مناقب التاريخ الاسلامي - الصفحة 23 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقب التاريخ الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-01-14, 18:01   رقم المشاركة : 331
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم الهلال شعارا ؟

السؤال

ورد في الإصابة لابن حجر : سعد بن مالك بن الأقيصر بن مالك بن قريع بن ذهل بن الدئل بن مالك الأزدي أبو الكنود قال ابن يونس وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له راية على قومه سوداء فيها هلال

أبيض وشهد فتح مصر وله بها عقب روى عنه ابنه القاسم بن أبي الكنود رواه سعيد بن عفير عن عمرو بن زهير بن أسمر بن أبي الكنود أن أبا الكنود وفد فذكره)) فهل هذا الحديث صحيح ؟؟

وهل يبين هذا الحديث أن الرسول اتخذ الهلال شعار ؟


الجواب

الحمد لله


أولا :

هذا الخبر الذي أورده الحافظ في ترجمة أبي الكنود لا يصح ؛ فإن عمرو بن زهير مجهول لا يعرف ، ولا يمكن أن يكون أدرك جده أبا الكنود ، وذلك لأمرين :

أولا : أن ابن يونس لم يذكر لأبي الكنود راويا غير ابنه القاسم .

ثانيا : أن سعيد بن عفير راوي الخبر عن عمرو بن زهير لا يروي عن أحد من التابعين

وإنما أكابر شيوخه من أتباع التابعين ، من أوساطهم وصغارهم ، أمثال : الليث بن سعد ومالك وابن لهيعة وسليمان بن بلال ويحيى بن أيوب الغافقي ويعقوب بن عبد الرحمن وابن وهب وأشباههم .

ولذلك عده الحافظ في التقريب من الطبقة العاشرة .

راجع : "تقريب التهذيب" (1 / 362) – "تهذيب التهذيب" (4/66) .

وهي طبقة كبار الآخذين عن تبع الأتباع ، ممن لم يلق التابعين ، كأحمد بن حنبل .

ينظر : "تقريب التهذيب" (1 / 26) .

فسعيد لم يأخذ عن أحد من التابعين ، وعلى ذلك فشيخه في الخبر المذكور ، وهو عمرو بن زهير ، ليس من التابعين ، وحيث إنه لم يسنده : فالخبر معضل ضعيف لا يحتج به .

وعلى ذلك فلا يصح الاحتجاج به على أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ من الهلال شعارا .

ثانيا :

اتخاذ الهلال شعارا لا يعلم له أصل في الشرع ، ولم يكن معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا في عهد أصحابه رضي الله عنهم ، ولا في عهد التابعين ، وحيث لا تعرفه القرون الفاضلة

فليس هو من سنة المسلمين ، وإنما انتقل إليهم من غيرهم .

قال في "وفيات الأسلاف"

: " وضع رسم صورة الهلال على رءوس منارات المساجد بدعة ، وإنما يتداول ملوك الدولة العثمانية رسم الهلال علامة رسمية أخذا من القياصرة ، وأصله أن والد الإسكندر الأكبر لما هجم بعسكره على بيزنطة

وهي القسطنطينية ، في بعض الليالي دافعه أهلها وغلبوا عليه وطردوه عن البلد ، وصادف ذلك وقت السحر

فتفاءلوا به واتخذوا رسم الهلال في علمهم الرسمي تذكيرا للحادثة ، وورث ذلك منهم القياصرة ، ثم العثمانية لما غلبوا عليها ، ثم حدث ذلك في بلاد قازان " انتهى .

"التراتيب الإدارية" للشيخ عبد الحي الكتاني رحمه الله (1 / 320) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" وضع الأهلة على المنائر قيل : إن بعض المسلمين الذين قلدوا غيرهم فيما يصنعونه على معابدهم ، وضعوا الهلال بإزاء وضع النصارى الصليب على معابدهم

كما سموا دور الإسعافات للمرضى ( الهلال الأحمر ) بإزاء تسمية النصارى لها بـ ( الصليب الأحمر ) وعلى هذا فلا ينبغي وضع الأهلة على رؤوس المنارات من أجل هذه الشبهة ، ومن أجل ما فيها من إضاعة المال والوقت " انتهى .

"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (13 / 941)

ينظر جواب السؤال القادم

والله تعالى أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-01-14, 18:03   رقم المشاركة : 332
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اتخّاذ الهلال شعارا

السؤال

ما الذي يرمز إليه شعار الهلال والنجمة لدى المسلمين؟

لقد بحثت في موقعك على الإنترنت وكذلك في المراجع الموجودة في المكتبة لديَ ولم أعثر على شيء سوى إشارة إلى علم الإمبراطورية العثمانية. شكراً لك على اهتمامك.


الجواب

الحمد لله


إن اتخاذ الأهلة أو النجوم شعاراً للمسلمين لا أصل له في الشرع ، ولم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عهد خلفائه الراشدين بل ولا في عهد بني أمية

وإنما حدث بعد ذلك واختلف بعض أصحاب التواريخ في أول حدوثه ، وفي أول من فعله فقيل الفرس ، وقيل الإغريق ثم انتقل إلى المسلمين في بعض الحوادث ، ( يُنظر التراتيب الإدارية للكتاني 1/320 )

ويقال أن اتخاذ الهلال سببه هو أن المسلمين حين فتحوا بعض بلاد الغرب وفي كنائسهم يعلو فيها الصليب وضع المسلمون بدل الصليب هذا الهلال فانتشر لذلك

وعلى كلٍّ فالشعارات والرايات لابد وأن تكون موافقة للشرع وحيث أنه ليس هناك دليل على مشروعيتها فالأحرى ترك ذلك ، وليس الهلال ولا النجمة شعاراً للمسلمين ، ولو اتخذه بعض المسلمين

وأما من جهة - ما يعتقده المسلمون في القمر والنجوم فإنهم يعتقدون أنها من خلق الله عز وجل لا تنفع ولا تضر ولا تؤثر بذاتها في الأحداث الأرضية ، وإنما خلقها الله لفوائد البشر

ومن ذلك قول الله عز وجل : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ .. الآية (189) سورة البقرة

. نقل ابن كثير رحمه الله في معنى قوله قل هي مواقيت للناس : يعلمون بها حل دينهم وعدة نسائهم ووقت حجهم .. جعلها الله مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم وعِدَّة نسائهم ومحل دَيْنهم .

تفسير ابن كثير

وقال القرطبي رحمه الله في تفسير الآية

: تبيين لوجه الحكمة في زيادة القمر ونقصانه, وهو زوال الإشكال في الآجال والمعاملات والأَيْمان والحج والعُدَد والصوم والفطر ومدة الحمل والإجارات

.. إلى غير ذلك من مصالح العباد. ونظيره قوله الحق: "وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب" [الإسراء: 12]

.. وقوله : "هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدَّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب" [يونس: 5] وإحصاء الأهلة أيسر من إحصاء الأيام . أنظر تفسير القرطبي .

أمّا النّجوم فقد قال علماء الإسلام خَلَقَ ( الله ) هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلاثٍ جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَعَلامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ، صحيح البخاري كتاب بدء الخلق

كما قال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ..

) الآية 97 سورة الأنعام ، وقال تعالى : ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِير ) سورة تبارك آية 5

والله تعالى أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-14, 18:10   رقم المشاركة : 333
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

فوائد دراسة التاريخ وحكم دراسة التاريخ الفرعوني تحديداً

السؤال

" التاريخ الفرعوني " أو بمعنى أصح : " التاريخ المصرى القديم " ، ما حكم دراسته بصفة عامة ، حيث إنه تاريخ يختص بقوم قد كفروا بالله ؟

وما حكم دراسته بصفة أن دراسته تحتاج إلى التعامل مع آثار مثل : تماثيل ، ونقوش على جدران المقابر والمعابد ، حيث إن تلك الآثار هى سبيل دراسة هذا النوع من التاريخ . جزاكم الله خيراً .


الجواب

الحمد لله

أولاً :

في كتاب الله تعالى دعوات متعددة للنظر في أحوال الأمم السابقة – وخاصة المكذبة للرسل والطاغية في الأرض - ، ودعوات للتأمل في حالهم كيف كان وهلاكهم كيف صار ، ومن ذلك :

1. قال تعالى : ( قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) آل عمران 137 .

2. وقال تعالى : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج/ 46 .

3. وقال تعالى : ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) الروم/ 9 .

ثانياً :

في معرفة أحوال الأمم السابقة ، وخاصة من أهلكها الله لطغيانها وكفرها : فوائد جمة ، ومن أعظمها : أخذ العبرة من هلاكهم وعقوبتهم ، والسعي لعدم السير على طريقهم وإلا أصاب المشابهين لهم ما أصاب أسلافهم .

يقول ابن خلدون – رحمه الله - :

اعلم أن فن التأريخ فن عزيز المذهب ، جم الفوائد ، شريف الغاية

إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم ، والأنبياء في سيرهم ، والملوك في دولهم وسياستهم ، حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا .

" تاريخ ابن خلدون " ( 1 / 9 ) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

فينبغي للعقلاء أن يعتبروا بسنة الله وأيامه في عباده ، ودأب الأمم وعاداتهم .

" مجموع الفتاوى " ( 28 / 427 ) .

ومن هنا نعى ابن الأثير الجزري رحمه الله على من لم يقم لعلم التاريخ وزناً ، فقال :

لقد رأيت جماعة ممن يدعي المعرفة والدراية ويظن بنفسه التبحر في العلم والرواية : يحتقر التواريخ ويزدريها ، ويُعرِض عنها ويلغيها ؛ ظنّاً منه أن غاية فائدتها إنما هو القصص والأخبار

ونهاية معرفتها الأحاديث والأسمار ؛ وهذا حال من اقتصر على القشر دون اللب نظره ، ومن رزقه الله طبعاً سليماً ، وهداه صراطاً مستقيماً : علم أن فوائدها كثيرة ، ومنافعها الدنيوية والأخروية جمَّة غزيرة .

" الكامل في التاريخ " ( 1 / 7 ، 8 ) .

ومما ذكره – رحمه الله – من الفوائد الدنيوية :

أن الملوك ومَن إليهم الأمر والنهي إذا وقفوا على ما فيها من سيرة أهل الجور والعدوان ورأها مدوّنةً في الكتب يتناقلها الناس ، فيرويها خلف عن سلف ، ونظروا الى ما أعقبت من سوء الذكر

وقبيح الأحدوثة ، وخراب البلاد ، وهلاك العباد ، وذهاب الأموال ، وفساد الأحوال : استقبحوها ، وأعرضوا عنها واطَّرحوها ، وإذا رأوا سيرة الولاة العادلين وحسنها

وما يتبعهم من الذكر الجميل بعد ذهابهم ، وأنّ بلادهم وممالكهم عمرت ، وأموالهم درّت : استحسنوا ذلك ورغبوا فيه ، وثابروا عليه وتركوا ما يُنافيه

هذا سوى ما يحصل لهم من معرفة الآراء الصائبة التي دفعوا بها مضرات الأعداء ، وخلصوا بها من المهالك ، واستصانوا نفائس المدن وعظيم الممالك ، ولو لم يكن فيها غير هذا لكفى به فخراً .

انتهى

ثالثاً :

والتاريخ الفرعوني هو حقبة من تاريخ الدنيا ، ولا شك أن فيه العبرة والعظة لمن تأمله ، ولكننا نجد في هذا الزمان من يريد بذكره لذلك التاريخ عكس ما تريده الشريعة ، ومن ذلك :

1. أنه يراد بتلك الحقبة تأصيل العنصرية في نفوس أهل تلك البلاد ، بل إن بعضهم لينسب بلاده إلى " الفراعنة " ! وكذا رأيناه في تسمية فرقهم الرياضية ، وأخيراً – وليس آخراً – تسمية قناة فضائية باسم " الفراعنة " .

2. أنه قد جُعل التاريخ الفرعوني بديلاً - في المناهج الدراسية – عن التاريخ الإسلامي ! .

قال الدكتور جمال عبد الهادي – حفظه الله - :

ألغي في " مصر " التاريخ الإسلامي من المرحلتين الابتدائية والثانوية لحساب تاريخ الفراعنة والغرب

فبينما كان التاريخ الفرعوني يدرَّس في ( 75 ) صفحة ، وفي المرحلة الإعدادية فقط : أصبح يدرَّس في المراحل الثلاث وفي ( 317 ) صفحة ! .

هذا التوسع جاء على حساب التاريخ الإسلامي الذي كان يدرَّس في المراحل الثلاث في ( 307 ) صفحة ، ليختزل في مرحلة واحدة هي الإعدادية إلى ( 32 ) صفحة ! .

" مجلة البيان " ( عدد 130 ) .

3. تعظيم الأصنام والأوثان الفرعونية ، ورعايتها ، وجعلها محطات سياحية ، للنظر ، والاستمتاع ، فلا عبرة بزوال تلك الدولة وطغاتها ، ولا اعتبار لتحريم الشريعة المطهرة لبقاء الأصنام شامخة تُرعى ، وتُحرس ، وتُعظَّم ! .

04 تفتيت وحدة الأمة الإسلامية ، وهدم عقيدة الولاء والبراء في النفوس ؛ فبدلا من أن يكون الإسلام هو الوحدة الجامعة : صارت هذه البلد فرعونية ، والأخرى فينيقية ، والثالثة آشورية ، والرابعة بربرية قبلية ...

وهكذا ، إلى أن يفرقوا الأمة ، ويلقوا التدابر والتهاجر بين أبنائها .

هذا بعض ما نراه من سوء وشر ومخالفة للشرع في دراسة " التاريخ الفرعوني " ، ولو كانت الدراسة لتلك الحقبة من باب التأمل والاعتبار بزوال تلك الحقبة بعدما أرست قواعدها في الأرض لكان لتلك الدراسة وجه شرعي

بل لرغَّبنا بها ، ولكننا نجد لتلك الحقبة تعظيماً في نفوس أهل تلك الديار من قبَل أناس مخصوصين – كرفاعة الطهطاوي وأحمد لطفي السيد ومن تبعهم -

ونرى واقعاً مخالفاً للشرع من جهة تعظيم طغاة تلك الحقبة ، ومن جهة رعاية أصنامهم .

وعليه : فما كان من دراسة لتلك الحقبة من التاريخ يسير في الاتجاه المخالف للشرع – من تعظيم للأصنام وأصحابها الطغاة : فهو غير جائز ، وما كان من دراسة لتلك الحقبة خالياً من تلك المخالفات : فهو جائز .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-17, 11:12   رقم المشاركة : 334
معلومات العضو
Abdelhafid2
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية Abdelhafid2
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا .










رد مع اقتباس
قديم 2019-01-19, 19:49   رقم المشاركة : 335
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdelhafid2 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا .
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

و بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-01-19 في 19:50.
رد مع اقتباس
قديم 2019-01-19, 19:53   رقم المشاركة : 336
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

لم يثبت شيء في المكان الذي أهبط إليه آدم من الأرض

السؤال

هل صحيح أن آدم عليه السلام هبط في الهند ، وأن حواء هبطت في جدة ؟

الجواب

الحمد لله

الثابت المقطوع به في القرآن الكريم هو أن آدم وحواء عليهما السلام أهبطا من الجنة إلى الأرض بعد أن أكلا من الشجرة :

قال تعالى : ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) البقرة/36.

وأما عن المكان الذي أهبطا إليه من الأرض فلم يذكر القرآن الكريم عنه شيئا ، كما لم يرد في السنة النبوية المرفوعة من الأحاديث الصحيحة ما يوضح ذلك ، وإن كانت قد رويت بعض الأحاديث الضعيفة

كحديث ( نزل آدم الهند واستوحش ..) رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (7/437)، وضعفه الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/403)، كما رويت أحاديث أخرى في هذا الباب ولكن أسانيدها ضعيفة جدا.

وما صح في هذا الشأن إنما هي أقوال لبعض السلف ، الغالب أنهم أخذوها من علوم أهل الكتاب المنقولة في زمانهم ، ومثل هذه الأخبار لا يعتمد عليها

ولا يوثق بها ، ولا يجوز الإيمان بما جاء فيها مما سكتت عنه شريعتنا ، وإنما تروى وتحكى للاستئناس فقط .

ومع ذلك فقد اختلفت الأقوال الواردة في هذا الشأن :

فمنهم من قال : أهبط آدم إلى الهند ، وأهبطت حواء بجدة .

ومنهم من قال : أهبطا جميعا بالهند .

ومنهم من قال : أهبط آدم بأرض بين مكة والطائف اسمها " دحنا ".

ومنهم من قال : أهبط آدم بالصفا ، وأهبطت حواء بالمروة .

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" وقال السدي : قال الله تعالى : ( اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ) فهبطوا ، فنزل آدم بالهند

ونزل معه الحجر الأسود ، وقبضة من ورق الجنة ، فبثه بالهند ، فنبتت شجرة الطيب ، فإنما أصل ما يجاء به من الهند من الطيب من قبضة الورق التي هبط بها آدم ، وإنما قبضها آدم أسفا على الجنة حين أخرج منها .

وقال عمران بن عيينة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : أهبط آدم من الجنة بِدَحْنا ، أرض الهند .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زُرْعَة ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن عطاء ، عن سعيد ، عن ابن عباس قال : أهبط آدم عليه السلام إلى أرض يقال لها : دَحْنا ، بين مكة والطائف .

وعن الحسن البصري قال : أهبط آدم بالهند ، وحواء بجدة ، وإبليس بدَسْتُمِيسان من البصرة على أميال ، وأهبطت الحية بأصبهان . رواه ابن أبي حاتم .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، حدثنا محمد بن سعيد بن سابق ، حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن ابن عدي ، عن ابن عمر ، قال : أهبط آدم بالصفا ، وحواء بالمروة " انتهى.

" تفسير القرآن العظيم " (1/237)

وكلها أقوال لا دليل عليها .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-19, 19:56   رقم المشاركة : 337
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من الذي أشار بتحريق إبراهيم الخليل عليه السلام ؟

السؤال

قرأت في كتاب تاريخ يحكي عن قصة النبي إبراهيم عليه السلام ، أنه لما صنع المنجنيق ورمي بها في النار فإن صانعه قد خسف الله تعالى به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة

فهل ثبت حديث في هذا الباب ؛ لأني أعلم أن مثل هذه الأمور لا بد فيها من الخبر الصادق . وجزاكم الله خيرا .


الجواب

الحمد لله


لم يرد في الأخبار الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء عن الشخص الذي أشار بتحريق خليل الله إبراهيم عليه السلام ، وإنما جاء ذلك في كتب المفسرين والمؤرخين عن بعض الصحابة والتابعين :

عن مجاهد قال : تلوت هذه الآية على عبد الله بن عمر – يعني قوله تعالى : ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) الأنبياء/68 فقال :

أتدري - يا مجاهد - من الذي أشار بتحريق إبراهيم عليه السلام بالنار ؟

قال : قلت : لا . قال : رجل من أعراب فارس . قال : قلت : يا أبا عبد الرحمن ! وهل للفرس أعراب ؟ قال : نعم ، الكرد هم أعراب فارس ، فرجل منهم هو الذي أشار بتحريق إبراهيم بالنار .

رواه الطبري في " جامع البيان " (18/465)، وفي " تاريخ الرسل والملوك " (1/168) قال : حدثنا ابن حميد ، قال حدثنا سلمة ، قال حدثني محمد بن إسحاق ، عن الحسن بن دينار ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد .

وهذا إسناد ضعيف ، بسبب الليث بن أبي سليم ، فإن أكثر النقاد على تضعيف حديثه ، وله كثير من المناكير في رواياته عن مجاهد عن ابن عمر خاصة

. انظر " تهذيب التهذيب " (8/468)

" سير أعلام النبلاء " (6/179)

وفي الإسناد أيضا الحسن بن دينار متفق على ضعفه .

انظر حاشية محقق " تهذيب الكمال " (6/145)

ومحمد بن حميد الرازي ، شيخ الطبري : ضعيف جدا ، متهم بالكذب ، على سعة حفظه . انظر : تهذيب التهذيب (9/111) وما بعدها .

وعن شعيب الجبائي قال :

إن الذي قال حرقوه " هيزن "، فخسف الله به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة .

رواه الطبري في " جامع البيان " (9/42)، وفي " تاريخ الرسل والملوك " (1/168)

قال : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني وهب بن سليمان ، عن شعيب به .

وشعيب هذا إخباري يروي عن كتب بني إسرائيل ، كحال روايات وهب بن منبه ، وقد سئل عنه الإمام أحمد فقال : رجل قرأ الكتب ، يشبه وهبا .

ومن كان هذا حاله فأخباره التي يرويها ، ولا يكون لها شواهد من الكتاب والسنة الصحيحة تبقى موقوفة ، من غير تصديق ولا تكذيب . انظر ترجمة شعيب في "

ميزان الاعتدال " (2/278)

هذا فضلا عن أن في السند إليه بعض العلل ، فوهب بن سليمان هذا لم يذكره أحد بجرح ولا تعديل

وترجمته في " التاريخ الكبير " للبخاري (8/169)، و " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم (9/27)، وذكره ابن حبان في " الثقات " (7/557)

وقد تتابع كثير من المفسرين والمؤرخين على ذكر هذه الحادثة ، ولكن ليس على وجه التصديق والجزم ، وإنما على سبيل الحكاية للاستئناس والاعتبار .

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" وذلك أنهم شرعوا يجمعون حطبا من جميع ما يمكنهم من الأماكن ، فمكثوا مدة يجمعون له ، حتى إن المرأة منهم كانت إذا مرضت تنذر لئن عوفيت لتحملن حطبا لحريق ابراهيم .

ثم عمدوا إلى جوبة عظيمة ، فوضعوا فيها ذلك الحطب ، وأطلقوا فيه النار فاضطرمت وتأججت والتهبت ، وعلا لها شرر لم ير مثله قط .

ثم وضعوا ابراهيم عليه السلام في كفة منجنيق صنعه لهم رجل من الأكراد يقال له هيزن ، وكان أول من صنع المجانيق ، فخسف الله به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة .

ثم أخذوا يقيدونه ويكتفونه وهو يقول : لا إله إلا أنت سبحانك ، لك الحمد ، ولك الملك ، لا شريك لك .

فلما وضع الخليل عليه السلام في كفة المنجنيق مقيدا مكتوفا ثم ألقوه منه إلى النار قال : حسبنا الله ونعم الوكيل " انتهى.

" البداية والنهاية " (1/168-169)

والخلاصة : أنه لم يرد في الأدلة الصحيحة شيء عن أول من صنع المنجنيق لرمي إبراهيم عليه السلام في النار بواسطته ، ولا من أشار على قومه بتحريقه ، وإنما يحكى ذلك في كتب المؤرخين

منقولا عن علماء أهل الكتاب ، فلا يمكننا الجزم بصدقه ولا بكذبه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-19, 20:00   رقم المشاركة : 338
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في البيع والشراء

السؤال

أرغب في معرفة السنَّة في التجارة , كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتاجر ، ويصف السلَع ، ويتبادلها ، ويعيدها ... الخ

الجواب

الحمد لله

يمكن تلخيص هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التجارة ، والبيع ، والشراء فيما يلي:

1. عمل النبي صلى الله عليه وسلم بالتجارة قبل البعثة مع عمه أبي طالب ؛ وعمل لخديجة كذلك

وسافر لذلك إلى بلاد الشام , وكان أيضا يتاجر في الأسواق ؛ فمجنة ، وعكاظ : كانت أسواقاً في الجاهلية ، وكان التجار يقصدونها للبيع ، والشراء .

2. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يباشر البيع بنفسه ، كما سيأتي في حديث جمل عمر ، وجمل جابر رضي الله عنهما ، أو يُوكل ذلك إلى أحدٍ من أصحابه ، كما في عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ قَالَ

: أَعْطَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دِينَاراً يَشْتَرِي بِهِ أُضْحِيَةً - أَوْ شَاةً - فَاشْتَرَى شَاتَيْنِ ، فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ ، فَأَتَاهُ بِشَاةٍ وَدِينَارٍ ، فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ ، فَكَانَ لَوِ اشْتَرَى تُرَابًا لَرَبِحَ فِيهِ .

رواه الترمذي ( 1258 ) وأبو داود ( 3384 ) وابن ماجه ( 2402 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

3. كان صلى الله عليه وسلم يأمر التجار بالبرِّ ، والصدق ، والصدقة .

عن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا ، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا ) .

رواه البخاري ( 1973 ) ومسلم ( 1532 ) .

ب. عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُصَلَّى ،

فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ فَقَالَ : ( يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ ) ، فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ فَقَالَ : ( إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّاراً ، إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ ) .

رواه الترمذي ( 1210 ) وابن ماجه ( 2146 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1785 ) .

ج. وعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ قال : كان صلى الله عليه وسلم يقول : ( يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ وَالْحَلِفُ ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ ) .

رواه الترمذي ( 1208 ) وأبو داود ( 3326 ) والنسائي ( 3797 ) وابن ماجه ( 2145 ) ، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

4. وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بالسماحة ، واليسر ، في البيع والشراء .

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ ، وَإِذَا اشْتَرَى ، وَإِذَا اقْتَضَى ) .

البخاري (1970)

قال ابن حجر – رحمه الله - :

وفيه الحض على السماحة في المعاملة , واستعمال معالي الأخلاق , وترك المشاحة , والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة ، وأخذ العفو منهم .

" فتح الباري " ( 4 / 307 ) .

ومن صور سماحته صلى الله عليه وسلم :

أ. عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَكُنْتُ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ

فَكَانَ يَغْلِبُنِي فَيَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْقَوْمِ ، فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ وَيَرُدُّهُ ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ وَيَرُدُّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ : ( بِِعْنِِيهِِ ) قَالَ : هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

قَالَ : ( بِعْنِيهِ ) فَبَاعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ( هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ تَصْنَعُ بِهِ مَا شِئْتَ ) .

رواه البخاري ( 2610 ) .

ب. وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ قَدْ أَعْيَا فَأَرَادَ أَنْ يُسَيِّبَهُ قَالَ : فَلَحِقَنِى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا لِي وَضَرَبَهُ فَسَارَ سَيْرا لَمْ يَسِرْ مِثْلَهُ قَالَ : ( بِعْنِيهِ بِوُقِيَّةٍ ) قُلْتُ : لاَ ، ثُمَّ قَالَ : ( بِعْنِيهِ )

فَبِعْتُهُ بِوُقِيَّةٍ وَاسْتَثْنَيْتُ عَلَيْهِ حُمْلاَنَهُ إِلَى أَهْلِي فَلَمَّا بَلَغْتُ أَتَيْتُهُ بِالْجَمَلِ فَنَقَدَنِي ثَمَنَهُ ثُمَّ رَجَعْتُ فَأَرْسَلَ فِي أَثَرِى فَقَالَ : ( أَتُرَانِي مَاكَسْتُكَ لآخُذَ جَمَلَكَ خُذْ جَمَلَكَ وَدَرَاهِمَكَ فَهُوَ لَكَ ) .

رواه البخاري ( 1991 ) ومسلم ( 715 ) - واللفظ له - .

5. وكان صلى الله عليه وسلم يحسن أداء الحقوق لأهلها ، ويحث عليه .

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم سِنٌّ مِنَ الإِبِلِ فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ فَقَالَ : ( أَعْطُوهُ ) ، فَطَلَبُوا سِنَّهُ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلاَّ سِنًّا فَوْقَهَا

فَقَالَ ( أَعْطُوهُ ) ، فَقَالَ : أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللَّهُ بِكَ ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً ).

رواه البخاري ( 2182 ) ومسلم ( 1601 ) .

8. وكان صلى الله عليه وسلم يحث على إقالة النادم .

عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .

رواه أبو داود ( 3460 ) وابن ماجه ( 2199 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".

والإقالة : هي المسامحة ، والتراجع عن البيع ، أو الشراء ، وتدل على كرمٍ في النفس .

" وصُورَة إِقَالَة الْبَيْع : إِذَا اِشْتَرَى أَحَد شَيْئًا مِنْ رَجُل ثُمَّ نَدِمَ عَلَى اِشْتِرَائِهِ ، إِمَّا لِظُهُورِ الْغَبْن فِيهِ أَوْ لِزَوَالِ حَاجَته إِلَيْهِ ، أَوْ لِانْعِدَامِ الثَّمَن : فَرَدَّ الْمَبِيع عَلَى الْبَائِع

وَقَبِلَ الْبَائِع رَدَّهُ : أَزَالَ اللَّه مَشَقَّته وَعَثْرَته يَوْم الْقِيَامَة ، لِأَنَّهُ إِحْسَان مِنْهُ عَلَى الْمُشْتَرِي , لِأَنَّ الْبَيْع كَانَ قَدْ بَتَّ فَلَا يَسْتَطِيع الْمُشْتَرِي فَسْخه "

انتهى . من "عون المعبود" .

6. وكان صلى الله عليه وسلم يساوم في الشراء ، ولا يبخس الناس بضاعتهم ، كما مر معنا في حديث جمل جابر .

وعن سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَمَةُ الْعَبْدِيُّ بَزًّا مِنْ " هَجَرَ " فَأَتَيْنَا بِهِ مَكَّةَ ، فَجَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي ، فَسَاوَمَنَا بِسَرَاوِيلَ ، فَبِعْنَاهُ .

رواه الترمذي ( 1305 ) وقال : حسن صحيح ، وأبو داود ( 3336 ) والنسائي (4592) وابن ماجه ( 2220 ) .

7. وكان صلى الله عليه وسلم يأمر برجحان الوزن .

عن سُوَيْد بْنِ قَيْسٍ قَالَ : ( رأى ) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَزِنُ بِالأَجْرِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( زِنْ وَأَرْجِحْ ) .

وهو تتمة الحديث السابق .

8. وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بإنظار المعسر ، والحط عنه .

عن أبي اليسر رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ) .

رواه مسلم ( 3006 ) .

9. وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن التعامل بالربا ، وبيع الغرر ، وبيع العِينة ، والتجارة بالمحرمات , وعن الغش والخداع .

والأدلة على ذلك كثيرة ، ومشتهرة .

وليس عندنا تفاصيل بيعه وشرائه في كل معاملاته التجارية صلى الله عليه وسلم ؛ فقد كانت تجارته في الجاهلية ، ولم يكن نبيّاً حتى تُنقل تصرفاته من أصحابه ، وما نُقِلَ عن سنَّته صلى الله عليه وسلم كافٍ إن شاء الله .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-21, 15:51   رقم المشاركة : 339
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته ولم يروه يسمون "المخضرمون"

السؤال


ماذا يُسَمَّى الناس الذين كانوا أحياء في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسلموا لكنهم لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب

الحمد لله

من لم يتشرف بلقيا النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة فليس من الصحابة ،

ولذلك فقد عد المحدثون جميع من أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يروه من التابعين ، وأطلقوا عليهم اسم " المخضرمون من التابعين ". لأنهم أدركوا الجاهلية والإسلام .

قال أبو عبد الله الحاكم رحمه الله :

" فأما المخضرمون من التابعين ـ هم الذين أدركوا الجاهلية وحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست لهم صحبة ـ فهم : أبو رجاء العطاردي ، وأبو وائل الأسدي ، وسويد بن غَفَلَة

وعثمان النهدي ، وغيرهم من التابعين " انتهى .

" معرفة علوم الحديث " (ص/44) .

وقال الحافظ أبو عمرو ابن الصلاح رحمه الله :

" المخضرمون من التابعين : هم الذين أدركوا الجاهلية وحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلموا ولا صحبة لهم . واحدهم مخضرَم - بفتح الراء - كأنه خُضْرِم :

أي قُطع عن نظرائه الذين أدركوا الصحبة وغيرها . وذكرهم ( مسلم ) فبلغ بهم عشرين نفسا منهم :

أبو عمرو الشيباني ، وسويد بن غفلة الكندي ، وعمرو بن ميمون الأودي ، وعبد خير بن يزيد الخَيْوَانِي ، وأبو عثمان النهدي ، وعبد الرحمن بن مل ، وأبو الحَلَال العَتَكي ربيعة بن زرارة " انتهى.

" المقدمة " (179)

والمخضرم مأخوذ من الشيء المتردد بين أمرين .

قال الحافظ العراقي رحمه الله :

" المخضرم متردد بين الصحابة لإدراكه زمن الجاهلية والإسلام ، وبين التابعين لعدم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو متردد بين أمرين " انتهى باختصار.

" التقييد والإيضاح " (ص/323)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-21, 15:53   رقم المشاركة : 340
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل تزوج نبي الله يوسف عليه السلام ؟

السؤال

هل تزوج نبي الله يوسف وخلف الأبناء ؟

وهل كان من بينهم أنبياء ؟

وهل من دليل على ذلك في القرآن أو السنة ؟

لأن الكثير من الناس يقولون أن زليخة امرأة العزيز أسلمت ، فأرجع الله لها شبابها ، وزوجها نبيه يوسف

فهل هذا صحيح ؟ بارك الله فيكم


الجواب


الحمد لله


ينقل المؤرخون والمفسرون أن يوسف عليه السلام تزوج من امرأة العزيز التي راودته عن نفسه ، وذلك بعد توبتها ، وذكروا كذلك أنه أنجب منها ولدين اثنين .

قال محمد بن إسحاق رحمه الله :

" لما قال يوسف للملك : ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )

قال الملك : قد فعلت ! فولاه فيما يذكرون عمل إطفير ، وعزل إطفير عما كان عليه ، يقول الله : ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ) ، الآية.

قال : فذكر لي - والله أعلم - أن إطفير هَلَك في تلك الليالي ، وأن الملك الرَّيان بن الوليد، زوَّج يوسف امرأة إطفير " راعيل " ، وأنها حين دخلت عليه قال : أليس هذا خيرًا مما كنت تريدين ؟

قال : فيزعمون أنها قالت : أيُّها الصديق ، لا تلمني ، فإني كنت امرأة كما ترى حسنًا وجمالا ، ناعمةً في ملك ودنيا ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنتَ كما جعلكَ الله في حسنك وهيئتك ، فغلبتني نفسي على ما رأيت .

فيزعمون أنه وجدَها عذراء ، فأصابها ، فولدت له رجلين : أفرائيم بن يوسف ، وميشا بن يوسف ، وولد لأفرائيم نون ، والد يوشع بن نون ، ورحمة امرأة أيوب عليه السلام. " انتهى.

رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (7/2161)

والطبري في " جامع البيان " (16/151) من طريق سلمة ، عن ابن إسحاق به .

وورد نحوه عن زيد بن أسلم التابعي الجليل ، وعن وهب بن منبه المعروف بالرواية عن الإسرائيليات .

نقل ذلك السيوطي في " الدر المنثور " (4/553)

ولما كانت حكاية محمد بن إسحاق من القصص التاريخية القديمة ، ولا يعرف لها إسناد متصل ، ويغلب على الظن أنها مأخوذة عن علماء أهل الكتاب

لم يكن لنا أن نصدقها ولا أن نكذبها كذلك ، وإنما نوردها على سبيل الحكاية السردية المجردة ، مفوضين العلم بحقيقتها إلى الله عز وجل .

على أننا ننبه إلى أن الانشغال بمثل هذه الغرائب ، وتفاصيل الأحوال التي لا تتعلق بأمر الدين والرسالة ، مما لا فائدة ترجى من ورائه ، ولذلك لم يأت تفصيل

بل ولا ذكر لها في ديننا ، ولو كان مما يعنينا معرفته ، والوقوف على تفاصيله : لأوشك أن يأتينا بذلك خبر عن الصادق المصدوق ، صلى الله عليه وسلم .

والله أعلم .









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-01-21 في 15:53.
رد مع اقتباس
قديم 2019-01-21, 15:58   رقم المشاركة : 341
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من هو تبع المذكور في القرآن الكريم ؟

السؤال

أريد من فضيلتكم إلقاء بعض الضوء مما ثبت عن تُبع الذي ورد ذكره في الآية : (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) والآية (وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ

كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ) وهل كان تبع هذا شخصاً ؟ وهل كان موحدًا أم كافرًا؟


الجواب

الحمد لله

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم " تبعا " هذا في موضعين اثنين ، في معرض الإخبار عن كفر قومه وذكر ما حل بهم من عذاب الله وسخطه .

قال الله تعالى : (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) الدخان/37 .

وقال سبحانه : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ . وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ . وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ) ق/12-14 .

وكان تبع هذا ـ كما ذكر المفسرون ـ أحد ملوك اليمن ، وكان مشركاً ثم أسلم ، وكان يعبد الله على شريعة موسى عليه السلام ، وقد توقف نبينا صلى الله عليه وسلم في شأنه ، في بادئ الأمر

هل كان رجلاً صالحاً أم لا؟

ثم بعد ذلك نزل عليه الوحي بأنه كان رجلاً صالحاً ، فنهانا عن سبه فقال صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَسُبُّوا تُبَّعًا

فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ أَسْلَمَ ) رواه أحمد في " المسند " (37/519) عن سهل بن سعد رضي الله عنه وقال المحققون: حسن لغيره. وحسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (2423) .

وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره شيئاً من سيرة تبع هذا ، فقال :

" كانت حِمْيَر - وهم سبأ - كلما ملك فيهم رجل سموه " تُبَّعًا " ، كما يقال : كسرى : لمن ملك الفرس ، وقيصر : لمن ملك الروم ، وفرعون : لمن ملك مصر كافرا ، والنجاشي : لمن ملك الحبشة ، وغير ذلك من أعلام الأجناس .

ولكن اتفق أن بعض تبابعتهم خرج من اليمن ، وسار في البلاد حتى وصل إلى سمرقند ، واشتد ملكه وعظم سلطانه وجيشه ، واتسعت مملكته وبلاده ، وكثرت رعاياه

وهو الذي مَصَّر الحيرة ، فاتفق أنه مَرَّ بالمدينة النبوية وذلك في أيام الجاهلية ، فأراد قتال أهلها فمانعوه وقاتلوه بالنهار ، وجعلوا يَقْرُونه بالليل

فاستحيا منهم وكف عنهم ، واستصحب معه حبرين من أحبار يهود كانا قد نصحاه وأخبراه أنه لا سبيل له على هذه البلدة ؛ فإنها مُهَاجَرُ نبي يكون في آخر الزمان ، فرجع عنها وأخذهما معه إلى بلاد اليمن

فلما اجتاز بمكة أراد هدم الكعبة ، فنهياه عن ذلك أيضًا ، وأخبراه بعظمة هذا البيت ، وأنه من بناية إبراهيم الخليل ، وأنه سيكون له شأن عظيم على يدي ذلك النبي المبعوث في آخر الزمان

فعظمها وطاف بها، وكساها الملاء والوصائل والحبير ، ثم كر راجعًا إلى اليمن

ودعا أهلها إلى التهود معه ، وكان إذ ذاك دين موسى عليه السلام ، فيه من يكون على الهداية قبل بعثة المسيح عليه السلام ، فتهود معه عامة أهل اليمن .

وقد ذكر القصة بطولها الإمام محمد بن إسحاق في كتابه السيرة

وقد ترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ترجمة حافلة ، أورد فيها أشياء كثيرة مما ذكرنا ومما لم نذكر ، وذكر أنه ملك دمشق ، وأنه كان إذا استعرض الخيل صُفَّت له من دمشق إلى اليمن .

ثم ساق من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( ما أدري الحدود طهارة لأهلها أم لا ؟ ولا أدري تبع لعينًا كان أم لا ؟ ولا أدري ذو القرنين نبيًّا كان أم ملكا ) ، وقال غيره : ( أعزيرًا كان نبيًّا أم لا؟ ). – رواه أبو داود (4674)-

وكأنه - والله أعلم - كان كافرًا ثم أسلم وتابع دين الكليم على يدي من كان من أحبار اليهود

في ذلك الزمان على الحق قبل بعثة المسيح عليه السلام ، وحج البيت في زمن الجُرهُميين ، وكساه الملاء والوصائل من الحرير والحبر ، ونحر عنده ستة آلاف بدنة ، وعظمه وأكرمه . ثم عاد إلى اليمن .

وقد ساق قصته بطولها الحافظ ابن عساكر من طرق متعددة مطولة مبسوطة ، عن أبي بن كعب

وعبد الله بن سلام ، وعبد الله بن عباس ، وكعب الأحبار ، وإليه المرجع في ذلك كله، وإلى عبد الله بن سلام أيضًا ، وهو أثبت وأكبر وأعلم .

وكذا روى قصته وهب بن مُنَبِّه ، ومحمد بن إسحاق في السيرة ، كما هو مشهور فيها .

وقد اختلط على الحافظ ابن عساكر في بعض السياقات ترجمة " تُبَّع " هذا بترجمة آخر متأخر عنه بدهر طويل

فإن " تُبَّعًا " هذا المشار إليه في القرآن أسلم قومه على يديه ، ثم لما مات عادوا بعده إلى عبادة الأصنام والنيران ، فعاقبهم الله تعالى كما ذكره في سورة سبأ .

وقال سعيد بن جبير: كسا " تُبَّعٌ " الكعبة ، وكان سعيد ينهى عن سبه .

و " تُبَّع " هذا هو تُبَّع الأوسط ، واسمه أسعد أبو كُرَيْب بن مَلْكيكرب اليماني ، ذكروا أنه ملك على قومه ثلاثمائة سنة وستا وعشرين سنة ، ولم يكن في حمير أطول مدة منه

وتوفي قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو من سبعمائة عام ، وذكروا أنه لما ذكر له الحبران من يهود المدينة أن هذه البلدة مُهَاجَرُ نبي في الزمان اسمه أحمد قال في ذلك شعرا واستودعه عند أهل المدينة

وكانوا يتوارثونه ويروونه خلفًا عن سلف ، وكان ممن يحفظه أبو أيوب خالد بن زيد الذي نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره ، وهو :

شَهِدْتُ عَلَى أَحْمَدَ أنَّه ...
رَسُولٌ مِنَ اللهِ بَاري النَّسَم ...

فَلَو مُدَّ عُمْري إلى عُمْرِهِ ...
لَكُنْت وَزيرا له وابن عَم ...

وَجَاهَدْتُ بالسَّيفِ أعْدَاءَهُ ...
وَفرَّجتُ عَنْ صَدْرِه كُلَّ غَم ...

وذكر ابن أبي الدنيا أنه حُفِر قبر بصنعاء في الإسلام ، فوجدوا فيه امرأتين صحيحتين ، وعند رءوسهما لوح من فضة مكتوب فيه بالذهب : " هذا قبر حبي ولميس – وروي : حبي وتماضر- ابنتي " تُبَّع "

ماتتا وهما تشهدان أن لا إله إلا الله ولا تشركان به شيئًا ، وعلى ذلك مات الصالحون قبلهما .

قال قتادة : ذكر لنا أن كعبًا كان يقول في " تُبَّع " : نُعِت نَعْت الرجل الصالح ، ذم الله تعالى قومه ولم يذمه ، قال : وكانت عائشة تقول : لا تسبوا " تُبَّعًا " ؛ فإنه قد كان رجلا صالحًا " انتهى باختصار .

" تفسير القرآن العظيم " (7/256-259) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-21, 16:00   رقم المشاركة : 342
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل غرق جميع من على الأرض بعد الطوفان العظيم زمن نوح عليه السلام؟

السؤال

هل غرق جميع من في الأرض - عدا من كان مع نوح - على ظهر السفينة عندما أرسل الله الطوفان ؟

وهل كل مَن في الأرض الآن يعتبرون مِن نسل مَن كان في السفينة ؟


الجواب


الحمد لله

يدل صريح القرآن الكريم على أن جميع من على الأرض أغرقوا بالطوفان ، ولم ينج من البشر ولا من الحيوان إلا مَن حمله نوح عليه السلام معه في السفينة .

قال الله تعالى : (فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ) الشعراء/119-120 .

وقال عز وجل : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) هود/40 .

وقال تعالى : (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) يونس/73 .

كما جاء النص في القرآن الكريم على أن الأرض إنما عمرت بعد ذلك من نسل ذرية نوح عليه السلام فقط ، وأما المؤمنون الذين نجوا معه في السفينة فلم تبق لهم ذرية ، فجميع أهل الأرض الآن من ذرية نوح عليه السلام .

قال الله تعالى : (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ

. وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ . وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ . وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ . سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ . إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) الصافات/77-81 .

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : لم تبق إلا ذرية نوح عليه السلام .

وقال قتادة في قوله : (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ) قال : الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام .

"تفسير القرآن العظيم" لابن كثير (7/22) .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

"وقد اختلف العلماء في عدة من كان معه في السفينة :

فعن ابن عباس رضي الله عنهما : كانوا ثمانين نفسا معهم نساؤهم . وعن كعب الأحبار : كانوا اثنين وسبعين نفسا ، وقيل : كانوا عشرة .

قال جماعة من المفسرين :

ارتفع الماء على أعلى جبل بالأرض خمسة عشر ذراعا ، وهو الذي عند أهل الكتاب

وقيل : ثمانين ذراعا ، وعَمَّ جميع الأرض طولها والعرض ، سهلها وحزنها وجبالها وقفارها ورمالها ولم يبق على وجه الأرض ممن كان بها من الأحياء عين تطرف ، ولا صغير ولا كبير .

قال الإمام مالك عن زيد بن أسلم : كان أهل ذلك الزمان قد ملؤوا السهل والجبل .

فإن الله لم يجعل لأحد ممن كان معه من المؤمنين نسلا ولا عقبا سوى نوح عليه السلام .

قال تعالى : (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ) فكل من على وجه الأرض اليوم من سائر أجناس بني آدم ينسبون إلى أولاد نوح الثلاثة ، وهم : سام وحام ويافث" انتهى باختصار .

"البداية والنهاية" (1/111-114) .

وقال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله :

" ضمير الفصل في قوله : ( هُمُ الْبَاقِينَ ) للحصر ، أي : لم يبق أحد من الناس إلا من نجاه الله مع نوح في السفينة من ذريته ، ثم من تناسل منهم ، فلم يبق من أبناء آدم غير ذرية نوح

فجميع الأمم من ذرية أولاد نوح الثلاثة ، وظاهر هذا أن من آمن مع نوح غير أبنائه لم يكن لهم نسل . قال ابن عباس : لما خرج نوح من السفينة مات من معه من الرجال والنساء إلا ولده ونساءه .

وبذلك يندفع التعارض بين هذه الآية وبين قوله في سورة هود : ( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ) هود/40

وهذا جار على أن الطوفان قد عم الأرض كلها ، واستأصل جميع البشر ، إلا من حملهم نوح في السفينة" انتهى .

"التحرير والتنوير" (23/47) .

وأما قوله سبحانه وتعالى : ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ) الإسراء/3 .

وقوله عز وجل : (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) مريم/58.

فلا يدل على استمرار نسل المؤمنين الذين حملهم نوح عليه السلام معه ، بل المقصود أبناء نوح عليه السلام الذين استمر نسلهم دون باقي المؤمنين .

قال العلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله : "قوله تعالى : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) ، بين أن ذرية من حمل من نوح لم يبق منها إلا ذرية نوح في قوله : (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ)" انتهى .

"أضواء البيان" (3/13) .

والله أعلم .









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-01-21 في 16:01.
رد مع اقتباس
قديم 2019-01-21, 16:04   رقم المشاركة : 343
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المآخذ على كتاب " مرآة الزمان ".

السؤال


ما رأيكم في كتاب (مرآة الزمان في تاريخ الأعيان) تصنيف سبط ابن الجوزي ، لما وجدت فيه من قصص للأنبياء ، فيها إسرائيليات ؟


الجواب


الحمد لله :

كتاب " مرآة الزمان في تاريخ الأعيان " هو من تأليف أبي المظفر شمس الدين يوسف بن الأمير حسام الدين قِزُغْلِي، المعروف بسبط ابن الجوزي .

ولد ونشأ ببغداد ، ورباه جده أبو الفرج ابن الجوزي ، وانتقل إلى دمشق فاستوطنها ، وتوفي فيها سنة (654 ) هـ .

وهذا الكتاب تحدث فيه مؤلفه عن تاريخ البشرية ، منذ بدء الخليقة وابتداء العالم وحتى حتى وفاته سنة 654هـ ، ورتبه على السنين.

وقد اهتم بعض العلماء بهذا الكتاب ورفع من شانه حتى قال بعضهم بعد أن ذكر كتب التواريخ: "

فرأيت أجمعها مقصداً ، وأعذبها مورداً ، وأحسنها بياناً ، وأصحها روايةً ، تكاد جنة ثمرها تكون عياناً : مرآة الزمان ". نقله ابن حجر في " لسان الميزان " (6/328) .

وقال ابن كثير: " له مرآة الزمان في عشرين مجلداً ، من أحسن التواريخ .. ومن أبهج التواريخ ".

انتهى " البداية والنهاية" (13/194) .

ومع ذلك فالكتاب لا يخلو من وجود بعض الملاحظات عليه ، ومن أهمها :

إيراد الأحاديث والأخبار الضعيفة والموضوعة ، والحكايات المنكرة والمستبشعة ، وذكر بعض المثالب في الصحابة والخلفاء الراشدين .

قال الحافظ الذهبي : " وألف كتاب مرآة الزمان ، فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات ، وما أظنه بثقة فيما ينقله ، بل يجنف ويجازف ، ثم إنه ترفض ".

انتهى "ميزان الاعتدال" (4/ 471) .

وقال عنه في " تاريخ الإسلام "(حوادث عام 597) : "

كثير الحَشَف والمجازفة ". (42/38).

وأنه " إنه خسَّاف ، مجازف ، لا يتورَّع في مقاله ".

انتهى من "تاريخ الإسلام" (حوادث عام 581) . (54/405) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فهذا الرجل يذكر في مصنَّفاته أنواعاً من الغثِّ والسمين ، ويحتجُّ في أغراضه بأحاديث كثيرةٍ ضعيفةٍ وموضوعة .

وكان يصنِّفُ بحسبِ مقاصد الناس ، يصنِّف للشيعة ما يناسبهم ، ليعوِّضوه بذلك ، ويصنِّف على مذهب أبي حنيفة لبعض الملوك ، لينال بذلك أغراضه .

فكانت طريقته طريقة الواعظ الذي قيل له : ما مذهبك ؟

قال : في أي مدينةٍ ؟

ولهذا يوجدُ في كتبه ثلبُ الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم ؛ لأجل مداهنة من قصد بذلك من الشيعة ، ويوجد في بعضها تعظيم الخلفاء الراشدين وغيرهم ".

انتهى " منهاج السنة النبوية " (4/ 98) .

وإذا كانت هذه حال الكتاب وصاحبه ، فينبغي الحذر من التسليم بما فيه ، وأن يكون المطالعة فيه للمتخصص القادر على مراجعة غيره من التواريخ ، واعتبار ما فيه بمقياس الخطأ والصواب .

وبالإمكان الرجوع إلى كتب التواريخ المعتمدة ، مثل : الكامل في التاريخ لابن الأثير، والبداية والنهاية ، للحافظ ابن كثير رحمه الله ، والعبر وتاريخ الإسلام ، ونحوها ، للحافظ الذهبي رحمه الله .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-21, 16:15   رقم المشاركة : 344
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بطلان نسبة كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة رحمه الله

السؤال

هل كتاب (الإمامة والسياسة) لابن قتيبة الدينوري من تأليفه أم منسوب إليه كما يقال في بعض المنتديات ويحذرون من التعامل معه بحذر شديد ؟ وهل آخذ معلوماته بعين الصحة أم أرفضه كله ؟

إذا كان الرفض لجميع الكتاب فكيف أصبح مصدرا هاما عند كثير من المؤرخين المعاصرين ؟

أما إذا كان الرفض لبعضه فهل هناك نسخة صحيحة منه ؟

أو هل يوجد من بين من المؤرخين الصحيح فيه والمكذوب ؟


الجواب


الحمد لله

كتاب الإمامة والسياسة لا يصح نسبته لابن قتيبة رحمه الله ، وقد بين ذلك عدد من الباحثين وساقوا أدلة ظاهرة على ذلك .

قال الشيخ الدكتور علي نفيع العلياني حفظه الله في كتابه "عقيدة الإمام بن قتيبة"

عن كتاب الإمامة والسياسة

: " وبعد قراءتي لكتاب الإمامة والسياسة قراءة فاحصة ترجح عندي أن مؤلف الإمامة والسياسة رافضي خبيث

, أراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة نظرًا لكثرتها ونظرًا لكونه معروفًا عند الناس بانتصاره لأهل الحديث ,

وقد يكون من رافضة المغرب , فإن ابن قتيبة له سمعة حسنة في المغرب , ومما يرجح أن مؤلف الإمامة والسياسة من الروافض ما يلي:

* أن مؤلف الإمامة والسياسة ذكر على لسان علي رضي الله عنه أنه قال للمهاجرين: (الله الله يا معشر المهاجرين لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته إلى دوركم وقعر بيوتكم ,

ولا تدفعوا أهله مقامه في الناس وحقه , فو الله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به لأنا أهل البيت ,

ونحن أحق بهذا الأمر منكم.. والله إنه لفينا فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله) . ولا أحد يرى أن الخلافة وراثية لأهل البيت إلا الشيعة.

* أن مؤلف الإمامة والسياسة قدح في صحابة رسول الله قدحًا عظيمًا فصور ابن عمر رضي الله عنه جبانًا ,

وسعد بن أبي وقاص حسودًا , وذكر محمد بن مسلمة غضب على علي بن أبي طالب لأنه قتل مرحبًا اليهودي بخيبر , وأن عائشة رضي الله عنها أمرت بقتل عثمان . والقدح في الصحابة من أظهر خصائص الرافضة

, وإن شاركهم الخوارج , إلا أن الخوارج لا يقدحون في عموم الصحابة .

* أن مؤلف الإمامة والسياسة يذكر أن المختار بن أبي عبيد قتل من قبل مصعب بن الزبير لكونه دعا إلى آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر خرافاته وادعاءه الوحي , والرافضة هم الذين يحبون المختار

بن أبي عبيد لكونه انتقم من قتلة الحسين , مع العلم أن ابن قتيبة رحمه الله ذكر المختار من الخارجين على السلطان وبين أنه كان يدعي أن جبريل يأتيه.

* أن مؤلف الإمامة والسياسة كتب عن خلافة الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان خمسًا وعشرين صفحة فقط , وكتب عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة مائتي صفحة ,

فقام المؤلف باختصار التاريخ الناصع المشرق وسود الصحائف بتاريخ زائف لم يثبت منه إلا القليل , وهذه من أخلاق الروافض المعهودة , نعوذ بالله من الضلال والخذلان " انتهى .

وقال الشيخ مشهور حسن سلمان في كتابه "كتب حذر منها العلماء" (2/298-301) : " الإمامة والسياسة : كتاب مكذوب على ابن قتيبة ـ رحمه الله تعالى

، وعلى الرغم من ذلك ؛ فهو مصدر هام عند كثير من المؤرخين المعاصرين ، ويجب التعامل مع هذا الكتاب بحذر شديد ؛ إذ حوى مغالطات كثيرة ، ولذا ؛ شكك ابن العربي من نسبة جميع ما فيه لابن قتيبة .

والأدلة على عدم صحة نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة كثيرة . منها :

1. أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكروا هذا الكتاب بين ما ذكروه له ، اللهم إلا القاضي أبا عبدالله التوزي المعروف بابن الشباط ، فقد نقل عنه في الفصل الثاني من الباب الرابع والثلاثين من كتابه ( صلة السمط ) .

2. أن الكتاب يذكر أن مؤلفه كان بدمشق . وابن قتيبة لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور .

3. أن الكتاب يروى عن أبي ليلى ، وأبو ليلى كان قاضياً بالكوفة سنة (148هـ) أي قبل مولد ابن قتيبة بخمس وستين سنة .

4. أن المؤلف نقل خبر فتح الأندلس عن امرأة شهدته ، وفتح الأندلس كان قبل مولد ابن قتيبة بنحو مائة وعشرين سنة .

5. أن مؤلف الكتاب يذكر فتح موسى بن نصير لمراكش ، مع أن هذه المدينة شيدها يوسف بن تاشفين سلطان المرابطين سنة (455هـ) وابن قتيبة توفي سنة (276هـ) .

6. أن هذا الكتاب مشحون بالجهل والغباوة والركة والكذب والتزوير ؛ ففيه أبو العباس والسفاح شخصيتان مختلفتان ، وهارون الرشيد هو الخلف المباشر للمهدي ، وأن الرشيد أسند ولاية العهد للمأمون

وهذه الأخطاء يتجنبها صغار المؤرخين ، فضلاً عمن هو مثل ابن قتيبة الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية

: ( …. وكان أهل المغرب يعظمونه ويقولون : من استجاز الوقيعة فيه يتهم بالزندقة ، ويقولون : كل بيت ليس فيه شيء من تصنيفه لا خير فيه ) .

7. أن مؤلف (الإمامة والسياسة) يروي كثيراً عن اثنين من كبار علماء مصر ، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ من هذين العالمين ؛ فدل هذا على أن الكتاب مدسوس عليه .

وقد جزم بوضع الكتاب على ابن قتيبة غير واحد من الباحثين ، من أشهرهم :

1- محب الدين الخطيب في مقدمة كتاب ابن قتيبة (الميسر والقداح) ص 26-27 .

2- ثروت عكاشة في مقدمة كتاب ابن قتيبة (المعارف) ص 56 .

3- عبد الله عسيلان في رسالة صغيرة مطبوعة بعنوان (كتاب الإمامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي) ، ساق فيها اثني عشر دليلاً على بطلان نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة .

4- عبد الحميد عويس في كتابه (بنو أمية بين الضربات الخارجية والانهيار الداخلي) ص 9-10.

5- سيد إسماعيل الكاشف في كتابه (مصادر التاريخ الإسلامي) ص33 .

6- وقد قُدِّمت في الجامعة الأردنية كلية الآداب عام 1978م رسالة ماجستير عنوانها ( الإمامة والسياسة دراسة وتحقيق ) ، قال الباحث فيها : وعلى ضوء هذه الدراسة

فقد تبين أن ابن قتيبة الدينوري بعيد عن كتاب (الإمامة والسياسة) ، وبنفس الوقت ؛ فإنه لم يكن بالإمكان معرفة مؤلف الكتاب ، مع تحديد فترة وفاته بحوالي أواسط القرن الثالث الهجري

7- وقد جزم ببطلان نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة أيضاً السيد أحمد صقر في مقدمة تحقيقه لـ ( تأويل مشكل القرآن ) ص32 ؛ فقال : ( كتاب مشهور شهرة بطلان نسبته إليه ) ، ثم قال بعد أن ساق بعض الأدلة الآنفة الذكر :

( إن هذا وحده يدفع نسبة الكتاب إلى ابن قتيبة ، فضلاً عن قرائن وأدلة أخرى كلها يثبت تزوير هذه النسبة )

. وإلى هذا ذهب الحسيني في رسالته (ص77-78)

والجندي في كتابه عن ابن قتيبة ( 169-173 )

وفاروق حمادة في ( مصادر السيرة النبوية ) ص91 ،

وشاكر مصطفى في ( التاريخ العربي والمؤرخون ) (1/241-242) ، والله الموفق " انتهى .

وإذا كان الكتاب لا يعرف مؤلفه ، وفيه من الانحراف والضلال ما مر عليك ، فلا وزن له ولا قيمة ، وفي كتب التاريخ المعروفة غنية وكفاية .

وينظر للفائدة جواب السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-21, 16:19   رقم المشاركة : 345
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

كتب التاريخ الموثوقة

السؤال

ما أكثر ما في الكتب من دس للروايات عن هارون الرشيد ، والدولة الأموية ، والعباسية ، وسيرة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان

وعلي رضي الله عنهم . أتمنى منكم أن ترشدوني إلى أفضل وأصح الكتب التي تتحدث عما ذكرت .

الجواب

الحمد لله

تاريخُ الإسلامِ صفحاتٌ عظيمةٌ من الأحداث والوقائع المتنوعة ، اختلطت فيها جوانب السياسة والاجتماع والاقتصاد

وامتزجت بالكثير من العوارض المختلفة أو المتناقضة ، فاحتملت لذلك في طبيعتها مادة خصبة استغلها الكثير من أهل الأغراض والأهواء ، فلم يتورعوا عن التشويه والتحريف والزيادة والنقصان .

وإذا غضضنا الطرف عن العوامل الخارجية التي أدت إلى وجود الخلل في أحداث التاريخ المروية ، وقَصَرْنَا النظرَ على طبيعة المادة المنقولة والمدونة ، لوجدنا أن ذلك الخلل يرجع إلى سببين اثنين رئيسين :

السبب الأول : غياب التدوين المباشر للتاريخ مِن قِبَل شهود العيان ، ومَن عاصر الأحداث ، أو على الأقل غياب الإسناد المقبول لتلك الأحداث ، فقد غلب الإرسال والانقطاع بين المدون والراوي وبين الوقائع المروية

ففقدت المنهجية العلمية الركن الرئيس فيها ، وغدت أحداث التاريخ نهبة لمن شاء أن يحكي فيها ما يريد

فالكل يكتب ويشارك ، سواء أسند أم أرسل . كما قال الإمام أحمد رحمه الله : " ثلاثة كتب ليس لها أصول : المغازي والملاحم والتفسير " انتهى .

رواه الخطيب في "الجامع" (2/162) وفسره بقوله: المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة

غير معتمد عليها ، ولا موثوق بصحتها ، لسوء أحوال مصنفيها ، وعدم عدالة ناقليها ، وزيادات القصاص فيها " ، وفسرها شيخ الإسلام ابن تيمية بكثرة المراسيل في هذه الأبواب .

والسبب الثاني : غياب الحس النقدي لدى كثير من كُتَّاب التاريخ الأول

فلا تكاد تجد في المؤرخين القدامى من يزيد على الحكاية والرواية ، فقد كان هذا سعيهم الأول ، ولعلهم أوكلوا النقد بالتصديق أو التكذيب إلى القارئ الذي غالبا ما يتيه بين آلاف الصفحات المسطرة .

ولعل القراءة المجردة في "تاريخ الأمم والملوك" لابن جرير الطبري ، وفي "الإمامة والسياسة" المنسوب خطأ لابن قتيبة ، وفي "مروج الذهب" لعلي بن الحسين المسعودي ، وفي "تاريخ اليعقوبي"

و"الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ، وفي "العقد الفريد" لابن عبد ربه ، وفي "تاريخ التمدن الإسلامي" لجرجي زيدان – لعل القراءة المجردة فيها توقف القارئ على الصورة الحقيقية لقدر التشويه الذي لحق بمصنفات التاريخ

ومدوناته .

وانظر للتوسع عن كتب التاريخ المشوهة كتاب "كتب حذر منها العلماء" للشيخ مشهور حسن سلمان ، الجزء الثاني .
يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/9-10) :

" وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثًّا أو سمينًا ، ولم يعرضوها على أصولها ، ولا قاسوها بأشباهها

ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات ، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار ، فضلوا عن الحق ، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط

ولا سيما في إحصاء الأعداد من الأموال والعساكر إذا عرضت في الحكايات ، إذ هي مَظِنَّةُ الكذب ، ومَطِيَّةُ الهَذَر ، ولا بد من ردها إلى الأصول ، وعرضها على القواعد " انتهى .

والأدوات التي يحتاجها المؤرخ الناقد متنوعة ما بين علم بأحوال الرواة وطبائع الأمم وقواطع العادات والسنن ودقة في الملاحظة والقياس ، وذلك ما لا يتوفر إلا في القليل من المؤرخين المتقدمين والمتأخرين .

يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/28) :

" فإذا يحتاج صاحب هذا الفن إلى العلم بقواعد السياسة وطبائع الموجودات واختلاف الأمم والبقاع والأعصار في السير والأخلاق والعوائد والنحل والمذاهب وسائر الأحوال ، والإحاطة بالحاضر من ذلك

ومماثلة ما بينه وبين الغائب من الوفاق أو بون ما بينهما من الخلاف ، وتعليل المتفق منها والمختلف

والقيام على أصول الدول والملل ومبادئ ظهورها وأسباب حدوثها ودواعي كونها وأحوال القائمين بها وأخبارهم ، حتى يكون مستوعبا لأسباب كل خبره

وحينئذ يعرض خبر المنقول على ما عنده من القواعد والأصول ، فإن وافقها وجرى على مقتضاها كان صحيحا ، وإلا زيفه واستغنى عنه .

وما استكبر القدماء علم التاريخ إلا لذلك ، حتى انتحله الطبري والبخاري وابن إسحاق من قبلهما ، وأمثالهم من علماء الأمة ، وقد ذهل الكثير عن هذا السر فيه حتى صار انتحاله مجهلة

واستخف العوام ومن لا رسوخ له في المعارف مطالعته وحمله والخوض فيه والتطفل عليه ، فاختلط المرعي بالهمل ، واللباب بالقشر ، والصادق بالكاذب ، وإلى الله عاقبة الأمور " انتهى .

ونحن وإن كنا نستشعر النقص في التحقيق التاريخي ، والنقد المنهجي ، إلا أننا لا ننفي وجوده

فقد سطر نقاد العلماء كتبا محققة محكمة ، محَّصوا فيها الصادق من الكاذب ، والحقيقي من الزائف ، فيمكن الاستفادة منها والرجوع إليها ، والأهم من ذلك : البناء عليها ، ومنها :

"العواصم من القواصم" لأبي بكر ابن العربي المالكي ، "البداية والنهاية" لابن كثير ، و "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ، وكتب الحافظ الذهبي عموما : "تاريخ الإسلام" و "سير أعلام النبلاء" ، و"العبر" وغيرها .

وهناك أيضا كثير من الدراسات المعاصرة النافعة والمفيدة في هذا المجال ، مثل كتاب "التاريخ الإسلامي" للأستاذ محمود شاكر الحرستاني ، و "مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري" للدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى

وكتب الدكتور محمد علي الصلابي التاريخية ـ بصفة عامة ـ كـ " السيرة النبوية" ، وكتبه عن الخلفاء الراشدين

"الدولة الأموية" ، "الدولة الفاطمية" ، "دولة السلاجقة" ، "الدولة العثمانية"

وغيرها كثير ، وأيضا كتاب "تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة" تأليف الدكتور محمد آمحزون .

ففي هذا الكتب ، إن شاء الله ، غنية لمن أراد القراءة في التاريخ ، خاصة لغير المتخصص في دارسة التاريخ أو العلوم الشرعية .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc