هذا الموضوع لا يحتاج إلى ديباجةٍ من المديح فهو إكليلةُ أكتملت حلقاتُها منذ بدأ .. فشكرا لصاحبه ومرتاديه ..
--------------
الدينُ في مجمله مجموعة من الأوامر والنواهي نترجمه إلى سلوكٍ عمليّ من قول وعمل
ولو طُلب منك يا صاح أن تقيس مستوى التديّن لشخصٍ ما ، فإنك على الفور ستُنزل مجموعة الأوامر الإلهية والنواهي على ذلكم الشخص ، فإن كان متبعا لها فإنه في نظرنا سيكون شخصا متدينا .
حسنا .. لنتخيل سويةً أن هناك رجلا متبعا لأوامر الله ومجتنبا لنهيه ، متمسكا بحبله فهو يجري معه رخاءً حيث أصاب فلا تجد عبادة إلا وقد ضرب فيها بسهم
أتوقع أن الجميعَ سيقولُ أنه رجلٌ متدين .. وهذا مقبول .
لكن المشكلة أنه _ أحيانا_ تجد من يقلب القياسَ فيصبح لديه أن هذا الرجلَ هو الدين ، بالتالي فإن خطايا وأخطاء الرجل تصبح وزرا يتحمله الدين في نظر من يقيس هذا القياس الخاطئ .
على سبيل المثال : يقول الله عز وجل " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة "
ماذا لو أن ذاك الرجل الصالح_ في نظرك _ الورع التقي وبعد تتبعك لحياته وجدته في شقاء وبأساء ومصائب لا يعلمها إلا الله تعالى نفسية ومعنوية .. كيف ستحكم ..!؟
إن كنت ستقيس القياس الخاطئ وتعتبر أن هذا الشخص هو الدين فإنك ستكون في حيرة من أمرك..!
أما إن كان الدين هو الذي تقيس عليه فإنك ستحكم الحكم الصائب .
فما أدراك بإخلاص الرجل ونيته ..!
وما أدراك بأعماله التي لا يراها الناس .. مع ربه .. وزوجه ...الخ
...
..
.
وقل مثلَ ذلك في الجماعات الصغيرة والكبيرة والدول .
ولا زلت أذكر قولَ ابن مسعودٍ _ رضي الله عنه _ في غزوة أحد :
" ما كنت أرى أحدا من أصحاب النبي _ صلى الله عليه وسلم _ يريد الدنيا يوم أحدٍ حتى نزلت هذه الآية " منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة " وإذا كان هذا في أصحاب النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فكيف بأحوال الناس اليوم .
لذلك لا تعجب عندما ترى أو تسمع أن مشروعا إسلاميا قد سقط أو أسقط فيجب ألا نحمل الدين وزر أهله ونقيس القياس الخاطئ .
فالكل يُقاس بكلام الله تعالى ولا عكس .. وتحياتي لكم