لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 211 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-02-20, 23:17   رقم المشاركة : 3151
معلومات العضو
Ilyes Yousfi
عضو جديد
 
الصورة الرمزية Ilyes Yousfi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحتاج لكتاب الأسلوبية في النقد العربي الحديث للدكتور فرحان بدري الحربي









 


رد مع اقتباس
قديم 2019-02-21, 10:58   رقم المشاركة : 3152
معلومات العضو
رشيد فاروق
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hano.jimi مشاهدة المشاركة
لكل من يبحث عن مرجع ساساعده في جمع مراجع من خلال الانترنت لتكون صدقة جارية لشخص عزيز لدي متوفي رحمه الله.
سلام عليكم
اخي انا في امس الحاجة،لمرجع او قانون يتعلق ب شهادة علوم طبيعية
هل يحق المشاركة في مسابقة توظيف شروط التوظيف علوم تجريبية والشهادة المتحصل عليها هي علوم طبيعية









رد مع اقتباس
قديم 2019-03-05, 11:16   رقم المشاركة : 3153
معلومات العضو
عين اليقين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم محتاج مراجع في النزاع في الوسط المدرسي
وكذلك محتاج خطة و منهجية بحث موضوعه (دورالمفتش في حل النزاعات في الوسط المدرسي)
مع كل الشكر










رد مع اقتباس
قديم 2019-04-08, 13:37   رقم المشاركة : 3154
معلومات العضو
عمار زين العابدين
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام ابحث عن مراجع تسيير النزاعات في الوسط المدرسي
وشكرا مسبقا










رد مع اقتباس
قديم 2019-04-21, 11:38   رقم المشاركة : 3155
معلومات العضو
mohamed kadri
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

تعريف نظام المقايضة وعيوبها وإيجابياتها

عناصر الشرح :

أ- تعريف نظام المقايضة

ب - عيوبها

ج - ايجابياتها

اولاً : تعريف نظام المقايضة

المقايضة هى نظام بدائى وتعنى قيام الافراد باجراء تبادل منتجاتهم دون استخدام النقود

او بعبارة أخرى هى استبدال سلعة بسلعة اخرى . أى ان البائع هو نفسة المشترى



ثانياً عيوب المقايضه :

1- صعوبة توافق الرغبات

2- صعوبة تجزئة السلعة

3- عدم وجود نسب للتبادل

4- عدم وجود أداة لإختزان القيم

وساقوم فيما يلى بشرح كل عيب على حدى

1- صعوبة توافق الرغبات :

وهذا العيب هو المشكلة الأساسية بنظام المقايضة حيث يستلزم توافق الرغبة بين كل من الطرفين

فلو افترضنا هنا هناك شخصين هما س - ص

س يمتلك محصول الذرة

وص يمتلك محصول ارز مثلا

فكيف نوفق بين رغبة كل منهما لتتم عملية المبادلة او المقايضة

فقد يحتاج س الى ما يملكه ص ولكن ص يحتاج سلعة أخرى

2- صعوبة تجزئة السلع :

فلنفترض مثلا ان س يملك محصول الشاى

وص يمتلك قطيع من الماشية وقد حددت ثمن رأس الماشية الواحدة بــ 10 وحدات من الشاى

لكن س لا يمتلك سوى 8 وحدات فقط من الشاى فكيف تتم عملية المبادلة

حيث لا يمكن تقسيم الماشية

3- صعوبة وجود نسب للتبادل :

مما قمنا بشرحه عن نظام المقايضه انها تبادل سلعة بسلعة اخرى ويفترض ان تعرف نسب للتبادل بين كافة السلع وهذا كان امر معقد جدا نظراً لكثرة الاصناف وتعددها بالالاف كان الامر مستحيل طبعا نظراً لعدم وجود قياس مشترك لتقييم السلع ولذلك استخدمت النقود كوحدة قياس حسابية عامة

4- عدم وجود اداة لإختزان القيم :

قد تكون رغبة الفرد فى الحصول على منتج او سلعة لم تنتج بعد كمثال السلع الزراعية تسبب عائقاً لغتمام عملية المقايضه

لنفترض ان س يملك محصول صيفى كالقمح ويريد ان يبادل ص باحد المحاصيل الشتوية

فى هذه الحالة سيضطر الى تخزين سلعته مما قد يلحق بسلعته الضرر او تعرضها للتلف ذلك غير تحمله لتكاليف التخزين.



إيجابيات نظام المقايضه :

1- المقايضه قد مهدت الطريق الى ظهور النقود .

2- تحل المقايضة مشكلة التبادل التجارى بين الدول النامية والدول المتقدمة كمثال برنامج الامم المتحدة النفط مقابل الغذاء .

3- تصلح المقايضه فى النظام الاقتصادى الحديث بين الدول النامية وخاصة بعد تطبيق اتفاقية الجات للمحافظة على توازنها الاقتصادى , مما يؤدى الى ظهور نوع من التكتل الاقتصادى بينهم فى اطار عملية تعاون قائمة على شروط افضل وايسر للدول النامية .










رد مع اقتباس
قديم 2019-10-07, 12:43   رقم المشاركة : 3156
معلومات العضو
جلابي قدور
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hot News1

ابحث عن مساعدة لإنجاز واعداد مذكرة تخرج حول التدخلات الحماية المدنية مشكورين جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2019-10-18, 17:38   رقم المشاركة : 3157
معلومات العضو
abdooalg
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي برنامج idm مع الباتش سرعة خارقة في التحميل وسهل الاستخدام


برنامج idm نسخة جديدة سرعة خارقة في التحميل وسهولة الاستخدام
فقط قم بتحميل البرنامج وثبته على الحاسوب بعدها اضغط على الباتش 62 او 32 bit حسب الويندوز الي عندك وتم الأمر.
رابط التحميل من هنا
https://up./downloadf-1385yht6q2-zip.html










رد مع اقتباس
قديم 2019-10-21, 00:27   رقم المشاركة : 3158
معلومات العضو
adnanemed
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ، من فضلك أنا بحاجة إلى بحث كامل حول المدرسة النقدية المعاصرة (شيكاغو) وشكرا










رد مع اقتباس
قديم 2019-10-30, 18:58   رقم المشاركة : 3159
معلومات العضو
smail_dz
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مساعدة في كيفية عمل مدرسة إلكترونية










رد مع اقتباس
قديم 2019-10-31, 00:21   رقم المشاركة : 3160
معلومات العضو
قدور999
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

ابحث عن كتاب الوجيز في القانون المصرفي الجزائري د محفوظ لعشب










رد مع اقتباس
قديم 2019-10-31, 17:27   رقم المشاركة : 3161
معلومات العضو
boukhezna2016
بائع مسجل (ج)
 
الصورة الرمزية boukhezna2016
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 كتب و مجلات في اللسانيات الحاسوبية

السلام عليكم
من فضلكم ساعدوني على الحصول على اهم المراجع و الكتب و الاطروحات الدكتوراه و الماجستير التي تتحدث في اللسانيات الحاسوبية

وشكرا










رد مع اقتباس
قديم 2019-11-04, 03:28   رقم المشاركة : 3162
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=boukhezna2016;3998016709]السلام عليكم
من فضلكم ساعدوني على الحصول على اهم المراجع و الكتب و الاطروحات الدكتوراه و الماجستير التي تتحدث في [size="4"][color="seagreen"]اللسانيات الحاسوبيةلخميس، 3 مايو 2012
منهج الدكتور محمود يوسف (الحاسوب )

أولاً: الجانب النظري
الفصل الأول (اللسانيات الحاسوبية)
تعريفها : هي فرع من فروع اللغة يبحث عن كيفية الاستفادة من قدرات الحاسوب في تحليل اللغة ومعالجتها وتعليمها وتعلمها .
· مبادئ علم اللسانيات الحاسوبية:
1- من اللسانيات العامة بجميع مستوياتها التحليلية الصوتية – النحوية – الدلالية )
2- من علم الحاسبات الالكترونية .
3- من الذكاء الاصطناعي .
4- من المنطق والرياضيات .
· اللسانيات الحاسوبية تعتبر علم يرتبط فيه التحليل اللغوي بالآلة وينطلق من أسس النظرية التوليدية التحولية في تحليل اللغة ثم إعادة تركيبها , لهذا قد شكل الحاسوب منقذا ً لعلماء اللغة وخير معين لهم على انجاز أبحاث ضخمة في مجال الإحصاء اللغوي, الترجمة الآلية .
· أهداف اللسانيات الحاسوبية :
1- محاولة تلقين الحاسوب لغة بشرية تمكنه من التحاور مع مريديه شفويا ً وكتابا ً .
2- القدرة علي فهم الكلام وإنتاجه وتوليده.
3- قدرة الحاسوب على محاكاة مجاراة التفكير والانجاز البشريين .
· بين اللغة العربية والحاسوب :يمكن توظيف الحاسوب لخدمة اللغة العربية عن طريق :
ü أن اللغة العربية هي المستفيد الأول من استخدام تقنية الحاسوب .
ü إمكانية تطويع آليات الحاسوب وأنظمته للتوائم مع خصوصية اللغة العربية .
ü تمثيل الكلام المنطوق وتوليده آلياً .
ü تحليل الكلمات المفردة وتركيبها آلياً وصناعة المعاجم الآلية .
ü توصيف الجمل وتوليدها وإعرابها آلياً مع قراءة النصوص المكتوبة وتصحيحها ومعالجتها آلياً .
ü إنشاء البنوك المصطلحية وتصويب الأخطاء النحوية والصرفية والإملائية .
ü تصميم البرامج الحاسوبية للترجمة الآلية .
ü تعليم اللغة العربية لأبنائها وغير أبنائها بواسطة الحاسوب .
· وكل هذا يشير إلى نجاح الحاسوب في خدمة اللغة العربية.
· مقترحات تسهم في توطين هذا التوجه في الدراسات اللغوية المعاصرة , وتدفع به نحو الأمة
وهي :
1- أن تتضافر الأعمال في مجال اللسانيات الحاسوبية العربية بمعني التعاون والتنسيق بين اللغويين والحاسوبيين في أي مشروع علمي يهدف برمجة الأنظمة اللغوية للعربية آليا ً دون الاستقلال في العمل .
2- ترجمة جميع الأعمال العلمية في مجال اللسانيات الحاسوبية العربية والتي كتبت بعدة لغات من انجليزية وفرنسية وغيرها .
3- عدم ترك أمر البرمجيات الحاسوبية العربية بيد الشركات ومراكز البحوث الغربية , بل يبغي أن يصممها أبناؤها .
4- صناعه معجم موحد للمصطلحات اللسانيات الحاسوبية بالعربية والانجليزية وفق المتعارف عليه علميا من هذا النوع من المعاجم الاصطلاحية .
5- أن يكون علم اللغة الحاسوبي مقررا ً دراسيا ً معتمدا ً في أقسام اللغة العربية بالجامعات .
6- إنشاء قسم خاص للغويات الحاسوبية والجامعات العربية لمنح درجة البكالوريوس في هذا التخصص .
7- نشر الرسائل العلمية التي كتبت أصلا ً باللغة العربية عن قضايا استخدام اللغة العربية فى الحاسوب .
8- الاستفادة مما طرح بواسطة الدكتور نبيل علي في كتابه ( اللغة العربية والحاسوب ) من قائمة مقترحة في مجال بحوث اللسانيات الحاسوبية مطبقة على اللغة العربية .


الفصل الثالث : (استخدام الحاسوب وملحقاته في إعداد الوسائل التعليمية )
ملخص :
أن أهم ما يميز هذه المرحلة عملية التفجر المعرفي وثورة الاتصالات والمعلومات , وهذه سمات مترابطة ومتشابكة , وعملية التطور في إحداها يوثر في الاخري.
لقد تم التطرق في هذا البحث إلى أهمية الحاسوب والمواصفات الواجب توافرها في الحاسوب حتى يتم استخدامه في إنتاج وإعداد الوسائل التعليمية .
ورقة العمل المقدمة تحتوي علي المجالات التي استخدم الحاسوب في إعداد الوسائل التعليمية , بالإضافة إلي تصميم درس عن غزوة بدر باستخدام برنامج Microsoft power point ثم التطرق إلي إمكانية استخدام شبكة الانترنت في عملية التعليم وتوضيح مميزاتها والمعوقات التي تحول دون استخدام الشبكة .

*مقدمة*
أن من أهم المهارات التدريسية المعاصرة مهارة استخدام وتوظيف الحاسوب لمصلحة المواد الدراسية والتدريس حيث التجدد والخروج عن الروتين المتكرر والرتيب الذي يطغي غالبا ً علي أدائنا التدريسي داخل الحجرات الدراسية
· أسباب استخدام الحاسوب في التدريس
الحاسوب هو :آلة الكترونية تعمل طبقا ًلمجموعة تعليمات معينة لها القدرة علي استقبال المعلومات وتخزينها ومعالجتها واستخدامها من خلا مجموعه من الأوامر
1- خدمة أهداف تعزيز التعليم الذاتي مما يساعد المعلم في مرعاه الفروق الفردية وبالتالي يؤدي إلي تحسين نوعية التعلم والتعليم .
2- يقوم الحاسوب بدور الوسائل التعليمية في تقديم الصور الشفافة والأفلام والتسجيلات الصوتية .
3- القدرة على تحقيق الأهداف التعليمية الخاصة بالمهارات كمهارات التعلم
4- يثير جذب الانتباه للطلبة فهو وسيلة مشوقة تخرج الطالب من روتين الحفظ والتلقين إلى العمل .
5- يخفف علي المعلم ما يبذله من جهد ووقت في الأعمال التعليمية الروتينية .
6- إعداد البرامج التي تتفق مع حاجات الطلاب بسهولة ويسر .
7- عرض المادة العلمية وتحديد نقاط ضعف الطلاب وإمكانية طرح الأنشطة العلاجية التي تتفق مع حاجة الطلاب .
8- تقليل زمن التعلم وزيادة التحصيل .
9- تثبيت وتقريب المفاهيم التعليمية للمتعلم .
استخدام خدمات الانترنت في التعليم :
يعتبر احد التقنيات التي يمكن استخدامها في التعليم العام بصفه عامة وهناك أربعة أسباب رئيسة تجعلنا نستخدم الانترنت في التعليم
1- الانترنت مثال واقعي للحصول على المعلومات في مختلف أنحاء العالم .
2- يساعد الانترنت علي التعليم التعاوني الجماعي , نظراً لكثرة المعلومات المتوفرة عبر الانترنت لذلك يمكن استخدام طريقة العمل الجماعي بين الطلاب .
3- يساعد الانترنت علي الاتصال بالعالم بأسرع وقت ممكن وبأقل تكلفة

· مجالات الانترنت في التعليم :
1- يساعد الانترنت علي توفير أكثر من طريقة في التدريس لان الانترنت بمثابة مكتبة كبيرة تتواجد فيها جميع الكتب سواء كانت سهلة أو صعبة .
2- الاستفادة من البرامج التعليمية الموجودة علي الانترنت , الاستفادة من بعض الأفلام الوثائقية التي لها علاقة بالمناهج.
3- الاطلاع علي أخر الأبحاث العلمية والتربوية .
4- الاطلاع على أخر الإصدارات من المجلات والنشرات .

· استخدامات البريد الالكتروني في التعليم :
تعريف البريد الالكتروني : هو تبادل الرسائل والوثائق باستخدام الحاسوب .
أهميته:
1- يعد السبب الأول لاشتراك كثير من الناس في الانترنت .
2- يعد البريد الالكتروني أفضل بديل عصري للرسائل البريدية الورقية و لأجهزة الفاكس .
3- يعتبر تعليم الطلاب علي استخدام البريد الالكتروني الخطوة الأولي في استخدام الانترنت في التعليم .
4- استخدام الانترنت يساعد الأستاذ في التعليم علي استخدام ما يسمي بالقوائم البريدية.
5- يتيح للطلبة الحوار وتبادل الرسائل والمعلومات فيما بينهم .

· أهم تطبيقات البريد الاكترونى في التعليم:
1- استخدام البريد الالكتروني كوسيط بيم المعلم والطالب لإرسال الرسائل لجميع الطلاب ,إرسال جميع الأوراق المطلوبة في المواد وإرسال الواجبات المنزلية .
*فبالنسبة للوجبات المنزلية يقوم المعلم بتصحيحها ثم إرسال مرة آخري للطالب عن طريقه.
2- استخدام البريد الاكترونى كوسيلة للاتصال بالمختصين من مختلف دول العالم والاستفادة من خبراتهم وأبحاثهم في شتي المجالات .
3-استخدام البريد الالكتروني كوسيط للاتصال بين أعضاء هيئة التدريس والمدرسة .
4-يساعد البريد الالكتروني الطلاب علي الاتصال بالمختصين في أي مكان بأقل تكلفة وتوفير للوقت والجهد للاستفادة منهم في تحرير الرسائل.
5-استخدام البريد الالكتروني كوسيلة اتصال بين الشئون الادراية بالوزارة والمعلمين وذلك بإرسال التعاميم والأوراق المهمة والإعلانات للطلاب .
6- استخدام البريد كوسيلة لإرسال اللوائح والتعميم وما يستجد من أنظمة لأعضاء هيئة التدريس وغيره .

· يعتبر البريد الالكتروني من أكثر خدمات الانترنت شعبية واستخداما ً وهذا راجع إلى :
1- سرعه وصول الرسالة , حيث يمكن إرسال رسالة إلى أي مكان في العالم في خلال لحظات .
2- أن قراءة الراسله من المستخدم عادة ما تتم في وقت قد هيئ نفسه للقراءة والرد عليها أيضاً .
3- لا يوجد وسيط بين المرسل والمستقبل .
4- كلفة منخفضة للإنسان .
5- يتم الإرسال واستلام الرد في خلال مدة وجيزة من الزمن .
6- يمكن ربط ملفات إضافية بالبريد الالكتروني .
7- يستطيع المستفيد أن يحصل على الرسالة في الوقت الذي يناسبه .
8- يستطيع إرسال عدة رسائل إلى عدة جهات في الوقت نفسه.

· العوائق التي تقف إمام استخدام الانترنت في التعليم :
1- التكلفة المادية :
التكلفة المادية المحتاجة لتوفير هذه الخدمة في مراحل التأسيس احد الأسباب الرئيسية من عدم استخدام الانترنت في التعليم وذلك أن تأسيس هذه الشبكة يحتاج لخطوط هاتف بمواصفات معينة , وحواسيب معينة .
2- المشاكل الفنية :
الانقطاع أثناء البحث والتصفح وإرسال الرسائل لسبب فني أو غيره في معظم الأحيان يكون من الصعوبة الدخول للشبكة أو الرجوع إلى مواقع البحث التي كان يتصفح فيها .
3- اتجاهات المعلمين نحو استخدام التقنية :
ليست العوائق المالية أو الفنية هي السبب الرئيسي من استخدام التقنية , بل أن العنصر البشري له دور كبير في ذلك ولعل من أسباب عزوف بعض أعضاء هيئة التدريس راجع إلي :
أ‌- عدم الوعي بأهمية هذه التقنية .
ب‌- عدم القدرة على الاستخدام .
ت‌- عدم استخدام الحاسوب
والحل هو :
v ضرورة وضع برامج تدريبية للمعلمين خصوصا ً بكيفية استخدام الحاسب الالي على وجه العموم .
v استخدام الانترنت على وجه الخصوص.
v وعن كيفية استخدام هذه التقنية في التعليم .

4- اللغة :
نظراً لان معظم البحوث مكتوبة باللغة الانجليزية فيتبقى إعادة النظر في :
1- إعادة تأهيل أساتذة الجامعة في مجال اللغة .
2- ضرورة بناء قواعد بيانات باللغة العربية لكي يتسنى للباحثين الاستفادة من تلك الشبكة .

5- الدخول إلي الأماكن الممنوعة :
نظرا لان الاشتراك في شبكة الانترنت ليس محصورا ً علي فئة معينة مثقفة وواعية للاستخدام, لذا فمن أهم العوائق التي تقف أمام استخدام هذه الشبكة هي الدخول إلى بعض المواقف التي تدعو إلى الرذيلة ونبذ القيم والدين والأخلاق , وللحد من هذا قامت بعض المؤسسات التعليمية بوضع برنامج خاص او ما يسميه البعض بحاجز الحماية يمنع الدخول لتلك المواقع .
6- كثرة أدوات البحث :
من المشكلات أو العوائق التي تقف أمام مستخدمي شبكة الانترنت هي كثرة أدوات البحث فالبحث فى الانترنت هو بمثابة البحث في مكتبة كبيرة ,بل أن البعض يسمي الانترنت بالمكتبة الكبرى وعليه فعند البحث في الانترنت لابد من إتباع ما يلي :
- ضرورة تحديد الكلمة الأساسية في البحث .
- حدد الفن الذي تبحث عنة .
- حدد المركز أو الموقع الذي تبحث فيه .
7- الدقة والصراحة :
أن الباحثين عندما تحصلون على معلومة من الانترنت يعتقدون بصوابها وصحتها وهذا خطأ في البحث العلمي , ذلك أن هناك مواقع غير معروفة أو على الأقل مشبوها, لذلك على الباحثين تحرى الدقة والصراحة والحكم علي الموجود قبل اعتماده في البحث .

· الاستنتاج والتوصيات :

أن نجاح الحاسوب في العملية التعليمية يعتمد على عدة عوامل وهي :
ü توفر الأجهزة والبرامج اللازمة .
ü كفاءة المعلمين والمرونة في التعامل مع الحاسوب .
ü توفير الحوافز والدعم للمدارس التي يستخدم فيها الحاسوب في إعداد الوسائل التعليمية .
ü الحاسوب هو أداة ثورة المعلوماتية وهي مادة للعملية التربوية .
ü يساعد الحاسوب في إعداد الوسائل التعليمية بمختلف أنواعها.
ü وضع برنامج خاص لتدريب المعلمين علي الحاسوب لاستخدامه كأداة في التعليم .
ü عقد ورش عمل في مديريات التربية والتعليم من اجل تفعيل دور الحاسوب في العملية التعليمية
ü إدخال البرنامج power point وبرامج التصميم المختلفة في المراحل الدراسية لخلق روح الإبداع للطلبة .
ü تفعيل دور مراكز الحاسوب المنتشرة في المدارس في إنتاج الوسائل وتفعيل دور الحاسوب في النشاطات المنهجية واللا منهجية .
ü تحديد مواصفات عامة لبرامج الحاسب التعليمية من اجل اقتنائها لان الأسواق مليئة بالبرامج الهادفة وغير الهادفة .
ثانيا ً : الجانب العملي

س / مفهوم السيناريو القبلي واهم آلياته مع بيان قيمته وأهميته ؟
· المقصود به:
هو تحليل الدرس عن طريق تحديد النقاط التي يجب أن تعرض , وباى طريقة يتم جمعها , كذلك يجب جمع المواد المساندة للعرض كالصور والملفات الصوتية والأشكال التوضيحية ومقاطع الفيديو .

· من الأشياء التي لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تجهيز :
ü تحديد المادة التعليمية بدقة .
ü وضع سيناريو لطريقة سير الدرس .
ü تحديد عدد من المفردات التي ستظهر مكتوبة .
ü يجب أثناء إعداد العرض التعليمي نستخدم الألوان والخطوط والخلفيات المناسبة .
ü عرض أهداف العرض بوضوح البدء فيه بحيث يعرف المتعلم ما سيتعلمه أثناء العرض.

· السيناريو:
ý سيكون لدينا شريحة للعنوان .
ý شريحة لأهداف الدرس .
ý شريحة (3 أمثلة )
ý 6 شرائح للأمثلة وشرحها .
ý شريحة لخلاصة الدرس .
ý 3 شرائح لتدريبات إضافية .
ý عرض جميع ما سبق بواسطة الشاشة التعليمية .
ý قراءة المعلم للأهداف والأمثلة وشرحها بالتزامن مع العرض .
ý يستنتج المعلم الخلاصة , ويحل التدريبات مع الطلبة .
ý مدة العرض المقترحة 25 دقيقة , وبقية زمن الحصة لتحديد الواجب المنزلي وحل بعض التدريبات .

س / ماذا يقصد بالوسائط المتعددة ؟ ومن أين ؟ وكيف يتم جمعها ؟
تتكون مكتبة الوسائط من مقاطع الفيديو وأصوات وصور وأشكال توضيحية وعروض فلاشيه توضيحية متحركة , وكذلك عروض باور بوينت متميزة .
· مكتبة الوسائط :
هذه المواد الصوتية يتم جمعها من الانترنت أو تجهزيها على الحاسوب أو شرائها من مراكز الكمبيوتر أو إعداد المعلم ملفات فيديو وصوتية بنفسه أو بصوت طلابه. (تعريف المحاضرة )

· من أين وكيف يتم جمعها ؟
مقاطع الفيديو : من خلال تنزيل ما هو مناسب من الانترنت , أو شرائها , أو إنتاج مقاطع الفيديو باستخدام كاميرا الموبايل أو الفيديو, ويمكن تصوير مقاطع الفيديو وتحريرها باستخدام برنامج windows movie maker لنظام الويندوز xp أو برنامج windows DVD maker لويندوز 7 .
الصور : فيمكن تنزيلها من الانترنت أو شراء مكتبات الصور من الأسواق , أو شراء كاميرا رقمية وإنتاج ما يناسبك من صور .
الأصوات : ويمكن تنزيلها أيضا ً من الانترنت , أو إنتاجها بتسجيلها بشكل يدوي .
س / ما قيمة تكوين مكتبة الكترونية من الكتب المصورة pdf ؟
أنها تساعدنا على تحقيق الاتى :
1- توفير الوقت والجهد في البحث العلمي .
2- توفير المال.
3- الاطلاع علي أخر نتائج الأبحاث العلمية المشهورة .
4- دافع لتعلم صيغ الكتب word – pdf والإسهام في خدمة العربية برفع جانب منها وتصويره علي الماسح الضوئي .
5- مدخل لتعليم التكنولوجيا مثل مواقع الرفع والتحميل .
6- تذويب المسافات بين البلاد .
7- أمانة البحث العلمي بتوفير جميع أو معظم مصادره .
8- الإفادة من البرامج التعليمية في تنمية اللغة وتعلم فنونها .
9- المساعدة علي تنمية القدرة اللغوية سريعا ً .

س / أيهما أفضل وأسرع في البحث العلمي الكتاب المصور أم الكتاب الالكتروني ) ولماذا ؟
سيتم الإجابة علي السؤال من خلال النقاط الآتية :
التعريف لكل منهما .
المميزات والعيوب الخاصة بهما .
مقترحات تفيد البحث العلمي .

التعريف :
الكتاب الالكتروني : عبارة عن صيغة رقمية لنص مكتوب يعرض علي شاشة الكمبيوتر .
الكتاب المصور : هو نسخة للكتاب الورقي يتم رفعه علي الانترنت باستخدام الماسح الضوئي .

المميزات والعيوب :
مميزات الكتاب الالكتروني :
سرعة البحث عن المعلومات .
تحويل النص إلي صوت .
إمكانية النسخ والتعديل .
زيادة القدرة علي التحكم في شكل العرض مع خصائص رقمية لتدوين الملاحظات والبحث والتحول إلي نص مقروء.
سهولة الوصول إلي محتوياته عشوائياً باستخدام الكمبيوتر .
يحتوي علي وسائل متعددة multi media مثل الرسوم المتحركة والصور ولقطات الفيديو والمؤثرات الصوتية المتنوعة وخلفية صفحات جذابة وغيرها .
استخدام أقلام التلوين والتعليق أثناء عرض الكتاب .
سهوله فهرسته, ووضعه في حيز صغير بالمكتبات .
ربطه بالمراجع العلمية التي يؤخذ منه الاقتباسات , حيث يمكن فتح المرجع الأصلي ومشاهدة الاقتباس كما كتبه المؤلف .
إمكانية الاتصال به عن بعد للحصول علي المعلومات سواء بموقع الناشر أو المؤلف أو المكتبات الالكترونية .

مميزات الكتب المصورة Pdf :
إنها مطابقة للكتاب الورقي .
يتوافر فيه أمانة التوثيق .
+ مميزاته الموجودة في السؤال السابق .

عيوب الكتاب الالكتروني :
يفتقر إلي الأمانة العلمية لان صيغته قابله للتحريف .
كثرة الأخطاء في الكتاب الالكتروني .
علي الرغم من مميزات الكتب الالكترونية فإن لها بعض المساوئ أو المشاكل الخاصة باستخدام الأجهزة القارئة له ، أو من خلال برمجيات معينه منها ( النفقات – تكلفة أجهزة القراءة مرتفعة – التغيرات التكنولوجية )

عيوب الكتاب المصور pdf :
إرهاق البصر والبدن .
فقدان متعه القراءة .
ضياع حقوق النشر والتأليف .
عدم القدرة علي الوصول إلي المعلومات بسرعة .
سوء بعض المواقع الخاصة بالكتب المصورة مثل موقع المكنز , وبعض الكتب المصورة علي مكتبة المصطفي .
غير متاح لجميع الباحثين الذين لا يتقنون فنيا مهارات الحاسب الآلي .
عدم القدرة علي نسخ النص .
سوء تصوير جميع الكتب التي تتكون من عدة مجلدات (خاص بالمكتبة العربية ).
الاهتمام بالكتب النصية المكتوبة علي الورد ( خاص بمكتبة مشكاة).
]
https://rab3a3arby.blogspot.com/2012/05/blog-post.html










رد مع اقتباس
قديم 2019-11-04, 03:48   رقم المشاركة : 3163
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=boukhezna2016;3998016709]السلام عليكم
من فضلكم ساعدوني على الحصول على اهم المراجع و الكتب و الاطروحات الدكتوراه و الماجستير التي تتحدث في اللسانيات الحاسوبية

وشكEاللسانيات الحاسوبية: رقمنة اللغة العربية ورهان مجتمع المعرفة
إبراهيم مهديوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/11/2016 ميلادي - 15/2/1438 هجري
زيارة: 67287

نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
اللسانيات الحاسوبية:
رقمنة اللغة العربية ورهان مجتمع المعرفة



تأطير:

مما لا شك فيه أن اللسانيات الحاسوبية فرع تطبيقي حديث، يستغل ما توفره التكنولوجيا المُتطورة من أجل بلورة برامج وأنظمة لمعالجة اللغات الطبيعية معالجة آلية.



وبما أن اللغة العربية لغة انصهارية، فإنها أسبق من غيرها إلى أن تلج إلى الآلة، بِحُكم التضخم التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم حاليًّا؛ لذلك تمَّ التفكير في جعل اللغة العربية لغة مواكبة للتطور الحضاري والعلمي، وليس هناك وسيلة سوى حوسبتها؛ لِمَا تملكه من خصوصيات تؤهلها لتلِجَ مجتمع الصناعة اللغوية العالمية.



ولعل أول ما وجَّهَنا لاختيار هذا الموضوع هو الوقوف عند أعمال جليلة لبعض العرب - والمغاربة على وجه التحديد - في التنظير والتأسيس للمجال مع إعدادهم لبرامج مختلفة، ومساهمة منا في إبراز جهود المغاربة في هذا الصدد، انشغلت هذه الورقة بموضوع: اللسانيات الحاسوبية: رقمنة اللغة العربية ورهان مجتمع المعرفة، وهو عمل من ضمن مشروع بحث قمنا به بعنوان: "جهود وإسهامات المغاربة في المعالجة الآلية للغة العربية: الدكتور محمد الحناش نموذجًا".



ونأمل أن يكون هذا العمل انطلاقة لمجموعة من الأبحاث في نفس المجال، سواء فيما تعلَّق بالوسائل التعليمية، أو ديداكتيك اللغة العربية، أو في مجال اللسانيات.



تمهيد:

إن اللسانيات منذ عهدها البنيوي لا زالت تشهد تطورات وقفزات علمية كبيرة، تجسَّدَت في انفتاحها على علوم عديدة، مِن قَبيل: علم الاجتماع، وعلم النفس، والهندسة والحاسوب؛ مما أدى إلى تنوع فروعها، ومنها أساسًا اللسانيات الحاسوبية، هذه الأخيرة تمثل ذلك الربط بين اللغة والحاسوب، وللإحاطة بهذا الفرع من اللسانيات التطبيقية، لا بد من معرفته، والوقوف عند تطوراته ومنجزاته.



1- اللسانيات الحاسوبية: مفهومها، تاريخها، وأهم منجزاتها:

1- مفهوم اللسانيات الحاسوبية:

تتعدَّد تعريفات وتسميات [1] اللسانيات الحاسوبية، ومعها يصعب إعطاء تعريف جامع وشامل لها، لكن ما يمكن أن يجمع بينها هو أنها "دراسة علمية للغة الطبيعية من منظور حاسوبي، وهذه الدراسة لا يمكن أن تتم إلا ببناء برامج حاسوبية لأنظمة اللغات البشرية من خلال تقييس ومحاكاة نظام عمل الدماغ البشري لنظم عمل الحاسب الآلي"[2]، وهناك مَن يعرِّفها بأكثر من ذلك، ويذهب إلى اعتبارها "الدراسة العلمية للنظام اللغوي في سائر مستوياته بمنظار حاسوبي، ويتجلى هدفها في تطبيق النماذج الحاسوبية على الملَكة اللغوية"[3].



وفي هذا الإطار، كانت اللسانيات الحاسوبية ذلك العلم الذي يحاول ربط علاقة بين علمي اللسانيات والمعلوميات، قصد معالجة اللغات الطبيعية معالجة آلية، فجعلت من موضوعها الرئيس تعليم وتعلُّم اللغات كمجال أساس للدراسة والتجريب.



والحاسوب آلة ذكية، تحاكي في قدرتها وظائف الإنسان وقدراته الذهنية؛ لذلك هدفت اللسانيات الحاسوبية إلى "تفسير كيفية اشتغال الذهن البشري في تعامله مع اللغة، معرفة واكتسابًا واستعمالًا"[4]، بمعنى أنه "أصبح في إمكان الحاسوب محاكاة نمط اشتغال العقل الإنساني وتقييسه من خلال لغة صورية خوارزمية أشبه ما تكون باللغة الصناعية، كما أصبح أيضًا مجالًا تطبيقيًّا لاختبار الفرضيات حول الطريقة التي يشتغل بموجبها العقل الإنساني"[5].



وعليه، "فبعد أن كان الحاسوب آلةً ذات قدرة عظيمة في التعامل، وبسرعة فائقة، مع أعقد العمليات الحسابية وأطولها، أصبح في تطبيقات تكنولوجية المعلومات المتقدمة آلة ذكية قادرة على تداول مختلف المعلومات وتحليلها وتداولها"[6].



والعصر الذي نحيا تحت ظلاله هو عصرُ التفجُّر المعرفي، والانتشار الثقافي الخاطف، والعلم، والثقافة، والتكنولوجيا، والاتصال، والمعلوميات، ولقد أحدثت هذه التطورات بأدواتها ووسائلها "تأثيرًا بارزًا على مختلف مناحي الحياة اليومية للأفراد والجماعات، إلى درجة أصبح الكل يستغل نتائجها وتطبيقاتها في إنجاز عمله، وبموجب هذه الظاهرة طرأت تغيرات جذرية على مختلف الأنشطة التي يقوم بها الإنسان، ومِن ثمة أصبح يعيش على إيقاع الانفجار المعلوماتي"[7]، وبذلك بِتْنا نجد صدى لتقانة الحاسوب في الإدارة، والأبناك، والاقتصاد، والتعليم، واللغة، إلخ، وبهذا، فالحاسوب قدَّم خِدمات مرِنة وسخية وجليلة للإنسان في مجالات عديدة، ويُعَدُّ المجال اللغوي من أبرز تلك المجالات، وهذه الاستفادة تزداد يومًا بعد يوم.



لذلك كان الحاسوب الركيزة الأساسية في هذا الفرع اللساني التطبيقي الحديث المتصل بالذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)، باعتبار هذا الأخير يُركز على قواعد المعارف الأعمق والأشمل من قواعد البيانات، واللغة العربية استفادَتْ منه كثيرًا في إنجاز تطبيقات لغوية حققت بها قفزة نوعية؛ مما يفسر أنه لا حل لمُعْضلة اللغة دون اللجوء إلى أساليبِ الذكاء الاصطناعي وهندسة المعرفة، سعيًا إلى عالميتها ووَحْدتها.



"وقد توصلت بحوث الذكاء الاصطناعي إلى أن الوظيفة الأساسية للعقل البشري التي تميزه عن العقل الحيواني، هي مقدرته على إنتاج الأنظمة الرمزية واستعمالها، وعلى رأسها النظام الرمزي اللغوي المستعمل في: التواصل، وتمثيل المعلومة، وتخزين المعرفة، ونقلها، فقامت برامج الحاسوب على هذا الأساس"[8].



وتختلف اللسانيات الحاسوبية عن نظيرتها العامة في نقاط عديدة، وهي - على سبيل الذكر لا الحصر - كما يلي:

أولًا: اللسانيات الحاسوبية فرع تطبيقي صوري اهتم بالتقنيات المعلوماتية والاتصالية،

ثانيًا: تقوم على التخطيط والتنظيم والبرمجة،

ثالثًا: إن المُهتم باللسانيات الحاسوبية ينفتح على العلوم الحديثة والتطورات التكنولوجية والعلمية.

وعمومًا، فإن اللسانيات الحاسوبية تسعى إلى الدراسة العلمية للغات الطبيعية باعتماد أنظمة وبرامج متقدمة ومتطورة، واللغة العربية من بين تلك اللغات، وبهذا الاعتبار فإنها تحويل كل ما يتصل باللغة من صرف ونحو وغيرهما إلى صورة رقمية فرضتها الثقافة الصورية الحديثة، وعليه، يكون المنشغل بهذا المجال العلمي الصوري الحديث يرُومُ إلى صياغة نماذج صورية تحاكي اشتغال المَلَكة اللغوية لدى الفرد.



2- النشأة والتطور:

ترجع البداية الأولى للسانيات الحاسوبية إلى فترة ظهور الحاسوب عام 1948م؛ إذ شكَّل أداة مُسخرة لكل المعارف والمعالجات، لتكون اللغة العربية من اللغات المُوجهة إلى المعالجة الآلية، وفي هذه الفترة، تم تحقيق ترجمة آلية باعتماد الحاسوب من لغة مصدر إلى أخرى هدف، وقد مثَّلت اللغة الإنجليزية المحطة الأولى للمعالجات الحاسوبية، لكن هذه الترجمة لم تحقق الأهداف المتوخاة منها؛ نظرًا لغياب العتاد اللساني القادر على استيعاب خصائص النقل من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف.



ومما تجدر الإشارة إليه: أن هذه البادرة الأولى قام بها الغرب، أما عن نصيب العرب من العملية، فلم يتأتَّ إلا عام 1971م، حين تم اعتماد الحاسوب قصد الدراسة الإحصائية للألفاظ، وهي عملية لا يمكن اعتبارها معالجة آلية، وإنما إحصاء لغوي باعتماد الحاسب.



3- المنجَزات ومجالات الاشتغال:

إن تطبيق اللسانيات الحاسوبية في عدة مجالات خلَّف منجزات قيِّمة، مِن أهمها ما يلي:

أولًا: التوثيق:

ويُعرَف بأنه "شكل من أشكال العمل الببليوغرافي الذي يستخدم وسائل متعددة؛ كالكشافات والمستخلصات والمقالات الببليوغرافية، إضافة إلى الوسائل والطرق التقليدية الأخرى؛ كالتصنيف والفهرسة؛ وذلك لجَعْل المعلومات سهلةَ المنال، والوصول إليها سهلًا أيضًا"[9].



ويُتوخى من التوثيق معالجة الوثائق والمعلومات الواردة بها بشكل يسهِّل على الباحث ولوجها، واستدعاءها عن طريق التجميع والاستخلاص والنشر، وذلك كالتصنيف الأتوماتيكي للملفات، والمؤلفات تبعًا لفهارسها أو مؤلفيها أو مواضيعها، وعليه فإن "البرامج اللسانية الحاسوبية ترمي إلى توثيق المعلومات التي ترِدُ على الذهن البشري"[10].



ومع الثورة التكنولوجية الواسعة النطاق، أضحى الحاسوب أشبه ما يكون بالغرفة أو القرية الصغيرة، مما سهل عمليات تبادل المعلومات بين الشعوب والأمم، ويسَّر أيضًا عمليات تخزين المعلومات وأرشفتها كيفما كان نوعها، ومهما بلغ حجمها.



ثانيًا: صناعة المعجم الإلكتروني وتطوير العمل المصطلحي:

يتطلَّب بناء المعجم الإلكتروني صياغة المصطلحات وتعميم استعمالها ونشرها وتداولها، إلا أن هذا الصنف من المعاجم يلم إلمامًا كبيرًا بجميع مستويات اللغة؛ أي إنه يعتمد على أدوات مُشفَّرة، وقاعدة معطيات مُرمَّزة تخص مستويات اللغة؛ نحوًا ودلالة، بحيث تخضع المادة المعجمية فيه لبناء يلم إلمامًا دقيقًا بفروع اللغة.



ويشترط في المعجم الإلكتروني "أن يكون شاملًا وعامًّا؛ لأن البرنامج اللساني المُعَدَّ للمعالجة الآلية لا ينبغي أن يفشل في العثور على أية معلومة كيفما كان نوعها وكيفما اتفق؛ لأن أي خطأ في المعلومات المدخَلة من شأنه أن يتسرب إلى باقي مفردات الجملة، أو قل: النص برمته، ومن ثمة يعرقل عملية اشتغال البرنامج"[11]، كما يشترط في المعلومات أن تكون في المعجم الإلكتروني واضحة موائمة للمداخل المعجمية المراد معالجتها آليًّا، ومِن هنا يظهر توظيف واستغلال تقنيات المعلوميات في الأعمال التطبيقية لصناعة معاجم مصطلحية باعتماد برامج معينة، وللمغاربة جهود كبيرة فيها.



كما تسعى اللسانيات الحاسوبية إلى إنشاء بنوك للمصطلحات، انطلاقًا من تخزين المصطلحات مُرفَقة بمعلومات عن كل مصطلح مفرد، ستكون مساعدة للمترجمين والمحررين والمتعلمين، مع دعم الترجمة الآلية وبناء المعاجم المختصة، وتُخوِّل البنوك المصطلحية تخزين معطيات دقيقة عن كل مصطلح في ضوء نصوص موثقة، مع ذكر مقابلاته بلغات متعددة، وتوضيح مجالات استخدامه، وأساليب توظيفه، وكذا الإشارة إلى مرجعه، سواء كان معجمًا أو معهدًا علميًّا، أو نصًّا، أو وثيقة.



وبهذا، فإن المعجم الإلكتروني له علاقة بالبنوك المصطلحية، وذلك من خلال تنظيمه لها، وهو ما لا تيسِّره ذاكرة الإنسان المحدودة.



ثالثًا: الترجمة الآلية ( Automatic Traducion):

تقتضي الترجمة الآلية نقل النصوص والأعمال والأبحاث من اللغات الأصلية المصدر إلى اللغات الفرعية الهدف، وتعد اللغة الإنجليزية اللغة الطبيعية الأولى التي خضعت لهذه العملية، ويتجلى موضوع الترجمة في "تحليل النص الأصلي ونقل عناصره من اللغة التي سيترجم إليها، ثم توليد هذا النص اعتمادًا على التحليل والنقل"[12]، بهذا القول تكون الترجمة هدفها بناء نظرية في النقل (نقل المحتوى) من لغة (أ) إلى لغة (ب) مع مراعاة خصوصيات النقل التي تفرضها اللغة المستهدفة.



والحاسوب باعتباره أسَّ العملية يُزوِّد المستخدم بالترجمة المطلوبة إن كانت مسجلة في ذاكرته، لكن في حال غيابها فإنه يقترح عليه مقابلًا له؛ لذلك فالأمر يفرض توفير المصطلحات والتراكيب المتقاربة، نظرًا لتعدُّد معاني ومقاصد الألفاظ في اللغات الطبيعية، خاصة اللغة العربية منها، التي تبقى ألفاظها مشروطة بالسياق الاستعمالي التداولي والتركيبي، كما أن الترجمة الآلية رهينة "التدخل البشري المطلوب لتوضيب النص قبل ترجمته Pre - editing، أو تهذيبه بعد ترجمته Post - editing"[13]، هكذا تكون الترجمة الآلية عبارة عن نص خام يحتاج إلى تقوية وتدعيم بشري من أجل تصفيته وترميم تراكيبه.



وعليه، فإن نجاحَ الترجمة الآلية الدقيقة والمطلوبة، رهين توفر خبرتين؛ الأولى: تتمثل في خبرة اللسانيِّين العارفين باللغة أكثر من غيرهم في قواعدها؛ نحوًا ودلالة وتركيبًا وصرفًا، والثانية: تتجسَّد في خبرة الحاسوبيين المهتمين بالمجال المعلوماتي التقاني في تصميم برامج وأنظمة لتوصيف اللغات الطبيعية بشكل يتماشى ومتطلبات عصر التكنولوجيا والاتصالات، من أجل مواكبة الحضارات العالمية المتقدمة في المجال اللغوي الآلي.



وتبقى الترجمة الآلية "وسيلة فعالة من وسائل توظيف المعرفة العلمية والتقنية في المجتمع العربي؛ لأن معظم المعرفة قد أُنتجت ونُشرت وحُفظت باللغة الإنجليزية، وللوصول إليها لا بد من تفعيل دور الترجمة ومؤسساتها، وبهذا فإن الترجمة الآلية من اللغات الأخرى إلى العربية أو العكس تعتبر سبيلًا لسد الفجوة العلمية الناتجة عن تضخم الإنتاج العالمي الثقافي بالقياس إلى نظيره العربي"[14].



رابعاً: إنتاج النصوص:

يعتبر الإنسان كائنًا مفكرًا ومنتجًا في نفس الوقت، يُولِّد ويُطوِّر ويُعدِّل إبداعاته، وعملية التعديل هاته تحتاج إلى جهد ووقت؛ لذلك كانت الحاجة إلى وسيلة تعوِّض الإنسان وتقيه عناء المراجعة والتصفح لمرات كثيرة، فكان الحاسب بمحاكاته لذهن البشر خيرَ بديل، معتمدًا في ذلك برامج وأنظمة تُمكنه من إعادة تصحيح ومراجعة النصوص، وتخزينها في ملفات مغلقة تُفتَح كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وبالتالي، فالحاسوب وفر إمكانية الإنتاج النصي المتعدد كالمراسلات، والدعوات، والتعليقات الصحفية، والإعلانات الإشهارية، وهلم جرًّا.



خامسًا: تعليم اللغات والتعريف بالثقافات:

إن اللسانيات الحاسوبية علم تطبيقي، اهتمَّ بمجال أساس هو تعليم وتعلم اللغات والثقافات، وقد اعتمدت لتلك الغاية الحاسب، باعتباره من أهم الوسائط التي تمزج بين الصوت والصورة والكتابة، والهدف الأسمى من هذه العملية هو تجاوز الطرق التعليمية التقليدية القائمة على "التلقين والتحفيظ والتسميع؛ أسلوبًا أساسيًّا ورئيسيًّا في نقل المعرفة"[15]، وإيجاد طرق جديدة تمكن من استغلال قدرات الحاسب من لدن المستخدمين، الشيء الذي أدى إلى إعداد برامج حاسوبية تعليمية، تتماشى مع النظريات البيداغوجية والتعليمية الراهنة.



وقد أنجزت مجموعة من البرامج التعليمية الخاصة باللغة العربية، ولشركة صخر جهود في إعداد برامج لتعليم اللغة العربية، ومن تلك الأنظمة نذكر - على سبيل الذكر لا الحصر - ما يلي: برامج أ. ب. ث، ويماها yamaha، والمدقق الإملائي، وغيرها كثيرة.



كما حظي المجال الثقافي بنفس الأهمية من خلال إعداد مجموعة من البرامج والأنظمة التثقيفية، التي تسعى إلى تنمية الرصيد المعرفي الثقافي العربي، ومن تلك البرامج:

برنامج التاريخ الإسلامي، وبرنامج رحلة مكة، وبرنامج موسوعة الحديث النبوي الشريف، وبرنامج موسوعة القرآن الكريم، وهذا الأخير يُمكِّن المستخدم من معاينة النص القرآني بالرسم العثماني، مع الاستماع إلى التلاوة، بالإضافة إلى الوقوف على الأحكام، والقواعد القرآنية المُشار إليها غالبًا بالألوان المغايرة.



2- اللغة العربية والحاسوب:

تمهيد:

تهدف اللسانيات الحاسوبية إلى استغلال التقنيات التي يقدمها الحاسب لمعالجة اللغة العربية وهندستها استجابة لتطورات العصر نظرًا لخصوصيتها الصورية (الجاهزية)، وأمر المعالجة يتطلب معرفتين؛ الأولى: لسانية تلمُّ بكل التفاصيل الدقيقة للنظام اللغوي، والثانية: حاسوبية تضع برامج وفق قواعد خوارزمية وصورية.



1- نظرة تاريخية مختصرة حول الربط بين مجالي الهندسة واللغة:

تعد الهندسة فنًّا للتحكم في النظم الحاسوبية البرمجية، أما اللغة فهي نظام معقد ومتشعب المسالك من حيث الكتابة والمستويات اللغوية، وهما معًا يشكلان الهندسة اللغوية، التي تعتمد البيانات والمبادئ الصورية المتحكمة في نظام تشغيل اللغة في دماغ الإنسان، وبهذا يكون قد طرأ تحوُّل في مجال البحث اللغوي من بحث في اللغة في ذاتها ومن أجل ذاتها إلى بحث في كيفية إنتاجها ومعالجتها.



وفي إطار الربط بين الهندسة واللغة، فإن بدايته كانت في أربعينيات القرن المنصرم، خاصة بالدول الغربية، وذلك من خلال ما قدمه الباحثون من برامج كثيرة "تجعل الحوارَ بين الإنسان الغربي والآلة ميسرًا بلغته الطبيعية، ونذكر منها: الترجمة الآلية، والتوليف الصوتي، والتعرف البصري على الحروف، والمدقِّق النَّحْوي والإملائي"[16]، ومعنى هذا أن بداية الربط بين اللغويات والتقنيات المعلوماتية، كانت مع برنامج الترجمة الآلية، فقد "صاحب ظهور الكومبيوتر في أواخر الأربعينيات تفاؤل شديد عن استخداماته المحتملة في مجالات التحليل اللغوي والترجمة الآلية، وكما هو متوقع باءت المحاولات الأولى بفشل ذريع (...)، وهما بمثابة تصريح الدخول لساحة المعالجة الآلية بواسطة الكومبيوتر"[17].



وعليه، فهذا المنجز استخدم في أول ظهوره لأغراض عسكرية وإستراتيجية، من خلال ترجمة الوثائق العسكرية من أجل تسخيرها لمخططات عسكرية، فبرزت معها نظرية في النقل (transfer)، لكن هذه الترجمة كانت فاشلة بكل المقاييس، ولم تحقِّقِ الأهداف المتوخاة منها؛ نظرًا لأنها ظلَّتْ في تلك الفترة تقوم على ترجمة مفردة بمفردة أخرى، في حين أن الترجمة الحقيقية لا يمكن أن تتم إلا بالاعتماد على عنصر السياق الذي يُحدد المعنى.



وسيتم تجاوز هذه المرحلة نظرًا لظهور مستجدات لسانية، تمثلت في "نضج النظريات اللسانية الآلية، ومنها نظرية النحو التوليدي التحويلي مع تشومسكي وتلامذته، وبذلك حققت الترجمة الآلية على يد الروس والأمريكان والأوربيين تقدمًا ملحوظًا، تمثل في إنجاز ترجمة بمستوى عالٍ، وبكفاءة واضحة للنصوص العلمية والتقنية"[18]، وهي نظرية، التوليدية، قائمة على نسق هندسي اشتغلت بالكفاية لدى المتكلم المثالي في مُحاولة منها نسخها على الحاسب، وهي الفترة التي أثارت ارتياحًا كبيرًا لدى المهتمين بالمجال الهندسي للغة بعدما "أصبح الطريق مُمهدًا لدخولها مرحلة المعالجة الآلية تأكيدًا لوصولها لمرحلة متقدمة من النضج العلمي"[19]، نظرًا للتسلح بترسانة من المفاهيم اللازمة والتطبيقات الهندسية الموائمة والضرورية.



أما بالنسبة للإسهامات العربية بخصوص المعالجة الآلية للغة، فالعرب لم يعرفها إلا في السبعينيات، واللغة العربية لغة توليدية اشتقاقية بامتياز، لا تباريها في ذلك أي لغة أخرى، وهي تعتمد أساسًا على الجذر والوزن، بينما اللغات الأجنبية - ومنها الإنجليزية - لغة إلصاقية؛ فاللغة العربية تنطلق من الجذر، فتضيف إليه الحركات ليتشكل الوزن، وانطلاقًا من هذا الأخير نصل إلى اشتقاق وتوليد عدد لا نهائي من الكلمات والأوزان، لنأخذ الجذر:



- ق و ل + حركات = : قوْل، قيل، قال، يقول، مقال.. إلخ.



هذا الأمر جعلها من اللغات الطبيعية التي تتسم بالجاهزية، وهي سِمة تجعل منها لغة رياضية جبرية قابلة للرقمنة والحوسبة، وبالتالي، فاللغة العربية هندسيًّا تستجيب لأبرز المعايير الهندسية والصناعية، لتكون بذلك لغة انصهارية مخالفة للغات الهندو - أوربية القائمة على عملية "الإلحاق أو الإلصاق"[20].



وقد كان أول مجال للمعالجة الآلية للغة العربية مجال الإحصاء اللغوي للألفاظ، فشكَّل هذا المجال الإرهاص الأول لمعالجة اللغة العربية بواسطة الحاسوب، ليتم فيما بعد تطوُّر المعالجة عبر تطبيقات معلوماتية شمِلت مجالات عدة: كالصَّرْف، والتركيب، والمعجم.



صفوة القول: إن "العلاقة بين الحاسوب واللغة إذًا علاقة تبادلية؛ وذلك أن دراسة اللغْة من منظور قياسي هندسي تكشف القناع عن أسس علوم اللغة والقدرات اللغوية وكيفية قيام الذهن البشري بعمليات تحليل اللغة واكتساب الخبرات واسترجاع المعلومات، وفي الوقت نفسه، تسهم اللغة في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الذي يسعى إلى محاكاة وظائف الذهن اللغوية والقدرات البشرية"[21].



2- تطبيقات لغوية آلية على اللغات الطبيعية:

.1.2. مكونات العتاد اللساني:

المحارف العربية: سعى المهتمون بمجال المعالجة الحاسوبية للغة العربية إلى إعداد برامج موائمة للكتابة العربية، قائمة على حرف عربي آلي مُوحَّد في لوحة المفاتيح، وهذا العمل يتكون من شقين أساسيين، هما:

♦ الشق الأول:

• يعتمد قواعد خوارزمية صورية ضابطة لرسم الحرف العربي.

• يعمل على مراعاة الحجم والاتجاه الذي يرغب فيه المستخدم.



♦ الشق الثاني:

• يسعى إلى توحيد لوحة المفاتيح بين مختلف الدول العربية؛ مِن أجل تيسير عملية نقل البيانات، ونشرها وتبادلها.

• يحفَظ الوثائق باللغة العربية؛ لضمانِ تبادلها بين المستخدمين العرب.

• ومن بين الأعمال في هذا الصدد نذكر - على سبيل الذكر لا الحصر - جهودَ منظمة "المواصفات والمقاييس، بوصفها شفرات المحارف الخاصة بتنميط لوحة المفاتيح العربية الحاسوبية ووضعها في الجهاز رهن إشارة المستخدم"[22]، وبالتالي الاستجابة لمتطلبات العصر بتنميط لوحة مفاتيح مستوعبة لكل المحارف العربية وأشكالها التعبيرية والهندسية.



برامج البحث العلمي: تهدف إلى استغلال ما يوفره العتاد اللساني بغية ميكنة اللغات الطبيعية، ومن ضمنها اللغة العربية، ونظرًا لتشعُّب مجالات تطوير البرامج الخاصة بالبحث العلمي، فسيكون علينا أن نخصص الحديث في خمسة أصناف، وهي كما يلي:

♦ التعرُّف البصري على الحروف:

• يهدف إلى "إكساب الحاسب مهارة قراءة المحارف قراءة صحيحة، سواء منها المطبوعة أو المكتوبة باليد"[23].

• يعتمد قواعد خوارزمية صورية، تقوم بتقطيع وتَجْزيء الكتابة بُغية التعرف على الحروف.

• يواجه البرنامج مشكلةَ اعتماد اللغة العربية على الحركات وتعدُّد الضمائر.

• أمر قراءة الحاسب للحروف يتطلب نجاح برنامج رسم المحارف العربية بالحاسوب، كما يتوقف على قواعد البيانات الصرفية، التي ترشد القارئ الآلي (الحاسوب) إلى طريقة تقطيع الكلمات في الواقع الورقي أو الحاسوبي.



♦ التوليف الصوتي:

• يهدف إلى إكساب الحاسب مهارة قراءة النصوص قراءة صوتية.

• يمنح القدرة للحاسب على تحويل الكلام المنطوق إلى نص مكتوب.



ولعل اعتمادَ اللغة العربية على الصوامت دون الصوائت وغيرها خصوصيات جعلتها أكثر اللغات استجابة للحوسبة؛ شريطة استكمال العتاد اللساني القادر على استيعاب خصائص العملية، كما يمكن استخدام هذه التقانة في عدة مواضع، نذكر منها - على سبيل الذكر لا الحصر - ما يلي:

• تمكين المُعوَّقين من النطق باللغة العربية،

• الإملاء الآلي باللغة العربية،

• تمكين المتدرِّبين على اللغة العربية من النطق الصحيح لأصواتها بحركاتها المناسبة،

• تحقيق الترجمة الآلية الشفوية، وخاصة عن طريق الهاتف.



ويبقى الهدف الأسمى من التوليف الصوتي، إكساب الآلة "مهارة الضبط الصوتي للنصوص المُدخلة دون ارتكاب أخطاء إملائية بين الأصوات المتشابهة والمتقاربة في المخارج"[24]؛ لذلك تم إنشاء مجموعة من مراكز الأصوات في جامعات مختلفة؛ كمختبر الصوتيات في فرنسا، ومختبر معالجة الإشارة الصوتية في المغرب، ومختبر المعلوميات والاتصال في تونس، ثم معهد الصوتيات في المملكة العربية السعودية، وغيرها كثيرة.



♦ الترجمة الآلية: يتعامل الحاسوب مع الترجمة وفق طريقتين:

الطريقة الأولى:

• يقوم الحاسب بترجمة المفردات، وتقديم مكافئاتها في اللغات الهدف؛ ليوظفها المستخدمُ في تحريره للنصوص.

• لا يتعدى إلى ترجمة معاني المفردات التي تكتسبها في السياق الاستعمالي والتركيبي.



الطريقة الثانية:

• تحقق فيها ترجمة لغوية دقيقة للغة في مستوياتها الصرفية والنَّحْوية والمعجمية والبراغماتية.

• ينبغي حصر المفردات والمصطلحات في نطاق خاص بكل قطاع أو مجال (المعاجم الخاصة نموذجًا)، وبالتالي ربح الوقت؛ لأن الترجمة المُتحققة هنا خاصة أو مختصة بعد تجميع المصطلحات والمفردات.



♦ المدقق الإملائي والنَّحْوي والمشكل الآلي:

• يهدف المدقق الإملائي إلى تعرف الحاسب على بنية "الكلمة العربية من خلال القواعد التي يضعها اللسانيون، لا من خلال معجم الكلمات المخزنة"[25]، الشيء الذي يظهر أهمية الخبرة اللسانية في الصناعة اللغوية.



• المدقق النحوي: يُدقق في النص المكتوب؛ مِن أجل الوقوف عند الأخطاء الهجائية والنَّحْوية فيه؛ لكيلا يتم الحُكم على عدة جمل وكلمات صحيحة لغويًّا بالخطأ، نتيجة ضعف العتاد اللساني الذي جعل مرحلة الترجمة الآلية الأولى دون المرجو.



• يقُوم المشكل الآلي بضبط النص العربي على مستوى الشكل، بناءً على ما خُزِّن من قواعد عربية في ذاكرة الحاسب.



وبالتالي، فمن خلال هذه البرامج اللسانية التي يمكن أن ندرجها ضمن المجال التركيبي، يتضح جليًّا ما تتطلبه الهندسة اللسانية من معرفة لسانية أولًا، ثم معرفة حاسوبية ثانيًا، وهي ثنائية لا تقبل الفصل ولا المجاوزة.



♦ برامج التعليم وأهدافها: يمكن تقسيم برامج التعليم إلى نوعين، هما كما يلي:

النوع الأول:

• تتميز بكونها محلية، توضع على الحاسب أو في أقراص مضغوطة، تتوخى التفاعل بين المتعلمين والحاسب، بحيث يقوم هذا الأخير بدور المدرس.

• تُيسِّر عملية التعليم الذاتي، ويقصد به "تمكين المتعلم من الاعتماد على نفسه بصورة دائمة مستمرة في اكتساب المعارف والمهارات والقدرات اللازمة لتكوين شخصيته واستمرار تربيته لذاته بما يمكنه من التواؤم الإيجابي السوي مع متطلبات الحياة في مجتمع سريع التغير"[26]؛ مما يوضِّحُ أن المجهود يكون نابعًا من المتعلم بعد أن كان العبء ملقًى على كاهل المعلم في المنظور التربوي التقليدي.

• لا تستطيع تلبية جميع الأهداف التربوية في مختلف المستويات نتيجة محدوديتها.



النوع الثاني:

• وتكون مُوجهة إلى عدد أكبر من المتعلمين والمستخدمين، باعتماد شابكة الإنترنت كوسيلة للتفاعل العالمي.

• تمكِّن المستخدم من توسيع دائرة الحوار المباشر، بآرائه المعروضة على الشابكة، ثم تلقي الرد الفوري في حوار بين الآلة والإنسان بصورة شبه طبيعية على هيئة أسئلة وأجوبة، بناءً على ما هو مخزن في ذاكرته، أو بواسطة برامج تعليمية مُنزَّلة.

• ومِن أمثلة ذلك: برنامج (black board) المعتمد بجامعة الإمارات العربية المتحدة، الشيء الذي ساهم في تحسين العملية التعليمية.

• اصطلح عليها برامج التعليم الدولي؛ لأنها تُخول التفاعل المتبادل بين المُعلِّم (ناقل المعرفة)، والمستخدمين من جميع أنحاء العالم.



♦ أهداف التعليم بالحاسب:

عمومًا، يمكن إجمال أهم أهداف البرامج التعليمية كما يلي:

• تحقيق التفاعل المتبادل بين الآلة التي تقوم بدور المدرس أو المرشد التعليمي، والمتعلم (المستخدم)،

• خَلْق الإثارة والتشويق والدافعية،

• القضاء على الفوارق الفردية،

•جودة إعداد المادة العلمية،

• تحقيق التعليم الذاتي،

• ضمان التقييم المستمر للطالب.



خلاصة القول:

إن اللسانيات الحاسوبية سعَتْ إلى صياغة نماذج صورية محاكية لما هو موجود في الذهن البشري، مستفيدة من التطور العميق لتكنولوجيا المعلومات المتقدمة في جميع المجالات، ويأتي المجال اللغوي في مقدمة الميادين الأكثر تأثرًا بتقانة المعلومات، واللغة العربية من بين اللغات المستفيدة، فقد حققت بها قفزة نوعية جعلتها تنخرط في مجال الصناعة اللغوية العالمية.



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_**...#ixzz64H0HjqM6

]
https://www.alukah.net/literature_********/0/109521/










رد مع اقتباس
قديم 2019-11-04, 03:51   رقم المشاركة : 3164
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=boukhezna2016;3998016709]السلام عليكم
من فضلكم ساعدوني على الحصول على اهم المراجع و الكتب و الاطروحات الدكتوراه و الماجستير التي تتحدث في اللسانيات الحاسوبية

وشكرا]ما اللسانيات ؟
٢٥ يناير ٢٠١٤ ·
توظيف اللسانيات الحاسوبية في خدمة الدراسات اللغوية العربية " جهودٌ ونتائج "
د. عبدالرحمن بن حسن العارف
جامعة أم القرى
مقدمـة:
تعد دراسة اللغة العربية باستخدام اللسانيات الحاسوبية (المعلوماتية) من أحدث الاتجاهات اللغوية في اللسانيات العربية المعاصرة .
ويتناول هذا البحث جهود الباحثين المعاصرين العرب – بصفة عامة، واللغويين – بوجه خاص – في تطويع تقنيات الحاسوب لخدمة الدراسات اللغوية العربية، أصواتاً، وصرفاً، ونحواً، ومعجماً، ودلالة، ومدى إفادتها منه في معالجة قضاياها المختلفة .
وكما هو معروف فإن العلاقة بين الحاسوب واللغة العربية تقوم على محورين أساسيين : أولهما المحور النظري، والآخر التطبيقي .
وفي ضوء هذا يستعرض الباحث نشأة الاتجاه الحاسوبي في دراسة علوم اللغة العربية، والظروف والملابسات التي أسهمت في تكوينه بوساطة الجهود الفردية، أو الجهود المؤسساتية والرسمية، والمشكلات التي واجهته في ضوء خصوصية اللغة العربية، والبرمجيات، والحاسوبات، وما قدم من حلول لمعالجة تلك المشكلات .
كما يتناول البحث نتائج استثمار هذا الاتجاه في مجال تعليم العربية لأبنائها، وللناطقين بغيرها من اللغات، وفي مجال الترجمة الآلية، والتعريب، والإحصاء اللغوي، والمعالجة الآلية للأصوات، والصرف، والنحو، والمعجم والدلالة. ويخلُص إلى تحديد ملامح هذا الاتجاه الحديث في اللسانيات العربية المعاصرة، وأثره في تطوير اللغة العربية وتنميتها في العصر الحديث .
تمَّ اختراع جهاز الحاسوب – كما تذكر المصادر – في أَواخر النصف الأول من القرن المنصرم (القرن العشرين)، وتحديداً عام 1948م()، وأصبح منذ ذلك التاريخ متاحاً للإفادة منه في جميع مجالات الحياة، ومختلف العلوم والمعارف الإنسانية.
وتطورت تقنية هذا الجهاز عبر السنوات تطوراً مذهلاً، منذ ظهور الجيل الأول من الحواسيب الآلية سنة 1951م، وحتى ظهور الجيل الخامس منه سنة 1991م .
أما بدء استخدام الحاسوب في دراسة اللغة على مستوى العالم، فمن الصعوبة بمكان وضع تأريخ زمني محدد له ؛ وذلك لأنه لم يحدث دفعة واحدة، بل تمَّ نتيجةً لمحاولات متفرقة، وعلى مراحل زمنية مختلفة، وفي دول متعددة.
فعلى المستوى الأمريكي يذكر الدكتور مايكل زار تشناك (M.Zarechnak) أستاذ علم الدلالة ومنظم البرمجة اللسانية الآلية بجامعة جورج تاون، أن العمل في اللسانيات الآلية بدأ في قسم اللسانيات بجامعة جورج تاون سنة 1954م، وذلك في حقل الترجمة الآلية من اللغات الأخرى إلى الإنجليزية(). وهذا يعني أن بداية الخمسينيات من القرن الماضي شهدت ولادة المعالجة الآلية للغات البشرية.
أما على المستوى الأوروبي فتذكر المصادر أن أقدم محاولة لدراسة اللغة بوساطة الحاسوب تمَّت سنة 1961م، بجامعة قوتبرغ (Goteborg) السويدية، لكن هذه المحاولة ظلت ذات طابع محلي، ولم ترق إلى مستوى الذيوع والانتشار والتأثير في محيطها الأوروبي .
والبداية الفعلية لهذا الاتجاه كانت – كما تقر المصادر – لمركز التحليل الآلي للغة بمدينة (قالارات Gallarat) بإيطاليا، الذي كان يشرف عليه روبارتوبوزا (Roberto Busa)، حيث وضع سنة 1962م الدعائم الأولى لاستخدام الحاسوب في دراسة اللغة .
ثم توالى بعد ذلك افتتاح المراكز الحاسوبية للغة في أوروبا والاتحاد السوفيتيي، كما هي الحال في المركز الحسابي لدراسة الأدب واللغة في جامعة كامبردج سنة 1964م، والمركز المعجمي بمجمع دالاكروسكا (Dellacrusca) بإيطاليا سنة 1964م، ومعهد الألسنية التابع لمجمع العلوم بكيف في أوكرانيا (الاتحاد السوفييتي سابقاً) سنة 1964م – أيضاً-() .
أما بالنسبة للعلوم النظرية عند العرب في العصر الحاضر فقد كانت العلوم الشرعية من أسبق العلوم الإنسانية استخداماً لتقنية الحاسبات الإلكترونية ونظم المعلومات، حيث بُدئ بالعمل بها والإفادة منها في السبعينيات من القرن الماضي(). وظلت علوم اللغة العربية في منأى عن الانتفاع بها بعض الوقت، حتى قيض الله لها من رأى أنه يمكن لهذه العلوم أن تفيد من الحاسوب فائدة كبرى .
وتبدأ قصة الاتصال العلمي بين الحاسوب والبحث اللغوي العربي – كما يذكر الدكتور إبراهيم أنيس (1906-1978م) – حينما فاتحه الدكتور (الطبيب) محمد كامل حسين (1901-1977م) متسائلاً عن إمكانية الاستفادة من الكمبيوتر – (الحسَّابة الآلية) كما يحب الدكتور أنيس أن يطلق عليه – في البحوث اللغوية، فصادفت هذه الفكرة في نفسه قبولاً واستحساناً، خاصة أنها كانت تداعب خياله مُذْ نما إلى سمعه المجالات المتوافرة لتطبيقه في البحث العلمي .
ويضيف الدكتور أنيس بأنه انتهز فرصة زيارته لجامعة الكويت سنة 1971م للعمل بها أُستاذاً زائراً، وهناك التقى بالدكتور علي حلمي موسى، أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة الكويت، وطرح عليه فكرة الاستعانة بالحاسوب في إحصاءات الحروف الأصلية لمواد اللغة العربية، بُغْية الوقوف على نسج الكلمة العربية. وقد رحب بهذه الفكرة واستحسنها، وبدأ بالتخطيط لها وتنفيذها في النصف الأول من عام 1971م، وكان من ثمرة ذلك صدور الدراسة الإحصائية للجذور الثلاثية وغير الثلاثية لمعجم الصحاح، للجوهري (324هـ)() .
أما خطوات العمل في هذا الإحصاء فتوزعت على ثلاث مراحل : الأولى إدخال المواد اللغوية في ذاكرة الكمبيوتر، والثانية وضع برنامج له بإحدى لغات الكمبيوتر، والثالثة التنفيذ الفعلي لهذا البرنامج() .
وجاءت نتائج هذه الدراسة في صورة جداول إحصائية لجذور اللغة، وحروفها، وتتابع أصواتها، وخصائص حروفها، مقرونةً بدراسة تحليلية موجزة عن التفسير اللغوي لما ورد بتلك الجداول() .
واستقبل الباحثون والعلماء هذا العمل العلمي بقبول حسن، رغم وجود فئة حاولت أن تُشَكِّك وتُهَوِّن من جدوى هذه الدراسة، وفائدتها على الدرس اللغوي() .
ومما لاشك فيه أن اللغة العربية بعلومها المختلفة، كالأصوات، والبلاغة، والعروض والقافية، أفادت أيما فائدة من نتائج هذه الإحصائيات الدقيقة.
وتبع ذلك صدور دراسة ثانية لإحصاء جذور معجم لسان العرب لابن منظور (711هـ)، وكان هذا عام 1972م، ودراسة ثالثة لإحصاء جذور معجم تاج العروس للزُّبيدي (1205هـ)، واشترك في هذا العمل الأخير الدكتور عبد الصبور شاهين، وكان هذا عام 1973م .
وقد صدرت هذه الأعمال جميعها عن جامعة الكويت، وكانت بحق ابتكاراً جديداً لم يسبق إليه من قبل، بل هي المرة الأولى في العالم العربي التي تجري فيها هذه الإحصائيات على أسس علمية حديثة ودقيقة .
كما تَمَّ – ربما لأول مرة أيضاً – تعاون الفيزيائيين واللغويين حول إحصاء كلمات اللغة العربية الواردة في أشهر المعاجم اللغوية، وتحليل ما نتج عن ذلك من جداول تحليلاً لغوياً قوامه استخراج مادة اللغة (جذورها)، سواء كانت ثلاثية أو رباعية أو خماسية، وتردد الحروف، وتتابعها، ومقارنة نتائج هذه المعاجم الثلاثة بعضها ببعض() .
ويذكر الدكتور علي حلمي موسى أنه بدأ عام 1974م بالبحث في ألفاظ القرآن الكريم بقصد حصرها، ومن ثمَّ تحليلها ومقارنتها بألفاظ معجم الصحاح، كما أنه أخذ بالبحث عن دراسة العلاقة بين الحروف والحركات في القرآن الكريم، ومقارنة السُّور المكية بالسُّور المدنية، مستعيناً في ذلك بالآلات الحاسبة الإلكترونية، ومشيراً في هذا الصدد إلى أنه قَدَّم أجزاء من هذه البحوث في مؤتمرات علمية عالمية() .
ولعلي لا أبالغ في القول بأن هذا التوجُّه في الفكر العربي المعاصر قد فتح الباب واسعاً للباحثين في الدراسات اللغوية والأدبية للولوج من خلاله إلى عالم الكمبيوتر، وتسخيره لخدمة البحث اللغوي والأدبي.
وأقرب مثال لهذا ما قامت به الباحثة -آنذاك- وفاء محمد كامل في رسالتها للماجستير عن كعب بن زهير بن أبي سلمى – دراسة لغوية، من الاستعانة بالحاسوب في دراسة شعر هذا الشاعر، وذلك للمرة الأولى – كما يذكر الدكتور حسين نصار – في الدراسات اللغوية في مصر() .
وهكذا كان حقل الإحصاء اللغوي هو الميدان الأول لتطبيق اللسانيات الحاسوبية على اللغة العربية .
لقد كانت هذه الإرهاصات بداية لظهور فرع جديد من فروع علم اللغة، يطلق عليه (علم اللغة الحسابي) أو (اللسانيات الحاسوبية) Computational Lingustics أو (اللسانيات الإعلامية) .
وإذا أردنا تعريف هذا العلم بشكل مختصر قلنا إنه العلم الذي يبحث »في اللغة البشرية كأداة طيِّعة لمعالجتها في الآلة (الحاسبات الإلكترونية = الكمبيوتر)، وتتألف مبادئ هذا العلم من اللسانيات العامة بجميع مستوياتها التحليلية : الصوتية، والنحوية، والدلالية، ومن علم الحاسبات الإلكترونية (الكمبيوتر)، ومن علم الذكاء الاصطناعي، وعلم المنطق، ثم علم الرياضيات » () .
وكانت البداية الحقيقية لهذا العلم لدى الغرب قد جاءت بعد بزوغ فجر النظرية التوليدية التحويلية، حيث قامت بتطبيق الأسس والمعادلات الرياضية على التحليل اللغوي، ومن ثَمَّ صياغة اللغة صياغة رياضية من أجل برمجتها في الحاسوب، وذلك بغرض استنباط قواعد مقننة ودقيقة . وإن كان هذا لا يمنع من القول إن المدرسة البنيوية قد مهدت الطريق أمام العلماء لربط الدراسات اللغوية بالحاسوب، لكنها لم تستطع بعد ذلك تطوير أفكارها لتساير ذلك المدّ التكنولوجي المتنامي .
وتقوم اللسانيات الحاسوبية على جانبين رئيسين هما : الجانب النظري، والجانب التطبيقي. فأما الجانب الأول (النظري) فيبحث «في الإطار النظري العميق الذي به يمكننا أن نفترض كيف يعمل الدماغ الإلكتروني لحل المشكلات اللغوية»()، وأما الجانب الآخر (التطبيقي) فهو يُعنَى « بالناتج العملي لنمذجة الاستعمال الإنساني للغة... وإنتاج برامج ذات معرفة باللغة الإنسانية » () .
والواقع أن جهود العلماء العرب المعاصرين والمؤسسات العلمية في هذه المجال يمكن نظم عقدها في أربعة صور: الأولى تتمثل في مؤلفات خُصِّصت للعربية والحاسوب، أو الحاسوب والعربية، وجاءت الثانية على هيئة مقالات وبحوث نشرت في المجلات والدوريات العلمية، أو ضمن أعمال المؤتمرات، ووقائع الندوات والملتقيات العلمية، أما الثالثة فكانت خاصة بالبرامج والنظم التي وضعت لحوسبة العربية، أو لعوربة الحاسوب، سواء ما كان منها فردياً محضاً، أو نتاجاً مشتركاً، أو عملاً تجارياً عاماً .وأما الصورة الرابعة فتمثلت في إنشاء بعض الكليات الجامعية قسماً خاصاً لعلم اللغة الحاسوبي، كما هي الحال في جامعة الأمير سلطان الأهلية بالرياض (المملكة العربية السعودية). وسوف نعرض بالتفصيل لكل ذلك ما أمكننا، في إطار الهدف الموضوع والخطة المرسومة لهذه الدراسة .
وإذا أردنا عرض مراحل التطور لعلم اللغة الحاسوبي في الدراسات العربية المعاصرة أمكن القول بأن كتاب الدكتور نبيل علي(*) (العربية والحاسوب اللغة) يُعَدُّ أول مؤلَّف يتناول موضوع اللسانيات الحاسوبية مطبقةً على أنظمة اللغة العربية، صوتاً، وصرفاً، ونحواً، ومعجماً، مع المعالجة الآلية لهذه النظم اللغوية جميعها .
وكان تأريخ صدوره لأول مرة سنة 1988م(). وقد حالف التوفيق المؤلف في كثير من القضايا المتصلة بالحاسوب واللغة، وذلك حينما انطلق في عمله هذا من وضع دراسات تقابلية بين العربية والإنجليزية شاملة لكل النظم اللغوية، بالنظر إلى أن الإنجليزية هي اللغة الأم لتقنيات نظم الحاسوب والمعلومات، وهذا ما نتج عنه معرفة أوجه الاختلاف والاتفاق بين اللغتين، وكان هذا النهج بمثابة الأرض الصُّلْبة والقاعدة المتينة التي هيأت للمؤلِّف منهجية وموضوعية، ومكَّنته من الإسهام الإيجابي في جهود تعريب الحاسوب من جهة، والمعالجة الآلية للغة العربية من جهة أخرى .
إن هذا الكتاب يمثل – في نظري – حجر الزاوية في مسيرة البحث اللغوي العربي في اللسانيات الحاسوبية، بل إنه كما وصفه الدكتور نهاد الموسى – بحق – «خطوة واسعة واثقة، تنتظم مشروعاً مستوعباً لتأسيس اللسانيات الحاسوبية في العربية، على أساس نظري وتطبيقي في آن واحد معاً»() .
صحيح أنه لم يستوعب جميع قضايا اللغة من باستعمال الحاسوب، إلا أن هذا أمر متوقع فيمن يفتتح التصنيف، أو يرد الطريق لأول مرة في أي فن غالبا .
وبعد نشر هذا الكتاب بسنوات ثمان – أي سنة 1996م – صدر كتاب الدكتور عبد ذياب العجيلي (الحاسوب واللغة العربية)()، وهو – كما يقول الدكتور نهاد الموسى - : «خطوة جزئية إيجابية نحو معالجة مسائل متنوعة من العربية بلغة برولوج Prolog .وهو يمثل جهداً حميداً في هذا الاتجاه البيني (اللسانيات العربية الحاسوبية)»() .
وآخر هذه المؤلفات في اللسانيات الحاسوبية – فيما أعلم – كتاب الدكتور نهاد الموسى (العربية – نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية)، الذي صدر سنة 2000م() .
ويُعَدُّ هذا الكتاب أول مؤلَّف في هذا العلم اللغوي الحديث يصدر عن متخصص في اللغة العربية وعلومها – حسب علمي –، ولذا فهو يمثل فيما أرى نقلةً نوعية في توظيف اللسانيات الحاسوبية لخدمة علوم اللسانيات العربية.
والكتاب – كما يذكر مؤلفه – «محاولة في الانتقال من وصف العربية إلى توصيفها، وذلك في ضوء الأطروحة العامة للسانيات الحاسوبية»() .
وقد اشتمل الكتاب على رؤى حاسوبية حاول المؤلف إسقاطها على أنظمة العربية، وخاصة النحو (الإعراب)، والصرف (البنية)، والمعجم، إضافة إلى التصويب اللغوي (الأخطاء النحوية، والصرفية، والإملائية) .
إن هذه الجهود التي تمت ضمن هذا الإطار كانت – كما يلاحظ – فردية الطابع، لكن ذلك لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما أصبحت متعددة الأطراف، بعد أن احتضنتها المراكز والمعاهد التقنية، والجمعيات الحاسوبية في الوطن العربي وخارجه، والمؤسسات والشركات التجارية المحلية والعالمية، وذلك عقب حدوث ثورة المعلوماتية Infomatization) )، والتفجر المعرفي في عالم اليوم، وشعور الجميع أفراداً وجماعات بأنهم أمام تحدٍّ حضاري كبير، وإيمانهم بضرورة نقل هذا الصراع العلمي الثقافي – إن صح التعبير – إلى حوار منهجي وتكامل معرفي، يؤدي في نهاية المطاف إلى ردم الهوَّة، أو تقليص مسافة الفجوة – على أقل تقدير – بين الغرب والشرق العربي، وذلك ما سينتج عنه تصحيح لتلك المفاهيم الخاطئة، والتصورات المغرقة في التشاؤم، عن العلاقة بين اللغة العربية والحاسوب، ومن ثم بلورة صياغة لغوية تقنية لاستخدام الحاسوب وتوظيفه في خدمة علوم العربية .
أما البحوث والمقالات الخاصة باللسانيات الحاسوبية، فمنها ما نشر في مجلات علمية، ومنها ما أُلقي أو قُدِّم في الندوات والمؤتمرات التي خُصِّصت أصلاً للغويات الحاسوبية، أو اللسانيات التطبيقية، أو لتكنولوجيا الحاسوب ومجالات استخدامه في العلوم الإنسانية، ثم نشرت هذه البحوث ضمن أعمال تلك المؤتمرات والندوات() .
وتلك البحوث من الكثرة بمكان، بحيث يصعب – بل يستحيل – حصرها في بحث كهذا، وقد كفانا شيئاً من مؤونة ذلك الدكتور نهاد الموسى ؛ إذ أورد في أدبيات كتابه السابق ذكره طائفة من تلك الأعمال العلمية()، وكان عمله في ذلك أشبه بكتابة تقارير علمية، ومراجعات نقدية، لما قُدِّم في تلك المؤتمرات والندوات العلمية من أبحاث أو ورقات عمل .
والجدير ذكره في هذا المقام أن هذه البحوث والمقالات قد أضحت تمثل تياراً واضحاً في الجهود اللسانية الحاسوبية، وهذا ما جعل كلاًّ من الدكتور وليد العناتي وزميله الدكتور خالد الجبر، من جامعة البترا الأهلية (الأردن)، يقومان بوضع دليل بيبليوغرافي لها أسمياه (دليل الباحث إلى اللسانيات الحاسوبية العربية)()، حاولا فيه أن يستقصيا جميع ما وقفا عليه من أعمال علمية تنتظم في هذا الميدان. وبلا شك فإن هذا الكتاب سَيَسُدُّ – بعد صدوره إن شاء الله – ثغرة واضحة في المكتبة اللغوية بعامة، واللسانيات الحاسوبية بخاصة.
وقبل أن أبدأ الحديث عن الصورة الثانية من صور جهود العرب المعاصرين في ميدان اللسانيات الحاسوبية، يجدر بي أن أثبت حقيقة تأريخية، وهي أن بحوث الدكتور إبراهيم أنيس التي كتبها بآخرة من العمر، تُعَدُّ – فيما أعلم – من أوائل الأعمال التي وجهت الأنظار إلى الاستعانة بتقنية الحاسوب، وتوظيفها لخدمة البحث اللغوي(). ليس هذا فحسب، بل إنه (يرحمه الله) دلف بنفسه إلى هذا الميدان واستثمر نتائج تلك الجداول الإحصائية اللغوية التي كان يخرجها له الكمبيوتر الموجود بمعهد الإحصاء -آنذاك - جامعة القاهرة لصالح تفسير إحدى الظواهر اللغوية، وهي ظاهرة القلب المكاني()، وهذه سابقة علمية في مجال اللغة تُحسب للدكتور أنيس، وتُذكر له في مضمار الحاسوب واللغة، أو اللسانيات الحاسوبية العربية .
وباستعراض سريع لتلك البحوث نجد أنها كُتبت بالعربية، والإنجليزية – أيضاً –، وجاءت عناوينها شاملة للمستويات اللغوية كافَّة، أصواتاً، وتراكيبَ، وبنيةً، ودلالة، ومعجماً، ولبعض قضايا اللغة من المنظور الحاسوبي، كالترجمة الآلية، وبنوك المصطلحات، وتعليم اللغات، والذكاء الاصطناعي .
أما أصحابها فنجد أن جُلَّهم من اللغويين الأكثر حضوراً وفاعليةً على الساحة اللغوية، من أمثال الدكتور محمد الحناش (المغرب)، والدكتور محمود إسماعيل صيني (السعودية)، والأستاذ أحمد الأخضر غزال (المغرب)، والدكتور عبد القادر الفاسي الفهري (المغرب)، والدكتور مازن الوعر (سورية)، والدكتور محمود فهمي حجازي (مصر)، والدكتور عبد الرحمن الحاج صالح (الجزائر)، والدكتور سالم الغزالي (تونس)، والدكتور داود عبده (الأردن)، وبعضهم من المتخصصين في الحاسوب أو الهندسة الحاسوبية، كالدكتور يحيى هلال (المغرب)، والدكتور محمد مراياتي (سوريا)، والدكتور نبيل علي (مصر)، والدكتورة نادية حجازي (مصر). ويلاحظ على أغلب هذه البحوث أنها انتقلت باللسانيات الحاسوبية من مجالها النظري أو التنظيري إلى الجانب التطبيقي، وهو تطور إيجابي يُحسب لأصحاب هذا الاتجاه .
ومن المعروف أن الجانب التطبيقي – وهو الجانب الأهم في اللغويات الحاسوبية – يتمثل في تسخير العقل الإلكتروني لحل القضايا اللغوية، وهنا يبرز الدور الرئيس والأثر الفاعل لالتقاء اللغويين والحاسوبيين، والتعاون فيما بينهم، وما يثمر عنه من نتائج تسهم إلى حد كبير في تذليل العقبات وحل المشكلات التي تواجه التحليل الحاسوبي للغة العربية، هذه العقبات والمشكلات بعضها يتصل بطبيعة اللغة العربية، أصواتاً، وبنيةً، وتركيباً، ودلالة، ومعجماً، وبعضها يتعلق بنظام الكتابة العربية، وبعضها يتصل بالمصطلح العلمي التكنولوجي للسانيات العربية، كما أن هناك مشكلات أخرى تتعلق بالبرمجيات، إعداداً، واختياراً للمادة اللغوية العربية (أنموذج لساني عربي)، وتعريباً للبرمجة. وثالث هذه المشاكل يكمن في الجهاز الحاسوبي (الكمبيوتر)، وأنظمة تمثيل المعرفة على الحاسوب باللغة العربية .
وقد بُذلت جهود كبيرة من الأطراف المعنية كافة بهذه القضية للتغلب على تلك الإشكالات، ومن ذلك ما قدمه الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح (الجزائر) من تصور حول وضع أنموذج لساني للعلاج الآلي للغة العربية، وما طرحه الدكتور محمد عبد المنعم حشيش (مصر) من تصميم قاعدة للمعلومات بغرض تغطية الثروة اللفظية للغة العربية، والمشروع الذي تبنته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (الرياض) حول إنشاء وتطوير بنك آلي للمصطلحات أطلق عليه (باسم)، وما وضعه الأستاذ أحمد الأخضر غزال (المغرب) من تصميم طريقة تكنولوجية آلية لتعريب الحاسوب، ووضع اللغة العربية في الحاسوبات الإلكترونية وفق هويتها وخصوصية ومارفهما ورسومها، وتعرف اختصاراً بمجموعة (العمم – شع)(*) .
إن معالجة اللغة العربية حاسوبياً أصبحت اليوم أمراً لا حيدة عنه ولا مفرّ منه، وخاصة أن استثمار الدراسة الحاسوبية والمعلوماتية – بصفة عامة – يحقق نتائج كبيرة للغة العربية، في مجال التعريب، والإحصاء اللغوي، والمعالجة الآلية، وتعلم اللغات، والترجمة الآلية، وفي مجال التربية والتعليم .
ففي مجال التعريب، ونعني به هنا تعريب الحاسوب من حيث أنظمته وبرامجه ومصطلحاته، فقد اتجهت جهود التعريب فيه إلى إعداد أنظمة وتصميمها لكي تكون قادرة على العمل باللغة العربية بدلاً من اللغة الإنجليزية، إضافة إلى إصدار المؤلفات الخاصة بعلوم الحاسبات وتقنيتها باللغة العربية، وترجمة ما كان مؤلفاً بغير العربية .
ولعل من أهم الإنجازات في هذا المجال ما قامت به الشركات العربية والأجنبية العاملة في مجال الحاسوبات، كالشركة العالمية للبرامج (صخر)، وشركة (آي. بي. إم )، والجريسي للتقنية، من تطوير الحواسيب الشخصية PC)) باللغة العربية، ووضع معالج النصوص(*) (عربستار 2001) بالعربية أيضاً، وتعريب نظام قواعد المعلومات الخاص بتخزين المعلومات واسترجاعها، وتعريب البرامج اللاتينية...إلخ، علاوة على الهيئات العلمية العربية، كالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليكسو)، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، ومعهد الدراسات الإحصائية بجامعة القاهرة، ومعهد العلوم اللسانية والصوتية بالجزائر، ومعهد الدراسات والأبحاث للتعريب بالمغرب...إلخ() .
أما مصطلحات الحاسوب – وهي مسألة لا تقل أهمية عن سابقتها – فقد أسهم فيها الأفراد، والمؤسسات، والشركات .وقد طُرحت في هذا المقام اقتراحات عدة من قبل خبراء الحاسوبيات، وكذلك اللغويين()، وقام عدد من المتخصصين في المدرسة الوطنية للمهندسين بجامعة تونس بتعريب المصطلحات الخاصة بالحاسوبات الصغروية()، كما قامت بعض المؤسسات العلمية، كمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (الرياض)، ومعهد الدراسات والأبحاث للتعريب (الرباط)، ومجمع اللغة العربية الأردني، والمعهد القومي للمواصفات والملكية الصناعية بتونس، بإنشاء بنوك للمصطلحات، تهدف إلى توفير المصطلحات المعرَّبة وتوثيقها، وتنميطها وتقييسها وتوحيدها() .
والواقع أن موضوع التعريب والمصطلح كان وما زال من أهم القضايا التي تشغل الأمة العربية وحضارتها المعاصرة، ورغم ما بذل من جهود في هذا الإطار فإن النتائج لم تكن على مستوى التقدم التقني الهائل في عصر المعلوماتية والعولمة !!.
أما في مجال الإحصاء اللغوي – وهو كما سبق الميدان الأول لتطبيق استخدام الحاسوب في البحث اللغوي العربي المعاصر – فلا يخفى أن استخدام الإحصاء الرياضي في اللغة يحقق تقييماً كمياً «لبعض الخواص النوعية للغة، كمعدلات استخدام الحروف، والكلمات، والصيغ الصرفية، والموازين الشعرية، وأنواع الأساليب النحوية، أو التوزيع النسبي للأفعال المعتلة والصحيحة، أو للإفراد والتثنية والجمع، أو لحالات الإعراب المختلفة» (). كما يحقق توصيفاً كمياً لبعض العلاقات اللغوية، كالعلاقة بين طول جذر الكلمة وعدد مرات تكراره، والعلاقة بين طول الكلمة ومعدل استخدامها داخل النصوص .
ويقوم الإحصاء بتفسير بعض الظواهر اللغوية وتحليلها(). ليس هذا فحسب، بل هناك «إحصاء جديد يستطيع أن يتعامل مع البنية المعقدة للسياق اللغوي، حتى يكشف لنا عن علاقات الترابط والتماسك بين فقراته وجمله وألفاظه، وتلك التي تربط بين ظاهر العبارات وما تبطنه من معان وإشارات» () .
ومن المشاريع العلمية القيمة في هذا المجال – بالإضافة إلى ما ذكر سابقاً – ما قام به كل من الدكتور يحيى مير علم، والدكتور محمد حسان الطيان والأستاذ مروان البواب (سورية)، تحت إشراف الدكتور محمد مراياتي، من دراسات إحصائية لدوران الحروف في الجذور العربية، وللمعجم العربي، ولدوران الحروف العربية المشكولة، ولحروف اللغة العربية(). وهناك دراسات إحصائية أخرى صدرت باللغة الإنجليزية في الجامعات الأمريكية والأوروبية لجوانب لغوية متعددة، كالأصوات، والصرف، والنحو للغة العربية() .
أما في مجال المعالجة الآلية(*) للغة العربية، فقد شملت الجهود مستويات اللغة كافة، كالمستوى الصوتي، والصرفي، والنحوي، والمعجمي، والدلالي، يضاف إليها الترجمة الآلية، والكتابة العربية .
فالمستوى الصوتي تمت معالجته آلياً بوساطة تحليل طيف الصوت، وتوليد (إنتاج) الكلام، وتخزين الأنماط الصوتية للشخص المتكلم. وتبعاً لهذا تمَّ تصميم أجهزة تخليق الكلام وتحليله، وتوليد الكلام المنطوق آلياً بتحويل النصوص المدخلة في جهاز الحاسوب إلى مقابلها الصوتي، وعلاج عيوب النطق.
وقد أنجزت دراساتٌ عدة في هذا المجال، من بينها دراسة الدكتور منصور الغامدي (السعودية) عن الإدراك الآلي للتضعيف()، وهي محاولة لكيفية حل مشكلة التفريق بين الأصوات اللغوية الطويلة والقصيرة في اللغة العربية، قد تعين مبرمجي الحاسوب على الإدراك الآلي للأصوات اللغوية. كما تأتي دراسة الدكتور محمد مرياتي (معالجة الكلام – تطبيق على اللغة العربية)() ضمن هذا التوجُّه في تمثيل النظام الصوتي للغة العربية آلياً. ويلحق بهذه الدراسات أيضاً ما كتبه الدكتور سالم غزالي عن (المعالجة الآلية للكلام المنطوق، التعرف والتأليف)() .
ويوجد ببعض الجامعات العربية، والمعاهد العلمية، والمؤسسات التقنية أقسام خاصة للصوتيات، أو مراكز للسمع والنطق، أو معالجة الكلام، تجري فيها أبحاث صوتية تعتمد في المقام الأول على أجهزة الحاسوب، ويتولى الإشراف عليها أساتذة متخصصون في علم الأصوات، كالدكتور محمد صالح الضالع (جامعة الإسكندرية)، والدكتور سمير استيتية (مدير مركز السمع والنطق بجامعة اليرموك)، والدكتور سالم غزالي (مدير مخبر معالجة الكلام العربي بالمعهد الإقليمي لعلوم الإعلامية والاتصال عن بُعْد I.R.S.I.T. بتونس) والدكتور منصور الغامدي بمركز علوم وتقنية الأصوات بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والدكتور محمد صالح بن عمر (معهد بورقيبة للغات الحية بتونس)، والدكتورة تغريد السيد عنبر(*) (كلية الألسن بجامعة عين شمس)، والدكتور سلمان العاني (جامعة انديانا) .
وهناك إنجازات أخرى صدرت باللغة الإنجليزية عن معالجة الكلام العربي آلياً()، ومع كل ما ذكر من جهود فما زال العمل في هذا المجال ينتظر بذل المزيد من الجهود، لا على مستوى الأفراد بل على مستوى الفريق البحثي المتكامل «نظراً للطبيعة الخاصة لمعالجة الكلام الآلي»() .
أما في المستوى الصرفي، فقد تمت المعالجة الآلية له في ضوء أهمية الصرف العربي بالنسبة لنظام اللغة ككل. وقد تناولت هذه المعالجة الآلية بعض جوانب الصرف العربي، كالخاصية الثلاثية للجذور العربية، وأصل الاشتقاق، والأنماط الصرفية، وثنائية الصيغة الصرفية والميزان الصرفي، والإنتاجية الصرفية، والفائض الصرفي، واللبس الصرفي() ... إلخ .
وفي هذا الصدد قَدَّم الدكتور نبيل علي إطاراً عاماً لمعالجة الصرف العربي آلياً، وأورد عدة نماذج للتحليل الصرفي الآلي بوجه عام، مبيناً مدى ملائمتها لمطالب الصرف العربي. وتبعاً لهذا قام بعرض نموذج وضعه لمعالجة الكلمات العربية صرفياً في أطوار التشكيل المختلفة، وهو نموذج التحليل بالتركيب، وأطلق عليه اسم (المعالج الصرفي المتعدد الأطوار). ويشتمل هذا النموذج المبتكر على عناصر أربعة هي : المعالج الصرف – نحوي، والمعالج الاشتقاقي، والمعالج الإعرابي، ومعالج التشكيل() .
ويذكر صاحب هذا النموذج أنه قام بمعاونة إحدى المتخصصات في اللسانيات الحاسوبية (أمل الشامي) بتطوير هذا المعالج الصرفي على ضوء أصول الصرف العربي وخصائصه المميزة، وعمد بعد ذلك إلى إخضاعه لاختبارٍ قاسٍ في مجالين اثنين هما : تحليل النص القرآني كاملاً، مع إعادة توليده آلياً، ومفردات المعجم الوسيط، وبعد اجتيازه هذا الاختبار بنجاح – كما يقول – تم استخدامه في عدة تطبيقات أساسية، شملت ضغط النصوص، واسترجاعها، واكتشاف الأخطاء الإملائية، وتحليل النصوص صرفياً، وميكنة المعجم العربي، مع دمج هذه التطبيقات في قاعدة للنصوص العربية الكاملة .
وقد أسهمت إدارة البحوث والتطوير بشركة العالمية للبرامج في هذا النموذج التطويري للمعالج الصرفي، وتُعَدُّ موسوعة الحديث الشريف – وهي من إنتاج هذه الشركة – من أهم أنظمة استرجاع النصوص التي استخدمت تقنية التحليل الصرفي() .
وليس هذا هو الأُنموذج الأوحد أو المحاولة الأولى لتطوير نظام آلي للتحليل والتركيب الصرفيين، بل هناك نماذج ومحاولات أخرى، قدمها على حدة كل من الدكتور يحيى هلال()، والدكتوراة نادية حجازي بالاشتراك مع عبد الفتاح الشرقاوي()، والدكتور مأمون الخطاب بالاشتراك مع الدكتور حسان عبد المنان() ... إلخ .
وبطبيعة الحال كانت هناك إشكالات كثيرة واجهت معالجة الصرف العربي آلياً، جُلُّها يندرج تحت طبيعة الصرف العربي()، وفي مقابل ذلك أمكن التغلب على تلك المصاعب، وإجراء عمليتي التوليد والتحليل الصرفيين الآليين ضمن الإطار العام للمعالجة الآلية للصرف العربي() .
وقد أنجز العديد من الدراسات المعالجة للصرف العربي آلياً، كما هو الشأن في النماذج السابقة، وقريباً منه ما قدمه الدكتور نهاد الموسى في كتابه (العربية...)()، وكذلك دراسة الأستاذ مروان البواب وزملائه عن نظام اشتقاق الكلمة العربية بالحاسوب() .
أما المستوى النحوي فتمت معالجته آلياً بوساطة تشخيص أزمة النحو العربي أولاً، ثم إدراك خصائص هذا النحو وتحديد أنسب النماذج النحوية التي تتلاءم مع هذه الخصائص ثانياً، والكشف عن موقع هذا النحو بإزاء النظريات النحوية الحديثة ثالثاً، وخاصة نظرية تشومسكي التوليدية التحويلية. وتبعاً لذلك جاءت معالجة النحو العربي آلياً ذات جانبين: أحدهما تحليلي، والآخر توليدي. فعلى الجانب الأول يقوم المحلل النحوي الآلي بتفكيك الجملة إلى عناصرها الأولية (أي تحليلها إعرابياً)، واستظهار العلاقات النحوية المختلفة .أما على الجانب الآخر فيقوم المولد النحوي بتكوين الجمل على صورتها الأصلية، وبعد ذلك تُجرى عليها عمليات التحويل النحوي المختلفة، كالحذف والإضمار، والتقديم والتأخير() ... إلخ .
والجهود في هذا المجال كثيرة على المستويين النظري والتطبيقي، فنجدها – على سبيل المثال لا الحصر – في بحث الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح عن (منطق النحو العربي والعلاج الحاسوبي)()، وبحث الدكتور نبيل علي عن (الحاسوب والنحو العربي)()، وهو بحث لا يكاد يخرج عما أورده في كتابه (اللغة العربية والحاسوب) .
ويضاف إلى هذه الأعمال العلمية في ميدان المعالجة الآلية للنحو العربي بحثٌ للدكتور مازن الوعر بعنوان (التوليد الصوتي والنحوي والدلالي لصيغ المبني للمجهول في اللغة العربية – معالجة لسانية حاسوبية)()، وكذا ما أورده الدكتور نهاد الموسى عن تمثيل النظم، وتمثيل الإعراب، ضمن كتابه (العربية...)()، كما أقيمت دراسات متعددة للمعالجة الآلية في ترتيب عناصر الجملة العربية باستخدام برامج ذات شبكات موسعة، ومن أبرزها نظام المعمدني، ونظام بن حماد وسعيدي، ومحاولة الدقاشي().
ويذكر الدكتور نبيل علي في معرض تناوله للعناصر الأساسية المكونة للمعالج النحوي الآلي متعدد الأطوار للجمل العربية المكتوبة، أنه بصدد تطوير معالج آلي للنحو العربي، يقوم بالمهمة الأساسية للتحليل النحوي الآلي وهي توفير المعطيات اللازمة للتحليل اللغوي الأعمق، التي تتمثل في المصحِّح الآلي للأخطاء النحوية، والتخاطب مع قواعد البيانات باللغة الطبيعية، والترجمة الآلية من وإلى العربية، وتعليم النحو بواسطة الحاسوب، وإعراب الجملة العربية آلياً(). وهذه – على وجه العموم – هي جملة ما تفيده العربية (النحو) من استخدام المعالج النحوي .
أما المستوى المعجمي فمساحة استفادته من الحاسوب واسعة جداً، وبسبب من هذا ظهر ما يسمى بالمعاجم الحاسوبية أو المعاجم الآلية، بل إنه بدأ يأخذ بالبروز بوصفه علماً مستقلاً، أو فرعاً من فروع علم اللغة الحاسوبي يطلق عليه علم المعجم الحاسوبي (MRD) Machine Readable Dictionary وبظهوره بدأت الصناعة المعجمية تتحول من المعاجم اليدوية أو الورقية إلى المعاجم الآلية أو الإلكترونية .
والمعجم الحاسوبي قطاع عام يضم معاجم لا حصر لها، سواء أكانت هذه المعاجم للناطقين بالعربية، أم معاجم للمصطلحات العلمية، أم معاجم من أنواع خاصة، أم معاجم مفهرسة(*)، أم معاجم نصية... إلخ. ويتميز هذا المعجم بميزات هائلة لا تتوافر في المعاجم التقليدية، كالشمول، والانتظام، والاطراد، والدقة والوضوح، والقابلية للتوسع والتعديل() .
ونظراً للقضايا الشائكة التي تحيط بهذا النوع من المعجم، من حيث مستوياته، وحقله المعجمي، ومحتوياته، فقد عقدت له ندوة خاصة نظمتها مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة (المغرب) عام 1995م، وكان عنوانها (التقنيات الحاسوبية في خدمة المصطلح العلمي والمعجم المختص)(). كما خُصص له جلسة نقاش بعنوان (بناء المعجم حاسوبياً) ضمن ندوة استخدام اللغة العربية في تقنية المعلومات()، ولا تكاد تخلو ندوة من الندوات أو مؤتمر من المؤتمرات في مجال اللسانيات الحاسوبية من بحوث عن المعاجم الآلية .
ويقف الدكتور محمد الحناش (المغرب) في صدارة اللغويين العرب المعاصرين الذين يولون المعجم الحاسوبي عناية خاصة، وجهداً كبيراً. وقد تمثل هذا في دراساته المتعددة عن بناء المعاجم الآلية في اللغة العربية، والمعجم الإلكتروني، والمعجم التركيبي للغة العربية() ...إلخ. وهو صاحب مشروع علمي كبير عمل عليه لسنوات طويلة من البحث اللساني الحاسوبي، تُوِّج بإصداره كتاب (المعجم التركيبي للغة العربية – مقدمات في المعالجة الحاسوبية للغات الطبيعية)() .
وأسهم في هذا الإطار نظرياً كل من الدكتور نهاد الموسى، والدكتور أحمد مختار عمر، والدكتور عبد القادر الفاسي الفهري، بما كتبوه من بحوث عن حوسبة المعجم العربي، كما أسهم فيه عملياً الدكتور محمد مراياتي وزملاؤه بوساطة نظام خبير للغة العربية() .
ومن المشاريع العلمية ضمن هذا التوجه أيضاً ما قام به معهد اللغة العربية بجامعة الملك سعود بالرياض (السعودية) من إصدار المكنـز Corpus الوجيز (معجم في المترادف والمتوارد)، ومعجم التعبيرات الاصطلاحية، بإشراف – الدكتور محمود إسماعيل صيني() .
وهناك جهود أخرى تبذل لميكنة المعجم العربي من قبل المراكز العلمية والمؤسسات التجارية، كما هي الحال في مشروع الشركة العالمية للبرامج (صخر) بالكويت، ومشروع الشركة العالمية لبرامج الحاسوب بالقاهرة عن المكنز الآلي أو قاعدة بيانات المادة المعجمية العربية، ومشروع المركز العلمي لشركة آي.بي.إم بالقاهرة لتطوير قاعدة بيانات معجمية() ... إلخ .
وينبغي أن أشير هنا إلى أن استخدام الحاسوب في الصناعة المعجمية، رغم كل تلك الميزات والإيجابيات التي تتحقق للمعجم ومستخدميه، هناك بعض السلبيات التي تنتج عنه جراء ذلك، لعل من أبرزها التكاليف المادية الباهظة التي يتطلبها هذا النوع من المعاجم، وما يقتضيه من مهارات خاصة قد لا تتوافر لكثير من مستخدميه() .
على أن ذلك بطبيعة الحال لا يمكن أن يقلل من هذا التوجه المعاصر في حوسبة المعجم العربي، ولا ريب أن صياغته وفق أهداف واضحة، وغايات محددة، ومنهج علمي، ومن ثمَّ توظيفه التوظيف الصحيح، سيحقق للعربية، والمعجمية بوجه خاص ما كانت – وما زالت – تصبو إليه من شمولية، ومرونة، ودقة، ومعاصرة، كما سيحقق لعلمائها وباحثيها ما كانوا يظنون أنه من الأحلام والرؤى، بل المستحيل عينه .
أما المستوى الدلالي فيعد من أعقد الأنظمة اللغوية، وأشدها تعصِّياً على جهاز الحاسوب؛ وذلك عائد إلى أن الدلالة من أقل المستويات اللغوية فيما يخص التباين اللغوي – كما يقول الدكتور نبيل علي()، كما أنه يشيع فيها عدة ظواهر تُخرجها من واقع الاستخدام اللغوي وحقيقته إلى المجاز، كالاستعارة، والكناية، والتشبيه، وهذا أمر يتطلب تحديد تلك التعابير غير الحقيقية وتصنيفها دلالياً بما يساعد النظام الحاسوبي على تمثلها، ومن ثم معالجتها آلياً .
ويمثِّل المعنى مشكلة كبرى بالنسبة للنظم الآلية، فتعدد المعنى للكلمة الواحدة، وحساسية السياق في تحديد دلالة الكلمة، واختلاف الدلالة باختلاف الثقافات...، كل ذلك يجعل المعالجة الآلية للدلالة تنطوي على مفارقات يصعب بسببها تمثيل هذا المستوى أو توصيفه حاسوبياً، وبسبب من هذا تجاوزت أول دراسة صادرة عن اللسانيات الحاسوبية العربية الحديث عن المعالجة الآلية لعنصر الدلالة في العربية !.
على أن هذا لا يعني أن المعالجة الآلية لجانب الدلالة في اللغة العربية قد أُغفلت تماماً، بل إنه كان لها حضورها ضمن المستويات اللغوية الأخرى، كالمستوى الصوتي، والصرفي، والنحوي، والمعجمي، وضمن قضايا لغوية ذات صلة وثقى بالدلالة، كالترجمة الآلية. وهذا ما نلمسه في الجهود التي بذلت لتغطية هذا الجانب من اللسانيات الحاسوبية، سواءً أَكان ذلك في صورة بحوث نظرية، أو برامج تطبيقية .
فمن تلك البحوث ما كتبه الدكتور محمد غزالي خياط – وهو متخصص في الهندسة – عن تمثيل الدلالة الصرفية في النظم الآلية لفهم اللغة العربية()، وقد خصَّصه صاحبه لأوزان الأفعال في العربية، معتمداً في ذلك التمثيل الدلالي على استخدام نظم القواعد الشرطية، والجمل الإخبارية، والأنماط التقليدية، وقَدَّم في ضوء هذا طريقة مقترحة لتمثيل الدلالة الصرفية لأوزان الأفعال .
ومن ذلك أيضاً ما ذكره الدكتور محمد عز الدين (تونس) أثناء حديثه عن تصميم برنامج للترجمة الآلية أُطلق عليه (الناقل العربي)()، من أن هذا البرنامج يعمل على مستويات خمسة، من ضمنها مستوى التحليل الدلالي. وقد أوضح الدكتور عز الدين أن التمثيل الدلالي للجملة في هذا البرنامج يهدف إلى تحديد معنى كل كلمة في الجملة حسب السياق، مستعيناً في ذلك بمعطيات معجمية ودلالية، وبقواميس التعبير الاصطلاحية(). وللسيد نصر الدين السيد بحث عن التحليل الدلالي للجملة الخبرية العربية باستخدام الحاسوب().
ومجمل القول في هذا إن المعالجة الآلية للدلالة العربية ما زالت في مراحلها الأولى، وهي تحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لتصل إلى مرحلة متقدمة من مراحل التنظير والتطبيق والبرمجة .
ويفضي بنا هذا الأمر إلى الحديث عن الترجمة الآلية Machine Translation التي تعد من أقدم مجالات استخدام الحاسوب في اللغة .
وقد نال هذا الجانب من اللسانيات الحاسوبية العربية حيزاً كبيراً ومساحةً واسعةً من الجهود المبذولة، وذلك بالنظر إلى أنها الأنموذج الآلي للمنظومة اللغوية() .
وكانت فكرة الاستعانة بالحاسوب في الترجمة قد طرحت عام 1949م بأمريكا، ثم تحولت إلى مشروع علمي عام 1951م في معهد ماساشوستس للتقنية (M.I.T)، وكان عام 1954م ميلاد الترجمة الآلية الفعلي، التي سرعان ما انتقل الاهتمام بها إلى المراكز البحثية والجامعية في أوروبا والاتحاد السوفييتي، ودخل القطاع الخاص (التجاري) في السبعينيات منافساً لتلك المركز العلمية في العناية بالترجمة الآلية() .
أما واقع الترجمة الآلية(*) في الوطن العربي فقد حدث في التسعينيات من القرن المنصرم (العشرين) تطور نوعي في مشروعات الترجمة الآلية على المستويين النظري والعملي (البرامج) .
فعلى المستوى النظري نجد طائفة من البحوث التي تعنى بهذه المسألة، سواء أَكانت مؤلفة أو مترجمة. وقد اقتصرت الأبحاث النظرية على تحديد الصعوبات التي تعترض الترجمة الآلية، وكيفية التغلب عليها، وميزات هذا النوع من الترجمات، مع ذكر عمليات هذه الترجمة وأنظمتها المختلفة().
أما المستوى الآخر، وهو برامج الترجمة الآلية العلمية منها والتجارية، فقد أسهمت فيها جهود ذاتية (فردية)، وشركات تجارية، منها ما هو عربي، ومنها ما هو غربي، ومنها ما هو مشترك بينهما. ومن ذلك برنامج شركة صخر المسمى (القاموس Dictionary)، وبرنامج الناقل العربي، وبرنامج ترجمان، وبرنامج المترجم، وبرنامج عرب ترانز Arabtrans ... إلخ(). وقد بدأت هذه البرامج بالعمل الفعلي، ومازال التطوير يلاحقها يوماً بعد يوم، وتتم الترجمة فيها من الإنجليزية إلى العربية، والعكس، وهذا تطور إيجابي يعكس الرغبة في نقل الثقافة العربية إلى الآخرين، مما يعد تحولاً ذا دلالة عميقة في الانتقال بالترجمة من الاستيراد إلى التصدير، بلغة الاقتصاديين .
ومن الملاحظ أن الترجمات الآلية كانت في بدء أمرها مقتصرة على ثنائية اللغات، أو ما يعرف باللسانيات التقابلية Contrastive Linguistics، أما الآن وبعد النقلة الكبيرة في هذا المضمار فقد أصبحت تقوم بترجمة عدد كبير من اللغات في وقت واحد، وهو ما يعرف بالترميز الرقمي Digital Coding () .
وبعد، فلئن كانت هناك في الماضي صيحات تحاول أن تُهوِّن من شأن الترجمة الآلية، وتُشَكك في نجاحاتها، فإنها الآن بدأت تطالب بإلحاح بتطوير أنظمة هذه الترجمة، بعد أن حققت نتائج ملحوظة وخاصة في ميدان النصوص العلمية. واللغويون والحاسوبيون العرب مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالإفادة القصوى من معطيات الترجمة الآلية المعاصرة لدى الغرب، وتسخيرها لخدمة اللغة العربية .
أما الكتابة العربية ومعالجتها آلياً، فتعد الكتابة العربية من ضمن أهم المشكلات التي واجهت التحليل الحاسوبي، حيث تتعدد الأشكال البصرية للحرف الواحد تبعاً لموقعه من الكلمة، كما أن اتجاه الكتابة العربية هو من اليمين إلى اليسار، يضاف إلى ذلك أن حروفها متصلة وليست منفصلة... إلخ() .
وتبعاً لهذا قامت عدة محاولات لتلافي مشاكل الكتابة العربية في الحاسوب، وكان من بينها مشروع الأستاذ أحمد الأخضر غزال، الذي أطلق عليه الطريقة المعيارية للطباعة العربية، أو العربية المعيارية المشكولة – الشفرة العربية، والتي تعرف اختصاراً بـ(العمم-شع)، كما سبق، وقد تم هذا عام 1954م، ثم طُورت لتتلاءم مع التقدم التقني في الحاسوبات عام 1974م() .
ويذكر الدكتور مازن الوعر أنه مع تطور الإلكترونيات أصبح هذا التصميم غير واقعي، مما جعل بعض الباحثين يضع تصميماً آخر عرف بـ(معالجة السياق)، أي استنباط الحرف من سياق الحروف، وليس من سياق المعنى() .
وهناك أيضاً الشفرة العربية الموحدة للكتابة العربية التي تعرف بـ(الشفرة سباعية العزوم) التي أقرتها سنة 1983م المنظمة العربية للمواصفات والمقاييس(). وفي الحقيقة أنني لا أعلم الآن ماذا تم بشأن تطوير هذه الشفرة خاصة أنه مضى عليها زمن طويل .
ومن تلك المحاولات ما قدمه الدكتور عاصم عبد الفتاح نبوي، والدكتور صبري عبد الله محمود، من تطوير نظام للتعرف على حروف العربية باستخدام شبكة عصبية ذات انتشار رجوعي() .
ومن الجوانب الأخرى التي أمكن للغة العربية الاستفادة منها من الحاسوب تعليم اللغة، سواء للناطقين بها من أبنائها، أو للناطقين بغيرها من اللغات. لقد استطاع الحاسوب أن يقدم للناطقين بالعربية نظماً حاسوبية وبرامج لإكساب المتعلمين المهارات اللغوية المتعددة، كالقراءة، والكتابة، والمحادثة، والاستماع، إضافة إلى معالجة الخطوط العربية معالجة حاسوبية، والتدقيق الإملائي والنحوي، ووضع معاجم لغوية حاسوبية لمراحل التعليم العام، وتعليم الأطفال الأرقام والحروف والكلمات .
كما استطاع الحاسوب أن يسهم في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بإمكاناته وقدراته الهائلة في التعليم المبرمج()، ويوجد بمعهد اللغة العربية بجامعة أم القرى (مكة المكرمة) حالياً معمل حاسوبي لتعليم العربية للناطقين بغيرها، وهي تجربة فريدة ذات أبعاد علمية وحضارية، نأمل أن تتوسع دائرتها ومجال تطبيقاتها، وأن يكتب لها النجاح .
وبدهي القول إن الإفادة من الحاسوب في هذا المجال (المجال التعليمي) مرهونة بالنجاح في المعالجة الآلية للغة العربية أولاً .
هذا ما يتعلق بالمعالجة الآلية للنظم اللغوية العربية، أما البرامج الموضوعة لذلك، وهي كما يقول الدكتور نهاد الموسى : «منجزات تطبيقية تستثمر التوصيف في وجوه من التوظيف»()، فإنها أكثر من أن تحصر، وخاصة أن الشركات التجارية العاملة في مجال الحاسوبيات تدفع يومياً إلى السوق برامج علمية وتعليمية، تتفاوت فيما بينها دقةً ومنهجيةً وأهدافاً، وهي تحتاج من الباحثين تقييماً وتقويماً، وهذه الدراسة الحالية لا تفي مطالبها باستعراض مجمل هذه البرامج ؛ إذ إن الخوض فيها يتطلب وقفة مطولة، وعسى أن نفرغ لها – أو غيرنا – في المستقبل المنظور إن شاء الله() .
وأما الصورة الأخيرة لرصد الجهود في ميدان اللسانيات الحاسوبية العربية فتتمثل – كما تقدم – في إنشاء قسم خاص لعلم اللغة الحاسوبي (اللسانيات الحاسوبية) في جامعة الأمير سلطان الأهلية بالرياض (السعودية)، وهو – على حد علمي – أول قسم متخصص في هذا المجال بالجامعات العربية، ولا شك أن إنشاءه جاء نتيجة لمتطلبات السوق الاقتصادية من جهة، وتتويجاً – من جهة أخرى – للجهود الحاسوبية العربية التي أصبحت تشكل اتجاهاً عاماً في الدراسات اللغوية المعاصرة .
وبعد، فلقد تبين لنا بهذا العرض الموثق بما لا يدع مجالاً للريبة والشك أن اللغة العربية هي المستفيد الأول من استخدام تقنية الحاسوب، وأن الحاسوب يمكن تطويع آلياته وأنظمته لتتواءم مع خصوصية اللغة العربية، على جميع مستوياتها اللغوية، الصوتي منها، والصرفي، والنحوي، والمعجمي، والدلالي. وتم بجهود الباحثين العرب، اللغويين منهم والحاسوبيين، تمثيل الكلام المنطوق وتوليده آلياً، وتحليل الكلمات المفردة وتركيبها آلياً، وتوصيف الجمل وتوليدها وإعرابها آلياً، وقراءة النصوص المكتوبة وتصحيحها ومعالجتها آلياً، وصناعة المعاجم الآلية، وإنشاء البنوك المصطلحية، وتصويب الأخطاء النحوية والصرفية والإملائية آلياً، وتصميم البرامج الحاسوبية للترجمة الآلية، وتعليم اللغة العربية لأبنائها وغير أبنائها بوساطة الحاسوب .
إن هذه الجهود مؤشر حقيقي على نجاح الحاسوب في خدمة اللغة العربية، وتوظيفه في معالجة قضاياها المختلفة، تحليلاً، وتوليداً، وترجمة، وتعليماً، وصياغتها صياغة رياضية دقيقة وفق علاقة متبادلة بين المقاييس العلمية والمقاييس اللغوية .
والمحصلة النهائية لهذه الجهود تصب في خانة قدرة العربية على استيعاب لغة العصر، وتمثل تقنياته التكنولوجية بكل كفاية واقتدار، وهذه قضية من القضايا التي واجهتها - وما زالت تواجهها - كينونة الأمة العربية وحضارتها اللغوية، وهويتها الثقافية .
ومع كل ما ذكرته من إسهامات في اللسانيات الحاسوبية وتوظيفها لخدمة العربية – وهناك الكثير من تلك الإسهامات لم أتمكن من الاطلاع عليها، أو عرضها في هذه الدراسة – فإن الطريق في هذا المضمار مازال شاقاً وطويلاً، والأمل معقود على جميع العلماء والباحثين الذين أوقفوا أنفسهم على هذا المجال النادر من مجالات العلم والمعرفة الإنسانية، أن تتكاتف جهودهم لتذليل العقبات وحل المشكلات التي تحيط بلغة القرآن الكريم إزاء الثورة المعلوماتية – الحاسوبية المعاصرة .
واختتم هذه الدراسة بإبداء جملة من المقترحات، أحسب أنها تسهم في توطين هذا التوجه في الدراسات اللغوية المعاصرة، وتدفع به نحو الأمثل والأفضل، وهي على النحو الآتي :
أولاً : أن تتضافر الأعمال في مجال اللسانيات الحاسوبية العربية وتتآزر بين اللغويين والحاسوبيين في أي مشروع علمي يهدف إلى برمجة الأنظمة اللغوية للعربية، وتحليلها، ومعالجتها آلياً. وأرى في هذا المقام أن أي عمل منفرد، أو مستقل عن الطرف الآخر من المعادلة، أو غير منسق بين هذه الفئات العلمية، إنما هو بمثابة جهد ضائع لا طائل من ورائه .
إن التعاون والتنسيق في هذا الميدان – إن تَمَّ – ستكون نتائجه غاية في الأهمية، وستدفع به خطوات واثقة إلى الأمام، وسوف تتغير قناعات ومسلمات كانت أشبه بالحقائق التي لا تقبل الجدل والنقاش حولها، كما ستتأكد قضايا في اللغة كانت أقرب ما تكون إلى الاحتمال والرجحان والظن، وهذا ما توفره اللسانيات الحاسوبية للعلوم الإنسانية بعامة .
والواقع أن هذا الأمر، أعني التقاء علماء اللغة وعلماء الهندسة والحاسوب، كان – ومازال – مطلباً ملحاً، وضرورة قصوى، لأي عمل ناجع في هذا الميدان على وجه الخصوص، وهو ما أكدت عليه جميع المؤتمرات التي عقدت لمناقشة قضية الحاسوب واللغة العربية .
ثانياً : ترجمة جميع الأعمال العلمية في مجال اللسانيات الحاسوبية العربية، التي كتبت باللغات الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، وغيرهن من اللغات، التي وضعها باحثون عرب وأجانب، ونقلها إلى العربية.
ثالثاً : عدم ترك أمر البرمجيات الحاسوبية العربية بيد الشركات ومراكز البحوث الغربية، بل ينبغي أن يصممها أبناؤها، فهم أقرب الناس رحماً بهذا المجال .
رابعاً : صناعة معجم موحد لمصطلحات اللسانيات الحاسوبية، بالعربية والإنجليزية، وفق المتعارف عليه علمياً في هذا النوع من المعاجم الاصطلاحية أو المصطلحية() .
خامساً : أن يكون علم اللغة الحاسوبي مقرراً دراسياً معتمداً في أقسام اللغة العربية بكليات الآداب، والتربية، كما هي الحال في كلية الآداب بجامعة الكويت .
سادساً : إنشاء قسم خاص للغويات الحاسوبية في الكليات والجامعات العربية يمنح درجة البكالوريوس في هذا التخصص، على غرار ما هو موجود بجامعة الأمير سلطان الأهلية بالرياض .
سابعاً : نشر تلك الرسائل العلمية التي كتبت أصلاً باللغة العربية عن قضايا استخدام اللغة العربية في الحاسوب، وهي تُشَكل فيما اطلعت عليه إسهاماً فاعلاً في ترسيخ هذا الاتجاه، ومعالجةً موضوعيةً وعلميةً لكثير من مشكلات تعامل العربية مع الحاسوب .
ثامناً : أن ما طرحه الدكتور نبيل علي في كتابه (اللغة العربية والحاسوب) من قائمة مقترحة في مجال بحوث اللسانيات الحاسوبية مطبقة على اللغة العربية، يحسن أن يكون قاعدة جيدة للانطلاق منها نحو تفعيل النشاط البحثي وتطويره في هذا المجال .
صحيح إن بعض ما اقترحه كان بعد ذلك ميدان عناية الباحثين، ولكن كثيراً منها ما يزال في انتظار الأقلام المخلصة والعقول النيرة التي ستضيف بعداً جديداً للاتجاه الحاسوبي في دراسة اللغة، وهو ما نتمنى أن يحدث في القريب العاجل بإذن الله،،،
٦٦
٦ تعليقات
٤ مشاركات
أعجبني
تعليقhttps://www.********.com/MahyAllsany...66314346745109










رد مع اقتباس
قديم 2019-11-04, 03:52   رقم المشاركة : 3165
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boukhezna2016 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
من فضلكم ساعدوني على الحصول على اهم المراجع و الكتب و الاطروحات الدكتوراه و الماجستير التي تتحدث في اللسانيات الحاسوبية

وشكرا
لتعريف باللسانيات الحاسوبية
27/Jul/2009, 11:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استكمالا لما بدأته من مشاركات في هذا المنتدى المتطور والمزدهر بالمشاركات العلمية المفيدة . أودّ أن أقدّم ملخصا موجزا لإخوتي عن ( اللسانيات الحاسوبية ) موضوع رسالتي ومجال تخصصي . تفضلوا

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
اللسانيات الحاسوبية وأهدافها
نالتْ التطبيقات التكنولوجية ، التي أخذت تشقُّ طريقها في كل منحى من مناحي الحياة انتشاراً منقطع النظير ، بحيثُ غدت مقوماً رئيساً فاعلاً في مجال العلوم الطبيعية والتطبيقية ، مُحققةً نجاحاً جعلَ منها المفتاح الذي يلجُ منه الإنسان إلى العالَم ، ليكتسب صفةَ العالميّة التي أضحت صكاً للاعتراف به في عالم المعلوماتية .

إنّ ما يتصف به الحاسوب من قدرةٍ على تمثيل الحقائقِ والأفكارِ ، ومن ثمّ توصيف هذه المعلومات ، ووضعها في التمثيلات المُلائمة لها يجعلُ من الحاسوب أكثر كفاءةً من أيِّ مُخترَع يمكنُ أن يُخترعَ في هذا العالم ، وبذلك فإنَّ الحاسوب مُهيّأ لمُعالجة مُختلف العلوم ، لاسيما حقل اللغاتِ الطبيعية ، لوجود علاقة بين الحقلين - أي اللغة والحاسوب - فالعَلاقة القائمة بينهما " عميقة ومثيرة أكثر من أيِّ تغيّر تكنولوجيّ يمكن توقعه ، فمعَ الانتشار الواسع المدى لثورة الحوسبة يُمكن أن يكون للحوسبة أثرٌ في حقل اللسانيات مشابهٌ للأثر الذي أحدثتُه الدراسات السابقةُ في اللغات الأمريكية القومية ... فالعلاقة بين الحوسبة واللسانيات أثّرت في صياغة وضعنا لمفاهيم اللغة " . ونتجَ عن هذه العلاقة بين الحقلين ، أنْ ظهر ما يُسمى " باللسانيات الحاسوبية " Computational Linguistics، الذي صارَ فرعاً من فروع علم اللسانيات التطبيقيّة ، وحقلاً من حقول الذكاء الصناعي Artificial Intelligence ، إذ يهدف هذا الأخير إلى تفسير الظاهرة الإنسانيّة : " بمراعاة الجانب اللساني والبلاغيّ والتخصصيّ والعلميّ ، وبمراعاة قدرات العقل البشريّ من خلال ما يستطيع إنتاجه وإبداعه ".

فإذا كان العقل البشري - على سبيل المثال - يجسد أجهزة الحاسوب ، فإنَّ اللغة تمثّلُ البرامج والعمليات التي تجري داخل الحاسوب ، " والعلاقة بين اللسانيات والحاسوب ليست علاقة مجازية ، وإنّما هي علاقةٌ منسجمةٌ ومتساوقةٌ أكثر مما نتصور ، بحيث يُمكنُ تمثيل توصيفات طبيعية وعمليّة للأوجه الضروريّة لكلتا الظاهرتين " أي الحوسبة واللسانيات .

وتتألفُ مبادئ اللسانيات الحاسوبية من: " اللسانيات العامة بمستوياتها التحليلية كافة : الصوتية والنحوية والدلالية ، ومن علم الحاسبات الإلكترونية ، ومن علم الذكاء الاصطناعي، وعلم المنطق ، ثم علم الرياضيات . إنَّ كل هذه الفروع تتناسق وتتآلف لتشكّل مبادئ علم اللسانيات الآلي " .

وتمثيلُ المعارف البشرية في الحاسوب شبيهٌ بتمثيل المعارف اللغويّة في الدماغ البشري ، واللسانيات الحاسوبية تهدف من جملة ما تهدف إليه مقاربة اللغة مقاربةً تستقصي القدرة اللغوية ، محاولة فهم العمليات اللغوية ، وكيفية تشكّلها في العقلِ البشريّ ، وجعل " بعض ما يستقر في اللاوعي داخلاً في دائرة الوعي ، وعي اللغة ، وذلك بوضوح هو الشرط الرئيس لنقل هذا الوعي إلى الحاسوب عند أهل اللسانيات الحاسوبية".

ووعي اللغة آلياً لا يتحقق إلا حينما تُوضع اللغةُ في الإطار الذي جعل مُستخدم الحاسوب ، يتعامل مع حاسوبه بلغته الطبيعية بكلِّ ما يكتنفها من غموضٍ وأخطاءٍ إضافة إلى ذلك فإنّ المعالجة الآلية للغة تدفعُ بالباحث اللساني ليكونَ دقيقاً وموضوعياً في بحوثه اللغوية .
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

https://www.iwan7.com/forum/%D8%A3%D8...A8%D9%8A%D8%A9









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc