تبنت وزارة التربية الوطنية أطروحة فريق برنارد راي من جامعة بروكسل الحرة حول استراتيجية المقاربة بالكفاءات والتي حملت بعض التوجهات الجديدة خاصة في مفهوم الكفاءة وكيفيات صياغاتها ضمن المناهج والوثائق الرسمية وحسب ما ذهب إليه برنارد راي في فلسفته أن المدرسة قد تبنت طموحات المجتمع المثالية من خلال المناهج ولكن دون تقديم رؤية واضحة لكيفية الوصول إلى تلك الغايات والطموحات من خلال تبني صياغات لكفاءات أشبه بالوهم والمقامرة وقف الأساتذة عاجزون عن إكسابها لتلاميذهم فضلا عن فشلهم في تصور الوسائل والطرق المؤدية إلى تحقيق ذلك بل وسماها الصياغات المضللة وقد دعا إلى تبني صياغات دقيقة مرتبطة بمحتويات معينة واضحة المعالم بالنسبة للأساتذة والمربين بدل الإعتماد على كفاءات عامة يجهل لحد كيفيات إكسابها للتلاميذ ودعى إلى حصر تلك الكفاءات داخل المجال المدرسي بدل الإستجابة لضغوطات سوق العمل وتبني توجهات تخدم طموحاته بدل التركيز على الدور الكلاسيكي للمدرسة وهو إكساب معارف للتلاميذ
كما يرى برنارد راي البلجيكي وفريقه انه على الحكومات التي تبنت المقاربة بالكفاءات أن تكيف هذه الإستراتيجية حسب واقعها وخصوصياتها المحلية واقترح كيفيات صياغة الكفاءات التي يجب على المدرسة إنمائها وركز على مفهوم الكفاءة وبين بعض التصورات التي قد تمتزج بهذا المفهوم من مهارات ومعارف أدائية التي قد يتم إكسابها بمجرد التدريب الآلي والذي يتنافى ومفهوم الكفاءة الذي يتطلب التفكير والتجنيد لمجموعة الموارد التي يتم إكسابها للتلميذ كما أقصى عنصر المواقف والسلوك من مجموع الموارد التي تندمج بطريقة متناسقة في مواجهة مهمة ما وأدرجه ضمن مشكلة تفسير الوضعيات أو ترجمتها وأشار إلى أن أكبر تحدي يواجه التلاميذ في المدرسة هو تفسير الوضعيات وترجمتها حسب المواقف المدرسية وإختيار الموارد المناسبة لحلها ورأى ان المشكلة تكمن في ان تفسير الوضعيات يخضع أساس لمجموعة من القيم الشخصية وطرح مثالا في هذا الشأن :
وضعية منظر طبيعي
فالفلاح يفسره من من ناحية صلاحية التربة للزراعة
والسائح يراه من وجهة ان المكان يجلب السياح وجميل
والجيولوجي يراه من وجهة تركيب التربة الجيولوجي
فتفسير الوضعيات يخضع للقيم والآراء الشخصية وهذا عكس ما ترغب به المدرسة فالمعلم دائما ما يريد التفسير المدرسي للوضعية حتى يتمكن التلميذ من اختيار موارده المدرسية المناسبة وتجنيدها من أجل حل تلك الوضعية
وسأحاول في موضوع آخر تفصيل أطروحة فريق برنارد راي في المقاربة بالكفاءات
وهنا اتساءل عن فحوى التعديلات الجديدة التي طرحت في مجال إعداد الجيل الثاني من المناهج والتي ستدخل حيز التطبيق الموسم الدراسي القادم والتي ينبغي أن تكون أكثر واقعية وانسجاما وحسب آخر الأصداء فإن اللجنة المكلفة بإعداد هذا المشروع قد تبنت نظرة شمولية للمناهج من خلال اعتماد التواصلية بين السنوات فالأستاذ ليس مطالبا بالإلمام بمناهج سنة واحدة فقط بل سيتعين عليه الإلمام بمناهج جميع السنوات الخمس في المادة الواحدة بعدما كانت هناك استقلالية للمناهج من حيث المادة الواحدة وسنوات التدريس بحيث يصبح للأستاذ نظرة شاملة لجميع الأهداف والكفاءات التي سيصل إليها بداية من السنة الأولى إلى غاية السنة الخامسة في المادة الواحدة
وسيتم إعتماد القانون التوجيهي للتربية في بناء هذه المناهج والتي ستعتمد على القيم المجتمعية حتى في أبسط الوضعيات التي تحدث في القسم من خلال العمل التعلمي .