طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع - الصفحة 24 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم المتوسط > قسم النشاطات الثقافية والبحوث واستفسارات الأعضاء > قسم البحوث و الاستفسارات و طلبات الأعضاء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-12-21, 20:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

بحث آخر






تنازع القوانين في عقود التجارة الدولية- دراسة مقارنة


الباحث: د/طارق عبد الله عيسى المجاهد
الدرجة العلمية: دكتوراه
تاريخ الإقرار: 2001 م
نوع الدراسة: رسالة جامعية

المقدمة :

يطلق على التجارة الدولية في كثير من الأحيان بأنها محرك النمو ، كونها تساهم بشكل كبير في زيادة النشاط الإقتصادي لدول العالم ، كما أن النمو الإقتصادي الذي يحدث في دولة ما يمكن أن يؤثر على نمط السلع والخدمات التي تتدخل فيها التجارة الدولية .

وإذا كان نمو إقتصاد الدولة يعتمد على زيادة التجارة الدولية ، فإن الأمر يتطلب إزالة العوائق التي تواجهها ، لضمان إستمرار هذه العقود وضمان تنفيذها، إذ أن فعالية النظام القانوني الذي ينظم عقود التجارة الدولية لا شك أن لها أثر في زيادة حجمها واتساع نطاقها. لذا نجد أن إقرار المستثمر الأجنبي بالإقدام أو الإحجام عن التعاقد والإستثمار في بلد ما لا يتوقف على تقدير الأوضاع السياسية و الإقتصادية السائدة في ذلك البلد فحسب، وإنما يتأثر أيضاً بمدى فعاية القواعد القانونية السائدة فيه، بحسبان أن تلك القواعد عادة ما تحدد ضمان حقوق والتزامات الأطراف المتعاقدة .

ومن هنا تعد مسألة القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية من أهم المسائل القانونية التي تثيرها داراسة هذه العقود، بوصف أن تحديد قانون معين لتنظيم وحكم العقد ليس مجرد تفضيل قانون على آخر يتم على نحو نظري دون أن يأخذ بحسبان النتائج المترتبة على هذا التحديد، فالدارسة العلمية تكشف أن تحديد القانون الواجب التطبيق يرتب نتائج وآثاراً في غاية الأهمية على مجمل العملية العقدية، إذ يتوقف تنفيذ العقد أو عدم تنفيذه، وتقويم الإلتزامات المتقابلة في العقد، ومدى إمكانية تعديل شروط العقد، وتطبيق نظرية الظروف الطارئة، وتحديد القواعد الواجبة التطبيق فيه بصدد التعويض المستحق للطرف المتضرر، وهل يتعلق الأمر بالتعويض عن الخسائر الفعلية التي لحقت به أم أن الأمر يتجاوز ذلك إلى تعويض ما فاته من كسب، ومدى إمكانية تطبيق نظرية الغش نحو القانون، والدافع بالنظام العام …

لذا تبقى دراسة تنازع القوانين في عقود التجارة الدولية من أهم موضوعات البحث التي أثارت وتثير جدلاً وخلافاً في نطاق الدراسات الفقهية والقضائية والتشريعية المتعلقة بها ، نظراً للتطور والتنوع الكبيرين الذين أصابا أنماط هذه العقود ، والذين أديا إلى أن أصبحت غالبية التشريعات الوطنية عاجزة عن مجاراة هذا التطور بقواعد ونصوص تعالجها ، إذ لم تعد هناك قيود تقف أمام تطورها الذي يلاحق التطور العلمي والتكنولوجي .

ولقد ازدادت أهمية هذه المسألة بظهور أنماط جديدة من العقود التي لم تعد التشريعات الوطنية قادرة على تنظيمها ، فضلاً عن تطور وسائل الإتصالات ووسائل النقل ، الذين أديا إلى تطور التبادل التجاري الدولي وإزدهار الحياة الإقتصادية ، فزادت أهمية المدن التجارية والصناعية ، والمناطق الحرة ، وتعددت المعارض التجارية الدولية التي يتهافت عليها التجار من جميع أنحاء العالم بغية إبرام العديد من العقود ، علاوة على ذلك تكمن أهمية هذه الدراسة فيما تثيره من مشاكل قانونية وفنية بالغة الدقة والتعقيد ، وعدم التوازن القانوني والاقتصادي لأطرافها ، وتعدد المناهج التقليدية والحديثة التي حاولت معالجتها .

وليس بعيداً عن الفطنة صعوبة البحث في مسائل تنازع القوانين ، بالنظر إلى غموض عدد من المفاهيم القانونية المتصلة به والتي يتضمنها ، وصعوبة ودقة العديد منها ، وإذا كان هذا هو حال تنازع القوانين بصورة عامة ، فما بال البحث في تنازع القوانين في عقود التجارة الدولية الذي يعد من أدق موضوعات القانون الدولي الخاص ، إن لم يكن أدقها على الإطلاق ، وأكثرها مشقة على الباحث ، يكشف ذلك تعدد المناهج وتضارب الحلول وعدم إستقرارها ، فعقود التجارة الدولية تثير صعوبات قانونية ليس لها حلول واحدة مستقرة في التشريعات الوطنية ، وفي مقدمة هذه الصعوبات تحديد القانون الوجب التطبيق ، إذ نجد أن القضاء الوطني عند إجرائه هذا التحديد يلتزم بقواعد الإسناد في قانونه ، هذه القواعد تؤدي إلى تطبيق قانون وطني قد يكون غريباً على أحد الخصمين إن لم يكن غريباً عليهما معاً ، وقد يكون صالحاً للعقود الوطنية ولكنه لا يتناسب مع عقود التجارة الدولية ، زيادة على ذلك فإن التشريعات الوطنية تباينت فيما بينها تبايناً يتعذر معه على اطراف العقد الإطمئنان على مصير حقوقهم المتعلقة بالعقد كما أدى التطور العلمي والتكنولوجي إلى إتساع نطاق عقود التجارة الدولية وظهور أنماط من العقود المستحدثة بالغة التعقيد ، سريعة التطور ، معضمها يمتد تنفيذها خلال فترة طويلة من الزمن ، تقوم خلالها علاقات متبادلة بين أطراف متعددة . لذا تأتي المنازعات المتعلقة بهذه العقود في غاية الصعوبة من الناحيتن القانونية والفنية ، وتواجه مسائل بالغة الدقة ، وقد تكون محكومة بإعراف وعادات التجارة الدولية.

وعلى الرغم من أن موضوع هذه الدراسة قد حظي بإهتمام كبير في الفقه الغربي ، إلا أن هذا الموضوع لم يحظ بنفس القدر من الاهتمام في الفقه العربي ، وإن ظهرت مؤخراً بعض المؤلفات العربية التي تناولته بالدراسة ، إلا أن الحاجة تبقى ملحة لمتابعة التطورات التي طرأت على هذه العقود سواء من حيث أنماطها المختلفة أو من حيث المناهج التي أعتمدها الفقه والقضاء والتحكيم بشأنها. فالتطورات المتلاحقة التي تصاحب هذه العقود ، تجعل من الصعوبة بمكان أن تستوعب أي دراسة تمت في إطار زمني الإحاطة بكل مستجد يطرأ على هذه العقود , لذا فإن الدراسات الخاصة بهذه العقود مهما بلغ عددها وعمقها تظل غير قادرة على الإلمام بهذا الموضوع المتغير بشكل مستمر .

ومما يزيد صعوبة هذه الدراسة أن كثير من منازعات عقود التجارة الدولية يتم حسمها عن طريق التحكيم التجاري الدولي بسرية كاملة ، الأمر الذي يجعل مهمة الباحث صعبة في معرفة الأسباب التي تتأسس عليها قرارات التحكيم .

علاوة على ذلك فإن دراسة هذا الموضوع تدعونا – بلاشك – للبحث والتنقيب عن الأحكام التي لها صلة به في فروع القانون العام والخاص ، لا سيما القانون الدولي الخاص والقانون الدولي العام ، والقانون المدني ، وقانون المرافعات والتحكيم ، ومن ثم فإن الوقوف على كل فرع من هذه الفروع على الأحكام المتعلقة بموضوع الدراسة يلقي على كاهل الباحث عبئاً ليس بالهين ، إذ أن صعوبة هذه الدراسة واتساعها وتشعب نطاقها يتطلب من الباحث جهداً لا يستهان به في تحليل كل ما يتصل بها من أحكام .

وفي ضوء ما تقدم تقتصر هذه الدراسة – بصفة عامة – على النظرية العامة لتنازع القوانين في عقود التجارة الدولية ، لعلها تسهم بإلقاء بصيص ضوء في هذا المجال ، لتكون امتدادا لما بدأه غيري ، أو بداية جادة سيكملها أو يضيف إليها المهتمون بهذا الأمر مستقبلاً ، وقد تم تناول هذه الدراسة – بعون الله – من خلال خطة اشتملت على خمسة فصول وخاتمة .

الفصل الأول تناول طبيعة عقود التجارة الدولية وقسم إلى أربعة مباحث . الأول تناول مفهوم عقود التجارة الدولية ، والثاني أكد على دولية العقد بوصفها مسألة أولية لازمة لتطبيق قواعد القانون الدولي الخاص ، والثالث تناول الاتجاهات الفقهية والقضائية في تحديد صفة الدولية في عقود التجارة الدولية ، أما المبحث الرابع فتناول مسألة خضوع مسألة عقود التجارة الدولية لقانون الإرادة .

أما الفصل الثاني فقد تناول تحديد القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية بين النظرية الشخصية والنظرية الموضوعية . وقسم إلى مبحثين : المبحث الأول تناول النظرية الشخصية ، من حيث مضمونها ، والنتائج المترتبة عليها ، وإتجاه القضاء المؤيد لها ، ثم تقديرها ، أما المبحث الثاني فتناول النظرية الموضوعية ، من حيث تعدد المناهج الفقهية والقضائية المؤيدة لها ، ومضمونها والنتائج التي يرتبها كل منهج ، ثم تقديرها .

وتناول الفصل الثالث القانون الواجب التطبيق وفقاً لإتفاقية روما لسنة 1980م والتشريعات المقارنة ، وقسم إلى مبحثين الأول تناول القانون الواجب التطبيق وفقاً لاتفاقية روما التي تعد القانون الدولي الخاص لدول الإتحاد الإقتصادي الأوربي ، والثاني تناول القانون الواجب التطبيق وفقاً للأحكام المقررة في التشريعات المقارنة .

أما الفصل الرابع فتناول أزمة قاعدة التنازع وخضوع عقود التجارة الدولية للقواعد الموضوعية للتجارة الدولية . وقسم إلى مبحثين ، المبحث الأول تناول أزمة قاعدة التنازع ، وأما الثاني فقد تناول خضوع عقود التجارة الدولية لمنهج القواعد الموضوعية في القانون الدولي الخاص .

وتناول الفصل الخامس القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية في قرارات هيئات ومراكز التحكيم . وقسم إلى مبحثين , الأول تناول أنواع التحكيم وطبيعته القانونية ، والثاني تناول دور الإرادة في تحديد القانون الواجب التطبيق أمام محاكم التحكيم . ثم خاتمة سجل فيها أهم النتائج والتوصيات التي انتهت إليها الدراسة .

ومن باب العمل بالأسباب كان علي بذل العناية المطلوبة على نحو جعلني أعتقد بأني قدمت كل ما بوسعي في الحصول أو الإطلاع على ماهو جديد من مصادر وأحكام قضائية وقرارات تحكيم تتعلق بموضوع الدراسة للاستفادة منها . فان كنت قد أصبت في ذلك هدفي ، فإنما هو فضل من الله يؤتيه من يشاء ، وإن كان هناك هنة أو تقصير في محتوى هذه الدراسة فان أي جهد بشري لا يخلو من ذلك ، ولا ضير فيه ، وحسبي أني لم ألُ جهداً في الوصول إلى هدف الدراسة والأمر متروك بلا شك للمزيد من الدراسات المستقبلية .









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-12-22, 09:45   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
sky1
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية sky1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حلول لفروض المراسله للسنه الاولى متوسط










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-22, 18:58   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sky1 مشاهدة المشاركة
حلول لفروض المراسله للسنه الاولى متوسط










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-22, 18:09   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
d-ragon201
عضو محترف
 
الصورة الرمزية d-ragon201
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ينتشر الضوء في الخلاء بسرعة v تقارب 300 الف كيلومتر في الثانية فيقطع المسافة d بين الشمس والارض خلال زمن t=8min20s
اعط الكتابة العلمية لكل من tوv
احسب المسافة d بالكيلو متر ثم بالمتر . واعط كتا بتها العلمية.


بليز بسرعة محتاجاتوووووووووو










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-23, 20:23   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة d-ragon201 مشاهدة المشاركة
ينتشر الضوء في الخلاء بسرعة v تقارب 300 الف كيلومتر في الثانية فيقطع المسافة d بين الشمس والارض خلال زمن t=8min20s
اعط الكتابة العلمية لكل من tوv
احسب المسافة d بالكيلو متر ثم بالمتر . واعط كتا بتها العلمية.


بليز بسرعة محتاجاتوووووووووو
الحل
الكتابة العلمية ل v و t
الكتابة العلمية لt
t=d/v
الكتابة العلمية ل v
v=d/t

العلاقة الرياضية تعطى كالتالي

d=v*t

نقوم بالتحويل من الدقيقة للثانية
8*60=480s
480+20=500s
d=300000*500
d=150000000km
d=150000000*1000
d=150000000000m









رد مع اقتباس
قديم 2010-12-22, 18:12   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

او هذا البحث




بحث حول البنيوية الوظيفية كأحد الإتجاهات السوسيولوجية المعاصرة <b>


البنيوية الوظيفية كأحد الإتجاهات السوسيولوجية المعاصرة

عليوي جامعة مولاي إسماعيل مسلك علم الاجتماع كلية الآداب والعلوم السداسي الثاني

عرض حول الوظيفية البنيوية

عناصر العرض

1) المقدمة .

2) معنى مفهوم الوظيفية البنيوية .

3) مراجعها و قواعدها المنهجية .
1مرجعيتها .
2 قواعدها العامة المنهجية .

4) المجتمع والوظيفية البنائية .

5) أشكالها .

6) تالكوت بارسونز نمودج لرواد الوظيفية البنائية .

7) خاتمة

الوظيفية البنيوية في علم الإجتماع

المقدمة :

يأتي هذا العرض تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبد المالك ورد، في ظل الدروس المقررة في دورة الربيع أو السداسية الثانية لمسلك علم الإجتماع ضمن مجزوءة إتجاهات سوسيولوجيا معاصرة متناولا موضوع الوظيفية البنيوية كأحد الإتجاهات السوسيولوجية المعاصرة. فما معنى الوظيفية البنائية؟ وماهي مراجع هذا الإتجاه؟ وماهي القواعد المنهجية التي يعتمد عليها؟ وما نظرتها إلى المجتمع؟ وماهي أشكالها؟

2- مقاربة لمعنى مفهوم الوظيفية البنيوية .

ترجع تسمية هذا الإتجاه البنائي الوظيفي إلى إستخدامها لمفهومي البناء، والوظيفة، في فهم المجتمع وتحليله من خلال مقارنته وتشبيهه بالكائن العضوي أو الجسم الحي، والوظيفية البنائية هي رؤية سوسيولوجية ترمي إلى تحليل ودراسة بنى المجتمع من ناحية ، والوظائف التي تقوم بها هذه البنى من ناحية أخرى .
ولكي تتضح الرؤيا فسنضرب مثلا هو كالتالي: إننا عندما ننظر إلى البنى الإجتماعية بما فيها المؤسسات, والبنى الطبقية، والنوع الديموغرافي للسكان ، فإن هذا يشكل الشق الأول (البنى) والشق الثاني هو الوظائف التي تقوم بها هذه البنى، إذا الإتجاه الوطيفي يؤكد ظرورة تكامل الأجزاء في إطار الكل أو مايصطلح عليه بتساند الأجزاء .
نستنتج من هذا أن الوظيفية هي الإتجاه الذي يبحث في وظائف المجتمع والبنى المكونة له .

1
3- مراجع الوظيفية البنيوية وقواعدها المنهجية .

1.3 مراجعها :
إن الوظيفية البنيوية كتيار وإتجاه قوي في علم الإجتماع المعاصر فإنه يتشكل إنطلاقا من مرجعيات متعددة. أولها العلمية ثانيها السوسيولوجية وثالثها الأنثروبولوجية، ورابعها مرجعية علم النفس .
فكيف ساهمت كل مرجعية من هذه المراجع على حدة في ظهور الوظيفية البنائية ؟

أ- المرجعية العلمية :

حين نبحث عن المحددات المرجعية للوظيفية ضمن حقل العلوم الحقة فإننا سنكون أمام العلوم الطبيعية التي ستأخد منها الوظيفية مفوم القوانين، أي القوانين التي تتحكم بظواهرها فإذا ماحدتت تطورات جيولوجية معينة. فمن الطبيعي أن تصاحبها أو يتولد عنها عدد من الظواهر الطبيعية . كما تنهل الوظيفية البنائية من البيولوجيا مثل الجسم البشري، أي أن لكل عضو من أعضاء هذا الجسم لا يمكن فهمه إلا في إطار كلية وقد إستفادة الوظيفية من العلوم عدة مفاهيم مثل المرفولوجية البناء ، الفيسيولوجية ، الوظائف .....
بعد حديثنا عن العلوم الحقة وما إستفادته الوظيفية منها، سوف نتحدث عن دور الأنثروبولوجيا .

ب- المرجع الأنثروبولوجية :

ظهر الإتجاه الوظيفي في الأنثروبولوجيا الثقافية على يد فارنز باوس وتطور على يد كل من العالمين الكبيرين رادكليف براون وبروسولا مالينوفسكي، ويتمثل دور براون في كونه إستخدم المماثلة البيولوجية لكي يوضح وظيفة كل عنصر من عناصر البناء الكلي وتطوره متجاهلا المكونات الفردية ، في حين ركز مالينوفسكي على دور المكونات الفردية . ليكون بذلك دور البيولوجيا ممثلا في نظرتها للثقافة كأنساق وظيفية مترابطة ومتساندة .

ج- مرجعية علم النفس :

في أواخر القرن 19 واوائل القرن 20 ظهرت في علم النفس أدوات تحليلية مختلفة تحاول أن تصنف وبدقة الأجزاء أو العناصر المكونة للعمليات العقلية مثل الإرادة الإنفعال والإدراك لكن هذه أدوات لم تتمكن في الواقع من تعين أو تحديد الوحدة التي تربط هذه العناصر. وما لبثت بعد أن نمت بعد ذلك خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن ال20 مدرسة الجشطلت التي تذهب إلى أن أي عنصر من عناصر العملية العقلية يجب أن يدرس في ضوء سياق الكل، لأن معنى كل عنصر يختلف إختلافا كبيرا عن معنى الشكل أو الكل الكبير الذي يعتبر الجزء عنصرا منه .

د- المرجعية السوسيولوجية :

نعم ثأثرت الوظيفية السوسيولوجية بالإتجاهات السائدة في البيولوجيا وفي علم النفس والأنثروبلوجيا الثقافية، إلا أن لها جدورا من العلم الذي تنتمي إليه. فكل من كونط ، سبنسر، وباريتو، ودركايم قد كان لهم دور في ظهور هذا الإتجاه. كيف إذا كانت مساهمتهم؟

-د.1 أوكست كونط :

نظر كونط إلى المجتمع بإعتباره وحدة تتمتع بالكثير من الإستقرار فقد كان ينظر إلى المجتمع رغم كل الثورات والإنقلابات على أن ما يميزه ويغلب عليه هو طابع الإستقرار، وكان يصف المجتمع بالتوازن وينظر إلى الأنساق الإجتماعية وكأنها أنساق عضوية أو بيولوجية .

- د.2سبنسر

كان لسبنسر عدة نقاط مهمة في تطور الوظيفية الإجتماعية فهو الذي رأى بأن المجتمع في أنساقه يتشابه مع كثير من الأنساق البيولوجية من حيث قدرتها على النمو والتطور ثم لاحظ بأن التمايز التدريجي للبنى في كل الأنساق الإجتماعية والبيولوجية يقترن بتمايز تدريجي في الوظيفية ويرجع الفظل له كذلك في إكتشاف قانون التطور الإجتماعي الذي أثر في الوظيفية كثيرا. هكذا كان سبنسر أكثر إستعمالا لمفهوم الوظيفية البنائية منه إلى أوكست كونط .

- د.3 باريتو :

قدم باريتونمودجا استقاه من الميكانيكا وصور المجتمع من خلاله نسقا متوازيا يتألف من أجزاء ومكونات بينها إعتماد متبادل وما يلاحظ على باريتو هو انه استعمل مصطلح المنفعة عوض الوظيفية. ويستعمل هذا المصطلح مرتين، مرة
على أنه إضافة أو إسهاما تقوم به ظاهرة بعينها لتأكيد هدف بعينه وإنجازه، ومرة أخرى بوصفها إشباعا حقيقيا أو مفترضا، بقصد توكيد الحالة الراهنة للنسق الإجتماعي والمحافظة عليه .

- د4. دوركايم :

في الحقيقة إن قوة جذور الوظيفية الإجتماعية في علم الإجتماع تكمن أساسا في فكر دوركايم، وفي تأكيده على فكرة الدور أو الإسهام الذي تقدمه البناءات الإجتماعية للكل. ففي كتابه لنيل شهادة الدوكتوراه بعنوان \" تقسيم العمل\" خصص جزءه الأول لدراسة وظيفة تقسيم العمل والتي تتمل في أنه أساس التضامن العضوي للمجتمعات المتقدمة المعقدة الشديدة التباين. كما قام في دراسته المعنونة ب\" الأشكال الأولية للحياة الدينية\" والتي رفض فيها فكرة أسطورية الدين ، واعتبره وظيفة في المجتمعات البشرية تساهم في توحيد الناس وخلق روح التضامن الإجتماعي فيمابينهم .
هكذا إذن ساهمت كل من العلوم الحقة والبيولوجية وعلم النفس والأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا في ظهور مايعرف بالبنائية الوظيفية في علم الإجتماع وما أحدتته من إنتشار في الأوساط السوسيولوجية .

2.3- قواعدها المنهجية .

تتلخص هذه القواعد كالتالي :
1- نهج منهج العلوم الطبيعية خاصة علم الحياة .
2- تفسير أي شيء أجتماعي في النسق بكل شيء في هذا النسق .
3- تبدأ بالثقافة وتعدها الوعاء الأساسي للتفسير مرورا منها إلى الشخصية الفردية ثم التنظيم الإجتماعي .
4- الإعتماد على حدس الباحث وقدرته على ملاحظة الوظائف المختلفة التي تؤديها البناءات الفرعية، أو وحدات النسق .

4- المجتمع والظيفية البنائية .

1.4- تصورات الوظيفية للمجتمع :
المجتمع عند الوظيفية هو نسق من الأفعال والبنى المحددة والمنظمة، هذا النسق يتألف من متغيرات مترابطة بنائيا (البنى) المتساندة وظيفيا ، بلإظافة إلى هذا فإن الوظيفية تنظر إل المجتمع على انه ذو طبيعة \"ترنسندالية\" أي سامية متعالية تعلو وتتجاوز كل مكونات الإنسان بمافيها إرادته، وهذا التصور هو تصور ذو جدور دوركايمية مثمتلة في الظمير الجمعي حيث يرى دوركايم أن للمجتمع ظميرا يتعالى على ظمائر الأفراد مجتمعين أو منفردين .

2.4- مسألة التوازن لدى الوظيفية البنائية .
الوظيفية اتجاه يرى المجتمع واقعا وهدفا يقوم على التوازن وأداء وظائفه وبقائه وإستمراره وفي تتبعنا لخيوط مقولة التوازن نجدها أولا عند باريتوالذي يرى المجتمع نسق متوازنا ثم عند بارسونز الذي يؤكد على أهمية التوازن الثقافي لتحقيق التوازن الإجتماعي .
3.4- مسألة الصراع الإجتماعي عند الوظيفية البنائية .
تعتبر الوظيفية الإجتماعية أنها الإتجاه الذي يدرس المجتمع من فكرة توازنه إلا أن المجتمع أيا كان لايخلو بتاتا من فكرة الصراع فهل للوظيفية شيء عن هذه الفكرة؟
أ‌- فكرة الصراع عند تالكوت بارسونز :
يريد بارسونز جعل مكان للصراع داخل الدراسات الوظيفية فيلخص تصوره حول الصراع كالتالي: يوجد داخل النسق المهني مظهرا للتنافس يتيح للأفراد التزاحم والمنافسة وأن هناك ميل إستراتيجي عام مؤداه أن القوي يحاول تسخير الظعيف لصالحه وأن النخبة المثقفة تحاول دائما تسيد أيديوليجتها أيا كانت .

ب-عند جورج سمبسون :
يعتبر هذا السوسيولوجي الصراع شيئا حاصلا ومؤكدا في المجتمعات أيا كانت،وهو يصنف أنواع الصراع إلى ثلاث: سياسي إقتصادي وديني .

ج- لويس كوزر .
إذا ما نحن لاحظنا فإن مقاربة بارسونز للصراع كانت مقاربة لامست الصراع كمرض إجتماعي أما مقاربة سمبسون فكانت مقاربة وصفية فحين سوف تكون مقاربة كوزر للصراع من جانبه الإجابي فقد اعتبره عاملا مساعدا على الحماية والتماسك كما يؤدي إلى توازن الجماعة إذا كان البناء منفتحا على العالم الخارجي ويسمح بتغير المعايير وفق مايتسق والظروف الجديدة .
كما يشير إلى أن هناك نوع من الصراع يتعلق بالمصالح العامة .
تعتبر كل هذه المقاربات نمودجا فقط وليست حصرا فلازال هناك بعض المقاربات الأخرى نذكر على سبيل المثال إدوارد نورك الذي إهتم بوصف الطقوس الدينية، والتي إعتبرها تعبيرا عن الصراع الإجتماعي .

5- أشكال الوظيفية البنائية .

إن الحديث عن تقسيم الوظيفية البنائية هو عمل صعب للغاية ذلك أن هذه المدرسة تنقسم إلى عدة إتجاهات وكل إتجاه ينقسم بدوره حسب كل باحث، وعلى أي سوف نحاول إعطاء بعض التقسيمات المعتمدة .
التقسيم الأول ويقسم الوظيفية إلى ثلاث : الوظيفية العامة التي تهتم بالتحليلات السوسيولوجية العامة ثم الوظيفية التقليدية التي تدرس المجتمعات في كونها تهدف إلى الحفاظ على تكامل النسق وتوازنه، الوظيفية الشكلية الصورية .
التقسيم الثاني ويقسمها أيضا إلى ثلاث أولها الوظيفية البنائية ثانيها البيولوجية ثم المعيارية الأول غايته الحفاظ على النظام ، الثاني يجعل من المجتمع غاية لإشباع حاجات بيولوجية والأخير يرى في التوازن الإجتماعي شيئا يمكن تحقيقه عن طريق وجود قيم ومعاير عامة مشتركة بين الغالبية .
التقسيم الثالت هو تقسيم يقسم الوظيفية إلى فردية والتي ترتكز على حاجات الفاعلين الإجتماعين والبنى الإجتماعية ،و الوظيفية العلاقاتية وتهتم بالتوثرات التي قد تمر بها المجتمعات .
إن هذه التقسيمات هي تقسيمات عامة حيث أن كل وظيفي داخل كل إتجاه يختلف عن نظيره في نفس الإتجاه الذي ينتميان إليه .

6- تالكوت بارسونز: نمودج لرواد الوظيفية البنئية

يعتبر تالكوت بارسونز أحد أبرز رواد علم الإجتماع الأمركي بشكل عام والوظيفي بشكل خاص، تخرج من كلية هامرست حيث كانت البيولوجيا أحد إهتماماته ثم درس الإقتصاد في لندن لينتقل فيما بعد إلى ألمانيا للدراسة في جامعة هايدربرج حيث أعد أطروحته للدكتوراه حول مفهوم الرأسمالية عند ماكس فيبر إشتغل مدرسا للإقتصاد بكلية أمهرست ثم في هارفرد ليشغل فيها عضو هيأة التدريس في قسم الإجتماع. له عدة مؤلفات مثال \"بناء الفعل الإجتماعي\" 1937، \"النسق الإجتماعي\"1951 \"نحو نظرية عامة للفعل\"1951بالإظافة إلى عدة مقالات ذات الثأثير القوي في علم الإجتماع .
6
- بعض الأفكار الهامة لدى بارسونز .
• الإعتقاد بأن الفعل الإجتماعي هو الموضوع الحقيقي لعلم الإجتماع .
• التركيز على مفهوم النسق الإجتماعي الذي يعرف بأنه مجموعة من الأفراد المدفوعين بميل إلى الإشباع الأمثل لإحتياجاتهم ويميز بارسونز بين ثلاث أنساق هي: 1نسق الأفكار والمعتقدات2 انساق الأفكار والرموز التعبيرية كالأشكال الفنية 3أنساق التوجيهات القيمية .
• اهتمام بارسونز بالنظم التي يعرفها بأنها مركب من الأنماط التظيمية الملائمة للتنظيم كوحدة بنائية في النسق الإجتماعي.فيعرف علم الإجتماع بانه ذلك العلم اتلذي يهتم بدراسة تكون النظم .
• فكرة متغيرات الأنماط التي يعود له الفظل في إكتشافها وتدل هذه المتغيرات على البدائل التي تبدو في المعايير وفي اختبارات الفرد فيقدمها بارسونز في 5 أزواج :
1- الوجدانية / الحياد الوجداني
2- المصلحة الذاتية / المصلحة الجمعية
3- العمومية / الخصوصية
4- الأداء / النوعية
5- التخصص/ الإنتشار
• هذا وتجدر الإشارة إلى ماقام به بارسونز في معالجته بعض المؤسسات المحددة كالأسرة والإقتصاد والدين والحكومة ليبين كيف يساهم كل منها في الإستقرار الإجتماعي . ولوأخذنا الأسرة كنمودج لدراساته ووظيفتها في الإستقرار فسنرى كيف يبين لنا بارسونز أن الأسرة الصغيرة لها وظيفتين هما :
التنشأة الإجتماعية لأجيال الجديدة ، وتمكين شخصية الكهول من الإستقرار والتوازن .
7- خاتمة .
إن الوظيفية كأحد الإتجاهات المعاصرة في علم الإجتماع تعرضت إلى الكثير من النقد أهمه النقد الذي تعرضت له على خلفيتها الأيديولوجية حيث إعتبرها
الباحث يويوف صاحب كتاب \"نقد علم الإجتماع البرجوازي
المعاصر\" سوسيولوجية رجعية تدافع عن النظام الرأسمالي
المهتري وما فطر عليه هذا النظام من معايير وقيم أهمها
الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وأنها تعتبر أن
أي ثورة على هذا النظام هي شدود إجتماعي
يهدد سلامة الجسم الإجتماعي .

لائحة للمراجع المعتمدة

• نظرية علم الإجتماع طبيعتها وتطورها: نيقولا تيماشيف ترجمة مجموعة من الأساتذة : دار المعرفة الجامعية 1993
• العلوم الإجتماعية المعاصرة _ بيار أنصار ترجمة نخلة فريفر المركز الثقافي العربي .
• الفكرالإجتماعي نشأته وإتجاهاته وقضاياه سامية محمد جابر.دار المعرفة الجامعية.1990
• الموجز في نظريات علم الإجتماع التقليدية والمعاصرة د.أكرم حجازي أستاذ علم الإجتماع بدولة الأردن الشقيقة .
• اتجاهات نظرية في علم الإجتماع. عبد الباسط عبد المعطي عدد 44 من مجلة عالم الفكر .
• المعجم النقدي لعلم الإجتماع رايمون بودون وفرونسوا بوريكو
ترجمة الدكتور سليم حداد طبعة 1986
• منهجية علم الإجتماع بين الوظيفية والماركسية والبنيوية . أحمد القصير الهيئة المصرية االعامة للكتاب 1985
</b>









رد مع اقتباس
قديم 2010-12-23, 12:39   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد بن القاسم
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

طلب بحوث أو رسائل
نظم المعلومات في الموارد البشرية
بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-23, 20:34   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن القاسم مشاهدة المشاركة
طلب بحوث أو رسائل
نظم المعلومات في الموارد البشرية
بارك الله فيكم





بحث حول نظم المعلومات الموارد البشرية
الخـــطة:
أولاً:إدارة الموارد البشرية
• تعريف إدارة الموارد البشرية
• مهام إدارة الموارد البشرية
• أهمية العنصر البشري
• التغيرات العالمية وأثرها على إدارة الموارد البشرية
• الموارد البشرية في الفكر الإداري الحديث
• الفرق بين إدارة الأفراد وإدارة القوى البشرية
• الأدوار والوظائف لإدارة الموارد البشرية
ثانياًًً:نظام المعلومات الموارد البشرية
• المفهوم
• عناصر النظام
• أغراض تطوي نظام المعلومات المواد البشرية
• تطوير استخدام نظام المعلومات الموارد البشرية
• مراحل تطوير نظام المعلومات الموارد البشرية
• المجالات التطبيقية نظام المعلومات الموارد البشرية







مقـدمـة

جذور إدارة الموارد البشرية برزت في الولايات المتحدة الأمريكية . فمنذ بداية السبعينيات ميلادية برز مفهوم إدارة الموارد البشرية كبديل لإدارة الأفراد. وتحول الاهتمام بمحتوى إدارة الأفراد بمفهومها التقليدي والذي يركز الاهتمام على الاستقطاب التدريب المكافآت وإدارة القوى العاملة لمفهوم حديث يهتم بموضوعات تتعلق بإدارة ثقافة المنظمة، تصميم هياكل المنظمة، تحليل العوامل التي تؤثر على الموارد البشرية في المستقبل وتزويد المنظمة بمجموعة من الكفاءات المناسبة. لقد تولد اعتقاد بأن إدارة الأفراد تفتقر للدور الإستراتيجي لأدائها أدوار ذات طابع أدارى وتحول الاهتمام التقليدي بإدارة الأفراد والتي تهتم بالأمور الإجرائية في تسيير شئون العاملين لمفهوم أكثر حداثة وشمولا يهتم بالعنصر البشرى. ولتفادى تلك المشكلة كان لابد أنتشارك إدارة الموارد البشرية بفاعلية أكبر في الأمور ذات الطابع الإستراتيجي.
أولاً:إدارة الموارد البشرية
تعريف إدارة الموارد البشرية
يمكن تعريفها بأنها:
" نموذج متميز لإدارة البشر والذي يسعى لتحقيق الميزة التنافسية من خلال وضع إستراتيجية للحصول على موارد بشرية تتميز بالكفاءة و الولاء".
أو
"مجموعة من النظم الفرعية المترابطة التي تشمل العمليات والأنشطة الخاصة بتوفير، وتنمية، وتشغيل الموارد البشرية في منظمات الأعمال".
أو
" مجموعة من الإستراتيجيات والعمليات والأنشطة التي يتم تصميمها لدعم الأهداف المشتركة عن طريق إيجاد نوع من التكامل بين احتياجات المؤسسة و الأفراد الذين يعملونها".
مهام إدارة الموارد البشرية

1-اختيار الكوادر البشرية المناسبة للعمل في المؤسسة.
2-الدفع باتجاه بناء والمحافظة على موارد بشرية عالية التدريب وبالعدد والتنوع المطلوب، وتكون على استعداد تام للتكيف مع التقنيات الجديدة وقادرة على توفير ميزة تنافسية في سوق عمالة يزيد تعقيداً محليا وعالميا باستمرار.
3-التأكد من الالتزام الجاد بتطوير الكفاءات المتميزة في المؤسسة وإعدادها لشغل الوظائف التخصصية والمهنية بالإضافة إلى الوظائف القيادية.
4-مساعدة مديري الإدارات وغيرهم من موظفي الإشراف على إدارة شئون موظفيهم وتحفيزهم ومكافأتهم.
5-تقديم خدمات شاملة ومثالية لكافة العاملين في المؤسسة ، بحيث توفر له متطلبات عليا من الرضا الوظيفي في هذا الجانب و بحيث تولد لديه شعور الاعتزاز الافتخار الدائم بالانتماء للمؤسسة (الولاء الوظيفي المطلق)
أهمية العنصر البشري
نتجت عن اتفاقية الجات بعض الآثار المتعلقة بقضايا العمل والعمالة مثل:
1- سعي الدول المتقدمة إلى استثمار العقول الماهرة في الدول النامية لتضر بذلك رأس المال البشري بها.
فقد أوضح تقرير التنمية البشرية عام 1994م أن الدول الأفريقية هي من أشد المتأثرين بهذه الظاهرة، بالإضافة إلى بعض الدول بقارتي آسيا وأمريكا الجنوبية.
2-وضعت الدول المتقدمة عقبات وقيوداً صارمة تحول دون هجرة العمالة غير الماهرة إليها، ودعواها في ذلك هو انتشار البطالة منها.
ولقد أصبحوا واضحا بصورة قاطعة أن للعنصر البشرى أهميته القصوى التي تعادل أهمية عنصر الميكنة والتحديث التقني إن لم تزد عليها، كما أصبح أيضاً له أثر فعال على اقتصاديات الدول في جميع مراحل نموها وتطويرها، فهو من أسباب تخلف بعض الدول النامية،و أيضاً من أسباب انطلاق الدول المتقدمة.و العنصر البشري سيكون هو العامل الأكثر أهمية في رأي مدير شركة شل، حيث يقوم بابتكار الأفكار الجديدة والمؤثرات العقلية مما يؤدي لنمو الأعمال وتنميتها، ويضيف: "تعتبر شل خير مثال على ذلك، فقبل قرن من الزمن كانت شل مجرد شركة شحن بحري ولم يكن لديها أية اهتمامات بعمليات النفط والغاز، ولكن العاملين في شل، من خلال إصرارهم و مهاراتهم وقدراتهم العقلية، استطاعوا تشكيل كيان ومنزلة شل التي نراها في وقتنا الحاضر.
التغيرات العالمية و أثرها على إدارة الموارد البشرية
تواجه المنظمات في العصر الحديث ضغوط وتحديات تتمثل في الزيادة المستمرة للقوى الداخلية والخارجية المؤثرة على استقرارها وربحيتها، فالحاجة إلى تحسين الربحية والإنتاجية والجودة، أمور كلها تتطلب تغييرات ديناميكية في جميع نواحي المنظمة لضمان البقاء الاقتصادي لها، لقد أدت التحولات التي ألمت بعالمنا اليوم إلى عديد من المتغيرات شملت جميع نواحي الحياة اقتصادية، اجتماعية، تكنولوجية، سياسية، ثقافية، وتشريعية، هذه المتغيرات العالمية تتسم بأنها سريعة ولم تعد تشمل مجالات بعينها ولكنها أصبحت تتسم باتساع النطاق والمجال، ولذلك فان آثار تلك المتغيرات على منظمات اليوم أصبحت تتبلور إما في تحقيق نتائج أفضل أو العكس .اتجاهات "العولمة" الاقتصادية المتمثلة في تزايد الاندماج والترابط بين أجزاء الاقتصاد العالمي وفعالياته المختلفة مثل :
- استمرار الثورة التقنية في مجال المعلومات والاتصالات وما يتمخض عنها من تطورٍ هائلٍ ومتصل في إمكانات معالجة البيانات والمعلومات وتخزينها واسترجاعها ونقلها وتدفقها محلياً وعالمياً بسرعةٍ فائقة وتكلفةٍ معقولة.
- بـروز العلم والتقنيـة وسيلة ضرورية وحاسمة لتحقيق مكاسب اقتصادية في ظل تعاظم المنافسة على الصعيدين المحلي والدولي.
- عدم استقرار الأسواق العالمية للأوراق المالية والصرف الأجنبي والمواد الأولية وما يلازم ذلك من تذبذبات
- ظلّت تزداد حدة وتواتراً في الأسعار والعوائد .
- ظهور المجموعة الأوروبية بعد الاتفاق على توحيد نظامها النقدي وبدء العمل بالعملة الأوروبية الجديدة (اليورو) في مطلع القرن الجديد بصفته تكتلاً مهماً على الساحة الدولية بجانب التكتلات الاقتصادية الأخرى وهي مجموعة دول أمريكا الشمالية (نافتا) ومجموعة دول حوض.

الموارد البشرية في الفكر الإداري الحديث:
إن اهتمام الفكر الإداري الحديث بقضايا الموارد البشرية يعبر عن المسعى الذي تهتم به المؤسسة ألا وهو إيجاد التوازن بين أهدافها وأهداف الفرد بغرض خلق قدرة تنافسية لها، لهذا اعتبرت الموارد البشرية الفعالة ركيزة تكوين هذه القدرة وفقاً للمنطق التالي:
• إن النتيجة الأساسية لحكة المتغيرات في عالم اليوم هي بروز الانفتاح والتحرر والمرونة كعناصر رئيسية في حركة المؤسسات وكلها تؤدي إلى إشعال قوى التنافس.
• يتحدد مصير المؤسسة في عالم اليوم وما قد تحققه من أرباح ونتائج على ما يتوفر لها من قدرات تنافسية تصل بها إلى إرضاء العملاء والتفوق على المنافسين.
• تتكون القدرات التنافسية للمؤسسة بالتصميم والتخطيط والإعداد لتحويل المزايا والموارد المتاحة لها إلى منافع وقيم أعلى للعملاء، وتمييز واختلاف عن المنافسين.
• إن المصير الحقيقي لتكوين القدرات التنافسية واستمرارها هو المورد البشري الفعال، حيث يبرز دوره في كل عنصر من عناصر القدرة التنافسية للمؤسسة.إن ما يتاح للمؤسسة من موارد مالية ومادية وتقنية ومعلوماتية وما قد تتميز به تلك المواد من خصائص وإن كانت شرطاً ضرورياً لإمكان الوصول إلى القدرة التنافسية إلا أنها ليست شرطا كافيا لتكوين تلك القدرة ذلك أنه لابد من توفر العمل البشري المتمثل في عمليات التصميم والإبداع الفكري، التخطيط والبرمجة، التنسيق والترتيب، الإعداد والتهيئة، التطوير والتحديث، التنفيذ والإنجاز، التقويم والمحاسبة. تلك العمليات هي النتاج العمل الإنساني ومظاهره هي أساس النجاح في المؤسسات وبدونها لا يتحقق أي نجاح مهما كانت الموارد الأخرى المتاحة للمؤسسة.
انطلاقا مما تم عرضه نجد أن الموارد البشرية تقوم بتفعيل نشاط المؤسسة انطلاقا من مختلف الأنشطة التي يقوم بها، وذلك مقابل الحصول على امتيازات اجتماعية ومادية مغرية، وتساهم المؤسسة في زيادة فعالية تلك الموارد البشرية بالتدريب المستمر وهو ما يعني حدوث تدفق مزدوج(من المؤسسة إلى المواد البشرية ومن المواد البشرية إلى المؤسسة).


الفرق بين إدارة الأفراد و إدارة القوى البشرية

إدارة الموارد البشرية تركز بصفة أساسية على طبقة المديرين، بينما تركز إدارة الأفراد على العاملين.
يشكل المديرين في الصفوف الأمامية محور اهتمام إدارة الموارد البشرية من خلال قيامهم بمسؤولياتهم فيما يتعلق بربط إستراتيجية المنشاة بإدارة الموارد البشرية، بينما تركز إدارة أفراد في ممارستها على الأفراد والفنيين المختصين بشئ و الأفراد بخلاف إدارة الأفراد.
الأدوار والوظائف لإدارة الموارد البشرية :
تخطيط الموارد البشرية:-توصيف الوظائف – تخطيط الاحتياجات البشرية وتقدير الإعداد اللازمة للعمل – مستوى ونوع المهارات وكذلك القدرات والخبراء – عمليات الاختيار المطلوبة.
تنمية الموارد البشرية : عملية التأهيل – التدريب – إعادة التدريب – تطوير إداري – تطوير تنظيمي.
التعويض والأجور والرواتب: تقييم الوظائف ، تقديم الأجور والرواتب .
صيانة الموارد البشرية : المحافظة على أصول المنظمة من الموارد البشرية جعل المنظمة مصدر جذب.
علاقات الموظفين : توفير من التوافق والانسجام بين المنظمة والموظفين.
وبشيء من التفصيل نجد أن إدارة الموارد البشرية تشتمل أدوارها على الموضوعات التالية :
1- تحليل وتوصيف وتصميم الوظائف.
2-التخطيط لقوة العمل .
3-استقطاب العاملين .
4-الاختيار والتعيين .
5-التعويض والمكافأة .
6-تقويم (تقييم) الوظائف .
7-الحوافز.
8-تطوير وتدريب الموارد البشرية.
9-إدارة وصيانة الموارد البشرية.

ثانياً: نظام معلومات الموارد البشرية
– المفهوم–
وردت لنظام معلومات الموارد البشرية
Human Resource Informatian System (HRIS)
العديد من المفاهيم في الأدبيات المتخصصة منها على سبيل الذكر، مفهموم
(Safran,1994:12) إذ يقول عنه "قاعدة بيانات تحتوي على كل المعلومات المناسبة الخاصة بالموارد البشرية، ويوفر التسهيلات لإدامة البيانات وسهولة الحصول عليها بالرغم من أن القليل من HRIS تعتمد على main frame (أجهزة الحاسوب الضخمة) إلا أن هناك تطوراً في المخرجات".
أما(Kovach,1999:272) فيرى أنه "إجراء نظامي لجمع وخزن وإدامة واسترجاع والتحقق من صحة المعلومات المطلوبة من لدن المنظمة فيما يتعلق بمواردها البشرية، والأنشطة التي يمارسونها وخصائص الوحدة التنظيمية".
ويقول عنه (اليوزبكي، 2001: 8) بأنه "تكوين هيكلي متكامل ومتفاعل
من المستلزمات المختلفة كالآلات، وتقنيات الحاسوب، وملحقاته والبرامجيات والأفراد العاملين في النظام والإجراءات والقواعد من أجل جمع ومعالجة البيانات (ذات العلاقة بالأفراد العاملين) من داخل المنظمة وخارجها، لغرض توفير المعلومات الضرورية عن الأفراد العاملين وبالخصائص النوعية ( كالتوقيت والدقة والتكلفة)، وتوصيلها إلى المستفيدين لصنع القرارات وإنجاز وظائف إدارة الموارد البشرية وفي جميع المستويات الإدارية وبما يحقق أفضل استخدام ممكن لهذه المعلومات".

واستناداً إلى المفاهيم السابقة نستخلص أن نظام معلومات الموارد البشرية، يمثل مجموعة مكونات وعناصر تعمل بصورة منتظمة بهدف توفير المعلومات المطلوبة عن الموارد البشرية لاتخاذ القرارات المناسبة بصددها بالتوقيت الملائم، وهذه المكونات والعناصر تعد بمثابة أبعاد للنظام المذكور تقاس من خلالها كفاءته وفاعليته.
عناصر النظام:
للنظام عناصر تتمثل فيما يلي:
مدخلات:وتكون على شكل موارد بشرية وأموال ومعلومات وطاقة ترد من البيئة الخارجية.
عمليات:وهي التفاعلات تتم داخل النظام.
مخرجات:وتكون على شكل منتجات أو خدمات أو معلومات تصب في البيئة.
تغذية راجعة(عكسية):وهي نوع من المعلومات تشكل نوعاً من الرقابة والضبط وتصل بين المخرجات من جهة والعمليات والمدخلات من جهة أخرى.




المراجع
1-الكتب:
عبد الباري إبراهيم درّة (إدارة الموارد البشرية في القرن الحادي والعشرين)دار وائل للنشر، الأردن،الطبعة الأولى،2008.
2-المذكرات:
عبد القادر شلالي(دور إدارة المواد البشرية في التخطيط الإستراتيجي)، تخصص إدارة أعمال، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، جامعة البليدة،2007.
محمد لمين مراكشي (فعالية نظام التدريب في تنمية الموارد البشرية )،مذكرة ماجستير،كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، جامعة البليدة،2005.،
3-البحوث:
د.خالد محمد طلال بني حمدان(تحليل معطيات العلاقة الإرتباطية بين نظام معلومات الموارد البشرية ورأس المال الفكري)،بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي لكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، جامعة العلوم التطبيقية الأهلية،الأردن.









رد مع اقتباس
قديم 2010-12-23, 13:25   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
الجحفة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا اخي الكريم
ان تكرمت علينا اريد بحثاحول التنقيب عن الآثار
واكون ممتنا ان وجدته عندك شكرا جزيلا










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-23, 20:33   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجحفة مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلا اخي الكريم
ان تكرمت علينا اريد بحثاحول التنقيب عن الآثار
واكون ممتنا ان وجدته عندك شكرا جزيلا



طرق التنقيب عن الاثار عرض مفصل
الدراسة العلمية لمخلّفات الحضارة الإنسانية الماضية...

ويتحرى الأثريون حياة الشعوب القديمة، وذلك بدراسة مخلفاتها. وتشمل تلك المخلفات أشياء مثل: المباني والقطع الفنية، والأدوات والعظام والخزف. وقد يقوم علماء الآثار باكتشافات مثيرة، مثل اكتشاف قبر يغص بالحلي الذهبية، أو بقايا معبد فخم في وسط الأدغال. ومع ذلك فإن اكتشاف قليل من الأدوات الحجرية أو بذور من الحبوب المتفحمة، ربما يزيح الستار بشكل أفضل عن جوانب كثيرة من حياة تلك الشعوب. واكتشاف أنواع الأكل التي كان النّاس يتناولونها في الأزمنة الغابرة، يجعلنا ندرك أوجه الشبه بين حياة أولئك القوم وحياتنا الحالية. وما يكتشفه عالم الآثار، بدءًا من الصروح الكبيرة وانتهاء بالحبوب، يسهم في رسم صورة عن معالم الحياة في المجتمعات القديمة.

إن البحث الأثري هو السبيل الوحيد المساعد على استنطاق أوجه الحياة في المجتمعات التي وُجدت قبل اختراع الكتابة منذ خمسة آلاف عام تقريبًا. كما أن البحث الآثاري نفسه يشكِّل رافدًا مهمًا في إغناء معلوماتنا عن المجتمعات القديمة التي تركت سجلات مكتوبة.

ويُعدُّ علم الآثار في القارة الأمريكية، فرعًا من الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)؛ وهي دراسة الجنس البشري وتراثه الفكري والمادي. ويرى علماء الآثار في أوروبا أن عملهم هذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بميدان التاريخ، غير أن علم الآثار يختلف عن علم التاريخ من جهة أن المؤرخين يدرسون، بصورة رئيسية مسيرة الشعوب استنادًا إلى السجلات المكتوبة.

يتطلع علماء الآثار إلى معرفة الكيفية التي تطورت بها الحضارات، وإلى معرفة المكان والزمان اللذين حدث فيهما هذا التطور. وكذلك يبحث هؤلاء شأنهم شأن دارسي العلوم الاجتماعية عن أسباب التغيرات الأساسية التي جعلت الناس في العالم القديم، يتوقفون عن الصيد مثلاً ويتحولون إلى الزراعة. ويطوِّر آثاريون آخرون نظريات تتعلق بالأسباب التي حدت بالناس لبناء المدن وإقامة الطرق التجارية. وبالإضافة إلى ذلك يبحث بعض علماء الآثار عن الأسباب الكامنة وراء سقوط المدنيات السابقة، كحضارة المايا في أمريكا الوسطى، وحضارة الرومان في أوروبا .

ماذا يدرس علماء الآثار ؟

يدرس الأثريون أي دليل يمكن أن يساعدهم على فهم حياة الناس الذين عاشوا في الأزمنة القديمة. وتتراوح الأدلة الأثرية بين بقايا مدينة كبيرة، وقلة من فلَق (قطع) الحجارة، التي تركها أحد الذين كانوا يصنعون الأدوات الحجرية منذ أزمان بعيدة.

إن الأنواع الثلاثة الأساسية للدليل الأثري هي: 1- المعثورات المصنوعة 2- الظواهر 3- المعثورات الطبيعية. أما بالنسبة إلى المعثورات المصنوعة، فهي تلك المواد التي صنعها الإنسان ويمكن أن تنقل من مكان إلى آخر دون إحداث تغيير على مظهرها. وهي تشتمل على مواد مثل النّصال والقدور والخرز. كما يمكن أن تشتمل بالنسبة إلى مجتمع ذي تاريخ مكتوب على الألواح الطينية وعلى سجلات أخرى مكتوبة. أما الظواهر فتتألف بصورة رئيسية، من البيوت والمقابر وقنوات الري، ومنشآت عديدة أخرى، قامت ببنائها الشعوب القديمة. وخلافًا للأدوات، فإنه لا يمكن فصل الظواهر عن محيطها، دون أن يحدث تغيير في شكلها. أما المعثورات الطبيعية، فهي المواد الطبيعية التي توجد جنبًا إلى جنب مع الأدوات والظواهر. وتكشف هذه المعثورات طريقة تفاعل الناس في العصور القديمة مع محيطهم. وتشتمل المعثورات الطبيعية على سبيل المثال على البذور وعظام الحيوانات.

ويُطلق على المكان الذي يضم الدليل الأثري اسم الموقع الأثري. ولفهم سلوك الناس الذين شغلوا موقعًا أثريًا، لابدّ من دراسة العلاقات بين الأدوات المصنوعة والظواهر والمعثورات الطبيعية، التي اكتشفت في ذلك الموقع الأثري. فمثلاً اكتشاف رؤوس رماح حجرية قرب عظام نوع من الجواميس المنقرضة في موقع ما في ولاية نيو مكسيكو، يبين أن تلك الجماعات البشرية المبكرة، كانت تصطاد الجواميس في تلك المنطقة.

كيف يجمع علماء الآثار المعلومات ؟

يستخدم علماء الآثار تقنيات ووسائل خاصة لجمع الدليل الآثاري جمعًا دقيقًا ومنهجيًا، ويحتفظون بسجلات تفصيلية عن المعثورات الأثرية، لأن التَّنقيب الآثاري المفصل يتلف البقايا الأثرية موضع البحث.

تحديد الموقع :

تحديد الموقع الأثري هو الخطوة الأولى، التي يجب على عالم الآثار القيام بها. وربما تكون المواقع الأثرية موجودة فوق سطح الأرض، كما قد تكون تحت سطح الأرض، أو تحت الماء. وتشتمل المواقع الموجودة تحت الماء على سفن غارقة، أو مدن بأكملها غمرتها المياه نتيجة تغيرات طرأت على سطح الأرض أو على مستوى الماء.

وقد يتم تحديد بعض المواقع الأثرية بسهولة، لأنها تُشاهَد بالعين المجردة، أو يمكن تعقب أثرها من خلال الأوصاف التي وردت عنها في القصص القديمة، أو السجلات التاريخية الأخرى. وتشمل مثل هذه المواقع الأهرامات في مصر، ومدينة أثينا القديمة في اليونان. وهناك مواقع أثرية، أقل وضوحًا اكتشفها بمحض الصدفة أناس غير آثاريين، فمثلاً اكتشف أربعة أطفال سنة 1940م كهف لاسو، في الجنوب الغربي من فرنسا، وذلك أثناء بحثهم عن كلبهم. ووُجدت في هذا الكهف رسوم جدارية تعود إلى ما قبل التاريخ.

وقام علماء الآثار بالعديد من الاكتشافات المهمة، وبحثوا دون كلل وعلى امتداد سنوات طويلة، عن موقع معين أو نوع ما من المواقع. بهذه الطريقة اكتشف عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر، في عام 1922م القبر المليء بالكنوز الذي يخص الملك المصري القديم توت عنخ آمون.

يستخدم علماء الآثار مناهج علمية للعثور على المواقع الأثرية. وكانت الطريقة التقليدية لاكتشاف جميع المواقع الأثرية في منطقة ما، تتم من خلال المسح سيرًا على الأقدام. وكان الآثاريون عندما يستخدمون هذه الطريقة يتباعد بعضهم عن بعض بمسافات معينة، ويسيرون في اتجاهات مرسومة. وكان كل فرد يبحث عن الدليل الآثاري، وهو سائر إلى الأمام. ويستخدم الآثاريون هذه الطريقة عندما يرغبون في تمييز المنطقة، التي تضم مواقع أثرية عن تلك التي لا يوجد فيها مثل هذه المواقع. فمثلاً يمكنهم استخدام هذه الطريقة، للتأكد من أن المواقع الأثرية لمنطقة معينة موجودة في قمم التلال وليس في الوديان.

ويتَّبع علماء الآثار طرقًا علمية للمساعدة على كشف المواقع الأثرية الموجودة تحت السطح. فالتصوير الجوي، مثلاً، يُظهر اختلافات في نمو النباتات التي تشير بدورها إلى وجود دليل آثاري. فالنباتات الأطول في بقعة من الحقل قد تكون مزروعة فوق قبر قديم، أو فوق قناة للري. أما النباتات الأقصر الموجودة في بقعة أخرى من الحقل، فقد تكون مزروعة في أرض ضحلة فوق عمارة قديمة أو طريق. وبالإضافة إلى ذلك تستخدم كواشف معدنية، لمعرفة ما إذا كانت هناك أدوات معدنية، سبق أن دُفنت في الأرض على عمق لا يزيد على 180سم.


مسح الموقع :

أول مرحلة من مراحل الدراسة التي يقوم بها الأثريون لموقع ما، هي وصف هذا الموقع. فيسجل هؤلاء ملاحظات تفصيلية حول مكان الموقع، ونوع الدليل الآثاري الشاخص على سطحه. كما يلتقطون صورًا لهذا الموقع.

ويقوم الأثريون برسم خرائط لمعظم المواقع الأثرية التي يتم اكتشافها. ويعتمد نوع الخريطة المرسومة على أهمية الموقع وأهداف الدراسة ومقدار الوقت والمال المتوافرين. ويَعْمد هؤلاء في بعض الأحيان إلى رسم خرائط مبسطة بعد أن تتم عملية قياس الأبعاد، سواء بالخطوات أو باستخدام شريط القياس. وتستخدم في حالات أخرى، أدوات خاصة لمسح الموقع الأثري بعناية، ولرسم خرائط تفصيلية له.

وبعد رسم الخريطة يجمع العلماء بعض الملتقطات الموجودة على سطح الموقع الأثري. ثم يقومون بتقسيم السطح إلى مربعات صغيرة، ودراسة كل مربع على حدة. وبعد ذلك يسجلون على الخريطة المواضع التي وجدت فيها الأدوات. ويمكن أن تُقدِّم لنا أماكن الملتقَطات السطحية معلومات عن زمان وكيفية استخدام الموقع.

تنقيب الموقع:

ينقب الأثريون بحذر بحثًا عن المواد المدفونة في عملية تدعى بالتنقيب الآثاري، وتعتمد طريقة التنقيب الآثاري جزئيًا على نوع الموقع. فمثلاً يمكن للأثريين الذين يعملون في كهف، أن يُقسِّموا أرضية الكهف والبقعة الموجودة أمامه إلى وحدات على شكل مربعات صغيرة. ومن ثم ينقبون في كل وحدة على انفراد. وقد يحفر الأثريون،الذين يعملون في رصيف معبد، خندقًا أمام الرصيف، ومن ثم يمدون الخندق نحو الأرض المجاورة للرصيف. وفي المواقع الكبيرة يمكن حصر التنقيب في أجزاء معينة من الموقع، كما أن هناك اعتبارات أخرى تقرر في الأغلب منهج التنقيب الآثاري، مثل المناخ وتربة الموقع.

وتتباين الأدوات التي تستخدم في الحفريات بين الجرَّارات والآليات الثقيلة الأخرى والمحافير الصغيرة والفُرش. وفي بعض الحالات يقوم الآثاري بغربلة التربة بغربال سلك للحصول على المعثورات الصغيرة. وفي حالات أخرى يقوم بتحليل التربة في المختبر، لاكتشاف البذور وحبوب اللقاح أو أية تحولات كيميائية، نتجت عن المخلفات البشرية.

العمل تحت الماء:

يستخدم الأثريون الذين يعملون تحت الماء طرقًا عديدة، تم اقتباسها من علم الآثار الأرضي. وقد يكشف التصوير الجوي، فوق مياه صافية المعالم الرئيسية لموانئ أو مدن مغمورة. ويساعد استخدام المسح السوناري، الذي يعتمد على الموجات الصوتية على كشف المواد المغمورة تحت الماء. ويستخدم الغواصون، أيضًا أجهزة كشف معدنية خاصة بكشف المواد المعدنية. ويمكن رسم الخرائط التصويرية للمواقع من الغواصات، أو من قِبل الغواصين الذين يحملون آلات للتصوير تحت الماء. ويعمل الآثاريون في مواقع تحت الماء، وهم داخل حجرات عازلة للضغط، وصالحة للعمل تحت الماء. وتُستخدم البالونات لرفع المعثورات الكبيرة إلى سطح الأرض بغية دراستها بصورة أوسع ودقة أكثر.

تسجيل الدليل الأثري والاحتفاظ به:

يقوم علماء الآثار بوصف وتصوير وإحصاء المعثورات التي يجدونها. ثم يقومون بتصنيفها إلى مجموعات وفقًا لأنواعها ومواقعها. فمثلاً يُحتفظ بالقطع الفخارية، التي تسمى أحيانًا الفِلَق أو الكِسَر الخزفية، من كل وحدة من وحدات التنقيب، ومن كل طبقة فيها، في مجموعات منفصلة، ثم تنقل إلى المختبر الميداني، لتنظف وتدوَّن عليها المعلومات الخاصة بالوحدة والطبقة التي جاءت منها.

ويجب أن تبذل عناية فائقة، في المختبر الميداني، للمحافظة على الأشياء المصنوعة من مواد كالمعدن والخشب. فمثلاً يجب إزالة الصدأ عن الأشياء المعدنية دون أن يؤدي ذلك إلى أي تخريب في سطحها. أما المواد الخشبية المشبعة بالماء، فقد تتشقق أو تفقد شكلها عندما تتعرض للهواء، ولذلك يجب الاحتفاظ بها رطبة إلى حين يتمكن الاختصاصيون، الذين يطلق عليهم المرممون، من صيانتها.

كيف يفسر علماء الآثار المعثورات الأثرية ؟

يتبع الآثاريون ثلاث خطوات أساسية في تفسير الدليل الذي يعثرون عليه وهي: 1- التصنيف 2- التأريخ 3- الدراسة والتحليل.


التصنيف:

يمكن لعلماء الآثار تفسير المعثورات الأثرية، إذا ما استطاعوا معرفة أنماط انتشار الأدوات زمانًا ومكانًا. وللوصول إلى هذه الأنماط يجب عليهم أولاً تصنيف الأدوات في مجموعات تحوي كل مجموعة معثورات متشابهة. والنظامان الأساسيان للتصنيف هما: النوعي والتتابعي (التتابع الطرزي).

التصنيف النوعي. تصنف المواد ضمن مجموعات حسب أشكالها، وطرق صنعها، ووظائفها. وتدعى كل مجموعة من هذه المعثورات نوعًا. فمثلاً تُمثِّل جميع القدور الخزفية المتشابهة التي يعثر عليها في موقع واحد نوعًا واحدًا، في حين تُمثِّل قدور أخرى متشابهة من موقع آخر نوعًا آخر.

التصنيف التتابعي (التتابع الطرزي). ترتب المواد ذات النوع الواحد كلها في سلسلة تعكس التغيرات في الطراز. وهذه التغيرات إما أن تكون قد حصلت تدريجيًا مع مرور الزمن، أو نتيجة انتشار حضارة منطقة في مناطق أخرى. وفي حالات كثيرة يجب معرفة عمر المواد لتحديد المادة الأولى والأخيرة في السلسلة.


التأريخ:

لعلماء الآثار طرق مختلفة لتحديد أعمار المعثورات القديمة ويمكن تقسيم هذه الطرق إلى نوعين أساسيين هما: 1- التأريخ النسبي 2- التأريخ المطلق.

التأريخ النسبي. محاولة معرفة قِدم بعض المعثورات بالنسبة لبعضها الآخر. ولهذا فإن طريقة التأريخ النسبي تقدم مقارنات ولا تقدم تواريخ حقيقية. فمثلاً يستطيع علماء الآثار تحديد الأعمار النسبية للعظام التي يعثرون عليها في موقع ما، من خلال قياسهم لما تحتويه هذه العظام من الفلور، ذلك لأن الفلور في المياه الجوفية يحل محل عناصر أخرى في العظام ويزداد بمرور الزمن. وبالتالي فإن العظام الأقدم عمرًا هي تلك التي تحتوي على كمية أكثر من الفلور.

التأريخ المطلق . يحدد عمر المعثور بالسنوات. وهناك طرق عديدة للتأريخ المطلق. والطريقة التي تستخدم في كل حالة ترتكز بصورة رئيسية على نوعية المادة التي يحدد تأريخها.

والطريقة الأوسع استخدامًا لتحديد تأريخ بقايا النباتات القديمة أو الحيوانات أو الكائنات البشرية هي التأريخ بالكربون المشع . وتعتمد هذه الطريقة على حقيقة مفادها أن الكائنات الحية كلها تمتص باستمرار نوعين من ذرات الكربون، وهما الكربون 12 والكربون 14 . وتسمى ذرات الكربون 14 أيضًا بالكربون المشع ، وهي ذرات غير مستقرة، وتتحول إلى ذرات نيتروجينية. ولذلك فعندما يموت كائن ما فإن نسبة الكربون 14 إلى الكربون 12 تتناقص بدرجة معينة لتصل إلى نسبة معروفة. ونتيجة لهذا يستطيع علماء الآثار حساب عمر عينة ما عن طريق قياس كميات الكربون 12 والكربون 14 المتبقية فيه. وتعد الطريقة التقليدية المتبعة في قياس الأعمار دقيقة لحساب أعمار الكائنات التي تعود إلى 50000 سنة. أما التقنية الأحدث التي تستخدم الجهاز الذي يُعرف بمعجل الجسيمات ، فهي تعد طريقة دقيقة لحساب أعمار الكائنات التي يصل عمرها إلى 60000 سنة. وهذا ينطبق أيضًا حتى على أصغر العينات. انظر: الكربون المشع ؛ معجل الجسيمات.

يستخدم علماء الآثار تأريخ الأرجون بوتاسيوم لإيجاد أعمار تكونات صخرية معينة تحوي مواد أثرية. وتحتوي هذه الصخور على البوتاسيوم 40 المشع، الذي يتحول إلى غاز الأرجون 40 بنسبة ثابتة. ويقوم العلماء بقياس كمية كل عنصر موجود ثم احتساب عمر الصخرة. وقد استخدمت هذه الطريقة لتأريخ تكونات صخرية وعظام وأدوات وُجدت بشرقي إفريقيا. وقد وُجِدَ أن عمر الصخرة حوالي مليون وثلاثة أرباع المليون سنة مما يشير إلى أن العظام والأدوات أيضًا من العمر نفسه.

وأفضل طريقة معروفة لتأريخ الخشب هي التأريخ بحلقات الأشجار . وتقوم هذه التقنية على احتساب حلقات النمو السنوية الظاهرة على المقاطع العرضية للأشجار المقطوعة. ويقوم علماء الآثار بمطابقة نموذج حلقات شجرة قديمة، يُعثَر عليها في موقع ما، مع حلقات تلك المواد الخشبية القديمة لتحديد عمر الموقع. ويعتبر التأريخ بحلقات الأشجار هو الأكثر دقة في كافة مجالات التأريخ، ولكنه يُستخدم فقط مع المواد الخشبية التي لا يتجاوز عمرها حوالي 8000 سنة.

الدراسة والتحليل:

يقوم علماء الآثار بدراسة الأدوات والظواهر وتحليلها بغية الحصول على معلومات مثل: كيف صنعت الأدوات وأين استخدمت. وفي بعض الأحيان يحصل العلماء على معلومات من خلال التجربة المباشرة. ففي أواسط الثمانينيات من القرن العشرين قام آثاريون من كمبردج بإنجلترا بإعادة بناء سفينة إغريقية كلاسيكية وتسمى تريريم وأبحروا بها. وبهذه الطريقة تعلموا الكثير عن صناعة السفن الإغريقية وفن الملاحة في العصور القديمة. وتساعد الأدوات والظواهر على تفسير الحياة الاجتماعية التي كانت قائمة في الأزمنة القديمة. فحجم البيوت يمكن أن يبين عدد الناس الذين كانوا يعيشون في بيت واحد. وتدل كمية الأحافير التي يُعثر عليها في أحد القبور وقيمتها، على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشخص المدفون.

أما تقويم المعثورات الطبيعية، فيكشف عن معلومات، مثل نوع الطعام الذي كان الناس يتناولونه وما إذا كانوا ينتجون المحاصيل أو يجمعون النباتات البرية. ويمكن للمعثورات الطبيعية أن تكشف أنماط الهجرات القديمة. فوجود بذرة من الحبوب غريبة عن المنطقة مثلاً، يمكن أن يكشف عن كيفية وتاريخ انتقال المواد من مكان إلى آخر.

وقد يقوِّم الأثريون الدليل الأثري بمساعدة متخصصين في حقول أخرى. فعلماء الحيوان يساعدون في التعرف على عظام الحيوانات، وطرق الذبح التي كانت سائدة. كما يقوم علماء النبات بتحليل البذور، ليحصلوا على معلومات حول النشاطات الزراعية القديمة. ويعمل مع الآثاريين أيضًا متخصصون آخرون مثل الجيولوجيين والمعماريين والمهندسين. ويعمد المتخصصون في بعض الحالات إلى تشغيل أجهزة الحاسوب التي تيسّر عملية التقويم وتعجّل بها إلى حد كبير.









رد مع اقتباس
قديم 2010-12-23, 20:47   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجحفة مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلا اخي الكريم
ان تكرمت علينا اريد بحثاحول التنقيب عن الآثار
واكون ممتنا ان وجدته عندك شكرا جزيلا



المناهج الكلاسيكية لعملية التنقيب


إن علم الأثار هو العلم الذي يهدم هدفه الأصلي(موضوع الدراسة) لدراسته من خلال أعمال الحفر ، فهو الدراسة العلمية لمخلفات الحضارة الإنسانية الماضية ويتحرى الأثريون حياة الشعوب القديمة، وذلك بدراسة مخلفاتها. وتشمل تلك المخلفات أشياء مثل: المباني والقطع الفنية، والأدوات والعظام والخزف. وقد يقوم علماء الآثار باكتشافات مثيرة، مثل اكتشاف قبر يغص بالحلي الذهبية، أو بقايا معبد فخم في وسط الأدغال. ومع ذلك فإن اكتشاف قليل من الأدوات الحجرية أو بذور من الحبوب المتفحمة، ربما يزيح الستار بشكل أفضل عن جوانب كثيرة من حياة تلك الشعوب. واكتشاف أنواع الأكل التي كان النّاس يتناولونها في الأزمنة الغابرة، يجعلنا ندرك أوجه الشبه بين حياة أولئك القوم وحياتنا الحالية. وما يكتشفه عالم الآثار، بدءًا من الصروح الكبيرة وانتهاء بالحبوب، يسهم في رسم صورة عن معالم الحياة في المجتمعات القديمة.
فالبحث الأثري هو السبيل الوحيد المساعد على استنطاق أوجه الحياة في المجتمعات التي وُجدت قبل اختراع الكتابة منذ خمسة آلاف عام تقريبًا. كما أن البحث الآثري نفسه يشكِّل رافدًا مهمًا في إغناء معلوماتنا عن المجتمعات القديمة التي تركت سجلات مكتوبة.
ويُعدُّ علم الآثار في القارة الأمريكية، فرعًا من الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)؛ وهي دراسة الجنس البشري وتراثه الفكري والمادي. ويرى علماء الآثار في أوروبا أن عملهم هذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بميدان التاريخ، غير أن علم الآثار يختلف عن علم التاريخ من جهة أن المؤرخين يدرسون بصورة رئيسية مسيرة الشعوب استنادًا إلى السجلات المكتوبة، ويرجع هذا الإختلاف في تصنيف إنتماء علم الأثار إلى الإختلاف بين المدرستين حول طبيعة الأنثربولوجيا في حد ذاتها.
ويتطلع علماء الآثار إلى معرفة الكيفية التي تطورت بها الحضارات، وإلى معرفة المكان والزمان اللذين حدث فيهما هذا التطور. وكذلك يبحث هؤلاء ـ شأنهم شأن دارسي العلوم الاجتماعية ـ عن أسباب التغيرات الأساسية التي جعلت الناس في العالم القديم، يتوقفون عن الصيد ـ مثلاً ـ ويتحولون إلى الزراعة. ويطوِّر آثاريون آخرون نظريات تتعلق بالأسباب التي حدت بالناس لبناء المدن وإقامة الطرق التجارية. وبالإضافة إلى ذلك يبحث بعض علماء الآثار عن الأسباب الكامنة وراء سقوط المدنيات السابقة، كحضارة المايا في أمريكا الوسطى، وحضارة الرومان في أوروبا والحضارة الفرعونية .
وليتمكن الأثريون من تحقيق هذه الأهداف وغيرها لبد لهم من مناهج البحث العلمي وتقنياته، وعلم الأثار على إعتباره فرع منالعلوم الإنسانية؛ فهو يعتمد على المناهج الأساسيةللعلوم الإنسانية :المنهج الوصفي والمنهج والمنهج المقارن، وهذا يكون خاصة في الشق النظري من البحث الأثري ،أما في الشق الميداني نجد علم الأثار يعتمد على مناهج مختلفة (التنقيب، التصنيف، التأريخ،الترميم) تبرز تميز خصوصيته عن بقية العلوم.
1/ الدليل الأثري
يدرس الأثريون أي دليل يمكن أن يساعدهم على فهم حياة الناس الذين عاشوا في الأزمنة القديمة. وتتراوح الأدلة الأثرية بين بقايا مدينة كبيرة، وقلة من فلَق قطع الحجارة، التي تركها أحد الذين كانوا يصنعون الأدوات الحجرية منذ أزمان بعيدة.

إن الأنواع الثلاثة الأساسية للدليل الأثري هي: 1- المعثورات المصنوعة 2- الظواهر 3- المعثورات الطبيعية.
1.1 / المعثورات المصنوعة
أما بالنسبة إلى المعثورات المصنوعة، فهي تلك المواد التي صنعها الإنسان ويمكن أن تنقل من مكان إلى آخر دون إحداث تغيير على مظهرها. وهي تشتمل على مواد مثل النّصال والقدور والخرز. كما يمكن أن تشتمل ـ بالنسبة إلى مجتمع ذي تاريخ مكتوب ـ على الألواح الطينية وعلى سجلات أخرى مكتوبة، وتعد المعثورات المصنوعة الشواهد الأساسية التي يعتمد عليها الأنثروبولوجيون في دراسة الحياة الثقافية للشعوب البدائية، فهي تعد من أهم الرواسب الثقافية –على حد تعبير تيلور"tylor"-. وقد نتج عن الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت في تبسة ، إرجاع تاريخ االإنسان في إلى العصر الباليوليتي (الحجري القديم)، وذلك من خلال إكتشلف أدوات من الحجارة والصوان ورسوم ورماديات مختلفة الأحجام، في كهوف القسطل ، والماء الأبيض،وفج غليلاي، وجبل الدكان....وغيرها منالمناطق التبسية .
2.1 / الظواهر
الظواهر هي المعثورات الأثرية التي تظهر على سطح الأرض ويمكن ملاحظتها بالعين المجردة وتتألف بصورة رئيسية، من البيوت والمقابر وقنوات الري، ومنشآت عديدة أخرى، قامت ببنائها الشعوب القديمة. وخلافًا للأدوات، فإنه لا يمكن فصل الظواهر عن محيطها، دون أن يحدث تغيير في شكلها، وتعد مدينة تبسة من أغنى المدن الجزائرية بالمعثورات الأثرية الظاهرة، والتي من أبرزها:
* القلعة البيزنطية التي يعود تاريخ تشييدها إلى535م، على يد القائد الروماني صولومون، وتحمل القلعة 14 برجا للمراقبة، و3 أبواب رئيسية هي: باب شالة، باب صولومون، باب كراكلا.
* معبد مينرف: الذي بني بين(193 و217 م) تكريما لآلهة الحكمة الرومانية مينرف، وقد حول إلى متحف يضم قطعا أثرية رومانية.
*الكنيسة المسيحية (البازليك): بنيت ما بين(320م و385م) ولا تزال تحتفظ بأغلب أقسامها التعبدية.
*تبسة العتيقة: أوتبسة الخالية كما تعرف محليا ، مدينة أثرية تضم عدة مواقع مهمة.
3.1 / المعثورات الطبيعية
المعثورات الطبيعية، هي المواد الطبيعية التي توجد جنبًا إلى جنب مع الأدوات والظواهر. وتكشف هذه المعثورات طريقة تفاعل الناس في العصور القديمة مع محيطهم. وتشتمل المعثورات الطبيعية ـ على سبيل المثال ـ على البذور وعظام الحيوانات، كما تشمل أيضا المواد الكيميائية والغازات، وحتى الموادالعضوية المختلطة بالتربة.
ويُطلق على المكان الذي يضم الدليل الأثري اسم الموقع الأثري. ولفهم سلوك الناس الذين شغلوا موقعًا أثريًا، لابدّ من دراسة العلاقات بين الأدوات المصنوعة والظواهر والمعثورات الطبيعية، التي اكتشفت في ذلك الموقع الأثري. فمثلاً اكتشاف رؤوس رماح حجرية قرب عظام نوع من الجواميس المنقرضة في موقع ما في ولاية نيو مكسيكو، يبين أن تلك الجماعات البشرية المبكرة، كانت تصطاد الجواميس في تلك المناطق.
2/جمع المعلومات
يستخدم علماء الآثار تقنيات ووسائل خاصة لجمع الدليل الآثاري جمعًا دقيقًا ومنهجيًا، ويحتفظون بسجلات تفصيلية عن المعثورات الأثرية، لأن التَّنقيب الآثاري المفصل يتلف البقايا الأثرية موضع البحث
1.2/ تحديد الموقع
تحديد الموقع الأثري هو الخطوة الأولى، التي يجب على عالم الآثار القيام بها. وتكون المواقع الأثرية موجودة فوق سطح الأرض، كما قد تكون تحت سطح الأرض، أو تحت الماء. وتشتمل المواقع الموجودة تحت الماء على سفن غارقة، أو مدن بأكملها غمرتها المياه نتيجة تغيرات طرأت على سطح الأرض أو على مستوى الماء.
وقد يتم تحديد بعض المواقع الأثرية بسهولة، لأنها تُشاهَد بالعين المجردة، أو يمكن تعقب أثرها من خلال الأوصاف التي وردت عنها في القصص القديمة، أو السجلات التاريخية الأخرى. و مثل هذه المواقع الأهرامات في مصر، أومدينة أثينا القديمة في اليونان. وهناك مواقع أثرية، أقل وضوحًا اكتشفها ـ بمحض الصدفة ـ أناس غير آثاريين، فمثلاً اكتشف أربعة أطفال سنة 1940م كهف لاسو في الجنوب الغربي من فرنسا، وذلك أثناء بحثهم عن كلبهم الضائع. ووُجدت في هذا الكهف رسوم جداريه تعود إلى ما قبل التاريخ.

وقام علماء الآثار بالعديد من الاكتشافات المهمة، وبحثوا دون كلل وعلى امتداد سنوات طويلة، عن موقع معين أو نوع ما من المواقع. بهذه الطريقة اكتشف عالم الآثارالإنجليزي هوارد كارتر، في عام 1922م القبر المليء بالكنوز الذي يخص الملك المصري القديم توت عنخ آمون.
يستخدم علماء الآثار مناهج علمية للعثور على المواقع الأثرية. وكانت الطريقة التقليدية لاكتشاف جميع المواقع الأثرية في منطقة ما، تتم من خلال المسح سيرًا على الأقدام. وكان الآثاريون ـ عندما يستخدمون هذه الطريقة ـ يتباعد بعضهم عن بعض بمسافات معينة، ويسيرون في اتجاهات مرسومة، وان كل فرد يبحث عن الدليل الآثاري، وهو سائر إلى الأمام. ويستخدم الآثاريون هذه الطريقة عندما يرغبون في تمييز المنطقة، التي تضم مواقع أثرية عن تلك التي لا يوجد فيها مثل هذه المواقع. فمثلاً يمكنهم استخدام هذه الطريقة، للتأكد من أن المواقع الأثرية لمنطقة معينة موجودة في قمم التلال وليس في الوديان.
ويتَّبع علماء الآثار طرقًا علمية للمساعدة على كشف المواقع الأثرية الموجودة تحت السطح. فالتصوير الجوي، مثلاً، يُظهر اختلافات في نمو النباتات التي تشير بدورها إلى وجود دليل آثاري، فالنباتات الأطول في بقعة من الحقل قد تكون مزروعة فوق قبر قديم، أو فوق قناة للري، أما النباتات الأقصر الموجودة في بقعة أخرى من الحقل، فقد تكون مزروعة في أرض ضحلة فوق عمارة قديمة أو طريق. وبالإضافة إلى ذلك تستخدم كواشف معدنية، لمعرفة ما إذا كانت هناك أدوات معدنية، سبق أن دُفنت في الأرض على عمق لا يزيد على 180سم.
2.2 / مسح الموقع
أول مرحلة من مراحل الدراسة التي يقوم بها الأثريون لموقع ما، هي وصف هذا الموقع. فيسجل هؤلاء ملاحظات تفصيلية حول مكان الموقع، ونوع الدليل الأثري الشاخص على سطحه. كما يلتقطون صورًا لهذا الموقع.
ويقوم الأثريون برسم خرائط لمعظم المواقع الأثرية التي يتم اكتشافها، ويعتمد نوع الخريطة المرسومة على أهمية الموقع وأهداف الدراسة ومقدار الوقت والمال المتوافرين. ويعمد هؤلاء ـ في بعض الأحيان ـ إلى رسم خرائط مبسطة بعد أن تتم عملية قياس الأبعاد، سواء بالخطوات أو باستخدام شريط القياس. وتستخدم في حالات أخرى، أدوات خاصة لمسح الموقع الأثري بعناية، ولرسم خرائط تفصيلية له.
وبعد رسم الخريطة يجمع العلماء بعض الملتقطات الموجودة على سطح الموقع الأثري. ثم يقومون بتقسيم السطح إلى مربعات صغيرة، ودراسة كل مربع على حدة. وبعد ذلك يسجلون على الخريطة المواضع التي وجدت فيها الأدوات. ويمكن أن تُقدِّم لنا أماكن الملتقَطات السطحية معلومات عن زمان وكيفية استخدام الموقع.
لايهدف هذا المسح إلى حصر الآثار المنظورة فحسب، بل يسعى كذلك إلى معرفة الإطار البيئي الكامل الذي عاصر حقبة زمنية، وذلك بدراسة مصادر المواد الطبيعية ودراسة التغيرات الجيولوجية والجغرافية والجيومورفولوجية مثل تغيرات مجاري الأنهار وانخفاض سويات البحار وارتفاعها.
إن وجود الإنسان في الطبيعة يترتب عليه تغيّر في التوازن الطبيعي. ولابد إذن من معرفة العلاقة البشرية بالبيئة الطبيعية، ولابد من وسائل ميدانية متطورة لتفهم النشاط الإنساني على وجه أفضل، ومن ثم جمع عينات من مخلفات الإنسان من كل بقعة سكن فيها أم مر بها ، كالفخار والعظام والمواد العضوية وغيرها. ويستعان في عمليات المسح الأثري بالتصوير الجوي بكل أنواعه وبالتصوير الفوتوغرامتري وتستخدم الأشعة الكونية والأشعة تحت الحمراء. وقد دخلت السواتل (التوابع الصنعية) حديثـاً في عمليات المسح الواسعة.
3/ مناهج التنقيب الأثري
1.3/ المناهج الكلاسيكية لعملية الحفر
* منهج فان كيفن Van Guffen:
وضع هذا المنهج من أجل إجراء تسجيل ثلاثي الأبعاد، حيث طوره فان كيفن من أجل التنقيب في تلال صغيرة، أو في جثوات ترابية يتم تقسيمها إلى أربع قطاعات متساوية، ويتم التنقيب أولا في قطاعين متناظرين، الواحد مع الآخر تاركين القطاعين المتناظرين الآخرين دون تنقيب، مما سيكشف التموضع الطبقي، فتبدو تشكيلته بشكل عمودي في جدارالمنطقتين، وهذا ما يجعل المقاطع الاستراتيغرافية الأربعة مرسومة كلها في المقطعين المتروكين دون تنقيب، وهنا لا يترك أي مقطع دون رسم، فالعلاقات بين الوحدات الاستراتيغرافية المختلفة تشكل تموضعات مختلفة في كل نقطة من الموقع، يمكن لهذه الرسومات أن تخدمنا من أجل اعادة بناء تاريخ الموقع، بالاضافة الى جانب من رسومات المخططات التي يمكننا الحصول عليها عند قيامنا بازالة بعض الطبقات ولا يقتصر هذا على الوحدات المعمارية، فكل تغيير يتم على السطح سيعطينا حالة جديدة وغير قابلة للتكرار، إلى جانب بطاقات وحدة من الوحدات الأثرية التي لا يمكن أن تظهر.
ومثل هذا المنهج لا يكون قابلا للتطبيق إلا في الموقع ذات الشكل الدائري تقريبا، وذات الأحجام الصغيرة، أما إذا كانت المربعات المراد تطبيق هذا المنهج عليها كبيرة جدا فانه لا يمكن ضبط الأمور بشكل محكم وبفعالية تامة.

* منهج ويللر Wiler:
وقد اقترح هذا المنهج في الخمسينات من القرن 20 في كتابه (علم أثار الحقل)، ويتألف هذا المنهج من اقامة خارطة شبكية تغطي الموقع كله، ثم يتم حفر المربعات مع ترك قطاعات من الأرض دون تنقيب لتشكيل دليل على توضع الطبقات(الاستراتيغرافية)، كما قد تفيد هذه الطبقات المتروكة من أجل تسهيل حركة مرور المستخدمين بين المربعات، دون أن يصروا على الدخول فيها، كما تكون هذه القطاعات وسيلة اثبات للتوضع الطبقي العمودي وفي كل جهة من الجهات الأربعة.
وتتميز طريقة ويلر بمميزات مهمة وهي قدرتنا على الاستفادة بعد أن نترك القطاعات ، حيث يمكننا استخدام هذه القطاعات من أجل ملاحظة التوضع الطبقي في الجوانب الأربعة للمربع، كما يمكننا الحصول على رؤية كاملة تقريبا للحفرية من الناحية العمودية في كثير من أجزاء الموقع وفي الوقت نفسه، وعدد المقاطع المعتمد عليها في نهاية الأمر ستساعد بشكل واضح على فهم التوضع الطبقي.

*منهج ادوارد هاريسEdward Harris :
وهو معروف عالميا من خلال مؤلفه(مبادئ التوضع الطبقي الأثري)، الذي يعد مرجعا مهما ويشتمل على الخطوط الرئيسية لمنهجه المعروف بماتريكس هاريس الموضوع سنة 1973، وانتشر هذا المنهج عام 1979 في العديد من عمليات التنقيب في العالم كله.
وهي طريقة للحفر والتسجيل ويقوم هذا المنهج على ما يسمى بالتنقيب في منطقة مفتوحة، دون أن يترك أية أدلة أو شواهد دون تنقيب، حيث يقوم بحفر الوحدات الأثرية الكاملة واحدة تلوى الأخرى، وبنزع الطبقات مرة واحدة للحصول على رؤية كاملة دفعة واحدة لكل وحدة من الوحدات، ويعتقد هاريس أن تلك القطاعات المتروكة، دون تنقيب، تمنع دون رؤية طبقة أو أية وحدة أثرية بأكملها بشكل واضح، وبالتالي فمن الأفضل أن يتم العمل دون وجود مثل هذه الأدلة.
ويقوم المنقب هنا بنزع الطبقات بشكل كامل بترتيب عكسي، أي كما كانت قد توضعت تلك الطبقات واحدة فوق الأخرى، ولهذا أهمية كبرى في التسجيل الأفقي، حيث يتطلب تحقيق مخطط كامل لكل وحدة أثرية منفصلة عن غيرها، بشكل يتبع عملية رفع الطبقات المتراكبة، ومن خلال تركم المخططات الأفقية نحصل على تسجيل عمودي.
ويتميز هذا المنهج بفائدة كبيرة، ففيه لن ينقص- كما هو الحال في المناهج الأخرى-مخططات وصور وحدات أثرية كاملة.


*منهج التنقيب على طريقة رقعة الشطرنج:
ويقوم على تقسيم القطاع الى مربعات ثم يتم الحفر في المربعات التي تلمس زوايا مربع في الوسط، يترك دون تنقيب، ويتم تفريغ التراب عن كل مربع فان المقاطع ستظل موجودة في جدران المربع المتبقي من نواحيه جميعا، ولهذا المنهج فائدة كبيرة حيث يمكنه أن يظهر التعقب الاستراتيغرافي في مخطط مشترك لمربعين في الوقت نفسه، ولا تبقى أجزاء من الأرض دون أن يتم الحفر بينها، فبعد القيام بحفر المربعات بحيث يتم تفريغ المربع المركزي من جوانبه جميعا فلن يظطر الى اعادة رسمها لأنها من الناحية المنطقية ستكون هي نفسها التي تحيط بالمربع لأن المربعات المحيطة متصلة مع المربع الموجود بشكل طبيعي.

2.3/ المناهج الحديثة للتنقيب
إن التنقيب الأثري هو عماد علم الآثار. وتعتمد طرائق التنقيب الحديثة على الخبرات العملية التي تجمعت لدى الآثاريين الذين مارسوا التنقيب في الشرق والغرب. وإن إجراء عملية تنقيب أثري في موقع ما تنتج عنه عملية بناء تاريخي والحصول على صورة أكثر دقة عن الحضارة التي يعود إليها هذا الموقع، وجودة طريقة التنقيب تحقق الهدف الذي ترمي إليه عملية التنقيب أفضل تحقيق
والتنقيب الأثري عملية تقنية تعتمد، إلى حد بعيد، على الثقافة الأثرية والعامة، وعلى المهارة الشخصية، وعلى الخصائص الفردية للمنقبين، وعلى قابليتهم الإدارية. وليس ثمة تنقيب يدرَّس بالمعنى المعروف، بل إن هناك مبادئ أولية وطرائق نظرية. ولكن عملية التنقيب يجب أن تعاش، وأن تدعم خبرة التنقيب بالجهد والمعاناة.
ويتطلب التنقيب الأثري معرفة بتعاقب الطبقات الأثرية (الستراتيغرافية) وعلم التقويم (الكرونولجية) ولاجدوى من عملية التنقيب من دون خلفية تاريخية. وإن تقنية التنقيب الجيدة هي وسيلة لرؤية تاريخية واضحة وليست هدفاً بذاتها. وتعتمد طرائق التنقيب الحديثة على دراسة الموقع دراسة طبوغرافية دقيقة وشاملة، وتقسيمه إلى مربعات، وتسمية هذه المربعات، وجمع كل ما يوجد على سطحه ضمن هذه المربعات وتوثيقها ثم يبدأ السبر بعد ذلك لأخذ فكرة عن طبقات الموقع وأزمنته.
إن طريقة التنقيب الشائعة في مدارس التنقيب الحديثة هي طريقة الآثاري الإنكليزي «مورتمر هويلر» وهي تقوم على أخذ الإحداثيات الفلكية س ع ص للأوابد واللُّقى الأثرية في أثناء التنقيب، لذلك سميت طريقة الأبعاد الثلاثة. وبإحداث حواجز بين مربعات التنقيب يرى المنقب في مقطعها مناسيب الوضع الطبقي للموقع، وتوضح الآثار مع أرضيات المساكن، وبذلك يمكن الحصول على تصوير صحيح لماضي الموقع، وإعادة بنائه عند التوثيق والنشر بالاعتماد على الرسم والتصوير والتحليل إضافة إلى الوصف شيئاً فشيئاً.
بدأ الآثاريون في استخدام المعلوماتية والحواسيب بالقرب من مواقع التنقيب لخزن المعطيات التي تتوافر في أثناء التنقيب،من مكتشفات ونماذج فخارية ونصوص وسويات ومقاطع وملاحظات والمقابلة فيما بينها وبين ما هو معروف في مواقع أخرى.
ينقب الأثريون بحذر بحثًا عن المواد المدفونة في عملية تدعى بالتنقيب الآثاري، وتعتمد طريقة التنقيب الآثاري جزئيًا على نوع الموقع. فمثلاً يمكن للأثريين الذين يعملون في كهف، أن يُقسِّموا أرضية الكهف والبقعة الموجودة أمامه إلى وحدات على شكل مربعات صغيرة. ومن ثم ينقبون في كل وحدة على انفراد. وقد يحفر الأثريون،الذين يعملون في رصيف معبد، خندقًا أمام الرصيف، ومن ثم يمدون الخندق نحو الأرض المجاورة للرصيف. وفي المواقع الكبيرة يمكن حصر التنقيب في أجزاء معينة من الموقع، كما أن هناك اعتبارات أخرى تقرر في الأغلب منهج التنقيب الآثاري، مثل المناخ وتربة الموقع.

وتتباين الأدوات التي تستخدم في الحفريات بين الجرَّارات والآليات الثقيلة الأخرى والمحافير الصغيرة والفُرش. وفي بعض الحالات يقوم الآثاري بغربلة التربة بغربال سلك للحصول على المعثورات الصغيرة. وفي حالات أخرى يقوم بتحليل التربة في المختبر، لاكتشاف البذور وحبوب اللقاح أو أية تحولات كيميائية، نتجت عن المخلفات البشرية.
* العمل تحت الماء:
يستخدم الأثريون الذين يعملون تحت الماء طرقًا عديدة، تم اقتباسها من علم الآثار الأرضي. وقد يكشف التصوير الجوي، فوق مياه صافية المعالم الرئيسية لموانئ أو مدن مغمورة. ويساعد استخدام المسح السوناري، الذي يعتمد على الموجات الصوتية على كشف المواد المغمورة تحت الماء. ويستخدم الغواصون، أيضًا أجهزة كشف معدنية خاصة بكشف المواد المعدنية. ويمكن رسم الخرائط التصويرية للمواقع من الغواصات، أو من قِبل الغواصين الذين يحملون آلات للتصوير تحت الماء.
ويعمل الآثاريون في مواقع تحت الماء، وهم داخل حجرات عازلة للضغط، وصالحة للعمل تحت الماء. وتُستخدم البالونات لرفع المعثورات الكبيرة إلى سطح الأرض بغية دراستها بصورة أوسع ودقة أكثر.
أصبح التنقيب الأثري تحت مياه البحار والأنهار والبحيرات فرعاً مهماً من فروع علم الآثار. وهو يتحرى عن المراكب الغارقة والمرافئ القديمة التي ابتلعها البحر أو غمرها بلججه بسبب الزلازل. وكان الأول في هذا الفرع هو الأب «بوادبار» وهو رائد التصوير الجوي الأثري. أما أول عملية قام بها في مجال التحري الأثري تحت الماء فهي البحث عن مرفأ صور القديم. ومن هناك انتشرت التحريات الأثرية تحت الماء في البحر المتوسط كله، واشتهرت عمليات الغطس في الشواطئ المصرية والليبية. وفي سورية تمت عمليتان مهمتان في جهات جزيرة أرواد وسجل حتى الآن اكتشاف، بل انتشال، عشرات المراكب الغارقة عند شواطئ المتوسط ولاسيما الشواطئ اليونانية والقرطاجية منها، والمجلِّي في هذا المجال هو عالم البحار الفرنسي «كوستو» ومركبه الشهير «كاليبسو».
ومن أطرف مكتشفات الغطس البحري الأثري اكتشاف فريق أمريكي لمركبين أغاريتيين غارقين عند ساحل الأناضول الجنوبي (رأس خليدونية ورأس كاش).
إن هذا النوع من النشاط الأثري يلاقي شعبية كبيرة في البلدان البحرية، ومع كثرة هواته بين الشباب يبقى ميداناً علمياً قبل كل شيء، له أصوله ومعداته، ويتطلب إتقان التصوير ورسم المخططات تحت الماء، وقوة جسدية ممتازة، ومعرفة بالحياة البحرية بكل أنواعها.
وأعماق البحار والأنهار ليست أصلاً مجال طبيعة الإنسان، فالغطاس الأثري يعمل في ظروف تعطل جانباً كبيراً من قدراته الجسمية والعقلية والنفسية، والوقت المتاح له للعمل محدود، ومع تطور الوسائل المستعملة في التنقيب تحت الماء ينتظر الوصول إلى وقائع مثيرة في هذا المجال، ولكن الوضوح في أعمال ما تحت الماء ما يزال قليلاً نسبياً.
4 مناهج ما بعد التنقيب
1.4 / التصنيف
يقوم علماء الآثار بوصف وتصوير وإحصاء المعثورات التي يجدونها. ثم يقومون بتصنيفها إلى مجموعات وفقًا لأنواعها ومواقعها. فمثلاً يُحتفظ بالقطع الفخارية، التي تسمى أحيانًا الفِلَق أو الكِسَر الخزفية، من كل وحدة من وحدات التنقيب، ومن كل طبقة فيها، في مجموعات منفصلة، ثم تنقل إلى المختبر الميداني، لتنظف وتدوَّن عليها المعلومات الخاصة بالوحدة والطبقة التي جاءت منها.
ويجب أن تبذل عناية فائقة، في المختبر الميداني، للمحافظة على الأشياء المصنوعة من مواد كالمعدن والخشب. فمثلاً يجب إزالة الصدأ عن الأشياء المعدنية دون أن يؤدي ذلك إلى أي تخريب في سطحها. أما المواد الخشبية المشبعة بالماء، فقد تتشقق أو تفقد شكلها عندما تتعرض للهواء، ولذلك يجب الاحتفاظ بها رطبة إلى حين يتمكن الاختصاصيون، الذين يطلق عليهم المرممون، من صيانتها.
مناطق أخرى. وفي حالات كثيرة يجب معرفة عمر المواد لتحديد المادة الأولى والأخيرة في السلسلة.
يمكن لعلماء الآثار تفسير المعثورات الأثرية، إذا ما استطاعوا معرفة أنماط انتشار الأدوات زمانًا ومكانًا. وللوصول إلى هذه الأنماط يجب عليهم أولاً تصنيف الأدوات في مجموعات تحوي كل مجموعة معثورات متشابهة. والنظامان الأساسيان للتصنيف هما: النوعي والتتابعي (التتابع الطرزي.(
* التصنيف النوعي:
تصنف المواد ضمن مجموعات حسب أشكالها، وطرق صنعها، ووظائفها. وتدعى كل مجموعة من هذه المعثورات نوعًا. فمثلاً تُمثِّل جميع القدور الخزفية المتشابهة التي يعثر عليها في موقع واحد نوعًا واحدًا، في حين تُمثِّل قدور أخرى متشابهة من موقع آخر نوعًا آخر.
* التصنيف التتابعي (التتابع الطرزي):
. ترتب المواد ذات النوع الواحد كلها في سلسلة تعكس التغيرات في الطراز. وهذه التغيرات إما أن تكون قد حصلت تدريجيًا مع مرور الزمن، أو نتيجة انتشار حضارة في منطقة.
2.4 / التأريخ
لعلماء الآثار طرق مختلفة لتحديد أعمار المعثورات القديمة ويمكن تقسيم هذه الطرق إلى نوعين أساسيين هما: 1- التأريخ النسبي 2- التأريخ المطلق.
*التأريخ النسبي:
محاولة معرفة قِدم بعض المعثورات بالنسبة لبعضها الآخر. ولهذا فإن طريقة التأريخ النسبي تقدم مقارنات ولا تقدم تواريخ حقيقية. فمثلاً يستطيع علماء الآثار تحديد الأعمار النسبية للعظام التي يعثرون عليها في موقع ما، من خلال قياسهم لما تحتويه هذه العظام من الفلور، ذلك لأن الفلور في المياه الجوفية يحل محل عناصر أخرى في العظام ويزداد بمرور الزمن. وبالتالي فإن العظام الأقدم عمرًا هي تلك التي تحتوي على كمية أكثر من الفلور.

*التأريخ المطلق :
يحدد عمر المعثور بالسنوات. وهناك طرق عديدة للتأريخ المطلق. والطريقة التي تستخدم في كل حالة ترتكز بصورة رئيسية على نوعية المادة التي يحدد تأريخها.
والطريقة الأوسع استخدامًا لتحديد تأريخ بقايا النباتات القديمة أو الحيوانات أو الكائنات البشرية هي التأريخ بالكربون المشع . وتعتمد هذه الطريقة على حقيقة مفادها أن الكائنات الحية كلها تمتص باستمرار نوعين من ذرات الكربون، وهما الكربون 12 والكربون 14 . وتسمى ذرات الكربون 14 أيضًا بالكربون المشع ، وهي ذرات غير مستقرة، وتتحول إلى ذرات نيتروجينية. ولذلك فعندما يموت كائن ما فإن نسبة الكربون 14 إلى الكربون 12 تتناقص بدرجة معينة لتصل إلى نسبة معروفة. ونتيجة لهذا يستطيع علماء الآثار حساب عمر عينة ما عن طريق قياس كميات الكربون 12 والكربون 14 المتبقية فيه. وتعد الطريقة التقليدية المتبعة في قياس الأعمار دقيقة لحساب أعمار الكائنات التي تعود إلى 50000 سنة. أما التقنية الأحدث التي تستخدم الجهاز الذي يُعرف بمعجل الجسيمات، فهي تعد طريقة دقيقة لحساب أعمار الكائنات التي يصل عمرها إلى 60000 سنة. وهذا ينطبق أيضًا حتى على أصغر العينات
يستخدم علماء الآثار تأريخ الأرجون ـ بوتاسيوم لإيجاد أعمار تكونات صخرية معينة تحوي مواد أثرية. وتحتوي هذه الصخور على البوتاسيوم 40 المشع، الذي يتحول إلى غاز الأرجون 40 بنسبة ثابتة. ويقوم العلماء بقياس كمية كل عنصر موجود ثم احتساب عمر الصخرة. وقد استخدمت هذه الطريقة لتأريخ تكونات صخرية وعظام وأدوات وُجدت بشرقي إفريقيا. وقد وُجِدَ أن عمر الصخرة حوالي مليون وثلاثة أرباع المليون سنة مما يشير إلى أن العظام والأدوات أيضًا من العمر نفسه.
وأفضل طريقة معروفة لتأريخ الخشب هي التأريخ بحلقات الأشجار . وتقوم هذه التقنية على احتساب حلقات النمو السنوية الظاهرة على المقاطع العرضية للأشجار المقطوعة. ويقوم علماء الآثار بمطابقة نموذج حلقات شجرة قديمة، يُعثَر عليها في موقع ما، مع حلقات تلك المواد الخشبية القديمة لتحديد عمر الموقع. ويعتبر التأريخ بحلقات الأشجار هو الأكثر دقة في كافة مجالات التأريخ، ولكنه يُستخدم فقط مع المواد الخشبية التي لا يتجاوز عمرها حوالي 8000 سنة

* الدراسة والتحليل:
يقوم علماء الآثار بدراسة الأدوات والظواهر وتحليلها بغية الحصول على معلومات مثل: كيف صنعت الأدوات وأين استخدمت. وفي بعض الأحيان يحصل العلماء على معلومات من خلال التجربة المباشرة. ففي أواسط الثمانينيات من القرن العشرين قام آثاريون من كمبردج بإنجلترا بإعادة بناء سفينة إغريقية كلاسيكية وتسمى تريريم وأبحروا بها. وبهذه الطريقة تعلموا الكثير عن صناعة السفن الإغريقية وفن الملاحة في العصور القديمة. وتساعد الأدوات والظواهر على تفسير الحياة الاجتماعية التي كانت قائمة في الأزمنة القديمة. فحجم البيوت يمكن أن يبين عدد الناس الذين كانوا يعيشون في بيت واحد. وتدل كمية الأحافير التي يُعثر عليها في أحد القبور وقيمتها، على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشخص المدفون.
أما تقويم المعثورات الطبيعية، فيكشف عن معلومات، مثل نوع الطعام الذي كان الناس يتناولونه وما إذا كانوا ينتجون المحاصيل أو يجمعون النباتات البرية. ويمكن للمعثورات الطبيعية أن تكشف أنماط الهجرات القديمة. فوجود بذرة من الحبوب غريبة عن المنطقة مثلاً، يمكن أن يكشف عن كيفية وتاريخ انتقال المواد من مكان إلى آخر.
وقد يقوِّم الأثريون الدليل الأثري بمساعدة متخصصين في حقول أخرى. فعلماء الحيوان يساعدون في التعرف على عظام الحيوانات، وطرق الذبح التي كانت سائدة. كما يقوم علماء النبات بتحليل البذور، ليحصلوا على معلومات حول النشاطات الزراعية القديمة. ويعمل مع الآثاريين أيضًا متخصصون آخرون مثل الجيولوجيين والمعماريين والمهندسين. ويعمد المتخصصون في بعض الحالات إلى تشغيل أجهزة الحاسوب التي تيسّر عملية التقويم وتعجّل بها إلى حد كبير.
*التوثيق الأثري:
إن هذه المهمة التي تسبق العمل التنقيبي الأثري وتليه بالضرورة، هدفها الأقصى إيصال كل المعلومات المجمعة في عمليات التنقيب إلى النشر العلمي الموثق بالصور والرسوم والمخططات، والمدعم بالأرقام الإحصائية، والمقترن بالتحاليل الكيماوية والفيزيائية للعينات المجموعة بطريقة «الدراسة الطبقية» التي لا تكتفي بالعينة بل لابد من أن تحلل الوسط الترابي أو العضوي المحيط بها. ويتجه الميل الآن إلى أخذ أكبر كمية ممكنة من المكتشفات والمواد المخرجة بالتنقيب والأنقاض والتربة التي عثر عليها فيها. حتى إن ثمة من يرى أنه سيأتي اليوم الذي يدرس فيه ويحلل ويوثق كل ما تتألف منه المواقع والتلال الأثرية.
3.4 / الترميم
الترميم Restoration عملية ثقافية وتقنية وحرفية على درجة عالية من التخصص، لايقوم بها إلا ذوو الخبرة الطويلة، ويتم التعاون فيها بين جميع الفروع للوصول إلى الطرائق المناسبة للتنفيذ ويجب أن يسبق أي عملية ترميمية دراسة توثيقية ترتكز على الدراسات الإنسانية والعلمية والبحث المنهجي، وأن ينظم تقرير عن الحالة الراهنة والأسلوب الذي سيتم اتباعه مع المسوغات الداعية لكل خطوة بالدلائل والصور والمخططات مرفقة بالوثائق اللازمة لجميع خطوات الترميم والأساليب التقنية المتبعة والمواد المستخدمة. كذلك يجب أن تكون الأساليب المتبعة تقليدية، ويمكن في بعض الأحيان استخدام الأساليب الحديثة المجربة سابقاً، ولايسمح باستخدام أي أساليب أو مواد حديثة إلا إذا كانت مناسبة وتطيل عمر المبنى.
ويجب احترام الإضافات التي جرت على المبنى على مر العصور، ولايسمح بإزالة مرحلة لإظهار مرحلة إلا عندما تكون المرحلة الأحدث ذات قيمة ضئيلة بالموازنة مع المرحلة التي تسبقها، على أن تكون الأقدم في حالة فنية جيدة تسوغ العملية.
لايجوز إجراء أي هدم أو تعديل على المبنى،كما لايسمح بعملية إعادة البناء إلا إذا كانت هذه العملية تظهر قيمة المبنى، ويقتصر الترميم على أجزاء صغيرة من مادة البناء فقط بالاعتماد على الدلائل الأثرية، وتتوقف هذه العملية في اللحظة التي يبدأ فيها الافتراض والتخمين أن تكون أعمال الترميم مناسبة من حيث اللون والشكل والمقياس ومتناسبة مع المظهر العام من جهة، ومميزة عن الأصل من جهة أخرى حتى لايتم تزوير الشواهد التاريخية، ويفضل في الترميم الأثري استخدام المواد والتقنيات القابلة للفك ما أمكن إذا دعت الضرورة إلى ذلك في المستقبل.
وتفرد علم الآثار بمناهج خاصة ، يرجع أساسا إلى خصوصية طبيعة البحث الأثري باعتباره بحثا ميدانيا، تتم معظم مراحله في الموقع الأثري.وهذا لا ينفي بأي شكل من الأشكال ضرورة اعتماده على مناهج البحث الأخرى التي يشترك فيها مع بقية العلوم الإنسانية من مثل المنهج الوصفي والمنهج التاريخي والمنهج المقارن وغيرها من المناهج التي يبدأ بها وينتهي إليها. وبالتالي فإن خصوصية علم الآثار على اعتباره علما حقليا و ميدانيا تجعل من منطلقا ته ونتائجه محطات نظرية ذات مناهج تعددية. وعلى حد تعبير بورديو Bourdieu









رد مع اقتباس
قديم 2010-12-29, 12:13   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
الجحفة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب بلاده مشاهدة المشاركة
المناهج الكلاسيكية لعملية التنقيب


إن علم الأثار هو العلم الذي يهدم هدفه الأصلي(موضوع الدراسة) لدراسته من خلال أعمال الحفر ، فهو الدراسة العلمية لمخلفات الحضارة الإنسانية الماضية ويتحرى الأثريون حياة الشعوب القديمة، وذلك بدراسة مخلفاتها. وتشمل تلك المخلفات أشياء مثل: المباني والقطع الفنية، والأدوات والعظام والخزف. وقد يقوم علماء الآثار باكتشافات مثيرة، مثل اكتشاف قبر يغص بالحلي الذهبية، أو بقايا معبد فخم في وسط الأدغال. ومع ذلك فإن اكتشاف قليل من الأدوات الحجرية أو بذور من الحبوب المتفحمة، ربما يزيح الستار بشكل أفضل عن جوانب كثيرة من حياة تلك الشعوب. واكتشاف أنواع الأكل التي كان النّاس يتناولونها في الأزمنة الغابرة، يجعلنا ندرك أوجه الشبه بين حياة أولئك القوم وحياتنا الحالية. وما يكتشفه عالم الآثار، بدءًا من الصروح الكبيرة وانتهاء بالحبوب، يسهم في رسم صورة عن معالم الحياة في المجتمعات القديمة.
فالبحث الأثري هو السبيل الوحيد المساعد على استنطاق أوجه الحياة في المجتمعات التي وُجدت قبل اختراع الكتابة منذ خمسة آلاف عام تقريبًا. كما أن البحث الآثري نفسه يشكِّل رافدًا مهمًا في إغناء معلوماتنا عن المجتمعات القديمة التي تركت سجلات مكتوبة.
ويُعدُّ علم الآثار في القارة الأمريكية، فرعًا من الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)؛ وهي دراسة الجنس البشري وتراثه الفكري والمادي. ويرى علماء الآثار في أوروبا أن عملهم هذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بميدان التاريخ، غير أن علم الآثار يختلف عن علم التاريخ من جهة أن المؤرخين يدرسون بصورة رئيسية مسيرة الشعوب استنادًا إلى السجلات المكتوبة، ويرجع هذا الإختلاف في تصنيف إنتماء علم الأثار إلى الإختلاف بين المدرستين حول طبيعة الأنثربولوجيا في حد ذاتها.
ويتطلع علماء الآثار إلى معرفة الكيفية التي تطورت بها الحضارات، وإلى معرفة المكان والزمان اللذين حدث فيهما هذا التطور. وكذلك يبحث هؤلاء ـ شأنهم شأن دارسي العلوم الاجتماعية ـ عن أسباب التغيرات الأساسية التي جعلت الناس في العالم القديم، يتوقفون عن الصيد ـ مثلاً ـ ويتحولون إلى الزراعة. ويطوِّر آثاريون آخرون نظريات تتعلق بالأسباب التي حدت بالناس لبناء المدن وإقامة الطرق التجارية. وبالإضافة إلى ذلك يبحث بعض علماء الآثار عن الأسباب الكامنة وراء سقوط المدنيات السابقة، كحضارة المايا في أمريكا الوسطى، وحضارة الرومان في أوروبا والحضارة الفرعونية .
وليتمكن الأثريون من تحقيق هذه الأهداف وغيرها لبد لهم من مناهج البحث العلمي وتقنياته، وعلم الأثار على إعتباره فرع منالعلوم الإنسانية؛ فهو يعتمد على المناهج الأساسيةللعلوم الإنسانية :المنهج الوصفي والمنهج والمنهج المقارن، وهذا يكون خاصة في الشق النظري من البحث الأثري ،أما في الشق الميداني نجد علم الأثار يعتمد على مناهج مختلفة (التنقيب، التصنيف، التأريخ،الترميم) تبرز تميز خصوصيته عن بقية العلوم.
1/ الدليل الأثري
يدرس الأثريون أي دليل يمكن أن يساعدهم على فهم حياة الناس الذين عاشوا في الأزمنة القديمة. وتتراوح الأدلة الأثرية بين بقايا مدينة كبيرة، وقلة من فلَق قطع الحجارة، التي تركها أحد الذين كانوا يصنعون الأدوات الحجرية منذ أزمان بعيدة.

إن الأنواع الثلاثة الأساسية للدليل الأثري هي: 1- المعثورات المصنوعة 2- الظواهر 3- المعثورات الطبيعية.
1.1 / المعثورات المصنوعة
أما بالنسبة إلى المعثورات المصنوعة، فهي تلك المواد التي صنعها الإنسان ويمكن أن تنقل من مكان إلى آخر دون إحداث تغيير على مظهرها. وهي تشتمل على مواد مثل النّصال والقدور والخرز. كما يمكن أن تشتمل ـ بالنسبة إلى مجتمع ذي تاريخ مكتوب ـ على الألواح الطينية وعلى سجلات أخرى مكتوبة، وتعد المعثورات المصنوعة الشواهد الأساسية التي يعتمد عليها الأنثروبولوجيون في دراسة الحياة الثقافية للشعوب البدائية، فهي تعد من أهم الرواسب الثقافية –على حد تعبير تيلور"tylor"-. وقد نتج عن الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت في تبسة ، إرجاع تاريخ االإنسان في إلى العصر الباليوليتي (الحجري القديم)، وذلك من خلال إكتشلف أدوات من الحجارة والصوان ورسوم ورماديات مختلفة الأحجام، في كهوف القسطل ، والماء الأبيض،وفج غليلاي، وجبل الدكان....وغيرها منالمناطق التبسية .
2.1 / الظواهر
الظواهر هي المعثورات الأثرية التي تظهر على سطح الأرض ويمكن ملاحظتها بالعين المجردة وتتألف بصورة رئيسية، من البيوت والمقابر وقنوات الري، ومنشآت عديدة أخرى، قامت ببنائها الشعوب القديمة. وخلافًا للأدوات، فإنه لا يمكن فصل الظواهر عن محيطها، دون أن يحدث تغيير في شكلها، وتعد مدينة تبسة من أغنى المدن الجزائرية بالمعثورات الأثرية الظاهرة، والتي من أبرزها:
* القلعة البيزنطية التي يعود تاريخ تشييدها إلى535م، على يد القائد الروماني صولومون، وتحمل القلعة 14 برجا للمراقبة، و3 أبواب رئيسية هي: باب شالة، باب صولومون، باب كراكلا.
* معبد مينرف: الذي بني بين(193 و217 م) تكريما لآلهة الحكمة الرومانية مينرف، وقد حول إلى متحف يضم قطعا أثرية رومانية.
*الكنيسة المسيحية (البازليك): بنيت ما بين(320م و385م) ولا تزال تحتفظ بأغلب أقسامها التعبدية.
*تبسة العتيقة: أوتبسة الخالية كما تعرف محليا ، مدينة أثرية تضم عدة مواقع مهمة.
3.1 / المعثورات الطبيعية
المعثورات الطبيعية، هي المواد الطبيعية التي توجد جنبًا إلى جنب مع الأدوات والظواهر. وتكشف هذه المعثورات طريقة تفاعل الناس في العصور القديمة مع محيطهم. وتشتمل المعثورات الطبيعية ـ على سبيل المثال ـ على البذور وعظام الحيوانات، كما تشمل أيضا المواد الكيميائية والغازات، وحتى الموادالعضوية المختلطة بالتربة.
ويُطلق على المكان الذي يضم الدليل الأثري اسم الموقع الأثري. ولفهم سلوك الناس الذين شغلوا موقعًا أثريًا، لابدّ من دراسة العلاقات بين الأدوات المصنوعة والظواهر والمعثورات الطبيعية، التي اكتشفت في ذلك الموقع الأثري. فمثلاً اكتشاف رؤوس رماح حجرية قرب عظام نوع من الجواميس المنقرضة في موقع ما في ولاية نيو مكسيكو، يبين أن تلك الجماعات البشرية المبكرة، كانت تصطاد الجواميس في تلك المناطق.
2/جمع المعلومات
يستخدم علماء الآثار تقنيات ووسائل خاصة لجمع الدليل الآثاري جمعًا دقيقًا ومنهجيًا، ويحتفظون بسجلات تفصيلية عن المعثورات الأثرية، لأن التَّنقيب الآثاري المفصل يتلف البقايا الأثرية موضع البحث
1.2/ تحديد الموقع
تحديد الموقع الأثري هو الخطوة الأولى، التي يجب على عالم الآثار القيام بها. وتكون المواقع الأثرية موجودة فوق سطح الأرض، كما قد تكون تحت سطح الأرض، أو تحت الماء. وتشتمل المواقع الموجودة تحت الماء على سفن غارقة، أو مدن بأكملها غمرتها المياه نتيجة تغيرات طرأت على سطح الأرض أو على مستوى الماء.
وقد يتم تحديد بعض المواقع الأثرية بسهولة، لأنها تُشاهَد بالعين المجردة، أو يمكن تعقب أثرها من خلال الأوصاف التي وردت عنها في القصص القديمة، أو السجلات التاريخية الأخرى. و مثل هذه المواقع الأهرامات في مصر، أومدينة أثينا القديمة في اليونان. وهناك مواقع أثرية، أقل وضوحًا اكتشفها ـ بمحض الصدفة ـ أناس غير آثاريين، فمثلاً اكتشف أربعة أطفال سنة 1940م كهف لاسو في الجنوب الغربي من فرنسا، وذلك أثناء بحثهم عن كلبهم الضائع. ووُجدت في هذا الكهف رسوم جداريه تعود إلى ما قبل التاريخ.

وقام علماء الآثار بالعديد من الاكتشافات المهمة، وبحثوا دون كلل وعلى امتداد سنوات طويلة، عن موقع معين أو نوع ما من المواقع. بهذه الطريقة اكتشف عالم الآثارالإنجليزي هوارد كارتر، في عام 1922م القبر المليء بالكنوز الذي يخص الملك المصري القديم توت عنخ آمون.
يستخدم علماء الآثار مناهج علمية للعثور على المواقع الأثرية. وكانت الطريقة التقليدية لاكتشاف جميع المواقع الأثرية في منطقة ما، تتم من خلال المسح سيرًا على الأقدام. وكان الآثاريون ـ عندما يستخدمون هذه الطريقة ـ يتباعد بعضهم عن بعض بمسافات معينة، ويسيرون في اتجاهات مرسومة، وان كل فرد يبحث عن الدليل الآثاري، وهو سائر إلى الأمام. ويستخدم الآثاريون هذه الطريقة عندما يرغبون في تمييز المنطقة، التي تضم مواقع أثرية عن تلك التي لا يوجد فيها مثل هذه المواقع. فمثلاً يمكنهم استخدام هذه الطريقة، للتأكد من أن المواقع الأثرية لمنطقة معينة موجودة في قمم التلال وليس في الوديان.
ويتَّبع علماء الآثار طرقًا علمية للمساعدة على كشف المواقع الأثرية الموجودة تحت السطح. فالتصوير الجوي، مثلاً، يُظهر اختلافات في نمو النباتات التي تشير بدورها إلى وجود دليل آثاري، فالنباتات الأطول في بقعة من الحقل قد تكون مزروعة فوق قبر قديم، أو فوق قناة للري، أما النباتات الأقصر الموجودة في بقعة أخرى من الحقل، فقد تكون مزروعة في أرض ضحلة فوق عمارة قديمة أو طريق. وبالإضافة إلى ذلك تستخدم كواشف معدنية، لمعرفة ما إذا كانت هناك أدوات معدنية، سبق أن دُفنت في الأرض على عمق لا يزيد على 180سم.
2.2 / مسح الموقع
أول مرحلة من مراحل الدراسة التي يقوم بها الأثريون لموقع ما، هي وصف هذا الموقع. فيسجل هؤلاء ملاحظات تفصيلية حول مكان الموقع، ونوع الدليل الأثري الشاخص على سطحه. كما يلتقطون صورًا لهذا الموقع.
ويقوم الأثريون برسم خرائط لمعظم المواقع الأثرية التي يتم اكتشافها، ويعتمد نوع الخريطة المرسومة على أهمية الموقع وأهداف الدراسة ومقدار الوقت والمال المتوافرين. ويعمد هؤلاء ـ في بعض الأحيان ـ إلى رسم خرائط مبسطة بعد أن تتم عملية قياس الأبعاد، سواء بالخطوات أو باستخدام شريط القياس. وتستخدم في حالات أخرى، أدوات خاصة لمسح الموقع الأثري بعناية، ولرسم خرائط تفصيلية له.
وبعد رسم الخريطة يجمع العلماء بعض الملتقطات الموجودة على سطح الموقع الأثري. ثم يقومون بتقسيم السطح إلى مربعات صغيرة، ودراسة كل مربع على حدة. وبعد ذلك يسجلون على الخريطة المواضع التي وجدت فيها الأدوات. ويمكن أن تُقدِّم لنا أماكن الملتقَطات السطحية معلومات عن زمان وكيفية استخدام الموقع.
لايهدف هذا المسح إلى حصر الآثار المنظورة فحسب، بل يسعى كذلك إلى معرفة الإطار البيئي الكامل الذي عاصر حقبة زمنية، وذلك بدراسة مصادر المواد الطبيعية ودراسة التغيرات الجيولوجية والجغرافية والجيومورفولوجية مثل تغيرات مجاري الأنهار وانخفاض سويات البحار وارتفاعها.
إن وجود الإنسان في الطبيعة يترتب عليه تغيّر في التوازن الطبيعي. ولابد إذن من معرفة العلاقة البشرية بالبيئة الطبيعية، ولابد من وسائل ميدانية متطورة لتفهم النشاط الإنساني على وجه أفضل، ومن ثم جمع عينات من مخلفات الإنسان من كل بقعة سكن فيها أم مر بها ، كالفخار والعظام والمواد العضوية وغيرها. ويستعان في عمليات المسح الأثري بالتصوير الجوي بكل أنواعه وبالتصوير الفوتوغرامتري وتستخدم الأشعة الكونية والأشعة تحت الحمراء. وقد دخلت السواتل (التوابع الصنعية) حديثـاً في عمليات المسح الواسعة.
3/ مناهج التنقيب الأثري
1.3/ المناهج الكلاسيكية لعملية الحفر
* منهج فان كيفن van guffen:
وضع هذا المنهج من أجل إجراء تسجيل ثلاثي الأبعاد، حيث طوره فان كيفن من أجل التنقيب في تلال صغيرة، أو في جثوات ترابية يتم تقسيمها إلى أربع قطاعات متساوية، ويتم التنقيب أولا في قطاعين متناظرين، الواحد مع الآخر تاركين القطاعين المتناظرين الآخرين دون تنقيب، مما سيكشف التموضع الطبقي، فتبدو تشكيلته بشكل عمودي في جدارالمنطقتين، وهذا ما يجعل المقاطع الاستراتيغرافية الأربعة مرسومة كلها في المقطعين المتروكين دون تنقيب، وهنا لا يترك أي مقطع دون رسم، فالعلاقات بين الوحدات الاستراتيغرافية المختلفة تشكل تموضعات مختلفة في كل نقطة من الموقع، يمكن لهذه الرسومات أن تخدمنا من أجل اعادة بناء تاريخ الموقع، بالاضافة الى جانب من رسومات المخططات التي يمكننا الحصول عليها عند قيامنا بازالة بعض الطبقات ولا يقتصر هذا على الوحدات المعمارية، فكل تغيير يتم على السطح سيعطينا حالة جديدة وغير قابلة للتكرار، إلى جانب بطاقات وحدة من الوحدات الأثرية التي لا يمكن أن تظهر.
ومثل هذا المنهج لا يكون قابلا للتطبيق إلا في الموقع ذات الشكل الدائري تقريبا، وذات الأحجام الصغيرة، أما إذا كانت المربعات المراد تطبيق هذا المنهج عليها كبيرة جدا فانه لا يمكن ضبط الأمور بشكل محكم وبفعالية تامة.

* منهج ويللر wiler:
وقد اقترح هذا المنهج في الخمسينات من القرن 20 في كتابه (علم أثار الحقل)، ويتألف هذا المنهج من اقامة خارطة شبكية تغطي الموقع كله، ثم يتم حفر المربعات مع ترك قطاعات من الأرض دون تنقيب لتشكيل دليل على توضع الطبقات(الاستراتيغرافية)، كما قد تفيد هذه الطبقات المتروكة من أجل تسهيل حركة مرور المستخدمين بين المربعات، دون أن يصروا على الدخول فيها، كما تكون هذه القطاعات وسيلة اثبات للتوضع الطبقي العمودي وفي كل جهة من الجهات الأربعة.
وتتميز طريقة ويلر بمميزات مهمة وهي قدرتنا على الاستفادة بعد أن نترك القطاعات ، حيث يمكننا استخدام هذه القطاعات من أجل ملاحظة التوضع الطبقي في الجوانب الأربعة للمربع، كما يمكننا الحصول على رؤية كاملة تقريبا للحفرية من الناحية العمودية في كثير من أجزاء الموقع وفي الوقت نفسه، وعدد المقاطع المعتمد عليها في نهاية الأمر ستساعد بشكل واضح على فهم التوضع الطبقي.

*منهج ادوارد هاريسedward harris :
وهو معروف عالميا من خلال مؤلفه(مبادئ التوضع الطبقي الأثري)، الذي يعد مرجعا مهما ويشتمل على الخطوط الرئيسية لمنهجه المعروف بماتريكس هاريس الموضوع سنة 1973، وانتشر هذا المنهج عام 1979 في العديد من عمليات التنقيب في العالم كله.
وهي طريقة للحفر والتسجيل ويقوم هذا المنهج على ما يسمى بالتنقيب في منطقة مفتوحة، دون أن يترك أية أدلة أو شواهد دون تنقيب، حيث يقوم بحفر الوحدات الأثرية الكاملة واحدة تلوى الأخرى، وبنزع الطبقات مرة واحدة للحصول على رؤية كاملة دفعة واحدة لكل وحدة من الوحدات، ويعتقد هاريس أن تلك القطاعات المتروكة، دون تنقيب، تمنع دون رؤية طبقة أو أية وحدة أثرية بأكملها بشكل واضح، وبالتالي فمن الأفضل أن يتم العمل دون وجود مثل هذه الأدلة.
ويقوم المنقب هنا بنزع الطبقات بشكل كامل بترتيب عكسي، أي كما كانت قد توضعت تلك الطبقات واحدة فوق الأخرى، ولهذا أهمية كبرى في التسجيل الأفقي، حيث يتطلب تحقيق مخطط كامل لكل وحدة أثرية منفصلة عن غيرها، بشكل يتبع عملية رفع الطبقات المتراكبة، ومن خلال تركم المخططات الأفقية نحصل على تسجيل عمودي.
ويتميز هذا المنهج بفائدة كبيرة، ففيه لن ينقص- كما هو الحال في المناهج الأخرى-مخططات وصور وحدات أثرية كاملة.


*منهج التنقيب على طريقة رقعة الشطرنج:
ويقوم على تقسيم القطاع الى مربعات ثم يتم الحفر في المربعات التي تلمس زوايا مربع في الوسط، يترك دون تنقيب، ويتم تفريغ التراب عن كل مربع فان المقاطع ستظل موجودة في جدران المربع المتبقي من نواحيه جميعا، ولهذا المنهج فائدة كبيرة حيث يمكنه أن يظهر التعقب الاستراتيغرافي في مخطط مشترك لمربعين في الوقت نفسه، ولا تبقى أجزاء من الأرض دون أن يتم الحفر بينها، فبعد القيام بحفر المربعات بحيث يتم تفريغ المربع المركزي من جوانبه جميعا فلن يظطر الى اعادة رسمها لأنها من الناحية المنطقية ستكون هي نفسها التي تحيط بالمربع لأن المربعات المحيطة متصلة مع المربع الموجود بشكل طبيعي.

2.3/ المناهج الحديثة للتنقيب
إن التنقيب الأثري هو عماد علم الآثار. وتعتمد طرائق التنقيب الحديثة على الخبرات العملية التي تجمعت لدى الآثاريين الذين مارسوا التنقيب في الشرق والغرب. وإن إجراء عملية تنقيب أثري في موقع ما تنتج عنه عملية بناء تاريخي والحصول على صورة أكثر دقة عن الحضارة التي يعود إليها هذا الموقع، وجودة طريقة التنقيب تحقق الهدف الذي ترمي إليه عملية التنقيب أفضل تحقيق
والتنقيب الأثري عملية تقنية تعتمد، إلى حد بعيد، على الثقافة الأثرية والعامة، وعلى المهارة الشخصية، وعلى الخصائص الفردية للمنقبين، وعلى قابليتهم الإدارية. وليس ثمة تنقيب يدرَّس بالمعنى المعروف، بل إن هناك مبادئ أولية وطرائق نظرية. ولكن عملية التنقيب يجب أن تعاش، وأن تدعم خبرة التنقيب بالجهد والمعاناة.
ويتطلب التنقيب الأثري معرفة بتعاقب الطبقات الأثرية (الستراتيغرافية) وعلم التقويم (الكرونولجية) ولاجدوى من عملية التنقيب من دون خلفية تاريخية. وإن تقنية التنقيب الجيدة هي وسيلة لرؤية تاريخية واضحة وليست هدفاً بذاتها. وتعتمد طرائق التنقيب الحديثة على دراسة الموقع دراسة طبوغرافية دقيقة وشاملة، وتقسيمه إلى مربعات، وتسمية هذه المربعات، وجمع كل ما يوجد على سطحه ضمن هذه المربعات وتوثيقها ثم يبدأ السبر بعد ذلك لأخذ فكرة عن طبقات الموقع وأزمنته.
إن طريقة التنقيب الشائعة في مدارس التنقيب الحديثة هي طريقة الآثاري الإنكليزي «مورتمر هويلر» وهي تقوم على أخذ الإحداثيات الفلكية س ع ص للأوابد واللُّقى الأثرية في أثناء التنقيب، لذلك سميت طريقة الأبعاد الثلاثة. وبإحداث حواجز بين مربعات التنقيب يرى المنقب في مقطعها مناسيب الوضع الطبقي للموقع، وتوضح الآثار مع أرضيات المساكن، وبذلك يمكن الحصول على تصوير صحيح لماضي الموقع، وإعادة بنائه عند التوثيق والنشر بالاعتماد على الرسم والتصوير والتحليل إضافة إلى الوصف شيئاً فشيئاً.
بدأ الآثاريون في استخدام المعلوماتية والحواسيب بالقرب من مواقع التنقيب لخزن المعطيات التي تتوافر في أثناء التنقيب،من مكتشفات ونماذج فخارية ونصوص وسويات ومقاطع وملاحظات والمقابلة فيما بينها وبين ما هو معروف في مواقع أخرى.
ينقب الأثريون بحذر بحثًا عن المواد المدفونة في عملية تدعى بالتنقيب الآثاري، وتعتمد طريقة التنقيب الآثاري جزئيًا على نوع الموقع. فمثلاً يمكن للأثريين الذين يعملون في كهف، أن يُقسِّموا أرضية الكهف والبقعة الموجودة أمامه إلى وحدات على شكل مربعات صغيرة. ومن ثم ينقبون في كل وحدة على انفراد. وقد يحفر الأثريون،الذين يعملون في رصيف معبد، خندقًا أمام الرصيف، ومن ثم يمدون الخندق نحو الأرض المجاورة للرصيف. وفي المواقع الكبيرة يمكن حصر التنقيب في أجزاء معينة من الموقع، كما أن هناك اعتبارات أخرى تقرر في الأغلب منهج التنقيب الآثاري، مثل المناخ وتربة الموقع.

وتتباين الأدوات التي تستخدم في الحفريات بين الجرَّارات والآليات الثقيلة الأخرى والمحافير الصغيرة والفُرش. وفي بعض الحالات يقوم الآثاري بغربلة التربة بغربال سلك للحصول على المعثورات الصغيرة. وفي حالات أخرى يقوم بتحليل التربة في المختبر، لاكتشاف البذور وحبوب اللقاح أو أية تحولات كيميائية، نتجت عن المخلفات البشرية.
* العمل تحت الماء:
يستخدم الأثريون الذين يعملون تحت الماء طرقًا عديدة، تم اقتباسها من علم الآثار الأرضي. وقد يكشف التصوير الجوي، فوق مياه صافية المعالم الرئيسية لموانئ أو مدن مغمورة. ويساعد استخدام المسح السوناري، الذي يعتمد على الموجات الصوتية على كشف المواد المغمورة تحت الماء. ويستخدم الغواصون، أيضًا أجهزة كشف معدنية خاصة بكشف المواد المعدنية. ويمكن رسم الخرائط التصويرية للمواقع من الغواصات، أو من قِبل الغواصين الذين يحملون آلات للتصوير تحت الماء.
ويعمل الآثاريون في مواقع تحت الماء، وهم داخل حجرات عازلة للضغط، وصالحة للعمل تحت الماء. وتُستخدم البالونات لرفع المعثورات الكبيرة إلى سطح الأرض بغية دراستها بصورة أوسع ودقة أكثر.
أصبح التنقيب الأثري تحت مياه البحار والأنهار والبحيرات فرعاً مهماً من فروع علم الآثار. وهو يتحرى عن المراكب الغارقة والمرافئ القديمة التي ابتلعها البحر أو غمرها بلججه بسبب الزلازل. وكان الأول في هذا الفرع هو الأب «بوادبار» وهو رائد التصوير الجوي الأثري. أما أول عملية قام بها في مجال التحري الأثري تحت الماء فهي البحث عن مرفأ صور القديم. ومن هناك انتشرت التحريات الأثرية تحت الماء في البحر المتوسط كله، واشتهرت عمليات الغطس في الشواطئ المصرية والليبية. وفي سورية تمت عمليتان مهمتان في جهات جزيرة أرواد وسجل حتى الآن اكتشاف، بل انتشال، عشرات المراكب الغارقة عند شواطئ المتوسط ولاسيما الشواطئ اليونانية والقرطاجية منها، والمجلِّي في هذا المجال هو عالم البحار الفرنسي «كوستو» ومركبه الشهير «كاليبسو».
ومن أطرف مكتشفات الغطس البحري الأثري اكتشاف فريق أمريكي لمركبين أغاريتيين غارقين عند ساحل الأناضول الجنوبي (رأس خليدونية ورأس كاش).
إن هذا النوع من النشاط الأثري يلاقي شعبية كبيرة في البلدان البحرية، ومع كثرة هواته بين الشباب يبقى ميداناً علمياً قبل كل شيء، له أصوله ومعداته، ويتطلب إتقان التصوير ورسم المخططات تحت الماء، وقوة جسدية ممتازة، ومعرفة بالحياة البحرية بكل أنواعها.
وأعماق البحار والأنهار ليست أصلاً مجال طبيعة الإنسان، فالغطاس الأثري يعمل في ظروف تعطل جانباً كبيراً من قدراته الجسمية والعقلية والنفسية، والوقت المتاح له للعمل محدود، ومع تطور الوسائل المستعملة في التنقيب تحت الماء ينتظر الوصول إلى وقائع مثيرة في هذا المجال، ولكن الوضوح في أعمال ما تحت الماء ما يزال قليلاً نسبياً.
4 مناهج ما بعد التنقيب
1.4 / التصنيف
يقوم علماء الآثار بوصف وتصوير وإحصاء المعثورات التي يجدونها. ثم يقومون بتصنيفها إلى مجموعات وفقًا لأنواعها ومواقعها. فمثلاً يُحتفظ بالقطع الفخارية، التي تسمى أحيانًا الفِلَق أو الكِسَر الخزفية، من كل وحدة من وحدات التنقيب، ومن كل طبقة فيها، في مجموعات منفصلة، ثم تنقل إلى المختبر الميداني، لتنظف وتدوَّن عليها المعلومات الخاصة بالوحدة والطبقة التي جاءت منها.
ويجب أن تبذل عناية فائقة، في المختبر الميداني، للمحافظة على الأشياء المصنوعة من مواد كالمعدن والخشب. فمثلاً يجب إزالة الصدأ عن الأشياء المعدنية دون أن يؤدي ذلك إلى أي تخريب في سطحها. أما المواد الخشبية المشبعة بالماء، فقد تتشقق أو تفقد شكلها عندما تتعرض للهواء، ولذلك يجب الاحتفاظ بها رطبة إلى حين يتمكن الاختصاصيون، الذين يطلق عليهم المرممون، من صيانتها.
مناطق أخرى. وفي حالات كثيرة يجب معرفة عمر المواد لتحديد المادة الأولى والأخيرة في السلسلة.
يمكن لعلماء الآثار تفسير المعثورات الأثرية، إذا ما استطاعوا معرفة أنماط انتشار الأدوات زمانًا ومكانًا. وللوصول إلى هذه الأنماط يجب عليهم أولاً تصنيف الأدوات في مجموعات تحوي كل مجموعة معثورات متشابهة. والنظامان الأساسيان للتصنيف هما: النوعي والتتابعي (التتابع الطرزي.(
* التصنيف النوعي:
تصنف المواد ضمن مجموعات حسب أشكالها، وطرق صنعها، ووظائفها. وتدعى كل مجموعة من هذه المعثورات نوعًا. فمثلاً تُمثِّل جميع القدور الخزفية المتشابهة التي يعثر عليها في موقع واحد نوعًا واحدًا، في حين تُمثِّل قدور أخرى متشابهة من موقع آخر نوعًا آخر.
* التصنيف التتابعي (التتابع الطرزي):
. ترتب المواد ذات النوع الواحد كلها في سلسلة تعكس التغيرات في الطراز. وهذه التغيرات إما أن تكون قد حصلت تدريجيًا مع مرور الزمن، أو نتيجة انتشار حضارة في منطقة.
2.4 / التأريخ
لعلماء الآثار طرق مختلفة لتحديد أعمار المعثورات القديمة ويمكن تقسيم هذه الطرق إلى نوعين أساسيين هما: 1- التأريخ النسبي 2- التأريخ المطلق.
*التأريخ النسبي:
محاولة معرفة قِدم بعض المعثورات بالنسبة لبعضها الآخر. ولهذا فإن طريقة التأريخ النسبي تقدم مقارنات ولا تقدم تواريخ حقيقية. فمثلاً يستطيع علماء الآثار تحديد الأعمار النسبية للعظام التي يعثرون عليها في موقع ما، من خلال قياسهم لما تحتويه هذه العظام من الفلور، ذلك لأن الفلور في المياه الجوفية يحل محل عناصر أخرى في العظام ويزداد بمرور الزمن. وبالتالي فإن العظام الأقدم عمرًا هي تلك التي تحتوي على كمية أكثر من الفلور.

*التأريخ المطلق :
يحدد عمر المعثور بالسنوات. وهناك طرق عديدة للتأريخ المطلق. والطريقة التي تستخدم في كل حالة ترتكز بصورة رئيسية على نوعية المادة التي يحدد تأريخها.
والطريقة الأوسع استخدامًا لتحديد تأريخ بقايا النباتات القديمة أو الحيوانات أو الكائنات البشرية هي التأريخ بالكربون المشع . وتعتمد هذه الطريقة على حقيقة مفادها أن الكائنات الحية كلها تمتص باستمرار نوعين من ذرات الكربون، وهما الكربون 12 والكربون 14 . وتسمى ذرات الكربون 14 أيضًا بالكربون المشع ، وهي ذرات غير مستقرة، وتتحول إلى ذرات نيتروجينية. ولذلك فعندما يموت كائن ما فإن نسبة الكربون 14 إلى الكربون 12 تتناقص بدرجة معينة لتصل إلى نسبة معروفة. ونتيجة لهذا يستطيع علماء الآثار حساب عمر عينة ما عن طريق قياس كميات الكربون 12 والكربون 14 المتبقية فيه. وتعد الطريقة التقليدية المتبعة في قياس الأعمار دقيقة لحساب أعمار الكائنات التي تعود إلى 50000 سنة. أما التقنية الأحدث التي تستخدم الجهاز الذي يُعرف بمعجل الجسيمات، فهي تعد طريقة دقيقة لحساب أعمار الكائنات التي يصل عمرها إلى 60000 سنة. وهذا ينطبق أيضًا حتى على أصغر العينات
يستخدم علماء الآثار تأريخ الأرجون ـ بوتاسيوم لإيجاد أعمار تكونات صخرية معينة تحوي مواد أثرية. وتحتوي هذه الصخور على البوتاسيوم 40 المشع، الذي يتحول إلى غاز الأرجون 40 بنسبة ثابتة. ويقوم العلماء بقياس كمية كل عنصر موجود ثم احتساب عمر الصخرة. وقد استخدمت هذه الطريقة لتأريخ تكونات صخرية وعظام وأدوات وُجدت بشرقي إفريقيا. وقد وُجِدَ أن عمر الصخرة حوالي مليون وثلاثة أرباع المليون سنة مما يشير إلى أن العظام والأدوات أيضًا من العمر نفسه.
وأفضل طريقة معروفة لتأريخ الخشب هي التأريخ بحلقات الأشجار . وتقوم هذه التقنية على احتساب حلقات النمو السنوية الظاهرة على المقاطع العرضية للأشجار المقطوعة. ويقوم علماء الآثار بمطابقة نموذج حلقات شجرة قديمة، يُعثَر عليها في موقع ما، مع حلقات تلك المواد الخشبية القديمة لتحديد عمر الموقع. ويعتبر التأريخ بحلقات الأشجار هو الأكثر دقة في كافة مجالات التأريخ، ولكنه يُستخدم فقط مع المواد الخشبية التي لا يتجاوز عمرها حوالي 8000 سنة

* الدراسة والتحليل:
يقوم علماء الآثار بدراسة الأدوات والظواهر وتحليلها بغية الحصول على معلومات مثل: كيف صنعت الأدوات وأين استخدمت. وفي بعض الأحيان يحصل العلماء على معلومات من خلال التجربة المباشرة. ففي أواسط الثمانينيات من القرن العشرين قام آثاريون من كمبردج بإنجلترا بإعادة بناء سفينة إغريقية كلاسيكية وتسمى تريريم وأبحروا بها. وبهذه الطريقة تعلموا الكثير عن صناعة السفن الإغريقية وفن الملاحة في العصور القديمة. وتساعد الأدوات والظواهر على تفسير الحياة الاجتماعية التي كانت قائمة في الأزمنة القديمة. فحجم البيوت يمكن أن يبين عدد الناس الذين كانوا يعيشون في بيت واحد. وتدل كمية الأحافير التي يُعثر عليها في أحد القبور وقيمتها، على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشخص المدفون.
أما تقويم المعثورات الطبيعية، فيكشف عن معلومات، مثل نوع الطعام الذي كان الناس يتناولونه وما إذا كانوا ينتجون المحاصيل أو يجمعون النباتات البرية. ويمكن للمعثورات الطبيعية أن تكشف أنماط الهجرات القديمة. فوجود بذرة من الحبوب غريبة عن المنطقة مثلاً، يمكن أن يكشف عن كيفية وتاريخ انتقال المواد من مكان إلى آخر.
وقد يقوِّم الأثريون الدليل الأثري بمساعدة متخصصين في حقول أخرى. فعلماء الحيوان يساعدون في التعرف على عظام الحيوانات، وطرق الذبح التي كانت سائدة. كما يقوم علماء النبات بتحليل البذور، ليحصلوا على معلومات حول النشاطات الزراعية القديمة. ويعمل مع الآثاريين أيضًا متخصصون آخرون مثل الجيولوجيين والمعماريين والمهندسين. ويعمد المتخصصون في بعض الحالات إلى تشغيل أجهزة الحاسوب التي تيسّر عملية التقويم وتعجّل بها إلى حد كبير.
*التوثيق الأثري:
إن هذه المهمة التي تسبق العمل التنقيبي الأثري وتليه بالضرورة، هدفها الأقصى إيصال كل المعلومات المجمعة في عمليات التنقيب إلى النشر العلمي الموثق بالصور والرسوم والمخططات، والمدعم بالأرقام الإحصائية، والمقترن بالتحاليل الكيماوية والفيزيائية للعينات المجموعة بطريقة «الدراسة الطبقية» التي لا تكتفي بالعينة بل لابد من أن تحلل الوسط الترابي أو العضوي المحيط بها. ويتجه الميل الآن إلى أخذ أكبر كمية ممكنة من المكتشفات والمواد المخرجة بالتنقيب والأنقاض والتربة التي عثر عليها فيها. حتى إن ثمة من يرى أنه سيأتي اليوم الذي يدرس فيه ويحلل ويوثق كل ما تتألف منه المواقع والتلال الأثرية.
3.4 / الترميم
الترميم restoration عملية ثقافية وتقنية وحرفية على درجة عالية من التخصص، لايقوم بها إلا ذوو الخبرة الطويلة، ويتم التعاون فيها بين جميع الفروع للوصول إلى الطرائق المناسبة للتنفيذ ويجب أن يسبق أي عملية ترميمية دراسة توثيقية ترتكز على الدراسات الإنسانية والعلمية والبحث المنهجي، وأن ينظم تقرير عن الحالة الراهنة والأسلوب الذي سيتم اتباعه مع المسوغات الداعية لكل خطوة بالدلائل والصور والمخططات مرفقة بالوثائق اللازمة لجميع خطوات الترميم والأساليب التقنية المتبعة والمواد المستخدمة. كذلك يجب أن تكون الأساليب المتبعة تقليدية، ويمكن في بعض الأحيان استخدام الأساليب الحديثة المجربة سابقاً، ولايسمح باستخدام أي أساليب أو مواد حديثة إلا إذا كانت مناسبة وتطيل عمر المبنى.
ويجب احترام الإضافات التي جرت على المبنى على مر العصور، ولايسمح بإزالة مرحلة لإظهار مرحلة إلا عندما تكون المرحلة الأحدث ذات قيمة ضئيلة بالموازنة مع المرحلة التي تسبقها، على أن تكون الأقدم في حالة فنية جيدة تسوغ العملية.
لايجوز إجراء أي هدم أو تعديل على المبنى،كما لايسمح بعملية إعادة البناء إلا إذا كانت هذه العملية تظهر قيمة المبنى، ويقتصر الترميم على أجزاء صغيرة من مادة البناء فقط بالاعتماد على الدلائل الأثرية، وتتوقف هذه العملية في اللحظة التي يبدأ فيها الافتراض والتخمين أن تكون أعمال الترميم مناسبة من حيث اللون والشكل والمقياس ومتناسبة مع المظهر العام من جهة، ومميزة عن الأصل من جهة أخرى حتى لايتم تزوير الشواهد التاريخية، ويفضل في الترميم الأثري استخدام المواد والتقنيات القابلة للفك ما أمكن إذا دعت الضرورة إلى ذلك في المستقبل.
وتفرد علم الآثار بمناهج خاصة ، يرجع أساسا إلى خصوصية طبيعة البحث الأثري باعتباره بحثا ميدانيا، تتم معظم مراحله في الموقع الأثري.وهذا لا ينفي بأي شكل من الأشكال ضرورة اعتماده على مناهج البحث الأخرى التي يشترك فيها مع بقية العلوم الإنسانية من مثل المنهج الوصفي والمنهج التاريخي والمنهج المقارن وغيرها من المناهج التي يبدأ بها وينتهي إليها. وبالتالي فإن خصوصية علم الآثار على اعتباره علما حقليا و ميدانيا تجعل من منطلقا ته ونتائجه محطات نظرية ذات مناهج تعددية. وعلى حد تعبير بورديو bourdieu
شكرا جزيلا اخي الكريم
هل تكرمت وزودتنا بالمراجع ان امكن وشكرا جزيلا









رد مع اقتباس
قديم 2010-12-23, 14:19   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
وزير محمد
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اريد بحث حول التغذية عند النبات من فضلك
وشكراااااااااااااااااااااااااا










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-23, 20:27   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وزير محمد مشاهدة المشاركة
اريد بحث حول التغذية عند النبات من فضلك
وشكراااااااااااااااااااااااااا

التغذية عند النبات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آيات عظمة الله في النباتات
قال الله تعالى في كتابه الحكيم:
(وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:99)

النبات عالم قائم بذاته، ومازال العلماء يجتهدون في دراسته وفي كل يوم يقطعون في كشف خصائصه أشواطاً شاسعة ... وقد قسم العلماء النبات إلى عدة أقسام مختلفة بالنسبة لصفاتها التشريحية، أو تناسلها، أو بيئتها .

و ينبت النبات عموماً من بذرة تتوافر لها ظروف خاصة، أهمها حيوية الأجنة فيها، وتحافظ البذور على حيويتها لمدة طويلة تعتبر في ذاتها دليلاً على وجود الله، فقد أمكن استنبات حبات قمح وجدت في قبور الفراعنة . ويجب توافر الماء الضروري للإنبات والحرارة المناسبة، فكل بذرة تنبت في درجة حرارة معينة، والهواء ضروري للنبات، هو كائن حي يعيش ويحيا ويتنفس بل ويحس .. يحزن ويسعد .. فلقد أجريت تجارب على نباتات وضعت في مركبات فضاء... وبأجهزة القياس ... أوضحت التسجيلات أن صدمات عصبية أصابت النباتات وبدا عليها الاضطراب ... وما أن رجعت إلى الأرض حتى عاد إليها الاستقرار والهدوء .

و إذا استنبتت البذرة وخرج الجنين الحي مكوناً جذيراً صغيراً بدأ يتغذى من الغذاء المدخر في البذرة حتى يستطيل عوده، ويضرب في الأرض ليأكل منها، شأنه في ذلك شأن الجنين في الإنسان والحيوان، يتغذى من أمه وهو في بطنها، ثم من لبنها، ثم من لبنها، ثم يستقل عنها ويعتمد على نفسه في غذائه عندما يستوي عوده، فهل غير الله أودع في البذرة الحياة؟... وهل غير الله وهب الجذر قوة التعمق في الأرض وأخرج الساق وأنبت عليه الأوراق فالأزهار فالثمار ؟... حياة معقدة دقيقة جليلة عاقلة رشيدة هدفها حفظ النوع ... وامتداد الحياة، فسبحان الحي منبع الحياة .

جهاز النبات الغذائي

الجذور

تختلف الجذور، وهي أول أجزاء النبات الغذائي عن بعضها البعض اختلافاً بيناً بالنسبة لحاجة النبات، فهناك الجذور الوتدية، والجذور الدرنية، وأخرى ليفية، وغيرها هوائية، وجذور تنفسية، وكل هذه الأشكال لتتواءم مع امكان حصول النبات على حاجته من الغذاء . وأما التي لا يوجد لها جذور مناسبة فيكون لها ممصات للتغذية، وما خلقت كل هذه إلا لتساعد على تغذية النبات وتهيئة حياته .

ويقول داروين إذا كان للنبات عقل فلابد أن تكون جذوره إذ أنها تسعى وتجد في باطن الأرض متفادية العوائق والصخور فإن لم تستطع أن تتفاداها أزاحتها عن طرقها وإلا صبت عليها أحماضهاً لتذيبها .

و للجذور فائدة هامة غير ذلك ألا وهي تثبيت النبات إذ يقع عليه أمر قيام النبات والاحتفاظ به ... فلا يسقط أو يقع ... وعندما تنظر إلى هذه الأشجار الضخمة الكبيرة واقفة شامخة .علينا أن نتذكر الجذر .. الذي يمسكها .

و تنموا الجذور وعليها الشعيرات الجذرية التي تمتص المحاليل الأرضية بتأثير الضغط الأسموزي فتنتقل العصارة إلى أعلى بعمليات معقدة يعجز عن تركيبها أي معمل كيماوي مهما أوتي من أجهزة وتجهيزات ... يتغذى النبات وينمو .... ولابد لنموه من وجود الضوء والماء والكربون والأ**جين، والأيدروجين والأزوت، والفوسفور والكبريت، والبوتاسيوم، والمغنسيوم والحديد .

و من العجيب أن كافة نباتات العالم تتغذى بهذه العناصر، ومع ذلك ينبت في الأرض التفاح الحلو، والحنظل المر ،و القطن الناعم، والصبار الشائك، والقمح والشعير، والبرتقال والليمون ... عناصر واحدة، وماء واحد، وبذور تناهت في الصغر تخرج منها آلاف الأنواع، وعديد الأشكال، ومختلف الروائح والمذاق ... !!! إن في ذلك لآية لأولي الألباب .

تبخير الماء ( النتح)

و تتجلى قدرة الخالق في عملية النتح، والنتح عبارة عن تبخر الماء من النبات عن طريق الأوراق، الأمر الذي يساعد على صعود العصارة من الأرض خلال الجذور .

و ينبغي ألا يستهان بتلك العملية فشجرة واحدة قد تنتج في اليوم العادي ما يقرب من خمسمائة لتر من الماء، وإذا ارتفعت درجة الحرارة وجف الجو، واشتدت قوة الرياح زاد النتح عن ذلك ... ويعزى إليه تلطيف الجو في المناطق المعتدلة، وسقوط الأمطار في المناطق الاستوائية ذات الغابات الغزيرة بالأشجار الضخمة .

و تتم عملية النتح بواسطة ثغور موجودة على الورقة، ومن عجائب آيات الخالق في هذه العملية، أن نرى اختلاف عدد الثغور في نبات عن نبات بما يلائم بيئته، فعدد ثغور النبات الصحراوية أقل من نباتات الحقل مما يقلل النتح في الأولى عن الثانية .

و الجهاز الثغري نفسه آية من آيات الله، إذ يتكون من خليتين حارستين بينهما ثغر، وهذه الخلايا الحارسة تحرس الثغر فتنظم عملية فتحه وإغلاقه تبعاً لحاجة النبات، فإذا ازداد تركيز السائل في الخلايا الحارسة سحبت الماء من الخلايا المجاورة، وتتملىء حتى تأخذ شكلاً كروياً، وبذلك ينفتح الثغر، فتتبخر المياه، ويمتص الجذور الماء من التربة، أما إذا كانت عصارة الخلايا الحارسة غير مركزة، فتكون متدللة الجوانب، متماسة الجدار بذلك الثغر . وينتج رطل خمسمائة رطل من المار أثناء حياته .

فأنظر إلى هذه العملية الداخلية الخفية، كيف تتم بإتقان ونظام، وكيف تعمل أجهزتها بكيفية تنطق بالقدرة والكمال !!.



تكوين الغذاء

ومن آيات الله تكوين الغذاء في النبات، وتعرف هذه العملية بالتمثيل الكربوني .يدخل ثاني أ**يد الكربون من الجو ثاني أ**يد الكربون من الجو إلى النبات عن طريق الثغور، فيقابل المادة الخضراء والماء، وتتكون من الكربون مواد الغذاء يفعل الحرارة والضوء، أما طريقة تكوين هذه المواد من غاز ثاني أ**يد الكربون، فهي عملية كيماوية معقدة، لم يقل العلم عنها إلا أن وجود المادة الخضراء والماء والحرارة، ينتج عنها تغيرات تنتهي بتكوين المواد الغذائية، ولا يتم إلا في الضوء، ولذا فهي تسمى أيضاً " بالتمثيل الضوئي ".

و يقرر العلم أن هذه العملية هي أصعب وأعجب عملية تقوم بها الحياة ولا يمكن لأي تركيبات أو أجهزة أن تقوم بمثل ما تقوم به ورقة خضراء في أي نبات .

تنفـس النبـات

أكتشف قي عام 1779م أن النبات يتنفس فيأخذ الأ**جين ويطرد ثاني أ**يد الكربون، مثله في ذلك مثل الإنسان والحيوان، ويصحب تنفس النبات ارتفاح في درجة الحرارة، ويتم التنفس في الليل والنهار، إلا أنه في النهار لا تظهر نتيجة التنفس واضحة بالنسبة لعملية التمثيل الكربوني التي يجريها النبات بسرعة أكثر من عملية التنفس، فيخرج الأ**جين ويمتص ثاني أ**يد الكربون، لذلك قد عرف بأن ارتياد الحدائق يكون نهاراً، ولا يحسن ارتيادها ليلاً حيث يتنفس النبات، ولا يوجد تمثيل كربوني، وبذلك ينطلق ثاني أ**يد الكربون ويأخذ النبات الأو**جين .

و قد دلت الأبحاث، على أن عملية التمثيل الكربوني، كانت كفيلة وحدها باستهلاك ثاني أ**يد الكربون الموجود في العالم، لو أن الأمر قد اقتصر عليها، ولكن العليم الخبير قدر ذلك فيجعل الكائنات الحية الأخرى تخرج ثاني أ**يد الكربون . وكما أن الأجسام الميتة في تحللها تخرج ثاني أ**يد الكربون وكذلك بعض التفاعلات الأخرى .

و لم يترك أمر استهلاك ثاني أ**يد الكربون وإنتاجه على غاربة، فقد قضت حكمة الخالق أن تكون نسبة ثاني أ**يد الكربون في الجو دائماً، من ثلاثة إلى أربعة أجزاء في كل عشرة آلاف جزء هواء، وأن هذه النسبة ينبغي أن تكون ثابتة على الدوام لعمارة العالم، فلم يحدث قط مهما اختلفت عمليات الاستهلاك وعمليات الإنتاج أن اختلفت هذه النسبة، فهل وجد كل هذا مصادفة دون تقدير أو تدبير .؟!



تحورات في النبات

هيئ النبات بما يتلائم مع بيئته تلاؤماً لا يمكن لغير الله أن يصنعه، فكل نبات بيئته معروفة، تختلف عن غيرها اختلافاً جوهرياً في كافة أجهزتها مما يدهش المتأمل في ملك الله .

النبات الصحراوية

و تسمى بالنباتات الزيروفيتية، ولها صفات شكلية وتركيبية، وتحورات تمكنها من مقاومة الجفاف والرياح، والضوء الشديد، وارتفاع الحرارة، وهذه النباتات إما أشجار أو شجيرات، كالسنط والعبل والنبق، وهي تكون خشنة كثيرة الأشواك، مشتبكة الأغصان، ليظلل بعضها بعضا فيتكون منها شكل كروي ليحجب الشمس عنها ما أمكن لذلك سبيلا، فتأمن الأزرار الداخلية شدة الرياح .

و لأوراق هذه النباتات بشرة ذات جدران خارجية ثخينة، تغطى بطبقة سميكة من مادة جافة وتغطى أحيانا بطبقة من الشمع وكذلك الحال في السوق والجذور فتغطى بالفلين كما في نبات الودنه والنجيلات، و في بعضها تغطى السوق والأوراق بشعيرات وبرية كثيفة، تمتلىء من المبدأ بالهواء، فتعطي للنبات لونا إشعاعيا يع** أشعة الشمس فيمنع النتح أو تقلله كما في نبات الطقطيق . وقد تلتوي الورقة حتى لا تقع عليها أشعة الشمس عمودية كما في الكافور . وقد تنطبق وريقات النبات بقلة عدد ثغورها وضيقها، وقد تغطى بطبقة شمعية، فيقف النتح كلية، ويبقى النبات في حالة سكون حتى يعود فصل المطر، كما في نبات اللصف، وقد تكون الثغور متعمقة في السطح الأسفل من الورقة، مفردة أو مجتمعة في فجوة كما في الفلة، أو تحدث الخلايا الحارسة قبوا على الثغر يجعله بعيدا عن الجو .

و لهذه النباتات خصائص تمكنها من الحصول على الماء، فجذورها كبيرة الحجم نسبياً، تتفرع في التربة وتتعمق فيها إلى مسافات بعيدة، لتسيطر على جزء كبير تمتص منه الماء . ولها تركيبات خاصة بتخزين الماء لاستعماله وقت الشدة، فقد تخزينه في أجزائها الأرضية كالأبصال والكورمات والدرنات، أو في السوق الهوائية كما في التين الشوكي، أو في الأوراق كما في الصبار ....فسبحان العليم القدير ..!!!

و من آيات الله، أن هذا النباتات لما كان عددها قليلا، وهي معرضة باستمرار لجور الحيوان، فإنها قد زودت بتحورات لتقي نفسها من الضرر، منها تغطية أوراق وسوق النباتات وثمارها بالأشواك كما في الخشير، أو تكون أطرافها حادة كالشوك كما في نبات السيلا، أو تغطى بأوبار صلبة كما في الحداقة، أو تطاير منها زيوت طيارة تبعد عنها الحيوان .

النباتات المائية

تعيش في الماء بعض أنواع النباتات المائية، وهي تختلف في تركيبها الداخلي، وأشكالها الخارجية عن النباتات الأخرى .فلا تستعمل في امتصاصها الماء، إذ أن هذه النباتات تمتص الماء من جميع أجزاء جسمها، وتتحور سوقها فتأخذ شكلاً مغايراً .

النباتات المتسلقة

توجد بعض أنواع من النباتات ضعيفة الساق، ليس في مقدورها أن تستقيم بنفسها، فمن حكمة الخالق أن أوجد لها أدوات تسلق، تساعدها على الالتفاف على ما تتسلق عليه من دعائم، كالمحاليق في نبات العنب والبازلاء، أو كالأشواك في بعض أنواع الورد، أو جذور عرضية تتسلق بها كما في نبات حبل المساكين .

النباتات آكلة الحشرات

إن من آيات صنع الله الدالة على قدرته سبحانه وتعالى، وبديع خلقه النباتات آكلة الحشرات، فهذه النباتات تنمو في أرض قليلة الموارد العضوية، فلذلك نراها قد زودت بما يمكنها من اقتناص الحشرات، وامتصاص أجسامها . ومن عجب أن كل نوع منها قد تحور بما يلائم غذاءه تحورا يدهش المتأمل .ففي نبات الديونيا، نرى أن ورقتها ذات مصراعين يتحركان على العِرق الأوسط، وكل منها مزود بزوائد شوكية على سطحه الأعلى . فإذا وقعت حشرة على النبات، يتنبه المصراعان فيقفلان فجأة حافظين الحشرة، بينما، ثم يفرز النبات الأنزيمات ( عصارات) التي تهضم وتذيب الحشرات ثم يمتص ما يذوب منها، وبعد ذلك تعود الورقة لحالها الأولى، فاتحة مصراعيها استعدادا لقنص فريسة أخرى .

أما في حالة نبات انيسز، فإن أوراقه تحورت إلى شكل جرة غطاء يكون مقفلا في حالة صغر الورقة، ثم فجأة يفتح الغطاء بعد تمام نمو الورقة، وتملأ الجرة بسائل مائي حمضي يفرز من الغدد الموجودة على السطح الداخلي لجذب الحشرات التي إذا وقفت على الحافة، فإنها تزلق على سطحها الأمس، أو تجذبها إلى أسفل الجرة شعيرات دقيقة، وعند سقوطها في السائل داخل الجرة، يقفل الغطاء لمنعها من الفرار، ويفرز النبات الإنزيمات لهضم الحشرة ثم يمتصها .

و في نيات الدروسيرا، تغطى أوراقه بزوائد كثيرة تنتهي أطرافها بغدد تفرز مادة لزجة حامضية، فإذا ما هبطت حشرات على رأس هذه الزوائد، فإنها تعلق بها، وكلما حاولت الهرب زاد اشتباكها في زوائد أخرى حتى تتجمع الزوائد حولها، ويفرز النبات المواد الهاضمة التي تذيب جسم الحشرة، وبعد امتصاصها تعود الزوائد إلى الاعتدال، وترجع الورقة إلى شكلها الأصلي .

كيف يحفظ النبات نوعه

ومن آيات الله قدرة النبات على حفظ نوعه فالثمار، وهي أوعية غذائية لحفظ البذور، مزودة بزوائد تساعده على انتشارها من مكان لآخر بعوامل عدة . فبذور النباتات الصحراوية التي تحملها الرياح، ذات حجم صغير ملساء ثم ليسهل نقلها بالهواء كالخشخاش والمثور، وقد تنمو عليها شعيرات لتخفف وزنها كالديميا أو تنمو عليها زوائد كالأجنحة كما في نبات الجكارند والحميض .

و لبذور النباتات المائية زوائد تساعدها على العوم في الماء، وجذر سميك تحفظها من التعفن .

و هناك أنواع من البذور ذات لون جذاب أو مذاق حلو، لتغري الإنسان أو الحيوان أو الطير على نقلها ونثرها، أو ذات خطافية لتشتبك بملابس الإنسان أو فراء الحيوان وتغلف الثمر في النباتات، بغلاف يلتف التفافا لولبياً بعد نضجها، يساعد على انتشار البذور إلى مسافات بعيدة عن النبات الأصلي، كالفول والبازلاء والحندقوق، وكالجوز الشيطاني، الذي يقذف بذوره بصوت كالطلق الناري يسمع على بعد كبير ،

تلك هي آيات بينات، لما زُودت به النباتات من عجائب الحياة، لتحفظ حياتها في فصائل تقرب من نصف مليون صنف، اختلفت تراكيبها ومزاوجتها، ومعيشتها وأعمارها .

و من النبات ما يعمر أياماً، ومنه ما يعمر سنين ،ومنه ما يعمر أضعاف عمر الإنسان، فشجرة سروة صونا في لامبارديا، التي يبلغ ارتفاعها 120 قدماً، ومحيطها 23 قدماً، سبقت المسيح بأربعين سنة، ومازالت قائمة .

و قد قدر عمر شجرة في برابورن بمقاطعة كنت، بنحو ثلاثة آلاف سنة .

و لعل أطول عمر لشجرة هي من نوع ت**وديوم، التي تعمر ستة آلاف سنة .

أما تاريخ النبات على الأرض، فقد ورد في تقرير علمي في أوائل فبراير 1956 ،أن البرافسور " روبرتسون " العالم النباتي، اكتشف في أعمال المسح الجوي الذي قامت به شركة هنتنج للأراضي الأردنية، قطعة متحجرة لغصن شجرة قديمة ،موجودة في أراضي اللواء الجنوبي وأنه بعد تحليلها في معامل باريس العلمية، أتضح أن عمر هذه الشجرة 115 مليون سنة . وقد أبدى العلماء اهتماماً بهذه الظاهرة التي قد تلقي أضواء على تقدير عمر الكون، وعلى تاريخ تسلسل الكائنات الحية، ومدى الفارق بين كل كائن ... نبات وحيوان وإنسان .. فسبحان الموجود قبل الوجود !!!..

(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) (الشعراء:7)









رد مع اقتباس
قديم 2010-12-23, 15:41   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
pipobilal
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلكم اريد بحث حول كيفية اختيار الموضوع: و تحديد المشكلة
c'est urgent SVP










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المستطاع, اوامر, تريدونه, تقدر, طلباتكم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc