لما ولي الخلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كتب إلى الحسن ابن ابي الحسن البصري, أن يكتب إليه بصفة الإمام العادل. فكتب اليه الحَسَنُ رسالة نأخذ منها هذه الفقرة:"...لا تحكم يا أمير المؤمنين في عباد الله بحُكم الجاهلين, ولا تسلك بهم سبيل الظالمين,ولا تُسلط المستكبرين على المستَضْعفين, فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلاَّ ولا ذِمّة,فتبوءَ بأوزارك وأوزارٍ مع أوزارك, وتحمل أثقالك وأثقالاً مع أثقالك, ولا يغُرّنك الذين يتنعَّمون بما فيه بُؤْسُك, ويأكلون الطيبات في دُنياهم بإذهاب طيِّباتك في آخرتك, ولا تنظر إلى قُدرتك اليوم, ولكن انظر الى قُدرتك غدا, وأنت مأسور في حبائل الموت, وموقوف بين يدي الله في مجمع من الملائكة
والنبيين والمُرسلين, وقد عَنَتِ الوجوه للحي القيُّوم..."
هؤلاء ضحاياك فأدفنهم أو أحرقهم أو أرميهم للحوت في الماء
هذه أرضك فأحرثها أو أرهنها للأعداء
هذه ظروفك فاقبلها أو أرفضها أو تأقلم معها كالحرباء
هذه أسماؤك فأطلقها على المرتزقة والعملاء
هذه جوائزك فسلمها للصحفيين الجبناء
هذه دموعك فامسحها أو ألحسها أو وزعها على الفرقاء
هل نحن في عداد الموتى أم نحن من الأحياء؟
لماذا كلما سقاك الشهداء بالدماء ترد علينا بالجفاء؟
الثورة التحريرية كانت ثورة عظيمة المعنى والمبنى, والذين استولوا عليها في الربع الأخير لم يكونوا يؤمنوا بها, فكان اللاعدل والتهميش الغالب بعد الاستقلال.. ونحن اذ نقدر لنوفمبر خصاله الحميدة وأهدافه النبيلة و المباديء التي أستشهد من أجلها الشرفاء الشجعان..
قد يقول قائل, أنه كما حصدت الثورة أرواح العظماء الأحرار, حصدت الحرب الأهلية في التسعينيات أوراح خيرة شباب الجزائر من جنود و ضباط الجيش الوطني الشعبي و المؤسسة العسكرية ككل دفعت الضريبة الكبرى وهي مؤسسة الشعب انطلاقا من مبادئ نوفمبر و من واقع المنتسبين اليه على ارض الواقع , وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على وفاء هؤلاء للجزائر والتضحيات التي قدمها الشهداء
هل العربي بن مهيدي أو مصطفى بن بولعيد أو عميروش والشهداء هم من يتحمل مسؤولية الوضع المزري الذي نحياه! وهذا طبعا قمة الجحود وقمة النكران للجميل. الحقيقة ان هؤلاء العظماء الأحرار في الجزائر, , عندما أعلنوا الثورات وانحازوا الى صفوفها كانوا في قمة الإخلاص والشجاعة, فقضى جلهم نحبه, وبعد الإستقلال أنقض الجبناء على عصب الحكم وبدءوا يتعربدون ويستغلون بطولات الشهداء والذين سقطوا في ميدان الشرف لتحقيق مآربهم, وفي الجزائر تحدثك الآلاف من الشواهد على هذا.
وخذ لك هنا كمثال الإهانة التي لحقت بالعسكريين المشطوبين بعجز غير منسوب للخدمة وهذا عمل ينم عن غطرسة و سياسة الأمر الواقع المفروضة. الظلم واللاعدل طابعها الحزن ومحتواها النكران. وضد القيم التي قامت من أجلها ثورة الفاتح من نوفمبرالخالدة.
هؤلاء اللصوص المفسدين الذين يأخذون من أموال الشعب ويضعون في جيوبهم ويحيون الحياة الرغدة على حساب الشعب ويحتقروننا بكبريائهم الخاطيء و نحن أبناء هدا الشعب وعدم توفر أرادة سياسية صادقة لحل مشكلة المشطوبين بعجز غير منسوب للخدمة لحد الأن هو أحتقار وضلم لنا مرتين...
وأنظر الى المسؤولين عندنا كيف يتذللون من أجل المحافظة على المنصب أو الظفر به.. والوضعاء معقدين مرضى لإحساسهم بالدونية أمام الرجال الشجعان و لأنك حتى تفهم تصرفات هؤلاء عليك أن تكون وضيع مثلهم,و المؤكد الأن أن
فرنسا لما خرجت تركت الوضعاء يحكمون بدلها وبهذا ضربت عصفورين بحجر واحد, من جهة ستتحكم في مستقبل المستعمرة السابقة عن طريق هؤلاء الجهلة السفلة, ومن جهة أخرى تحمي نفسها من المحاسبة والعقاب بسبب الجرائم التي أرتكبتها في الجزائر.