|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2014-04-03, 23:38 | رقم المشاركة : 3376 | ||||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا نستودعكم الله
|
||||
2014-04-03, 23:43 | رقم المشاركة : 3377 | |||
|
لمسات بيانية لمسات بيانية *هل هنالك فرق بين ليلاً والليل؟(د.فاضل السامرائى) نعم وقد نص على ذلك النحاة وسيبويه إذا عرّفته بـ (أل) استغرقته يعني لما تقول صحوت الليل يعني كل الليل، حدثته الليل يعني كل الليل لكن حدثته ليلاً يعني جزء من الليل، قال تعالى (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) الأنبياء) لم يقل ليلاً ولو قال ليلاً يعني بجزء من الليل، (يسبحون الليل والنهار) اي طول الليل والنهار أكدها قوله تعالى (لا يفترون). هذه دقائق تجدها في كتب اللغة. آية (22): *ما دلالة (إلا) في قوله تعالى في سورة المؤمنون (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ {22})؟ (د.فاضل السامرائى) إلا هنا بمعنى غير وهي ليست إلا الإستثنائية وإنما هي صفة بمعنى غير. * ما إعراب (إلا الله )فى قوله تعالى(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا (22)) ؟ (د.فاضل السامرائى) (إلا) تأتي بمعنى (غير) كما أن (غير) تأتي بمعنى (إلا) قال تعالىلَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا (22) المفسرون والنُحاة قالوا (إلا) هنا بمعنى غير ولا يصح أن تكون أداة إستثناء، لا يجوز أن تكون أداة إستثناء لأنه لو أثبت الإستثناء لأثبت تعدد الآلهة وهذا يتنافى مع جلال الله تعالى. هذه الآية ظاهرة وهم يضعون لها شروطاً.إعراب (إلا اللهُ) في الآية (لو كان فيهما آلهة إلا الله): هذه فيها أمر (إلا) عند النحاة بمعنى (غير) ولا يجوز الإستثناء. وإعرابها النحاة مختلفون: قبلها مرفوع (آلهةٌ) والصفة تكون مرفوعة أيضاً، معنى الآية لو كان فيهما آلهة غير الله. إعرابها: قسم يقول (إلا اللهُ) صفة تكون مرفوعة، هي (إلا) صفة لكن الحركة ذهبت إلى ما بعدها على طريقة العاريّة. مثلاً عندنا في العربية (أل) قد تكون إسماً موصولاً، وصفة صريحة كما نقول أقبل القائمون، أقبل المسافرون، هي (أل) إسم الموصول ولكن الإعراب تخطّاها لما بعدها (مسافر)، (أل) هي المفروض أن تُعرب (رأيت البائع، مررت بالبائع) الإعراب يتخطاها لما بعدها مع أنها اسم موصول عن طريق العاريّة ينتقل الإعراب من (أل) إلى ما بعدها. وكما انتقل الإعراب من (أل) إلى ما بعدها في الآية أيضاً (إلا اللهُ) انتقل الإعراب من إلا إلى (اللهُ) هذا التخريج هو أشهر التخريجات. بعض الآيات تستشكل على غير المتعلم أما المتعلم وأهل اللغة فيعرفونها. والقرآن ليس كتاباً نحوياً ولم يجمع أبواب النحو ولا جمل النحو مثلاً (لا سيما) لم ترد في القرآن. فالقرآن كتاب هداية وتوجيه وليس كتاب نحو ولم يجمع تعبيرات نحوية أو القواعد النحوية وكثير من المفردات والتعبيرات النحوية والأحوال غير موجودة في القرآن. * ما هو إعراب لفظ الجلالة (الله) في قوله تعالى (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)؟(د.حسام النعيمي) هي بدل من الضمير المحذوف الذي هو مثل لا إله إلا الله. (الله) بدل من ضمير مستتر هو (الله). (لو كان فيهما آلهة إلا الله) بمعنى ما فيهما آلهة إلا الله يكون هكذا التقدير. الجار والمجرور دائماً يتعلقان فيحنما تعلقهما تعلقهما بكائن أو موجود. إسم الفاعل يتحما ضميراً على رأي جمهور النحويين. الكوفيون قالوا حتى إذا كان جامداً يتحمل الضمير يعني هو بدل من الضمير المستكن في إسم الفاعل الذي يتعلق بالجار والمجرور. (إلا) أداة إستثناء ملغاة لأنه (لو) بمعنى النفي (لو كان) أي (ما كان) أصل التركيب: لو كان فيهما أحد موجود. كلمة (الله) بدل من هو هذا. *فى قوله تعالى (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا (22) الأنبياء) لماذا جاءت لفظ الجلالة (الله) على الرفع؟ وأين المستثنى والمستثنى منه في الآية؟(د.فاضل السامرائى) (إلا الله) هذه ليس فيها استثناء (إلا) بمعنى غير، (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ) يعني غير الله لكن اختلفوا وقالوا الإعراب يتخطى (إلا) وقالوا (إلا) هي إسم بمعنى غير وليست حرفاً وقالوا الإعراب يتخطاها إلى ما بعدها كما يتخطى أل الموصولة إلى ما بعدها، عندنا الإسم موصول وصفةٌ صريحةٌ صفةُ أل وكونها بمعرَبِ الأفعال قَلْ الكاتب والذاهب هذا عند أكثر النحاة إسم موصول لكن الإعراب يتخطاها إلى ما بعدها (رأيت الكاتب، رأيت المقيم). فهذه يتخطاها (إلا) إلى ما بعدها وهي بمعنى غير. آخر تعديل أيمن عبد الله 2014-04-04 في 03:19.
|
|||
2014-04-03, 23:50 | رقم المشاركة : 3378 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،.. آخر تعديل أيمن عبد الله 2014-04-04 في 03:27.
|
|||
2014-04-04, 01:38 | رقم المشاركة : 3379 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ [الأنبياء/90] (( فاستجبنا له )) نداءه (( ووهبنا له يحيى )) ولداً (( وأصلحنا له زوجه )) فأتت بالولد بعد عقمها (( إنهم )) أي من ذُكر من الأنبياء (( كانوا يسارعون )) يبادرون (( في الخيرات )) الطاعات (( ويدعوننا رغباً )) في رحمتنا (( ورهباً)) من عذابنا (( وكانوا لنا خاشعين )) متواضعين في عبادتهم . تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله. |
||||
2014-04-04, 01:46 | رقم المشاركة : 3380 | |||||
|
اقتباس:
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ الأنبياء[92]/[93] قال ابن عباس (( إن هذه أمتكم أمة واحدة)) يقول: دينكم دين واحد، أي هذه شريعتكم التي بينت لكم ووضحت لكم. وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد"، يعني أن المقصود هو عبادة اللّه وحده لا شريك له بشرائع متنوعة لرسله، كما قال تعالى: (( لكل جعلنا شرعة ومنهاجا)) ، وقوله: (( وتقطعوا أمرهم بينهم)) أي اختلفت الأمم على رسلها فمن بين مصدق لهم ومكذب، ولهذا قال: (( كل إلينا راجعون)) أي يوم القيامة فيجازى كل بحسب عمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر، ولهذا قال: (( فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن)) أي قبله مصدق وعمل عملاً صالحاً (( فلا كفران لسعيه)) ، كقوله: (( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)) أي لا يكفر سعيه وهو عمله، بل يشكر فلا يظلم مثقال ذرة، ولهذا قال: (( وإنا له كاتبون)) أي يكتب جميع عمله فلا يضيع عليه منه شيء. تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله. |
|||||
2014-04-04, 01:52 | رقم المشاركة : 3381 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ [الأنبياء/95] (( وحرام على قرية أهلكناها)) قال : وجب انهم لا يرجعون؛ قال : لا يتوبون. قال أبو جعفر : واشتقاق هذا بين في اللغة، وشرحه : أن معنى حرم الشيء حظر ومنع منه، كما أن معنى أحل أبيح ولم يمنع منه، فإذا كان (( حرام)) و (( حرم)) بمعنى واجب فمعناه أنه قد ضيق الخروج منه ومنع فقد دخل في باب المحظور بهذا؛ فأما قول أبي عبيدة : إن (( لا)) زائدة فقد رده عليه جماعة؛ لأنها لا تزاد في مثل هذا الموضع، ولا فيما يقع فيه إشكال، ولو كانت زائدة لكان التأويل بعيدا أيضا؛ لأنه إن أراد وحرام على قرية أهلكناها أن يرجعوا إلى الدنيا فهذا ما لا فائدة فيه، وإن أراد التوبة فالتوبة لا تحرم. وقيل : في الكلام إضمار أي وحرام على قرية حكمنا باستئصالها، أو بالختم على قلوبها أن يتقبل منهم عمل لأنهم لا يرجعون أي لا يتوبون؛ قال الزجاج وأبو علي؛ و (( لا) غير زائدة. وهذا هو معنى قول ابن عباس. تفسير الإمام القرطبي رحمه الله. |
||||
2014-04-04, 13:52 | رقم المشاركة : 3382 | ||||
|
اقتباس:
معنى قوله تعالى ((حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ )) الأنبياء (96) *ما قصة ياجوج وما جوج *ما فعل بهم ذو القرنين *متى يخرجون *وكيف تكن نهايتهم فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ويأجوج ومأجوج اسمان أعجميان لقبيلتين من الناس ، قيل : مأخوذان من الأوجة وهى الاختلاط أو شدة الحر ، وقيل من الأوج وهو سرعى الجرى . والمراد بفتحهما : فتح السد الذى على هاتين القبيلتين ، والذى يحول بينهم وبين الاختلاط بغيرهم من بقية الناس . حَدَبٍ يَنْسِلُونَ اي والحدب : المترفع من الأرض كالجبل ونحوه . و ( يَنسِلُونَ ) من النسل - بإسكان السين - وهو مقاربة الخطو مع الإسراع فى السير ، يقال : نسل الرجل فى مشيته إذا أسرع ، وفعله من باب قعد وضرب . الوسيط لطنطاوي يأجوج ومأجوج أُمَّتَانِِ من البشر من ذرية آدم عليه السلام يتميزان عن بقية البشر بالاجتياح المروع والكثرة الكاثرة في العدد والتخريب والإفساد في الأرض بصورة لم يسبق لها مثيل. وقال المحققون من أهل اللغة نقلا عن ابن منظور في لسان العرب وغيره قالوا : يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان مشتقان من أجيج النار أي من التهابها ومن الماء الأجاج وهو الشديد الملوحة والحرارة . فشبَّهوهم بالنار المضطرمة المتأججة وبالمياه الحارة المحرقة المتموجة لكثرة تقلبهم، واضطرابهم، وتخريبهم، وإفسادهم في الأرض . هذا هو التأصيل اللغوي الذي لابد منه بداية حتى لا نطلق لخيالنا العنان لنلهث وراء الخرافات والأساطير والأوهام من ذي القرنين؟ هو ملك مؤمن صالح ولم يكن نبيا على قول الراجح من أقوال أهل العلم سمي بذي القرنين لأنه قد بلغ المشارق والمغارب من حيث يطلع قرن الشيطان ويغرب وهو غير الإسكندر المقدوني فإن الإسكندر كان كافرا وزمنه متأخر عن ذي القرنين وبينهما أكثر من ألفي سنة والله أعلم وقد ذكر الله عزوجل قصته في سورة الكهف وأنه طاف الأرض .وسنقف هنا مع الآيات المتعلقة بقصته مع يأجوج ومأجوج { ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا } أي: سلك طريقا ثالثا بين المشرق والمغرق,يوصله جهة الشمال حيث الجبال الشاهقة { حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ }أي: حتى إذا وصل بجنوده إلى منطقة بين جبلين عظيمين بمنقطع أرض الترك مما يلي أرمينية وأذربيجان والسدان: هما الجبلان بينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على بلاد الترك فيعيثون فيها فسادا ويهلكون الحرث والنسل (1) فعندما رأى الترك في ذي القرنين قوة وتوسموا فيه القدرة والصلاح عرضوا عليه أن يقيم لهم سدا في وجه يأجوج ومأجوج الذين يهاجمونهم من ذلك الممر وذلك مقابل مال يجمعونه له جزاء عمله لكن ذا القرنين الملك الصالح تطوع بإقامة السد بدون مال بل رجاء الثواب من الله عز ورأى أن أيذر طريقة لأقامته هي ردم الممر بين الجبلين فطلب إلى أولئك القوم أن يعينوه { فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا } فصف قطع الحديد بين جانبي الجبلين ثم قال لهم :{ انْفُخُوا } أي:انفخوا بالمنافيخ عليه.{ حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا } أي: جعل ذلك الحديد المتراكم النار بشدة الإحماء.{ قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } أي: أعطوني أصب عليه النحاس المذاب فالتصق بعضه ببعض وصار جبلا صلدا فلم يستطيع المفسدون من يأجوج ومأجوج أن يعلوه ويتسوروه لعلوه ولم يستطيعوا أن ينقبوه من اسفله لصلابته وثخانته وبهذا السد المنيع أغلق ذو القرنين الطريق على يأجوج ومأجوج 1- مختصر تفسير ابن كثير(92/3) سد يأجوج ومأجوج بنى ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ، ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا به منهم. كما قال تعالى ( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا. قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) الكهف هذا ما جاء به الكلام على بناء السد ، أما مكانه ففي جهة المشرق لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ مطلع الشمس ) ولا يعرف مكان هذا السد بالتحديد والذي تدل عليه الآيات أن السد بني بين جبلين ، لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ بين السدين ) والسدان : هما جبلان متقابلان. ثم قال ( حتى إذا ساوى بين الصدفين) ، أي : حاذى به رؤوس الجبلين وذلك بزبر الحديد، ثم أفرغ عليه نحاس مذابا ، فكان السد محكما وهذا السد موجود إلى أن يأتي الوقت المحدد لدك هذا السد ، وخروج يأجوج ومأجوج، وذلك عند دنو الساعة، كما قال تعالى ( قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ) الكهف والذي يدل على أن هذا السد موجود لم يندك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا . قال : فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان ، حتى إذا بلغوا مدتهم، وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى، واستثنى. قال : فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ويخرجون على الناس ، فيستقون المياه ، ويفر الناس منهم ) رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم كيفية خروجهم وكيفية هلاكهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس حضروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله، واستثنوا، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فينشفون الماء، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون سهامهم إلى السماء، فترجع وعليها كهيئة الدم الذي أجفظ، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء! فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها، والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم ودمائهم ". وفي حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل... إلى أن قال: ثم يأتي عيسى عليه السلام قوما قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله تعالى فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله تعالى فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيت شاء الله ثم يرسل الله عز وجل مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك... حاولت تجميع اكبر قدر من المعلومات عن قصتهم من مصادر متنوعة والله اعلم |
||||
2014-04-04, 14:04 | رقم المشاركة : 3383 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى (( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ )) الأنبياء (97) الْوَعْدُ الْحَقُّ اي يوم القيامة شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا اي من شدة ما يشاهدونه من الأمور العظام المعنى وقوله : ( واقترب الوعد الحق ) يعني : يوم القيامة ، إذا وجدت هذه الأهوال والزلازل والبلابل ، أزفت الساعة واقتربت ، فإذا كانت ووقعت قال الكافرون : ( هذا يوم عسر ) [ القمر : 8 ] . ولهذا قال تعالى : ( فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ) أي : من شدة ما يشاهدونه من الأمور العظام : ( يا ويلنا ) أي : يقولون : ( يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا ) أي : في الدنيا ، ( بل كنا ظالمين ) ، يعترفون بظلمهم لأنفسهم ، حيث لا ينفعهم ذلك . ابن كثير |
||||
2014-04-04, 14:08 | رقم المشاركة : 3384 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى (( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ )) الأنبياء (98) حَصَبُ جَهَنَّمَ اي شجر جهنم . وفي رواية قال : ( حصب جهنم ) يعني : حطب جهنم ، بالزنجية . ابن كثير |
||||
2014-04-04, 14:11 | رقم المشاركة : 3385 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى ((لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ )) الأنبياء (100) * الانسان في تنفسه لديه شهيق وزفير لماذا خص الزفير بالذكر دون الشهيق ؟ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌاي والزفير : خروج أنفاسهم ، والشهيق : ولوج أنفاسهم ، ( وهم فيها لا يسمعون ) . ابن كثير |
||||
2014-04-04, 14:13 | رقم المشاركة : 3386 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ )) الأنبياء (101) سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى اي قال عكرمة : الرحمة . وقال غيره : السعادة مُبْعَدُونَ اي فلا يدخلونها، ولا يكونون قريبا منها، بل يبعدون عنها، غاية البعد، حتى لا يسمعوا حسيسها، ولا يروا شخصها تفسير ابن كثير |
||||
2014-04-04, 14:22 | رقم المشاركة : 3387 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى ((لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) )) الأنبياء *ما هو الاعجاز العلمي في قوله تعالى كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ حَسِيسَهَا اي تأكيد لبعدهم عن النار . وأصل الحسيس الصوت الذى تسمعه من شىء يمر قريبا منك . اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ اي بيان لفوزهم بأقصى ما تتمناه الأنفس بعد بيان بعدهم عن صوت النار . الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ اي بيان لنجاتهم من كل ما يفزعهم ويدخل القلق على نفوسهم . نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ اي والمراد بالكتب : ما كتب فيها من الألفاظ والمعانى ، فالكتب بمعنى المكتوبات . واللام بمعنى على . والمعنى : إن الملائكة تتلقى هؤلاء الأخيار الذين سبقت لهم من الله - تعالى - الحسنى بالفرح والسرور ، يوم يطوى - سبحانه - السماء طيا مثل طى الصحيفة على ما فيها من كتابات . وفى هذا التشبيه إشعار بأن هذا الطى بالنسبة لقدرته - تعالى - فى منتهى السهولة واليسر ، حيث شبه طيه السماء بطى الصحيفة على ما فيها . وقيل : إن لفظ ( السجل ) اسم لملك من الملائكة ، وهو الذى يطوى كتب أعمال الناس بعد موتهم . والإضافة فى قوله ( كَطَيِّ السجل ) من إضافة المصدر إلى مفعوله ، والجار والمجرور صفة لمصدر مقدر . أى : نطوى السماء طيا كطى الرجل أو الملك الصحيفة على ما كتب فيها . وقرأ أكثر القراء السبعة : ( للكتاب ) بالإفراد . ومعنى القراءتين واحد لأن المراد به الجنس فيشمل كل الكتب . الوسيط لطنطاوي وأما معنى الآية الكريمة على ضوء العلوم الحديثة فنذكر طرفًا منه ملخصًا من كلام العالِم المسلم الدكتور زغلول النجار حيث يقول: إن الله تعالى سوف يطوي صفحة هذا الكون جامعًا كل ما فيها من صور مختلف المادة والطاقة والزمان والمكان على هيئة جِرم ابتدائي ثانٍ (رَتْق ثانٍ) شبيه تمامًا بالجرم الابتدائي الأول (الرتق الأول) الذي نشأ عن انفجاره الكون الراهن، وأن هذا الجرم الثاني سوف ينفجر بأمر الله تعالى كما انفجر الجرم الأول، وسوف يخلق الله تبارك وتعالى في هذا الانفجار أرضًا غير أرضنا الحالية وسماوات غير السماوات التي تظلنا، كما وعد سبحانه وتعالى، ومن هنا تبدأ الحياة الأخرى ولها من السنن والقوانين ما يغاير سنن الحياة الدنيا؛ فهي خلود بلا موت.. كما قال تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)[إبراهيم:48]. ومما ذكره الدكتور النجار لتوضيح هذا المعنى قوله: .. ويعتبر مجال الخلق وإفناؤه وإعادة خلقه من المجالات الغيبية التي لا يستطيع الإنسان أن يصل فيها إلى تصور صحيح بغير هداية ربانية، وتتعدد النظريات حول هذا الموضوع بتعدد خلفية واضعيها العقدية والثقافية والتربوية والنفسية.. ويبقى للمسلم في هذا المجال نور من الخالق سبحانه وتعالى في آية من كتابه الكريم، أو في حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يمكن أن يعينه على الارتقاء بإحدى تلك النظريات إلى مقام الحقيقة لمجرد الإشارة إليها من هذين المصدرين من وحيي السماء اللذين حُفظا بحفظ الله تعالى لهما وباللغة التي نزلا بها. |
||||
2014-04-04, 14:27 | رقم المشاركة : 3388 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى ((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) )) الأنبياء لَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ اي والمراد بالزبور : الكتاب المزبور أى : المكتوب ، مأخوذ من قولهم : زبرت الكتاب إذا كتبته . ويشمل هنا جميع الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل والزبور يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ اي أن أرض الجنة نورثها يوم القيامة لعبادنا الصالحين لَبَلَاغًا اي يعود على القرآن الكريم الذى منه هذه السورة . والبلاغ : الشىء الذى يكفى الإنسان للوصول إلى غايته . يقال : فى هذا الشىء بلاغ أى : كفاية أو سبب لبلوغ المقصد . أى : إن فى هذا القرآن ، وفيما ذكر فى هذه السورة من آداب وهدايات ، وعقائد وتشريعات ، لبلاغا وكفاية فى الوصول إلى الحق ، لقوم عابدين . الوسيط لطنطاوي |
||||
2014-04-04, 14:38 | رقم المشاركة : 3389 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) الأنبياء (107) *ماهي مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته ....بالأطفال ....بالنساء ...بكبار السن ...وبالكفار (باختصار) ( وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) . أى : وما أرسلناك - أيها الرسول الكريم - بهذا الدين الحنيف وهو دين الإسلام ، إلا من أجل أن تكون رحمة للعالمين من الإنس والجن . الوسيط لطنطاوي وأما رحمته بالمؤمنين صلى الله عليه وسلم فأكثر من أن تحصر فقد فطر الله في قلبه الرحمة كما في قوله تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) ، لذلك حض على الرحمة وربطها برحمة الله رحمته صلى الله عليه وسلم بالأطفال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى ولده إبراهيم رضي الله عنه يأخذه فيقبله ويشمّه، كما روى ذلك الإمام البخاري رحمه الله. وجاء أعرابي فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبل الحسن بن علي رضي الله عنهما فتعجب الأعرابي وقال: تقبلون صبيانكم؟ فما نقبلهم، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: "أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟" رواه البخاري رحمه الله. وأورد الشيخان رحمهما الله أنه لما مات حفيده صلى الله عليه وسلم فاضت عيناه، فقال سعد بن عبادة رضي الله عنه: "يا رسول الله، ما هذا؟"، فأجابه قائلا: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء". رحمته صلى الله عليه وسلم بالنساء لما كان من طبيعة النساء الضعف وقلة التحمل، كانت العناية والرفق بهن أكثر من غيرهن، وقد تجلى ذلك في خلقه وسيرته على أكمل وجه، وذلك في حثه صلى الله عليه وسلم على حسن رعاية البنات ورحمتهن، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من ولي من البنات شيئا فأحسن إليهن كن له سترا من النار" رواه الشيخان رحمهما الله. بل إنه شدد في الوصية بحق الزوجة والاهتمام بشؤونها فقال صلى الله عليه وسلم: "ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة". رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة رحمهم الله. وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك المثل الأعلى، وكان أمر تلطفه بأهله عجبا، حتى إنه كان يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رضي الله عنها رجلها على ركبته حتى تركب البعير، كما روى ذلك الإمام البخاري رحمه الله. وكان صلى الله عليه وسلم عندما تأتيه ابنته فاطمة رضي الله عنها يأخذ بيدها ويقبلها، ويجلسها في مكانه الذي يجلس فيه. رحمته صلى الله عليه وسلم بالضعفاء عموما هذه الفئة من المجتمع قد نالت حظا وافرا من رحمته صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك ما وجه به أصحابه رضي الله عنهم من الاهتمام بالخدم والأرقاء، فعن سيدنا أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا يكلفه من العمل ما يغلبه". ومن مظاهر الرحمة بهم كذلك ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه، ثم جاءه وقد ذهب حره ودخانه فليقعده معه ليأكل، فإن كان الطعام قليلا فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين" رواه مسلم رحمه الله. ولم ينس النبي صلى الله عليه وسلم حق اليتامى والأرامل، فحثّ صلى الله عليه وسلم الناس على كفالة اليتامى بقوله: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" –وأشار بالسبابة والوسطى-، وجعل الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل، واعتبر وجود الضعفاء في الأمة والعطف عليهم سببا من أسباب النصر على الأعداء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "أبغوني الضعفاء؛ فإنما تنصرون وتُرزقون بضعفائكم". رواه أصحاب السنن إلا ابن ماجة رحمهم الله. رحمته صلى الله عليه وسلم بالبهائم جاءت الكثير من النصوص النبوية تحث الناس على الرحمة بالبهائم والرفق بها، فمن ذلك ما رواه مسلم رحمه الله عن سيدنا شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليُحِدَّ أحدكم شفرته، وليُرِح ذبيحته". فالأمر النبوي في الحديث واضح في الحث على إراحة الذبيحة حتى لا يطول عذابها، إنها الرحمة بالحيوانات تتجلى في أبهى صورها، فالإسلام دين الرحمة، ودين الرأفة، حتى إنه صلى الله عليه وسلم دخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذِفراه (1) فسكت، فقال: "من ربُّ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟"، فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: "أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتُدئبه(2)". رواه أبو داود رحمه الله. رحمته صلى الله عليه وسلم بالجمادات تروي كتب السير حادثة عجيبة تدل على ذلك، ألا وهي حادثة حنين الجذع، والمقصود به ذلك الجذع الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستند إليه عندما يقف في الناس خطيبا في مسجده، وكان قد اتخذه بعد أن شق عليه طول القيام، ثم ما لبث أن صُنع له منبر فتحول إليه وترك ذلك الجذع، فحنّ الجذع إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمع الصحابة رضي الله عنهم له صوتا كصوت البعير، فأسرع إليه النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه حتى سكن، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم: "لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة" رواه الإمام أحمد رحمه الله. لقد امتدت رحمته صلى الله عليه وسلم حتى شملت هذا الجذع، والذي حن شوقا إلى سماع الذكر، وألماً من فراق النبي صلى الله عليه وسلم. رحمته صلى الله عليه وسلم بالأعداء حربا وسلما على الرغم من تعدد أشكال الأذى الذي ذاقه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الكفار في العهد المكي، إلا أنه صلى الله عليه وسلم قد ضرب المثل الأعلى في التعامل معهم، وليس أدل على ذلك من قصة إسلام الصحابي الجليل ثُمامة بن أثال رضي الله عنه لما أسره المسلمون وأتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فربطوه بسارية من سواري المسجد، ومكث على ذلك الحال ثلاثة أيام وهو يرى المجتمع المسلم عن قرب، حتى دخل الإيمان قلبه، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاقه، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إلي"، وصدق الله إذ قال: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" (سورة فصلت، الآية 34)، وسرعان ما تغير حال ثمامة رضي الله عنه، فانطلق إلى قريش يهددها بقطع طريق تجارتهم، وصار درعا يدافع عن الإسلام والمسلمين. وتتجلى رحمته صلى الله عليه وسلم أيضا في ذلك الموقف العظيم، يوم فتح مكة وتمكين الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، حينما أعلنها صريحة واضحة: "اليوم يوم المرحمة"، وكان محقا فيما قاله فقد أعلن عفوه العام عن قريش التي لم تدخر وسعا في إلحاق الأذى بالمسلمين، وكان ذلك تفضلا منه ورحمة. هذه قبسات من أنوار رحمته صلى الله عليه وسلم، ذكرناها كي تكون نبراسا يضيء لنا الطريق، فنقتفي أثره، ونسير على هديه، نسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياه يوم لقائه، إنه جواد كريم. |
||||
2014-04-04, 14:44 | رقم المشاركة : 3390 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تَوَلَّوْا اي عن الانقياد لعبودية ربهم، فحذرهم حلول المثلات، ونزول العقوبة آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ اي أعلمتكم بالعقوبة { عَلَى سَوَاءٍ } أي علمي وعلمكم بذلك مستو، فلا تقولوا - إذا أنزل بكم العذاب تفسير السعدي |
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مُفرَدَاتٌ, قُرءانيّةٌ |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc