ملاحم المقاومة الإسلامية ضد الكيان الصهيوني . - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ملاحم المقاومة الإسلامية ضد الكيان الصهيوني .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-06, 16:25   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
مواطن وخلاص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مواطن وخلاص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لقد ذكرتنا بأيام العزة تلك

لقد كانت معركة أسطورة وقف فيها بضع ألاف من الرجال 33 يوما

وأولئك الرجال رجال الله جنود حزب الله

كل رجل بألف رجل يحمل سلاحه ويتصدى لآلة صهيون الحديثة

وجيش سماه المنهزمون لا يقهر

لا شيئ يقف أمام رجال حزب الله

عندما أشاهد شهداء حزب الله على قتاة المنار ترخص الدنيا في عيني

رجال يعيشون حياتهم حاملين سلاحهم يحرسون الثغور

لقد كان قادة حزب الله وأبناء قادته في قائمة الضحايا

وهو مالم نألفه عن حاكم عربي أو مسلم في هذا الزمان الرديئ










 


رد مع اقتباس
قديم 2012-06-06, 16:30   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
عكس التيار
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مواطن وخلاص مشاهدة المشاركة
لقد ذكرتنا بأيام العزة تلك

لقد كانت معركة أسطورة وقف فيها بضع ألاف من الرجال 33 يوما

وأولئك الرجال رجال الله جنود حزب الله

كل رجل بألف رجل يحمل سلاحه ويتصدى لآلة صهيون الحديثة

وجيش سماه المنهزمون لا يقهر

لا شيئ يقف أمام رجال حزب الله

عندما أشاهد شهداء حزب الله على قتاة المنار ترخص الدنيا في عيني

رجال يعيشون حياتهم حاملين سلاحهم يحرسون الثغور

لقد كان قادة حزب الله وأبناء قادته في قائمة الضحايا

وهو مالم نألفه عن حاكم عربي أو مسلم في هذا الزمان الرديئ

كلام لا اساس له من الصحة في الواقع









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-06, 17:16   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
ينابيع الصفاء
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مواطن وخلاص مشاهدة المشاركة
لقد ذكرتنا بأيام العزة تلك

لقد كانت معركة أسطورة وقف فيها بضع ألاف من الرجال 33 يوما

وأولئك الرجال رجال الله جنود حزب الله

كل رجل بألف رجل يحمل سلاحه ويتصدى لآلة صهيون الحديثة

وجيش سماه المنهزمون لا يقهر

لا شيئ يقف أمام رجال حزب الله

عندما أشاهد شهداء حزب الله على قتاة المنار ترخص الدنيا في عيني

رجال يعيشون حياتهم حاملين سلاحهم يحرسون الثغور

لقد كان قادة حزب الله وأبناء قادته في قائمة الضحايا

وهو مالم نألفه عن حاكم عربي أو مسلم في هذا الزمان الرديئ

حقيقة لقد شرفونا في ساحة المعارك الطاحنة مع عدو ذو بأس شديد في العتاد العسكري الذي يمتلكه.
و الله ينصر من يشاء و لو شاء نصر الكفار من الأمريكيين و غيرهم و لله في حكمه شؤون.
الجهاد متأصل في أنفس المجاهدين من جميع الطوائف المسلمة و هذه حقيقة لا يستسيغها بعض الناس ممن سرقوا الجهاد و نسبوه لهم مع أن الجهاد و المقاومة للجميع حتى الفيتناميين جاهدوا في سبيل حريتهم و نصرهم الله في معارك خالدة ضد قوى الإستكبار العالمي و ستتجرع هذه القوى العلقم إن حاولت المساس بالمغرب العربي و خاصة الجزائر .
و ما النصر إلا من عند الله.
يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.
من يحببه الله يفقه في الدين.
ما أروع ديني...









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-06, 21:28   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
أسامة المسيلي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نقولها وبصوت مــــــــدو : سلمت أيديكــــــــــــــم يا أبطــــــــال المقاومــــــــــة اللبنانيــــــــة الباسلـــــــــــة
سلمت أيديكم يا مــــــــن أذليتــــــــــم الجيـــــــــش اللـــــــــــذي لا يقهـــــــــــــر
عندما أرى صور دبابات المركافا الصهيونية المدمرة وعندما أشاهد المواجهات البطولية الضارية اللذي خاضها رجال المقاومة اللبنانية وباحترافية عالية أدرك أن في هذا الزمان ما زال الرجال الشرفاء
مهما حاول العربان و دعاة الفتنة وتجار الدم والحروب ومن والاهم أن يشوهو الصورة الناصعة لهذه المقاومة الشريفة الباسلة لن يتحقق لهم ذلك ولو قيد أنملة










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-07, 14:42   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقاومو عيتا إن حكوا


حين تستمع إلى مقاتلي عيتا الشعب، وحديث ذكرياتهم عن حرب تموز ويومياتها، وتقارنها بذكريات الجنود الصهاينة عن حرب لبنان الثانية، كما أسموها، ستجد فارقاً كبيراً في كل شيء: الحال النفسية، المعنويات، الشعور بالانكسار أو الفخر، وفي ما يُحفر في الذاكرة إلى الأبد. فهذا العقيد في الاحتياط، أفيغدور كهلاني، رئيس جمعية "من أجل الجندي"، يقول لإذاعة الجيش الاسرائيلي بتاريخ 20-7-2010: "إن حرب لبنان الثانية مع حزب الله، ليس لديها إرث حربي يمكن تقديمه للجيش والمجتمع الاسرائيلي". ويتابع كهلاني ـ الذي شغل مناصب رفيعة في الجيش الاسرائيلي، وهو رئيس سابق للدائرة الأمنية والسياسية في وزارة الحرب ـ :"هذه الحرب أدت إلى صفعة كبيرة للجيش ومؤلمة لدولة اسرائيل، ولقد علمتنا الكثير، وخلفت لنا رواسب قاسية ومرّة. خلفت قضايا لم نكن نعلم
بوجودها داخلنا".

بينما يرى أبو حسن، الشاب العشريني، والقائد الميداني في عيتا الشعب، أنها "كانت تجربة جديدة و«جميلة» عرفتنا أكثر الى حقيقة الإسرائيلي، وكيف أنه جندي فاشل لا يلمّ بأدنى المعايير العسكرية، حتى إنه «كفر» بكل مفاهيم العقيدة التي تربى عليها في الجيش الإسرائيلي وأبسطها «لا تترك الرفيق في ساحة القتال».. لأنه ترك الرفيق، قتيلاً كان أو جريحاً، ولاذ بالهرب طلباً للنجاة... وللتنويه العسكري إن وجد، لأنه خرج سالماً من بين أيدي مقاتلي حزب الله".



في عيتا ستجد مقاتلين من كل المناطق. في لقاء ببضعة منهم، تُنسب القدرة على الصمود إلى المدد الإلهي، ولكن في المقابل يُركز الحديث على وقائع وأحداث شوهدت بأم العين، "لا هي بكرامات ولا هي بمعاجز"، يقول أبو حسن، " نحن أكرمنا الله بالجهاد وكفى". ويشدد عليَّ أن أذكر أن "في عيتا كان هناك بشر مؤمنون، يصدون بشرًا معتدين آثمين".

خمسة مقاومين رووا ما استطاعوا البوح به من يومياتهم، في البلدة التي تحوّلت إلى أسطورة في المقاومة والصمود بعدما سطّر فيها الشباب ملاحم بطولية، جعلتها لا تغيب عن وسائل الإعلام على مدى 33 يوماً من الحرب. في عيتا، فوجئ الشباب بـ«الجـيـش الـذي لا يـقـهـر». انتظروا من الإسرائيليين ردود فعل قتالية في أكثر من موقف لكنهم كانوا غالباً ما يفضلون الانكفاء والهرب. «نالوا أوسمة لأنهم استطاعوا العودة سالمين لا لأي شيء آخر».

منذ 12 تموز/يوليو بدأت المواجهات في عيتا الشعب. فبعد نجاح عملية الأسر التي جرت على تخوم القرية، قرب خلة وردة، وبعد أن أدرك الاسرائيليون ما الذي يجري على الأرض، تقدّمت دبابة ميركافا عند الثانية عشرة والنصف نحو نقطة للمقاومة قرب موقع الراهب الصهيوني. اخترقت الدبابة الحدود فجاءها الردّ قاسياً. عبوة ناسفة قلبتها رأساً على عقب، فقتل طاقمها المؤلف من أربعة جنود. تلى ذلك قصف بالهاون للنقطة التي دخلها بعض الجنود المشاة، فوقعت بينهم إصابات مؤكدة. جهد العدو لسحب «أشلاء» الدبابة والجنود فلم يفلح. عمد إلى قصف أطراف عيتا الشعب ومركز لـ«حزب الله» داخل البلدة.

استمرت المواجهات على محور الراهب طوال أسبوع على الأقل. حاول خلاله العدو سحب الميركافا المدمرة وجثث جنوده المحترقة (بقي الجنود، قتلى وجرحى، في أرض المعركة أسبوعاً على الأقل). ترافق ذلك مع قصف ضواحي البلدة. بقي الوضع على هذه الحال حتى يومي الهدنة في 31 تموز/يوليو و1 آب/اغسطس. استمرت الهدنة المزعومة ثمانيَ وأربعين ساعة كانت من أصعب الساعات على عيتا.



فجر الأربعاء 2 آب/اغسطس، بدأ التقدّم الاسرائيلي من جبل أبو طويل الى الغرب من عيتا، في اتجاه مثلث القوزح. تمركزت مجموعة من المشاة ليلاً عند مدرسة المعوقين شمال غرب البلدة. المقاومة كانت قد أعدّت خطة دفاعية لكل النواحي. تنبه المقاومون لتحركات العدو. وكما خططت المقاومة فإن العدو في أكثر الأحيان كان يستدرج إلى «فكي كماشة» فيتم الانقضاض عليه. ضربت مجموعة المشاة، فحوّل العدو هجومه نحو الحارة الغربية. اشتبك المقاومون مع القوات المتقدمة عند نقطة الحدب. استمرت المواجهات منذ السادسة والنصف صباحاً حتى الثانية والنصف ظهراً، ولم تتعدّ المسافة في بعض الأحيان ثلاثين متراً بين الطرفين. كان الجنود الإسرائيليون يعمدون إلى التجمع والتمركز في نقاط، ظنوا أنها حصينة، وبرغم أن عديدهم كان كبيراً في هذا التقدم (50ـ60 عنصراً)، إلا أنهم فروا من المواجهة والتجأوا إلى أحد الكراجات في تلك المنطقة. أحد المقاومين تقدم باتجاه الكراج. قدم فوهة سلاحه تجاه الباب المفتوح، وأطلق رشقًا عشوائيًا. لم يبادله أحد إطلاق النار. ما لا يقل عن عشرة جنود سقطوا قتلى وجرحى.


فجر اليوم التالي حاول الصهاينة التقدم في اتجاه الحارة القديمة. بدأت العملية كالمعتاد بقصف تمهيدي تبعه توغل لمجموعات من المشاة بين المنازل فلم يتمكنوا إلا من السيطرة على منزل واحد، برغم أن هناك حماية لهم من موقع بلدة رامية.


ومع ساعات الصباح الأولى، كان صوت وقع أقدام الجنود مسموعاً بوضوح على طريق الإسفلت، فكمن لهم أحد المقاومين وأمطرهم بالرصاص من مسافة قريبة. سُمع صراخهم يعلو في المكان. انسحبوا ودخلوا أحد المنازل ( منزل أبو قاسم دقدوق في الحارة الغربية) وأقفلوا الباب عليهم. امتدّت الاشتباكات حتى الظهر. حوصرت المجموعة الصهيونية داخل المنزل، وتبيّن أن بين أفرادها قائد كتيبة مظليين، عمل العدو المستحيل لإنقاذه، فلجأ بداية إلى قصف المنطقة بالقذائف الدخانية، ثم تحركت جرافة من خلة وردة ـ بركة الدرجات إلى مدخل الحارة الغربية، تبعتها آلية من نوع «أش زيريت» (ناقلة جند عادة ما تستخدم لنقل قوات خاصة). تصدّى مقاوم للجرافة بقذيفة صاروخية (على بعد 40 متراً فقط)، فاقتُلع برجها وقُتل سائقها. انسحب الجنود تحت غطاء مدفعي كثيف وتحليق لطائرة الاستطلاع، التي هي عادة في خدمة قائد الكتيبة وتحت إمرته. وبرغم ذلك فإن المقاومين نالوا منهم، حتى إن أحدهم لاحق الـ«أش زيريت» وهي تهرب، إلا أنه لم يتمكن من إصابتها لأنها غابت في إحدى الطرق الفرعية.


سلكت قوات العدو المتقدمة معابر عدة للتوغل في داخل البلدة أو القرى المجاورة ، إلا أن محاولاتها كلها أخفقت:

ـ من تلة الخزان ـ جبل أبو لبن: الاستيلاء على المرتفعات للسيطرة على 60 أو 70% من البلدة وتطويقها من جهات عدة.
ـ من معبر خلة وردة للسيطرة على المنطقة المحيطة بعيتا.

ـ معبر "وادي سواده"، للنفاذ إلى البلدة عبر ما يسمى بوابة الانكليز.
وصلت مجموعات صهيونية إلى ملعب الدواوير، حيث دمر المقاومون دبابة وجرافة وسيطر الجنود المشاة على منطقة الخرزة وتمركزوا في البيوت المحمية بالموانع الطبيعية وصاروا يقنصون كل ما يتحرك داخل البلدة.


بتقدّمهم من وادي «سواده»، صعد الجنود إلى أبو لبن (من منطقة المعمور). استقرت المجموعات في «الحدب». كان الهدف السيطرة على كل المعابر بالرؤية والنار. بعد قصف تمهيدي بالهاون، تقدمت مجموعة مقاومة للانقضاض على القوة المتمركزة، بهدف فك حصارها المفترض عن البلدة، ولكي لا تشل تحرك الشباب. بضعة مقاومين في مواجهة عشرات الجنود وبما تيسر من سلاح. اندلعت الاشتباكات وامتدت من الثالثة عصراً حتى الثالثة فجراً على امتداد الحي بأكمله، ثم انحصرت المواجهات في 3 بيوت فقط، ودارت من غرفة إلى غرفة. أحد المقاومين (الشهيد يونس يعقوب سرور) استهدف الجنود في أحد تلك المنازل بـ5 قذائف B7، أصابتهم إصابات مباشرة. بعد ذلك تدخلت الطائرات الحربية والمروحية وقصفت المنطقة بمختلف أنواع الأسلحة. حطت في المكان مروحية لإجلاء الإصابات.


عند السابعة صباحاً، عمّ المكان ضباب كثيف، فاستغله الصهاينة للانسحاب في اتجاه منطقة شميس والدواوير ودخلوا فيلا «علي رضا». رُصدت المجموعة داخل الفيلا فتعامل معها المقاومون بالأسلحة المباشرة مستهدفين الغرف التي يتجمع فيها الجنود. هرعت آلية لسحب من بقي من الجنود. صاروخ مباشر أصابها وتكفلت قذائف الهاون بالهاربين.


في اليوم نفسه تقدمت مجموعات من المشاة الصهاينة في اتجاه مدرسة المعوقين، من جهة جبل «أبو طويل» (شمال غرب عيتا). طلب من أحد المقاومين الرماية، بعدما تجمع الجنود بأعداد كبيرة داخل المدرسة. وهكذا كان. تساقطت الصواريخ بين الجنود. صراخ جرحاهم كان مسموعاً بوضوح، فيما لاذ الباقون بالهرب.


في 4 آب حاول العدو التقدم بمجموعاته من منطقة تسمى «الرجم» بين عيتا ودبل. استقر الجنود المتسللون في قصر كبير، حيث تم رصدهم من جانب شباب المقاومة. استهدفوا من الأمام ومن الخلف بصواريخ مباشرة. فهاموا على وجوههم، ونزل أكثر من 100 جندي مكشوفين على الطريق العام فلجأوا إلى كراج. هنا حدثت المفاجأة، إذ بدأت تتساقط على الجنود قذائف من عيار155ملم، مصدرها المواقع الإسرائيلية التي افترضت أن المجموعات المتسللة بعد أن انكشف أمرها انسحبت الى الخلف، ومن الطبيعي أن تبادر المدفعية لقصف المنطقة كتغطية لانسحاب هذه المجموعات، إلا أن تعرّض تلك المجموعات لنيران المقاومة من جميع الجهات أربك تحركها، حتى إنهم صاروا يتجنبون الدخول إلى المنازل لأنها كانت تهدم فوق رؤوسهم.



بعد أيام (نحو 8 آب) ومع ساعات الصباح الأولى، كان فصيل للعدو يختبئ في مرتفع «أبو طويل». كانوا «مكومين» بعضهم على بعض، حسب وصف المقاومين. وبفعل الرصد الدقيق، استطاع الشباب كشف وجود «قبضة» (وهي القاذف الذي يطلق به صاروخ ضد الدروع) مع القوة المعادية. أعطي الأمر بإطلاق صاروخ مباشر. سقط في نقطة الوسط بين الجنود. علا صراخهم، وبلغ البلدة على بعد المسافة. هرع فصيل مرافق للقوة المستهدفة (كان على مقربة من المكان) لإسعاف الجرحى. أحصيت 17 إصابة (بين قتيل وجريح). كان فريق الإسعاف ينقل الجرحى إلى طابق سفلي في أحد المنازل. المكان مكشوف للمقاومين. استهدف أحدهم «المستوصف الميداني» فأصاب الطبيب إصابة مباشرة. وجدت في المكان بعد الحرب أشلاء مبعثرة. وكانت نتيجة الهجوم الصاعق، انكفاء العدو عن مرتفع «أبو طويل». يؤكد قيادي في المقاومة كان مشرفاً على عمليات عيتا الشعب، "أن الإسرائيلي كان كلما تلقى درساً قاسياً في منطقة ما ينسحب منها ولا يعيد الكرّة نهائياً. ويلجأ بعد كل جولة إلى القصف الجنوني بالمدفعية وإغارة الطائرات الحربية والمروحية".


في 12 آب، قرّر العدو تنفيذ هجوم واسع تتقدمه الجرافات الضخمة. بدأ الهجوم من منطقة الجبانة (قرب خلة وردة) و"دفش حمزة"، حيث تقدمت 4 جرافات ترافقها مجموعات كبيرة من المشاة تجاه الأحياء السكنية وعملت على هدم المنازل وجرفها. فوجئ الإسرائيلي بنيران كثيفة تباغته من الخلف، من محيط موقع الراهب على الحدود. سقطت 14 قذيفة مدفعية على الجرافات والمشاة ودبّت الفوضى وسمع صراخ الجنود يستغيثون كالأطفال. كانت الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات: أسر، قتل... لا شيء صعباً أمام المقاومين. يقول أحد محدثِيّ بحزم.




أثناء عملية الهدم والجرف التي كانت تقوم بها الجرافات، كان المقاومون لا يبرحون نقاطهم، وفي بعض الحالات كانت الجرافة تدك منزلاً يتمركز فيه الشباب، فينتقلون إلى منزل آخر وهم يتصدون للآليات المتقدمة. ويروي «جهاد» عن شجاعة المقاومين أن الجرافة كانت أثناء سيرها تحافظ على ساتر يتكوّم أمامها من التراب وأشلاء المنازل المدمرة، لكي تحتمي به من نيران المقاومة. وبينما هي تعمل، تسلق أحد المقاومين «الساتر المتحرك»، وأطلق على برج الجرافة قذيفة «ب 7»، إلا أن تصفيحها حال دون تحقيق إصابة ما. مقاوم آخر أطلق صاروخاً مباشراً من على إحدى الشرفات على جرافة لا تبعد عنه سوى أمتار معدودة. في هذا التقدم دمرت للعدو جرافتان، ودبابة تفجرت الذخائر الموجودة بداخلها فدمرت كليًا. على أثر ذلك، استبدل العدو سرية موقع الراهب، نظراً لانهيار معنويات جنود الموقع، الذين شاهدوا بأم أعينهم كيف احترق زملاؤهم وتناثرت أشلاؤهم في المكان.



في 13 آب تابع العدو التقدم بالجرافات ظناً منه أنه قضى على معظم الشباب في البلدة. في هذا اليوم دمر المقاومون جرافة (D11). كان هدف العدو ينحصر كما تبيّن في إنشاء موقع ورفع العلم الإسرائيلي للإيحاء للرأي العام بأنه تمت له السيطرة على عيتا الشعب. ويعلق «جواد» أن الجيش الإسرائيلي اضطر لرفع العلم إلى جرف حي بأكمله. «هذه مهزلة»، يقول، ويردف: «فبعد أن كانت الجرافات تمهد الطرق للميركافا صارت مسخرة لرفع الأعلام واستثمار ذلك إعلاميًا وشعبيًا». ويؤكد المقاومون أنه في مقابل إصرار الاسرائيليين على تحقيق إنجاز ما في عيتا الشعب، طيلة 33 يومًا، فإن عمل المقاومة استمر حتى اللحظة الأخيرة للحرب، حتى إن إحدى المجموعات المعادية أثناء انسحابها، فوجئت براجمة صواريخ تنطلق من نقطة خلفية في أحد الأحراج، قرببة من مواقعهم، "كانوا لا شك يظنون أنهم طهروها بالكامل أثناء تقدمهم"!!!. هكذا بينما يتابع الشباب حياتهم الطبيعية، برغم "الأهوال" التي مرت عليهم، ويستعدون "ليوم لا بد آتٍ"، وفق "ابو حسن"، لا يزال الجنود الإسرائيليون يخضعون لبرامج التأهيل، نفسيًا ومعنويًا وعسكريًا، حتى يتجاوزوا "عقدة لبنان"، ويصبح التفكير حينها، بشن "حرب الانتقام ورد الاعتبار" مقبولاً ـ نظريًا على الأقل ـ في عقول هؤلاء ومخيلاتهم.










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-07, 14:43   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عقيدة بيت العنكبوت ... مقاوم يستذكر مواجهات "مربع الصمود"


من يصدق أن الاسرائيليين كانوا مصرين على احتلال بنت جبيل، كي يرفعوا علمًا؟ وأين؟ في ملعبها. في المكان الذي قال فيه السيد حسن نصر الله: "إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت". كأن رفع العلم أصبح هدفًا بذاته، وهو أمر من المفترض أنه في غاية السهولة، لمن يملك امكانيات الجيش الإسرائيلي، ولكنه تحوّل في مربع الصمود (بنت جبيل ـ مارون الراس ـ عيناثا ـ عيترون)، إلى "ورطة"، يعترف الإسرائيليون أنها امتدت حتى طالت "عقائد" الجيش التي لا تُمس.


يستعيد علي، الرجل الأربعيني وأحد القادة الميدانيين في محور بنت جبيل، تفاصيل المواجهات لحظة بلحظة. حتى الأسماء لا تغيب عنه، وكذا الحوارات على الأجهزة اللاسلكية خلال المعركة بطولها. يستذكر هذا المقاتل قبل أن يستشهد، وذاك كيف خطط لهجوم هنا، وآخر كيف التف على الجنود المتقدمين. "المربع" تحول إلى كتلة لهب". يقول. واصفًا كيف كان العدو "ينفّس غضبه عن إخفاق الأرض في التدمير ثم التدمير ثم التدمير"، خصوصًا "عبر اقحام سلاح الجو، الذي كان عمليًا، ينفذ هجماته، من طرف واحد. فلا معارك يخوضها، ولا مضادات يخشاها، طالما أنه يقصف من علو شاهق، بتوجيه من طائرات الاستطلاع".


يوم الخميس 20 تموز 2006، كان يومًا مفصليًا في مجريات الحرب. قرّر العدو خوض المغامرة وبدأت الحرب البرية فعلياً. كانت معركة «مارون الراس» فاتحة الحرب البرية وأكثرها تأثيراً في الأحداث في ما بعد لأنها غيّرت المعادلات.

صحيح أن القرية صغيرة بالمساحة وعدد السكان إلا أنها ذات أهمية كبيرة من الناحيتين الجغرافية والعسكرية. فهي موقع حسّاس يشرف ويؤثّر على كل منطقة بنت جبيل، لأنها أعلى نقطة في منطقة جنوبي نهر الليطاني (حوالى 900 متر عن سطح البحر). وهي أيضاً مشرفة على عمق فلسطين المحتلة، حيث مواقع العدو وأماكن انطلاقه، لذلك استمرّت المعارك في هذه البلدة حتى الأيام الأخيرة من الحرب من دون أن ينجح العدو في السيطرة عليها.

كانت محاولة دخول أي من منازلها مكلفة جداً. يقول علي: «أي قوة أو دبابة تتحرك في البلدة كانت تتعرض لرمايات مباشرة. على رغم السيطرة النارية والجويّة للإسرائيليين (أم ك + حربي+ مروحي+ قصف مدفعي عنيف). فإن شبابنا كانت لديهم القدرة العالية على التكيّف مع الظروف الميدانية الصعبة والتصدّي لأي طارئ».

يوضح أن السيطرة على مارون كان يمكنها أن تجعل من «بنت جبيل» كفاً بين يديْ العدو. وكان الهدف من معركة «مارون الراس» السيطرة على بنت جبيل والبلدات المحيطة بها «لم يتمكن العدو من حسمها عسكرياً بدليل أن المبادرة بقيت في أيدي المقاومين في تصدّيهم لمحاولات السيطرة المتكررة». ويرفض علي ادعاء العدو السيطرة على البلدة «لأنّ عمل المقاومة لا يخضع للاعتبارات الكلاسيكية، بل هو يفرض إخلاء بعض النقاط لممارسة أعمال عسكرية أخرى تفرضها مقتضيات المعركة وظروفها».

بدأت الاشتباكات فجراً عند تخوم قرية «مارون الراس» الحدودية، عند الخط النقي (أو الخط الفولاذي). سمح المقاومون للآليات بالتقدّم مئات الأمتار بعد الحدود. بوصولها إلى «نقطة المقتل» انقضوا عليها فدمّروا دبابتين واشتبكوا مع المشاة المرافقين لها. تكرّر المشهد في أكثر من نقطة حاول العدو اختراقها. لم يكن تبادلاً لإطلاق النار، بل عمليات «هجومية» للمقاومين على البيوت التي لجأ إليها الجنود الغزاة. كانوا يفرّون من بيت إلى آخر قبل أن يتراجعوا إلى «إفيفيم» (مستوطنة صهيونية قرب الحدود اللبنانية). عادوا من حيث أتوا. ولكن ليس كما جاؤوا. فصيل كامل فر من القرية يطارده المقاومون. ويتذكر أنه في اليوم الثاني للمواجهات، اليوم التاسع للحرب، وصلت مجموعة من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى الطرف الغربي للقرية وتمركزت داخل أحد القصور المشرفة على بنت جبيل والحارة الغربية لمارون. وعلى رغم أن حركة عناصر الاستخبارات تكون سرية في العادة، فقد اكتشف أمرها رجال المقاومة واستهدفوها بالأسلحة المناسبة، وسقط صاروخ مباشرة على الجنود فأبيدوا بالكامل (4 جنود بينهم ضابط).

حسب الإفادات والتصريحات التي صدرت عن الجنود والضباط الاسرائيليين خلال الحرب فإنهم كانوا يتوقعون، بعد القصف التدميري للبلدة (دمر من30% إلى40% من بيوتها)، أن يدخلوا قرية ممسوحة خاوية، ينشئون موقعهم الحصين، ويبدأون هجوماً آخر «موفقاً» على قرى بنت جبيل وعيناثا وعيترون.




أدخل العدو قوات أخرى لإنقاذ القوة الأولى. كان لها المجاهدون بالمرصاد أيضاً. تكبد لواء غولاني أكثر من 12 قتيلاً في المواجهات الأولى. أكثر من 6 دبابات دُمرت (بقيت واحدة محترقة في مارون بعد محاولات فاشلة لسحبها كانت تجابه بنيران المقاومين). المفاجآت تتوالى. البيوت التي تحصّن فيها الجنود لم تعد آمنة. التحم المقاومون معهم. تلمع عينا علي وهو يتذكر هذه المواجهة، يذكر اسمي جواد وساجد (من أبطال المواجهة، استُشهدا لاحقاً). «كانت معنويات الشباب في القمة، وجنود العدو في الحضيض. ضاقت بهم البيوت، فلجأوا إلى المراحيض».

يحكي عن جواد عيتا(الشهيد محمد دمشق ، 27 عاماً، من عيتا الجبل. كان ينتظر مولوده الأول، أنجبت زوجته بعد استشهاده بخمسة أشهر بنتاً) «دارت بينه وبين الجنود اشتباكات على بعد متر ومترين. داس على جثث جنود النخبة، وأبلغ القيادة أنه قتل اثنين على الأقل».

يصف علي ما جرى في مارون الراس بأنه "إنجاز غير عادي"، لأنها وفق التقييم العسكري، منطقة «ساقطة عسكرياً». مساحتها صغيرة، جرداء، ما يجعل هامش المناورة أمام المقاتل ضئيلاً جداً. في المقابل سيطرة جوية كاملة لطائرات العدو الاستطلاعية والحربية والآباتشي المتربصة بأي تحرك تختال ما وراء الحدود. وقد تمكن المقاومون من إصابة إحداها عندما تخطت حدودها عند تخوم مارون، إضافة إلى المدفعية المساندة، وقوات الاسناد للقوات المتقدمة، والتي قدرت بمئات العناصر.

يتمثل الإنجاز بحسب علي في أن ما تقدّم يوضح كيف أن مارون منطقة عسكرية مسيطر عليها من العدو ورغم ذلك تصدّى المقاومون لقواته وخاضوا معها معارك مصيرية أرغمتها على الانكفاء والتراجع وتغيير الخطط والتكتيك. والدليل على عدم احتلال العدو لمارون أنه لم يتمكن من عزلها أو الحؤول دون إدخال تعزيزات للمقاومة الى ساحة المواجهة.


قبل معركة مارون بيوم واحد (الأربعاء 19 تموز) حاول الاسرائيليون الدخول إلى جبل الباط (يقع بين عيترون ومارون الراس ومستوطنة «إفيفيم» في العمق المحتل) والتسلّل منه إلى الغابة الواقعة في خراج عيترون والالتفاف من هناك على محورين: مارون وبنت جبيل. وقعت القوات المتقدّمة في كمين محكم للمقاومين. كان يفصل بينهم وبين الجنود الصهاينة "امتداد قطعة السلاح". دارت المواجهات من مسافة متر ومترين وكانت حصيلتها 3 قتلى و6 جرحى من قوة الاستطلاع وارتفع للمقاومة شهيد واحد.

بموازاة الإخفاق في مارون الراس، حاولت القوات الإسرائيلية الالتفاف على بنت جبيل من ناحية عيناثا المجاورة. أثناء تقدمها، ليلاً، وبوصولها إلى نقطة المقتل (كرم زيتون) انقض عليها المقاومون (كانت الكمائن تغطي كل النقاط المحتملة والمعابر النفوذية)، مستخدمين مختلف أنواع الأسلحة "ولا سيما القنابل التي تخفّف من إمكانية اكتشاف المقاتل ليلاً". 8 قتلى و30 جريحاً حصيلة المواجهة المشهودة بحسب اعتراف العدو الذي أطلق عليها اسم «مواجهة كرم الزيتون»، وعدّها من أقسى وأشرس المعارك التي خاضها في حرب تموز2006. ويعلّق علي :«لا شك في أن الإسرائيلي لا يعترف بخسائره الحقيقية. في مواجهة كرم الزيتون نحن أحصينا عشرات القتلى. بعض المقاومين يؤكد قتله 3 وآخر اثنين. كلّ مقاوم كانت له حصة من موسم الحصاد هذا».

بعد المواجهة اضطر العدو لإخلاء المنطقة. أعاد المقاومون انتشارهم رغم القصف العنيف الذي صبّته الطائرات والمدفعية على ساحة المواجهة. في القصف سقط للمقاومة ستة شهداء. ويلفت الحاج علي إلى أن أكثر شهداء المقاومة كانوا يقضون جرّاء القصف التدميري وإغارات الطائرات الحربية أو صواريخ طائرات الاستطلاع MK. «عدد قليل جداً منهم سقط في المواجهات، وأكثرهم قنصاً عن بعد، لأن الجنود الإسرائيليين لم يكونوا ليواجهوا أو يشتبكوا. عندما كان يسقط منهم الجريح كان يملأ الدنيا صراخاً. كانوا يرتبكون، يختبئون، يفرون... الطائرات تدافع عنهم وتغطي خيبتهم».

صار هدف الاسرائيلي بعد عجزه عن دخول بنت جبيل تطويقها على الأقل. كان لهذا الأمر أبعاده السياسية والإعلامية والمعنوية. حاول العدو إيهام الرأي العام بأنه سيطر على المدينة، معقل حزب الله وعاصمة المقاومة، لذا أعلن أنه احتل بنت جبيل. الوقائع على الأرض أثبتت عكس ذلك. رجال «حزب الله» ما زالوا يقاتلون في كلّ حي من أحيائها وعند كل معبر. جرت محاولات عدة للالتفاف من الشرق والغرب، أخفقت جميعها. سرعان ما أعلن العدو انسحابه من المدينة.

في المرحلة الأخيرة من الحرب، بعد قرار توسيع التقدّم البري عاود العدو الكرة محاولاً تطويق بنت جبيل من النواحي الشمالية والغربية والشرقية من خلال السيطرة على بعض التلال المشرفة (منطقة صف الهوا ـ تلة مسعود ـ تلة فريز في عيناثا...). في الوقت عينه حاول توسيع دائرة التقدّم (أكثر من نقطة نفوذ). اتبع أسلوب التسلل ليلاً فالإصابات والخسائر الكبيرة التي مُنيت بها القوات الغازية، أجبرته على إقحام المشاة قبل الآليات لتأمين الممرّات، ولكن الشباب المرابطين في تلك القرى ـ وهم قلة على كل حال ـ أحبطوا كل المحاولات. واضطر الجنود إلى التمترس في البيوت الكبيرة المحصنة (وهو أمر غير مألوف في حركة العسكري الاسرائيلي). وكانت تلك البيوت في حقيقة الأمر مصيدة للجنود.

محاولات تطويق بنت جبيل كلفت العدو خسائر فادحة في الأفراد والدبابات. صار همّ الإسرائيلي، يقول علي:"رفع علم على أحد المنازل وتصويره وعرضه على الرأي العام لإنقاذ سمعته. ولكن حتى هذا الأمر أخفق فيه إخفاقًا ذريعًا".




يخلص علي إلى أن تجربة محور بنت جبيل أو مربع الصمود كما بات يعرف هي «نموذج واضح على الجهوزية العالية التي تمتع بها المقاومون. أمد الحرب الطويل كان يتطلب إرادة حديدية قلما نجدها لدى مقاتلين يعيشون ظروفاً مماثلة. لا ننسى أنّ الجنوب تحوّل إلى أرض محروقة. في حروب أخرى تسمع عن هدنة، عن إجلاء للجرحى، هنا الجريح كان يعالج ميدانياً وقد يستشهد رغم أن إصابته متوسطة نظراً لصعوبة نقله إلى المستشفى. طائرات الاستطلاع لا تبارح الجو. القصف المدفعي على مدار الساعة (أحصي في ليلة واحدة سقوط ما يزيد على 2000 قذيفة على عيترون وتكرر الأمر في عيتا الشعب) ». ويشرح أن " الإسرائيلي كان بالمعايير العسكرية منكشفاً أمام المقاومين لأن حركته الكلاسيكية لا يمكن أن تكون دائماً سرية، بينما يعتمد تكتيك المقاومة على التمويه والاستتار. والعدو يعتمد على إسناد ناري كثيف وتغطية جوية غير محدودة. وفيما دخلت المقاومة عالم التكنولوجيا العسكرية من أوسع أبوابها، فإن إمكانياتها لا تكاد تقارن بما لدى العدو من هذه التكنولوجيا. صحيح أن المقاوم ينطلق من خلفية عقائدية متينة أصيلة، ولكنه أيضًا استعدّ وتهيّأ وتجهز، ثم قاتل وصمد، وكان متيقّناً من النصر فانتصر».

في المقابل يذكر علي لدى العدو مسألة غاية في الأهمية، تضاف إلى سلسلة الاخفاقات، وهي ضرب الثوابت في عقيدة الجندي الصهيوني، وإحداها " ألا يُترك الجندي، جريحًا كان ام قتيلاً في ارض المعركة، ولكن شاهدنا في حرب تموز، وهو ما اعترف به الاسرائيليون أنفسهم، ان هذا المبدأ ضُرب، فكان الجندي الجريح يصرخ في رفاقه كي ينقلوه، بينما هم يلوذون بالفرار للنجاة بأرواحهم". هكذا اودعنا علي بعض ما في جعبته من أسرار المقاومة، التي يقول عنها الإسرائيلي إنها أصبحت بعد حرب تموز أقوى بكثير مما كانت عليه قبل الحرب، ثم يختم متهكّمًا : « كان هدفهم رفع علم إسرائيل على تلال بنت جبيل، وإذا بهم يرفعون الراية البيضاء وحسب. وكذلك كان همهم الرد على خطاب سيد المقاومة حول بيت العنكبوت، فتيقّنوا حقًا ان ها هنا ليس بيت العنكبوت».









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-07, 15:22   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
ينابيع الصفاء
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزمزوم مشاهدة المشاركة








و ما النصر إلا من عند الله.
اللهم ارحم شهداء لبنان و أسكنهم فسيح جناتك.
اللهم أنصر المستضعفين و المظلومين في حربهم ضد قوى الطغيان و الإستكبار العالمي.









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-08, 14:38   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جواد عيتا: المهمة الأخيرة


جواد عيتا؟ فتى أشقر بعينين ملونتين. تميل الملامح إلى الهدوء وكذا الشخصية، ولكن بحسب التجربة، فإن الفتى العشريني، كان يختزن غضباً على مغتصبي الأرض ادخره ليوم أعد له نفسه طويلاً وغفل عنه كثيرون. محور بنت جبيل كله كان يستمع إلى بطولات الفتى، ينقلها مباشرة عبر أثير اللاسلكي، من قمة مارون الراس، حيث ظن الصهاينة ان الخاصرة رخوة، يسقط اصحابها بسهولة، ولكن محمد دمشق، كان قد أعد ـ بحسب أحد رفاقه ـ خطة محكمة للصمود والقتال وتكبيد العدو خسائر فادحة في حال أصر على التوغل. "بثّ الحماسة في النفوس" كما يقول احد قياديي المحور. كثيرون طلبوا الصعود إلى مارون كي يشاركوا في "حصادها" . لم يبق أحد الا وقاتل، حتى الشيوخ. كان هناك سامر نجم وعلي الوزواز وموسى فارس ووو... وكانت حربٌ وكان انكسارٌ غيّر مسار الحرب.


ترك محمد كما آخرين كثر، بنتًا جنينًا. ليس خيار هؤلاء أن يفارقوا أغلى ما في الوجود، ولكن عقيدة الدفاع عن الوطن ترسخت في قلوبهم وعقولهم، حتى تركوا كل شيء أمانة في يد الله وفي رقاب رفاقهم. تتهادى اليوم فاطمة بين يدي جدتها، أم رياض. يفرحها أن محمد ترك لها شيئًا من أثره " فالشهيد رياض (الشقيق الأكبر لمحمد) رحل عن الدنيا، وبالواقع ترك لي محمدًا، ولكن الصغير لم يحد عن درب الكبير وسرعان ما وافاه". ويبقى اللقاء الأخير بمحمد غصة في نفس أم رياض، برغم أن قلبها «مرتاح شوي» لأنها «عزمت» محمد على «الفراكة» التي يحبها قبل الحرب بيومين. لبى الدعوة وأكل «فراكة» أمه المفضلة لديه وهمّ بمغادرة بلدته عيتا الجبل إلى عمله.

«لحظات ليست كأي لحظات» تستعيدها أم رياض لأنها لم تكن عادية أبداً في حياتها كما تقول «ودّعته مرتين، ولأول مرة شعرت بأنني أريد مرافقته إلى آخر الطريق. كان وجهه يشع نوراً».

بعد يومين، وقعت عملية «الوعد الصادق». يومها كانت أم رياض في تبنين تزور أختها (والدة شهيدين أيضاً). عندما سمعتا بالعملية فرحتا كثيراً ووزعتا الحلوى ابتهاجًا على الناس.

بعد الظهر بدأت أطراف عيتا الجبل (قضاء بنت جبيل) تتعرض للقصف. طلب الشباب من الناس ألا يناموا في المنازل البعيدة فتجمعت العائلات في البيوت الآمنة وسط البلدة. بقيت أم رياض في البلدة لمدة 18 يوماً. اتصل محمد في اليوم الثالث للحرب بأهله لكن أمه لم تكن موجودة فردّت عليه خالته وسألته عن مكانه فقال لها إنه في البيت بالضيعة «عم يتروق» وأسمعها صوت تحريك الملعقة في «كباية» الشاي دليلاً على ذلك. عندما عادت أم رياض أخبرتها أختها أن محمد في البيت «لكني كنت أعرف أنه ليس في القرية أصلاً لأنني أتردد يومياً على البيت...».
بعد هذا الاتصال لم تعد تسمع عنه شيئاً وصارت الأمور تزداد سوءًا «وعندما سمعت أن الاسرائيليين تقدّموا باتجاه مارون قلت لأختي «راح محمد» فقد شعرت بأنني لن أراه مجدداً».


بالفعل كان محمد، وقلب الأم دليلها، يخوض مع مجموعة من رفاقه مواجهة فاصلة في مارون الراس. فقد اقتحم «جواد عيتا» مع رفاقه البيوت التي تحصن داخلها الصهاينة برغم أن التعليمات كانت بعدم بذل جهد كبير في مارون نظراً لوضعها الاستثنائي، "الساقط عسكريًا".
يروي صديقه كيف أبدع محمد في لحظاته الأخيرة، وكيف أدى تخطيطه في مارون إلى صمود القرية حتى بعد استشهاده «أخذ جواد يتحدث على الجهاز كما لو أنه في مباراة لكرة القدم (التي كان يُحسَب له فيها ألف حساب)، وكما في الملعب كذلك في الميدان. صار ينادي على الرفاق يطلب من هذا التقدم ومن ذاك إطلاق النار على الجندي على يمينه وذاك على يساره. علي الوزواز كان هناك، وسامر نجم وموسى فارس ومحمد عسيلي، كلّهم قاتلوا حتى الشهادة».

أعطى كلامه عبر الأثير زخماً للمعركة ما دفع الإسرائيليين إلى محاولة إسكاته من خلال التشويش على موجة اللاسلكي لأنه استطاع أن يربك إدارتهم للتقدم. بعد فترة غير قصيرة من المواجهات العنيفة انقطع صوت محمد بعد أن ألهب محور بنت جبيل بأسره. «كل من سمعه شعر بأن قائداً رفيع المستوى يتولى زمام الأمور». يتهدّج صوت الصديق مستعيداً تلك اللحظات «لم ندرك ماذا حدث... عادة ينقطع الاتصال في المعركة نتيجة خلل ما. استمرت المواجهات في مارون أيامًا عدة ، وصارت الإذاعة التي استحدثها العدو للتشويش تذيع أسماء من تسمّيهم « القتلى المخربين»، وورد اسم محمد دمشق بينهم فصرت أضحك لأن الإذاعة نفسها كانت تذيع أسماء مقاومين أحياء على أنهم شهداء».

لكن جواد عيتا كان قد استشهد فعلاً. صدّ القائد «حمودي» ألوية النخبة. فقد كبر محمد واشتد عوده وصار من ذوي البأس، ومع ذلك ظلّ قلبه مع من يحبهم يتناسب واسم الدلع هذا، يقول صديقه المقرب. أما في أوساط المقاومة فلازمه اسم «جواد عيتا»، جواد نسبة للاسم الحركي لشقيقه الأكبر رياض (استشهد العام 1994)، وعيتا نسبة إلى قريته العاملية «عيتا الجبل».

محمد دمشق ابن الـ27 عاماً، ذو الملامح الطفولية، غدا قائداً ميدانياً صعب المراس في فترة قياسية من عمله في المقاومة، لكنه لم يكن يُرى عابساً قط. يقول عنه أحد رفاقه «يستحيل أن تجالس محمد فتهمل وجوده مهما كان وضعك النفسي. يملك مقدرة غريبة على إخراجك من أحزانك. «مزّيح»، لا تفارق البسمة وجهه»... لكنه في الحرب «صلب شرس، قلبه قلب أسد».


اليوم بعد 5 أعوام على الحرب، تصرّ أم رياض على أن تري زائريها "امانة محمد". فاطمة ابنة «جواد عيتا» التي حضرت إلى الدنيا بعد شهادة أبيها ببضعة أشهر. تحمل بين يديها الملاك، كما تسمّيها، وتتذكر كيف «أصيب محمد وهو ابن 7 أشهر في رجله عندما هجّرتهم إسرائيل من منزلهم في الضيعة أواخر السبعينيات». تداعب الطفلة، تترقرق الدموع في عينيها الحزينتين «صار لي 5 سنين ما شفت محمد، هلق صرت أقدر ألمحه بين عيني « فطومة» لأنها نسخة طبق الأصل عن أبيها».

تحاول أم رياض أن تعوّض حفيدتها حنان أب لن تعرفه «فاطمة». هي تعرف أن حفيدتها ستنشأ يتيمة، لكنها لا تخفي فخرها واعتزازها بمحمد ورياض اللذين «بيّضا وجهي عند سيدتي فاطمة الزهراء». متماسكة صلبة، هذه المرأة التي «تشاطرت» عليها الأيام «كنا نعيش في القرية، هجّرتنا إسرائيل إلى بيروت، وهجّرتنا الحرب الأهلية من كنيسة مار مخايل بالشياح إلى النبعة، وعدنا إلى الشياح. كان بيتنا مهدماً فاضطررنا للسكن في مدرسة مدة ثماني سنوات».

تجربتها مع الشهيد رياض، ولدها الأكبر الذي كان قد انخرط في المقاومة في أواسط الثمانينيات، كانت درساً لها استفاد محمد منه كثيراً: «... كنت أركض ورا رياض من بلد لبلد. عندما كنت أسمع بعملية للمقاومة قوم روح عالضيعة متل الطاير عقلها... وعندما التحق محمد بالمقاومة قررت أن لا تقِّل الطحشة عليه كما كانت الحال مع رياض».

بعد استشهاد رياض طرأ تغيير كبير على شخصية محمد «تأثر كثيراً بشهادة أخيه الذي كان يهابه ويحبه كثيراً» وكانت تستعين به عليه لضبط «الورشنة». تقول أم رياض إن «مثل هؤلاء الأولاد يعلّمون أهلهم. أنا تعلّمت من ابني رياض الثقة بالله عن جد. كان اليهود قاعدين بنفس البناية اللي تهجرنا عليها بالنبعة (ابان اجتياح 1982) وكنت أحذره من الخروج خوفاً عليه منهم. قال لي مرة وهو لما يتجاوز الـ14 عاماً بعد: هؤلاء لا شيء يا أمي بدنا ناكلهم بأسناننا... فقلت له ممازحة: يعني إلك نفس عليهم.. ظل على لهجته الجدية وقال: بقدرة الله رح يزولوا يا أمي.


حاولت العائلة إقناع رياض بالسفر للعمل أو لطلب العلم فلم يقبل. تعهدنا له بأن نقسم معاش والده بيننا وبين المقاومة مناصفة، فكانت إجابته: والشباب.. منين نجيب شباب يا أمي. أو يردد جملته الشهيرة: «يمّي ابن 8 ما بيموت ابن 9». «يعني هو هيأني نفسياً لهذا اليوم. كنت أتوقع الخبر في أي لحظة، ولما قالوا لي إنه مصاب قلت لهم قولوا لي استشهد، أنا عارفة كل شي»!.

سرعان ما احتل محمد مكان أخيه: «شعرت بأنه كبر بسرعة... لا ولدنة ولا شيطنة... طلبت منه أن يكمل دراسته في المهنية وهكذا كان». خلال تلك الفترة كان محمد يذهب إلى عمله في المقاومة ويعود «لكننا لم نكن نعرف عنه شيئاً. فمحمد كتوم جداً ويتحدث عن كل شيء إلا عن عمله. لم أره يوماً مسلحًا أو حتى مرتديًا بذلة عسكرية، مثل رياض تمامًا».

بدأت رحلة «جواد عيتا» مع المقاومة العام 1998، فشارك في معظم العمليات النوعية والخاصة في محور بنت جبيل، وأثبت كفاءة عالية توّجت في ملحمة مارون الراس في الحادي والعشرين من تموز 2006.

استشهد محمد دمشق، واحتفظ الصهاينة بجسده. جعل ذلك قلب أمه يتعلق بأمل أن يكون حبيبها على قيد الحياة برغم أنها ذهبت إلى مارون وعاينت مكان استشهاده وتلمّست الأرض التي رويت من دمه، وظلت تمنّي النفس باليوم الذي تستطيع أن تلمس ولو صندوقًا يضم جسد ابنها أو.. «الله وحده يعلم عمق هذا الجرح اللي بيظل سخن حتى أقدر أدفن ابني وزور قبرو لما بدي». وكان لها ما أرادت، بعد حرب نفسية خاضتها مع "مقبرة الأرقام". فحين استعادت المقاومة بعد عام على الحرب جثماني شهيدين، تحرك الامل والوجع في قلب ام رياض، " كلهم اولادي" قالت يومها. ليتبين لاحقا انهما رفيقا محمد، إلى أن تمت عملية الرضوان، واستعادت ام رياض حلم محمد شهيدًا، فتحاملت على الاسى، وزغردت في عرس كبير، عاشه الوطن من اقصاه إلى أقصاه.









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-08, 14:58   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مسيرة المقاومة الإسلامية: البدايات التي قادت إلى النصر العظيم

كان الأفق أسود، غيوم الحقد تلوح من بعيد، عويل آلة الحرب يُسمع من كل صوب، إنه العدو قادم، إنه الموت قادم .

ظن المتخرّصون أن لا قلب يجرؤ على رفض "القدر" الزاحف، وأن لا يد يمكن أن تمتد إلى سلاح. ولكن هذه الأرض التي تشرّبت حب الحسين والشهادة وكربلاء، كانت حبلى ببذور الرفض، ومترعة بكؤوس الشوق للوقوف بوجه عدو ظالم، وقول كلمة الحق.. إطلاق الرصاصة ـ الحق .

كانت العمامة السوداء تتوقد نوراً لمواجهة السواد المتخم بالجور والغطرسة، وكان الانتصار الكبير الذي تحقق قبل سنوات على يد ذلك السيد الجليل يطرح وشاح عز في كل الأركان.

منذ زمن قال ووعت كل الأسماع، تفتّحت كل القلوب، وفهمت كل الأذهان .

"إسرائيل غدة سرطانية يجب أن تزول من الوجود".. قالها وهو يرنو بعينه إلى شباب ينظرون إليه بشغاف القلب، ينتظرون تلك الفرصة التي لا تتكرر كي يكونوا طليعة المحققين لهذا النداء ـ الوعد .

باكراً وعوا، وباكراً بادروا، فكانت الإرهاصات الأولى لنور يتجلى كل يوم، ويزداد تألقاً على مدى الأجيال .

إنها المقاومة التي كانت بذورها تُرمى في أرض خصبة مع فجر الانتصار، وبدأ نبتها بالظهور ليواجه ذلك العدو الغاصب، حتى كان القطاف تحريراً لمعظم الأرض، وانتصاراًً تفخر به الأمة على كل الأمم.

هي مسيرة طويلة بمشاقها، جميلة بعطائها، مزهرة بنتائجها، والخير العميم في قادم الأيام .

إنها المقاومة الإسلامية، تلك التي يأخذ كل الناس العبر من انتصاراتها، تحتفل اليوم بعيد جديد للنصر والتحرير .

كيف انطلقت هذه المقاومة؟ من أي بيئة كان بزوغ شمسها؟ وكيف استطاعت أن تقف في وجه العدو الصهيوني لتذيقه هزيمة ما كان يتوقع أن يرى مثلها على مدى التاريخ؟. .

البدايات الأولى في قراءة لأحد القياديين الذين رافقوا المسيرة منذ البدايات ولا يزالون يحتضنون تفاصيلها في رموش العيون.

محمود ريا

مرت سنون والقلوب تهفو إلى ذلك السيد المقيم في جمران، همه ما يجري على تلك الأرض التي دعا طويلاً الى مساندة أهلها من أجل تحرير أنفسهم من الاحتلال الصهيوني البغيض.

كانت كل كلمة يطلقها ذلك القائد العظيم تجد صداها في جبل عامل والبقاع والضاحية وبيروت، يستمع إليها محبون يعشقون درب الشهادة الذي اختطه الإمام الحسين عليه السلام، ويبحثون عن تلك اللحظة التي يلبون فيها نداء إمامهم لمقاتلة العدو اللئيم.

كان الإمام الخميني (قده) يقول ويعيد، وهنا كان الإمام السيد موسى الصدر (أعاده الله) يقول كلاماُ غير بعيد عن مقاتلة "إسرائيل بالأسنان والأظافر.. واللحم الحي".

حصل الاجتياح الصهيوني عام 1982 ليوقظ من كان نائماً من الناس، وليذكرهم بالدعوة التي وجهت إليهم لقتال "إسرائيل" وهي على الحدود، فإذا بها تصل إليهم حيث هم، ولا سيما على أبواب بيروت.

كان الذين أُشبعوا بحب الإمام الحسين(ع) والسائرون على خط الإمام الخميني والإمام الصدر بانتظار الفرصة التي تسمح لهم بلقاء العدو وجهاً لوجه، بعدما عرفوا الكثير عن جرائمه ووحشيته وأطماعه ومشروعه الذي لا يمكن السماح له بالتحقق بأي حال من الأحوال، وجاء الاجتياح الصهيوني واندفاع قوات الاحتلال إلى كل لبنان لتضع المعركة في إطارها العملي، ولتبدأ مرحلة جديدة من التاريخ، حيث تحققت الفرصة الإلهية التي كان المؤمنون بخط الجهاد ينتظرونها منذ زمن طويل.

هؤلاء المؤمنون يعرفون ماهية نظرة الإمام الخميني الى الكيان الصهيوني، وهو الذي كان يؤكد منذ انتصار الثورة الإسلامية، حتى منذ ما قبل ذلك الانتصار، وجوب قتال العدو الصهيوني، وقد وجه عشرات الخطب للمسلمين في لبنان تحديداً تحتوي دعوة مباشرة لمواجهة هذا العدو.

لم يأتِ انطلاق المقاومة الإسلامية رد فعل على الاجتياح الإسرائيلي.

المقاومة موجودة بالقوة من خلال فكر الإمام الخميني ودعوته الى مقاتلة "إسرائيل"، ومن خلال وجود أشخاص يتبنون هذا الفكر ويفتشون عن الفرصة الملائمة لتطبيق ما يؤمنون به وما يلتزمون به.

جاء الاجتياح الإسرائيلي فرصة لتطبيق هذا الإيمان وهذا الالتزام.

الاجتياح.. المواجهة

عند حصول الاجتياح تقطعت السبل بالناس، فمن كانوا في الجنوب باتوا غير قادرين على التحرك فيه، والذين كانوا في بيروت لم يعودوا قادرين على الذهاب الى الجنوب من أجل قتال العدو الذي يتقدم، برغم أن البعض قد حاول بالفعل القيام برحلة محفوفة بالمخاطر للوصول الى خطوط الجبهة.. لكن لم ينجح.

هذا الواقع رفع الاستعداد النفسي لدى هؤلاء الأشخاص وحفّزهم لمواجهة العدو، وهم يملكون السلاح.. وهكذا، فإن الذين يريدون القتال باتت الفرصة قريبة منهم لتحقيق هذه الإرادة.

هؤلاء المؤمنون كانوا متحفزين وجاهزين لأي طارئ ويحملون السلاح، وينتظرون الفرصة التي تساعدهم لمواجهة العدو، وجاءت هذه الفرصة عندما نفذ جيش الاحتلال (الإنزال) في منطقة خلدة.

عندما نفذت قوات الاحتلال إنزالها في خلدة، بدأت القوى العسكرية الموجودة في بيروت بإعداد تجهيزات واستعدادات ميدانية لمواجهة غزو العاصمة بعد معارك خلدة.

بعد معركة خلدة

حصلت معركة خلدة وتمكن المجاهدون خلالها من إبادة القوة التي نزلت الى الأرض وأسر جثث جنود العدو، وأخرجوا الملالة سالمة الى منطقة الأوزاعي، وأكدوا عدم انتمائهم الى أي تنظيم، وأنهم الخمينيون أو أتباع الإمام الخميني.. (تفاصيل المعركة في موضوع آخر داخل هذا العدد).

بعد انتهاء هذه المعركة المشرّفة التي تمكنت فيها مجموعة قليلة من السير بعكس التيار السائد والوقوف في وجه جيش العدو وتكبيده خسائر فادحة، تغيّرت الأجواء التي كانت سائدة، والتي كانت ترى في منطقة خلدة منطقة ساقطة عسكرياً لا أحد يريد القتال فيها.

خرجت الصحف والمجلات تتحدث عن المواجهة وعن أسر الملالة وعن الذين خاضوا المواجهة، فتحوّلت منطقة خلدة بالنسبة الى الذين يريدون قتال "إسرائيل" الى النقطة التي تجمع هذه الطاقات.

هناك بدأ التجمع لكل الذين يريدون مقاتلة العدو الصهيوني، حتى أولئك الذين لا ينتمون إلى أي تنظيم أو تشكيل عسكري موجود على الساحة .

لم يعد قتال "إسرائيل" هزيمة وموتاً، لقد حوّلت المواجهة تلك القتال الى انتصار، فانقلب الناس من حال الى حال، وصارت منطقة خلدة قبلة الشباب المتحمّس.. وغصّت بالمقاتلين.

وجود المقاتلين في منطقة خلدة خلق نوعاً من التواصل بينهم، وصار الوضع شبيهاً بما يُتعارف عليه اليوم باسم "المرابطة"، وامتدت نقاط الحراسة من البحر الى خلدة حتى الشويفات في الجبهة الجنوبية المواجهة لقوات الاحتلال.

في هذه المرحلة بدأت قوات الاحتلال بتنفيذ عمليات قصف عنيفة على منطقة خلدة، لكنها لم تقم مرة أخرى بأي عمليات بحرية أو برية بعد الإنزال الأول الذي أدى الى كارثة عسكرية بالمفهوم الميداني.

خلال عملية القصف التي ترافقت مع غارات جوية، استهدف طيران العدو ملجأ يتمركز فيه عدد كبير من المقاتلين، ما أدى الى استشهاد عدد منهم وجرح عدد آخر.

هذه الغارات دفعت إلى اتخاذ بعض إجراءات الحيطة، وبدأ عدد المقاتلين يقل عما كان عليه سابقاً، وصار الانتشار يقتصر على بعض التجمعات الصغيرة، وعلى رأس الموجودين أولئك الذين يملكون الروح الاستشهادية.

لم يتقدم الصهاينة على الخط الساحلي، وإنما بدأوا باتخاذ مواقع ثابتة، وكادت الأمور تتحول إلى مواجهات محاور ثابتة، عندها حوّل المجاهدون حركتهم باتجاه الهجوم وقرروا القيام بعمليات مفاجئة ضد مواقع العدو التي أقيمت في منطقة خلدة.

ونفذ المجاهدون عمليات إغارة ليلية على المواقع الصهيونية المتقدمة وهاجموا قوات العدو، ودارت اشتباكات أكثر من مرة وفي عمليات مميزة، ما أدى إلى إصابة عدد من جنود العدو، كما جرح عدد من الإخوة المجاهدين.. كانت هذه العمليات مفاجئة للاحتلال الذي كان ينتظر أن يفر الجميع من أمامه، فإذا بمقاتلين يهاجمون مواقعه التي يتمركز فيها.

بعد هذه العمليات حاولت قوات الاحتلال التقدم عبر الطريق الساحلية، ولكن التصدي لهذه المحاولات كان قوياً جداً، ما دفع قادة العدو إلى استخدام تكتيك الالتفاف من خلال التقدم عبر المواقع الجبلية، ودارت معارك عنيفة بين القوات المتقدمة والقوات الموجودة في تلك المنطقة استمرت أكثر من عشرين ساعة، ووصلت إلى خلدة من منطقة بشامون بعد مواجهات عنيفة مع القوى العسكرية الموجودة هناك.

تشكّل الخط الدفاعي

بعد انتهاء معركة خلدة رجع المقاتلون الى الوراء، الى الأوزاعي، برج البراجنة والليلكي.

المواجهات التي حصلت في خلدة وما تلاها من تطورات، بدأت ترسم أجواءً تغيّر ما في خارطة القوى الموجودة.

الشباب الذين كانوا مندفعين لقتال العدو قبل الدخول الإسرائيلي، والذين كان الإمام الخميني رمزاً وملهماً لهم، التزموا العمل على تدعيم هذا الخط الدفاعي والبقاء في نقاطه العسكرية المختلفة.

بعد "المرابطة" طوال الوقت في خلدة، صار هؤلاء الشباب الذين أضحى عددهم بالعشرات، أكثر التحاماً في ما بينهم.

توزع هؤلاء الشباب ومن انضم إليهم بعد ذلك على خط المواجهة مع العدو الممتد من الأوزاعي إلى منطقة المرفأ في الأوزاعي، وقفوا وصدوا أكثر من محاولة اقتحام نفذها جيش العدو، وكذلك في البرج، الكوكودي، الليلكي وحي السلم.

كان المجاهدون الأوائل يدورون على المساجد، يشرحون أخطار المواجهة مع العدو ويسألون: من يريد قتال "إسرائيل"؟..

وهكذا تحول المسجد إلى مركز الاستقطاب الأول للتواصل مع أولئك الذين يرغبون بالمشاركة في مواجهة العدو، إضافة إلى دوره في تأمين الأجواء الروحية المرتكزة على الجهاد في سبيل الله.

هؤلاء الشباب كانت لديهم احتياجات على صعيد التموين والتسليح والتبديل بين الشباب، هذه الحاجات اللوجستية فرضت وجود تواصل بين مختلف المجموعات وتأمين إدارة معينة للاهتمام بهذا الجانب، ما أدى إلى تشكيل بنية هرمية تتولى معالجة كل ما تتطلبه إدارة هذا الجانب من جهود.

ومقابل هذه الجهود كان هناك البعض ممن يهتمون بمتابعة مباريات كأس العالم في كرة القدم التي كانت تجري في ذلك الحين.

نشوء المقاومة

مما لا شك فيه أن المقاومة التي واجهت العدو الصهيوني عند اجتياحه للبنان لها عدة جذور، حسب المنطلقات الأيديولوجية والسياسية للفصائل المقاومة.

أما عندما يطرح السؤال: كيف تشكلت نواة المقاومة الإسلامية، فيمكن القول إن المقاومة تشكلت من حكم شرعي والتزام بحكم الإمام الخميني وقوله وفتواه وقراره، ولذلك فهي ليست حركة ظرفية من أجل تحقيق أمور آنية، أو رد فعل على حدث محدد، وإنما هي حركة عبادية تقوم على أساس الحكم الشرعي الذي أطلقه ولي أمر المسلمين الإمام الخميني، هذا الحكم الذي يحمل الدافع الديني والنفسي لمقاومة الاحتلال الصهيوني.

هذا الالتزام الذي أبداه المؤمنون وجد تطبيقه في فرصة المواجهة في خلدة التي جعلت الالتزام يترجم عملاً على الأرض.

وهذا التفاني منهم جعلهم محط آمال كل من يريد مقاتلة العدو من المقاومين بمعزل عن انتماءاتهم.

وشكلت الظروف الميدانية الخط الدفاعي عن بيروت ابتداءً من بحر الأوزاعي وصولاً إلى بحر المرفأ، حيث عاد أبناء العاصمة إلى مدينتهم لاستكمال خط الجبهة.

هذا الانتشار الكبير فرض على الكوادر المميزة في العمل والذين أثبتوا قدرة فائقة على التحمل والتعامل مع التطورات، تحمل مسؤولية إدارة العمل، وبقوا على هذا الخط في المقاومة الإسلامية، فمنهم من استشهد وكان من الشهداء المميزين، ومنهم من لا يزال يواصل دوره الجهادي في مواجهة العدو الصهيوني.

في هذه المرحلة كانت قوات حرس الثورة الإسلامية قد وصلت الى منطقة البقاع، فحصل التواصل بين هذا التشكيل الميداني الذي قام على أرض المواجهة والإخوة في الحرس.

وفي موازاة هذا التواصل بدأ التحرك الشعبي يأخذ أشكالاً مبشّرة :الأهالي يحثون أولادهم على الالتحاق بالمرابطين على خط المواجهة، شباب يبتكرون الوسائل للوصول من المناطق المختلفة، ولا سيما من البقاع للمشاركة في المواجهة في بيروت وحتى في الجنوب، ليبدأ التعبير الذي أخذ مصداقيته من دماء مئات الشهداء: الخزان البشري للمقاومة.

مرحلة العمليات الأولى

بقي حصار بيروت نحو ثمانين يوماً، كانت كافية لصهر الإخوة معاً، وكل من بقي في ساحة المواجهة تميز بالثبات والصمود برغم كل الصعوبات.

وخلال الحصار كانت هناك مرحلة أخرى ترتسم معالمها.

أثناء حصار بيروت عمل المجاهدون على سحب ما يفيض عنهم من السلاح والذخائر الى الجنوب حتى يتمكن الشباب هناك من بدء العمليات العسكرية، وتوجه شباب الى قراهم الجنوبية من أجل تحضير الأجواء وتجهيز مخازن الأسلحة.

بدأت العمليات ضد الإسرائيليين في الجنوب خلال حصار بيروت.. كان الشباب ينفذون العديد من العمليات على الدوريات والمراكز الإسرائيلية، من دون أن تصدر بيانات تتبنى هذه العمليات كي تأخذ حقها في الإعلام.

كان هم المجاهدين الأساسي تحقيق عدة أمور دفعة واحدة:

أولاً: أن يثبتوا للإسرائيليين أنهم يواجهون قوة، وأن المنطقة بما فيها الضاحية لم تستسلم لهم.

ثانياً: أن يحافظوا على الذين يقاتلون، وتقوية نَفَسهم الجهادي.

ثالثاً: إخراج المعركة من بيروت وعدم حصرها في العاصمة.

رابعاً: التأسيس لعمليات مستقبلية، فالمسألة لم تنتهِ، فالعدو يحتل لبنان كله، ولا بد من مواجهته على كامل رقعة احتلاله.

خامساً: الاستفادة من فرصة عدم اتخاذ العدو الصهيوني تدابير احترازية، واسترخائه أمنياً بعد أن ظن أنه سيطر على المنطقة كلها، وضعف حذره تجاه التحركات التي يقوم بها المجاهدون من أجل نقل أكبر كمية ممكنة من السلاح إلى الجنوب والبدء بالإعداد لتوجيه أكبر ضربة ممكنة للعدو.

هذه الأمور كانت واضحة أمام المجاهدين أثناء حركتهم العسكرية اليومية، وكانوا يعملون عليها انطلاقاً من فهمهم لمسألة بدء عصر جديد أطلقه الإمام الخميني (قده) حرباً على الإسرائيليين.. بدأت من هذه المرحلة ولن تنتهي إلا بالتحرير الكامل لكل الأراضي المحتلة.

من الذين كانوا محاصرين في بيروت والذين كانوا قد بدأوا حركتهم الجهادية في الجنوب، والذين أعدوا أنفسهم في البقاع وأطلقوا محاولات الانتقال إلى ساحات المواجهة، تشكلت النواة الأولى للمقاومة، وفي هذا المسار بدأ يتكوّن التشكيل العسكري.

عملية الشهيد أحمد قصير

كان الاجتياح الصهيوني قد بدأ يرخي بظلاله على المنطقة، وسيطر الإحباط على الكثيرين، وظنوا أن العصر الإسرائيلي قد بدأ، وأن لا فكاك له عن منطقتنا إلى الأبد.

في المقابل كان هناك مقاومون يدشنون مرحلة جديدة أساسها معركة طويلة مع العدو، تتطلب حشد أكبر قدر ممكن من الطاقات في الجنوب، وإرسال الدعم البشري واللوجستي اللازم للانطلاق في هذه المسيرة.

حان موعد العمل، وبدأ التحضير لافتتاح هذه الجولة من الصراع بتوجيه أكبر ضربة يمكن تحقيقها للعدو .

كان المطلوب إفهام العدو بأنه عاجز عن حماية جنوده المنتشرين على الأراضي اللبنانية، وتوجيه رسالة إلى الأمة وإلى الشعب اللبناني، مفادها أن هذا العدو ضعيف وعاجز ويمكن مواجهته، لا بل وتكبيده الخسائر وإلحاق الهزيمة به، ليستفيق الناس من الصدمة ويشعروا بأن إرادتهم أقوى من جبروت العدو الصهيوني .

كان المطلوب إيصال رسالة للعدو أن وصول قواته إلى العاصمة لا يعني أنه قضى على جذوة الرفض لمشروعه الاستعماري، فهذه الجذوة متجذرة في الأرض ولا يمكن أن تطفئها كل العواصف.

كما كان المطلوب الإيحاء للمقاومين الذين صبروا وصمدوا وقاتلوا بأن مقاومتهم لم تذهب عبثاً، وأن الضربات الكبيرة للعدو ستنطلق بعملية ذات بعد استراتيجي ينبع من الفعل الاستشهادي، لتفتح الباب لكل من يريد خوض المعركة مع العدو.

لم تكن العملية ضد مقر الحاكم العسكري الصهيوني مجرّد استفادة من فرصة وجود تجمع عسكري صهيوني يمكن ضربه وإنزال خسائر كبيرة بالعدو من خلاله.. كان البحث عن المكان يجري بشكل حثيث، لم تكن المسألة عرضية، ولم يكن المطلوب تحقيق هدف عادي. لقد خُطّط للمسألة جيداً لكي تكون البداية بعمل كبير، عمل ضخم، يرسم صورة جديدة للموازين.. وكانت عملية الشهيد أحمد قصير.

بعد هذه العملية ارتفعت معنويات الجميع، وصار التيار السائد هو تيار رفض الاحتلال، وتكاثرت العمليات منّا ومن الآخرين، وتضاعفت خلال فترة قصيرة العمليات التي كانت تنفذها الأحزاب والقوى الأخرى.. فتحقق الهدف المنشود، الانطلاق بمقاومة ستبقى مستمرة حتى إزالة الاحتلال.









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-08, 14:59   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

25 أيار: هنا الهزيمة لـ"الجيش الذي لا يُهزم"


كانت أمواج البحر تقتحم عرين الشاطئ وترتد مذعورة، ووراءها يتردد صدى موحش في ظلمة الليل الحالكة..
أسراب غريبة تشق السماء مطلقة زعيقاً يهتز لهديره البنيان ولا يسقط..
كثيرون وضعوا أصابعهم في آذانهم وأشاحوا بوجوههم عن مدى البحر.. واستعدوا للرحيل
في ذلك المساء الممهور بتوقيع أحمر.. تماهى الرجال مع أرضهم وصاغوا من إيمانهم وسلاحهم القليل قوة أسطورية..
لم يكن العدو القادم من الأبواب المشرعة يدرك أن في هذه الأرض أسطورة غيره..
لكنه هناك بدءاً من خلدة ومع "الطلقات الأولى"، أدرك حدود قوته..


منذ ذلك التاريخ بدأت حكاية المقاومة الاسلامية، "هذه الحرب التي بدأناها منذ الطلقات الأولى في خلدة سنة 1982 (...) كنا بوعي كامل من نقاتل وفي أي ذات شوكة نمضي ونسير".. من كلمة للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله 17 آب/أغسطس 1999.

بدأت حرباً بلون آخر جعلت العدو يوقن بأن قوته أسطورة مزعومة سقطت بالضربة القاضية في الرابع والعشرين من أيار/ مايو 2000.

لم يكن هناك من حاجة لأن يدخل الخوف الى القلوب الوجلة، فهو كان يقتحم كل شيء مع الآلة العسكرية الصهيونية التي تتقدم براً وبحراً وجواً غير عابئة بشيء، تقتل تدمر وتحاصر، راسمة بالدم المسفوك طريقها نحو العاصمة بيروت.. لا أحد يعرف كيف ومتى وماذا يريد هذا العدو الذي يتقدمه جنرال مفطور على القتل، آرييل شارون، الذي أينما احتل كان يسبقه شغفه الى القتل.

ثلاثة أيام فقط ـ من السادس حتى التاسع من حزيران/يونيو 1982 ـ هي التي احتاجها العدو ليطرق أبواب العاصمة بيروت راسماً حولها زناراً من النار، وطائراته تدك أحياءها وأحياء الضاحية، محوّلة أبنية بأكملها الى ركام مخلفة الموت والدمار.

ووسط كل هذا ثمة شباب التقوا على الايمان بربهم، يتجمعون في مساجد الضاحية الجنوبية، يتدارسون ما آلت اليه الأمور، وكيف السبيل الى مقاومة هذا الغزو والدفاع عن أحياء الفقراء..

انطلق كل الى سبيله، وبعد ساعات قليلة كان يعود حاملاً السلاح مستعداً للمواجهة المرتقبة.

اصطلاح "الشباب المؤمنين" كان متداولاً وقتها، ويدل على الشباب الذين انتهجوا خط الامام الخميني والتقوا على دعوته التي أطلقها وقتها: "قاتلوا (اسرائيل) بأسنانكم وأظافركم، ولا تدعوها تحتل أرضكم".

نزلت قوات الاحتلال في منطقة خلدة يوم التاسع من حزيران / يونيو عام اثنين وثمانين بعد عدة محاولات فاشلة استمرت على مدى ساعات، كانت تواجه بمقاومة عنيفة.. استخدم الصهاينة جبروت آلتهم الحربية من الجو والبحر، وبعد صب كميات هائلة من الحمم استطاعوا ظهيرة ذلك اليوم إسكات كل مقاومة، وأخذوا يتحركون باطمئنان معتمدين على ما ظنوا أنهم حققوه من سيطرة ميدانية.. ولكن في لحظة نزول القوات الإسرائيلية في تلك المنطقة وصل الخبر الى منطقة الأوزاعي.

كان هناك عشرات من الشباب المسلحين يقفون قرب مسجد الأوزاعي القديم، وقف مجاهد ومعه مجموعة من الشباب المؤمن وسط الشباب المتجمعين وقال لهم: إن الإسرائيليين وصلوا الى خلدة، وإذا لم نوقفهم هناك ونمنع تقدمهم فسيدخلون الى بيروت.. وسألهم: من يرغب في القتال ضد هؤلاء الأعداء؟..

وقف أمامهم جميعاً وصرخ بهم: الآن باب الجنة مفتوح، ومن يرد الإمام الحسين حقيقة فإن الإمام الحسين موجود في خلدة، ومن يرد أن يصل الى الجنة فليذهب معنا الى هذه المواجهة.

كان التجاوب أقل من المتوقع، فذهبت مجموعة من الإخوة عددها اثنا عشر شاباً.. بقيت مجموعة من أربعة شباب قرب الجسر، وذهبت مجموعة من ثمانية آخرين الى الأمام.

أكمل المجاهدون سيرهم الى أن وصلوا الى منطقة على طريق الجنوب القديم، هناك بدت لهم الآليات الصهيونية بشكل واضح. كانت هذه الآليات تتقدم من دون أن يواجهها أحد، وكان هناك دبابة واحدة مصابة نتيجة المحاولات السابقة لصد الإنزال الصهيوني قبل انسحاب المقاتلين.

تموضع المجاهدون في "الزواريب" المتفرعة من طريق الجنوب القديم بين مسبح بيتش كلوب ومطعم جزيرة مرّوش الذي تتحرك عليه الدبابات والملاّلات المعادية، التي اتخذت لها مواقع على طول الطريق.

مباشرة بعد أن أخذ المجاهدون مواقعهم بدأوا بإطلاق القذائف المضادة للدروع "بـ7" والرصاص، وبدأ العدو بالقصف على المواقع التي يقف فيها المجاهدون.

عندما وقفت هذه المجموعة وتصدّت للقوة الصهيونية بحزم، بدأت المواقع البعيدة والقريبة التي كانت قد أسكتتها الغارات الإسرائيلية بالتحرك، وصار عناصرها يطلقون النار على موقع المواجهة. عندما بدأت المعركة بدأت النيران تخرج من المواقع التي سكنت سابقاً.

لم تنتهِ هذه المعركة التي خاضها المجاهدون بعددهم القليل، إلا بعد تدمير كل الدبابات الصهيونية وعددها ثلاث، إضافة إلى ملالة، فيما بقيت إحدى الملالات.

ما تبقى من القوة الصهيونية التي كانت تنوي استكمال الإنزال انسحبت الى عرض البحر من جديد بعد المواجهة، وذلك من خلال جسر بحري، أما القوة التي كانت قد نزلت الى الأرض فقد أبيدت تماماً ولم يبقَ منها أحد.

هذه المعركة التي حصلت بهذه الكيفية والقوة وبالشجاعة التي ووجهت بها القوات الإسرائيلية، أعادت للمقاتلين الآخرين الذين كانوا قد انسحبوا من المنطقة الحماسة كي يعودوا للمشاركة في المعركة ولمعرفة ما حصل.

كانت الملالة التي بقيت قد أصيبت في بداية المعركة بقذيفة Energa ما أدى الى إحداث أضرار فيها، نظراً لكون الآليات العسكرية في ذلك الحين قابلة للإعطاب بهذه القذائف، وللتدمير والإحراق بقذائف الـ(بـ7)، وحتى الميركافا كان يمكن في تلك الأيام تدميرها بالقذائف المضادة للدبابات، وليس كما هي الحال اليوم.

كان أحد الإخوة مصاباً حينها ـ يتهيأ لإطلاق الـ(بـ7) على الملالة، فطلب منه مجاهد آخر التوقف، لأن الملالة تتحرك ولا تطلق منها النيران، ما يعني أن هناك مشكلة فيها.

بعد اقتراب الملالة من المجاهدين طوّقوها وأخذوا بإطلاق الرصاص عليها، فنزل منها جنود العدو مرعوبين وهم يصرخون، ودارت معركة بالأسلحة الرشاشة وجهاًً لوجه، بينما كانت الدبابات في الخلف تحترق، فقُتل من قتل بداخلها ونزل الآخرون للمشاركة بالمعركة المباشرة، فيما صرخات الخوف تتعالى منهم.

المعركة بالأسلحة الرشاشة دامت حوالى نصف ساعة، أُجهز خلالها على جنود العدو.

كان هناك عدد كبير من الجثث للجنود قُتلوا بالرصاص، إضافة الى جثتين لجنديين بقيا في الملالة.

سيطر المجاهدون على الملالة، ومن ثم جمعوا الجثث ووضعوها قربها.

هدأت الأمور وتدفق المقاتلون من أكثر من جهة، ووصلوا الى الساحة حيث دارت المعركة.

أخذت بعض الفصائل عدداً من الجثث، فيما أبقى المجاهدون بعض الجثث معهم..

أراد صحافيون موجودون في مكان العملية معرفة من هم هؤلاء المجاهدون الذين خاضوا هذه المعركة، فسأل أحدهم: من أين أنتم؟ فقال له: نحن من منطقة الأوزاعي. ورداً على سؤال أجابه: نحن أتباع الإمام الخميني، الخمينيون.. واستغرب الصحافي هذا الإسم الذي كان يُذكر لأول مرة .

بدأ التحضير لسحب الملاّلة التي بقيت سالمة نتيجة عدم إطلاق قذائف الـ(بـ7) عليها، فانطلق أحد المجاهدين قبل تحرّك الموكب الذي ضم الملالة الى منطقة الأوزاعي لتهيئة الأجواء لاستقبالها.

عندما وصل الى الأوزاعي وجد الناس مجتمعين عند مفرق البرج، وكان معه خوذة أحد الجنود الصهاينة وسلاح "ماغ" تابع لجندي آخر، وقطعة سلاح ثالثة.

اقتحم الازدحام ووقف أمام الناس، صعد على سطح السيارة وقال للجموع: "هؤلاء الإسرائيليون الذين نخافهم ولا نريد قتالهم لأنهم أقوياء، خذوا خوذاتهم وأسلحتهم ـ ورمى بها الى الأرض ـ ها هي آلياتهم تحترق في خلدة، وبعد قليل ستشاهدون الغنائم بأعينكم، وهي ستمر من أمامكم من هنا، فابقوا في الساحة لتروا ماذا حصل للإسرائيليين.. وعاد أدراجه الى موقع المعركة، وكان الموكب قد انطلق لتوّه من منطقة خلدة.

عندما وصل الموكب الى الأوزاعي كان المشهد فريداً، لم يرَ أحد شبيهاً له طوال السنوات التي تلت، إلا عندما وصلت الغنائم التي أسرتها المقاومة الإسلامية من العدو الصهيوني بعد تحرير جنوب لبنان في العام 2000.

لا اختلاف في ان الارادة التي قاتل من خلالها المجاهدون بدءاً من خلدة حتى كلية العلوم والمطار والأوزاعي والطيونة والغبيري.. استطاعت بناء جدار مانع أمام محولات العدو اسقاط الضاحية وقهر إرادتها.. وحتى غاراته الجوية التي ألهبت أحياء الضاحية لم تؤثر في عزيمة أهلها الذين خرجوا في 6 شباط/فبراير عام 1984 يقاتلون عملاء العدو، وفي 17 أيار/مايو من العام 1983 ليسقطوا اتفاق الذل والعار مع العدو، فقدموا الشهيد محمد نجدي، ليوقّع بدمه ان لا استسلام للعدو.. وطريق المقاومة هو الذي يحقق الانتصار.

شهداء ما زالت أسماؤهم تزين رأس القافلة، ومجاهدون خرجوا من أحيائهم ودساكرهم الفقيرة.. هم في قلب المسيرة.. ونصب أعينهم النصر او الشهادة.

حموا بسواعدهم الضاحية والوطن، فعصيت الضاحية على الاحتلال.. وتحررت أرض الوطن.. وهم على العهد ما بدّلوا تبديلاً.









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-08, 15:11   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
عصام الجيجلي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عصام الجيجلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي





يؤبرني زعيم المؤااومة وشبيحة الضاحية الجنوبية يؤبرووووني















رد مع اقتباس
قديم 2012-06-08, 15:29   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
أسامة المسيلي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام الجيجلي مشاهدة المشاركة




يؤبرني زعيم المؤااومة وشبيحة الضاحية الجنوبية يؤبرووووني






افلاسك وعجزك دفعابك لمثل هذا النوع المنحط من الحوار
المجاهد حسن نصر الله أشرف وأنقى منك ومن أزلام وعملاء أنظمة العمالة والفتنة في السعودية وقطر









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-08, 15:36   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
عصام الجيجلي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عصام الجيجلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة المسيلي مشاهدة المشاركة
افلاسك وعجزك دفعابك لمثل هذا النوع المنحط من الحوار
المجاهد حسن نصر الله أشرف وأنقى منك ومن أزلام وعملاء أنظمة العمالة والفتنة في السعودية وقطر


لا على العكس ، بل اكتشفت أنكم لا تفقهون لغة الحروف ، ولا تفهمون إلا لغة النسخ واللصق ، ولقصور عقولكم االضعيفة تبهركم الصور بألوانها ،فأخترت لكم لغة الصور


وليذهب نصر الله وكل شبيح الى الجحييييييم










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-08, 15:41   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
عصام الجيجلي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عصام الجيجلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نسيت أن اهديكم هذه
فكروا معي من يشبه يا ترى؟؟؟















رد مع اقتباس
قديم 2012-06-08, 15:48   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
أسامة المسيلي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Mh47

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام الجيجلي مشاهدة المشاركة



لا على العكس ، بل اكتشفت أنكم لا تفقهون لغة الحروف ، ولا تفهمون إلا لغة النسخ واللصق ، ولقصور عقولكم االضعيفة تبهركم الصور بألوانها ،فأخترت لكم لغة الصور


وليذهب نصر الله وكل شبيح الى الجحييييييم

لكن هذه الصورة يا صغيري تعبير عن تفكيرك المنقوص
يا صغيري انصحك بالتفرغ لعبادة الله تعالى والإهتمام بشؤون أسرتك









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المقاومة, الصهيوني, الإسلامية, الكيان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc