۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝ - الصفحة 213 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-03-28, 10:08   رقم المشاركة : 3181
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
كيف تسجد بقية المخلوقات
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )) سورة الحج (18)
كيف تسجد بقية المخلوقات
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )) سورة الحج (18)
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السموات وَمَن فِي الارض } الرؤية هنا هي القلبية لا البصرية ، أي ألم تعلم . والخطاب لكل من يصلح له ، وهو من تتأتى منه الرؤية ، والمراد بالسجود هنا هو : الانقياد الكامل ، لا سجود الطاعة الخاصة بالعقلاء ، سواء جعلت كلمة من خاصة بالعقلاء ، أو عامة لهم ولغيرهم ، ولهذا عطف { الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب } على من ، فإن ذلك يفيد أن السجود هو الانقياد لا الطاعة الخاصة بالعقلاء ، وإنما أفرد هذه الأمور بالذكر مع كونها داخلة تحت من ، على تقدير جعلها عامة لكون قيام السجود بها مستبعداً في العادة ، وارتفاع { كَثِيرٍ مّنَ الناس } بفعل مضمر يدل عليه المذكور ، أي ويسجد له كثير من الناس . وقيل : مرتفع على الابتداء وخبره محذوف وتقديره : وكثير من الناس يستحق الثواب ، والأوّل أظهر .وإنما لم يرتفع بالعطف على من ، لأن سجود هؤلاء الكثير من الناس هو سجود الطاعة الخاصة بالعقلاء ، والمراد بالسجود المتقدّم هو : الانقياد ، فلو ارتفع بالعطف على من لكان في ذلك جمع بين معنيين مختلفين في لفظ واحد . وأنت خبير بأنه لا ملجىء إلى هذا بعد حمل السجود على الانقياد ، ولا شك أنه يصح أن يراد من سجود كثير من الناس هو انقيادهم لا نفس السجود الخاص ، فارتفاعه على العطف لا بأس به ، وإن أبى ذلك صاحب الكشاف ومتابعوه ، وأما قوله : { وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العذاب } فقال الكسائي والفراء : إنه مرتفع بالابتداء وخبره ما بعده . وقيل : هو معطوف على كثير الأوّل ، ويكون المعنى : وكثير من الناس يسجد وكثير منهم يأبى ذلك ، وقيل : المعنى وكثير من الناس في الجنة ، وكثير حق عليه العذاب هكذا حكاه ابن الأنباري { وَمَن يُهِنِ الله فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } أي من أهانه الله بأن جعله كافراً شقياً ، فما له من مكرم يكرمه فيصير سعيداً عزيزاً . وحكى الأخفش والكسائي والفراء أن المعنى : ومن يهن الله فما له من مكرم ، أي إكرام { إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاء } من الأشياء التي من جملتها ما تقدّم ذكره من الشقاوة والسعادة والإكرام والإهانة

فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-03-28, 10:24   رقم المشاركة : 3182
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ماذا فسّر جمهور العلماء عن المقصود بالخصمين في هذه الآية
((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)
[size="5"]ماذا فسّر جمهور العلماء عن المقصود بالخصمين في هذه الآية
((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)
{ هذان خَصْمَانِ } الخصمان أحدهما أنجس الفرق : اليهود والنصارى والصابئون والمجوس والذين أشركوا ، والخصم الآخر : المسلمون ، فهما فريقان مختصمان . قاله الفراء وغيره . وقيل : المراد بالخصمين الجنة والنار . قالت الجنة : خلقني لرحمته ، وقالت النار : خلقني لعقوبته . وقيل : المراد بالخصمين : هم الذين برزوا يوم بدر ، فمن المؤمنين حمزة وعليّ وعبيدة ، ومن الكافرين : عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة . وقد كان أبو ذرّ رضي الله عنه يقسم أن هذه الآية نزلت في هؤلاء المتبارزين كما ثبت عنه في الصحيح ، وقال بمثل هذا جماعة من الصحابة ، وهم أعرف من غيرهم بأسباب النزول . وقد ثبت في الصحيح أيضاً عن عليّ أنه قال : فينا نزلت هذه الآية . وقرأ ابن كثير « هذان » بتشديد النون ، وقال سبحانه : { اختصموا } ولم يقل : اختصما . قال الفراء : لأنهم جمع ، ولو قال اختصما لجاز ، ومعنى { فِي رَبّهِمْ } في شأن ربهم ، أي في دينه ، أو في ذاته ، أو في صفاته ، أو في شريعته لعباده ، أو في جميع ذلك .
ثم فصل سبحانه ما أجمله في قوله : { يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } فقال : { فالذين كَفَرُواْ قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ } قال الأزهري : أي سوّيت وجعلت لبوساً لهم ، شبهت النار بالثياب؛ لأنها مشتملة عليهم كاشتمال الثياب ، وعبر بالماضي عن المستقبل تنبيهاً على تحقق وقوعه . وقيل : إن هذه الثياب من نحاس قد أذيب فصار كالنار ، وهي السرابيل المذكورة في آية أخرى . وقيل : المعنى في الآية : أحاطت النار بهم . وقرىء : « قُطّعَتْ » بالتخفيف ، ثم قال سبحانه : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم } والحميم هو : الماء الحار المغلي بنار جهنم ، والجملة مستأنفة أو هي خبر ثانٍ للموصول { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ } الصهر : الإذابة ، والصهارة : ما ذاب منه ، يقال : صهرت الشيء فانصهر ، أي أذبته فذاب فهو صهير ، والمعنى : أنه يذاب بذلك الحميم ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء { والجلود } معطوفة على ما ، أي ويصهر به الجلود والجملة في محل نصب على الحال .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)

[/size]









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-28, 10:58   رقم المشاركة : 3183
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى

في قوله تعالى
(( يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) )) سورة الحج

ما معنى

في قوله تعالى
(( يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) )) سورة الحج

{ فالذين كَفَرُواْ قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ } قال الأزهري : أي سوّيت وجعلت لبوساً لهم ، شبهت النار بالثياب؛ لأنها مشتملة عليهم كاشتمال الثياب ، وعبر بالماضي عن المستقبل تنبيهاً على تحقق وقوعه . وقيل : إن هذه الثياب من نحاس قد أذيب فصار كالنار ، وهي السرابيل المذكورة في آية أخرى . وقيل : المعنى في الآية : أحاطت النار بهم . وقرىء : « قُطّعَتْ » بالتخفيف ، ثم قال سبحانه : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم } والحميم هو : الماء الحار المغلي بنار جهنم ، والجملة مستأنفة أو هي خبر ثانٍ للموصول { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ } الصهر : الإذابة ، والصهارة : ما ذاب منه ، يقال : صهرت الشيء فانصهر ، أي أذبته فذاب فهو صهير ، والمعنى : أنه يذاب بذلك الحميم ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء { والجلود } معطوفة على ما ، أي ويصهر به الجلود والجملة في محل نصب على الحال .
وقيل : إن الجلود لا تذاب ، بل تحرق ، فيقدّر فعل يناسب ذلك ، ويقال : وتحرق به الجلود كما في قول الشاعر :
علفتها تبناً وماءً بارداً ... أي وسقيتها ماء ، ولا يخفى أنه لا ملجىء لهذا ، فإن الحميم إذا كان يذيب ما في البطون فإذابته للجلد الظاهر بالأولى . { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } : المقامع جمع مقمعة ومقمع ، قمعته : ضربته بالمقمعة ، وهي قطعة من حديد . والمعنى : لهم مقامع من حديد يضربون بها ، أي للكفرة ، وسميت المقامع مقامع؛ لأنها تقمع المضروب ، أي تذلله . قال ابن السكيت : أقمعت الرجل عني إقماعاً : إذا اطلع عليك فرددته عنك { كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا } أي من النار { أُعِيدُواْ فِيهَا } أي في النار بالضرب بالمقامع ، و { مِنْ غَمّ } بدل من الضمير في منها بإعادة الجارّ أو مفعول له ، أي لأجل غمّ شديد من غموم النار { وَذُوقُواْ عَذَابَ الحريق } هو بتقدير القول ، أي أعيدوا فيها؛ وقيل لهم : ذوقوا عذاب الحريق ، أي العذاب المحرق ، وأصل الحريق الاسم من الاحتراق ، تحرق الشيء بالنار واحترق حرقة واحتراقاً ، والذوق مماسة يحصل معها إدراك الطعم ، وهو هنا توسع ، والمراد به إدراك الألم . قال الزجاج : وهذا لأحد الخصمين . وقال في الخصم الآخر وهم المؤمنون : { إِنَّ الله يُدْخِلُ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } فبيّن سبحانه حال المؤمنين بعد بيانه لحال الكافرين .
ثم بيّن الله سبحانه بعض ما أعده لهم من النعيم بعد دخولهم الجنة فقال : { يُحَلَّوْنَ فِيهَا } قرأ الجمهور { يحلون } بالتشديد والبناء للمفعول ، وقرىء مخففاً ، أي يحليهم الله أو الملائكة بأمره . و « من » في قوله : { مِنْ أَسَاوِرَ } للتبعيض ، أي يحلون بعض أساور ، أو للبيان ، أو زائدة ، و « من » في { مّن ذَهَبٍ } للبيان ، والأساور : جمع أسورة والأسورة : جمع سوار . وفي السوار لغتان : كسر السين وضمها ، وفيه لغة ثالثة ، وهي أسوار . قرأ نافع وابن كثير وعاصم وشيبة { ولؤلؤاً } بالنصب عطف على محل { أساور } أي ويحلون لؤلؤاً ، أو بفعل مقدّر ينصبه ، وهكذا قرأ بالنصب يعقوب والجحدري وعيسى بن عمر ، وهذه القراءة هي الموافقة لرسم المصحف فإن هذا الحرف مكتوب فيه بالألف ، وقرأ الباقون بالجرّ عطفاً على { أساور } أي يحلون من أساور ومن لؤلؤ ، واللؤلؤ : ما يستخرج من البحر من جوف الصدف .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
امحمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-28, 11:02   رقم المشاركة : 3184
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى كلمة

في قوله تعالى

((وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ )) سورة الحج (24)


ما معنى كلمة

في قوله تعالى

((وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ )) سورة الحج (24)

{ وَهُدُواْ إِلَى الطيب مِنَ القول } أي أرشدوا إليه ، قيل : هو لا إله إلا الله . وقيل : الحمد لله . وقيل : القرآن . وقيل : هو ما يأتيهم من الله سبحانه من البشارات . وقد ورد في القرآن ما يدلّ على هذا القول المجمل هنا ، وهو قوله سبحانه : { الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } [ الزمر : 74 ] ، { الحمد لِلَّهِ الذي هَدَانَا لهذا } [ الأعراف : 43 ] ، { الحمد للَّهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحزن } [ فاطر : 34 ] . ومعنى { وَهُدُواْ إلى صراط الحميد } : أنهم أرشدوا إلى الصراط المحمود وهو طريق الجنة ، أو صراط الله الذي هو دينه القويم ، وهو الإسلام .
وقد أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { والصابئين } قال : هم قوم يعبدون الملائكة ، ويصلون القبلة ، ويقرؤون الزبور { والمجوس } عبدة الشمس والقمر والنيران ، { والذين أَشْرَكُواْ } عبدة الأوثان { إِنَّ الله يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } قال : الأديان ستة؛ فخمسة للشيطان ، ودين الله عزّ وجلّ . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال : فصل قضاءه بينهم فجعل الخمسة مشتركة وجعل هذه الأمة واحدة . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : الذين هادوا : اليهود ، والصابئون : ليس لهم كتاب ، والمجوس : أصحاب الأصنام ، والمشركون : نصارى العرب .
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي ذرّ أنه كان يقسم قسماً أن هذه الآية : { هذان خَصْمَانِ } الآية نزلت في الثلاثة والثلاثة الذين بارزوا يوم بدر ، وهم : حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعليّ بن أبي طالب ، وعتبة ، وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ، قال عليّ : وأنا أوّل من يجثو في الخصومة على ركبتيه بين يدي الله يوم القيامة . وأخرجه البخاري وغيره من حديث عليّ . وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس بنحوه ، وهكذا روي عن جماعة من التابعين . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : { قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ } قال : من نحاس ، وليس من الآنية شيء إذا حمي أشدّ حرّاً منه ، وفي قوله : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم } قال : النحاس يذاب على رؤوسهم ، وقوله : { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ } قال : تسيل أمعاؤهم { والجلود } قال : تتناثر جلودهم . وأخرج عبد بن حميد ، والترمذي وصححه ، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وابن جرير وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وأبو نعيم في الحلية ، وابن مردويه عن أبي هريرة؛ أنه تلا هذه الآية : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم } فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :« إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه ، فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ، ثم يعاد كما كان » وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ } قال : يمشون وأمعاءهم تتساقط وجلودهم . وفي قوله : { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } قال : يضربون بها ، فيقع كل عضو على حياله فيدعون بالويل والثبور . وأخرج ابن جرير عنه في الآية قال : يسقون ماء إذا دخل في بطونهم أذابها والجلود مع البطون . وأخرج أحمد ، وأبو يعلى وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث والنشور عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لو أن مقمعاً من حديد وضع في الأرض فاجتمع الثقلان ما أقلوه من الأرض ، ولو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت ثم عاد كما كان » وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه عن سلمان قال : النار سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ولا جمرها ، ثم قرأ : { كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمّ أُعِيدُواْ فِيهَا } . وفي الصحيحين وغيرهما عن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة » وفي الباب أحاديث .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { وَهُدُواْ إِلَى الطيب مِنَ القول } قال : ألهموا . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : هدوا إلى الطيب من القول في الخصومة إذ قالوا : الله مولانا ولا مولى لكم . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن إسماعيل بن أبي خالد في الآية قال : القرآن { وَهُدُواْ إلى صراط الحميد } قال : الإسلام . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال : الإسلام . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، والحمد لله الذي قال : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكلم الطيب } [ فاطر : 10 ] .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
امحمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-28, 16:18   رقم المشاركة : 3185
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما معنى كلمة في قوله تعالى
(( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )) سورة الحج (25)

{ إِنَّ الذين كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله والمسجد الحرام } أي ومن صفتهم أنهم مع كفرهم يصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام ، أي ويصدون عن المسجد الحرام من أراده من المؤمنين ، الذين هم أحق الناس به في نفس الأمر ، وقوله : { الذي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد } أي يمنعون عن الوصول إلى المسجد الحرام ، وقد جعله الله للناس لا فرق بين المقيم فيه والنائي عنه البعيد الدار منه ، { سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد } ، ومن ذلك استواء الناس في رباع مكة وسكناها ، كما قال ابن عباس : ينزل أهل مكة وغيرهم في المسجد الحرام؛ وقال مجاهد : { سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد } أهل مكة وغيرهم فيه سواء في المنازل ، وقال قتادة : سواء فيه أهله وغيره أهله؛ وهذه المسألة هي التي اختلف فيها الشافعي وإسحاق بن راهوية بمسجد الخيف وأحمد بن حنبل حاضر أيضاً . فذهب رحمه الله إلى أن رباع مكة تملك وتورث وتؤجر ، واحتج بحديث الزهري « عن أسامه بن زيد قال ، قلت : يا رسول الله أتنزل غداً في دارك بمكة؟ فقال : » وهل ترك لنا عقيل من رباع « ثم قال : » لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر « ، وبما ثبت أن عمر بن الخطاب اشترى من ( صفوان بن أمية ) داراً بمكة فجعلها سجناً بأربعة آلاف درهم ، وذهب إسحاق بن راهوية إلى أنها لا تورث ولا تؤجر ، وهو مذهب طائفة من السلف ، واحتج إسحاق بن راهوية بما روي عن علقمة بن نضلة قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وما تدعى رباع مكة إلا السوائب من احتاج سكن ومن استغنى أسكن . وقال عبد الله بن عمرو : لا يحل بيع دور مكة ولا كراؤها ، وكان عطاء ينهى عن الكراء في الحرم . وقال عمر بن الخطاب : يا أهل مكة لا تتخذوا لدوركم أبواباً لينزل البادي حيث يشاء ، وروى الدارقطني عن عبد الله بن عمرو موقوفاً : » من أكل كراء بيوت مكة أكل ناراً « ، وتوسط الإمام أحمد فقال : تملك وتورث ولا تؤجر جمعاً بين الأدلة والله أعلم .
وقوله تعالى : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } قال بعض المفسرين : الباء هاهنا زائدة ، كقوله : { تَنبُتُ بالدهن } [ المؤمنين : 20 ] أي تنبت الدهن ، وكذا قوله : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ } تقديره إلحاداً . والأجود أنه ضمن الفعل ههنا معنى يهم ، ولهذا عداه بالباء فقال : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ } أي يهم فيه بأمر فظيع من المعاصي الكبار ، وقوله : { بِظُلْمٍ } أي عامداً قاصداً أنه ظلم ليس بمتأول ، وقال ابن عباس : بظلم بشرك ، وقال مجاهد : أن يعبد فيه غير الله ، وكذا قال قتادة وغير واحد .وقال العوفي عن ابن عباس : بظلم هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك من إساءة أو قتل فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقتلك ، فإذا فعل ذلك فقد وجب له العذاب الأليم . وقال مجاهد : بظلم يعمل فيه عملاً سيئاً ، وهذا من خصوصية الحرم أنه يعاقب البادي فيه الشر إذا كان عازماً عليه وإن لم يوقعه ، كما قال ابن مسعود : لو أن رجلاً أراد فيه بإلحاد بظلم وهو بعدن أبين لأذاقه الله من العذاب الأليم . وقال الثوري عن عبد الله بن مسعود قال : ما من رجل يهم بسيئة فتكتب عليه ولو أن رجلاً بعدن أبين هم أن يقتل رجلاً بهذا البيت لأذاقه الله من العذاب الأليم؛ وقال سعيد بن جبير : شتم الخادم ظلم فما فوقه؛ وقال ابن عباس في قول الله : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ } قال : نزلت في عبد الله بن أنيس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مع رجلين أحدهما مهاجر والآخر من الأنصار ، فافتخروا في الأنساب ، فغضب عبد الله بن أنيس فقتل الأنصاري ، ثم ارتد عن الإسلام ، ثم هرب إلى مكة ، فنزلت فيه : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ } يعني من لجأ إلى الحرم بإلحاد يعني بميل عن الإسلام . وهذه الآثار وإن دلت على أن هذه الأشياء من الإلحاد ، ولكن هو أعم من ذلك ، بل فيها تنبيه على ما هو أغلظ منها؛ ولهذا لما هم أصحاب الفيل على تخريب البيت أرسل الله عليهم { طَيْراً أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ } [ الفيل : 3-5 ] أي دمرهم وجعلهم عبرة ونكالاً لكل من أراده بسوء ، ولذلك ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يغزو هذا البيت جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم » وعن سعيد بن عمرو قال : أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير وهو جالس في الحجر فقال : يا ابن الزبير إياك والإلحاد في الحرم ، فإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب لوزنتها » قال : فانظر لا تكن هو .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-28, 22:29   رقم المشاركة : 3186
معلومات العضو
رحيق الكلمات
عضو متألق
 
الصورة الرمزية رحيق الكلمات
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) سورة الحج (26)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى قوله تعالى
((وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) سورة الحج (26)


يذكر تعالى عظمة البيت الحرام وجلالته وعظمة بانيه، وهو خليل الرحمن، فقال: { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ } أي: هيأناه له، وأنزلناه إياه، وجعل قسما من ذريته من سكانه، وأمره الله ببنيانه، فبناه على تقوى الله، وأسسه على طاعة الله، وبناه هو وابنه إسماعيل، وأمره أن لا يشرك به شيئا، بأن يخلص لله أعماله، ويبنيه على اسم الله.
{ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } من الشرك والمعاصي، ومن الأنجاس والأدناس وأضافه الرحمن إلى نفسه، لشرفه، وفضله، ولتعظم محبته في القلوب، وتنصب إليه الأفئدة من كل جانب، وليكون أعظم لتطهيره وتعظيمه، لكونه بيت الرب للطائفين به والعاكفين عنده، المقيمين لعبادة من العبادات من ذكر، وقراءة، وتعلم علم وتعليمه، وغير ذلك من أنواع القرب، { وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } أي: المصلين، أي: طهره لهؤلاء الفضلاء، الذين همهم طاعة مولاهم وخدمته، والتقرب إليه عند بيته، فهؤلاء لهم الحق، ولهم الإكرام، ومن إكرامهم تطهير البيت لأجلهم، ويدخل في تطهيره، تطهيره من الأصوات اللاغية والمرتفعة التي تشوش المتعبدين، بالصلاة والطواف، وقدم الطواف على الاعتكاف والصلاة، لاختصاصه بهذا البيت، ثم الاعتكاف، لاختصاصه بجنس المساجد.
تفسير السعدي









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-28, 22:38   رقم المشاركة : 3187
معلومات العضو
رحيق الكلمات
عضو متألق
 
الصورة الرمزية رحيق الكلمات
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
قال تعالى
((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )) سورة الحج (27)
1* ما معنى
رِجَالًا.....ضَامِرٍ.... فَجٍّ عَمِيقٍ
2
*ما دلالة الخطاب بـ (يا أيها الناس) في الحج (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (27) الحج) (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا (97) آل عمران) بينما الخطاب في الصلاة وغيرها بـ (يا أيها الذين آمنوا)؟
قال تعالى
((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )) سورة الحج (27)
رِجَالًا.....ضَامِرٍ.... فَجٍّ عَمِيقٍ


1* ما معنى 2*ما دلالة الخطاب بـ (يا أيها الناس) في الحج (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (27) الحج) (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا (97) آل عمران) بينما الخطاب في الصلاة وغيرها بـ (يا أيها الذين آمنوا)؟
رِجَالًا اي مشاة على أرجلهم من الشوق
ضَامِرٍ اي ناقة ضامر تقطع المهامه والمفاوز، وتواصل السير، حتى تأتي إلى أشرف الأماكن
فَجٍّ عَمِيقٍ اي من كل بلد بعيد، وقد فعل الخليل عليه السلام، ثم من بعده ابنه محمد صلى الله عليه وسلم،
فدعيا الناس إلى حج هذا البيت، وأبديا في ذلك وأعادا، وقد حصل ما وعد الله به، أتاه الناس رجالا وركبانا من مشارق الأرض ومغاربها
تفسير السعدي

ما دلالة الخطاب بـ (يا أيها الناس) في الحج (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (27) الحج) (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا (97) آل عمران) بينما الخطاب في الصلاة وغيرها بـ (يا أيها الذين آمنوا



الحج يختلف عن كل العبادات. لما قال تعالى (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) هذه دعوة للناس أجمعين للدخول في الإسلام بخلاف ما لو قال صلّوا أو صوموا.

دعوة لجميع الناس للدخول في الإسلام، كيف؟ الصلاة الصيام والزكاة الديانات مشتركة فيها. وكفار قريش كانوا يصلّوا

(وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (35) الأنفال) فلو قال صلّوا لقالوا إنما نصلي ولو قال زكّوا لقالوا إننا نزكّي ولو قال صوموا لقالوا إننا نصوم، إذن هذه الدعوات لو قالها لا تكون دعوة للدخول في الإسلام بخلاف الحج.

لم يكن أهل الكتاب من النصارى واليهود يحجون إلى بيت الله الحرام. فلما قال تعالى (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) معناها كلٌ مدعوون للدخول في الإسلام لأن هذه العبادة الوحيدة التي لم تكن عند أهل الكتاب.

هم كانوا يصلّون ويصومون ويزكّون إلا الحج فلم يكونوا يحجون لمكة. ولذلك هذه دعوة للدخول في دين الله.

الحد يختلف عن بقية العبادات لأن بقية العبادات موجودة. إذن هو دعوة للدخول في الإسلام وإقامة هذه العبادة.



لمسات بيانية
د.فاضل السامرائى










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-28, 22:46   رقم المشاركة : 3188
معلومات العضو
رحيق الكلمات
عضو متألق
 
الصورة الرمزية رحيق الكلمات
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
قال تعالى
((
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )) سورة الحج (28)

1* ما معنى بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ...الْبَائِسَ الْفَقِيرَ؟
2* ما هي الفوائد التي تكون في الحج ؟
قال تعالى
((لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )) سورة الحج (28)
1* ما معنى بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ...الْبَائِسَ الْفَقِيرَ؟
2* ما هي الفوائد التي تكون في الحج ؟
بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ الإبل والبقر والغنم
الْبَائِسَ الْفَقِيرَالذى أصابه بؤس ومكروه بجانب فقره واحتياجه .
الفوائد التي تكون في الحج
"المنافع التي يشهدها المسلمون في الحج منافع كثيرة منافع دينية ، ومنافع اجتماعية ، ومنافع دنيوية .
أما المنافع الدينية : فهي ما يقوم به الحجاج من أداء المناسك ، وما يحصل من التعليم والتوجيه من العلماء من هنا ومن هناك ، وما يحصل كذلك من الإنفاق في الحج ، فإنه من الإنفاق في سبيل الله عز وجل .
وأما المنافع الاجتماعية : فهي ما يحصل من تعارف الناس بينهم ، وائتلاف قلوبهم ، واكتساب بعضهم من أخلاق بعض ، وحسن المعاملة والتربية بعضهم البعض ، كما هو مشاهد لكل لبيب تأمل ذلك .
وأما الفوائد الدنيوية : فما يحصل من المكاسب لأصحاب السيارات وغيرها مما يستأجر لأداء الحج ، وكذلك ما يحصل للحجاج من التجارة التي يوردونها معهم ويستوردونها من مكة ، وغير هذا من المنافع العظيمة
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (23/7-9)










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-29, 19:18   رقم المشاركة : 3189
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى كلمة

في قوله تعالى
(( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج (29)
ما معنى كلمة

في قوله تعالى
(( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج (29)

وقوله : { ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ } ، قال ابن عباس : هو وضع الإحرام من حلق الرأس ، ولبس الثياب ، وقص الأظافر ونحو ذلك ، وقوله : { وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ } يعني نحر ما نذر من أمر البدن ، وقال مجاهد : { وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ } نذر الحج والهدي وما نذر الإنسان من شيء يكون في الحج ، وعنه : كل نذر إلى أجل ، وقوله : { وَلْيَطَّوَّفُواْ بالبيت العتيق } قال مجاهد : يعني الطواف الواجب يوم النحر ، وقال أبو حمزة قال ، قال لي ابن عباس : أتقرأ سورة الحج ، يقول الله تعالى : { وَلْيَطَّوَّفُواْ بالبيت العتيق } ؟ فإن آخر المناسك الطواف بالبيت العتيق ، قلت : وهكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه لما رجع إلى مِنى يوم النحر بدأ برمي الجمرة ، فرماها بسبع حصيات ، ثم نحر هديه وحلق رأسه ، ثم أفاض فطاف بالبيت ، وفي « الصحيحين » عن ابن عباس أنه قال : أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت الطواف إلا أنه خفف عن المرأة الحائض ، وقوله : { بالبيت العتيق } ، قال الحسن البصري في قوله : { وَلْيَطَّوَّفُواْ بالبيت العتيق } قال : لأنه أول بيت وضع للناس ، وقال خصيف . إنما سمي البيت العتيق لأنه لم يظهر عليه جبار قط . وعن مجاهد : لم يرده أحد بسوء إلا هلك ، وفي الحديث : « إنما سمي البيت العتيق لأنه لم يظهر عليه جبار » روي مرفوعاً ومرسلاً .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-29, 19:32   رقم المشاركة : 3190
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ماذا قال العلماء عند كلامهم عن معنى تعظيم حرمات الله ؟
(( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) سورة الحج (30)
ماذا قال العلماء عند كلامهم عن معنى تعظيم حرمات الله ؟
(( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) سورة الحج (30)


ذلِكَ، وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ ... أي ذلك هو المأمور به من الطاعات في أداء المناسك وثوابها الجزيل، ومن يعظم أحكام اللّه بالعلم بوجوبها والعمل بموجبها، بأن يجتنب المعاصي والمحارم، ويلتزم بالأوامر، فله على ذلك ثواب جزيل، والثواب يكون على الأمرين معا: فعل الطاعات، واجتناب المحظورات أو ترك المحرّمات.
والحرمات: جمع حرمة وهي بمعنى ما حرم اللّه من كل منهي عنه في الحج من الجدال والجماع والفسوق والصيد، وتعظيمها يكون باجتنابها. وقيل: الحرمات:
جميع التكاليف الشرعية في الحج وغيره، وقيل: هي مناسك الحج خاصة، وقيل: إنها حرمات خمس: المسجد الحرام (الكعبة) والبيت الحرام، والمشعر الحرام، والبلد الحرام، والشهر الحرام. وتعظيمها باجتناب المعاصي، ومنها الاعتداءات فيها.
وضمير فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ راجع إلى التعظيم المفهوم من يُعَظِّمْ أي أن تعظيم هذه الأشياء سبب للمثوبة المضمونة عند اللّه تعالى، وعلى هذا لا يكون خَيْرٌ أفعل تفضيل.وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ أي وأبيح لكم أيها الناس ذبح الأنعام وأكلها إلا ما استثني وتلي عليكم في آية المائدة وغيرها، وهو الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير اللّه به .. إلخ ولم يحرم عليكم ما حرمه أهل الجاهلية من البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي. فلا يراد من قوله يُتْلى ما ينزل في المستقبل، كما هو ظاهر الفعل المضارع، بل المراد: ما سبق نزوله، ويكون التعبير بالمضارع للتنبيه على أن ذلك المتلو ينبغي استحضاره والالتفات إليه.
والاستثناء متصل إن أريد من المستثنى: المحرم من خصوص الأنعام، وهو منقطع إن أريد به ما يشمل الدم ولحم الخنزير وغيرهما، والراجح الأول والجملة معترضة لدفع الإيهام بأن تعظيم الحرمات يقضي باجتناب الأنعام، كما قضي باجتناب الصيد في الحرم وفي أداء المناسك في الحج والعمرة.
فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ أي تجنبوا القذر من الأصنام، وسميت رجسا تقبيحا لها وتنفيرا منها، وابتعدوا عن عبادة الأوثان، فذلك رجس، والمراد من اجتنابها: اجتناب عبادتها وتعظيمها، وتأكيدا للأمر أوقع الاجتناب على ذاتها. والجملة مرتبطة بقوله: وَمَنْ يُعَظِّمْ .. أي إذا كان تعظيم حرمات اللّه فيه الخير ورضا اللّه تعالى، وكان من تعظيمها اجتناب ما نهى اللّه عنه، فاجتنبوا الأوثان، ولا تعظموها، ولا تذبحوا لها كما كان يفعل أهل الجاهلية.
وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ أي وابتعدوا عن الكذب والباطل وشهادة الزور، فذلك كله يدخل تحت عبارة قَوْلَ الزُّورِ والأحسن التعميم، حتى يشمل شهادة الزور،
أخرج أحمد وأبو داود وغيرهما عن ابن مسعود أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «عدلت شهادة الزور الإشراك باللّه» ثلاثا، وتلا هذه الآية.
المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
اد وهبة بن مصطفى الزحيلي



ومن منازل : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) منزلة تعظيم حرمات الله عز وجل

قال الله عز وجل : ( ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ) قال جماعة من المفسرين : حرمات الله هاهنا مغاضبه ، وما نهى عنه ، وتعظيمها ترك ملابستها . قال الليث : حرمات الله : ما لا يحل انتهاكها . وقال قوم : الحرمات : هي الأمر والنهي . وقال الزجاج : الحرمة ما وجب القيام به ، وحرم التفريط فيه . وقال قوم : الحرمات هاهنا المناسك ، ومشاعر الحج زمانا ومكانا .

والصواب : أن الحرمات تعم هذا كله . وهي جمع حرمة وهي ما يجب احترامه ، وحفظه من الحقوق ، والأشخاص ، والأزمنة ، والأماكن ، فتعظيمها توفيتها حقها ، وحفظها من الإضاعة .

قال صاحب " المنازل " :

الحرمة : هي التحرج عن المخالفات والمجاسرات .

التحرج : الخروج من حرج المخالفة . وبناء " تفعل " يكون للدخول في الشيء . كتمنى إذا دخل في الأمنية ، وتولج في الأمر دخل فيه ، ونحوه . وللخروج منه ، كتخرج وتحوب وتأثم ، إذا أراد الخروج من الحرج . والحوب هو الإثم .

أراد أن الحرمة هي الخروج من حرج المخالفة ، وجسارة الإقدام عليها . ولما كان المخالف قسمين جاسرا وهائبا . قال : عن المخالفات والمجاسرات .

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ( ابن قيم الجوزية)
دار الكتاب العربي
سنة النشر: 1416 / 1996م
رقم الطبعة: ---
عدد الأجزاء: جزءان












رد مع اقتباس
قديم 2014-03-29, 19:43   رقم المشاركة : 3191
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)) سورة الحج (31)
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سورة الحج (31)

{ومن يشرك باللّه فكأنما خر من السماء} أي سقط منها،
{ فتخطفه الطير} أي تقطعه الطيور في الهواء،
{ أو تهوي به الريح في مكان سحيق} أي بعيد، مهلك لمن هوى فيه، ولهذا جاء في حديث البراء: أن الكافر إذا توفته ملائكة الموت وصعدوا بروحه إلى السماء، فلا تفتح له أبواب السماء، بل تطرح روحه طرحاً من هناك، ثم قرأ هذه الآية: { فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} .

تفسير بن كثير












رد مع اقتباس
قديم 2014-03-29, 19:46   رقم المشاركة : 3192
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى شعائر الله تعالى وكيف يكن تعظيمها ؟
((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )) سورة الحج (32)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سورة الحج (32)
الشعائر: جمع شعيرة، وهي المعالم التي جعلها الله لعباده لينالوا ثوابه بتعظيمها، فالإحرام شعيرة، والتكبير شعيرة، والطواف شعيرة، والسَّعْي شعيرة، ورمْي الجمار شعيرة.. إلخ.
وهذه أمور عظّمها الله، وأمرنا بتعظيمها.

وتعظيم الشيء أبلغ وأشمل من فِعْله، أو أدائه، أو عمله، عَظَّم الشعائر يعني: أدَّاها بحبٍّ وعشْق وإخلاص، وجاء بها على الوجه الأكمل، وربما زاد على ما طُلِبَ منه.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-29, 20:18   رقم المشاركة : 3193
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى شعائر الله تعالى وكيف يكن تعظيمها ؟
((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )) سورة الحج (32)
تعظيم شعائر الله

الحمد لله حمداً يبلغ رضاه، وصلى الله على أشرف من اجتباه، وعلى من صاحبه ووالاه، وسلم تسليماً لا يدرك منتهاه، أما بعد:
فإن التعظيم في اللغة: مصدر عظّم يقال: عظّم فلان الأمر تعظيماً بمعنى فخمه وبجَّلَه، وهو مأخوذ من مادة (ع ظ م) التي تدور حول معنى الكبر والقوة، وعَظُمَ الشيء عِظَماً: كبُر، فهو عظيمٌ، وعَظَّمه أي فخَّمه، والتَعْظيمُ: التبجيلُ، والعَظَمَةُ: الكبرياء.1
والشَّعِيرةُ: البَدَنَةُ المُهْداةُ وجمعها: شَعائرُ، وشِعارُ الحَج: مَناسِكُهُ وعلاَماتُه، والشَّعِيرَةُ والشَّعارَةُ والمَشْعَرُ: مُعْظَمُها أو شَعائِرهُ: مَعالِمُه التي نَدَبَ اللَّهُ إليها، وأمَرَ بالقيامِ بها، والمَشْعَرُ الحَرامُ وتكسرُ مِيمُه: بالمُزْدَلِفَةِ.2
والحرمات في اللغة: جمع حرمة وهي: ما لا يحل انتهاكه، وهي مأخوذة من مادة (ح ر م) التي تدل على المنع والتشديد يقال: الحلال ضد الحرام، والحرمات: جمع حرمة "بضمتين": وهي ما يجب احترامه3، ولهذا سمي الحرمين لحرمتهما، وأنه حرم أن يحدث فيهما، أو يأوي إليهما محدث.
وتعظيم شعائر الله معناه:
إذا فسرنا الشعائر بالهدايا فتعظيمها على وجهين:
أحدهما: أن يختارها عظام الأجسام، حساناً، جساماً، سماناً، غالية الأثمان، ويترك المكاس، والمكاس هو: انتقاص الثمن في البياعة، ومنه أُخِذَ المَكَّاس لأَنه يَسْتَنْقِصُه4 في شرائها، فقد كانوا يتغالون في ثلاثة، ويكرهون المكاس فيهن: الهدى، والأضحية، والرقبة.
وروي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن أبيه: "أنه أهدى نجيبة طلبت منه بثلاثمائة دينار، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيعها ويشتري بثمنها بدناً، فنهاه عن ذلك، وقال: بل أهدها، وأهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مئة بدنة فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من ذهب"5.
والوجه الثاني في تعظيم شعائر الله - تعالى -: أن يعتقد أن طاعة الله - تعالى - في التقرب بها، وإهدائها إلى بيته المعظم أمر عظيم لا بد وأن يحتفل به، ويتسارع فيه.
والشعائر: اختلف في معناها فقال بعضهم: هي كل عبادة، وقال بعضهم: بل المناسك في الحج، وقال بعضهم: بل المراد الهدى خاصة، والأصل في الشعائر الأعلام التي بها يعرف الشيء.
وتعظيم شعائر الله - تبارك وتعالى - يقتضي أمور:
1- تعظيم الله - تعالى -.
2- وما جاء عنه في كتابه الكريم.
3- وتعظيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
4- وتعظيم حرماته وهي كل ما يجب احترامه، وتعظيم حرماته هو العلم بوجوبها، والإقرار بها، والقيام بحقوقها.
ومن تعظيم حرمات الله - تعالى - تعظيم المقدسات الإسلامية، وتعظيم الشعائر الدينية، وتعظيم المسجد الحرام، ومعرفة مكانته ومنزلته، وأنه أشرف البقاع على وجه الأرض، وأن الذنوب فيه أشد حرمة وأعظم من غيره، ويجب تعظيم شعائر الله - جل وعلا - فيه لقوله - تعالى -: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}6، وتعظيم مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، والأدب مع صاحبه، وعدم رفع الصوت على سنته؛ أو تقديم قول أحد من البشر على قوله.
والشعائر منها ما هو زماني، ومنها ما هو مكاني:
- فأما الشعائر الزمانية فمن ذلك الأشهر الحرم، وشهر رمضان، وهناك من الناس من يعظم شعبان أو غيره من الأزمنة أو الأمكنة التي لم يعظمها الله - تبارك وتعالى -، ولا ينبغي ذلك، بل على الناس تعظيم ما عظمه الله وعظمه رسوله - صلى الله عليه وسلم -، على الكيفية التي أَمَرُوا بها، أو وردت عن النبي - عليه الصلاة والسلام - دون ابتداع أو غلو في التعظيم.
- والشعائر المكانية منها الثلاثة المساجد: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وبيت المقدس؛ والمساجد من شعائر الله، ورفع الأذان فيها من شعائر الله، وتعظيمها من تعظيم شعائر الله، ولهذا جاء في تفسير قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهٌِ}7 أن الناس كانوا إذا جاءوا إلى مكة وأرادوا الحج أخذوا من لحاء الشجر - ولاسيما شجر السمر الذي يكثر في مكة - وجعلوه علامةً على رقابهم، أو على دوابهم؛ فلا يتعرض لهم أحد أبداً، والقلائد هي التي كان المشركون يتقلدونها إذا أرادوا الحج مقبلين إلى مكة من لِحَاء السَّمُر، وإذا خرجوا منها إلى منازلهم منصرفين منه8 لأن الناس كانوا في الجاهلية يقطعون الطريق، فإذا قدم القادم ورأوا عليه هذا الشعار والعلامة عظموا ذلك، ولم يتعرض له أحد؛ فكان هذا حالهم في الجاهلية، فلما جاء الإسلام زاد ذلك تعظيماً وتشريفًا - ولله الحمد - بأن أعاد إلى هذا البيت نقاء وطهارة التوحيد، وجاء رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فعظَّم الحرم أشد مما كان يُعظم في الجاهلية، ودخل في ذلك ما ذكره بعض العلماء من الصفا والمروة، ومزدلفة ومنى، وكل ما عظمه الشرع، ولهذا جاء في تفسير قوله - تعالى -: {وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ}: لا تتركوا الإهداء إلى البيت؛ فإن فيه تعظيمًا لشعائر الله، ولا تتركوا تقليدها في أعناقها لتتميز به عما عداها من الأنعام، وليعلم أنها هدي إلى الكعبة فيجتنبها من يريدها بسوء، وتبعث من يراها على الإتيان بمثله9، وأقرب ما يتجه إليه الذهن في معنى {شَعَائِرَ اللَّهٌِ} في هذا المقام أنها شعائر الحج والعمرة، وما تتضمنه من محرمات على المحرم للحج أو العمرة حتى ينتهي حجه بنحر الهدي الذي ساقه إلى البيت الحرام؛ فلا يستحلها المحرم في فترة إحرامه؛ لأن استحلالها فيه استهانة بحرمة الله الذي شرع هذه الشعائر، وقد نسبها السياق القرآني إلى الله تعظيماً لها، وتحذيراً من استحلالها، والهدي هو الذبيحة التي يسوقها الحاج أو المعتمر؛ وينحرها في آخر أيام الحج أو العمرة، فينهي بها شعائر حجه أو عمرته، وهي ناقة، أو بقرة، أو شاة10.
وتعظيم حرمات الله يتبعه التحرج من المساس بها وذلك خير عند الله، خير في عالم الضمير والمشاعر، وخير في عالم الحياة والواقع؛ فالضمير الذي يتحرج هو الضمير الذي يتطهر، والحياة التي ترعى فيها حرمات الله هي الحياة التي يأمن فيها البشر من البغي والاعتداء، ويجدون فيها مثابة أمن، وواحة سلام، ومنطقة اطمئنان.
ولما كان المشركون يحرمون بعض الأنعام كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحامي فيجعلون لها حرمة، وهي ليست من حرمات الله، بينما هم يعتدون على حرمات الله؛ فإن النص يتحدث عن حل الأنعام إلا ما حرم الله منها كالميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ }11، وذلك كي لا تكون هنالك حرمات إلا لله؛ ولا يشرع أحد إلا بإذن الله؛ ولا يحكم إلا بشريعة الله12.
ويربط بين الهدي الذي ينحره الحاج، وتقوى القلوب؛ إذ أن التقوى هي الغاية من مناسك الحج وشعائره، وهذه المناسك والشعائر إن هي إلا رموز تعبيرية عن التوجه إلى رب البيت وطاعته، وقد تحمل في طياتها ذكريات قديمة من عهد إبراهيم - عليه السلام - وما تلاه، وهي ذكريات الطاعة والإنابة، والتوجه إلى الله منذ نشأة هذه الأمة المسلمة، فهي والدعاء والصلاة سواء.
وهذه الأنعام التي تتخذ هدياً ينحر في نهاية أيام الإحرام يجوز لصاحبها الانتفاع بها، فإن كان في حاجة إليها ركبها، أو في حاجة إلى ألبانها شربها، حتى تبلغ محلها وهو البيت العتيق، ثم تنحر هناك ليأكل منها، ويطعم البائس الفقير.
من الآيات الواردة في تعظيم الحرمات والشعائر:
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}13.
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}14.
من الأحاديث الواردة في تعظيم الحرمات والشعائر:
- حديث جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: "أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَةَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((نَعَمْ))"15.
- وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ))16.
- وعَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَامَ الْفَتْحِ فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوْا مَرَّ الظَّهْرَانِ؛ فَإِذَا هُمْ بِنِيرَانٍ كَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا هَذِهِ؟ لَكَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ! فَقَالَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ: نِيرَانُ بَنِي عَمْرٍو، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: عَمْرٌو أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ؛ فَرَآهُمْ نَاسٌ مِنْ حَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَدْرَكُوهُمْ فَأَخَذُوهُمْ، فَأَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ؛ فَلَمَّا سَارَ قَالَ لِلْعَبَّاسِ: احْبِسْ أَبَا سُفْيَانَ عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ؛ فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ فَجَعَلَتْ الْقَبَائِلُ تَمُرُّ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَمُرُّ كَتِيبَةً كَتِيبَةً عَلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَمَرَّتْ كَتِيبَةٌ قَالَ: يَا عَبَّاسُ مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ غِفَارُ، قَالَ: مَا لِي وَلِغِفَار،َ ثُمَّ مَرَّتْ جُهَيْنَةُ، فقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّتْ سَعْدُ بْنُ هُذَيْمٍ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمَرَّتْ سُلَيْمُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى أَقْبَلَتْ كَتِيبَةٌ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا؛ قَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارُ، عَلَيْهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، مَعَهُ الرَّايَةُ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ: الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ؛ الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْكَعْبَةُ؛ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا عَبَّاسُ حَبَّذَا يَوْمُ الذِّمَارِ، ثُمَّ جَاءَتْ كَتِيبَةٌ وَهِيَ أَقَلُّ الْكَتَائِبِ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ، وَرَايَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ؛ فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ مَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَة؟َ قَالَ: ((مَا قَالَ؟)) قَالَ: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: ((كَذَبَ سَعْدٌ؛ وَلَكِنْ هَذَا يَوْمٌ يُعَظِّمُ اللَّهُ فِيهِ الْكَعْبَةَ، وَيَوْمٌ تُكْسَى فِيهِ الْكَعْبَةُ))...الخ الحديث"17.
- وعن أبي هريرة - رضي لله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((دم عفراءَ أحبّ إلى الله من دم سَوداوين))18، أي ضحوا بالعفراء وهي الشاة التي يضرب لونها إلى بياض غير ناصع، والعفرة لون الأرض، فإن دمها عند الله أفضل من دم شاتين سوداوين19.
- وعن أنس - رضي لله عنه - قال: "نحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده سبع بدن قياماً، وضحى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين"20.
- وعن علي - رضي الله عنه - قال: ((أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العين والأذن، وألا نضحي بمقابَلَة، ولا مدابَرَة، ولا شَرْقاء، ولا خَرْقاء))21.
والنصوص كثيرة بما يتبين من خلالها كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يعظمون الشعائر، وكيف كانوا يحتفون بها، وما قصة دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة المكرمة، والكيفية التي دخل بها - صلى الله عليه وسلم - مع أنه في حالة نصر على عدوه علينا ببعيدة، إلا أن تعظيمه - صلى الله عليه وسلم - لشعائر الله، وحرماته؛ منعه من أن يحدث شيئاً لا يرضاه الله - تعالى -.
وهكذا نجد أن الله - تبارك وتعالى - قد حث وحض على تعظيم شعائره، وليس أدل على ذلك من قوله - تبارك وتعالى -: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}22، فجعل تعظيم شعائر الله من التقوى، وأضاف التقوى إلى القلوب؛ لأن القلب هو محل التقوى كما جاء عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((التقوى هاهنا ثلاثاً، وأشار إلى صدره))23، وإذا خشع القلب واتقى خشعت سائر الجوارح.
وليُعلَم أن شعائر الله - تبارك وتعالى - لا يعظمها إلا من عظم الله واتقاه، وعرفه - تبارك وتعالى -، وقدَّره حق قدره، وهذا أمرٌ لا خلاف فيه بين المسلمين، وكذا كل من يقرأ كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
1 الصحاح في اللغة (ج1/ص480).
2 القاموس المحيط (ج1/ص534).
3 التحرير والتنوير (ج1/ص2777).
4 لسان العرب (ج6/ص220).
5 مسند أحمد (2302)، وهو في صحيح وضعيف سنن أبي داود (ج4/ص256).
6 سورة الحج (32).
7 سورة المائدة (2).
8 تفسير الطبري (ج 9/ص467).
9 تفسير ابن كثير (ج2/ص10).
10 في ظلال القرآن (ج2/ص308).
11 سورة الحج (30).
12 في ظلال القرآن (4-2421).
13 سورة الحج (32).
14 سورة الحج (30).
15 مسلم (17).
16 أحمد (5189)، وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ج2/ص15).
17 البخاري (3944).
18 رواه أحمد (2/417) وهو في السلسلة الصحيحة المختصرة (ج4/ص475).
19 فيض القدير (ج3/ص713).
20 صحيح البخاري (1626).
21 إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (ج4/ص363).
22 سورة الحج (32).
23 صحيح مسلم (4650).









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-29, 21:00   رقم المشاركة : 3194
معلومات العضو
رحيق الكلمات
عضو متألق
 
الصورة الرمزية رحيق الكلمات
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى

في قوله تعالى
(( لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج (33)
قوله تعالى
(( لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) سورة الحج (33)
( لكم فيها منافع ) أي : لكم في البدن منافع ، من لبنها ، وصوفها وأوبارها وأشعارها ، وركوبها
إلى أجل مسمى ) : قال مقسم ، عن ابن عباس [ في قوله ] : ( لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ) قال : ما لم يسم بدنا .
وقال مجاهد في قوله : ( لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ) ، قال : الركوب واللبن والولد ، فإذا سميت بدنة أو هديا ، ذهب ذلك كله . وكذا قال عطاء ، والضحاك ، وقتادة ، [ ومقاتل ] وعطاء الخراساني ، وغيرهم .
( ثم محلها إلى البيت العتيق ) أي : محل الهدي وانتهاؤه إلى البيت العتيق ، وهو الكعبة
الوسيط لطنطاوي









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-29, 21:04   رقم المشاركة : 3195
معلومات العضو
رحيق الكلمات
عضو متألق
 
الصورة الرمزية رحيق الكلمات
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى

في قوله تعالى
((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ )) سورة الحج (34)
قوله تعالى
((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ )) سورة الحج (34)
( ولكل أمة جعلنا منسكا ) قال : عيدا
من بهيمة الأنعام ) ، كما ثبت في الصحيحين عن أنس قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ، فسمى وكبر ، ووضع رجله على صفاحهما .
( فله أسلموا ) أي : أخلصوا واستسلموا لحكمه وطاعته .
( وبشر المخبتين ) قال : المطمئنين الراضين بقضاء الله ، المستسلمين له
الوسيط لطنطاوي









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُفرَدَاتٌ, قُرءانيّةٌ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc