو لم تنصرف عني إلى الليل‏‎ ‎ماانصرفت ‏عنها حتى تقضي حاجتها إلا أن تحضر صلاة فأصليها ثم أرجع إليها حتى تقضي‎ ‎حاجتها" وقد ذكر هذا الأثر أبو عمر ‏ابن عبد البر في الاستيعاب وقال: رويناه من‎ ‎وجوه‎.
‎ ‎
وللمزيد من أقوال الصحابة رضي الله عنهم راجع:
https://djelfa.info/vb/showpost.php?p=3729452&postcount=9

فالحد الفاصل بيننا وبينكم هو قول النبي صلى الله عليه وسلم((إلا ما كان على مثلي ما أنا عليه اليوم وأصحابي))).

اقتباس:
قال الإمام النووي في شرح " صحيح مسلم " :
قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : لَا خِلَاف بَيْن الْمُسْلِمِينَ قَاطِبَة فَقِيههمْ وَمُحَدِّثهمْ وَمُتَكَلِّمهمْ وَنُظَّارهمْ وَمُقَلِّدهمْ أَنَّ الظَّوَاهِر الْوَارِدَة بِذِكْرِ اللَّه تَعَالَى فِي السَّمَاء كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمْ الْأَرْض } وَ نَحْوه لَيْسَتْ عَلَى ظَاهِرهَا , بَلْ مُتَأَوَّلَة عِنْد جَمِيعهمْ.
انتهى


أكمل كلام النووي أولا ثم تكلم:
قال الشيخ دمشيقة(وأما ما نقلتموه عن النووي من أن قوله تعالى: (ءأمنتم من في السماء) ليس على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم.

فالجواب: قطعت كلامه أيها المدلس الحبشي. وبقية كلامه هكذا:

« فمن قال باثبات جهة فوق من غير تحديد ولا تكييف من المحدثين والفقهاء والمتكلمين تأول في السماءأي على السماء» انتهى.

فلماذا لم تنقل كلامه بتمامه أيها الحبشي المخابراتي العفلقي المدلس؟؟؟

من قال بأنها ليست على ظاهرها قال بأن المراد منها أنه فوق السماء لا كما قال شيخك بأن المراد بذلك الملائكة. وقد سقت لك ذلك ولكنك تجاهلت ذلك.

قال البيهقي في الأسماء والصفات (2 :165): « ومعنى قوله في هذه الأخبار "من في السماء" أي فوق السماء على العرش كما نطق به الكتاب والسنة ». وذكر البيهقي قول جهم أن الله مع كل شيء وفي كل شيء ثم قال: « كذب عدو الله: إن الله في السماء كما وصف نفسه » (الأسماء والصفات 2: 170).

واعترف بأن أبا الحسن الطبري – من خواص أصحاب أبي الحسن الأشعري - ذهب إلى أن الله في السماء فوق كل شيء مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه، ومعنى الاستواء: الاعتلاء، كما يقول: استويت على ظهر الدابة، واستويت على السطح بمعنى علوته، واستوت الشمس على رأسي، واستوت الطير على قمة رأسي، بمعنى: علا في الجو فوجد فوق رأسي، والقديم سبحانه عالٍ على عرشه [الأسماء والصفات 517 – 518 محققة 2/152 – 153].

وعليكم أيها الأحباش بما قاله شيخكم ابن فورك الأشعري: « إعلم أنه ليس يُنكر قولُ من قال: إنّ الله في السماء. لأجل أن لفظ الكتاب قد ورد به، وهو قوله: ) أأمنتم من في السماء( ومعنى ذلك أنه فوق السماء » [مشكل الحديث وبيانه 392 ط: دار عالم الكتب].

هل قرأتها جيدا أيها الحبشي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ )) انتهى كلام الشيخ الدمشقية.

اقتباس:

قال الإمام القرطبي في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " :
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ
قَالَ اِبْن عَبَّاس : أَأَمِنْتُمْ عَذَاب مَنْ فِي السَّمَاء إِنْ عَصَيْتُمُوهُ . وَقِيلَ : تَقْدِيره أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء قُدْرَته وَ سُلْطَانه وَعَرْشه وَ مَمْلَكَته . وَخَصَّ السَّمَاء وَإِنْ عَمَّ مُلْكه تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْإِلَه الَّذِي تَنْفُذ قُدْرَته فِي السَّمَاء لَا مَنْ يُعَظِّمُونَهُ فِي الْأَرْض . وَقِيلَ : هُوَ إِشَارَة إِلَى الْمَلَائِكَة . وَقِيلَ : إِلَى جِبْرِيل وَهُوَ الْمَلَك الْمُوَكَّل بِالْعَذَابِ . قُلْت : وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى : أَأَمِنْتُمْ خَالِق مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمْ الْأَرْض كَمَا خَسَفَهَا بِقَارُونَ ...

وَ قَالَ الْمُحَقِّقُونَ : أَمِنْتُمْ مَنْ فَوْق السَّمَاء ; كَقَوْلِهِ : " فَسِيحُوا فِي الْأَرْض " [ التَّوْبَة : 2 ] أَيْ فَوْقهَا لَا بِالْمُمَاسَّةِ وَ التَّحَيُّز لَكِنْ بِالْقَهْرِ وَ التَّدْبِير . وَ قِيلَ : مَعْنَاهُ أَمِنْتُمْ مَنْ عَلَى السَّمَاء ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوع النَّخْل " [ طَه : 71 ] أَيْ عَلَيْهَا . وَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ مُدِيرهَا وَمَالِكهَا ; كَمَا يُقَال : فُلَان عَلَى الْعِرَاق وَالْحِجَاز ; أَيْ وَالِيهَا وَأَمِيرهَا . وَالْأَخْبَار فِي هَذَا الْبَاب كَثِيرَة صَحِيحَة مُنْتَشِرَة , مُشِيرَة إِلَى الْعُلُوّ ; لَا يَدْفَعهَا إِلَّا مُلْحِد أَوْ جَاهِل مُعَانِد . وَ الْمُرَاد بِهَا تَوْقِيره وَ تَنْزِيهه عَنْ السُّفْل وَ التَّحْت . وَ وَصْفه بِالْعُلُوِّ وَا لْعَظَمَة لَا بِالْأَمَاكِنِ وَالْجِهَات وَالْحُدُود لِأَنَّهَا صِفَات الْأَجْسَام .

وَ إِنَّمَا تُرْفَع الْأَيْدِي بِالدُّعَاءِ إِلَى السَّمَاء لِأَنَّ السَّمَاء مَهْبِط الْوَحْي , وَمَنْزِل الْقَطْر , وَمَحَلّ الْقُدْس , وَمَعْدِن الْمُطَهَّرِينَ مِنْ الْمَلَائِكَة , وَإِلَيْهَا تُرْفَع أَعْمَال الْعِبَاد , وَفَوْقهَا عَرْشه وَجَنَّته ; كَمَا جَعَلَ اللَّه الْكَعْبَة قِبْلَة لِلدُّعَاءِ وَالصَّلَاة , وَلِأَنَّهُ خَلَقَ الْأَمْكِنَة وَهُوَ غَيْر مُحْتَاج إِلَيْهَا , وَكَانَ فِي أَزَلِهِ قَبْل خَلْق الْمَكَان وَالزَّمَان . وَلَا مَكَان لَهُ وَلَا زَمَان . وَهُوَ الْآن عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ .انتهى
.

العبرة ليس بكلام القرطبي-فهو أشعري- بل بما نقله القرطبي عن السلف(الصحابة)
قال الإمام القرطبي في كتابه الأسنى شرح أسماء الله الحسنى 2/132 بعد أن ذكر أقوال العلماء في استواء الله على عرشه وأظهر هذه الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختارهـ ماتظاهرت عليه الآي والأخبار أن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف ،بائن من جميع خلقه هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسب ماتقدم...) .
فالقرطبي يقر أن مذهب السلف هو إثبات العلو لكنه لا يقول به ولا يختاره فنرد عليه وعليك أيها المقلد بقول النبي صلى الله عليه وسلم((إلا ما كان على مثلي ما أنا عليه اليوم وأصحابي)))
اقتباس:
تدبّر كلامهُ رحمهُ الله فإنّهُ جدُّ نفيس...

تدبرت كلامه فوجدته يكرر نفس الشبه التي يقول بها الأشاعرة وقد رددت عليها في بحثي((أقوى الردود على من أنكر علو العزيز الودود)).

فقول القرطبي:

اقتباس:
وَ إِنَّمَا تُرْفَع الْأَيْدِي بِالدُّعَاءِ إِلَى السَّمَاء لِأَنَّ السَّمَاء مَهْبِط الْوَحْي , وَمَنْزِل الْقَطْر , وَمَحَلّ الْقُدْس , وَمَعْدِن الْمُطَهَّرِينَ مِنْ الْمَلَائِكَة , وَإِلَيْهَا تُرْفَع أَعْمَال الْعِبَاد , وَفَوْقهَا عَرْشه وَجَنَّته ; كَمَا جَعَلَ اللَّه الْكَعْبَة قِبْلَة لِلدُّعَاءِ وَالصَّلَاة

قد رددنا عليه أكثر من مرة فلا داعي للتكرار:
الإعتراض السادس:إعتراضهم على دليل :رفع الأيدي إلى السماء.
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...3&postcount=73

وأما قول القرطبي:
اقتباس:


وَقِيلَ : هُوَ إِشَارَة إِلَى الْمَلَائِكَة . وَقِيلَ : إِلَى جِبْرِيل وَهُوَ الْمَلَك الْمُوَكَّل بِالْعَذَابِ . قُلْت : وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى : أَأَمِنْتُمْ خَالِق مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمْ الْأَرْض كَمَا خَسَفَهَا بِقَارُونَ ...


فهاك الرد عليها:
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...1&postcount=25


اقتباس:
قال أبو حيان الأندلسي في تفسيره " البحر المحيط " :
قرأ نافع وأبو عمرو والبزي: { أأمنتم } بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وأدخل أبو عمرو وقالون بينهما ألفاً، وقنبل: بإبدال الأولى واواً لضمة ما قبلها، وعنه وعن ورش أوجه غير هذه؛ والكوفيون وابن عامر بتحقيقهما. { من في السماء }: هذا مجاز و قد قام البرهان العقلي على أن تعالى ليس بمتحيّز في جهة و مجازه أن ملكوته في السماء لأن في السماء هو صلة من ففيه الضمير الذي كان في العامل فيه و هو استقر أي من في السماء هو أي ملكوته فهو على حذف مضاف و ملكوته في كل شيء. لكن خص السماء بالذكر لأنها مسكن ملائكته و ثم عرشه و كرسيه و اللوح المحفوظ و منها تنزل قضاياه و كتبه و أمره و نهيه ، أو جاء هذا على طريق اعتقادهم إذ كانوا مشبهة فيكون المعنى : أأمنتم من تزعمون أنه في السماء ؟ وهو المتعالي عن المكان. وقيل : من على حذف مضاف أي خالق من في السماء. وقيل : من هم الملائكة. وقيل: جبريل، وهو الملك الموكل بالخسف وغيره. و قيل: من بمعنى على و يراد بالعلو القهر و القدرة لا بالمكان و في التحرير : الإجماع منعقد على أنه ليس في السماء بمعنى الاستقرار لأن من قال من المشبهة والمجسمة أنه على العرش لا يقول بأنه في السماء.انتهى

قال في تفسير " مفاتيح الغيب " للرازي :
{ ءَأَمِنتُمْ مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }

واعلم أن هذه الآيات نظيرها قوله تعالى : { قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } [الأنعام: 65] و قال :{ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ } [القصص: 81].


أقول:
1-لفظ المكان لفظ محدث مجمل فقد يراد به حق وقد يراد به باطل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ‏‎: ‎‏((ومن قال بنفي المكان عن الله عن الله ‏عز وجل فقد يراد بالمكان ما يحويه الشيء ويحيط به,وقد يراد به ما ‏يستقر الشيء عليه بحيث يكون محتاجا إليه,وقد يراد به ما كان الشيء ‏فوقه وإن لم يكن محتاجا إليه,وقد يراد به ما فوق العالم وإن لم يكن ‏شيئا موجودا. فإن قيل
هو في مكان بمعنى إحاطة غيره به وافتقاره إلى غيره
فالله منزه عن الحاجة إلى الغير وإحاطة الغير به ونحو ذلك
وإن أريد بالمكان ما فوق العالم وما هو الرب فوقه
قيل إذا لم يكن إلا خالق أو مخلوق والخالق بائن من المخلوق كان هو ‏الظاهر الذي ليس فوقه شيء
وإذا قال القائل
هو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه فهذا المعنى حق سواء ‏سميت ذلك مكانا أو لم تسمه
وإذا عرف المقصود فمذهب أهل السنة والجماعة ما دل عليه الكتاب ‏والسنة واتفق عليه سلف الأمة وهو القول المطابق لصحيح المنقول ‏وصريح المعقول
))(
منهاج السنة (2/144-145).‏).‏
وقال رحمه الله((وحقيقة الأمر في المعنى أن ينظر في المقصود ,فمن ‏اعتقد أن المكان لا يكون إلا ما يفتقر إليه المتمكن,سواء كان محيطا به,أو ‏كان تحته,فمعلوم أن الله سبحانه ليس في مكان بهذا الإعتبار ,ومن اعتقد ‏أن العرش هو المكان,وأن الله فوقه,مع غناه عنه ,فلا ريب أنه في مكان ‏بهذا الإعتبار.‏
فمما يجب نفيه بلا ريب افتقار الله تعالى إلى ما سواه,فإنه سبحانه غني ‏عن ما سواه,وكل شيء فقير إليه ,فلا يجوز أن يوصف بصفة تتضمن ‏افتقاره إلى ما سواه
))
درء تعارض العقل والنقل(6/249).‏

2-أما تفسيره للعلو بالمجاز وأنه علو رتبة وقدرة فقد رردنا عليه فلا داعي للتكرار:
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...5&postcount=60


اقتباس:
واعلم أن المشبهة احتجوا على إثبات المكان لله تعالى بقوله: { ءامِنتم مَّن فِى ٱلسَّمَاء } و الجواب عنه أن هذه الآية لا يمكن إجراؤها على ظاهرها باتفاق المسلمين لأن كونه في السماء يقتضي كون السماء محيطاً به من جميع الجوانب فيكون أصغر من السماء و السماء أصغر من العرش بكثير فيلزم أن يكون الله تعالى شيئاً حقيراً بالنسبة إلى العرش و ذلك باتفاق أهل الإسلام محال، ولأنه تعالى قال : { قُل لّمَن مَّا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ قُل لِلَّهِ } [الأنعام: 12] فلو كان الله في السماء لوجب أن يكون مالكاً لنفسه وهذا محال، فعلمنا أن هذه الآية يجب صرفها عن ظاهرها إلى التأويل،
أولا:لقد تقدم الكلام عن بدعة المكان التي صدعتم رؤوسنا بها فلا حاجة للتكرار.
ثانيا:بل لقد اتفق المسلمين على أن ظاهر الآية هو الصحيح
قال الإمام الأوزاعي:
كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا)) رواه البيهقي.
روى شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي بإسناده إلى الحسن بن محمد بن الحارث قال: سئل علي بن المديني وأنا أسمع: ما قول أهل الجماعة؟ قال: يؤمنون بالرؤية وبالكلام، وأن الله عز وجل فوق السموات على عرشه استوى، فسئل عن قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} فقال اقرأ ما قبله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} انتهى. وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية".

وقد سبق ونقلت لكم 22 إجماعا في إثبات العلو لله تعالى(علو الذات)) كما في الرابط التالي:
https://djelfa.info/vb/showpost.php?p...2&postcount=11

اقتباس:
اقتباس:
ثم فيه وجوه :

أحدها : لم لا يجوزأن يكون تقدير الآية : أأمنتم من في السماء عذابه ، و ذلك لأن عادة الله تعالى جارية بأنه إنما ينزل البلاء على من يكفر بالله ويعصيه من السماء فالسماء موضع عذابه تعالى، كما أنه موضع نزول رحمته ونعمته



قال أبو مسلم : كانت العرب مقرين بوجود الإله، لكنهم كانوا يعتقدون أنه في السماء على وفق قول المشبهة، فكأنه تعالى قال لهم: أتأمنون من قد أقررتم بأنه في السماء، واعترفتم له بالقدرة على ما يشاء أن يخسف بكم الأرض.

و ثالثها : تقدير الآية : من في السماء سلطانه وملكه وقدرته، والغرض من ذكر السماء تفخيم سلطان الله وتعظيم قدرته، كما قال : { وَهُوَ ٱللَّهُ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَفِى ٱلأَرْضِ } [الأنعام: 3] فإن الشيء الواحد لا يكون دفعة واحدة في مكانين، فوجب أن يكون المراد من كونه في السموات وفي الأرض نفاذ أمره وقدرته ، وجريان مشيئته في السموات وفي الأرض ، فكذا ههنا.


و رابعها : لم لا يجوز أن يكون المراد بقوله: { مَّن فِى ٱلسَّمَاء } الملك الموكل بالعذاب و هو جبريل عليه السلام، والمعنى أن يخسف بهم الأرض بأمر الله وإذنه.
انتهى

هذا تحريف لكتاب الله تعالى,فقد حرّف هذه الآية بتحريفين فاضحين ‏
أما التحريف الأول ‏‎:‎‏ فهو تأويل قوله تعالى ‏‎:‎‏ ((مَنْ فِي السَّمَاءِ)) بمن ملكوته في السماء,يعني أن ‏الله تعالى ليس في السماء بل ملكوته في السماء ,وهذا تحريف محض ,لأنه خارج عن لغة العرب ولا يقتضيه ‏سياق هذه الآية ألبتة ,فإن كلمة((من)) اسم موصول بممعنى(الذي)والمراد هو الله تعالى وكلمة(في) ‏بمعنى(على) و(السماء) هو(العلو) فكل ما علا فهو سماء,فكلمة(في) ليست للظرفية,و((السماء)) ليس المراد ‏منها الفلك والجسم,بل المراد جهة العلو.‏
فمعنى هذه الآية الكريمة عند سلف هذه الأمة وأئمة السنة ‏‎:‎‏
أما تخافون الله الذي هو على السماء العالي ‏على خلقه وفوق عباده أن يرسل عليكم حاصبا ,وأن يخسف بكم الأرض.‏
ثم سياق هذه الآية وكلمة(من)الموصولة,وكلمة(يرسل)وكلمة(يخسف )مع كثرة تلك الآيات القرآنية ‏والأحاديث النبوية وفطرة جميع بني آدم عليها كلها تدل دلالة قاطعة على أن تأويل أبو حيان الأندلسي رحمه الله لهذه الآية ‏تحريف وهمي,كما تدل على أن الصحيح الحق الصريح هو أن الله تعالى في جهة العلو فوق العالم عال على ‏خلقه أجمعين.‏
وأما التحريف الثاني ‏‎:‎‏ وهو قول أبو حيان الأندلسي ‏‎:‎‏
قال أبو مسلم : كانت العرب مقرين بوجود الإله، لكنهم كانوا يعتقدون أنه في السماء على وفق قول المشبهة، فكأنه تعالى قال لهم: أتأمنون من قد أقررتم بأنه في السماء، واعترفتم له بالقدرة على ما يشاء أن يخسف بكم الأرض..‏
أقول(2) ‏‎:‎قصد أبو حيان الأندلسي أن عقيدة كون الله تعالى في السماء ,من العقائد الفاسدة للمشبهة ‏المشركين,وليست هذه العقيدة من العقائد الصحيحة للموحدين المسلمين ‏‎!!.‎
وانظر أيها المسلم كيف حرف المصنف معنى هذه الآية ‏‎!!‎‏ حتى جعل العقيدة السلفية-أي العلو لله تعالى-‏عقيدة للمشبهة والمشركين,فقد حكم على عقيدة جميع الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين وأئئمة هذا ‏الدين-وهي عقيدة علو الله تعالى على خلقه-بأنها عقيدة المشبهة والمشركين.‏
وقد رد عليه العلامة الألوسي المفسر حيث قال ‏‎:‎
‏((وقيل هو مبني على زعم العرب حيث كانوا يزعمون أنه سبحانه في السماء,فكأنه قيل ‏‎:‎أأمنتم من ‏تزعمون أنه في السماء,وهو متعال عن المكان ‏‎!!‎‏ وهذا في غاية السخافة ,فكيف يناسب بناء الكلام في مثل ‏هذا المقام على زعم بعض الجهلة,كما لا يخفى على المنصف))(3)‏
ثم ذكر الألوسي عدة نصوص لأئمة الإسلام على إقرار الصفات لله تعالى ولا سيما صفة العلو له ‏تعالى,وقال((وأئمة السلف لم يذهبوا إلى غيره تعالى)).‏
أقول(4) ‏‎:‎‏ يعني الألوسي ‏‎:‎أن معنى الآية عند السلف أأمنتم الله الذي في السماء أي في العلو,بأن المراد من ‏قوله(من)هو الله تعالى لا غير.‏
ثم قال الألوسي أيضا ((وحديث الجارية من أقوى الأدلة لهم في هذا الباب ,وتأويله بما أوّلَ به الخلف ‏خروج عن دائرة الإنصاف عند أولي الألباب))(5).‏
وهذا كلام في غاية الإنصاف لمن فهمه(6).‏(أ)

وهذه جملة من تفسيرات العلماء للآية ‏‎:‎


‎- ‎قال محمد بن يزيد المبرد (286 هـ) في كتابه المقتضب: (والسؤال عن كل ما يعقل‎ ‎بـ"مَن" ‏كما قال عز وجل: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}. فـ"مَن‎" ‎لله عز وجل‎)

‎- ‎قال الطبري (310 هـ) في تفسيره‎ : {
‎أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} وهو‎ ‎الله‎.

‎- ‎قال ابن أبي زَمَنِين (399هـ) في تفسيره :
{من في السماء} يعني‎ ‎نفسه‎.


قال أبو بكر محمد الصبغي (342 هـ) : (قد‎ ‎تضع العرب «في» بموضع «على» قال الله عز ‏وجل: {فسيحوا في الأرض}، وقال {لأصلبنكم في‎ ‎جذوع النخل} ومعناه: على الأرض وعلى ‏النخل ، فكذلك قوله: {في السماء} أي‎ ‎على العرش فوق السماء، كما صحت الأخبار عن النبي ‏صلى الله عليه‎ ‎وسلم‎) ‎الاسماء و الصفات للبيهقي
قال البيهقي في الأسماء والصفات (2 :165): « ومعنى قوله في هذه الأخبار "من في السماء" أي فوق ‏السماء على العرش كما نطق به الكتاب والسنة ».‏
قال أبو مظفر السمعاني (489 هـ)
في تفسير الآية‎: ‎أأمنتم‎ ‎ربكم‎.‎
بل وقد قال ابن فورك الأشعري: « إعلم أنه ليس يُنكر قولُ من قال: إنّ الله في السماء. لأجل أن لفظ الكتاب ‏قد ورد به، وهو قوله: ) أأمنتم من في السماء( ومعنى ذلك أنه فوق السماء » [مشكل الحديث وبيانه 392 ‏ط: دار عالم الكتب].‏




اقتباس:
قال الشوكاني في تفسيره " فتح القدير" :
{ ءامَنْتُمْ مَّن فِى ٱلسَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ } قال الواحدي: قال المفسرون: يعني : عقوبة من في السماء
أحسنت ((عقوبة من في السماء)) أي الله.
‎قال الطبري (310 هـ) في تفسيره‎ : {‎أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} وهو‎ ‎الله‎
اقتباس:
وقيل : من في السماء قدرته و سلطانه و عرشه و ملائكته و قيل : من في السماء من الملائكة و قيل: المراد جبريل
تم الرد على هذه الشبهة في ردي على أبو حيان الأندلسي فلا داعي للتكرار .

فتأمّل !




---------------

‏(2)الكلام لصاحب كتاب(الكلمات الحسان في بيان علو الرحمان) للشيخ عبد الهادي بن حسن وهبي.‏
‏(3)روح المعاني(29/15).‏
‏(4) والكلام للشيخ عبد الهادي بن حسن وهبي.‏
‏(5)التنبيهات السنية(108-111).‏
‏(6)بيان تلبيس الجهمية(2/75).‏
(أ) إلى هنا ينتهي النقل من كتاب(الكلمات الحسان في بيان علو الرحمان).









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-29, 20:58   رقم المشاركة : 368
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العلماء مشاهدة المشاركة
يبدوا أن الاخ هشام يعتقد أن ربه في السماء فوعجباه لفهمه المستنير
والله ما فهمنا له عقيدة
مرة يقول هو في السماء ومرة هو على العرش ومرة هو فوق السماوات
فتفضل ردود أئمة السن على ضلالاتك:
قال الإمام النووي في شرح " صحيح مسلم " :
قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : لَا خِلَاف بَيْن الْمُسْلِمِينَ قَاطِبَة فَقِيههمْ وَمُحَدِّثهمْ وَمُتَكَلِّمهمْ وَنُظَّارهمْ وَمُقَلِّدهمْ أَنَّ الظَّوَاهِر الْوَارِدَة بِذِكْرِ اللَّه تَعَالَى فِي السَّمَاء كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمْ الْأَرْض } وَ نَحْوه لَيْسَتْ عَلَى ظَاهِرهَا , بَلْ مُتَأَوَّلَة عِنْد جَمِيعهمْ.
انتهى

قال الإمام القرطبي في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " :
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ
قَالَ اِبْن عَبَّاس : أَأَمِنْتُمْ عَذَاب مَنْ فِي السَّمَاء إِنْ عَصَيْتُمُوهُ . وَقِيلَ : تَقْدِيره أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء قُدْرَته وَ سُلْطَانه وَعَرْشه وَ مَمْلَكَته . وَخَصَّ السَّمَاء وَإِنْ عَمَّ مُلْكه تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْإِلَه الَّذِي تَنْفُذ قُدْرَته فِي السَّمَاء لَا مَنْ يُعَظِّمُونَهُ فِي الْأَرْض . وَقِيلَ : هُوَ إِشَارَة إِلَى الْمَلَائِكَة . وَقِيلَ : إِلَى جِبْرِيل وَهُوَ الْمَلَك الْمُوَكَّل بِالْعَذَابِ . قُلْت : وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى : أَأَمِنْتُمْ خَالِق مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمْ الْأَرْض كَمَا خَسَفَهَا بِقَارُونَ ...

وَ قَالَ الْمُحَقِّقُونَ : أَمِنْتُمْ مَنْ فَوْق السَّمَاء ; كَقَوْلِهِ : " فَسِيحُوا فِي الْأَرْض " [ التَّوْبَة : 2 ] أَيْ فَوْقهَا لَا بِالْمُمَاسَّةِ وَ التَّحَيُّز لَكِنْ بِالْقَهْرِ وَ التَّدْبِير . وَ قِيلَ : مَعْنَاهُ أَمِنْتُمْ مَنْ عَلَى السَّمَاء ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوع النَّخْل " [ طَه : 71 ] أَيْ عَلَيْهَا . وَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ مُدِيرهَا وَمَالِكهَا ; كَمَا يُقَال : فُلَان عَلَى الْعِرَاق وَالْحِجَاز ; أَيْ وَالِيهَا وَأَمِيرهَا . وَالْأَخْبَار فِي هَذَا الْبَاب كَثِيرَة صَحِيحَة مُنْتَشِرَة , مُشِيرَة إِلَى الْعُلُوّ ; لَا يَدْفَعهَا إِلَّا مُلْحِد أَوْ جَاهِل مُعَانِد . وَ الْمُرَاد بِهَا تَوْقِيره وَ تَنْزِيهه عَنْ السُّفْل وَ التَّحْت . وَ وَصْفه بِالْعُلُوِّ وَا لْعَظَمَة لَا بِالْأَمَاكِنِ وَالْجِهَات وَالْحُدُود لِأَنَّهَا صِفَات الْأَجْسَام .

وَ إِنَّمَا تُرْفَع الْأَيْدِي بِالدُّعَاءِ إِلَى السَّمَاء لِأَنَّ السَّمَاء مَهْبِط الْوَحْي , وَمَنْزِل الْقَطْر , وَمَحَلّ الْقُدْس , وَمَعْدِن الْمُطَهَّرِينَ مِنْ الْمَلَائِكَة , وَإِلَيْهَا تُرْفَع أَعْمَال الْعِبَاد , وَفَوْقهَا عَرْشه وَجَنَّته ; كَمَا جَعَلَ اللَّه الْكَعْبَة قِبْلَة لِلدُّعَاءِ وَالصَّلَاة , وَلِأَنَّهُ خَلَقَ الْأَمْكِنَة وَهُوَ غَيْر مُحْتَاج إِلَيْهَا , وَكَانَ فِي أَزَلِهِ قَبْل خَلْق الْمَكَان وَالزَّمَان . وَلَا مَكَان لَهُ وَلَا زَمَان . وَهُوَ الْآن عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ .
انتهى

تدبّر كلامهُ رحمهُ الله فإنّهُ جدُّ نفيس...


قال أبو حيان الأندلسي في تفسيره " البحر المحيط " :
قرأ نافع وأبو عمرو والبزي: { أأمنتم } بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وأدخل أبو عمرو وقالون بينهما ألفاً، وقنبل: بإبدال الأولى واواً لضمة ما قبلها، وعنه وعن ورش أوجه غير هذه؛ والكوفيون وابن عامر بتحقيقهما. { من في السماء }: هذا مجاز و قد قام البرهان العقلي على أن تعالى ليس بمتحيّز في جهة و مجازه أن ملكوته في السماء لأن في السماء هو صلة من ففيه الضمير الذي كان في العامل فيه و هو استقر أي من في السماء هو أي ملكوته فهو على حذف مضاف و ملكوته في كل شيء. لكن خص السماء بالذكر لأنها مسكن ملائكته و ثم عرشه و كرسيه و اللوح المحفوظ و منها تنزل قضاياه و كتبه و أمره و نهيه
، أو جاء هذا على طريق اعتقادهم إذ كانوا مشبهة فيكون المعنى : أأمنتم من تزعمون أنه في السماء ؟ وهو المتعالي عن المكان. وقيل : من على حذف مضاف أي خالق من في السماء. وقيل : من هم الملائكة. وقيل: جبريل، وهو الملك الموكل بالخسف وغيره. و قيل: من بمعنى على و يراد بالعلو القهر و القدرة لا بالمكان و في التحرير : الإجماع منعقد على أنه ليس في السماء بمعنى الاستقرار لأن من قال من المشبهة والمجسمة أنه على العرش لا يقول بأنه في السماء.
انتهى

قال في تفسير " مفاتيح الغيب " للرازي :
{ ءَأَمِنتُمْ مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }

واعلم أن هذه الآيات نظيرها قوله تعالى : { قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } [الأنعام: 65] و قال :{ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ } [القصص: 81].

واعلم أن المشبهة احتجوا على إثبات المكان لله تعالى بقوله: { ءامِنتم مَّن فِى ٱلسَّمَاء } و الجواب عنه أن هذه الآية لا يمكن إجراؤها على ظاهرها باتفاق المسلمين لأن كونه في السماء يقتضي كون السماء محيطاً به من جميع الجوانب فيكون أصغر من السماء و السماء أصغر من العرش بكثير فيلزم أن يكون الله تعالى شيئاً حقيراً بالنسبة إلى العرش و ذلك باتفاق أهل الإسلام محال، ولأنه تعالى قال : { قُل لّمَن مَّا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ قُل لِلَّهِ } [الأنعام: 12] فلو كان الله في السماء لوجب أن يكون مالكاً لنفسه وهذا محال، فعلمنا أن هذه الآية يجب صرفها عن ظاهرها إلى التأويل، ثم فيه وجوه :

أحدها : لم لا يجوزأن يكون تقدير الآية : أأمنتم من في السماء عذابه ، و ذلك لأن عادة الله تعالى جارية بأنه إنما ينزل البلاء على من يكفر بالله ويعصيه من السماء فالسماء موضع عذابه تعالى، كما أنه موضع نزول رحمته ونعمته

و ثانيها : قال أبو مسلم : كانت العرب مقرين بوجود الإله، لكنهم كانوا يعتقدون أنه في السماء على وفق قول المشبهة، فكأنه تعالى قال لهم: أتأمنون من قد أقررتم بأنه في السماء، واعترفتم له بالقدرة على ما يشاء أن يخسف بكم الأرض.

و ثالثها : تقدير الآية : من في السماء سلطانه وملكه وقدرته، والغرض من ذكر السماء تفخيم سلطان الله وتعظيم قدرته، كما قال : { وَهُوَ ٱللَّهُ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَفِى ٱلأَرْضِ } [الأنعام: 3] فإن الشيء الواحد لا يكون دفعة واحدة في مكانين، فوجب أن يكون المراد من كونه في السموات وفي الأرض نفاذ أمره وقدرته ، وجريان مشيئته في السموات وفي الأرض ، فكذا ههنا.

و رابعها : لم لا يجوز أن يكون المراد بقوله: { مَّن فِى ٱلسَّمَاء } الملك الموكل بالعذاب و هو جبريل عليه السلام، والمعنى أن يخسف بهم الأرض بأمر الله وإذنه.
انتهى

قال الشوكاني في تفسيره " فتح القدير" :
{ ءامَنْتُمْ مَّن فِى ٱلسَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ } قال الواحدي: قال المفسرون: يعني : عقوبة من في السماء وقيل : من في السماء قدرته و سلطانه و عرشه و ملائكته و قيل : من في السماء من الملائكة و قيل: المراد جبريل .
انتهى

فتأمّل !
اقتباس:
يبدوا أن الاخ هشام يعتقد أن ربه في السماء فوعجباه لفهمه المستنير
والله ما فهمنا له عقيدة
مرة يقول هو في السماء ومرة هو على العرش ومرة هو فوق السماوات
مرة في السماء ومرة فوق السماوات، هذي صعبة على عقل معطل لانه عاطل عن العمل وقد سبق ورددنا على صاحبك الذي صعبت عليه ولم يستطع فهمها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام البرايجي مشاهدة المشاركة


قلت لك ان عقلك معطل ولا يعمل تريد ان تعطل به رب العرش المجيد، وتنفيه من الوجود قلت لي كيف، الله في السماء : يعني على السماء ومعنى على السماء فوق السماء ، والا كيف يفسر عقلك المعطل قول الله سبحانه وتعالى : (قل سيروا في الأرض) افهمها انت داخل الارض وكذب نفسك وانت فوق الارض، وقل انه يعني داخل الارض، واذهب الى الآية التي تقول لك ان الله في السماء وافهمها انه سبحانه وتعالى داخل السماء سبحانك هذا بهتان عظيم، ثم حرك التعطيل وقل انه غير موجود، والله الذي لا اله الا هو انه تحريف لمعنى القرآن الكريم. .

.
اقتباس:
ومرة على العرش


وهل تتجرء انت وتقول انه ليس على العرش، هو على العرش ومن قال غير هذا فكلامه موضوع تحت رجلي لانه يخالف الاية الكريمة {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]


اما باقي الكلام الذي نقلته فلا يلزمني بشيء ولن آخذ منه عقيدتي، لانه قول بشر وهو يفيد الظن لا العلم، انا آخذ عقيدتي من الكتاب والسنة والاجماع فقط، ولدي حديث صحيح رواه البخاري ومسلم قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء ؟ يأتيني خبر السماء صباحا ومساء .

هذا لا يفيد الظن كما ان القرآن عندي لا يعلى عليه وقد قال تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]


وهذا ايضا دليل قاطع ان الرحمن على العرش استوى استواء يليق بجلاله وعظمته سبحانه

ومنه كل الكلام الذي نقلته لنا لا ناخذ به هنا لاننا نستطيع تاويله وحمله على غير الظاهر وهو اولى ان يحول ويؤول وليس القرآن والسنة، اما الآية والحديث اللذان جئت بهما انا فيحملان على الظاهر، ولو كان عندي وقت كثير ولم تاتني بالكثير من النقولات لاولت لك كل الكلام الذي نقلته لي وجعلت معظم الكلمات تعني معاني كثيرة، وليس لي حرج في ذلك لانه كلام بشر يفيد التحويل كما فعل احد الجهمية بكلام القاضي ابن العربي لما حوله بلا استحياء عن ظاهره وقال انه تنزيه









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-29, 20:58   رقم المشاركة : 369
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العلماء مشاهدة المشاركة
الأخ الكريم هشام:
بخصوص صفة العلو:
فأنا اثبت لله صفة العلو المعنوي
فأنا أتبع ما ذكره ائمة السلف المفسرين وحفاظ الأمة المحققين:
قال الإمام الطبري عند تفسير سورة البقرة :
وَالْعَجَب مِمَّنْ أَنْكَرَ الْمَعْنَى الْمَفْهُوم مِنْ كَلَام الْعَرَب فِي تَأْوِيل قَوْل اللَّه : { ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاء } الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الْعُلُوّ وَالِارْتِفَاع هَرَبًا عِنْد نَفْسه مِنْ أَنْ يُلْزِمهُ بِزَعْمِهِ إذَا تَأَوَّلَهُ بِمَعْنَاهُ الْمُفْهِم كَذَلِكَ أَنْ يَكُون إنَّمَا عَلَا وَارْتَفَعَ بَعْد أَنْ كَانَ تَحْتهَا , إلَى أَنْ تَأَوَّلَهُ بِالْمَجْهُولِ مِنْ تَأْوِيله الْمُسْتَنْكِر , ثُمَّ لَمْ يَنْجُ مِمَّا هَرَبَ مِنْهُ . فَيُقَال لَهُ : زَعَمْت أَنَّ تَأْوِيل قَوْله : { اسْتَوَى } أَقْبَلَ , أَفَكَانَ مُدْبِرًا عَنْ السَّمَاء فَأَقْبَلَ إلَيْهَا ؟ فَإِنْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِإِقْبَالِ فِعْل وَلَكِنَّهُ إقْبَال تَدْبِير , قِيلَ لَهُ : فَكَذَلِكَ فَقُلْ : عَلَا عَلَيْهَا عُلُوّ مُلْك وَ سُلْطَان لَا عُلُوّ انْتِقَال وَزَوَال.انتهى




علوّ الله سبحانه تعالى عبّر عنه القرآن الكريم فقال : {
وَهوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِه ِ } صدق الله العظيم

قال شيخ المفسرين الإمام الطبري :
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَهُوَ الْقَاهِر فَوْق عِبَاده وَهُوَ الْحَكِيم الْخَبِير } . يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ : وَ " هُوَ " نَفْسه ; يَقُول : وَاَللَّه الْقَاهِر فَوْق عِبَاده . وَ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : { الْقَاهِر } : الْمُذَلِّل الْمُسْتَعْبِد خَلْقه الْعَالِي عَلَيْهِمْ . وَإِنَّمَا قَالَ : " فَوْق عِبَاده " , لِأَنَّهُ وَصَفَ نَفْسه تَعَالَى بِقَهْرِهِ إِيَّاهُمْ , وَمِنْ صِفَة كُلّ قَاهِر شَيْئًا أَنْ يَكُون مُسْتَعْلِيًا عَلَيْهِ . فَمَعْنَى الْكَلَام إِذَنْ : وَاَللَّه الْغَالِب عِبَاده , الْمُذِلّ لَهُمْ , الْعَالِي عَلَيْهِمْ بِتَذْلِيلِهِ لَهُمْ وَخَلْقه إِيَّاهُمْ , فَهُوَ فَوْقهمْ بِقَهْرِهِ إِيَّاهُمْ , وَهُمْ دُونه . { وَهُوَ الْحَكِيم } يَقُول : وَاَللَّه الْحَكِيم فِي عُلُوّهُ عَلَى عِبَاده وَقَهْره إِيَّاهُمْ بِقُدْرَتِهِ وَفِي سَائِر تَدْبِيره , الْخَبِير بِمَصَالِح الْأَشْيَاء وَمَضَارّهَا , الَّذِي لَا يَخْفَى عَلَيْهِ عَوَاقِب الْأُمُور وَبِوَادِيهَا , وَلَا يَقَع فِي تَدْبِيره خَلَل , وَلَا يَدْخُل حُكْمه دَخَل .انتهى






أولا:كلام ابن جرير الطبري واضح أشد الوضوح فهو يقول بالمعنى الصحيح للعلو فقال((وأوْلى المعاني بقول الله جل ثناؤه: " ثم استوى إلى السماء فسوَّاهن "، علا عليهن وارتفع، فدبرهنّ بقدرته، وخلقهنّ سبع سموات)))
ورد في كلامه على من أنكر هذا المعنى قائلا'" والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله : ( ثم استوى إلى السماء ) الذي هو بمعنى : العلو والارتفاع .)) وهذا ما يقوله السلفيين .
**وقال الطبري في موضع آخر( في تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو شاهد لكم‎ ‎أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ‏ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو‎ ‎على عرشه فوق سماواته السبع‎ . (‎تفسير الطبري 27 / 216‏‎
**
وقال الطبري رحمه الله((يقول تعالى ذكره ‏‎:‎‏ تصعد الملائكة والروح وهو ‏جبريل عليه السلام-إليه يعني ‏‎:‎‏ إلى الله جلا وعز ,والهاء في قوله(إليه) عائدة ‏على إسم الله))جامع البيان(م14/ج39/ص78).‏
فما قولك أنت في هذا الكلام للطبري؟!
ثانيا: أما عن معاني الإستواء التي ذكرها الطبري فلا خلاف فيها لأن العلماء يُفرِّقون بين ( استوى إلى ) وبين ( استوى على ) وبين ( استوى ) مُجرّدة
فالاستواء في اللغة يُطلق على معان تدور على الكمال والانتهاء ، وقد ورد في القرآن على ثلاثة وجوه :
1-
مُطلق ، كقوله تعالى : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ) أي كَمُل ..
2-مُقيّد بـ " إلى " ، كقوله تعالى ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ) أي قَصَد بإرادة تامة .
3- ومُقيّد بـ " على " ، كقوله تعالى ( لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ) ومعناه حينئذ : العلو

فاستواء الله على عرشه معناه : علوه علوا يليق بجلاله وعظمته .









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-29, 21:19   رقم المشاركة : 370
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العلماء مشاهدة المشاركة
هذا كلام للشيخ الراجحي حفظه الله عن الدولة المغربية:

https://www.archive.org/download/tghote/tghot_64kb.mp3





هذا ليس كلام الشيخ الراجحي في الدولة المغربية فقد استمعت إليه من أوله إلى آخره .
بل هو كلام الشيخ الراجحي فيما نُقِلَ له من طرف السائل المستفتي عن الدولة المغربية فالشيخ أجاب على الواقع الذي ذكره المستفتي الذي يتمثل في إباحة السحر والشرك والشعوذة ولم يجزم بصحته بل قال في الفتوى((إن صح))) ((إن رأيتم كفرا بواحا)).
فالعهدة على السائل والشيخ يفتي بحسب ما نقله المستفتي فقط .

لكن لماذا ترمي غيرك بما فيك:

انتشار المذهب الأشعري في المغرب بطريقة الدم والقتل والتكفير:

قال المؤرخ المقريزي المتوفي 845 هـ في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار

بعد ان تكلم عن نشأة العقيدة الاشعرية وسبب انتشارها في المشرق عن طريق بعض الحكام الذين فرضوه على الامة وحملوها عليه:" واتفق مع ذلك توجه أبي عبد الله محمد بن تومرت أحد رجالات المغرب إلى العراق، وأخذ عن أبي حامد الغزالي مذهب الأشعري، فلما عاد إلى بلاد المغرب وقام في المصامدة يفقههم ويعلمهم، وضع لهم عقيدة لقفها عنه عامتهم،ثم مات فخلفه بعد موته عبد المؤمن بن علي الميسي، وتلقب بأمير المؤمنين،وغلب على ممالك المغرب هو وأولاده من بعدمدة سنين، وتسموا بالموحدين، فلذلك صارت دولة الموحدين ببلاد المغرب تستبيح دماء من خالف عقيدة ابن تومرت، إذ هو عندهم الإمام المعلوم، المهدي المعصوم، فكم أراقوا بسبب ذلك من دماء خلائق لا يحصيها إلا الله خالقها سبحانه وتعالى، كما هو معروف في كتب التاريخ، فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعري وانتشاره في أمصار الإسلام))) انتهى كلامه.

و يقول الشيخ المؤرخ مبارك الميلي الجزائري رحمه الله
((وكان أهل المغرب سلفيين حتى رحل ابن تومرت إلى الشرق وعزم على إحداث انقلاب بالمغرب سياسي علمي ديني،فأخذ بطريقة الأشعري ونصرها وسمى المرابطين السلفيين مجسمين، تم انقلابه على يد عبد المؤمن فتم انتصار الأشاعرة بالمغرب ،واحتجبت السلفية بسقوط دولة صنهاجة ، فلم ينصرها بعدهم إلا أفراد قليلون من أهل العلم في أزمنة مختلفة ، ولشيخ قسنطينة في القرن الثاني عشر عبد القادر الراشدي أبيات في الانتصار للسلفيين طالعها:
خبرا عني المؤول أني كافر بالذي قضته العقول »تاريخ الجزائر في القديم والحديث (711).



وللفائدة :
هذا كتاب مهم في هذا الباب:



الأشعرية في المغرب
دخولها، رجالها، تطورها وموقف الناس منها
من سلسلة: دراسات في العقيدة الإسلامية.
تأليف: الدكتور إبراهيم التهامي
الناشر: دار قرطبة - الجزائر




زر هذه الصفحة ثم اضغط مباشرة على زر التحميل
https://www.pdfshere.com/up/index.php...ewfile&id=1254









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-29, 21:33   رقم المشاركة : 371
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تبين لي أن الأخ سلطان العلماء ينقل عن الأخ عبد الله ياسين في منتديات الشروق فهو ينقل نفس كلامه بنفس حروفه بل وحتى تلوينه!!!

لذلك أنقل لكم بعض ردودي على عبد الله ياسين في منتديات الشروق:


الرد على مداخلات عبد الله ياسين
(الجزء الثاني)



اقتباس:
- العلوّ المعنوي .
لا داعي لذكره فنحن كذلك نثبته فكل من يثبت علو الله تعالى بذاته سيثبته بقهره جلا جلاله والخلاف يكمن في علو الله بذاته أي العلو الحسي(كما تسميه أنت!(.


اقتباس:
قال شيخ المفسرين الإمام الطبري :
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَهُوَ الْقَاهِر فَوْق عِبَاده وَهُوَ الْحَكِيم الْخَبِير } . يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ : وَ " هُوَ " نَفْسه ; يَقُول : وَاَللَّه الْقَاهِر فَوْق عِبَاده . وَ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : { الْقَاهِر } : الْمُذَلِّل الْمُسْتَعْبِد خَلْقه الْعَالِي عَلَيْهِمْ . وَإِنَّمَا قَالَ : " فَوْق عِبَاده " , لِأَنَّهُ وَصَفَ نَفْسه تَعَالَى بِقَهْرِهِ إِيَّاهُمْ , وَمِنْ صِفَة كُلّ قَاهِر شَيْئًا أَنْ يَكُون مُسْتَعْلِيًا عَلَيْهِ . فَمَعْنَى الْكَلَام إِذَنْ : وَاَللَّه الْغَالِب عِبَاده , الْمُذِلّ لَهُمْ , الْعَالِي عَلَيْهِمْ بِتَذْلِيلِهِ لَهُمْ وَخَلْقه إِيَّاهُمْ , فَهُوَ فَوْقهمْ بِقَهْرِهِ إِيَّاهُمْ , وَهُمْ دُونه . { وَهُوَ الْحَكِيم } يَقُول : وَاَللَّه الْحَكِيم فِي عُلُوّهُ عَلَى عِبَاده وَقَهْره إِيَّاهُمْ بِقُدْرَتِهِ وَفِي سَائِر تَدْبِيره , الْخَبِير بِمَصَالِح الْأَشْيَاء وَمَضَارّهَا , الَّذِي لَا يَخْفَى عَلَيْهِ عَوَاقِب الْأُمُور وَبِوَادِيهَا , وَلَا يَقَع فِي تَدْبِيره خَلَل , وَلَا يَدْخُل حُكْمه دَخَل .انتهى

ففوقية الله عند الإمام الطبري هي فوقية قهر و ليست فوقية مسافة !


ونحن كذلك نقول بعلو القهر(العلو المعنوي) ولكننا كذلك نقول بعلو الذات (العلو الحسي ) وأنت نقلت آيات علو القهر دون آيات علو الذات وكأن الطبري لا يقول إلا بعلو القهر؟!!!
قال الله تعالى(ثم استوى على العرش)
الآية تخبر ان الله استوى على عرشه بعد خلق السموات و الارض فالاستواء صفة فعلية له سبحانه و تعالى , اما القهر فهي صفة ذات لا تنفك عنه سبحانه و تعالى فلا يصلح لك شيء من ذلك كله !!!!!!

ثم ان الاستواء مخصوص بالعرش والقهر متعدي الى جميع المخلوقات !!!!
فأنت لم تفعل شيء سوى بعض الجعجعة و لم نرَ طحنا !!!!!

وسؤالي يا من تقول ان الاستواء هو القهر :
هل معنى ذلك ان الله لم يكن قاهرا للعرش ثم قهره ؟؟؟

ثم لو تأملت جيدا كلام الطبري لوجدته يثبت الأمرين(علو القهر وعلو الذات) حيث قال بكل وضوح((: وَاَللَّه الْحَكِيم فِي عُلُوّهُ عَلَى عِبَاده وَقَهْره إِيَّاهُمْ بِقُدْرَتِهِ وَفِي سَائِر تَدْبِيره) فهو كما ترى يثبت علو الذات(عُلُوّهُ عَلَى عِبَاده) ويثبت علو القهر(وَقَهْره إِيَّاهُمْ بِقُدْرَتِهِ وَفِي سَائِر تَدْبِيره)).

وإن أبيت إلا مكابرة فإني أحتفك بكلام الطبري التالي:
قال في تفسير قول الله تعالى في سورة الحديد : ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو مشاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو على عرشه فوق سمواته السبع . ))

-وقال في تفسير قوله تعالى في سورة المجادلة : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) يسمع سرهم ونجواهم لا يخفى عليه شيء من أسرارهم (ولا خمسة إلا هو سادسهم) ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ) يقول : في أي موضع ومكان كانوا . وعنى بقوله : ( هو رابعهم ) بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو على عرشه . ثم روى بإسناده إلى الضحاك في قوله : ( ما يكون من نجوى ثلاثة ) إلى قوله : ( هو معهم )قال : هو فوق العرش وعلمه معهم أينما كانوا .)

ففوقية الله عند الإمام الطبري هي فوقية قهر وفوقية الذات!




اقتباس:
قال مفخرة التفسير الإمام القرطبي :
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ
الْقَهْر الْغَلَبَة , وَالْقَاهِر الْغَالِب , وَأُقْهِرَ الرَّجُل إِذَا صُيِّرَ بِحَالِ الْمَقْهُور الذَّلِيل ; قَالَ الشَّاعِر : تَمَنَّى حُصَيْن أَنْ يَسُود جِذَاعه فَأَمْسَى حُصَيْن قَدْ أَذَلَّ وَأَقْهَرَا وَقُهِرَ غُلِبَ .وَمَعْنَى ( فَوْق عِبَاده ) فَوْقِيَّة الِاسْتِعْلَاء بِالْقَهْرِ وَالْغَلَبَة عَلَيْهِمْ ; أَيْ هُمْ تَحْت تَسْخِيره لَا فَوْقِيَّة مَكَان ; كَمَا تَقُول : السُّلْطَان فَوْق رَعِيَّته أَيْ بِالْمَنْزِلَةِ وَالرِّفْعَة . وَفِي الْقَهْر مَعْنَى زَائِد لَيْسَ فِي الْقُدْرَة , وَهُوَ مَنْع غَيْره عَنْ بُلُوغ الْمُرَاد .انتهى





القرطبي أشعري في الصفات مع أنه قد اعترف ان مذهب السلف هو إثبات علو الله تعالى على عرشه و لكنه للأسف لم يتبنى هذه العقيدة بل عرضها على انها عقيدة السلف فقال :
( أظهر الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ـ ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، والفضلاء والأخيار ، أن الله سبحانه على عرشه كماأخبر في كتابه بلا كيف ، بائن من جميع خلقه ، هذاجملة مذهب السلف الصالح )اهـ كتابه الأسنى شرح أسماء الله الحسنى 2/132
و قد تعقبه غير واحد على كلمته هذه فقال الامام العلامة السفاريني - ت1188 هـ - في كتابه ( لوئح الانوار السنية..) تعليقا على كلام القرطبي رحمة الله عليه :
" وفي قوله رحمه الله تعالى: (وإن كنت لا أقول به) غاية العجب لأنه اعترف بتظافر الآيات القرآنية عليه ودلالة الأخبار النبوية إليه وتعويل السلف الصالح الأخيار عليه فكيف يليق من مثله أن يقول : ( وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ) مع الدلالات القرآنية والأحاديث النبوية، وكونه معتقد الرعيل الاول والحزب الذي عليه المعمول ، ولعله إنما خاف من دسائس الحساد ودسائس أهل الزيغ والفساد وإفتراء ذوي البدع والإلحاد والله تعالى الموفق "


اقتباس:
قال الحافظ ابن كثير :
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَهُوَ الْقَاهِر فَوْق عِبَاده " أَيْ هُوَ الَّذِي خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَاب وَذَلَّتْ لَهُ الْجَبَابِرَة وَعَنَتْ لَهُ الْوُجُوه وَقَهَرَ كُلّ شَيْء وَدَانَتْ لَهُ الْخَلَائِق وَتَوَاضَعَتْ لِعَظَمَةِ جَلَاله وَكِبْرِيَائِهِ وَعَظَمَته وَعُلُوّهُ وَقُدْرَته عَلَى الْأَشْيَاء وَاسْتَكَانَتْ وَتَضَاءَلَتْ بَيْن يَدَيْهِ وَتَحْت قَهْره وَحُكْمه " وَهُوَ الْحَكِيم " أَيْ فِي جَمِيع أَفْعَاله " الْخَبِير" بِمَوَاضِع الْأَشْيَاء وَمَحَالّهَا فَلَا يُعْطِي إِلَّا مَنْ يَسْتَحِقّ وَلَا يَمْنَع إِلَّا مَنْ يَسْتَحِقّ .انتهى

ففوقية الله عند الحافظ ابن كثير هي فوقية قهر و ليست فوقية حسّية !


ونحن لا ننكر علو القهر كذلك فقد أجمعت الطوائف على إثبات علو القهر وعلو الشأن ولكن كلامنا عن علو الذات الذي أنكره الجهمية وورثه الأشاعرة .




اقتباس:
فأهل الحق يعتقدون أنّ الله موجود بدون مكان لأنّ المكان مخلوق ؛ و الله كان موجوداً قبل خلق الخلق بما فيه المكان.
قد تم الرد على هذا ولا بأس بإعادة سؤالي:
لما خلق الله العالم هل خلقه خارجا عنه أم في نفسه؟
فإن قلتم في نفسه فقد كفرتم وإن قلتم خارجا عنه فهو إذن سبحانه خارج العالم والعالم تحته.
المكان إن قصد به أنه في شيء مخلوق وأن الله تعالى مظروف لظرف مخلوق – فهذا المعنى باطل ولكن لا يلزم من قولنا ( إن الله فوق العالم بائن على خلقه ) أنه تعالى مظروف في شيء مخلوق .


وإن كان المراد من ( المكان ) ما فوق العالم فهذا المعنى الصحيح , لأن الله تعالى فوق العالم بائن من خلقه وهذا هو معنى علو الله تعالى على خلقه , ولكن الجهمية المعطلة يعنون بقولهم ( ولا له مكان ) أن الله تعالى لا فوق العالم ولا خارج العالم , وأنه لا فوق العالم إله يعبد ولا رب يدعى ويسأل , ولا وراء هذا الكون خالق خلق هذا الكون ولا عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه أصلاً هذا هو مقصود هؤلاء المعلطة([1]).


اقتباس:
ملحوظة :
الإستدلال ببعض كلام أهل العلم على اثبات الفوقية الحسّية باطلٌ ؛ لأنّ :
1- كلامهم في اثبات الفوقية و العلوّ لله محمول على العلوّ المعنوي لا الحسّي . و لا وجود في كلامهم الثابت عنهم عبارات موهمة للتجسيم كقول "استوى بذاته !!!" و غيرها من العبارات الباطلة الغير واردة لا في الكتاب و لا في السنة.
2- كثيرٌ من الروايات المروية في الباب و التي اعتمدها صاحب كتاب " اعتقاد الأئمة الأربعة " لا تصلحُ سنداً كعقيدة الإمام الشافعي المكذوبة و غيرها.

والجواب على هذا من أوجه:
كلام أئئمة أهل السنة في العلو محمول على الحسي والمعنوي معا وسياق الكلام هو الذي يفصل بينهما فلما يقول أهل السنة بأن الله مستو على عرشه بائن من خلقه فهنا بلا شك يقصدون العلو الحسي ولا يقول خلاف هذا إلا فاقد عقل ولما يقول أهل السنة بأن الله تعالى القاهر على عباده فهنا المقصود العلو المعنوي .
-أما القول بأن لفظ(إستوى بذاته) كلام يدل على التجسيم فهذا عندك أنت وإلا فإلزامك فاسد لأن أهل السنة بل والطوائف كلها يثبتون الذات فكيف تأتي وتقول أن هذا اللفظ يوحي التجسيم؟!أم أنك تعبد معدوم؟!!!
وأما القول بأن لفظ(استوى بذاته) بدعة فما قولك في تقسيمك للعلو إلى معنوي وحسي أليس بدعة ؟ وماذا عن إلزاماتك المبتدعةهل قال بها السلف لما قال سمعوا آيات الإستواء والعلو وسمعوا الأحاديث الواضحة أم تأولها بإلزماتك؟!!!
لكن الآيات والأحاديث وأقوال السلف صحيحة لا ينكرها إلا مكابر لكنكم تتأولونها بدون دليل .




--------------------------------------------------------------------------------
[1] ) نقض المنطقة 50 , ومجموع الفتاوى 4/58-59 .









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-29, 22:45   رقم المشاركة : 372
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي جمال، فقد كفيتنا ردا بالحق على هذا الباطل الذي ياتي به الاشاعرة، حتى انك كفيت الاشعري تعب نقل كلام صاحبه الاشعري في منتدى الشروق -والحمد لله- وهذا من لطف اهل السنة باهل البدعة، اما استدلال هؤلاء الاشاعرة بكلام شيخ المفسرين فهو والله من اعجب العجب، الامام ابن جرير الطبري يرى ان فرعون اللعين هو اول من نفى الرب جل وعلا، وكذب موسى في انه سبحانه وتعالى في السماء، في قوله رحمه الله: وقوله:( لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ) يقول: انظر إلى معبود موسى، الذي يعبده، ويدعو إلى عبادته( وَإِنِّي لأظُنُّهُ ) فيما يقول من أن له معبودا يعبده في السماء، وأنه هو الذي يؤيده وينصره، وهو الذي أرسله إلينا من الكاذبين; فذكر لنا أن هامان بنى له الصرح، فارتقى فوقه.)

فابن جرير الطبري رحمه الله يعتقد وجود اله معبود في السماء على العرش هو الذي ايد موسى عليه السلام ونصره على فرعون اللعين الذي كذب موسى في ذلك، وهؤلاء الذين ينفون وجود الرب جل وعلا ويشبهونه بالعدم الغير موجود يستدلون بكلام الامام ابن جرير رحمه الله

وقال الإمام الطبري رحمه الله :

"قول تعالى ذِكره : (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) أيها الكافرون .

(أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) يقول : فإذا الأرض تذهب بكم ، وتجيئ ، وتضطرب.

(أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) وهو الله .

(أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا) وهو التراب فيه الحصباء الصغار" انتهى ."تفسير الطبري" (23/513) .


اين هي العقول السليمة.....اهذا العقل تثق فيه وتتركه يؤول لك معاني القرآن الكريم والسنة النبوية، وهويستدل بكلام شيخ المفسرين الذي يهتك ستره









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-29, 23:06   رقم المشاركة : 373
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيك بارك الله أخي هشام.

أبي الحسن الأشعري يرد على محاورنا الأشعري:

قال الأشعري في الإبانة((ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون ‏أيديهم إذا دعوا‎ ‎نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو ‏فوق السموات , فلولا أن الله‎ ‎عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو ‏العرش)).
و قال في كتابه الذي سماه‎ ‎إختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية ‏وغيرهم إلى‎ ‎أن قال : ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة قولهم الإقرار بالله وملائكته‎ ‎وكتبه ‏ورسله .. الى ان قال : وإنه‎ ‎على العرش‎ ‎كما قال‎ : ( ‎الرحمن على العرش استوى ) ولا نتقدم بين يدي الله ‏بالقول بل نقول‎ ‎استوى بلا كيف‎))










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-29, 23:11   رقم المشاركة : 374
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال ابن القيم رحمه الله ‏‎:‎

ومن المصائب قولهم إن اعتقاد***الفوق من فرعون ذي الكفران ‏
فإذا اعتقدتم هذا فأشياع له***أنتم وذا من أعظم من البهتان
فاسمع إذا من ذا الذي أولى بفر عون المعطل جاحد الرحمن
وانظر إلى ما جاء في القصص التي***تحكي مقال إمامهم ببيان
والله قد جعل الضلالة قدوة ***بأئمة تدعوا إلى النيران ‏
فإمام كل معطل في نفيه***فرعون مع نمرود مع هامان
طلب الصعود إلى السماء مكذبا***موسى ورام الصرح بالبنيان
بل قال موسى كاذب في زعمه***فوق السماء الرب ذو السلطان
فابنوا لي الصرح الرفيع لعلني***أرقى إليه بحيلة الإنسان
وأظن موسى كاذبا في قوله***الله فوق العرش ذي السلطان ‏
وكذلك كذبه بأن إلهه***ناداه بالتكليم ذو عيان
هو أنكر التكليم والفوقية***العليا كقول جهم ذي الصفوان ‏

فمن الذي أولى بفرعون إذا***منا ومنكم بعد هذا التبيان









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-30, 16:22   رقم المشاركة : 375
معلومات العضو
سلطان العلماء
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
وفيك بارك الله أخي هشام.

أبي الحسن الأشعري يرد على محاورنا الأشعري:


قال الأشعري في الإبانة((ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون ‏أيديهم إذا دعوا‎ ‎نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو ‏فوق السموات , فلولا أن الله‎ ‎عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو ‏العرش)).
و قال في كتابه الذي سماه‎ ‎إختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية ‏وغيرهم إلى‎ ‎أن قال : ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة قولهم الإقرار بالله وملائكته‎ ‎وكتبه ‏ورسله .. الى ان قال : وإنه‎ ‎على العرش‎ ‎كما قال‎ : ( ‎الرحمن على العرش استوى ) ولا نتقدم بين يدي الله ‏بالقول بل نقول‎ ‎استوى بلا كيف‎))

الرد على خرافة نسبة كتاب الابانة الى امام أهل السنة أبو الحسن الأشعري
فتفضل الرد على خرافتك وأباطيلك:

أوّلاً :
قول الحافظ ابن كثير يدلّ على أنّ الأمر اجتهاد من بعض ؛ و كلمة " ذكروا " إخبار عن مذهب بعضهم في المسألة و ليست من صيغ الجزم بل هي من صيغ التمريض في مثل هذا المقام ؛ و عليه فهذا الخبر يحتاج الى دليل قطعي و لا يكفي الإخبار به فقط ؛ و ذكر الحافظ ابن كثير لمذهب بعضهم في المسألة لا يعكسُ بالضرورة رأيه هو في الأمر ، كيف و " تفسيره للقرآن الكريم " مملوء بالتأويل ؟! ؛ فتأمّل !

ثانيًا :


هل يصحُ في الأذهان أن يتوب إمام كبير مثل الإمام أبي الحسن عن مذهبه و لا ينقل ذالك تلامذته و خاصته ؟!!!


ثمّ لماذا نقلوا لنا رحمهم الله توبته من الإعتزال و لم يذكروا لنا بعد ذالك توبته مرة أخرى و رجوعه الى مذهب ثالث ؟!!!


لم ينقل عن أحدٍ ممّن هم أعرف بأبي الحسن الأشعري أنه مرّ في حياته بثلاث مراحل ! بل كلهم مُطبقون على أنّ الإمام تاب من مذهب المعتزلة ليرجع الى مذهب أهل السنة.


وقديماً قالوا " أهل مكة أدرى بشعابها " ، و عليه قل لي بربك كيف انكشف لأصحاب هذه الفكرة - مرور أبى الحسن بثلاث مراحل ! - ما خفي على الحافظ ابن عساكر و الحافظ البيهقي و غيرهم من أهل العلم كتلاميذه الذين عايشوه طيلة حياته العلمية الى وفاته و كتبوا عن عقيدته - رحم الله الجميع - و هم ورثة الشيخ فمن أعرفُ بالدّار أكثر من صاحبها ؟!!!


إليك تفنيد لهذه المزاعم من كلام الحافظ هبة الله بن عساكر الدمشقي رحمه الله كما تجده في " تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري " :
قال أبو بكر بن فورك رحمه الله انتقل الشيخ أبو الحسن علي بن اسمعيل الأشعري رضي الله عنه من مذاهب المعتزلة إلى نصرة مذاهب أهل السنة والجماعة بالحجج العقلية وصنف في ذلك الكتب وهو بصري من أولاد أبي موسى الأشعري رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو الذي فتح كثيرا من بلاد العجم منها كور الأهواز ومنها أصبهان وكان نفر من أولاد أبي موسى الأشعري رضي الله عنه بالبصرة وإلى وقت الشيخ أبي الحسن منهم من كان يذكر بالرياسة فلما وفق الله الشيخ أبا الحسن ما كان عليه من بدع المعتزلة وهداه إلى ما يسره من نصرة أهل السنة والجماعة ظهر امره وانتشرت كتبه بعد الثلثمائة وبقى إلى سنة أربع وعشرين وثلثمائة.انتهى


فها هم أعرف القوم بشيخ السنة يُصرّحون أن الإمام أبا الحسن بعد توبته من الاعتزال مباشرة رجع إلى مذهب السلف الصالح و صنف على طريقتهم كتبه في نصرة مذهب أهل الحق.


يعني المرحلة التي يُطلق عليها المُخالف مرحلة البدعة ما أطلق عليها الحفاظ : مرحلة " نصرة مذاهب أهل السنة والجماعة" ؟!!! و لا وجود لمرحلة الثالثة ؟!!!


ولو افترض وجود هذه المرحلة المزعومة ، فعلى أي ّّمذهب في العقيدة كان الحافظ ابن عساكر و الحافظ البيهقي و غيرهم ؟!!! و هل كانوا يُدافعون عن مذهبٍ للأشعري تاب هو منه ؟!!!


لماذا لقّبوا بالحفاظ - كما تجده في طبقات الحفاظ - إن لم يحفظوا مذهب شيخهم في العقيدة ؟!!!


قال القاضي ابن فرحون المالكي رحمه الله في " الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب " :
المتكلم بن إسماعيل بن أبي بشر بن إسحاق بن أبي سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مالكيا صنف لأهل السنة التصانيف وأقام الحجج - على إثبات السنن وما نفاه أهل البدع : من صفات الله تعالى ورؤيته وقدم كلامه وقدرته عز وجل وأمور السمع الواردة: من الصراط والميزان والشفاعة والحوض وفتنة القبر الذي نفته المعتزلة وغير ذلك من مذاهب أهل السنة والحديث فأقام الحجج الواضحة عليها من الكتاب والسنة والدلائل الواضحة العقلية ودفع شبه المعتزلة ومن بعدهم من الملحدة والرافضة وصنف في ذلك التصانيف المبسوطة التي نفع الله بها الأمة وناظر المعتزلة وظهر عليهم.

وكان أبو الحسن القابسي يثني عليه وله رسالة في ذكره لمن سأله عن مذهبه فيه أثنى عليه وأنصف وأثنى عليه أبو محمد بن أبي زيد وغيره من أئمة المسلمين...

وذكر أنه كان في ابتداء أمره معتزليا ثم رجع إلى هذا المذهب الحق ومذهب أهل السنة فكثر التعجب منه وسئل عن ذلك فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان وأمره بالرجوع إلى الحق ونصره فكان ذلك والحمد لله تعالى.انتهى



يعني مذهب أهل السنة و الحديث هو الذي اتبعه أبى الحسن بعد توبته من الإعتزال و ليس كما يروج البعض !




قال أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان في " وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان " :
أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة عامر بن أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ هو صاحب الأصول والقائم بنصرة مذهب السنة ، وإليه تنسب الطائفة الأشعرية ، وشهرته تغني عن الإطالة في تعريفه، والقاضي أبو بكر الباقلاني ناصر مذهبه ومؤيد اعتقاده...وقد صنف الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في مناقبه مجلدا .انتهى




يعني أنّ أبى الحسن ناصر مذهب السنة ...




في أيّ مرحلة يا ترى ؟!




نتابع ما قاله رحمه الله حتى يتّضح الجواب :




وكان أبو الحسن الأشعري أولا معتزليا، ثم تاب من القول بالعدل وخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة، ورقي كرسيا ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا فلان بن فلان، كنت أقول بخلق القرآن وأن الله لا تراه الأبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها، وأنا تائب مقلع، معتقد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم ومعايبهم.




وكان فيه دعابة ومزاح كثير، وله من الكتب كتاب " اللمع " وكتاب " الموجز " وكتاب " إيضاح البرهان " وكتاب " التبيين عن أصول الدين " وكتاب " الشرح والتفصيل في الرد على أهل الإفك والتضليل " وهو صاحب الكتب في الرد على الملاحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة والجهمية والخوارج، وسائر أصناف المبتدعة.




ودفن في مشرعة الروايا في تربة إلى جانبها مسجد وبالقرب منها حمام وهو عن يسار المار من السوق إلى دجلة. وكان يأكل من غلة ضيعة وقفها جده بلال بن أبي بردة ابن أبي موسى على عقبه، وكانت نفقته في كل يوم سبعة عشر درهما، هكذا قاله الخطيب. وقال أبو بكر الصيرفي: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فجحرهم في أقماع السمسم. وقال أبو محمد علي بن حزم الأندلسي: إن أبا الحسن له من التصانيف خمسة وخمسون تصنيفا.انتهى




يعني مذهب السنة هو المرحلة التي رجع فيها عن الإعتزال و لا وجود للمرحلة الثالثة المزعومة !




و نحن المُخالف مرة أخرى : لماذا نقل العلماء و المؤرخون توبة أبى الحسن من الإعتزال و لم ينقل أحدٌ منهم توبته من طريقته في المرحلة الثانية ؟!!!




وهل يُعقل أن يُعلن أبى الحسن توبته من الإعتزال أمام الملأ و يسمع ذالك القاصي قبل الدّاني و لا يفعل الشئ ذاته حين انتقل الى المرحلة الثالثة المزعومة حتى اكتشفها المتأخّرون و خفيت على أصحابه من المتقدّمين ؟!!!




قال العلاّمة ابن خلدون رحمه الله في "المقدّمة" :
فأما السلف من الصحابة والتابعين فأثبتوا له صفات الألوهية و الكمال و فوضوا إليه ما يوهم النقص ساكتين عن مدلوله‏.‏ ثم اختلف الناس من بعدهم و جاء المعتزلة فأثبتوا هذه الصفات أحكاما ذهنية مجردة و لم يثبتوا صفة تقوم بذاته و سموا ذلك توحيدا و جعلوا الإنسان خالقا لأفعاله و لا تتعلق بها قدرة الله تعالى سيما الشرور و المعاصي منها إذ يمتنع على الحكيم فعلها‏.‏ و جعلوا مراعاة الأصلح للعباد واجبة عليه‏.‏ و سموا ذلك عدلا بعد أن كانوا أولا يقولون بنفي القدر و أن الأمر كله مستأنف بعلم حادث و قدرة و إرادة كذلك كما ورد في الصحيح‏.‏ و إن عبد الله بن عمر تبرأ من معبد الجهني وأصحابه القائلين بذلك‏.‏ و انتهى نفي القدر إلى واصل بن عطاء الغزالي منهم تلميذ الحسن البصري لعهد عبد الملك بن مروان‏.‏ ثم آخرا إلى معمر السلمي و رجعوا عن القول به‏.‏ و كان منهم أبو الهذيل العلاف و هو شيخ المعتزلة‏.‏ أخذ الطريقة عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل‏.‏ و كان من نفاة القدر و اتبع رأي الفلاسفة في نفي الصفات الوجودية لظهور مذاهبهم يومئذ...إلى أن ظهر الشيخ أبو الحسن الأشعري و ناظر بعض مشيختهم في مسائل الصلاح و الأصلح فرفض طريقتهم و كان على رأي عبد الله بن سعيد بن كلاب و أبي العباس القلانسي و الحرث بن أسد المحاسبي من أتباع السلف و على طريقة السنة‏.‏ فأيد مقالاتهم بالحجج الكلامية و أثبت الصفات القائمة بذات الله تعالى من العلم و القدرة و الإرادة التي يتم بها دليل التمانع و تصح المعجزات للأنبياء‏.انتهى




فتاب من الإعتزال ليرجع الى مذهب أهل السنة ، فأين وردت هذه المرحلة الثالثة المزعومة ؟!!!




قال العلامة ابن قاضي شهبة رحمه الله في كتابه " طبقات الشافعية " :
علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى ابن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري إمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والمصحح لعقائد المسلمين مولده سنة ستين ومائتين وقيل: سنة سبعين أخذ علم الكلام أولا عن أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة ثم فارقه ورجع عن الاعتزال وأظهر ذلك وشرع في الرد عليهم والتصنيف على خلافهم ودخل بغداد وأخذ عن زكريا الساجي وغيره وقال أبو بكر الصيرفي: وهو من نظراء الشيخ أبي الحسن كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم وقال القاضي أبو بكر الباقلاني: أفضل أحوالي أن أفهم كلام الشيخ أبي الحسن وكان لا يتكلم في علم الكلام إلا حيث وجب عليه نصرة الحق قال الخطيب البغدادي: أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة - والجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعة وهو بصري سكن بغداد إلى أن توفي.انتهى




فأين التوبة الثانية المزعومة ؟!!!




أمّا عن كتاب الإبانة فهو من تأليفه رحمه الله ، ولكن صورته التي هو عليها اليوم تدلّ بوضوح أنّ أيادي التلاعب و الدّس قد وصلت إليه، وهذا واضح من وجوه :
(1) التباين الواضح في النصوص بين كلّ نسخ الإبانة المطبوعة اليوم ومن قارن بين الجزء الذي نقله الحافظ ابن عساكر رحمه الله من النسخة الأصلية للإبانة و بين الجزء ذاته من الإبانة المطبوعة اليوم يتضح له بما لا يدع مجالاً للشك الفارق و قد ألف العلامة وهبي سليمان غاوجي رسالة في هذا الموضوع بعنوان "نظرة علمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه إلى الإمام أبى الحسن الأشعري " أجاد فيها و أفاد و أثبت بأدلة موضوعية أن الإبانة بصورتها اليوم لا تصح نسبتها للإمام الأشعري رحمه الله فليراجعها من يريد التوسّع في الأمر.

(2) الإبانة المتداولة اليوم فيها الإنتقاص من الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه بله رميه بالشرك !!! ، فقد جاء فيها :
وذكر هارون بن إسحاق الهمداني عن أبي نعيم عن سليمان بن عيسى القاري عن سفيان الثوري، قال: قال لي حماد بن أبي سليمان: بلِّغ أبا حنيفة المشرك أنِّي منه برئ. قال سليمان: ثم قال سفيان: لأنه كان يقول القرآن مخلوق.انتهى

فقل لي بربك هل يصحّ أن يكتب هذا الكذب إمام السنة أبى الحسن الأشعري رحمه الله ؟!!!


قال العلامة المُحقّق محمّد زاهد الكوثري في " لفت اللحظ " :
و من غريب التحريف ما دس في بعض نسخ الإبانة للأشعري كما دس فيها أشياء أخر من أنّ حماد بن أبي سليمان قال : " بلّغ أبا حنيفة المشرك أني بريء من دينه " !!! و كان يقول بخلق القرآن !!! فإن لفظ حماد : " بلّغ أبا فلان " لا " أبا حنيفة " كما في أول خلق الأفعال للبخاري !!! فجعل من لا يخاف الله لفظ " أبا حنيفة " في موضع " أبا فلان " !!! و الله أعلم من هو " أبو فلان " هذا و ما هي المسألة ؟!!!...
و قد أفضنا في البحث بعض إفاضة لما ازداد في هذا العصر من أمثال هذه التحريفات المفضوحة في كتب ينشرها الحشوية ضد الأئمة المتبوعين. و لله عاقبة الأمور.انتهى


قال الشيخ وهبي غاوجي الألباني [ نظرة علمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه إلى الإمام أبى الحسن الأشعري ] :
ولا بأس أن نقول : لو كان الإمام الأشعري رحمه الله تعالى نسب حقاً إلى الإمام ـ يعني أبا حنيفة ـ القول بخلق القرآن لما كان للإمام الأشعري تلك المكانة العالية عند الحنفية أتباع الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى. فلا تلتفت أيها القارئ إلى تلك النقول المبتورة مبتدأً والباطلة سنداً، وأحسن الظن بالإمام الأشعري كما تحسن الظن بإمام الأئمة الفقهاء وسائر الأئمة رضوان الله تعالى عليهم. وتذكر أنه أُدخِل الكثيرُ من الأباطيل على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، رُكّبت لها أسانيد باطلة، لكلمات باطلة. كذلك ولا تنس أنه حُشِر في كتب كثير من العلماء كلماتٌ وعبارات وحذف منها كلمـات وعبارات حتى في حيـاة أصحابها.انتهى

(3) قال الإمام العلاّمة صَلاح الدّين خليل بن ايبك الصفدي في كتابه [ " الوافي بالوفيات " ؛ الجزء التاسع عشر صفحة 117 ؛ الطبعة الأولى : دارُ إحياء التراث العربي للطباعة و النشر و التوزيع ] عند ترجمة إمام الحرمين أبو المعالي الجويني :
قال المازري رحمه الله في " شرح البرهان " في قوله : " إن الله يعلم الكليات لا الجزئيات " !!! وددت لو محوتها بدمي أو بدمع عيني !
قُلتُ - أي العلامة الصفدي - : أنا أحاشي إمام الحرمين عن القول بهذه المسألة، والذي أظنه أنها دست في كلامه و وضعها الحسدة له على لسانه كما وُضِعَ كتاب "الإبانة" على لسان الشيخ أبي الحسن الأشعري.انتهى


فليُتأمّل !









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(بين, للحوار, الاشعرية), السلفية, دعوة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc