|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2011-11-27, 17:10 | رقم المشاركة : 301 | |||||
|
اقتباس:
لقد فجر منهاج الذي قدمه بلومر العديد من الكتابات النظرية التي انتقدت في مجملها التفاعليةالرمزية . كانت البداية هي التساؤل عن جدوى الاستخدام الكلي لهذه الطريقة المنهجية في البحث عند صياغة نظرية اجتماعية. ويرى النقاد بأن التفاعليةالرمزية كنظرية سوسيولوجية تخلت عن العديد من الأساليب العلمية التقليدية في فهم البناءات الاجتماعية فلو كانت الظواهر الاجتماعية ناتجة عن التفاعل الأفراد المجتمع وأعضاء ه فكيف يمكن لنا دراسة ما يعرف بالذات أو الوعي دراسة علمية مع العلم أنه لا يمكن تحديدها تحديد كمي .كما أن المنهاج الذي اقترحه بلومر لا يستطيع أن يفسر البناءان الاجتماعية الكبرى . رؤية التفاعليةالرمزية تجعل أحكامها اجتماعية وهذا يتناقض مع الحتمية إذا أن القدرات الرمزية للتفاعلين يتبع إدخال عناصر استثنائية غير متوقعة في الموقف التفاعلي مما يمكن له أن يغير مجرى التفاعل في أي لحظة. -أقر بلومر كيف يمكن دراسة عملية التفسير والتقييم والتعريف والتخطيط في إطار تعريفات إجرائية واضحة فرأى أن قضايا التفاعل الرمزي تسمح باختبار المباشر للعالم التجريبي دون أن يوضح الطريقة للقيام بذلك . فقيمة وصحة هذه القضايا والمفهومات ينبغي أن تتحدد من خلال هذا الاختبار وليس من خلال رؤية ما. ما يطرأ على هذه والقضايا عندما تخضع لمقاييس غير ملائمة للبحث ويرى أن هذه المقاييس تتضمن مجموعة زائفة من الفروض ككيفية ارتباط المفهومات بأحداث العالم التجريبي ارتبطا ضروريا، إضافة إلى وجود مفهومات غامضة وغير محددة تمتد من اقتراب العالم التجريبي وفهمه لأن لسنا على ثقة مما يحاول فهمه إذن عدم الثقة فيما نحاول الإشارة إليه يمنعنا من طرح أسئلة واضحة ذات صلة دقيقة بالموضوع ويمنع من طرح مشكلات ملائمة أطروحات سترا يكر لتحديث النموذج التفاعلي الرمزي : حاول سترا يكر أن يعالج نظرية التفاعل ويجعلها نظرية سوسيولوجية معاصرة تركزت دراستها لعملية التفاعل على كل الظواهر الكبرى والصغرى . حيث قام بطرح مجموعة من الأفكار بمساعدة جملة من أنصار التفاعليةالرمزية أمثال مينز وروك والتي ساهمت في تطوير وتحديث هذه النظرية حيث رأى سترا يكر أنه يجب تحليلها من المستوى الفرد أو الذات إلى مستوى البناءات الاجتماعية الكبرى أي أنها يجب أن تركز على العلاقات التبادلية بين الفرد و المجتمع باعتبارها وحدة دراسة والتحليل وليس الاهتمام فقط بالذات كموحدات صغرى وهذا بهدف طرح تصورات جديدة تصبح مسلمات تصورات سترا يكر حول تحديث التفاعليةالرمزية( تحديث أطروحات H- Mead ) 1- يعتمدفعل الإنسانيعلى المسامات المرتبطة بالأشياء في العالم والتي تحمل نفس مسلماتها بالإضافة إلى معانيها لدى الفاعلين (الأفراد) فالأفراد يتعلمون خلال عملية التفاعل مع الآخرين كيفية تصنيفهم وتسميتهم للأشياء الني توجد في العالم الخارج بالإضافة إلى كيفية تكييف سلوكهم اتجاه الأشياء 2- يتعلم الناس كيفية استخدام الرموز لتجديد مكانتهم الاجتماعية ويعتبر هذا عنصرا هاما لتفسير معاني الأشياء كما يجب أن يهتم الناس أيضا لمعرفة الأدوار التي تساهم المشاركة في التعريفات السلوكية المرتبطة بمكانتهم الاجتماعية. 3- ضرورة الاهتمام بتحليل المكونات البناءات الاجتماعية الكبرى بالإضافة إلى تحليل الذات الفردية . 4- الأفراد يتعرفون على أنفسهم وعلى الآخرين وعلى مكانتهم ووضعهم الاجتماعي الذي يشغلونه هذا الإدراك لنفس وللآخرين والمكانة يعتبر جزء من الذات . 5- عندما يحدث التفاعل الأفراد يستطيعون تحديدا المواقف وتسميتها. 6- السلوك الاجتماعي لا يتحدد بالمعاني الاجتماعية فقط إنما بالنشاط الذي يستطيع الفرد به توجيه دوره رغم أن المعاني الاجتماعية تفرض قيودا على سلوك الاجتماعي. 7- تقوم البناءات الاجتماعية لتحديد عملية الأدوار وتختلف البناءات فيما بينها بالنسبة لهذه العملية فهناك كثيرا من البناءات التي تسمح بظهور أنشطة وأدوار إقحامية مقارنة بغيرها . 8- تغير الأسماء والرموز يؤدي إلى تغير البناءات الاجتماعية. تقييم التفاعليةالرمزية: انطوت التفاعليةالرمزية على جملة من الايجابيات والسلبيات أ- ايجابيات التفاعلية الرمزية 1- أكدت التفاعل الرمزية على التفاعل الرمزي كما صححت المنظورات الأخرى كالوظيفية وللصراع التي أكدت على البناءات الكبرى وأهملت الوحدات الصغرى. 2- من المحتمل أن تكون مفهومات نظرية التفاعلية الرمزية أكثر شمولا من الأنماط المحددة للتفاعل والتي تهتم بها متطورات الأخرى وأنه من الممكن إدراج المفهومات مثل التبادل والاتصال والإعلام ضمن مفهومات التفاعل الرمزي 3- يمكن أن تستخدم مفهومات التفاعل الرمزي لتشمل مدى واسع من العلاقات الإنسانية مثل الصراع، التعاون، الخضوع، ومن حيث المبدأ على الأقل فإن التفاعلية الرمزية تجعل صياغة نظريات متباينة تدرس كل نمط من العلاقات الإنسانية أمرا لا ضرورة منه. ب- سلبيات دراسة التفاعلية الرمزية : 1- أكدت التفاعلية الرمزية على أن المجتمع تفاعل رمزي دون أن تشير إلى أنماط الظروف مهما كان نوع التفاعل الذي يؤدي إلى ظهور وانبثاق أي نمط من أنماط بناء اجتماعي واستمراره وتغييره في سياق أي ظرف من الظروف . 2- الغموض الذي اتسمت به أطروحات التفاعلية الرمزية وكيفية تشكيل التنظيم الاجتماعي وتغييره فهناك غموض بين عملية التفاعل ونتائجها . 3- عدم صياغة براهين وحجج كافية وذلك حول، حتى كيف وإلى أين وما عمليات التفاعل تعمل على تكوين واستمرار وتغيير أنماط التنظيم الاجتماعي المتنوعة والمتباينة. 4- تقليل التفاعلية الرمزية من شأن الأبنية الاجتماعية بحيث تجعلها موضوعات ناتجة من اتجاهات الفاعلين أو الأشياء تتشكل كنتيجة للتفاعل. 5- عدم ربط التفاعلية الرمزية بين الأبنية الاجتماعية و العماليات الاجتماعية واقتصارها على تأكيد وجود كل منها. آخر مواضيعي رقم المشاركة : ( 3 ) sabrina1000 رقم العضوية : 112383 تاريخ التسجيل : 07-06-2009 الدولة : Algeria الجنس : مكان الإقامة : سطيف Université : جامعة فرحات عباس سطيف Spécialité: Autres عدد المشاركات : 241 [+] آخر تواجد : [+] عدد النقاط : 326 قوة الترشيح : رد: كل نظريات علم الاجتماع كُتب : [ 21-08-2009 - 07:04 PM ] نظرية الصراع الاجتماعي " رالف داهرندوف " R. Dahrendof مفهوم الصراع الاجتماعي : يحدث الصراع الاجتماعي نتيجة لغياب الانسجام والتوازن والنظام والاجماع في محيط اجتماعي معين . ويحدث ايضا نتيجة لوجود حالات من عدم الرضى حول الموارد المادية مثل السلطة والدخل والملكية او كليهما معا . اما المحيط الاجتماعي المعني بالصراع فيشمل كل الجماعات سواء كانت صغيرة كالجماعات البسيطة او كبيرة كالعشاثر والقبائل والعائلات والتجمعات السكنية في المدن وحتى الشعوب والامم . والفكرة الاساسية تتجلى في القول ان قضية الصراع بين المجموعات البشرية هي في الواقع ظاهرة عضوية في الحياة الانسانية والعلاقات السائدة بينها . ويمكن ايراد نوعين من الأسباب حول استيطان الصراع الاجتماعي كظاهرة اجتماعية بين المجموعات البشرية : 1. ثمة ما يسمى بـ" الرموز الثقافية " وهو نوع من الاسباب التي تؤدي إلى انسجام بين البشر او إلى خصام . والخصام في هذا السياق قد يتجلى في الاختلاف على مفهوم السلطة المادية . فمن له الحق في السلطة وتملكها ؟ ولماذا ؟ هو سؤال يسمح بنشوب صراع . 2. ومن وجهة نظر ماركسية فان قضية العدالة الاجتماعية تعد متغيرا بنيويا في اثارة الصراعات الاجتماعية طالما ان هناك توزيع غير عادل للثروة . بعض تعريفات الصراع الاجتماعي يقدم علماء الاجتماع السياسي وعلماء الانثروبولوجيا بعض التعريفات التي تساعدنا في التعرف على معنى الصراع في ادبيات العلوم الاجتماعية ، ولنأخذ اثنين من هذه الادبيات : أولا : رالف داهرندوف يقدم عالم الاجتماع الالماني هذا الصراع على انه "حصيلة العلاقات بين الافراد الذين يشكون من اختلاف في الاحداث " . ثانيا : لويس كوزر هو عالم اجتماع امريكي معاصر اهتم بالنظرية الوظيفية وقدم مساهمة في نظرية الصراع الا جتماعي . هذه المساهمة تعرف الصراع بـ : " انه مجابهة حول القيم او الرغبة في امتلاك الجاه والقوة او الموارد النادرة " . وفي هذا السياق للتعريف فان الاطراف المتصارعة لا ينحصر اهتمامها بكسب الاشياء المرغوب فيها بل انها تهدف إلى وضع المناوئين اما في حالة حياد او ان يقع الاضرار بهم او القضاء عليهم . مشروعية الصراع الاجتماعي § الجذور : تهتم النظريات السوسيولوجية باستكشاف اسباب الصراع الاجتماعي وانعكاساتها ، وتحاول ان تطرح رؤىً فكرية بخصوص امكاية نفي المفهوم او التحكم فيه . أي البحث في استعمال المفهوم وتوظيفه لتبرير غايات سياسية او اقتصادية او اجتماعية او حتى فلسفية . ولكن كيف ؟ ان الفكر النظري حول الصراع الاجتماعي هو فكر قديم جدا ولعل نظرية كارل ماركس حول الصراع الطبقي تمثل حصيلة لتراكم الزاد المعرفي لهذه النظرية . فالصراع الاجتماعي عند ماركس له جذور اقتصادية تشكل الطبقات الاجتماعية اساسه عند المجموعات البشرية . فالصراع الطبقي حسب الماركسية هو القوة المحركة للتاريخ . من جهة أخرى يرى البعض كـ " روبرت مالتوس " صاحب النظرية الشهيرة في السكان بان الثروات وقتل الملايين من الافراد عبر وسائل العنف المتعددة والمتنوعة هي مسألة ضرورية لتقدم البشرية . بعبارة اخرى فالصراع الاجتماعي من هذا المنظور اساسيا وضروريا لإحداث تغير اجتماعي ايجابي وكأن فلسفة التقدم والتنمية التي اجتاحت اوربا في القرن 19م ما كان لها ان تنجح لولا البعد العنفي الكامن فيها . وفي هذا السياق يبدو أن للصراع وظيفة ايجابية . § في علم الاجتماع بالنسبة لنظرية الصراع في علم الاجتماع فيمكن الاشارة إلى المعالم التالية : فمن جهة تُعَدُّ نظرية الصراع الاجتماعي كطليعة للفكر الماركسي ، ومن جهة ثانية تُعَدُّ بديلا للنظرية البنيوية الوظيفية ، بل انها تمثل مخرجا للنظريتين فهي من جهة تحمل بذورالوظيفية وفي نفس الوقت تحمل بذور الماركسية لذا فهي تستعمل مضامين وجواهر كلا من الوظيفية والماركسية بحيث يستحيل ردّ اطروحاتها إلى أي من هما منفردة . كنا قد اشرنا إلى النقد الذي تعرضت له البنيوية الوظيفية على عدة مستويات باعتبارها نظرية محافظة ذات طابع ايديولوجي وغير قادرة على التعامل مع التغيرات الاجتماعية كونها ركزت في انطلاقاتها علىاستقرار البنى الاجتماعية حتى فقدت القدرة على تحليل الصراع الاجتماعي . لذا يمكن القول بان نظرية الصراع الاجتماعي تمثل محاولة قام بها العديد من علماء الاجتماع للمحافظة على الاهتمام بمفهوم البنية والاعتناء بنفس الوقت بمفهوم الصراع . ويعد كتاب عالم الاجتماع الامريكي " لويس كوزر" المنشور تحت اسم " وظائف الصراع الاجتماعي 1950 " أول محاولة تنظيرية في هذاالصدد . أي انه أول محاولة امريكية تتعامل مع الصراع الاجتماعي انطلاقا من رؤية البنيوية الوظيفية مما يعني ان كوزر انفرد نوعا ما بنظرة ايجابية للصراع الاجتماعي . ومع ذلك فالبعض يرى ان دراسة الصراع الاجتماعي يجب ان يتجاوز الوظائف الاجتماعية الايجابية لهذا الصراع . فما الذي يعنيه هذا البعض ؟ المعنى يكمن في النظرية الماركسية . فلعل ابرز ضعف تشكو منه نظرية الصراع الاجتماعي هو فقدانها لارضية النظرية الماركسية ، ولعل الاستثناء الوحيد في هذا الميدان هو عالم الاجتماع الالماني " رالف داهر ندوف " الذي حاول تلقيح نظرية الصراع الاجتماعي بأطروحة الفكر الماركسي فكان كتابه " الطبقة وصراع الطبقات " أهم عمل سوسيولوجي حول نظرية الصراع الاجتماعي . ومع هذا فإن داهرندوف يكاد يستعمل نفس الاطار التحليلي الذي تبناه علماء الاجتماع الوظيفيون " البنى والتنظيمات الاجتماعية " . ومن ناحية اخرى فقد نبه داهرندوف إلى أن عناصر النسق الاجتماعي يمكن ان تعمل معا متناسقة ويمكن ان تعرف صراعا وتوترات ذات بال ، فالمجتمعات تتمتع بحركية والصراع هو أحد ملامح هذه الحركية ومثلما ان هناك تناسق اجتماعي فثمة أيضا مجابهات وتوترات اجتماعية . وفي النهاية يمكن النظر إلى نظرية الصراع الاجتماعي على أنها مرحلة عابرة في تاريخ تكون النظرية السوسيولوجية . ويعود فشل تبلورها إلى عدم الاستفادة الكافية من الفكر الماركسي الذي كان انتشاره ضئيلا قبل الخمسينات في القرن العشرين بين علماء الاجتماع الأمريكان ومع ذلك فالنظرية الصراعية هيأت الظروف المناسبة لقبول الفكر الماركسي بين المثقفين الأمريكان مع مطلع الستينات من نفس القرن . ومما يؤخذ على نظرية الصراع الاجتماعي أيضا أنها تركزعلى التحليل آخر مواضيعي الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ sabrina1000 على المشاركة المفيدة: ريم. رقم المشاركة : ( 4 ) sabrina1000 رقم العضوية : 112383 تاريخ التسجيل : 07-06-2009 الدولة : Algeria الجنس : مكان الإقامة : سطيف Université : جامعة فرحات عباس سطيف Spécialité: Autres عدد المشاركات : 241 [+] آخر تواجد : [+] عدد النقاط : 326 قوة الترشيح : رد: كل نظريات علم الاجتماع كُتب : [ 21-08-2009 - 07:30 PM ] النظرية الاجتماعية التقليدية الوضعية سان سيمون S. Simon ( 1825 - 1760 ) المقاربة الوضعية هي منهجية تحليله تقوم على استبعاد لأنماط الفكر والتحليل اللاهوتي ( الديني ) والميتافزيقي ( التجريدي = الطبيعة ) من أي تحليل مقترحة بديلا عنهما الإنسان الذي بات يتمتع بقيمة مركزية في الكون، بهذا المضمون سنكون على إطلالة لمعادلة جديدة تحكم سير الحياة الاجتماعية برمتها على النحو التالي: الظاهرة الظاهرة الظاهرة مرجع لاهوتي مرجع ميتافزيقي مرجع إنساني / الوضعية الدين الطبيعة = التجريد العقل هذه المعادلة التي ستمثل لدى أوجست كونت المراحل التي مرت به الإنسانية ومصدر قانون الحالات الثلاث تبين لنا أن الإنسان لم يكن موضع ترحيب في المرحلتين السابقتين , إذ أن الإنسان عجز عن أن يجد له موقع او مكانة فيما مضى لذا فقد استبعد من أي تحليل للظواهر مفسحا المجال أمام القوى الدينية أو قو ى الطبيعة. وبما انه لم يكن للإنسان أية قيمة فلم تكن أيضا للمجتمع آية قيمة, ولهذا تطورت الوضعية العلمية التي تناولت ظواهر طبيعية بينما لم تتطور ذات الوضعية حينما كانت تتناول ظواهر متعلقة بالإنسان والمجتمع , وسنرى كيف وضع أوجست كونت حدا لهذه الازدواجية في التفكير والتي يسميها الفوضى العقلية التي تسببت في ثلاث ثورات برجوازية وقعت في أعقاب الثورة الفرنسية 1789 حتى سنة 1848، ولكن قبل الوصول إلى أوجست كونت علينا العودة الي جذور الوضعية لدى أستاذ كونت وهو المفكر سان سيمون. عاش سان سيمون في نظام إقطاعي سليلا لأسرة أرستقراطية، ويحمل لقبا اجتماعيا هو الكونت وكان ضابطا برتبة ملازم أول لما كانت فرنسا تخوض حربا ضد الإنجليز في شمال القارة الامريكية، وقد نضج فكره حلال الثورة الفرنسية التي كانت بمثابة ثورة على النظام الاجتماعي والاقتصادي في أوروبا عامة وفرنسا خاصة وثورة على النظام المعرفي التقليدي السائد في فرنسا وثورة على النظام السياسي الملكي. بداية المقاربة الوضعية: بدأت المقاربة الوضعية في مرحلة الفكر الموسوعي الذي عرفه في القرن 18 واتخذت عند سان سيمون طابعا تطبيقيا عمليا وليس نظريا مثلما كان سائدا في المرحلة التجريدية أي العلم النظري المجرد، ففي القرن 18 طور الفكر الموسوعي آليات تحليل جديدة تقوم على الترابط بين المعرفة والواقع الإنساني لذا سيمثل هذا الفكر مرجعية سان سيمون. فمن أين البداية إن لم تكن من المقاربة الوضعية للدين؟ أ. تعريف سان سيمون للدين: في كتابة الشهير ( المسيحية الجديدة ) يعرف الدين بأنه: "جملة تطبيقات العلم العام التي يمكن بواسطتها أن يحكم الرجال المستنيرون غيرهم من الجهلة ". بهذا المضمون فان الديانة عند سان سيمون هي أداة مدنية للحكم المستنير لغير المستنيرين. وبما أن الدين يلعب دورا في التربية لذا فان التربية هي العنصر الذي يساعد على توطيد المشاعر الديموقراطية وتحقيق القيم ا https://www.ingdz.com/vb/showthread.php?t=48408
|
|||||
2011-11-27, 17:24 | رقم المشاركة : 302 | ||||
|
اقتباس:
2. التجربة: يميز كونت في هذا السياق بين " التجربة الاجتماعية " التي تطبق على ظواهر المجتمع وبين " التجربة العلمية " التي تُجرى على الظواهر الطبيعية كالكيمياء والبيولوجيا. وما يهمنا ويهم كونت هو التجربة الاجتماعية. جوهر التجربة الاجتماعية؟ وصحتها؟ في البحوث العلمية حيث تجرى التجارب على الظواهر الطبيعية ؛ وبهدف استخراج القوانين يلجأ الباحث عادة الى إجراء تجارب مقارنة بين ظاهرتين متشابهتين في كل شيء ولكنهما مختلفتين في حالة واحدة وهذا الاختلاف بين الظاهرتين يرجع الى هذه الحالة فقط. ومهمة الباحث هي معرفة هذا العامل ( القانون ) الذي تسبب باختلاف الظاهرتين ثم دراسة مدى تأثير العامل الطارئ هذا على ظاهرة أخرى. السؤال هو: هل لدينا وسائل تمكننا من إجراء تجارب من هذا القبيل في علم مثل علم الاجتماع؟ بمعنى: هل يمكن استعمال التجربة كوسيلة في معاينة الظواهر الاجتماعية؟ الجواب: يعتقد كونت إن المجتمع مثل جسم الإنسان لا بد وأنه يتعرض الى حالات مرضية سابقة من حين إلى آخر بفعل عوامل طارئة وتيارات ظرفية كالثورات والفتن والانقلابات، وهي حالات تحدث بلا شك طبقا للقوانين الستاتيكية والديناميكية. ولا ريب أن دراسة الحالات الباثالوجية هذه في المجتمع ستؤدي الى تكون رصيد معرفي يساعد في إعادة المجتمع الى سيره المعتاد. سؤال آخر: الى أي حد تصلح التجربة كوسيلة فعالة في دراسة الظواهر الاجتماعية؟ جواب: إذا تمكن الباحث من الوقوف من قبل على القوانين التي تخضع لها الظواهر في حالتها العادية حتى يمكن الكشف عن العامل الطارئ الذي سبب الحالة المرضية. ومع ذلك ليست التجربة وسيلة مجدية ولا مواتية في كل الظروف والمناسبات وبالتالي فهي غير فعالة. 3. المنهج المقارن: - مفهوم المقارنة المقارنة الاجتماعية هي وسيلة منهجية تتأسس على تحديد اوجه الشبه واوجه الاختلاف بين الظاهرتين، ويبين كونت ثلاثة أشكال للمقارنة الاجتماعية كما سنوضح. - أشكال المنهج المقارن: أولا: مقارنة في مستوى الماكرو وسوسيولوجي " مقارنات واسعة " مقارنة المجتمعات الإنسانية ببعضها. مقارنة ظاهرتين في مجتمعين إحدهما تطورت بسرعة وأخرى بطيئة التطور. ملاحظة وجود مجموعة من النظم في مجتمع بينما لاتؤدي الظاهرة نفس الوظيفة في مجتمع آخر أو ليست بالدرجة نفسها. ثانيا: مقارنة في مستوى الميكرو وسوسيولوجي " مقارنات أضيق نطاقا " مثلا كأن تقع مقارنة في مجتمع واحد بين الطبقات او الهيئات والمؤسسات او في مستوى المعيشة، والأخلاق، الأذواق العامة، اختلاف اللهجات...الخ، درجة التحضر والتريف. ثالثا: مقارنات اكثر شمولا وعمومية وأوسع نطاق مثلا مقارنة جميع المجتمعات الإنسانية في عصر ما بالمجتمعات الإنسانية نفسها في عصر آخر للوقوف على مدى التقدم الذي تخطوه الإنسانية في كل طور من أطوارها ومعرفة درجة التطور ما بين الشعوب الإنسانية. 4. المنهج التاريخي " المنهج السامي " - هو آخر حجر في بناء المنهج الوضعي و يقصد به كونت: " المنهج الذي يكشف عن القوانين الأساسية التي تحكم التطور الاجتماعي للجنس البشري باعتبار أن هذا الجنس وحدة واحدة تنتقل من مرحلة الي أخرى أرقى منها ". - وهو المنهج الذي أقام كونت على أساسه " قانون الأدوار الثلاثة ". - وهو منهج يعبر عن فلسفة كونت نفسها أكثر مما يعبر عن حقائق علمية، لان كونت نفسه يقدم وسائل منهجية لدراسة الظواهر الاجتماعية والإنسانية تنسف ما يدعيه لا سيما أن الظواهر تتطور او تبطئ او تؤدي وظائف مختلفة في مجتمعات مختلفة، كما انه يقر بالتباين والاختلاف لنفس الظواهر وما بين المجتمعات. - فلماذا ينظر الى الإنسانية كوحدة واحدة في التطور والتقدم؟ وكيف يفسر كونت الآن وجود دول متقدمة وأخرى متخلفة وأخيرة بدائية إذا كان خط التقدم والتطور واحدا؟ المدارس الاجتماعية ما بعد الوضعية بعد شيوع الوضعية وتأسيس علم الاجتماع ظهرت العديد من المدارس الاجتماعية التي نشطت في جمع المعلومات عن الظواهر الإنسانية والاجتماعية أو حاولت تفسيرها وتحليلها، ومن هذه المدارس نعرض لبعض منها: - المدرسة الاجتماعية البايولوجية: لا تعترف هذه المدرسة باستقلالية الظاهرة الاجتماعية بل تعتبرها مظهرا من مظاهر الحياة اليومية. كما ترى أن الظاهرة الاجتماعية في نشأتها وتطورها تسير وفق القوانين التي تسير عليها الظواهر البيولوجية. - المدرسة الفرنسية في علم الاجتماع: يتزعمها إميل دوركايم واتباعه مثل مارسيل موس و ليفي بروهل و دي سوسير وبولجيه وهاليفاكس وكوهين وغيرهم. وقد التزمت هذه المدرسة بحدود الوضعية الكونتية بل أنها أرست الوضعية الصحيحة. واعترفت باستقلال علم الاجتماع و الظواهر الاجتماعية وقدمت دراسات ميدانية ممتازة. وتميزت أبحاثها بالدقة العلمية وبذلت جهدا نظريا ضخما في إقامة دعائم علم الاجتماع وتحديد مناهجه وميادينه. - المدرسة المادية التاريخية ( كارل ماركس ) تذهب هذه المدرسة الى اعتبار أن كل ما يحدث في المجتمع وما ينشأ فيه من ظواهر ونظم انما يرجع الى الطبيعة الاقتصادية. فالظروف الاقتصادية هي العامل الوحيد الذي يشكل نظم الاجتماع والسياسة والأخلاق والدين وبالتالي فالمادة الاقتصادية هي قطب الرحى في التطور السياسي والأخلاقي والاجتماعي. - المدرسة الجغرافية ( برون و ميشليه ) تعتبر هذه المدرسة ان ظواهر المجتمع هي وليدة البيئة وظروفها العمرانية والطبيعية. لهذا فقد فسرت كل ما يحدث في المجتمع بالرجوع الى الظواهر الجغرافية وقامت بهذا الصدد بتطبيقات تعسفية. - المدرسة النفسية ( جابرييل تارد وغوستاف لوبون ) وهي المدرسة التي خسرت خصومتها التاريخية مع إميل دوركايم واتباعه. لماذا؟ لأنها لا تعترف باستقلال علم الاجتماع بل تلحقه بعلم النفس وبالتالي فهي تفسر الظواهر الاجتماعية بمبادئ وأصول سيكولوجية. هذه المدسة تعتبر الظواهر الاجتماعية وليدة الارادة الفردية في التقليد والمحاكاة. - المدرسة الاثنولوجية ( تين: Tain، ميشليه: Michelet، ممن: Momen ) تفسر الظواهر الاجتماعية بالرجوع الى فكرة الجنس - مدرسة الانثربولوجيا الاجتماعية = دراسة المجتمعات البدائية: مدرسة واسعة تزعمها الكثير من العلماء امثال فريزر وستمارك Frezer Westrmarek و Maclenanو lang وTaylor و Rivers و B. smith و Gillen. وقد اهتمت هذه المدرسة بدراسة المجتمعات البدائية وأشكالها التي ما تزال قائمة سواء في أمريكا او استراليا او أفريقيا واسيا فتعرف روادها على النظم الاجتماعية الأولى، واتسم الرواد بأنهم جمّاعين مهرة للمعلومات غير انهم اقل قدرة على التحليل، هذا النقص الذي بدأته المدرسة الأنثروبولوجية تداركته مدرسة دوركايم. المدرسة الاجتماعية البيولوجية هر برت سبنسر / H. spensser ( 1820 - 1903) أولا: حياته العلمية - بدأ حياته مدرسا ثم مهندسا. ولكنه ترك وظيفته واشتغل بالسياسة والأدب والاجتماع واعتنق مذهب التطور " في النشوء والارتقاء " ووصل الى حقائق دقيقة قبل أن ينشر داروين بحوثه. ولما نشر سنة 1850 كتابه " الستاتيك الاجتماعية " اخذ نجمه يسطع فكتب بعد ذلك في علم الحياة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والتربية، والسياسة. - حاول تطبيق فكرة " النشوء العضوي والتطور " على الكائنات الحية في ميدان علم الأحياء وعلى الإنسان في ميدان علم النفس والأخلاق وعلى المجتمع في ميدان علم الاجتماع والسياسة. ثانيا: المبادئ العامة لفلسفته أ. يتحدث سبنسر عن نفسه قائلا: [ " أن جرثومة فلسفتي ظهرت عندما توصلت الى حقيقة بيولوجية أساسها: إن الأنواع الدنيا من الحيوان تتألف أجسامها من أجزاء متماثلة لا يتوقف بعضها على بعض واما الانواع العليا من الحيوان فتتألف أجسامها من أعضاء متباينة تعتمد في أعمالها ووظائفها على بعضها البعض. وهذه نتيجة استقرائية وصلت إليها من بحوثي وتجاربي في ميدان الدراسات البيولوجية. وهذه الحقيقة تصدق كذلك على جماعات الأفراد.فكأن المجتمع شأنه شأن أي كائن حي يبدأ متجانسا ثم يميل الى التفرد والانتقال من المتجانس الى اللا متجانس " ]. تشتمل مقولة سبنسر عن نفسه المبادئ العامة لفلسفته، وهذه المبادئ تقوم على التكامل / التجانس والتباين / اللاتجانس والعلاقة بينهما. كيف؟ انطلاقا من مبدأ " النشوء والارتقاء " يمكن القول: أن الارتقاء في جميع مسالك الطبيعة من نبات وحيوان واجتماع إنساني وما يتصل بهذا الاجتماع من شؤون تتعلق بالأخلاق، السياسة، الفنون والعادات إنما يقوم على أساس واحد هو " الانتقال من التماثل والتشابه الى التباين وعدم التجانس ". كيف؟ حقائق بيولوجية: نماذج الأنواع أ. نماذج التماثل والتشابه او التجانس: إن الانواع الدنيا من النبات يكون التشابه فيها اكثر وضوحا من الاختلاف في حين أن الانواع العليا من النبات يكون الاختلاف فيها بارزا. كما أن الانواع الدنيا في الحيوان تكون هي الأخرى متماثلة كالأميبيا والإسفنج. ب. نماذج الاختلاف والتباين او اللاتجانس: في النباتات الراقية يمكن ملاحظة الاختلاف في ميدان التذكير والتأنيث. وفي الحيوان يعتبر الإنسان هو الأرقى ولاشك أن الاختلاف اشد وضوحا. مميزات الأنواع في الأنواع الدنيا من النبات والحيوان فان الجزء يؤدي حصرا وظيفة الكل فإذا قطعنا جزء من جسم الإسفنج فالحياة مستمرة لان باستطاعة الجزء أن يعيش ويقاوم حتى يصل الى حالة التماثل الأولى وكذلك الأمر في بعض النباتات. هذا يعني أن التطور لن يصل في احسن الأحوال إلا الى حالة التجانس أما اللاتجانس فلا. هذا يعني أيضا أن الجزء مستقل عن الكل حيث قوى النمو والتوالد كامنة فيه. أما في الانواع العليا من النبات والحيوان فان الجزء لا يؤدي وظيفة الكل كما أن الجزء مستقل عن الكل نسبيا غير أن التباين والاستقلالية لا تعني الانفصال بل التكامل كما أن العضو مثلا في الإنسان لا تكمن فيه قوى النمو والتوالد لذا فهو يؤدي وظيفة معينة الى جانب وظائف الأعضاء الأخرى بحيث أن عملية التكامل الوظيفي تؤدي الى وحدة القصد والهدف. القانون العام: من هذه الحقائق البيولوجية يستخلص سبنسر القانون التالي: " أن في الحياة ميلا الى التفرد والتخصص والانتقال من المتجانس الى اللامتجانس ومن المتشابه الى المتباين. فالجماد او الجسم غير الحي كذرات التراب، النار والهواء يكون متماثلا وغير متخصص في حين أن الجسم الحي يتمتع بذاتية وينفرد بشخصيته ويؤدي وظيفة خاصة ومحدودة يتعين عليه أن يؤديها وكلما زاد الكائن الحي ارتقاءا زاد تفرده وتخصصه ظهورا ". وهكذا يقرر سبنسر أن التخصص هو غاية كل تطور وارتقاء في الموجودات. دعائم القانون: حسب تحليل سبنسر فالقانون يقوم على دعامتين: أولا: كلما ازداد المركب الحيوي تعقيدا ازداد تخصصا وتفردا. ثانيا:كلما ازدادت الأعضاء تفردا واختصاصا ازدادت استقلالا من الحقائق البيولوجية الى الحقائق الاجتماعية "من ميدان البيولوجيا الى ميدان الحياة الاجتماعية " نشط سبنسر في تطبيق ما توصل إليه في الميدان البيولوجي على الميدان الاجتماعي: 1. الأفراد وحياة الفطرة اتسمت حياة الجماعات البشرية الأولى بالتشابه والتماثل في انتسابهم الى مجتمع تتشابه فيه طرق المعيشة والحاجات والغايات ووسائل العيش والاقتصاد والنمو والدفاع والأمن والزواج والدين والمعتقدات والأساطير...الخ وفي مرحلة ما حدث تطور في الحياة الاجتماعية والانتقال من سذاجة الفطرة الى مرحلة اكثر ارتقاء لوحظ فيه ظهور الفوارق بين الأفراد وتقاسم وظيفي لشؤون الأسرة والعمل وما الى ذلك من شؤون الحياة الاجتماعية. وفي مرحلة اكثر تطورا ورقيا لوحظ ازدياد في التخصص والاستقلالية الفردية. 2. انقسام المجتمعات: - كلما ازداد التخصص والتفرد كلما انقسمت المجتمعات الى طبقات اكثر. - شيوع ظاهرة التخصص والتفرد في أدق مظاهرها. تعقيب / تساؤل: هل التخصص والتفرد يشكلان مصدر قوة أم ضعف للمجتمع؟ تماسك أم تفكك؟ إن الإسراف في التخصص لا يعني استقلال كل كائن عن الآخر او كل طائفة اجتماعية عن بقية الطوائف الأخرى في المجتمع وعلى العكس من ذلك فالتخصص ينطوي على التضامن والتعاون ويتجه نحو التآلف ؛ فالعدالة تستوجب ضمانات لتحقيقها كالقضاة والمحامون ووكلاء الدفاع والكتاب والمحضرون بحيث ينصرف كل الى عمله ليتحقق القصد والهدف العام كما أن التآلف ينسحب على الدور التكاملي الذي يؤديه كل من التاجر والصانع والطبيب والمدرس وعامل النظافة والمزارع والجندي والشرطي بحيث ينصهر الجميع في بوتقة واحدة تنزع نحو وحدة القصد والهدف رغم التفرد والاختصاص. ملخص نظرية سبنسر تتلخص النظرية التطورية عند سبنسر في: - الانتقال من التشابه الى التباين او من التعميم الى التخصص او من الاستقلال الانعزالي ( فوضى الشيوع ) الى النظام والتدرج. - هذه المعاني لا تتغير، فهو شرحها في كتابه " المبادئ الأولى " وفي كتبه الأخرى " مبادئ علم النفس وعلم الحياة وعلم الاجتماع ". ثالثا: نظريته في طبيعة المجتمع أ. المحددات النظرية: إن نظرية سبنسر في المجتمع تنبع أصلا من فلسفته في التطور الاجتماعي هذه الفلسفة ستؤدي حتما الى مماثلة بين المجتمع والكائن الحي ولكن بشرط. أي أن المجتمع فقط يشبه الكائن الحي ولكنه يتطابق معه. كيف؟ عبر ثلاث ماهيات. 1. ماهية المجتمع: حسب داروين و هيغل بصفة خاصة يتفق سبنسر على اعتبار المجتمع جزء من النظام الطبيعي للكون وبالتالي فهو يرفض الفكرة التي تعتبره شيئا خارجا عن هذا النظام. 2. ماهية علم الاجتماع: إن اعتبار المجتمع جزء من النظام الطبيعي للكون يستوجب، حسب سبنسر، النظر إليه كفرع من منظومة التفسير الطبيعي التي تطبق على سائر مظاهر الكون وليس على المجتمع فقط. وعلى هذا الأساس فإن علم الاجتماع هو محاولة لمعرفة نشأة المجتمع وتركيبه وعناصره وهيئاته ومراحل نموه وتطوره وما الى ذلك من المظاهر التي تخلفها العوامل الطبيعية والنفسية والحيوية بوصفها عوامل تعمل متضافرة في عملية تطورية موحدة. 3. ماهية التطور الاجتماعي: هكذا فان التطور الاجتماعي ليس إلا عملية تطورية عضوية ليس بالمعنى البيولوجي النصوصي بل بالمعنى الاصطلاحي الذي يخلص سبنسر الى تسميته بالتطور فوق العضوي. ب. التطور فوق العضوي: ما هو؟ = التطور العضوي؟ إن التحدث عن تطور عضوي ( بمعنى بيولوجي ) وتطور فوق عضوي ( بمعنى اصطلاحي ) يعني أن سبنسر بصدد الحديث عن مقارنة الكائن الحي من جهة والمجتمع من جهة أخرى. وبما أن المنهج المقارن يستوجب ضبط التشابهات ( التماثلاث ) والاختلافات ( التمايزات ) فمن الواضح أن سبنسر عندما يتحدث عن عناصر تشابه بين المجتمع والكائن الحي إنما يتحدث أيضا عن فروقات لذا نراه دقيقا في اختياره للمصطلحات والمفاهيم بالقدر الذي يسمح له ببناء نظرية تجد لها موقعا ملائما بين النظريات الاجتماعية التي أعقبت ظهور علم الاجتماع على يد اوجست كونت. السؤال: ماهي طبيعة الفرو قات بين التطور العضوي والتطور فوق العضوي؟ جواب: لدى مقارنته للمصطلحين في نطاق المجتمعات الحيوانية يرى سبنسر أن التطور فوق العضوي وإن كان موجودا في مجتمعات النمل والنحل مثلا بوصفها مجتمعات راقية إلا انه يبقى اقل وضوحا. إذن المسألة تتعلق بمدى تعقد المجتمعات المدروسة، أي بمدى تخصصها، وفي هذا السياق يعقد سبنسر مقارنة بين المجتمعات الحيوانية والمجتمعات البشرية، فماذا يلاحظ؟ يلاحظ أن المجتمعات الحيوانية ليست معقدة كالتعقيد الذي يمكن ملاحظته في المجتمعات البشرية. لماذا؟ وأين يكمن التعقيد؟ مبدئيا فإن الاجتماع الحيواني يشتمل على ضرب من السلوك والأثر ما هو أشد تعقيدا مما لدى الاجتماع الإنساني، غير أن الاجتماع الإنساني ينطوي على تفاعل في مستوى العلاقات الإنسانية وتشابك المصالح والرغبات بين الأفراد مما ينجم عنه ضروبا من السلوك والآثار أشد تعقيدا وأشد تنوُّعا الى الحد الذي يجعله أرقى صورة للتطور العضوي. ج. محتوى المماثلة البيولوجية المجتمع كائن حي؟ في ضوء ما سبق، وحسب سبنسر، فإن: - المجتمع عبارة عن كائن عضوي أو مركب عضوي يشبه الجسم الحي. - عناصر المجتمع وهيئآته تشبه نظائرها في الكائن الحي. كيف؟ 1. من حيث التشابهات: فالمجتمع كالفرد مزود بجهاز للتغذية يتمثل في هيئاته وطبقاته المنتجة، ومزود بدورة دموية تتمثل في نظم التوزيع وطرق المواصلات، ومزود بجهاز هضمي وإخراجي يتمثل في نظام الاستهلاك، ومزود بجهاز عصبي يتمثل في الحهاز التنظيمي والادارة والحكومية التي تتولى قيادة المجتمع والاشراف على مصالحه. 2. من حيث الفروقات: v ان عناصر الكائن الحي تكون كلا متماسكا ومتحددا بصفة مباشرة.هذه الكلية تتمظهر في اتحاد مادي محسوس لجميع العناصر. v ولكن في المجتمع فان العناصر / العوامل إنما تؤدي الى الوحدة / الكلية لانها عناصر خارجية وليست عضوية كما هو التركيب العضوي للفرد. وهذه العوامل تتجلى باللغة والعواطف والانفعالات والافكار والمعتقدات والتقاليد والعرف...الخ v ان الجهاز العصبي ـ مثلا ـ في عقل الكائن يشغل جزء صغيرا من التركيب البيولوجي \العضوي للفرد، بينما في المجتمع نجده ممثلا بالجهاز التنظيمي والادارة والقيادة. أي أنه موزع بين الافراد ولكل انسان الحق في المساهمه فيه في اطار توجيه المجتمع. v المجتمع يشبه الفرد من حيث النشأة والتكوين، حيث ينشأ بصورة بسيطة ضيقة النطاق ثم يأخذ حجمه بالنمو وعدد افراده بالتكاثر. اذن المجتمع يشبه الكائن الحي في حالة النشأة أي في الحالة التي يتبعها تميز في الهيئات والاعضاء والتركيب المعقد [ انتقال من التجانس اللامحدود الي التباين المحدود ] ولكن نمو المجتمع لا يكون عن طريق التزايد البسيط الضيق بل من خلال اندماج هيئاته واتحاد بعض المجتمعات الصغيرة وتفاعل اتجاهاتها والتيارات التي تسودها، هنا تبدأ حالة التعقيد في بنية المجتمع وتركيبه. المجتمع بين الاستقرار والانحلال يقضي قانون النشوء والارتقاء بخضوع الكائنات الحية لوجهي القانون. فاذا كان الكائن الحي ينشأ وينمو فهو ايضا ينحل. وهكذا المجتمع حين يشبهه سبنسر بالكائن الحي فهو حتما خاضع للوجه الاخر للقانون وهو الضعف والانحلال. 1. استقرار المجتمع: ان نشوء المجتمع مرحلة تتواصل مع مرحلة النمو، وما بين اكتمال نمو المجتمع وتعقيده من جهة وانحلاله من جهة اخرى ثمة مرحلة استقرار يبلغ فيها المجتمع من القوة ما يزيد من اندماج عناصره وهيئآته وتماسكها. في هذه المرحلة يكون المجتمع في أوج استقراره. فما الذي يحدث عند استقرار المجتمع؟ ما ان تستمر الحياة لاجتماعية الى حد ما حتى تاخذ الظواهر والنظم الاجتماعية في الارتقاء والتطور، وهذه العملية تعني الانتقال من حالة التجانس الى حالة التباين والتخصص. وخلال انتقالها من حالة الى حالة فإن الظواهر والنظم الاجتماعية ستتاثر بنوعين من العوامل: - العوامل الداخلية: تتعلق هذه العوامل بالناحية الفردية. أي كل الخواص الفردية ذات الصلة بالتكوين الطبيعي والتكوين العاطفي العقلي للافراد الذين يكوِّنون المجتمع. فالظواهر التي تقوم في المجتمع تنشأ في واقع الامر متاثرة بالخواص الفردية هذه. بمعنى ان الافراد يشكلون ظواهر المجتمع وفق الخواص المشار اليها. - العوامل الخارجية: هي كل العوامل التي تقع خارج نطاق الخواص الفردية ولكنها تؤثر على الافراد تأثيرا مباشرا وعلى الظواهر الاجتماعية بوصفها نتاج لأوجه نشاط الافراد.هذه العوامل هي البيئة: كالبيئة الجغرافية والطبيعية وظروف المجتمع المناخية وموقعه وما الى ذلك من المؤثرات البيئية. 2. انحلال المجتمع: ان ارتقاء وتطور المجتمع عملية تنسحب على شتى مناحي الحياة الاجتماعية من نمو في الوحدة السياسية ( الاسرة، قبيلة، مدينة، دولة، هيئة، أمم...الخ ) والوحدة الاقتصادية (صناعة منزلية، مهن، ثورة صناعية آلية ثم ثورة صناعية كهربائية، وكذلك نظم الشركات المساهمة والاحتكار والاستعمار...الخ ) ونمو في الوحدة السكانية (عائلة ثم قرية ثم مدينة...الخ )...الخ ان التطور كان وما يزال مصحوبا بظاهرة ملازمة هي ظاهرة " تنافر القوى وتنوع الوظائف وتفرع الاختصاصات ". فالعامل الاجتماعي ازداد تنوعا فيما ازدادت المهن والصناعات تخصصا وخضعت مظاهر الانتاج الاخرى لهذه المبادئ. لا بل نجد تنوعا بين خصائص الريف والمدن وبين دولة وأخرى او بين وحدة اقليمية واخرى، وفي كل ناحية من نواحي الحياة الاجتماعية نجد تطبيقات صحيحة لهذه المبادئ في السياسة والدين والاخلاق والعلم والفن والاقتصاد. وفي المقابل نجد انحلال يعقب التطور. إذ ثمة مجتمعات تضعف بعد قوة ومدنا تتقوض وتنحل وتفقد مكانتها، ودولا يحل بها الظلم والهوان والفقر والتخلف بعد مجد وسلطان وأخرى تقوم من جديد وتأخذ بأسباب النشوء والارتقاء في عملية خلق متجددة في الحياة الانسانية. تعقيــب ولكننا نلاحظ دولا وشعوبا وقبائل تأبى الانعتاق من تخلفها وبدائيتها مقابل دول وشعوبا تصر على ديمومة الارتقاء وعدم الانتكاس. رابعا: نظريات سبنسر في شؤون المجتمع كثيرة هي النظريات التي يعرض لها سبنسر في فلسفته الاجتماعية، منها ما يتعلق بالشؤون السياسية والاقتصادية وبعضها يتعلق بالشؤون الاخلاقية والدينية. نظريته في تصنيف المجتمعات يقسم سبنسر المجتمعات باعتبارين: 1. من ناحية التكوين المورفولوجي: مجتمعات بسيطة أومركبة في هذا النوع تكون الوحدات الاجتماعية أو التجمعات البشرية متجانسة بما يشبه الفوضى البدائية شأنها في ذلك شأن الانواع الدنيا من الحيوان ثم تاخذ في النمو كما ينمو جسم الانسان فترتقي وتتجه بالتدريج نحو التعقيد في التركيب والتنوع في الوظائف والظواهر والنظم ومن ثم الاستقرار. ومن الضروري أن يحدث اتحاد بين هذه التجمعات إما عن إرادة وقصد وإما عن طريق القهر والتغلب لكي يحصل الانتقال من حالة التجمعات البسيطة الساذجة الى حالة التعقيد والتركيب. 2. من ناحية الوظيفة: مجتمعات حربية أو صناعية يرى سبنسر أن بعض المجتمعات من يعيش سكانها رغبة في القتال كالتي سادت نظم الحياة الاقطاعية في أوروبا سابقا وهو حال المجتمعات الحربية. وهناك من المجتمعات من يقتصر عيشها على مكافحة المتاعب في الحياة والصراع في معركتها. مثل هذه المجتمعات ليس لها غاية الا العمل للتغلب على مصاعب الحياة وهو حال المجتمعات الصناعية. النظرية الوظيفية اولا: جذور النظرية لما نتعرض للوظيفية بالدرس والتحليل والفهم علينا اولا ان نأخذ بعين الاعتبار ان للنظرية الوظيفية: 1. جذورا ابستيمية ومعرفية تسبق تحول الوظيفية الى نظرية، ولما نبحث عن الجذور فاننا في الواقع نقوم بمقاربة للوظيفية كمفهوم قبل ان نقف عليها كنظرية هذه الجذور المعرفية نجدها لدى علماء الاجتماع الاوائل امثال سان سيمون و اوجست كونت و اميل دور كايم و مارسيل موس وحتى كارل ماركس و ماكس فيبر. وهي في وضعها هذا لا تعدو ان تكون مجرد مقاربة ولكنها قابلة للارتقاء الى مستوى النظرية. 2. ان النظرية الوظيفية هي نظرية جزئية وليست نظرية كلية في علم الاجتماع وهذا هو حالها فيما لو قارناها بالنظرية الماركسية التي تقدم نظرة شاملة للمجتمع. 3. بدء من العقود الاولى للقرن العشرين اخذت الوظيفية بالهيمنه على ساحة علم الاجتماع خاصة بعد ان نشطت المدرسة الانجلو سكسونية التي ضمت كلا من روبرت ميرتون و راد كليف براون و تالكوت بارسونز ومالينوفسكي في انجاز ابحاث استندت الى النظرية الوظيفية او ما عرف بالبنائية الوظيفية. هكذا علينا أن نقر انه من العبث فهم هذه المقاربة الجديدة قبل ان نرجعها الى جذورها المعرفية الاولى، أي الى المقاربة الوضعية التي انبثقت منها. كيف؟ لقد اوجد اوجست كونت قطيعة بين ما يسميه هو بقرون الميتافيزيقيا والقرن التاسع عشر او ما يسميه بالقرن الوضعي العلمي. هذه القطيعة ترتب عليها بروز تصورات جديدة تتعلق بالنظام السياسي والنظام الاجتماعي والنظام المعرفي. كما ان كونت بشر بوراثة العلماء والفلاسفة والصناعيين لرجال العهد الميتافيزيقي البائد، أي انه بشر بنظام اجتماعي وسياسي سيرتكز على العلم والفلسفة والصناعة. وهكذا، فكلما تغيرت المعرفة بالاتجاه العلمي والوضعي كلما امكن التوصل الى اقامة نظام سيلسي وضعي. السؤال: ما هي قيمة التصور الوضعي للاجتماع والسياسة والمعرفة؟ قيمة التصور الوضعي تنعكس على علاقة المعرفة بواقعها.أي ان المعرفة لم تعد نظرية مجردة بالقدر الذي ستصبح فيه تطبيقية. في هذا الاطار من التصور الوضعي سيكون دور المقاربة الوظيفية هو التعامل الواقعي مع الظواهر الاجتماعية. فهل حصل مثل هذا التعامل؟ في واقع الامر نعم. فقد بدأ هذا التعامل الواقعي مع الظواهر مع سان سيمون لما اعترف – مثلا - بمفهوم المواطنة وأعلى من شأنه على حساب مفهوم الكونت، ثم لما اعتبر الدين ظاهرة اجتماعية وجردها من كل مقدس. ولكن مع اوجست كونت كان التعامل الواقعي مع الظواهر ابلغ اثرا حيث جعل من ظاهرة الدولة ظاهرة نمطية فقسمها الى ثلاثة اقسام / انماط تعبر عن ثلاث مراحل هي: - الدولة الثيولوجية تعبير عن المرحلة اللاهوتية. - الدولة الميتافيزيقية تعبير عن المرحلة الفلسفية \الميتافيزيقية – الطبيعية. - الدولة العلمية تعبير عن المرحلة الاخيرة / الصناعية او الفكر الوضعي العلمي. بعد هذه التجربة المعرفية في تنميط مراحل التطور البشري الفكري توصل كونت الى تجاوز الفلسفة النظرية المجردة التي اخفقت لانها عجزت عن تحليل واقع الانسان وشرع كونت في بناء شجرة المعرفة متوجا اياها بعلم الاجتماع الذي كان عليه ان يلعب دورا اساسيا في تحليل وافع الانسان. وهكذا ستكون المقاربة الوظيفية ترجمة لكل التصورات التي حصلت داخل المقاربة الوضعية. آخر مواضيعي |
||||
2011-11-27, 17:27 | رقم المشاركة : 303 | ||||
|
اقتباس:
الخـــــــــلاصة لاشك ان توضيحات ميرتون تمثل اضافات هامة بالنسبة لعلماء الاجتماع الذين يصرون على استعمال التحليلات الوظيفية في دراساتهم للوظائف الاجتماعية، فتعديلات ميرتون للصيغ القديمة للنظرية الوظيفية تعد تعديلات ضخمة بحيث يمكن تسمية علماء الاجتماع الذين تبنوا تفكيره بـ" الوظيفيين الجدد " الجزء الثاني: النظرية الاجتماعية المعاصرة نظرية الصراع الاجتماعي " رالف داهرندوف " R. Dahrendof مفهوم الصراع الاجتماعي: يحدث الصراع الاجتماعي نتيجة لغياب الانسجام والتوازن والنظام والاجماع في محيط اجتماعي معين. ويحدث ايضا نتيجة لوجود حالات من عدم الرضى حول الموارد المادية مثل السلطة والدخل والملكية او كليهما معا. اما المحيط الاجتماعي المعني بالصراع فيشمل كل الجماعات سواء كانت صغيرة كالجماعات البسيطة او كبيرة كالعشاثر والقبائل والعائلات والتجمعات السكنية في المدن وحتى الشعوب والامم. والفكرة الاساسية تتجلى في القول ان قضية الصراع بين المجموعات البشرية هي في الواقع ظاهرة عضوية في الحياة الانسانية والعلاقات السائدة بينها. ويمكن ايراد نوعين من الأسباب حول استيطان الصراع الاجتماعي كظاهرة اجتماعية بين المجموعات البشرية: 1. ثمة ما يسمى بـ" الرموز الثقافية " وهو نوع من الاسباب التي تؤدي الى انسجام بين البشر او الى خصام. والخصام في هذا السياق قد يتجلى في الاختلاف على مفهوم السلطة المادية. فمن له الحق في السلطة وتملكها؟ ولماذا؟ هو سؤال يسمح بنشوب صراع. 2. ومن وجهة نظر ماركسية فان قضية العدالة الاجتماعية تعد متغيرا بنيويا في اثارة الصراعات الاجتماعية طالما ان هناك توزيع غير عادل للثروة. بعض تعريفات الصراع الاجتماعي يقدم علماء الاجتماع السياسي وعلماء الانثروبولوجيا بعض التعريفات التي تساعدنا في التعرف على معنى الصراع في ادبيات العلوم الاجتماعية، ولنأخذ اثنين من هذه الادبيات: أولا: رالف داهرندوف يقدم عالم الاجتماع الالماني هذا الصراع على انه "حصيلة العلاقات بين الافراد الذين يشكون من اختلاف في الاحداث ". ثانيا: لويس كوزر هو عالم اجتماع امريكي معاصر اهتم بالنظرية الوظيفية وقدم مساهمة في نظرية الصراع الا جتماعي. هذه المساهمة تعرف الصراع بـ: " انه مجابهة حول القيم او الرغبة في امتلاك الجاه والقوة او الموارد النادرة ". وفي هذا السياق للتعريف فان الاطراف المتصارعة لا ينحصر اهتمامها بكسب الاشياء المرغوب فيها بل انها تهدف الى وضع المناوئين اما في حالة حياد او ان يقع الاضرار بهم او القضاء عليهم. مشروعية الصراع الاجتماعي - الجذور: تهتم النظريات السوسيولوجية باستكشاف اسباب الصراع الاجتماعي وانعكاساتها، وتحاول ان تطرح رؤىً فكرية بخصوص امكاية نفي المفهوم او التحكم فيه. أي البحث في استعمال المفهوم وتوظيفه لتبرير غايات سياسية او اقتصادية او اجتماعية او حتى فلسفية. ولكن كيف؟ ان الفكر النظري حول الصراع الاجتماعي هو فكر قديم جدا ولعل نظرية كارل ماركس حول الصراع الطبقي تمثل حصيلة لتراكم الزاد المعرفي لهذه النظرية. فالصراع الاجتماعي عند ماركس له جذور اقتصادية تشكل الطبقات الاجتماعية اساسه عند المجموعات البشرية. فالصراع الطبقي حسب الماركسية هو القوة المحركة للتاريخ. من جهة أخرى يرى البعض كـ " روبرت مالتوس " صاحب النظرية الشهيرة في السكان بان الثروات وقتل الملايين من الافراد عبر وسائل العنف المتعددة والمتنوعة هي مسألة ضرورية لتقدم البشرية. بعبارة اخرى فالصراع الاجتماعي من هذا المنظور اساسيا وضروريا لإحداث تغير اجتماعي ايجابي وكأن فلسفة التقدم والتنمية التي اجتاحت اوربا في القرن 19م ما كان لها ان تنجح لولا البعد العنفي الكامن فيها. وفي هذا السياق يبدو أن للصراع وظيفة ايجابية. - في علم الاجتماع بالنسبة لنظرية الصراع في علم الاجتماع فيمكن الاشارة الى المعالم التالية: فمن جهة تُعَدُّ نظرية الصراع الاجتماعي كطليعة للفكر الماركسي، ومن جهة ثانية تُعَدُّ بديلا للنظرية البنيوية الوظيفية، بل انها تمثل مخرجا للنظريتين فهي من جهة تحمل بذورالوظيفية وفي نفس الوقت تحمل بذور الماركسية لذا فهي تستعمل مضامين وجواهر كلا من الوظيفية والماركسية بحيث يستحيل ردّ اطروحاتها الى أي من هما منفردة. كنا قد اشرنا الى النقد الذي تعرضت له البنيوية الوظيفية على عدة مستويات باعتبارها نظرية محافظة ذات طابع ايديولوجي وغير قادرة على التعامل مع التغيرات الاجتماعية كونها ركزت في انطلاقاتها علىاستقرار البنى الاجتماعية حتى فقدت القدرة على تحليل الصراع الاجتماعي. لذا يمكن القول بان نظرية الصراع الاجتماعي تمثل محاولة قام بها العديد من علماء الاجتماع للمحافظة على الاهتمام بمفهوم البنية والاعتناء بنفس الوقت بمفهوم الصراع. ويعد كتاب عالم الاجتماع الامريكي " لويس كوزر" المنشور تحت اسم " وظائف الصراع الاجتماعي 1950 " أول محاولة تنظيرية في هذاالصدد. أي انه أول محاولة امريكية تتعامل مع الصراع الاجتماعي انطلاقا من رؤية البنيوية الوظيفية مما يعني ان كوزر انفرد نوعا ما بنظرة ايجابية للصراع الاجتماعي. ومع ذلك فالبعض يرى ان دراسة الصراع الاجتماعي يجب ان يتجاوز الوظائف الاجتماعية الايجابية لهذا الصراع. فما الذي يعنيه هذا البعض؟ المعنى يكمن في النظرية الماركسية. فلعل ابرز ضعف تشكو منه نظرية الصراع الاجتماعي هو فقدانها لارضية النظرية الماركسية، ولعل الاستثناء الوحيد في هذا الميدان هو عالم الاجتماع الالماني " رالف داهر ندوف " الذي حاول تلقيح نظرية الصراع الاجتماعي بأطروحة الفكر الماركسي فكان كتابه " الطبقة وصراع الطبقات " أهم عمل سوسيولوجي حول نظرية الصراع الاجتماعي. ومع هذا فإن داهرندوف يكاد يستعمل نفس الاطار التحليلي الذي تبناه علماء الاجتماع الوظيفيون " البنى والتنظيمات الاجتماعية ". ومن ناحية اخرى فقد نبه داهرندوف الى أن عناصر النسق الاجتماعي يمكن ان تعمل معا متناسقة ويمكن ان تعرف صراعا وتوترات ذات بال، فالمجتمعات تتمتع بحركية والصراع هو أحد ملامح هذه الحركية ومثلما ان هناك تناسق اجتماعي فثمة أيضا مجابهات وتوترات اجتماعية. وفي النهاية يمكن النظر الى نظرية الصراع الاجتماعي على أنها مرحلة عابرة في تاريخ تكون النظرية السوسيولوجية. ويعود فشل تبلورها الى عدم الاستفادة الكافية من الفكر الماركسي الذي كان انتشاره ضئيلا قبل الخمسينات في القرن العشرين بين علماء الاجتماع الأمريكان ومع ذلك فالنظرية الصراعية هيأت الظروف المناسبة لقبول الفكر الماركسي بين المثقفين الأمريكان مع مطلع الستينات من نفس القرن. ومما يؤخذ على نظرية الصراع الاجتماعي أيضا أنها تركز في تحليلاتها على البنى الاجتماعية مهملة بذلك دور الأفراد وتفكيرهم وسلوكاتهم، فالوظيفية أصلا لم تعط دورا للفرد ولا أهمية له. والواقع أن علم الاجتماع الأمريكي لم يعط الفرد أي دور في فهم وتفسير الظواهر خلا نظرية التفاعل الرمزي للأنثروبولوجي الأمريكي "جورج هر برت ميد ". نظرية الصراع عند رالف داهرندوف مكونات النظرية " الجهاز النظري = المعرفي " تتكون نظرية داهرندوف من عدة افكار ومقولات يمكن عرض ابرزها في الملاحظات التالية: 1. كل مجتمع يظل عرضة بصفة دائمة الى عملية التغير. 2. ان العديد من عناصر النسق الاجتماعي تساعد على تفكك المجتمع وإحداث التغير فيه. 3. كل مجتمع له نظام اجتماعي قائم على سلطة القهر والتهديد التي يمارسها أفراد المجتمع المنتصبون على قمة الهرم الاجتماعي. إلى هنا يمكن أن نطرح عدة تساؤلات: فهل من الممكن أن يبقى المجتمع جامدا غير متحرك؟ وكيف نقيس سرعة التغير في المجتمع؟ هل هو بطئ؟ ام انه يسجل قفزات؟ أم انه ذو طبيعة شاملة؟ وما هي كثافة التغيير؟ ان تربع طبقة، فئة، شريحة ما على قمة السلطة ستدفع الى الهيمنة والتسلط وبالتالي ستمهد الى صراع مكشوف على السلطة او الحقوق. 4. حسب داهرندوف فالنظرية السوسيولوجية ينبغي أن تنقسم الى قسمين: - نظرية الصراع: Conflect Theory وهذه تهتم بدراسة صراعات المصالح وأشكال القهر التي تحافظ على سلامة المجتمع. - نظرية الوفاق: Consens Theory وهذه تركز على دراسة الدمج في المجتمع " مثل النظرية الوظيفية " وهكذا يعترف داهرندوف أن المجتمع لايمكن أن يوجد بدون وجود الصراع والوفاق معا واللذان يكملان بعضهما البعض. ولأن الصراع يحدث في المجتمع الذي يسوده الاتفاق في جميع أجزائه فان الصراع أيضا يحدث طالما يولد الحاجة الى الوفاق. ملخص نظرية الصراع عند داهرندوف: ينبغي بناء النظرية السوسيولوجية على مبدأين: - مبدأالصراع - مبدأ الوفاق هذا يعني حسب النظرية الصراعية أنه لن يكون هناك وجود لاي مجتمع بدون حضور المبدأين الضرورين لبعضهما البعض. فالمجتمع الذي يسوده الاتفاق بين أجزائه لطالما يحدث فيه صراع بين اجزائه والعكس صحيح، فالصراع طالما يؤدي الى اتفاق فيما بين اجزائه. مناقشة النظرية بداية، فان عالم الاجتماع الألماني غير متفائل بخصوص الوصول الى نظرية سوسيولوجية وحيدة تشمل مبدأي الصراع والوفاق بين الأجزاء المكونة للمجتمع. أولا: مفهوم السلطة لدى داهرندوف في معاينته لعنصر السلطة في المجتمع يناقش داهرندوف مبدأ نشوب الصراع الاجتماعي. فهو يرى ان المجتمع يحافظ على النظام بواسطة ما يسمية بالضغوط القوية. وهذا يعني ان بعض المواقع الاجتماعية في المجتمع تتفوق بقوة السلطة على مواقع اخرى في نفس المجتمع. هذه قضية تذكرنا بنظرية ابن خلدون في الصراع الاجتماعي حين تتخذ القبيلة الاقوى من العصبية مبررا للهيمنة والتسلط واخضاع القبائل الاخرى الاضعف وبالتالي إقامة الحكم، فالعصبية الغالبة هي التي تتفوق على العصبيات الاخرى الضعيفة وهي التي تنصب نفسها صاحبة القوة على قمة الهرم الاجتماعي وليس لها من وظيفة الا المحافظة على النظام الاجتماعي القائم في المجتمع. اذن المحافظة على النظام الاجتماعي في المجتمع لا تتوفر الا من خلال الضغوط القوية. فما الذي يعنيه داهرندوف بوجود قوة مهيمنة عل القوى الاخرى؟ هذا الواقع التسلطي لبعض القوى على القوى الاخرى قاد داهرندوف الى الاعتقاد بان التوزيع التفاضلي للسلطة يصبح، باستمرار، بمثابة العامل الحاسم في بلورة الصراعات الاجتماعية.وهذا الاعتقاد يطرح تساؤلات عديدة يبرزها الواقع الاجتماعي حول الجوهر الذي تدور حوله الصراعات الاجتماعية مثل: من له السلطة الاكثر في المجتمع؟ او من هو صاحب الامتياز الاكبر في احتكار السلطة؟ هل هو الثقافي؟ هل هو صاحب الرأسمال؟ من يتحكم بمن؟ ومن يسيطر على من؟ من الملاحظ أن إثارة التوزيع غير العادل للسلطة يقرب داهرندوف من الرؤية الماركسية للصراع الاجتماعي. فكلما كانت السلطة موزعة تفاضليا بين شرائح المجتمع كلما مثلت العامل الحاسم في نشوء الصراعات. هذه الفرضية ستحمل داهرندوف على الولوج إلى قلب النظرية الماركسية التي تتحدث عن طبقات مهيمنة وطبقات مهيمن عليها. فما هي الفكرة الرئيسية؟ السلطة كواقع اجتماعي: أولا: يتحدث داهرندوف في فكرته الرئيسية عن السلطة عن مواقع اجتماعية في المجتمع تتمتع بأحكام ورؤى مختلفة للسلطة، وهذه المواقع هي التي تمتلك السلطة. فماذا يقصد بالمواقع الاجتماعية؟ يقصد داهرندوف أن الأفراد في المجتمع بوضعياتهم الفردية في المجتمع لا يملكون السلطة. ولكن المواقع الاجتماعية التي يشغلها الأفراد هي التي تمتلك السلطة. فالسلطة إذن لا تأتى الى الفرد من حيث كونه فرد، إذ أن المجتمع هو في أحد مكوناته يمثل مجموع الأفراد وليس من المعقول أن يتولى مجموع الأفراد السلطة. لذا فان السلطة لا تأتى إلى الأفراد من مواقعهم الفردية إنما من خلال المواقع الاجتماعية. ثانيا: لم يهتم داهرندوف ببنية المواقع الاجتماعية فحسب. فكما قلنا فإن لهذه المواقع أحكاما ورؤىً مختلفة تجاه السلطة وبالتالي ثمة تعارض فيما بينها. وهذا يعني أن داهر ندوف سيهتم حتما بالصراعات فيما بينها. فأين تكمن هذه الصراعات؟ في واقع الآمر فإننا حين نتحدث عن مواقع اجتماعية فلابد لنا أن نتحدث عن الأدوار الاجتماعية لأن كل موقع اجتماعي يؤدي دورا وهذه مسألة تحدَّث عنها الوظيفيون أو بعض من اهتم بالنظرية الوظيفية حينما جرى التمييز بين الوظيفة والدور، فالدين مثلا بنية تؤدي وظيفة اجتماعية ؛ ولكن الكاهن / الشيخ / القسيس يلعب دورا دينيا قد يكون مختلفا عن الوظيفة التي يؤديها الدين. كذلك الأمر فيما يتعلق بالسلطة، فالسلطة تؤدي وظيفية في المجتمع باعتبارها عنصرا بنيويا مركزيا فيه لا يمكن الاستغناء عنه ولكن المتمتع بموقع سلطوي يلعب دورا مختلفا عن الوظيفة التي تؤديها السلطة. وإذا كانت السلطة تمثل حاجة اجتماعية كما ترى الوظيفية فإن الدور لا يمثل حاجة اجتماعية إنما يعبر عن موقع اجتماعي يلعبه فرد ما. لذلك فان داهرندوف يرى بأن الأصل البنيوي للصراعات الاجتماعية ينبغي البحث عنه في منظومة الادوار الاجتماعية التي تكشف عن مواقع الهيمنة ومواقع الخضوع. ولكي نفهم بنية سلطة مهيمنة ومهيمن عليها يجب أن نبحث عن طبيعة الأدوار الاجتماعية التي يضطلع بها كلا الفريقين. وعليه فإن المهمة الأولى عند داهرندوف في صياغته لنظرية الصراع تتمثل بتحديد أدوار السلطة المختلفة في المجتمع. إذن السلطة الممنوحة الى المواقع الاجتماعية هي عنصر رئيسي في المنظور السوسيولوجي لداهرندوف وهؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بمواقع سلطوية يُنتظر منهم التحكم بأولئك الذين لا يملكونها، ونظرا لأن السلطة تكتسب شرعية معينة فعلينا أن ننتظر معاقبة كل من يخالفها. النظرية الكبرى للصراع سيستعمل داهرندوف مقولات ماركسية في تحليل الصراع بين الفئات الاجتماعية المختلفة أو مكونات المجتمع البنيوية. ويمكن أن يتخذ التحليل طابع الماكرو سوسيولوجي كتحليل الصراع بين نمطين اقتصاديين عالميين كالرأسمالية والاشتراكية مثلا، ويمكن ان يتخذ التحليل طابع الميكرو سوسيولوجي كالتنازع بين المجموعات المهيمن علها والمجموعات المهيمنة في إطار اجتماعي ما. ولأن داهرندوف عالم اجتماع ماركسي فهو يرى ان الصراع اساسه إما الميدان الاقتصادي أو ملكيات وسائل الانتاج. ولكن مثل هذه الصراعات باتت قديمة الطابع. ففي المرحلة الصناعية ظهرت صراعات جديدة مختلفة عن الصراعات القديمة، فما الذي سيفعله داهرندوف لصياغة نظريته الكبرى حول الصراع؟ - إن العمليات الكبرى للرأسمالية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تنازع الطبقات فيما بينها هو ما تقول به النظرية الماركسية. ولكن التنازع حول ملكية وسائل الانتاج أي حول العوامل الاقتصادية لم يعد هو الصراع الوحيد، ذلك ان العنصر البشري والمعطيات الاقتصادية المادية هي عناصر أخرى للصراع. - إذن منطلقات داهرندوف التي ظهرت في كتابه الشهير حول نظرية الصراع في المجتمعات الصناعية تتأسس، أولا وقبل كل شيئ، على تعميم عناصر الصراع الموجودة في نظريه كارل ماركس كمنطلق لبناء نظرية صراع كبرى. وهذا يعني أن محاولات داهرندوف تجاوزت المحتوى الماركسي لتبحث عن عوامل صراع جديدة والا كيف ينسجم داهرندوف مع نفسه حين يتحدث عن صراع ووفاق وحين يجعل من العلاقات الاجتماعية والقيم موضوعا لعلم الاجتماع الصراعي؟ محتوى النظرية الكبرى للصراع: حسب هذه النظرية فالمجتمع يتكون من مجموعتين يتحدد موقع كل منهما بما يمتلك من قوة وهما: - المجموعة المهيمنة - المجموعة المهيمن عليها سمات المجموعتين: 1. كل مجموعة من المجموعتين تكوِّن مجموعة مصالح مشتركة تجعلها تقف موقف العدو من المجموعة الأخرى، فحتى تحافظ كل من المجموعتين على وحدتها لا بد أن تخلق كل منهما بعض المصالح وإن كانت متناقضة. 2. تهتم المجموعة المهيمنة بالمحافظة على الوضع كما هو لأنها تقع في منطقة امتيازات أي مواقع اجتماعية نافذة بينما تهتم المجموعة المهيمَن عليها بالعمل على تغيير الوضع لصالحها. مثلا كأن تكافح المرأة لتغيير الوضع القائم لصالحها، ففي هذا المثال يتضح أن المنظومة القيمية تحد من حرية المرأة وحقوقها بحيث يبدو مجتمع الرجال مهيمنا على مجتمع النساء في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية...الخ 3. وكمجموعات منظمة لكل منها مصالح مشتركة فمن الطبيعي أن يشعر أفرادها بالانتماء المشترك ويعملون على إنشاء وسائل مادية وأيديولوجية وقيادية للدفاع عن مصالحها الأمر الذي يؤدي الى تبلور الصراع بطريقة واضحة وظاهرة، أي أن الصراع سيتحرر من حالة الجمود " الخفاء " الى حالة البروز " الظهور" ليغدو صراعا مفتوحا. 4. يرى داهرندوف أن الصراع كظاهرة اجتماعية في المجتمعات الرأسمالية الصناعية من الممكن أن يؤدي الى التغيير في المجتمع، وهذا التغيير يحدث كلما استطاعت المجموعة المهيمَن عليها أن تضعف قوة المجموعة المهيمِنة عند ذلك يصبح التغيير الاجتماعي اكثر احتمالا بما يلائم أهداف المجموعة الحقيقية. والفكرة الأساسية تتعلق في وظيفة الصراع كوسيلة من وسائل التغيير. 5. ولكن ما أن تنتصر المجموعات الضعيفة وتنتصب على قمة الهرم الاجتماعي حتى تظهر في المقابل مجموعات معارضة جديدة، وفي هذا السياق يتحدث داهرندوف عن حركية التغيير المستمر في المجتمع كونه متحرك غير جامد. 6. كما يعتقد داهرندوف أن الصراع بين مجموعتين في المجتمعات الرأسمالية والديموقراطية الحديثة ينتشر ليمس كل جوانب الحياة الاجتماعية في المجتمع كصراع المرأة ضد الرجل فيما يتعلق بالمشاركة في السلطة السياسية والمواقع الاقتصادية والأكاديمية والأسرية، وحتى الدين والعلوم والفنون باتت معرضة للصراع. ويخلص داهرندوف الى التأكيد على انه كلما انتقلت هذه النظرية من تفسير الصراعات الخفية الى تفسير التغيير الاجتماعي كلما اصبح واجبا أن تأخذ النظرية بعين الاعتبار سلوكات الأفراد والجماعات في أوضاع اجتماعية معينة، إذ أن منطق الصراع تكمله حركية الصراعات. وهكذا فإن نظرية الصراع الكبرى لـ داهرندوف مثل نظرية كارل ماركس تعتمد على النشاطات الصغرى MICRO ACTIVE كمنطلق في تفسير العمليات التاريخية الكبرى المجسمة للتغيير. https://www.ingdz.com/vb/showthread.php?t=48408&page=2 آخر مواضيعي |
||||
2011-11-27, 19:42 | رقم المشاركة : 304 | |||
|
لو سمحتوا اريد كتاب عن حضارة قرطاج. لانو عندي دراسة كتاب عن حضارة قرطاج |
|||
2011-11-28, 10:16 | رقم المشاركة : 305 | |||
|
كيف الدخل علبة الدردشة |
|||
2011-11-28, 19:20 | رقم المشاركة : 306 | |||
|
لو سمحتوا اريد كتاب عن حضارة قرطاج. لانو عندي دراسة كتاب عن حضارة قرطاج واريد بحث عن النظرية التطورية للانسان.من مصادر ومراجع موثوقة.وحب\ا لا يكون من الانترنت وينكم يا اصحاب الخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــير |
|||
2011-11-28, 20:02 | رقم المشاركة : 307 | ||||
|
اقتباس:
اخي وجدت لك كتب عن قرطاج ارجو ان تفيدك .اما بالنسبة لللنظرية التطورية ليس لدي مراجع الا الن اردت ان ابحث عنها عبر الانترنت وشكرا https://www.4shared.com/document/cJ1cezfk/__online.htm https://www.4shared.com/file/c2PIVA8K/__online.htm https://www.4shared.com/document/PSic0la8/_____.htm |
||||
2011-11-29, 14:24 | رقم المشاركة : 308 | |||
|
المطلوب مراجع في المقاييس التالية: علم الإجتماع علم المعلومات و الوثائق الفلسفة و أجركم على الله |
|||
2011-11-29, 15:54 | رقم المشاركة : 309 | ||||
|
اقتباس:
الاصول الفلسفية في التربية مراجع 1- فوزيه البكر . مدرستي صندوق مغلق . دار الرشد . الرياض.2005 . 2 -على السيد محمد الشخيبي : علم اجتماع التربية المعاصر . دار الفكر العربي . القاهرة .2002. 3-بسامة خالد المسلم : علم اجتماع التربية والتنمية.ذات السلاسل 1996. 4-حمدي على أحمد :مقدمة في علم اجتماع التربية. دار المعرفة الجامعية. الاسكندرية.1995. 5-صلاح الدين إبراهيم معوض : التربية و قضايا المجتمع. دار الفكر العربي.2001. 6-سعيد إسماعيل علي : (فلسفات تربوية معاصرة) سلسلة علم المعرفة, الكويت.1995. 7-نيللر : (الأصول الثقافية للتربية) ترجمة محمد منير مرسي و آخرون. عالم الكتب. القاهرة.1965 8-أحمد حافظ : و شبل بدران (أسس التربية) دار المعرفة الجامعية. سلسلة المكتبة التربوية .الإسكندرية.1994. 9-عادل السكري: نظرية المعرفة : من سماء الفلسفة إلى أرض المدرسة. الدار المصرية اللبنانية. القاهرة. 1999. 10 -حمد كمال يوسف عالية و آخرون : الفكر التربوية و أصوله، تطوره و اتجاهاته المعاصرة. الهيئة العامة للتعليم التطبيقي و التدريب. الكويت. 1988. 11 –مبروك عبدالعال جاد. النظرية التربوية عند باولو فريري . القاهرة . الأكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي . 2005 . الرمز المقرر282ترب علم الاجتماع التربوي المراجع: - د.فوزيه البكر . مدرستي صندوق مغلق : أحدث الاتجاهات المعاصرة في مجال اجتماعيات التربية. مكتبة الرشد . الرياض 2005 . - بسامة خالد المسلم : علم اجتماع التربية والتنمية.1996 . - على اسعد وطفة : علم الاجتماع التربوي وقضايا الحياة التربوية المعاصرة.1998 . - ناصر ثابت. دراسات في علم الاجتماع التربوي. مكتبة الفلاح . الكويت1993 . - الساعات المكتبية السبت 12-2-، الثلاثاء- 12- King Saud University. All rights reserved, 2007 | Disclaimer | CiteSeerx https://faculty.ksu.edu.sa/F.Al-Bakr/...%AC%D8%B9.aspx |
||||
2011-11-29, 16:08 | رقم المشاركة : 310 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2011-11-29, 16:11 | رقم المشاركة : 311 | ||||
|
اقتباس:
https://vb.arabsgate.com/archive/index.php/t-457382.html https://www.soufdz.net/vb/fxcm39739 |
||||
2011-11-29, 16:22 | رقم المشاركة : 312 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2011-11-29, 16:32 | رقم المشاركة : 313 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2011-11-29, 16:36 | رقم المشاركة : 314 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2011-11-29, 16:38 | رقم المشاركة : 315 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مرجع, يبدة, ساساعده |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc