البنات لي جاو روطار
انا زدت في الحكاية لخاطر بصراحة مكانش فيها احدث طووول واللي مكتوب لتحت بلحمر هذاك هو لي زدتو
وماكلاه تحكمو عليها قبل ماتقراوها بلييييز جبت لعشية كامل وانا نعصر في مخي
ريتاج الجنة و......المجهول
في عصر ساد فيه الفقر وكثرت فيه الاحزان و انعدمت
فيها الافراح . تعيش فتاة في مقتبل عمرها وسط اسرة فقيرة تلقب برتاج الجنة
فقد كانت فتاة محبة التحدي واثقة من خطواتها محبة للجميع لا تعلوها الغيرة و لا الحقد , كانت مصدر امل لاهلها
اتصفت ريتاج الجنة بأخلاقها فقد كانت محط انظار الجميع لعذب صوتها ونقاوة قلبها ونقاء خلقها
حتى الهمت كل الناس من حولها و البنات صرن يحقدن عليها لذكائها الحاد و لباقة اسلوبها في الحديث و قدرتها على الاقناع
عانت من صعوبات في الحياة ولا سيما في مسارها الدراسي .
كانت ريتاج تحلم ان تكون طبيبة قلب مشهورة تعيل كل من طلب المساعدة منها و تشفي المرضى و تصنع الابتسامة على وجوههم و تحمل هم الاخرين تسهر على راحتهم
لذلك كانت تحرص على الاجتهاد في دراستها لتصنع مستقبلا مجيدا لها ولعائلتها
وفي احد الايام سال الاستاد كل الطلاب ومن بينهم ريتاج على حلمهم المستقبلي
الأستاذ : قفي يا رتاج وأخبرينا عن الحلم الذي تريدين ان تكوني في المستقبل
تملك قلب المسكينة الخوف حيال هذا الأمر لانها لا تعرف كيف ستجببه لراية كامل زميلاتها ينتظرن جوابها للسخرية منها , تشجعت رتاج
واجابته قائلة : طبيبة قلب في المستقبل ان شاء الله
فسخرت منها كل البنات فخجلت امام زملائها وفقدت الامل في تحقيق حلمها نظرا لأحوالها المادية مقارنة بزميلاتها اللواتي يفتخرن بمالهن عكسها هي الفتاة الفقيرة التي تعيش في بيت بسيط .
بدات ريتاج تفقد العزيمة والثقة بنفسها ولخصالها الحميدة وطيبة قلبهاا لم تشكي لوالديها خوفا من ان تشغلهم بما يحدث لها فتزيد على حالتهم التي لايرثى لها
مرت الايام وانتبهت ريتاج ان والدها ليس بخير في الآونة الاخيرة ، لكنها لم تهتم كثيرا لانها تعتقد انه زكام فقط وسيمر
وها قد اتى اليوم الذي كان بالنسبة لريتاج كالصاعقة صاعقة محبطة مرعبة لكنها السبب الذي دفعها لاكمال دراستها
هذه الصاعقة كانت خبرا اقسى من الحجر ،اتى اليوم الذي علمت فيه ريتاج ان والدها قد اصيب بمرض القلب
لم تجد ماتفعله هاته المسكينة سوى الجلوس بقرب والدتها وكل منهما تواسي الاخرى لا يملكون مالا لمعالجته ولا يملكون دواءا للتخفيف من المه ، يملكون فقط كلمات تشجيعية علها ترفع من معنوياته فيستطيع الوقوف مرة اخرى على قدميه
ذات مساء جلست وحيدة في المكان المعتاد جلوسها فيه ،مكان بجوار شجرة بالقرب من تلة خضراء تبعد قليلا عن مدرستها ومنزلها فقد كان الملجأ الذي تتفرغ فيه حيث تنسى هناك كل احزانها و همومها ظلت تفكر طويلا وهي تبكي قائلة في نفسها: لماذا؟؟ لماذا يحدث هذا لي؟؟ انا موقنة تماما ان نهاية ابي قريبة، ماالذي سيحدث لي؟ وماالذي سيحدث لوالدتي؟ ودراستي؟ كيف لي ان اكمل حياتي؟ وابي هل سيبقى يعاني هكذا الى وفاته؟ هل سيبقى يتألم؟
وبدات بالبكاء لفترة طويلة ، لكنها تذكرت كلمات والدها ووالدتها لها : "نحن نعقد كل امالنا عليك يابنيتي فلا تخيبينا انتي املنا الوحيد، ستعالجين كل جراحنا وستجعلين الالم يختفي، نحن ننتظر اليوم الذي تصيرين فيه طبيبة وتجعلين البسمة على شفاهنا وتعيدين السعادة الى قلبنا" فأسرعت ووقفت وهي تمسح دموعها بيديها وتردد هذه الكلمات
ريتاج: لا، لا يا ريتاج، ما الذي تفكرين فيه، انزعي هذه الافكار من راسك، لا تيأسي، نعم لن استسلم سأبقى قوية حتى النهاية حتى لو توفي والدي فلن استطيع ترك والدتي وحيدة تعاني ساقف الى جانبها واعدك يا ابي اني ساصبح طبيبة قلب بكل معنى الكلمة ولن ادع شخصا اخر يعاني من هذا الالم الذي تعانيه اعدك ياابي، اعدك.
عادت ريتاج الى منزلها وجدت امها جالسة بقرب والدها الممدد على الفراش لعنايته ذهبت لفراشها لتنام لانها تدرس في اليوم التالي، ظلت الاحوال على ماهي لغاية اسبوع حتى جاء ذاك اليوم الذي عادت فيه ريتاج من المدرسة وفي يدها كتاب تطالعه وهي في الطريق اذ تسمع احد البنات تقول لها وبكل سخرية: أسرعي أيتها البلهاء إلى كوخكم، اذهبي أيتها اليتيمة فلم يعد لك والد الآن، سنرى ماذا ستفعلين في الأيام القادمة بدون أب
واقترب موعد السفر لاكمال الدراسة
لكن الفتاة المسكينة لم تجد مالا يؤولها للذهاب الى البلاد المجاورة لاكمال مسيرتها الدراسية فبدأت بالبكاء مع قهقهات زميلاتها
اللوتي يحقدن عليها بشدة
بدأت علامات الحزن بادية على وجه الاميرة رغم ابتسامتها الساحرة .فقد كانت وراء هذه الابتسامة جبال من الاحزان التي ارادت شفاهها النطق بها لكن ما باليد حيلة الا الكتمان في قلبها
و كعادة الفتاة ان تتخذ جوار شجرة بالقرب من تلة خضراء تبعد قليلا عن مدرستها ومنزلها فقد كان الملجأ الذي تتفرغ فيه حيث تنسى هناك كل احزانها و همومها
وفي احد الأيام عندما قصدت ملجأها تفاجئت بوجود صندوق غريب تتدلى منه بطاقة مكتوب عليها "الى رتاج " , احتارت الفتاة لما وجدت وتساءل في امر هذا الصندوق
لانه يستحيل ان يأتي احد لمثل ذاك المكان .
ريتاج : لا أضن ان اي شخص سوف يقصد هذا المكان لانه مكان بعيد عن القرية كما انه يبتعد عن طريق سير الحافلات والقوافل فيا ترى من وضعه هنا ؟
احتارت لامره وما زاد حيرتها هو انه معنون باسمها .
ريتاج : هل افتحه ؟ هل استطيع ياترى ؟
تشجعت و عزمت على معرفة ما يوجد بداخله واذا بمجموعة من الكتب وكذا مال يستطيع سد حاجتها في اكمال سير دراستها .
ريتاج : أهاذا لي ؟ لا أصدق ما تراه عيناي أأستطيع الذهاب لاكمال دراستي .
حملت رتاج الصندوق نحو والديها وكانت في نفس الوقت خائفة
من ان لا يقبل والدها هذه المساعدة لأنها أصبحت تشعر بأن والديها لم
يعودا يكترثا لامرها
فدخلت البيت باستحياء ووضعت الصندوق فوق الطاولة فنظر والداها بكل دهشة من أين هذا؟
وعندما لاحظ الوالد ما أتته به ابنته جلست حائرة مستعدة لما سيقوله لها والدها
فرد الوالد: لاتزال الرحمة موجودة في القلوب
فقد وضع هذا الصندوق بهدف مساعدتك على اكمال دراستك فبكت الفتاة وقبلت اباها.
وتكررت هذه المساعدات مرات ومرات في نفس اليوم والمكان
وكانت الفتاة فرحة لم تكترث بامر من اتى به فقد وجدت المساعدة التي تحتاجها
فاكملت دراستها بنجاح وعينت الطبيبة الوحيدة للقرية فازدادت شعبيتها ومحبة الناس لها وتحقق الحلم الذي كان يروادها طيلة تلك السنين وبقي المتصدق مجهول
وفي احد الايام سمعت الفتاة حديث ابويها انهما ساهما في تحقيق حلم ابنتهما وتوفير المال اللازم عبر العمل المضني واقتراض المال
فزعزعت تلك الكلمات الرقيقة قلب الفتاة لانها جحدت فضل ابويها عليها
فعوضت والديها كل ما عانوه واصبح لهما قيمة بين الناس لانهم انجبوا طبيبة اعانت الجميع وساعدتهم بكل طيبة قلب وعاشوا في سعادة ووئام بعيدا عن الاحزان والآلام .
واياك ان تقول( لا استطيع) بل قل (لا اريد) لانك لو اردت فعلا ان تحقق امراً فستحققه فكلنا نستطيع لكن لسنا كلنا نريد