![]() |
|
أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
ملاحم المقاومة الإسلامية ضد الكيان الصهيوني .
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 16 | ||||
|
![]() لقد ذكرتنا بأيام العزة تلك
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 17 | ||||
|
![]() اقتباس:
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 18 | ||||
|
![]() اقتباس:
و الله ينصر من يشاء و لو شاء نصر الكفار من الأمريكيين و غيرهم و لله في حكمه شؤون. الجهاد متأصل في أنفس المجاهدين من جميع الطوائف المسلمة و هذه حقيقة لا يستسيغها بعض الناس ممن سرقوا الجهاد و نسبوه لهم مع أن الجهاد و المقاومة للجميع حتى الفيتناميين جاهدوا في سبيل حريتهم و نصرهم الله في معارك خالدة ضد قوى الإستكبار العالمي و ستتجرع هذه القوى العلقم إن حاولت المساس بالمغرب العربي و خاصة الجزائر . و ما النصر إلا من عند الله. يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا. من يحببه الله يفقه في الدين. ما أروع ديني... |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 19 | |||
|
![]() نقولها وبصوت مــــــــدو : سلمت أيديكــــــــــــــم يا أبطــــــــال المقاومــــــــــة اللبنانيــــــــة الباسلـــــــــــة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 20 | |||
|
![]() مقاومو عيتا إن حكوا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 21 | |||
|
![]() عقيدة بيت العنكبوت ... مقاوم يستذكر مواجهات "مربع الصمود" |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 22 | |||
|
![]()
و ما النصر إلا من عند الله.
اللهم ارحم شهداء لبنان و أسكنهم فسيح جناتك. اللهم أنصر المستضعفين و المظلومين في حربهم ضد قوى الطغيان و الإستكبار العالمي. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 23 | |||
|
![]() جواد عيتا: المهمة الأخيرة ![]() ترك محمد كما آخرين كثر، بنتًا جنينًا. ليس خيار هؤلاء أن يفارقوا أغلى ما في الوجود، ولكن عقيدة الدفاع عن الوطن ترسخت في قلوبهم وعقولهم، حتى تركوا كل شيء أمانة في يد الله وفي رقاب رفاقهم. تتهادى اليوم فاطمة بين يدي جدتها، أم رياض. يفرحها أن محمد ترك لها شيئًا من أثره " فالشهيد رياض (الشقيق الأكبر لمحمد) رحل عن الدنيا، وبالواقع ترك لي محمدًا، ولكن الصغير لم يحد عن درب الكبير وسرعان ما وافاه". ويبقى اللقاء الأخير بمحمد غصة في نفس أم رياض، برغم أن قلبها «مرتاح شوي» لأنها «عزمت» محمد على «الفراكة» التي يحبها قبل الحرب بيومين. لبى الدعوة وأكل «فراكة» أمه المفضلة لديه وهمّ بمغادرة بلدته عيتا الجبل إلى عمله. «لحظات ليست كأي لحظات» تستعيدها أم رياض لأنها لم تكن عادية أبداً في حياتها كما تقول «ودّعته مرتين، ولأول مرة شعرت بأنني أريد مرافقته إلى آخر الطريق. كان وجهه يشع نوراً». بعد يومين، وقعت عملية «الوعد الصادق». يومها كانت أم رياض في تبنين تزور أختها (والدة شهيدين أيضاً). عندما سمعتا بالعملية فرحتا كثيراً ووزعتا الحلوى ابتهاجًا على الناس. بعد الظهر بدأت أطراف عيتا الجبل (قضاء بنت جبيل) تتعرض للقصف. طلب الشباب من الناس ألا يناموا في المنازل البعيدة فتجمعت العائلات في البيوت الآمنة وسط البلدة. بقيت أم رياض في البلدة لمدة 18 يوماً. اتصل محمد في اليوم الثالث للحرب بأهله لكن أمه لم تكن موجودة فردّت عليه خالته وسألته عن مكانه فقال لها إنه في البيت بالضيعة «عم يتروق» وأسمعها صوت تحريك الملعقة في «كباية» الشاي دليلاً على ذلك. عندما عادت أم رياض أخبرتها أختها أن محمد في البيت «لكني كنت أعرف أنه ليس في القرية أصلاً لأنني أتردد يومياً على البيت...». بعد هذا الاتصال لم تعد تسمع عنه شيئاً وصارت الأمور تزداد سوءًا «وعندما سمعت أن الاسرائيليين تقدّموا باتجاه مارون قلت لأختي «راح محمد» فقد شعرت بأنني لن أراه مجدداً». ![]() بالفعل كان محمد، وقلب الأم دليلها، يخوض مع مجموعة من رفاقه مواجهة فاصلة في مارون الراس. فقد اقتحم «جواد عيتا» مع رفاقه البيوت التي تحصن داخلها الصهاينة برغم أن التعليمات كانت بعدم بذل جهد كبير في مارون نظراً لوضعها الاستثنائي، "الساقط عسكريًا". يروي صديقه كيف أبدع محمد في لحظاته الأخيرة، وكيف أدى تخطيطه في مارون إلى صمود القرية حتى بعد استشهاده «أخذ جواد يتحدث على الجهاز كما لو أنه في مباراة لكرة القدم (التي كان يُحسَب له فيها ألف حساب)، وكما في الملعب كذلك في الميدان. صار ينادي على الرفاق يطلب من هذا التقدم ومن ذاك إطلاق النار على الجندي على يمينه وذاك على يساره. علي الوزواز كان هناك، وسامر نجم وموسى فارس ومحمد عسيلي، كلّهم قاتلوا حتى الشهادة». أعطى كلامه عبر الأثير زخماً للمعركة ما دفع الإسرائيليين إلى محاولة إسكاته من خلال التشويش على موجة اللاسلكي لأنه استطاع أن يربك إدارتهم للتقدم. بعد فترة غير قصيرة من المواجهات العنيفة انقطع صوت محمد بعد أن ألهب محور بنت جبيل بأسره. «كل من سمعه شعر بأن قائداً رفيع المستوى يتولى زمام الأمور». يتهدّج صوت الصديق مستعيداً تلك اللحظات «لم ندرك ماذا حدث... عادة ينقطع الاتصال في المعركة نتيجة خلل ما. استمرت المواجهات في مارون أيامًا عدة ، وصارت الإذاعة التي استحدثها العدو للتشويش تذيع أسماء من تسمّيهم « القتلى المخربين»، وورد اسم محمد دمشق بينهم فصرت أضحك لأن الإذاعة نفسها كانت تذيع أسماء مقاومين أحياء على أنهم شهداء». لكن جواد عيتا كان قد استشهد فعلاً. صدّ القائد «حمودي» ألوية النخبة. فقد كبر محمد واشتد عوده وصار من ذوي البأس، ومع ذلك ظلّ قلبه مع من يحبهم يتناسب واسم الدلع هذا، يقول صديقه المقرب. أما في أوساط المقاومة فلازمه اسم «جواد عيتا»، جواد نسبة للاسم الحركي لشقيقه الأكبر رياض (استشهد العام 1994)، وعيتا نسبة إلى قريته العاملية «عيتا الجبل». محمد دمشق ابن الـ27 عاماً، ذو الملامح الطفولية، غدا قائداً ميدانياً صعب المراس في فترة قياسية من عمله في المقاومة، لكنه لم يكن يُرى عابساً قط. يقول عنه أحد رفاقه «يستحيل أن تجالس محمد فتهمل وجوده مهما كان وضعك النفسي. يملك مقدرة غريبة على إخراجك من أحزانك. «مزّيح»، لا تفارق البسمة وجهه»... لكنه في الحرب «صلب شرس، قلبه قلب أسد». ![]() اليوم بعد 5 أعوام على الحرب، تصرّ أم رياض على أن تري زائريها "امانة محمد". فاطمة ابنة «جواد عيتا» التي حضرت إلى الدنيا بعد شهادة أبيها ببضعة أشهر. تحمل بين يديها الملاك، كما تسمّيها، وتتذكر كيف «أصيب محمد وهو ابن 7 أشهر في رجله عندما هجّرتهم إسرائيل من منزلهم في الضيعة أواخر السبعينيات». تداعب الطفلة، تترقرق الدموع في عينيها الحزينتين «صار لي 5 سنين ما شفت محمد، هلق صرت أقدر ألمحه بين عيني « فطومة» لأنها نسخة طبق الأصل عن أبيها». تحاول أم رياض أن تعوّض حفيدتها حنان أب لن تعرفه «فاطمة». هي تعرف أن حفيدتها ستنشأ يتيمة، لكنها لا تخفي فخرها واعتزازها بمحمد ورياض اللذين «بيّضا وجهي عند سيدتي فاطمة الزهراء». متماسكة صلبة، هذه المرأة التي «تشاطرت» عليها الأيام «كنا نعيش في القرية، هجّرتنا إسرائيل إلى بيروت، وهجّرتنا الحرب الأهلية من كنيسة مار مخايل بالشياح إلى النبعة، وعدنا إلى الشياح. كان بيتنا مهدماً فاضطررنا للسكن في مدرسة مدة ثماني سنوات». تجربتها مع الشهيد رياض، ولدها الأكبر الذي كان قد انخرط في المقاومة في أواسط الثمانينيات، كانت درساً لها استفاد محمد منه كثيراً: «... كنت أركض ورا رياض من بلد لبلد. عندما كنت أسمع بعملية للمقاومة قوم روح عالضيعة متل الطاير عقلها... وعندما التحق محمد بالمقاومة قررت أن لا تقِّل الطحشة عليه كما كانت الحال مع رياض». بعد استشهاد رياض طرأ تغيير كبير على شخصية محمد «تأثر كثيراً بشهادة أخيه الذي كان يهابه ويحبه كثيراً» وكانت تستعين به عليه لضبط «الورشنة». تقول أم رياض إن «مثل هؤلاء الأولاد يعلّمون أهلهم. أنا تعلّمت من ابني رياض الثقة بالله عن جد. كان اليهود قاعدين بنفس البناية اللي تهجرنا عليها بالنبعة (ابان اجتياح 1982) وكنت أحذره من الخروج خوفاً عليه منهم. قال لي مرة وهو لما يتجاوز الـ14 عاماً بعد: هؤلاء لا شيء يا أمي بدنا ناكلهم بأسناننا... فقلت له ممازحة: يعني إلك نفس عليهم.. ظل على لهجته الجدية وقال: بقدرة الله رح يزولوا يا أمي. ![]() حاولت العائلة إقناع رياض بالسفر للعمل أو لطلب العلم فلم يقبل. تعهدنا له بأن نقسم معاش والده بيننا وبين المقاومة مناصفة، فكانت إجابته: والشباب.. منين نجيب شباب يا أمي. أو يردد جملته الشهيرة: «يمّي ابن 8 ما بيموت ابن 9». «يعني هو هيأني نفسياً لهذا اليوم. كنت أتوقع الخبر في أي لحظة، ولما قالوا لي إنه مصاب قلت لهم قولوا لي استشهد، أنا عارفة كل شي»!. سرعان ما احتل محمد مكان أخيه: «شعرت بأنه كبر بسرعة... لا ولدنة ولا شيطنة... طلبت منه أن يكمل دراسته في المهنية وهكذا كان». خلال تلك الفترة كان محمد يذهب إلى عمله في المقاومة ويعود «لكننا لم نكن نعرف عنه شيئاً. فمحمد كتوم جداً ويتحدث عن كل شيء إلا عن عمله. لم أره يوماً مسلحًا أو حتى مرتديًا بذلة عسكرية، مثل رياض تمامًا». بدأت رحلة «جواد عيتا» مع المقاومة العام 1998، فشارك في معظم العمليات النوعية والخاصة في محور بنت جبيل، وأثبت كفاءة عالية توّجت في ملحمة مارون الراس في الحادي والعشرين من تموز 2006. استشهد محمد دمشق، واحتفظ الصهاينة بجسده. جعل ذلك قلب أمه يتعلق بأمل أن يكون حبيبها على قيد الحياة برغم أنها ذهبت إلى مارون وعاينت مكان استشهاده وتلمّست الأرض التي رويت من دمه، وظلت تمنّي النفس باليوم الذي تستطيع أن تلمس ولو صندوقًا يضم جسد ابنها أو.. «الله وحده يعلم عمق هذا الجرح اللي بيظل سخن حتى أقدر أدفن ابني وزور قبرو لما بدي». وكان لها ما أرادت، بعد حرب نفسية خاضتها مع "مقبرة الأرقام". فحين استعادت المقاومة بعد عام على الحرب جثماني شهيدين، تحرك الامل والوجع في قلب ام رياض، " كلهم اولادي" قالت يومها. ليتبين لاحقا انهما رفيقا محمد، إلى أن تمت عملية الرضوان، واستعادت ام رياض حلم محمد شهيدًا، فتحاملت على الاسى، وزغردت في عرس كبير، عاشه الوطن من اقصاه إلى أقصاه. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 24 | |||
|
![]() مسيرة المقاومة الإسلامية: البدايات التي قادت إلى النصر العظيم ![]() ظن المتخرّصون أن لا قلب يجرؤ على رفض "القدر" الزاحف، وأن لا يد يمكن أن تمتد إلى سلاح. ولكن هذه الأرض التي تشرّبت حب الحسين والشهادة وكربلاء، كانت حبلى ببذور الرفض، ومترعة بكؤوس الشوق للوقوف بوجه عدو ظالم، وقول كلمة الحق.. إطلاق الرصاصة ـ الحق . كانت العمامة السوداء تتوقد نوراً لمواجهة السواد المتخم بالجور والغطرسة، وكان الانتصار الكبير الذي تحقق قبل سنوات على يد ذلك السيد الجليل يطرح وشاح عز في كل الأركان. منذ زمن قال ووعت كل الأسماع، تفتّحت كل القلوب، وفهمت كل الأذهان . "إسرائيل غدة سرطانية يجب أن تزول من الوجود".. قالها وهو يرنو بعينه إلى شباب ينظرون إليه بشغاف القلب، ينتظرون تلك الفرصة التي لا تتكرر كي يكونوا طليعة المحققين لهذا النداء ـ الوعد . باكراً وعوا، وباكراً بادروا، فكانت الإرهاصات الأولى لنور يتجلى كل يوم، ويزداد تألقاً على مدى الأجيال . إنها المقاومة التي كانت بذورها تُرمى في أرض خصبة مع فجر الانتصار، وبدأ نبتها بالظهور ليواجه ذلك العدو الغاصب، حتى كان القطاف تحريراً لمعظم الأرض، وانتصاراًً تفخر به الأمة على كل الأمم. هي مسيرة طويلة بمشاقها، جميلة بعطائها، مزهرة بنتائجها، والخير العميم في قادم الأيام . إنها المقاومة الإسلامية، تلك التي يأخذ كل الناس العبر من انتصاراتها، تحتفل اليوم بعيد جديد للنصر والتحرير . كيف انطلقت هذه المقاومة؟ من أي بيئة كان بزوغ شمسها؟ وكيف استطاعت أن تقف في وجه العدو الصهيوني لتذيقه هزيمة ما كان يتوقع أن يرى مثلها على مدى التاريخ؟. . البدايات الأولى في قراءة لأحد القياديين الذين رافقوا المسيرة منذ البدايات ولا يزالون يحتضنون تفاصيلها في رموش العيون. محمود ريا مرت سنون والقلوب تهفو إلى ذلك السيد المقيم في جمران، همه ما يجري على تلك الأرض التي دعا طويلاً الى مساندة أهلها من أجل تحرير أنفسهم من الاحتلال الصهيوني البغيض. كانت كل كلمة يطلقها ذلك القائد العظيم تجد صداها في جبل عامل والبقاع والضاحية وبيروت، يستمع إليها محبون يعشقون درب الشهادة الذي اختطه الإمام الحسين عليه السلام، ويبحثون عن تلك اللحظة التي يلبون فيها نداء إمامهم لمقاتلة العدو اللئيم. كان الإمام الخميني (قده) يقول ويعيد، وهنا كان الإمام السيد موسى الصدر (أعاده الله) يقول كلاماُ غير بعيد عن مقاتلة "إسرائيل بالأسنان والأظافر.. واللحم الحي". حصل الاجتياح الصهيوني عام 1982 ليوقظ من كان نائماً من الناس، وليذكرهم بالدعوة التي وجهت إليهم لقتال "إسرائيل" وهي على الحدود، فإذا بها تصل إليهم حيث هم، ولا سيما على أبواب بيروت. كان الذين أُشبعوا بحب الإمام الحسين(ع) والسائرون على خط الإمام الخميني والإمام الصدر بانتظار الفرصة التي تسمح لهم بلقاء العدو وجهاً لوجه، بعدما عرفوا الكثير عن جرائمه ووحشيته وأطماعه ومشروعه الذي لا يمكن السماح له بالتحقق بأي حال من الأحوال، وجاء الاجتياح الصهيوني واندفاع قوات الاحتلال إلى كل لبنان لتضع المعركة في إطارها العملي، ولتبدأ مرحلة جديدة من التاريخ، حيث تحققت الفرصة الإلهية التي كان المؤمنون بخط الجهاد ينتظرونها منذ زمن طويل. هؤلاء المؤمنون يعرفون ماهية نظرة الإمام الخميني الى الكيان الصهيوني، وهو الذي كان يؤكد منذ انتصار الثورة الإسلامية، حتى منذ ما قبل ذلك الانتصار، وجوب قتال العدو الصهيوني، وقد وجه عشرات الخطب للمسلمين في لبنان تحديداً تحتوي دعوة مباشرة لمواجهة هذا العدو. لم يأتِ انطلاق المقاومة الإسلامية رد فعل على الاجتياح الإسرائيلي. المقاومة موجودة بالقوة من خلال فكر الإمام الخميني ودعوته الى مقاتلة "إسرائيل"، ومن خلال وجود أشخاص يتبنون هذا الفكر ويفتشون عن الفرصة الملائمة لتطبيق ما يؤمنون به وما يلتزمون به. جاء الاجتياح الإسرائيلي فرصة لتطبيق هذا الإيمان وهذا الالتزام. الاجتياح.. المواجهة ![]() هذا الواقع رفع الاستعداد النفسي لدى هؤلاء الأشخاص وحفّزهم لمواجهة العدو، وهم يملكون السلاح.. وهكذا، فإن الذين يريدون القتال باتت الفرصة قريبة منهم لتحقيق هذه الإرادة. هؤلاء المؤمنون كانوا متحفزين وجاهزين لأي طارئ ويحملون السلاح، وينتظرون الفرصة التي تساعدهم لمواجهة العدو، وجاءت هذه الفرصة عندما نفذ جيش الاحتلال (الإنزال) في منطقة خلدة. عندما نفذت قوات الاحتلال إنزالها في خلدة، بدأت القوى العسكرية الموجودة في بيروت بإعداد تجهيزات واستعدادات ميدانية لمواجهة غزو العاصمة بعد معارك خلدة. بعد معركة خلدة حصلت معركة خلدة وتمكن المجاهدون خلالها من إبادة القوة التي نزلت الى الأرض وأسر جثث جنود العدو، وأخرجوا الملالة سالمة الى منطقة الأوزاعي، وأكدوا عدم انتمائهم الى أي تنظيم، وأنهم الخمينيون أو أتباع الإمام الخميني.. (تفاصيل المعركة في موضوع آخر داخل هذا العدد). بعد انتهاء هذه المعركة المشرّفة التي تمكنت فيها مجموعة قليلة من السير بعكس التيار السائد والوقوف في وجه جيش العدو وتكبيده خسائر فادحة، تغيّرت الأجواء التي كانت سائدة، والتي كانت ترى في منطقة خلدة منطقة ساقطة عسكرياً لا أحد يريد القتال فيها. خرجت الصحف والمجلات تتحدث عن المواجهة وعن أسر الملالة وعن الذين خاضوا المواجهة، فتحوّلت منطقة خلدة بالنسبة الى الذين يريدون قتال "إسرائيل" الى النقطة التي تجمع هذه الطاقات. هناك بدأ التجمع لكل الذين يريدون مقاتلة العدو الصهيوني، حتى أولئك الذين لا ينتمون إلى أي تنظيم أو تشكيل عسكري موجود على الساحة . لم يعد قتال "إسرائيل" هزيمة وموتاً، لقد حوّلت المواجهة تلك القتال الى انتصار، فانقلب الناس من حال الى حال، وصارت منطقة خلدة قبلة الشباب المتحمّس.. وغصّت بالمقاتلين. وجود المقاتلين في منطقة خلدة خلق نوعاً من التواصل بينهم، وصار الوضع شبيهاً بما يُتعارف عليه اليوم باسم "المرابطة"، وامتدت نقاط الحراسة من البحر الى خلدة حتى الشويفات في الجبهة الجنوبية المواجهة لقوات الاحتلال. في هذه المرحلة بدأت قوات الاحتلال بتنفيذ عمليات قصف عنيفة على منطقة خلدة، لكنها لم تقم مرة أخرى بأي عمليات بحرية أو برية بعد الإنزال الأول الذي أدى الى كارثة عسكرية بالمفهوم الميداني. ![]() هذه الغارات دفعت إلى اتخاذ بعض إجراءات الحيطة، وبدأ عدد المقاتلين يقل عما كان عليه سابقاً، وصار الانتشار يقتصر على بعض التجمعات الصغيرة، وعلى رأس الموجودين أولئك الذين يملكون الروح الاستشهادية. لم يتقدم الصهاينة على الخط الساحلي، وإنما بدأوا باتخاذ مواقع ثابتة، وكادت الأمور تتحول إلى مواجهات محاور ثابتة، عندها حوّل المجاهدون حركتهم باتجاه الهجوم وقرروا القيام بعمليات مفاجئة ضد مواقع العدو التي أقيمت في منطقة خلدة. ونفذ المجاهدون عمليات إغارة ليلية على المواقع الصهيونية المتقدمة وهاجموا قوات العدو، ودارت اشتباكات أكثر من مرة وفي عمليات مميزة، ما أدى إلى إصابة عدد من جنود العدو، كما جرح عدد من الإخوة المجاهدين.. كانت هذه العمليات مفاجئة للاحتلال الذي كان ينتظر أن يفر الجميع من أمامه، فإذا بمقاتلين يهاجمون مواقعه التي يتمركز فيها. بعد هذه العمليات حاولت قوات الاحتلال التقدم عبر الطريق الساحلية، ولكن التصدي لهذه المحاولات كان قوياً جداً، ما دفع قادة العدو إلى استخدام تكتيك الالتفاف من خلال التقدم عبر المواقع الجبلية، ودارت معارك عنيفة بين القوات المتقدمة والقوات الموجودة في تلك المنطقة استمرت أكثر من عشرين ساعة، ووصلت إلى خلدة من منطقة بشامون بعد مواجهات عنيفة مع القوى العسكرية الموجودة هناك. تشكّل الخط الدفاعي ![]() المواجهات التي حصلت في خلدة وما تلاها من تطورات، بدأت ترسم أجواءً تغيّر ما في خارطة القوى الموجودة. الشباب الذين كانوا مندفعين لقتال العدو قبل الدخول الإسرائيلي، والذين كان الإمام الخميني رمزاً وملهماً لهم، التزموا العمل على تدعيم هذا الخط الدفاعي والبقاء في نقاطه العسكرية المختلفة. بعد "المرابطة" طوال الوقت في خلدة، صار هؤلاء الشباب الذين أضحى عددهم بالعشرات، أكثر التحاماً في ما بينهم. توزع هؤلاء الشباب ومن انضم إليهم بعد ذلك على خط المواجهة مع العدو الممتد من الأوزاعي إلى منطقة المرفأ في الأوزاعي، وقفوا وصدوا أكثر من محاولة اقتحام نفذها جيش العدو، وكذلك في البرج، الكوكودي، الليلكي وحي السلم. كان المجاهدون الأوائل يدورون على المساجد، يشرحون أخطار المواجهة مع العدو ويسألون: من يريد قتال "إسرائيل"؟.. وهكذا تحول المسجد إلى مركز الاستقطاب الأول للتواصل مع أولئك الذين يرغبون بالمشاركة في مواجهة العدو، إضافة إلى دوره في تأمين الأجواء الروحية المرتكزة على الجهاد في سبيل الله. هؤلاء الشباب كانت لديهم احتياجات على صعيد التموين والتسليح والتبديل بين الشباب، هذه الحاجات اللوجستية فرضت وجود تواصل بين مختلف المجموعات وتأمين إدارة معينة للاهتمام بهذا الجانب، ما أدى إلى تشكيل بنية هرمية تتولى معالجة كل ما تتطلبه إدارة هذا الجانب من جهود. ومقابل هذه الجهود كان هناك البعض ممن يهتمون بمتابعة مباريات كأس العالم في كرة القدم التي كانت تجري في ذلك الحين. نشوء المقاومة ![]() أما عندما يطرح السؤال: كيف تشكلت نواة المقاومة الإسلامية، فيمكن القول إن المقاومة تشكلت من حكم شرعي والتزام بحكم الإمام الخميني وقوله وفتواه وقراره، ولذلك فهي ليست حركة ظرفية من أجل تحقيق أمور آنية، أو رد فعل على حدث محدد، وإنما هي حركة عبادية تقوم على أساس الحكم الشرعي الذي أطلقه ولي أمر المسلمين الإمام الخميني، هذا الحكم الذي يحمل الدافع الديني والنفسي لمقاومة الاحتلال الصهيوني. هذا الالتزام الذي أبداه المؤمنون وجد تطبيقه في فرصة المواجهة في خلدة التي جعلت الالتزام يترجم عملاً على الأرض. وهذا التفاني منهم جعلهم محط آمال كل من يريد مقاتلة العدو من المقاومين بمعزل عن انتماءاتهم. وشكلت الظروف الميدانية الخط الدفاعي عن بيروت ابتداءً من بحر الأوزاعي وصولاً إلى بحر المرفأ، حيث عاد أبناء العاصمة إلى مدينتهم لاستكمال خط الجبهة. هذا الانتشار الكبير فرض على الكوادر المميزة في العمل والذين أثبتوا قدرة فائقة على التحمل والتعامل مع التطورات، تحمل مسؤولية إدارة العمل، وبقوا على هذا الخط في المقاومة الإسلامية، فمنهم من استشهد وكان من الشهداء المميزين، ومنهم من لا يزال يواصل دوره الجهادي في مواجهة العدو الصهيوني. في هذه المرحلة كانت قوات حرس الثورة الإسلامية قد وصلت الى منطقة البقاع، فحصل التواصل بين هذا التشكيل الميداني الذي قام على أرض المواجهة والإخوة في الحرس. وفي موازاة هذا التواصل بدأ التحرك الشعبي يأخذ أشكالاً مبشّرة :الأهالي يحثون أولادهم على الالتحاق بالمرابطين على خط المواجهة، شباب يبتكرون الوسائل للوصول من المناطق المختلفة، ولا سيما من البقاع للمشاركة في المواجهة في بيروت وحتى في الجنوب، ليبدأ التعبير الذي أخذ مصداقيته من دماء مئات الشهداء: الخزان البشري للمقاومة. مرحلة العمليات الأولى ![]() وخلال الحصار كانت هناك مرحلة أخرى ترتسم معالمها. أثناء حصار بيروت عمل المجاهدون على سحب ما يفيض عنهم من السلاح والذخائر الى الجنوب حتى يتمكن الشباب هناك من بدء العمليات العسكرية، وتوجه شباب الى قراهم الجنوبية من أجل تحضير الأجواء وتجهيز مخازن الأسلحة. بدأت العمليات ضد الإسرائيليين في الجنوب خلال حصار بيروت.. كان الشباب ينفذون العديد من العمليات على الدوريات والمراكز الإسرائيلية، من دون أن تصدر بيانات تتبنى هذه العمليات كي تأخذ حقها في الإعلام. كان هم المجاهدين الأساسي تحقيق عدة أمور دفعة واحدة: أولاً: أن يثبتوا للإسرائيليين أنهم يواجهون قوة، وأن المنطقة بما فيها الضاحية لم تستسلم لهم. ثانياً: أن يحافظوا على الذين يقاتلون، وتقوية نَفَسهم الجهادي. ثالثاً: إخراج المعركة من بيروت وعدم حصرها في العاصمة. رابعاً: التأسيس لعمليات مستقبلية، فالمسألة لم تنتهِ، فالعدو يحتل لبنان كله، ولا بد من مواجهته على كامل رقعة احتلاله. خامساً: الاستفادة من فرصة عدم اتخاذ العدو الصهيوني تدابير احترازية، واسترخائه أمنياً بعد أن ظن أنه سيطر على المنطقة كلها، وضعف حذره تجاه التحركات التي يقوم بها المجاهدون من أجل نقل أكبر كمية ممكنة من السلاح إلى الجنوب والبدء بالإعداد لتوجيه أكبر ضربة ممكنة للعدو. هذه الأمور كانت واضحة أمام المجاهدين أثناء حركتهم العسكرية اليومية، وكانوا يعملون عليها انطلاقاً من فهمهم لمسألة بدء عصر جديد أطلقه الإمام الخميني (قده) حرباً على الإسرائيليين.. بدأت من هذه المرحلة ولن تنتهي إلا بالتحرير الكامل لكل الأراضي المحتلة. من الذين كانوا محاصرين في بيروت والذين كانوا قد بدأوا حركتهم الجهادية في الجنوب، والذين أعدوا أنفسهم في البقاع وأطلقوا محاولات الانتقال إلى ساحات المواجهة، تشكلت النواة الأولى للمقاومة، وفي هذا المسار بدأ يتكوّن التشكيل العسكري. عملية الشهيد أحمد قصير كان الاجتياح الصهيوني قد بدأ يرخي بظلاله على المنطقة، وسيطر الإحباط على الكثيرين، وظنوا أن العصر الإسرائيلي قد بدأ، وأن لا فكاك له عن منطقتنا إلى الأبد. ![]() حان موعد العمل، وبدأ التحضير لافتتاح هذه الجولة من الصراع بتوجيه أكبر ضربة يمكن تحقيقها للعدو . كان المطلوب إفهام العدو بأنه عاجز عن حماية جنوده المنتشرين على الأراضي اللبنانية، وتوجيه رسالة إلى الأمة وإلى الشعب اللبناني، مفادها أن هذا العدو ضعيف وعاجز ويمكن مواجهته، لا بل وتكبيده الخسائر وإلحاق الهزيمة به، ليستفيق الناس من الصدمة ويشعروا بأن إرادتهم أقوى من جبروت العدو الصهيوني . كان المطلوب إيصال رسالة للعدو أن وصول قواته إلى العاصمة لا يعني أنه قضى على جذوة الرفض لمشروعه الاستعماري، فهذه الجذوة متجذرة في الأرض ولا يمكن أن تطفئها كل العواصف. كما كان المطلوب الإيحاء للمقاومين الذين صبروا وصمدوا وقاتلوا بأن مقاومتهم لم تذهب عبثاً، وأن الضربات الكبيرة للعدو ستنطلق بعملية ذات بعد استراتيجي ينبع من الفعل الاستشهادي، لتفتح الباب لكل من يريد خوض المعركة مع العدو. لم تكن العملية ضد مقر الحاكم العسكري الصهيوني مجرّد استفادة من فرصة وجود تجمع عسكري صهيوني يمكن ضربه وإنزال خسائر كبيرة بالعدو من خلاله.. كان البحث عن المكان يجري بشكل حثيث، لم تكن المسألة عرضية، ولم يكن المطلوب تحقيق هدف عادي. لقد خُطّط للمسألة جيداً لكي تكون البداية بعمل كبير، عمل ضخم، يرسم صورة جديدة للموازين.. وكانت عملية الشهيد أحمد قصير. بعد هذه العملية ارتفعت معنويات الجميع، وصار التيار السائد هو تيار رفض الاحتلال، وتكاثرت العمليات منّا ومن الآخرين، وتضاعفت خلال فترة قصيرة العمليات التي كانت تنفذها الأحزاب والقوى الأخرى.. فتحقق الهدف المنشود، الانطلاق بمقاومة ستبقى مستمرة حتى إزالة الاحتلال. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 25 | |||
|
![]() 25 أيار: هنا الهزيمة لـ"الجيش الذي لا يُهزم" كانت أمواج البحر تقتحم عرين الشاطئ وترتد مذعورة، ووراءها يتردد صدى موحش في ظلمة الليل الحالكة.. أسراب غريبة تشق السماء مطلقة زعيقاً يهتز لهديره البنيان ولا يسقط.. كثيرون وضعوا أصابعهم في آذانهم وأشاحوا بوجوههم عن مدى البحر.. واستعدوا للرحيل في ذلك المساء الممهور بتوقيع أحمر.. تماهى الرجال مع أرضهم وصاغوا من إيمانهم وسلاحهم القليل قوة أسطورية.. لم يكن العدو القادم من الأبواب المشرعة يدرك أن في هذه الأرض أسطورة غيره.. لكنه هناك بدءاً من خلدة ومع "الطلقات الأولى"، أدرك حدود قوته.. ![]() بدأت حرباً بلون آخر جعلت العدو يوقن بأن قوته أسطورة مزعومة سقطت بالضربة القاضية في الرابع والعشرين من أيار/ مايو 2000. لم يكن هناك من حاجة لأن يدخل الخوف الى القلوب الوجلة، فهو كان يقتحم كل شيء مع الآلة العسكرية الصهيونية التي تتقدم براً وبحراً وجواً غير عابئة بشيء، تقتل تدمر وتحاصر، راسمة بالدم المسفوك طريقها نحو العاصمة بيروت.. لا أحد يعرف كيف ومتى وماذا يريد هذا العدو الذي يتقدمه جنرال مفطور على القتل، آرييل شارون، الذي أينما احتل كان يسبقه شغفه الى القتل. ثلاثة أيام فقط ـ من السادس حتى التاسع من حزيران/يونيو 1982 ـ هي التي احتاجها العدو ليطرق أبواب العاصمة بيروت راسماً حولها زناراً من النار، وطائراته تدك أحياءها وأحياء الضاحية، محوّلة أبنية بأكملها الى ركام مخلفة الموت والدمار. ووسط كل هذا ثمة شباب التقوا على الايمان بربهم، يتجمعون في مساجد الضاحية الجنوبية، يتدارسون ما آلت اليه الأمور، وكيف السبيل الى مقاومة هذا الغزو والدفاع عن أحياء الفقراء.. انطلق كل الى سبيله، وبعد ساعات قليلة كان يعود حاملاً السلاح مستعداً للمواجهة المرتقبة. اصطلاح "الشباب المؤمنين" كان متداولاً وقتها، ويدل على الشباب الذين انتهجوا خط الامام الخميني والتقوا على دعوته التي أطلقها وقتها: "قاتلوا (اسرائيل) بأسنانكم وأظافركم، ولا تدعوها تحتل أرضكم". نزلت قوات الاحتلال في منطقة خلدة يوم التاسع من حزيران / يونيو عام اثنين وثمانين بعد عدة محاولات فاشلة استمرت على مدى ساعات، كانت تواجه بمقاومة عنيفة.. استخدم الصهاينة جبروت آلتهم الحربية من الجو والبحر، وبعد صب كميات هائلة من الحمم استطاعوا ظهيرة ذلك اليوم إسكات كل مقاومة، وأخذوا يتحركون باطمئنان معتمدين على ما ظنوا أنهم حققوه من سيطرة ميدانية.. ولكن في لحظة نزول القوات الإسرائيلية في تلك المنطقة وصل الخبر الى منطقة الأوزاعي. كان هناك عشرات من الشباب المسلحين يقفون قرب مسجد الأوزاعي القديم، وقف مجاهد ومعه مجموعة من الشباب المؤمن وسط الشباب المتجمعين وقال لهم: إن الإسرائيليين وصلوا الى خلدة، وإذا لم نوقفهم هناك ونمنع تقدمهم فسيدخلون الى بيروت.. وسألهم: من يرغب في القتال ضد هؤلاء الأعداء؟.. وقف أمامهم جميعاً وصرخ بهم: الآن باب الجنة مفتوح، ومن يرد الإمام الحسين حقيقة فإن الإمام الحسين موجود في خلدة، ومن يرد أن يصل الى الجنة فليذهب معنا الى هذه المواجهة. كان التجاوب أقل من المتوقع، فذهبت مجموعة من الإخوة عددها اثنا عشر شاباً.. بقيت مجموعة من أربعة شباب قرب الجسر، وذهبت مجموعة من ثمانية آخرين الى الأمام. أكمل المجاهدون سيرهم الى أن وصلوا الى منطقة على طريق الجنوب القديم، هناك بدت لهم الآليات الصهيونية بشكل واضح. كانت هذه الآليات تتقدم من دون أن يواجهها أحد، وكان هناك دبابة واحدة مصابة نتيجة المحاولات السابقة لصد الإنزال الصهيوني قبل انسحاب المقاتلين. تموضع المجاهدون في "الزواريب" المتفرعة من طريق الجنوب القديم بين مسبح بيتش كلوب ومطعم جزيرة مرّوش الذي تتحرك عليه الدبابات والملاّلات المعادية، التي اتخذت لها مواقع على طول الطريق. مباشرة بعد أن أخذ المجاهدون مواقعهم بدأوا بإطلاق القذائف المضادة للدروع "بـ7" والرصاص، وبدأ العدو بالقصف على المواقع التي يقف فيها المجاهدون. عندما وقفت هذه المجموعة وتصدّت للقوة الصهيونية بحزم، بدأت المواقع البعيدة والقريبة التي كانت قد أسكتتها الغارات الإسرائيلية بالتحرك، وصار عناصرها يطلقون النار على موقع المواجهة. عندما بدأت المعركة بدأت النيران تخرج من المواقع التي سكنت سابقاً. لم تنتهِ هذه المعركة التي خاضها المجاهدون بعددهم القليل، إلا بعد تدمير كل الدبابات الصهيونية وعددها ثلاث، إضافة إلى ملالة، فيما بقيت إحدى الملالات. ما تبقى من القوة الصهيونية التي كانت تنوي استكمال الإنزال انسحبت الى عرض البحر من جديد بعد المواجهة، وذلك من خلال جسر بحري، أما القوة التي كانت قد نزلت الى الأرض فقد أبيدت تماماً ولم يبقَ منها أحد. ![]() كانت الملالة التي بقيت قد أصيبت في بداية المعركة بقذيفة Energa ما أدى الى إحداث أضرار فيها، نظراً لكون الآليات العسكرية في ذلك الحين قابلة للإعطاب بهذه القذائف، وللتدمير والإحراق بقذائف الـ(بـ7)، وحتى الميركافا كان يمكن في تلك الأيام تدميرها بالقذائف المضادة للدبابات، وليس كما هي الحال اليوم. كان أحد الإخوة مصاباً حينها ـ يتهيأ لإطلاق الـ(بـ7) على الملالة، فطلب منه مجاهد آخر التوقف، لأن الملالة تتحرك ولا تطلق منها النيران، ما يعني أن هناك مشكلة فيها. بعد اقتراب الملالة من المجاهدين طوّقوها وأخذوا بإطلاق الرصاص عليها، فنزل منها جنود العدو مرعوبين وهم يصرخون، ودارت معركة بالأسلحة الرشاشة وجهاًً لوجه، بينما كانت الدبابات في الخلف تحترق، فقُتل من قتل بداخلها ونزل الآخرون للمشاركة بالمعركة المباشرة، فيما صرخات الخوف تتعالى منهم. المعركة بالأسلحة الرشاشة دامت حوالى نصف ساعة، أُجهز خلالها على جنود العدو. كان هناك عدد كبير من الجثث للجنود قُتلوا بالرصاص، إضافة الى جثتين لجنديين بقيا في الملالة. سيطر المجاهدون على الملالة، ومن ثم جمعوا الجثث ووضعوها قربها. هدأت الأمور وتدفق المقاتلون من أكثر من جهة، ووصلوا الى الساحة حيث دارت المعركة. أخذت بعض الفصائل عدداً من الجثث، فيما أبقى المجاهدون بعض الجثث معهم.. أراد صحافيون موجودون في مكان العملية معرفة من هم هؤلاء المجاهدون الذين خاضوا هذه المعركة، فسأل أحدهم: من أين أنتم؟ فقال له: نحن من منطقة الأوزاعي. ورداً على سؤال أجابه: نحن أتباع الإمام الخميني، الخمينيون.. واستغرب الصحافي هذا الإسم الذي كان يُذكر لأول مرة . بدأ التحضير لسحب الملاّلة التي بقيت سالمة نتيجة عدم إطلاق قذائف الـ(بـ7) عليها، فانطلق أحد المجاهدين قبل تحرّك الموكب الذي ضم الملالة الى منطقة الأوزاعي لتهيئة الأجواء لاستقبالها. عندما وصل الى الأوزاعي وجد الناس مجتمعين عند مفرق البرج، وكان معه خوذة أحد الجنود الصهاينة وسلاح "ماغ" تابع لجندي آخر، وقطعة سلاح ثالثة. ![]() عندما وصل الموكب الى الأوزاعي كان المشهد فريداً، لم يرَ أحد شبيهاً له طوال السنوات التي تلت، إلا عندما وصلت الغنائم التي أسرتها المقاومة الإسلامية من العدو الصهيوني بعد تحرير جنوب لبنان في العام 2000. لا اختلاف في ان الارادة التي قاتل من خلالها المجاهدون بدءاً من خلدة حتى كلية العلوم والمطار والأوزاعي والطيونة والغبيري.. استطاعت بناء جدار مانع أمام محولات العدو اسقاط الضاحية وقهر إرادتها.. وحتى غاراته الجوية التي ألهبت أحياء الضاحية لم تؤثر في عزيمة أهلها الذين خرجوا في 6 شباط/فبراير عام 1984 يقاتلون عملاء العدو، وفي 17 أيار/مايو من العام 1983 ليسقطوا اتفاق الذل والعار مع العدو، فقدموا الشهيد محمد نجدي، ليوقّع بدمه ان لا استسلام للعدو.. وطريق المقاومة هو الذي يحقق الانتصار. شهداء ما زالت أسماؤهم تزين رأس القافلة، ومجاهدون خرجوا من أحيائهم ودساكرهم الفقيرة.. هم في قلب المسيرة.. ونصب أعينهم النصر او الشهادة. حموا بسواعدهم الضاحية والوطن، فعصيت الضاحية على الاحتلال.. وتحررت أرض الوطن.. وهم على العهد ما بدّلوا تبديلاً. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 26 | |||
|
![]() ![]() يؤبرني زعيم المؤااومة وشبيحة الضاحية الجنوبية يؤبرووووني ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 27 | ||||
|
![]() اقتباس:
المجاهد حسن نصر الله أشرف وأنقى منك ومن أزلام وعملاء أنظمة العمالة والفتنة في السعودية وقطر |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 28 | |||
|
![]() لا على العكس ، بل اكتشفت أنكم لا تفقهون لغة الحروف ، ولا تفهمون إلا لغة النسخ واللصق ، ولقصور عقولكم االضعيفة تبهركم الصور بألوانها ،فأخترت لكم لغة الصور ![]() وليذهب نصر الله وكل شبيح الى الجحييييييم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 29 | |||
|
![]() نسيت أن اهديكم هذه
فكروا معي من يشبه يا ترى؟؟؟ ![]() ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 30 | ||||
|
![]() اقتباس:
يا صغيري انصحك بالتفرغ لعبادة الله تعالى والإهتمام بشؤون أسرتك |
||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المقاومة, الصهيوني, الإسلامية, الكيان |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc