معالي الوزير الأول/ السيد أحمد أويحيى
يقال عنك أنه لا يشق لك غبار في لغة الأرقام و في إفحام سائليك من الصحافة و رجال السياسة و أنه لا يمكن لأي كان أن يحصي سقطة واحدة عنك و يقال عنك أيضا انك تحسب ألف حساب لخرجاتك الإعلامية و تصريحاتك الصحفية ... و يقال أيضا أن مرد ذلك هو لكونكم دبلوماسيا بالفطرة السياسية.
و لا ادري ما حقيقة وصفك لموقف تركيا من فرنسا مؤخرا بأنه "تجارة بدماء الجزائريين" و أن من يتحدث عن تجريم الإستدمار في الجزائر مقابل تمجيده في فرنسا ، إنما يستخدمه من قبيل "الملف السياسي" كما وصفت.
الأكيد أن ذلك سقطة تحسب عليك لا لك ... بل سقطة مدوية من لدن وزير أول و رئيس حزب سياسي بعد سقطة شريكك السابق في التحالف الرئيسي الذي انتقل إلى المعارضة فجأة ... هكذا ... بكل بساطة ... أو سقطات شريكك الآخر صاحب المركبة العتيدة.
معالي الوزير الأول/
حدثتنا عن التجارة و التجار في خرجتك الإعلامية الأخيرة و وصفت الأتراك الذين ينافحون و يذودون عن مصالحهم بـ "المتاجرين بدماء الجزائريين"،
ثم حدثتنا مرة أخرى و في ذات المناسبة عن تجار الداخل الذين يستخدمون دائما "دماء الجزائريين" كملف سياسي،
حدثتنا عن كل شيء يا سيد أويحيى : عن التجار و تجارتهم و جعلتنا نعرف البائع و الشاري و السوق و البضاعة و مناسبة افتتاح هذه السوق و روادها و حتى من تضررت تجارتهم بفعل تجار الداخل و الخارج بدماء الجزائريين...
حدثتنا عن كل شيء يا سيد أويحيي و لكنك نسيت أو تناسيت شيئا مهما في منطق سير الأسواق ... لقد نسيت أو تناسيت يا معالي الوزير الأول أن تحدثنا عمن يموّن هذه الأسواق التي تتاجر بدماء الجزائريين.
لقد نسيت أو تناسيت يا معالي الوزير الأول أن تحدثنا عمن ترك هذه البضاعة - المحظورة في عرفكم و الرائجة في عرف التجار - لتتقاذفها صناديق السياسة و المواقف في الخارج و تنقلها عربات أحزاب السياسيين في الداخل و الخارج بمناسبة و بغير مناسبة لتسترزق منها دكاكين سياسيي الجزائر و الخارج في الفترة الأخيرة.
لقد نسيت يا معالي الوزير الأول ... أو تناسيت ... أن تحدثنا عن الدور الرقابي للدولة و مؤسساتها و ممثلي شعبها على هكذا أسواق لا تقيم فينا إلا و لا ذمة حتى نراها تتاجر بالدم و العياذ بالله.
لقد تنازلتم عن احتكار هذه التجارة الرائجة لصالح السوق السياسي الداخلي و الخارجي و لما تتركوا الدولة تؤممها و تستخدمها بما يفيد الدولة التي لا تزول بزوال الرجال.
لقد حبستم فرق الرقابة عن هذه الأسواق التي تتاجر بالدماء ... و تركتم أولئك الأقوام يدغدغون بها أسماع المواطن تارة و يهددون بها إغراق أسواق الأعداء و الخصوم تارة أخرى.
حسنا يا معالي الوزير الأول ...
دعنا لا نسيء بك الظن فربما يفهم من كلامك أنك غضبان من فرنسا و تريد توجيه رسالة إليها بأنها تتاجر هي الأخرى بدماء الأرمن ... و هذا حرام و محظور في عرفكم كما هو محظور في الجزائر استيراد المفرقعات التي سببت للكثير من أبنائنا عاهات دائمة كبتر الأصابع أو فقأ العين.
فمثلما نتساءل يا معالي الوزير الأول عمن يسمح أو يتغافل عن مرور تلك المفرقعات إلى الأسواق في المولد النبوي الشريف، نتساءل اليوم و بكل براءة ... من سمح بمرور التجارة بواسطة دماء الجزائريين ضحايا الإستدمار إلى أسواق تجار الداخل بل و تصديرها إلى الخارج الذي راجت فيه دماء آبائنا و أجدادنا أيما رواج؟
لماذا لم تكفوا عن سوق الداخل و الخارج دماء الجزائريين؟
لماذا لم تصدروا قانون تجريم الإستدمار فتقبروا هذا الملف نهائيا و تنتزعوه من بين يدي تجار الداخل و الخارج؟
لماذا لم تطرحوا قانون تجريم الإستدمار للاستفتاء الشعبي؟
لماذا لم تنزعوا هذا الملف من أيدي تجار الداخل و الخارج مثلما تم نزع ملف ترسيم اللغة الأمازيغية جزئيا من أيدي المتاجرين بها و جعلها لغة وطنية - لا رسمية – في المادة الثالثة من الدستور؟
لماذا لم تطالبوا فرنسا أمام الملأ بالاعتذار عن 132 سنة من التنكيل و الذبح و القتل و التشريد و مصادرة الأراضي و القهر و الإبعاد و التهجير و السجن و التعذيب و التقتيل و النهب و الفاقة و الحاجة و المعاناة و المرض و الجوع؟
لماذا تركتم هذا الانطباع يسود في الداخل و الخارج بأن تركيا هي من تدافع عنا؟
أين مبدأ الدبلوماسية الجزائرية "سياسة المعاملة بالمثل" عندما اعتذرت فرنسا لمدغشقر عن استدمارها و لم تعتذر لنا؟
ما الذي يجعلها تنظر إلينا بمنطق المتكبر و "دزوا معاهم"؟
لماذا تركتم ذلك تجارة رائجة ينافح بها "الرجال" عن بلادهم؟
لماذا تتركون دماء آبائنا و أجدادنا طعما يطلب به "الإنتهازيون" ود الناخب و مواقع في السلطة التي أنت في واجهتها منذ بداياتك السياسية؟
معالي الوزير الأول/
اسمح لنا أن نقتبس من واقعيتك و صراحتك و نقول الحقيقة كما هي ،
انتم من أعطى الفرصة لتجار السياسة ليستخدموا تجريم الإستدمار كملف سياسي كما قلت.
أنتم يا من توجدون في السلطة من أجهض مبادرة قانون تجريم الإستدمار في رمشة عين باعتباركم ممثلين في البرلمان،
و أنتم من مازال في المقابل و منذ وقت طويل يفاوض فرنسا من أجل أن تتكرم و تبني لنا مصنعا لإنتاج السيارات في رمشة عين.
أخيرا يا معالي الوزير الأول/
هذا فراق بيني و بينكم... سأنبئك بتأويل تلكؤ فرنسا في الاستثمار المباشر و المنتج في الجزائر ... اقسم لكم بالله العلي العظيم أن فرنسا لن تتكرم و لن تبني لنا مصنعا لإنتاج (و ليس تركيب) سيارات "رونو" و لا غيرها لأنه يمس بتجارتها الخارجية الرائجة في الجزائر و الأزمة الأوروبية الحالية هي خير دليل ... و هناك فرق كبير جدا بين مضخة الحقن (la pompe à injection) تنتج في فرنسا و تركب في الجزائر و أخرى تصنع في الجزائر بكل أجزائها حتى براغي التثبيت و لا دخل لشركات المناولة (les sous-traitants français) الفرنسية في تصنيعها !!
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2012-03-01, 20:59
العرض العادي
