أنا لست من الإخوان - الصفحة 21 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أنا لست من الإخوان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-11-02, 17:16   رقم المشاركة : 301
معلومات العضو
قاهر العبودية
عضو محترف
 
الصورة الرمزية قاهر العبودية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Laochra Diana مشاهدة المشاركة
[b]


عجبا !

لا تتعجب
اليك الجواب



لاحول ولا قوة الا بالله

حسبنا الله ونعم الوكيل








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 17:18   رقم المشاركة : 302
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة laochra diana مشاهدة المشاركة
" الكل سيذهب إلى الله بعد وفاته لكن السعيد من يذهب إلى الله في حياته " سيد قطب

فيا من ستذهب إلى الله بعد وفاتك , كيف تدعو بال"منافقين" أولئك الذين ذهبوا إلى الله في حياتهم ؟! - الإخوان -

الذين تعذبوا في السجون , و عوقبوا من طرف " ولاتكم " الشرفاء على قولهم الحق , و ماذا فعل السلفية غير المكوث في المساجد و " ضرب الشيتة " للحكام , و هذا ليس إسلاما

" إذا أريد للإسلام أن يعمل فلا بد للإسلام أن يحكم , فما جاء هذا الدين لينزوي في الصوامع و المعابد أو يستكن في القلوب و الضمائر . " سيد قطب


هل تسمي حكم أردوغان والغنوشي وبن كيران ومرسي وحمس وغيرهم اسلاما والله الذي لا اله الا هو لهو أسوأ من حكم من لا ترضون عنهم من الحكام هل تسمي تقنين الدعارة والخمور وحماية حقوق الشواذ والمثليين في تركيا حكم اسلامي ؟؟ هل تسمي الدعوة الى علمانية الدولة والى تحييد احكام الشريعة كما حصل في تونس ومصر والمغرب هذا اسلامي هل تسمي تشجيع الفن والفجور والرقص كما صنع رئيسكم الشرعي الغائب مرسي هل تسمي هذا حكما اسلاميا أم هذا من النفاق و التلاعب والتجارة بدين الله عز وجل









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 17:28   رقم المشاركة : 303
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










Icon16

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة laochra diana مشاهدة المشاركة
هم لا يخالفون الهدي النبوي يا أبا هاجر بل يخالفون حبكم للتذلل لهؤلاء ... و يخالفون كرهكم للحق و إن علا !

و منذ متى أصبح حفظ ماء الوجه مخالفا للسنة ؟؟
التذلل والتزلف وضرب الشيتة للسلاطبن العلمانيين يتجلى اليوم في الهيستريا التي أصابت البعض بفوز حزب أردوغان وهو حزب علماني ومبادئه علمانية رغم ان أردوغان لم يصنع لكم شيئا سوى اللطم والبكاء مثل الحريم ورفع شعار واسضافة الهاربين في فنادقه واراحة المصريين من شرهم ورفع شعار رابعة عندما داسكم العسكر في مصر كما اتضح لكل ذي لب انكم انتم من يصنع الطواغيت وقد فعلتم نفس الامر من قبل مع الهالك الخميني والقذافي وبن علي وغيرهم حتى اذا مالت بهم الكفة انقبلتم عليهم









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 17:35   رقم المشاركة : 304
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B18

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاهر العبودية مشاهدة المشاركة
إن كان كذلك-وهو كذبا كما تعرفون ولا تريدون أن تعترفون به-
إذا كان كذلك... فهو شرف للإخوان..لأنه من أرذل و أوسخ و أنذل طاغية معاصر..
و الأيام دواليك
وكل هذا نحتسبه لله ..وهو ناصر عباده ولو بعد حين

فلا تفرحوا بفراعينكم لأنهم في الأخير سوف يلاقوا ربهم بما فعلوا..و أما في الدنيا فهم الى مزبلة التاريخ وسوف تلعنهم الأمة جيل بعد جيل
بالفعل هو حقيقة فالاخوان اليوم يستاقطون في البلاد العربية وبالانتخابات والديمقراطية التي يقاتلون ويجاهدون في سبيلها وتونس ومصر والأردن والمغرب والجزائر خير مثال فلم تبق الا تركيا رغم ان فوز حزب أردوغان لا يقدم ولا يؤخر شيئا من اوضاع الاخوان في البلاد العربية فانا اتعجب من هاته الفرحة الهستيرية سوى انه ينطبق عليهم المثل القائل القرعة التي تتباهى بشعر أختها









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 18:06   رقم المشاركة : 305
معلومات العضو
أم عبدو
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

الذين سقطوا بالدم والقتل جاء بعدهم الرنجارس والمجرمون ... وبمباركة المتسلفين ولاعقي الاحذية وعلمان العرب الاستئصالين !
............................ السيسي متسلّف ! يكفر بالعلمانية..............................










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 18:13   رقم المشاركة : 306
معلومات العضو
عبد الباسط آل القاضي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبد الباسط آل القاضي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمته وبركاته
بعد الاستقراء والاسترواح تبين لي ان منافذ كثيرة استحدثت لا لشي الا للهوى واتباع الشهوات كالسياسة والحرية والديمقراطية وكل ما شابه هذا كلما ارادوا استحلال شيء واتباع الهوى استحدثوا مناهجا ومدارج وقوانين وسموها بغير اسمائها الحرية وحقوق الانسان وغيرها وما هي الا تحقيق للاهواء ولامراض النفوس والقلوب نسأل الله العفو والعافية










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 18:31   رقم المشاركة : 307
معلومات العضو
العثماني
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

شواهد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوسماحة 31 مشاهدة المشاركة
اردوغان : شكرا لكم اخواني... (حريم السلطان)....على الدعم والمساندة....النفقة ستزداد.... لكم .....سنحرر القدس ونقاتل اليهود....سنعيد مرسينا لكرسي مصر.....وسنطبق شريعتنا....ونغلق شواطئ العراة .....ولا نسمح لحرية المثليين .....وندعم اخواننا في ايران ب30 مليار ....وننظم للاتحاد الاوروبي ......شكرا
.....وأقدم لكم جائزة السجاعة ........

[/img]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هاجر القحطاني مشاهدة المشاركة
رأينا في هؤلاء هو نفسه رأينا في أردوغان الفارق فقط ان آردوغان جاءت به الديمقراطية الغربية التي يقاتل ويجاهد في سبيلها الاخوان والقطبيين
أما المنافق فهو الذي يسب آل سعود والسيسي ويمدح آردوغان
رأيت في المنتدى موضوعا بعنوان : نفاق الإخوان من أجل الإخوان

ولكن هذا الموضوع هو مناسبة جيدة لبيان نفاق المتمسلفة ؛ فالسيسي ولي أمر ؛ ولكن أردوغان كذلك هو ولي أمر. وإن وجب السمع والطاعة للسيسي وحرُم الخروج عليه باعتباره ولي أمر ؛ فلأردوغان مثل ذلك. فهو ولي أمر.

لكن المتمسلفة يأتونك بعشرات النصوص بل المئات في وجوب السمع والطاعة للحاكم وإن جلد ظهرك ؛ وفي تحريم الخروج ؛ وأن الخروج حرام بالسنان وباللسان بل وحتى بالقلب ؛ لكن لا يبدو أن هذه النصوص تنطبق على ولي أمر المسلمين في تركيا ؛ حيث نرى التهييج والتأليب والإنكار عليه ؛ فيا ترى أين تلاشت نصوص السمع والطاعة للحاكم وإن جلد ظهرك ؟ أم هي خاصة لآل سلول والخسيسي وأولياء الخمور في الخمارات العربية المتحدة ؛ أما أردوغان فلا سمع ولا طاعة ولا قال الله ولا قال رسوله ولا حكى الإجماع علماء السلف والتلف والعلف والخلف على تحريم الخروج


إن كان التحريض على ولاة الأمور يجعل المرء من الخوارج ؛ فنحن نرى من أصحاب الإقتباس أعلاه تحريضا وتأليبا علنيا ؛ فمبروك على الزملاء انضمامهم إلينا في نادي الخوارج .. أم أنني مخطيء ؟

وإن ادعو عكس مشاركاتهم ؛ قلنا لهم لزمكم الكف عن ولي أمر المسلمين في تركيا ؛ وادعوا له أن يرزقه البطانة الصالحة وأن يجنبه بطانة السوء ؛ فمالنا نراكم تتهجمون ؟ أخارجي أنت أم "...........إنه النفاق يا هند.........." ؟؟؟









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 18:45   رقم المشاركة : 308
معلومات العضو
العثماني
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صهيب رائع مشاهدة المشاركة
هل تعتقد اننا في روضة اطفال؟
بالنسبة لي نادرا ما اشعر أننا في روضة أطفال.
لكن كثيرا ما أشعر أننا في مدرسة للمتخلفين ذهنيا









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 18:49   رقم المشاركة : 309
معلومات العضو
صهيب رائع
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العثماني مشاهدة المشاركة
شواهد




رأيت في المنتدى موضوعا بعنوان : نفاق الإخوان من أجل الإخوان

ولكن هذا الموضوع هو مناسبة جيدة لبيان نفاق المتمسلفة ؛ فالسيسي ولي أمر ؛ ولكن أردوغان كذلك هو ولي أمر. وإن وجب السمع والطاعة للسيسي وحرُم الخروج عليه باعتباره ولي أمر ؛ فلأردوغان مثل ذلك. فهو ولي أمر.

لكن المتمسلفة يأتونك بعشرات النصوص بل المئات في وجوب السمع والطاعة للحاكم وإن جلد ظهرك ؛ وفي تحريم الخروج ؛ وأن الخروج حرام بالسنان وباللسان بل وحتى بالقلب ؛ لكن لا يبدو أن هذه النصوص تنطبق على ولي أمر المسلمين في تركيا ؛ حيث نرى التهييج والتأليب والإنكار عليه ؛ فيا ترى أين تلاشت نصوص السمع والطاعة للحاكم وإن جلد ظهرك ؟ أم هي خاصة لآل سلول والخسيسي وأولياء الخمور في الخمارات العربية المتحدة ؛ أما أردوغان فلا سمع ولا طاعة ولا قال الله ولا قال رسوله ولا حكى الإجماع علماء السلف والتلف والعلف والخلف على تحريم الخروج


إن كان التحريض على ولاة الأمور يجعل المرء من الخوارج ؛ فنحن نرى من أصحاب الإقتباس أعلاه تحريضا وتأليبا علنيا ؛ فمبروك على الزملاء انضمامهم إلينا في نادي الخوارج .. أم أنني مخطيء ؟

وإن ادعو عكس مشاركاتهم ؛ قلنا لهم لزمكم الكف عن ولي أمر المسلمين في تركيا ؛ وادعوا له أن يرزقه البطانة الصالحة وأن يجنبه بطانة السوء ؛ فمالنا نراكم تتهجمون ؟ أخارجي أنت أم "...........إنه النفاق يا هند.........." ؟؟؟
صهيب رائع: السيسي واولياء الخمور؟ ماذا يكون اردغان؟ ولي العسل والرقية؟ هل سمعت يوما فتوى من كبار العلماء تقول بوجوب الخروج على اردغان؟ من قالها من العلماء؟ ثم من قال لك برضى المسلمين المخلصين بحال حكام بلدانهم وشعوبهم على حد سواء؟ الرضى لا يكون الا على من يطبق شرع الله, فهل رضاكم عن اردغان نابع من تطبيقه لشرع الله؟ ام لانتمائه فكريا لحزبكم السياسي؟









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 18:52   رقم المشاركة : 310
معلومات العضو
صهيب رائع
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاهر العبودية مشاهدة المشاركة

بل طرحكم كله أصبح يضحك حتى الأطفال...


صهيب رائع: كذبت ورب الكعبة, الاطفال اصغر من ان يفهموا ما يقال هنا, سخريتك كذب وتفاهة









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 18:53   رقم المشاركة : 311
معلومات العضو
العثماني
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sami_yougourthen مشاهدة المشاركة
امازيغ شمال افريقيا هم ابناء الارض ويبحثون عن مصلحة هاته الارض
كما انهم لا يرضون ان يكونو تابعين وعبيد لشعوب تبعد عنا بالاف الكيلومترات
هم دائما اوفياء لارضهم ولا يدخلون بلدانهم في مشاكل الشرق الاوسط
ليس شرط الإنتماء أن ينعقد على رابطة العرق ، لسنا نازية جديدة.
نحن ننتمي لما هو أكبر من ذلك









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 18:57   رقم المشاركة : 312
معلومات العضو
صهيب رائع
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

صهيب رائع: بربكم, لا تتاجروا بالدين, نافحوا عن الديمقراطية وقولوا نحن ديمقراطيين, نافحوا عن الحرية وقولوا تحرريين, نافحوا عن الاقتصاد وقولوا مقتصدين, نافحوا عن حقوق الانسان وقولوا حقوقيين لكن لا تقول نحن اسلاميين ننافح عن الاسلام. خلوا الاسلام بعيدا عن اوساخكم










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 19:07   رقم المشاركة : 313
معلومات العضو
sami_yougourthen
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هو راي الاخوة الاخوان المسلمين في دفاع اردوغان عن المثلية
هل هو استعمال للتقية لكسب قلوب العلمانيين لان القيم العلمانية اللبرالية متجذرة في تركيا مثل غرب اوربا
بين اتاتورك واردوغان من ينتصر










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 19:16   رقم المشاركة : 314
معلومات العضو
العثماني
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا الفرح بأردوغان؟


لقد احتبس العالم أنفاسه قبل أن تُعلن نتائج الانتخابات التركية وقد كادت الأحزاب العلمانية في مشارق العالم ومغاربه، بكل وسيلة لتعيد للأحزاب العلمانية الكمالية مكانها على السلطة والزعامة التركية، ولكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، وقد أنفقت بعض الحكومات والأحزاب في داخل تركيا وخارجها مليارات الدولارات لإسقاط هذا الزعيم التركي واستعملت لذلك قنوات وأقلام وأجهزة وكادوا كيدًا كبارًا، ولكن كما قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [سورة اﻷنفال : 36) لقد شب الشعب التركي عن الطوق وحدد خياره ودهس بقدمه على تلك الدعايات الرخيصة، ولسان حاله يقول: قد أبصرنا مواضع الأقدام فلا حاجة بنا إلى موجه أمين، فكيف بموجه عميل.

وقد كان المسلمون بغالبيتهم العظمى يعيشون الشعور التركي ساعة بساعة حتى تجلت النتائج فعمت البهجة اللاجئين السوريين والشعب السوري حتى الذين في الخارج والكتائب المجاهدة وكذلك عمت الفرحة الشعوب العربية والإسلامية التي تنظر إلى تركيا اليوم وكأنها ترى من خللها عروق الخلافة العثمانية وأمل العزة، والشعور بآلام الأمة وآمالها، ولو لم يكن في شعورهم إلا نشوة النصر على القوى العلمانية التي تداعت في هذه الانتخابات من كل فج عميق.

لكن هذه الفرحة الإسلامية العارمة لم تخل من مشاكسات لبعضهم، وهي وإن كانت غير عميقة ولا مؤثرة، لكنها مزعجة.

فمن قائل: هذا الرجل كذاب ويتاجر بالشعارات الإسلامية ولم يفعل شيئًا وووووو إلى آخر ما تمليه عليهم قناة حفتر وغيرها من القنوات المتحفترة، فالجواب لهؤلاء نقول: أغلق قناة حفتر وافتح قناة عقلك ولن تحتاج لمن يقنعك بإذن الله.

لكن هناك من الناس الصالحين من ذكر بعض الشبهات الشرعية وليسوا من زبائن حفتر، فهؤلاء سنذكر أبرز ما اشتبه عليهم من أمر أردوغان فكان أبرزها:

أولًا: أنه رجل علماني، وقد صرح بذلك، بل زاد أن حث مرسي على علمنة حكومته حين فاز في انتخابات مصر.

ثانيًا: إرساله لجنوده في الحلف الأطلسي إلى أفغانستان، بل كانت القوات التركية قائدة للحملة الصليبية هناك لمدة عامين.

ثالثًا: وضعه دستورًا للدولة وهذا أخذٌ لحق التشريع، وهو حقٌّ لله تعالى.

هذه هي أهم الأمور المثارة حوله

والجواب عليها بوجهين

الوجه الأول: على فرضية التسليم بكل ذلك، وأنه كفر وأنه لا عذر له فيه، وأن هذا الرجل كافر مرتد.

فنقول لو فرضناه كذلك، فهبه كغيره من الحكام الكفار الذين لا نقاش في كفرهم، وإنما النقاش في أمر آخر وهو: هل مصلحة المسلمين في توليه أم في خسارته وتولي من هو أشد كفرًا وكلبًا على الإسلام والمسلمين وللجواب على ذلك نفرق بين المسلمين الأتراك وغير الأتراك، فأما الأتراك فقد أبانوا عن ذلك حين انتخبه الإسلامي وغير الإسلامي، أما الإسلامي فلأنه رأى صلاح دينه ودنياه مع أردوغان خيرًا من البدائل غيره بلا مقارنه، وأما غير الإسلامي فلا دين لهم لكنهم وجدوا دنياهم معه، فوجدوه القوي الأمين، ولا أدل على ذلك من نتائج انتخابه، وأما غير الأتراك من العرب والمسلمين، فهم طائفتان فالأولى هي التي نابذته وسعت لتشويه سمعته في إعلامها الرخيص، وهوّنت من انجازاته، واستخفت بمنجزاته، بطريقة ممجوجة سامجة، لكنها مع ذلك أثّرت على بعض عوام المسلمين السذج، وقد اجتمع في هذه الطائفة جميع العلمانيين الذين جعلوا حرب الإسلام أولى أولوياتهم واستطاعوا خديعة بعض الإسلاميين من جامية وتكفيريين، وبعض الغيورين الصادقين الذين نظروا له من زاوية ضيقة وليسوا في ذلك أصحاب هوى، لكنها غفلة الصالحين، أما الطائفة الأخرى التي فرحت بفوزه واستبشرت بنصره على منافسيه من أحزاب العلمنة العميقة، فهذه الطائفة هي جمهور الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها.

فرح به أهل فلسطين عامة والغزاوية خاصة، وسلوهم لماذا فرحوا به، فرح به أهل مصر ممن قمعتهم الدبابة العلمانية، وسلوا أهل مصر ما الذي أفرحهم في فوزه، فرح به وطاروا به فرحًا أهل سوريا، فرحوا به في مخيمات اللاجئين، فرحوا به في الخارج، فرحوا به في الداخل السوري، فرح به المجاهدون في سوريا، ولن أقول سلوا أهل سوريا ما الذي أفرحهم في فوزه، فالكل يعلم قطعًا أنه الشريان الأعظم والأوحد للثورة والجهاد الشامي، لا يزايد على ذلك عاقل.

فرح به كل مسلم يبحث عن عزة الزعماء وإن كان لا يحتاج إليه، فقد أبرز أردوغان على الساحة الدولية شخصية سياسية مسلمة شامخة معتزة، وما موقفه مع بيريز بخافٍ على أحد.

كل هذا على التسليم بأن الرجل قد كفر وارتد وخرج من دين الله، فيكون الخيار بين كافر خدم المسلمين بكل ما استطاع، وكافر يريد إغلاق كل نافذة يتنفس بها مسلم في شرق الأرض أو غربها.

أما على عدم التسليم بكفره (وهو الذي ندين الله به)، بل هو مسلم لم يفعل ما يوجب تكفيره، فيكون الجواب على ما سبق ذكره من التهم التي كُفّر بها فنقول: لقد وصل أردوغان إلى سدة حكم دولة علمانية قد وصلت إلى حضيض من العلمنة لم تصل إليها دولة في العالم بل في التاريخ، حتى تلك الدول التي خرجت العلمانية من رحمها، ولقد عمل الكماليون عشرات العقود على طمس جميع معالم الإسلام الظاهرة والباطنة، وغرّبوا الشعب التركي عن دينه، وجعلوا حرب الإسلام دينًا يدينون به حتى في أبسط مظاهره، مثل الطربوش ونحوه، عفوًا عن شعائر الدين الظاهرة، لقد وصل أردوغان إلى رأس الهرم الذي يتغلغل فيه السرطان العلماني في جميع مفاصل الدولة.

نعم وصل إلى الحكم المنقوص الذي لا يمكنه من جميع قرارات الحكم، لقد كان الجيش أشبه بدولة في دولة، بقادته المعرقين والمغرقين في العلمانية بما لا تجده في جيش غيره، كيف لا وهو الذي أسقط خمس حكومات قبل حكومة أردوغان، ولم تكن تلك الحكومات أمام السلطة العميقة في الجيش إلا كالدمية، ولقد كان القضاء التركي عصاه الغليظة وهو بيد العلمانيين يضربون به من توهموا خطره على مشروعهم العلماني، فهم أصحاب القرار النافذ فيه لأزيد من سبعين سنة، وهو بدوره ينتقص من سلطة الرئيس قدرًا مؤثرًا، ولا أدل على ذلك من قضاء مصر، فقد كان المشرعن والمبرر والمدافع عن سلطة الجيش العلمانية، فماذا عساك تقول في القضاء التركي الذي لم يَعرف للإسلام لونًا ولا طعمًا.

إن السذاجة في تناول الأمور والتعاطي مع الأحداث يخرج لنا إعاقات فكرية وانحرافات فقهية، ينتفع بها العدو ولا يسلم من ضررها الصديق، لقد سمعت أحدهم وهو يقول: إذا كان أردوغان لا يستطيع أن يطبق شرع الله بحذافيره فعليه بالتنحي وترك السلطة حتى يسلم من الردة والكفر، وهذا من غرائب الأفهام، فكأن البديل عنه سيكون عمر بن عبدالعزيز، وكأن البديل عنه سيقيم الخلافة الراشدة في ثلاثة أيام، وكأن كل أعداء الشريعة ستذعن بعده لأي بديل، لا والله لا يكون بديلاً عنه إلا شرٌّ مستطير، وكأني بصاحبي هذا نسي أن الإصلاح منوط بالاستطاعة حتى في حق أعظم الخلق بذلًا وتضحية وتأييدًا من الله وهم أنبياء الله ورسله، فقد كان منهجهم (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله) فمن صدق الله وأصلح ما يستطيع لم يؤاخذ بما لا يستطيع، وهل فعل يوسف عليه السلام أكثر من إصلاح دنيا الناس وتدبير اقتصادهم حتى انقادوا له فدعاهم إلى الله، وهل فعل أردوغان يخرج عن ذلك، وهل طبق النجاشي الملك المعظم في قومه والذي كان يضمر إسلامه ولم يظهره، فهل كان أعظم منجز له في حكمه غير توفير الملاذ الآمن للفارين بدينهم من الصحابة وغيرهم، ثم هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند الصحابة من خيار المسلمين، فهل وفر أحد ملاذًا آمنًا لمئات الآلاف من المسلمين مثلما فعل أردوغان، فهل نعذر النجاشي؛ لأنه فعل ما يستطيع حتى يأمن حياة مائة مسلم، ولا نعذر من أمن مئات الآلاف!؟

لقد وصل أردوغان إلى السلطة وهو يتسلل لواذًا من كلب العلمانيين في الداخل والخارج، وهو يتقيهم بكل وسيلة وشعار لعله ينفذ منهم حتى يخلص الشعب المسلم من الطغمة التي سامته سوء العذاب طوال عقود طويلة، فتجده يظهر في خطاباته الشعارات الإسلامية والشعارات العلمانية، لكنه على أرض العمل والتطبيق، لا يمر يوم إلا وهو يستنقص من سلطة العلمانية والكفر، ويمدد من سلطان الإسلام والحرية التي جعلت الناس تعود لدين الله أفواجًا، لا ينكر ذلك عاقل، حتى أصبحت شعاراته العلمانية مثيرة للسخط العلماني، فقد شعروا بأنه يستخف بهم حينما يظهر شعار العلمانية وهو في حقيقته حرب عليها ومقلص لنفوذها وصلاحياتها وتمددها فلم يعودوا يصدقون صوته المظهر شعار العلمانية في الحكم، لكن بعض أصحابنا الإسلاميين يهمهم الشعار أكثر من العمل، لقد انتزع أردوغان الشعب التركي انتزاعًا من براثن العلمانية بعد عقود من الاختطاف.

هل نسيت أخي موقف الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز حين تولى الحكم في نهاية القرن الأول ولم ينقرض جيل الصحابة وفي عهد جلة التابعين، وسلطان الشريعة قائم وشعائره ظاهرة، ولا منافس للإسلام وأهله، ومع ذلك بقي عمر مدة خلافته يصلح ما أفسده بعض من قبله من الأمراء والخلفاء حتى مات رحمه الله ولم يكمل مشروعه الإصلاحي الذي كان يعالجه أشد المعالجة، حتى تبرم ابنه عبدالملك من تأخر بعض الإصلاحات وعاتبه في ذلك، فقال له: يا بني إننا نعالج أمورًا قد هرم عليها الكبير وشب عليها الصغير حتى إذا غُيرت قالوا غُيرت السنة.

فماذا عسانا نقول في حكم أردوغان وإصلاحاته وما يواجهه من عقبات تنوؤ بحملها الجبال.

فشيء من العدل والإنصاف أخي ودع السطحية في التحليل والسذاجة في الحكم، فإنك بمهاجمتك هذا الزعيم التركي تتخندق مع أعداء الأمة من كل ملة، وهي الحجة التي كفر بها بعضهم جموعًا من مخالفيه.

وأخيرًا هذا سؤال لكل من يقرأ هذا المقال من موافق ومخالف، هل خدم فوز أردوغان المسلمين في داخل تركيا وفي خارجها، وهل أضر بالأحزاب العلمانية، وهل كانت هزيمته ستخدم المسلمين؟

ولا نقول إن منجزات أردوغان هي نهاية المطلب وغاية المرغب، بل هي نافذة أمل لبلد أحرقته العصابات العلمانية عقودًا، وإنا لنرغب إلى الله أن يعيد للشعب التركي وللأمة عزتها ومجدها، وما لا يدرك كله لا يترك جله، وإن بيان الحق والتحذير من الباطل واجب على أهل العلم، لكن لذلك فقهًا يحسنه أهل البصيرة من العلماء، فقد هادن رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشًا، فدخل في حلف قريش بنو بكر، ودخل في حلف رسول الله خزاعة وهما قبيلتان على الشرك، لكن خزاعة كانت عيبة نصح لرسول ولأصحابه فكانوا أقرب حلفًا، فكيف بالمسلم المقصر، فكيف إذا بذل وسعه وطاقته؟

وهنا أذكرك بهذه النصوص

قال تعالى: (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [سورة هود: 88].

وقال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ ۗ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة التغابن: 16].
وأخيرًا هذا جهد المقل والله يتولى السرائر.



حمود بن علي العمري


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1652046









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-02, 19:47   رقم المشاركة : 315
معلومات العضو
قاهر العبودية
عضو محترف
 
الصورة الرمزية قاهر العبودية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العثماني مشاهدة المشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا الفرح بأردوغان؟


لقد احتبس العالم أنفاسه قبل أن تُعلن نتائج الانتخابات التركية وقد كادت الأحزاب العلمانية في مشارق العالم ومغاربه، بكل وسيلة لتعيد للأحزاب العلمانية الكمالية مكانها على السلطة والزعامة التركية، ولكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، وقد أنفقت بعض الحكومات والأحزاب في داخل تركيا وخارجها مليارات الدولارات لإسقاط هذا الزعيم التركي واستعملت لذلك قنوات وأقلام وأجهزة وكادوا كيدًا كبارًا، ولكن كما قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [سورة اﻷنفال : 36) لقد شب الشعب التركي عن الطوق وحدد خياره ودهس بقدمه على تلك الدعايات الرخيصة، ولسان حاله يقول: قد أبصرنا مواضع الأقدام فلا حاجة بنا إلى موجه أمين، فكيف بموجه عميل.

وقد كان المسلمون بغالبيتهم العظمى يعيشون الشعور التركي ساعة بساعة حتى تجلت النتائج فعمت البهجة اللاجئين السوريين والشعب السوري حتى الذين في الخارج والكتائب المجاهدة وكذلك عمت الفرحة الشعوب العربية والإسلامية التي تنظر إلى تركيا اليوم وكأنها ترى من خللها عروق الخلافة العثمانية وأمل العزة، والشعور بآلام الأمة وآمالها، ولو لم يكن في شعورهم إلا نشوة النصر على القوى العلمانية التي تداعت في هذه الانتخابات من كل فج عميق.

لكن هذه الفرحة الإسلامية العارمة لم تخل من مشاكسات لبعضهم، وهي وإن كانت غير عميقة ولا مؤثرة، لكنها مزعجة.

فمن قائل: هذا الرجل كذاب ويتاجر بالشعارات الإسلامية ولم يفعل شيئًا وووووو إلى آخر ما تمليه عليهم قناة حفتر وغيرها من القنوات المتحفترة، فالجواب لهؤلاء نقول: أغلق قناة حفتر وافتح قناة عقلك ولن تحتاج لمن يقنعك بإذن الله.

لكن هناك من الناس الصالحين من ذكر بعض الشبهات الشرعية وليسوا من زبائن حفتر، فهؤلاء سنذكر أبرز ما اشتبه عليهم من أمر أردوغان فكان أبرزها:

أولًا: أنه رجل علماني، وقد صرح بذلك، بل زاد أن حث مرسي على علمنة حكومته حين فاز في انتخابات مصر.

ثانيًا: إرساله لجنوده في الحلف الأطلسي إلى أفغانستان، بل كانت القوات التركية قائدة للحملة الصليبية هناك لمدة عامين.

ثالثًا: وضعه دستورًا للدولة وهذا أخذٌ لحق التشريع، وهو حقٌّ لله تعالى.

هذه هي أهم الأمور المثارة حوله

والجواب عليها بوجهين

الوجه الأول: على فرضية التسليم بكل ذلك، وأنه كفر وأنه لا عذر له فيه، وأن هذا الرجل كافر مرتد.

فنقول لو فرضناه كذلك، فهبه كغيره من الحكام الكفار الذين لا نقاش في كفرهم، وإنما النقاش في أمر آخر وهو: هل مصلحة المسلمين في توليه أم في خسارته وتولي من هو أشد كفرًا وكلبًا على الإسلام والمسلمين وللجواب على ذلك نفرق بين المسلمين الأتراك وغير الأتراك، فأما الأتراك فقد أبانوا عن ذلك حين انتخبه الإسلامي وغير الإسلامي، أما الإسلامي فلأنه رأى صلاح دينه ودنياه مع أردوغان خيرًا من البدائل غيره بلا مقارنه، وأما غير الإسلامي فلا دين لهم لكنهم وجدوا دنياهم معه، فوجدوه القوي الأمين، ولا أدل على ذلك من نتائج انتخابه، وأما غير الأتراك من العرب والمسلمين، فهم طائفتان فالأولى هي التي نابذته وسعت لتشويه سمعته في إعلامها الرخيص، وهوّنت من انجازاته، واستخفت بمنجزاته، بطريقة ممجوجة سامجة، لكنها مع ذلك أثّرت على بعض عوام المسلمين السذج، وقد اجتمع في هذه الطائفة جميع العلمانيين الذين جعلوا حرب الإسلام أولى أولوياتهم واستطاعوا خديعة بعض الإسلاميين من جامية وتكفيريين، وبعض الغيورين الصادقين الذين نظروا له من زاوية ضيقة وليسوا في ذلك أصحاب هوى، لكنها غفلة الصالحين، أما الطائفة الأخرى التي فرحت بفوزه واستبشرت بنصره على منافسيه من أحزاب العلمنة العميقة، فهذه الطائفة هي جمهور الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها.

فرح به أهل فلسطين عامة والغزاوية خاصة، وسلوهم لماذا فرحوا به، فرح به أهل مصر ممن قمعتهم الدبابة العلمانية، وسلوا أهل مصر ما الذي أفرحهم في فوزه، فرح به وطاروا به فرحًا أهل سوريا، فرحوا به في مخيمات اللاجئين، فرحوا به في الخارج، فرحوا به في الداخل السوري، فرح به المجاهدون في سوريا، ولن أقول سلوا أهل سوريا ما الذي أفرحهم في فوزه، فالكل يعلم قطعًا أنه الشريان الأعظم والأوحد للثورة والجهاد الشامي، لا يزايد على ذلك عاقل.

فرح به كل مسلم يبحث عن عزة الزعماء وإن كان لا يحتاج إليه، فقد أبرز أردوغان على الساحة الدولية شخصية سياسية مسلمة شامخة معتزة، وما موقفه مع بيريز بخافٍ على أحد.

كل هذا على التسليم بأن الرجل قد كفر وارتد وخرج من دين الله، فيكون الخيار بين كافر خدم المسلمين بكل ما استطاع، وكافر يريد إغلاق كل نافذة يتنفس بها مسلم في شرق الأرض أو غربها.

أما على عدم التسليم بكفره (وهو الذي ندين الله به)، بل هو مسلم لم يفعل ما يوجب تكفيره، فيكون الجواب على ما سبق ذكره من التهم التي كُفّر بها فنقول: لقد وصل أردوغان إلى سدة حكم دولة علمانية قد وصلت إلى حضيض من العلمنة لم تصل إليها دولة في العالم بل في التاريخ، حتى تلك الدول التي خرجت العلمانية من رحمها، ولقد عمل الكماليون عشرات العقود على طمس جميع معالم الإسلام الظاهرة والباطنة، وغرّبوا الشعب التركي عن دينه، وجعلوا حرب الإسلام دينًا يدينون به حتى في أبسط مظاهره، مثل الطربوش ونحوه، عفوًا عن شعائر الدين الظاهرة، لقد وصل أردوغان إلى رأس الهرم الذي يتغلغل فيه السرطان العلماني في جميع مفاصل الدولة.

نعم وصل إلى الحكم المنقوص الذي لا يمكنه من جميع قرارات الحكم، لقد كان الجيش أشبه بدولة في دولة، بقادته المعرقين والمغرقين في العلمانية بما لا تجده في جيش غيره، كيف لا وهو الذي أسقط خمس حكومات قبل حكومة أردوغان، ولم تكن تلك الحكومات أمام السلطة العميقة في الجيش إلا كالدمية، ولقد كان القضاء التركي عصاه الغليظة وهو بيد العلمانيين يضربون به من توهموا خطره على مشروعهم العلماني، فهم أصحاب القرار النافذ فيه لأزيد من سبعين سنة، وهو بدوره ينتقص من سلطة الرئيس قدرًا مؤثرًا، ولا أدل على ذلك من قضاء مصر، فقد كان المشرعن والمبرر والمدافع عن سلطة الجيش العلمانية، فماذا عساك تقول في القضاء التركي الذي لم يَعرف للإسلام لونًا ولا طعمًا.

إن السذاجة في تناول الأمور والتعاطي مع الأحداث يخرج لنا إعاقات فكرية وانحرافات فقهية، ينتفع بها العدو ولا يسلم من ضررها الصديق، لقد سمعت أحدهم وهو يقول: إذا كان أردوغان لا يستطيع أن يطبق شرع الله بحذافيره فعليه بالتنحي وترك السلطة حتى يسلم من الردة والكفر، وهذا من غرائب الأفهام، فكأن البديل عنه سيكون عمر بن عبدالعزيز، وكأن البديل عنه سيقيم الخلافة الراشدة في ثلاثة أيام، وكأن كل أعداء الشريعة ستذعن بعده لأي بديل، لا والله لا يكون بديلاً عنه إلا شرٌّ مستطير، وكأني بصاحبي هذا نسي أن الإصلاح منوط بالاستطاعة حتى في حق أعظم الخلق بذلًا وتضحية وتأييدًا من الله وهم أنبياء الله ورسله، فقد كان منهجهم (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله) فمن صدق الله وأصلح ما يستطيع لم يؤاخذ بما لا يستطيع، وهل فعل يوسف عليه السلام أكثر من إصلاح دنيا الناس وتدبير اقتصادهم حتى انقادوا له فدعاهم إلى الله، وهل فعل أردوغان يخرج عن ذلك، وهل طبق النجاشي الملك المعظم في قومه والذي كان يضمر إسلامه ولم يظهره، فهل كان أعظم منجز له في حكمه غير توفير الملاذ الآمن للفارين بدينهم من الصحابة وغيرهم، ثم هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند الصحابة من خيار المسلمين، فهل وفر أحد ملاذًا آمنًا لمئات الآلاف من المسلمين مثلما فعل أردوغان، فهل نعذر النجاشي؛ لأنه فعل ما يستطيع حتى يأمن حياة مائة مسلم، ولا نعذر من أمن مئات الآلاف!؟

لقد وصل أردوغان إلى السلطة وهو يتسلل لواذًا من كلب العلمانيين في الداخل والخارج، وهو يتقيهم بكل وسيلة وشعار لعله ينفذ منهم حتى يخلص الشعب المسلم من الطغمة التي سامته سوء العذاب طوال عقود طويلة، فتجده يظهر في خطاباته الشعارات الإسلامية والشعارات العلمانية، لكنه على أرض العمل والتطبيق، لا يمر يوم إلا وهو يستنقص من سلطة العلمانية والكفر، ويمدد من سلطان الإسلام والحرية التي جعلت الناس تعود لدين الله أفواجًا، لا ينكر ذلك عاقل، حتى أصبحت شعاراته العلمانية مثيرة للسخط العلماني، فقد شعروا بأنه يستخف بهم حينما يظهر شعار العلمانية وهو في حقيقته حرب عليها ومقلص لنفوذها وصلاحياتها وتمددها فلم يعودوا يصدقون صوته المظهر شعار العلمانية في الحكم، لكن بعض أصحابنا الإسلاميين يهمهم الشعار أكثر من العمل، لقد انتزع أردوغان الشعب التركي انتزاعًا من براثن العلمانية بعد عقود من الاختطاف.

هل نسيت أخي موقف الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز حين تولى الحكم في نهاية القرن الأول ولم ينقرض جيل الصحابة وفي عهد جلة التابعين، وسلطان الشريعة قائم وشعائره ظاهرة، ولا منافس للإسلام وأهله، ومع ذلك بقي عمر مدة خلافته يصلح ما أفسده بعض من قبله من الأمراء والخلفاء حتى مات رحمه الله ولم يكمل مشروعه الإصلاحي الذي كان يعالجه أشد المعالجة، حتى تبرم ابنه عبدالملك من تأخر بعض الإصلاحات وعاتبه في ذلك، فقال له: يا بني إننا نعالج أمورًا قد هرم عليها الكبير وشب عليها الصغير حتى إذا غُيرت قالوا غُيرت السنة.

فماذا عسانا نقول في حكم أردوغان وإصلاحاته وما يواجهه من عقبات تنوؤ بحملها الجبال.

فشيء من العدل والإنصاف أخي ودع السطحية في التحليل والسذاجة في الحكم، فإنك بمهاجمتك هذا الزعيم التركي تتخندق مع أعداء الأمة من كل ملة، وهي الحجة التي كفر بها بعضهم جموعًا من مخالفيه.

وأخيرًا هذا سؤال لكل من يقرأ هذا المقال من موافق ومخالف، هل خدم فوز أردوغان المسلمين في داخل تركيا وفي خارجها، وهل أضر بالأحزاب العلمانية، وهل كانت هزيمته ستخدم المسلمين؟

ولا نقول إن منجزات أردوغان هي نهاية المطلب وغاية المرغب، بل هي نافذة أمل لبلد أحرقته العصابات العلمانية عقودًا، وإنا لنرغب إلى الله أن يعيد للشعب التركي وللأمة عزتها ومجدها، وما لا يدرك كله لا يترك جله، وإن بيان الحق والتحذير من الباطل واجب على أهل العلم، لكن لذلك فقهًا يحسنه أهل البصيرة من العلماء، فقد هادن رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشًا، فدخل في حلف قريش بنو بكر، ودخل في حلف رسول الله خزاعة وهما قبيلتان على الشرك، لكن خزاعة كانت عيبة نصح لرسول ولأصحابه فكانوا أقرب حلفًا، فكيف بالمسلم المقصر، فكيف إذا بذل وسعه وطاقته؟

وهنا أذكرك بهذه النصوص

قال تعالى: (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [سورة هود: 88].

وقال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ ۗ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة التغابن: 16].
وأخيرًا هذا جهد المقل والله يتولى السرائر.



حمود بن علي العمري


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1652046
...........شكرا..........









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الإخوان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc