قصة أيامي ...مذكرات الشيخ كشك رحمه الله - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قصة أيامي ...مذكرات الشيخ كشك رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-24, 00:35   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

يتبع.....................









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 10:23   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

كفي بهذا السبب وهذا الزميل يكفي أنه قال لى : إن شئت فأذهب إلى الكلية وحدك أو استعن بغيري... مكثت مع هذا الزميل من يوم الاثنين إلى يوم الخميس . مرت ساعات هذه الأيام وئيدة ثقيلة بطيئة , كأنها سلسلة من الجبال الرواسخ , فقد نفذ مخططه فكان يتركني وحدي أعاني ألم الوحدة وعدم المذاكرة بالإضافة إلى شريط من ذكريات مضت , كان يخرج من بعد انتهاء اليوم الدراسي فلا يعود إلا في الهزيع الأخير من الليل وهكذا حتى كنت أسأل الله أن يحول بيني وبينه ولو كانت الدراسة في هذه الكلية سترفعني إلى ما فوق قبة الفلك , وجاءني شقيقي " عبد الستار " يوم الخميس ليصحبني إلى مسكننا بدير الملاك حيث كنت أقضي ليلتي الجمعة والسبت وأذهب في صبيحة يوم السبت إلى الكلية فكنت أصلي المغرب والعشاء يوم الخميس في أحد مساجد الجمعية الشرعية حيث ألقي الدرس بعد المغرب ثم اخطب الجمعة , ثم أذهب يوم السبت إلى الكلية , وسألني أخي : كيف الحال مع هذا الزميل ؟ وأخبرته بأن الاستمرار معه ضرب من ضروب المحال . فكان لابد من البحث عن زميل آخر . لكنني أذكر أن هذه الأيام الأربعة التي قضيتها معه لقنتني درسا في الحياة لا أنساه وأعطتني موضوعا لخطبة الجمعة أذكر أنني ما خطبت خطبة أشد تأثيرا من تلك الخطبة كان موضوعها :" قد يكون الطلاق نعمة " فقد افترضت لو أن ما كان بيني وعقد زواج مؤبد لا طلاق فيه كيف سيكون العيش ؟ وإلى أى نهاية تنتهي الحياة ؟ وبينت حكمة الله في مشروعية الطلاق في الإسلام وإن كان أبغض الحلال , وبينت عظمة الله في تشريع الأحكام , وكيف قال سبحانه ( واذكروا نعمة الله عليكم ) و كيف جاء هذا القول الكريم في آية من آيات الطلاق قال الله فيها : ( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فامسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم ) . نعم. ما من شئ شرعه الله إلا وله حكمة بالغة وإن خفيت عن بعض الناس إلا أنها كامنة في أحكام الله .
كم من نعمة لا يستقل بشكرها له في طي المكاره كامنة نعم :
قد ينعم الله بالبلوي وإن عظمت
ويبتلي الله بعض الناس بالنعم

حقا إن هذه الأيام الأربعة التي قضيتها مع هذا الزميل لقنتني درسا في الإسلام مفاده أن الله تعالي شرع الطلاق ليكون دواء لداء استعصي علاجه , واستعمال الدواء في غير الداء خطأ وترك الداء بلا دواء خطيئة . فما أعظم الإسلام إذا شخص الداء !! وما أروعه إذا وصف الدواء !!










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 10:30   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

صديق آخر

ليس من السهل العثور على صديق صدوق , فإذا رزقته فقد اصطفاك مقسم الأرزاق . قيل لحكيم أيهما أفضل لديك أخوك أم صديقك ؟ فقال : أخي إذا كان صديقي .
نعم : إن المعيار الحقيقي للصداقة الشدائد حتى قال أحدهم :
إن أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذ ريب الزمان صدعك شتت فيك شمله ليجمعك وصديقك هو من يصدقك لا من يصدقك , كما أن صديقك من يبصرك بعيبك . كان عمر رضي الله عنه يقول :" رحم الله أمرا أهدي إلىّ عيوبي " وكان عمر بن عبد العزيز يقول لصديق له اسمه عمر بن مهاجر :" يا عمر إذا رأيتني ضللت الطريق فخذ بمجامع ثوبي وهزني وقل لي : اتق الله يا عمر فإنك ستموت " ولن تستقيم الحياة بدون صديق فقد قال علماء الاجتماع : الإنسان مدني بطبعه .
سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم على بن أبي طالب يدعو الله ويقول : اللهم أغنني عن خلقك فقال له : بل قل : اللهم أغنني عن شرار خلقك , أتدري ما شرار الخلق ؟ قال : لا يا رسول الله. قال : الذين إذا أعطوا منوا وإذا منعوا سخطوا . تلك ملامح لشخصية الصديق ولقد رزقني الله بعد البحث الطويل بأخ كان زميلا لى في المرحلة الثانوية واتفقنا على أن نقيم سويا في مسكن كان قد استأجره قريبا من الكلية . كان هذا الصديق ثريا لذا كان يهتم كثيرا بمأكله وملبسه ولو أدي ذلك إلى ضياع الوقت الذي كنت في مسيس الحاجة إلى أن أقضيه في المذاكرة فكنا مثلا نخرج من الكلية في الواحدة و النصف بعد الظهر فيضيع منا نصف ساعة في شراء طعام الغداء , ثم يبدأ في طهي الطعام فينتهي منه بعد العصر ثم نفرغ من تناول الطعام وقد أوشك المغرب في يوم الشتاء أن يؤذن فماذا بعد الأكل الذي يمتاز بالدسم إلا أن يغزو النوم الجفون .
وظلت الحال على هذا المنوال : أكل فنوم فيقظة لنتناول أكوابا من الشاي ثم نفتح الكتب لنذاكر فيستأذن صاحبنا لقضاء بعض حوائجه فلا ينتظم عقد المذاكرة أكثر من نصف ساعة ثم يحضر صاحبنا وقد حمل طعام العشاء وبعد العشاء يأتي النوم في ليالي الشتاء الباردة عندما يسري الدفء في الأوصال









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 10:35   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

وانتصف العام الدراسي وسألت الله أن ينقذ الموقف فما جئت وما سعيت إلى هذه السكنى آكلا أو نائما , إنما كان الهدف الرئيس : المذاكرة وتحصيل العلم فانضم إلينا صديق آخر كان من أقصي الصعيد وكان محبا للعلم فكان سروري به عظيما فقد تجاوبت نفوسنا وعكفنا على تحصيل العلم وكانت النتيجة خيرا ظللت مع هذا الصديق حتي السنة النهائية في كلية أصول الدين فاضطررت أن ابحث عن صديق يكون أكثر مذاكرة فقد فارقنا الطالب الصعيدي إلى زملاء آخرين . أذكر وأنا في السنة الثالثة أن كان يدرس لنا الفلسفة الشيخ عبد الحليم محمود "رحمه الله تعالي , وكان مقررا علينا الفلسفة الهندية وفيها باب عن تناسخ الأرواح وعقيدة الهنود في التناسخ , وحدث أن الشيخ طرح علينا هذا السؤال : من منكم يستطيع في الحصة القادمة أن يشرح باب التناسخ ؟ وكان ذلك من قبل أن يتحدث فيه وأشار الطلاب عليه أن أقوم أنا بشرح هذا الباب . ولم تكن تلك المهمة سهلة , وكان بيني وبين إلقاء تلك المحاضرة ثلاثة أيام , حاولت خلالها أن أستعين بأحد الشيوخ في شرح بعض الغوامض , وذهبت إليه في بيته , فلم يكن موجودا , أيقنت وقتها أنه لا مناص من أن أقرأ الموضوع مرة ومرة مستعينا بالله تعالي وحده , فهو الذي دعاه نبيه موسي بتلك الدعوة : ( رب اشرح لي صدري ويسر لى أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ) ومن المعلوم الثبوت أن العبد إذا عمل بما علم ورثة الله علم ما لم يكن يعلم وأن طاعة الله تورث العبد معرفة ونورا وفرقانا يهديه سواء السبيل .. ذكر العلامة " ابن سينا" أنه كان يقرأ مسألة في احدى كتب الرياضة فأعجزته وتعسر عليه حلها فطوي الكتاب قال :" وذهبت إلى المسجد لأصلي العصر فلما فرغت من الصلاة وجدت بباب المسجد وراقا يبيع الكتب فقدم لى كتاب يبيعني إياه ولم أكن في حاجة إلى شرائه , ولكنه قال لى : يا سيدي إني في حاجة إلى ثمن هذا الكتاب لأشتري به طعاما فاشتريته لا يقصد قراءته , إنما لسد حاجة بائعه , ولما جلست أما الكتب فتحت هذا الكتاب فإذا هو نفس الكتاب الذي أعجزني مسألته الرياضية لكني لما قرأته فتح الله على! فيه مما كان مستعصيا علىّ من قبل فعلمت أن أفعال الخير تفتح كنوز المعرفة فما أجمل ما قاله رب العزة ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ) وما أعظم ما قاله مولانا جل ذكره : (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) .
لقد استعنت بالله تعالي وألقيت المحاضرة التي كانت تدور حول تناسخ الأرواح في الفلسفة الهندية وأثبت بطلانها في ضوء الشريعة الاسلامة , كما أثبت بطلان تحضير الأرواح مستندا إلى قوله جل شأنه متحدثا عن الروح : ( فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين).









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 10:40   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا أسلوب عربي مبين يتحدي الله تعالي به البشرية جمعاء أن ترجع الروح بعد خروجها , فكيف يدعي بعض المفترين على الله كذبا أنهم يستطيعون تحضيرها في سلة من السلال والله جل ذكره فصل منازلها بعد خروجها فقال : ( فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم ) .. ثم أكد هذا كله بقوله : ( إن هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم ) وكيف يستطيع أحد أن يحضرها من عالم البرزخ والله تعالي يقول : ( ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) والبرزخ هنا هو الحاجز الزمني وقد جعله الله هكذا إلى يم البعض وكيف يستطيع أحد أن يخرجها من نعيمها والله تعالي يقول : ( لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ) وكيف يستطيع أحد أن يخرجها من عذابها والله جل شأنه يقول : ( يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم ) لقد ضلت الفلسفة الهندية ضلالا بعيدا عندما اعتقدت بتناسخ الأرواح وخاضت غمار معركة لا تملك سلاحها . وهل هناك أزمة في الأرواح حتي تحل الروح التي خرجت من إنسان في جسد طفل وليدا ؟! وهل بلغ من لعبث بالأمور الغيبية أن الروح إذا كان صاحبها شقيا حلت في جسد كلب أو حيوان شقي ؟! سبحانك ربي يا من قلت ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وهل اطلعوا على الغيب فعلموا أن عدد الموتي يساوي عدد المواليد حتى تخرج الأرواح من أجسام فتحل في أجسام أخري مساوية لها في العدد ثم ماذا يقولون في الحروب وقد يبلغ عدد القتلي مئات الألوف بل عشرات الملايين كما حدث في الحربين العالميتين أين تذهب هذه الأرواح إذا لم تجد أجساما مساوية لها في العدد ؟! إن هذا هو الفرق بين الفيلسوف وعالم الدين فالفيلسوف يتبع في بحثه عقله وهواه , ورجل الدين يتبع في بحثه وحي الله وهداه , إن محيط ما وراء الطبيعة أعنف من أن يمخر عبابه سباح ماهر , لذا أرادوا أن يضربوا مثلا للفيلسوف وعالم الدين فجاء المثل في صورة بحر بخصم فيه معترك من الأمواج تمزقه رياح هوج والفيلسوف يعبره على بحر من الخشب وعالم الدين يعبره في سفينة منيعة فأى الفريقين أحق بالأمن ؟.
لقد ذكرت كل هذا الكلام في محاضرتي التي ألقيتها على إخواني الطلبة وكان يقف بجانبي الشيخ عبد الحليم محمود رحمه الله . وما أن فرغت من إلقائها حتى كان ثناء الرجل علىّ قد أخجل تواضعي.









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 10:41   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

يتبع................










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 11:11   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
عبدالله 25
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالله 25
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا اختى املك نسخة من هذا الكتاب و قد اكل عليها الدهر وشرب لكنها اكثر ما اطالع من الكتب بل انه الكتاب المفضل عندي بعد كتاب الله الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 11:14   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
الباديسي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الباديسي
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام صاحب أفضل موضوع سنة 2014 الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

رحمك الله تعالى يا من دافعت عن الاسلام طوال حياتك
ويكفيك شرفا موتك ساجدا بين يدي الله
بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 20:07   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

موقف عجيب

حدث هذا الموقف وأنا في السنة الثالثة من كلية أصول الدين ومع ذلك الصديق الذي كان كريم الأخلاق قليل المذاكرة فقد انصرف الطلاب كعاداتهم قبل الامتحان بشهر ونصف أو يزيد , كل إلى بلده ليعكف على مذاكرة المواد التي سيدخل فيها الامتحان وانصرف صديقي هذا إلى بلده ولم أكن معه وذلك لأنه لم يوجه إلىّ الدعوة بالذهاب معه كما يفعل الأخ محمد الطوخي كما أنني لم أكن راغبا في ذلك نظرا لقلة مذاكرته. ثم لأنني مرتبط بخطبة الجمعة في مساجد القاهرة التابعة للجمعية الشرعية كل هذه الأسباب جعلتني لا أفكر في السفر , وقد تعجب إذا ما قلت لك إن الذي كان يذاكر معي شاب يعمل بائعا للخضروات في سوق قريب من المسجد الذي كنت ألقي فيه دروس المساء يوم الخميس من كل أسبوع وكان يصحبني من بيتي إلى المسجد بصفة منتظمة لكنني فوجئت بصديقي هذا قبل الامتحان بعشرين يوما قد مر بي في مسكني بدير الملاك وعرض عليّ أن نذهب معا إلى المسكن الذي كان يجاوز الكلية بشبرا حتى نذاكر سويا إلى أن يأتي الامتحان ووافقت لكن على وجل , فإن الامتحان يوشك أن يطرق الأبواب وأخشي ألا نذاكر كما هي العادة بل أنسب ما ذاكرت . وأنا دائما في أموري أسلم الأمر لله وأنا واثق من أن الله تعالي يفعل ما يشاء ويختار وكل فعله خير .
ما مسني قدر بكره أو رضا
إلا اهتديت به إليك طريقا
امض القضاء على الرضا مني
به إني عرفتك في البلاء رفيقا









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 20:13   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

وكان ما توقعته ففي طريقنا إلى شبرا مر صديقي بأحد المطاعم فاشتري ما يسمي بعجينة الطعمية , ثم ذهبنا إلى المسكن فقام بتخريط بصل كثيف أضافه إلى العجينة ثم أضاف إليها بعض البيض وصنع من ذلك الخليط أقراصا من أكل منها قرصا لا يفيق يومه , وشعرت كأني دخلت في دوامة عنيفة وتناولنا طعام الغداء من هذه الأقراص وعزا النوم الجفون فنام كل منا في مكانه لا يبدي حراكا وما أن استيقظت حتى شعرت بضياع الوقت فاستأذنته أن يعيدني إلى مسكني بدير الملاك , وعدت إلى مسكني هناك , واستأذن هو ليذاكر بقية الأيام وحده وأرسلت إلى " عبد العظيم " بائع الخضار " وكان شابا صالحا يحفظ القرآن عن ظهر قلب وشعرت كأن القرآن بالنسبة إلىّ في حاجة إلى مذاكرة ومدارسة كما أخبرنا الرسول صلي الله عليه وسلم في قوله : " مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت " وكما أخبر في قوله " تعاهدوا القرآن فإنه وحشي ".
وكأني كنت أنظر من بعيد لأري ماذا كان سيحدث لو لم أتفرغ في هذه الأيام لقراءة القرآن حفظا وتسميعا. وقد كان ما أراده الله خيرا فكنا نقضي الساعات في حفظ القرآن حفظا جيدا وجاء الامتحان وجلست أمام لجنة كان على رأسها عالم صالح هو الشيخ " إبراهيم زيدان " رحمه الله تعالي . وبعد أن سألني عن اسمي قال لى : أتحفظ من القرآن ؟ قلت نعم . قال : إن كنت تحفظه حفظا جيدا فإنه سيشفع لك في كل العلوم التي سأمتحنك فيها وإن كنت لا تحفظه فلن تشفع لك المواد بعد ذلك . ونزلت هذه الكلمات على نفسي منزل السكينة وبدأ الشيخ يسأل أسئلة في حفظ القرآن لا يجيب عنها إلا ذو حفظ عظيم وكثير ما سأل في سورة الأعراف والتوبة ويونس وهود وكان من فضل الله تعالي علىّ أن شرح صدري ويسر أمري وحل عقدة من لساني فانسابت آيات القرآن كما ينساب الماء من قمم الجبال فسر الشيخ بذلك سرورا عظيما , فمر بالمواد بعد ذلك مرور النسيم وقت السحر فقد أخبرني بعد ذلك قائلا , لقد شفع لك القرآن في امتحان الدنيا وأرجو أن يشفع لك في امتحان الآخرة









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-24, 20:14   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

يتبع...............










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-29, 16:29   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

شهر رمضان

كان لرمضان ولا يزال وسيظل له وقع طيب في نفسي ونفس كل مسلم إلا أنني أذكر هنا ما كان لرمضان في نفسي من أثر وأنا طالب : كنت أخرج من مسكني بدير الملاك في الثامنة صباحا متجها مع مرافقي إلى أصول الدين بشبرا سيرا على الأقدام فأصل في التاسعة إلا ربعا حيث تبدأ الدراسة في التاسعة . وفي الواحدة والنصف من بعد الظهر كنت أعود لا إلى مسكني إنما إلى بيت الله تعالي في حي الشرابية في مسجد يسمي المنوفي .
ولهذا المسجد ذكريات طيبة في نفسي فقد كنت فيه أدعو إلى الله تعالي على بصيرة من عام 1954 إلى عينت بوزارة الأوقاف بعد تخرجي عام 1962 . وما زلت أذكر أنني قضيت في هذا الحي سنين كانت أفضل أيام حياتي في الدعوة فقد كان أهله رجالا والرجال قليل ,كانوا كراما طيبيين وما زلت أذكر أول جمعة خطبيتها في هذا المسجد المبارك وكانت في موسم الحج , ومن عادتي في الخطابة أنني أقدم بمقدمة تشد السامع شدا قويا مؤثرا حتى أوقظ الوسنان وأنبه الغافل ويكون ذلك بمثابة استحضار للشعور فإن هناك من يجلس معي بجسمه وقلبه كما قال شوقي : لقد أنلتك أذنا غير واعية ورب مستمع والقلب في صمم









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-29, 16:31   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

أذكر أنني بدأت هذه الخطبة وكانت في موسم الحج وبدأتها بأعرابي سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ وإذا بسفير الأنبياء وكبير أمناء وحي السماء يجوب الآفاق ويطوي بأجنحته السبع الطباق بقوله جل شأنه ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) ثم أخذت في تفسير هذه الآية وبينت ما فيها من أسرار بلاغية وقضايا تتعلق بالعقيدة لا أجد بأسا من الإشارة إليها فهذه الآية " آية الدعاء " جاءت بين آيات الصيام لما لها من ضياء يشع في هذا المجال , فإن للصائم دعوة ما ترد . والله تعالي حكمة بالغة في أن يقول ( فإني قريب ) بينما نحن إذا استعرضنا الأسئلة الموجهة إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وجدنا أن الله تعالي يلقنه الإجابة فيقول له : ( قل) وإليك هذه النماذج من الأسئلة : قال تعالي ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين ) الخ الآية ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ) الآية, ( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ... ) الآية ( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ... ) الآية ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى ... ) الآية , ( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا) الآية ( يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله ) الآية .
فهذه الأسئلة التي وجهت إلى الصادق المعصوم جاءت الإجابة مقترنة بلفظ قل .
أما هذه الآية الكريمة" أية الدعاء , فقد تجردت من من لفظ قل وجاءت الإجابة مباشرة من الله تعالي بلفظ ( فإني قريب ) وهذا باب عظيم من أبواب العقيدة يفيد يقينا أنه لا واسطة بين العبد وربه , بل كما قال جل شإنه ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه "ونحن العناية الإلهية " إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ".


يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبه
لا تيأسن فإن فإن الكافي الله
إذا بليت فثق بالله وارض به
إن الذي يكشف البلوي هو الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة
لا تجز عن فإن الصانع الله
والله مالك غير الله من أحد
فحسبك الله في كل لك الله









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-30, 22:38   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

ثم تحدثت بعد ذلك عن السر في قوله تعالي : ( إذا دعان) فالمعلوم أن قوله تعالي ( أجيب دعوة الداع ) يفيد أنه سيدعو, فما السر في قوله تعالي ( إذا دعان ) نعم إن هناك سرا عظيما في التعقيب بهذه العبارة ذلك أن قوله تعالي : ( إذا دعان ) يفيد إذا دعاني أنا لا غيري ولولا ذلك لقال : " إذا دعا" . ثم إن قوله تعالي ( إذا دعان ) يفيد معني قوله جل شأنه في الحديث القدسي الجليل ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه غير تركته وشريكه ) .
وفي قوله تعالي : ( إذا دعان ) يفيد معني الظرفية الزمنية في " إذا " أى أنه سبحانه يستجيب الدعاء وقت الدعاء . ثم إن التعقيب بقوله جل شأنه ( فليستجيبوا لى ويؤمنوا بي ) جاء في غاية الدقة لمناسبته لقوله جل شإنه ( فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) أى كما أجبتم فليستجيبوا لي ".
وبعد أن فرغت من إلقاء هذه الخطبة كانت حفاوة المصلين بي قد أخجلت تواضعي فهذا أول لقاء لى بهم وأشهد أنني قضيت في المسجد سنين عددا , وكانت فيه نفحات مباركة , وكان من فضل الله على أن هذا المسجد لما ضاق بالرواد بنيناه أربعة أدوار , وكان لا غني عن الصلاة في الشوارع المحيطة به يوم الجمعة , وكانت نفحات هذا المسجد تتجلي أكثر وأكثر في رمضان . فكنت إذا فرغت من الدراسة في الكلية أعود إلى هذا المسجد قبيل العصر في رمضان وبعد صلاة العصر أجلس بين المصلين فألقي الدرس اليومي من بعد صلاة العصر إلى اصفرار الشمس , وأذكر ذات يوم في رمضان أن تكاثرت أسئلة المصلين أثناء الدرس فاستمعت إليهم جميعا وكانت تزيد عن العشرين سؤالا . ومن بركات هذا المسجد أنني أجبت عنها جميعا سؤالا سؤالا وبالترتيب كأني أمام إحدي لجان الامتحان . ثم نذهب بعد الدرس نتناول طعام الإفطار على موائد الكرم عند إخوان امتلأت قلوبهم بحب الله ورسوله , وهل الإيمان إلا الحب في الله ؟ وبعد أن أصلي المغرب أتوجه إلى كوبري القبة لأدرك صلاة العشاء في مسجد هناك كانت تغشانا في ه الرحمات وتنزل علينا السكينة وتحفنا الملائكة عسي الله تعالي أن يذكرنا في ملأ خير منا ..
كنت أصلي العشاء والقيام وأقرأ في القيام جزءا كاملا كل ليلة ويتخلل صلاة القيام درس من العلم يستمر نصف ساعة . كان يؤم هذا المسجد شباب طاهر من طلبة الجامعة ومراحل التعليم المختلفة إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا . كما كان يحفه شيوخ بررة تعرف في وجوههم نضرة النعيم لقد أسس هذا المسجد على تقوي من الله ورضوان . قام على تأسيسه رجل طيب القلب هو " الحاج على سلامه" وحمل هذا المسجد اسمه أسأل الله أن يثيبه عليه ويسكنه فسيح جناته .
كنت أعود بعد صلاة القيام إلى مسكني بدير الملاك وقد أوشك ليل القاهرة أن ينتصف وما هي إلا سويعات ويأتي وقت السحور فصلاة الفجر فشروق الشمس فيوم جديد ينادي فيه المنادي : يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلة عملك شهيد فاغتنم مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة .
غدي سيصبح أمسي لا يعارضني في ذاك حي وأمسي لن يصير غدي يا ابن آدم :
دنياك ساعات سراع الزوال
وإنما العقبي خلود المآل
فهل تبيع الخلد يا غافلا
وتشتري دنيا المني والضلال
عش راضيا واترك دواعي الألم
واعدل مع الظالم مهما ظلم
نهاية الدنيا فناء فعش فيها كريما
واعتبرها عدم ويا فؤادي تلك دنيا الخيال
فلا تنؤ تحت الهموم عدم سلم له الأمر
فمحو الذي خطت يد الأقدار أمر محال









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-30, 22:42   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

ذات صيف

حدث ذات صيف وأنا طالب بالمرحلة النهائية أن صحبني بعض الإخوة الذين عرفتهم في المساجد إلى قريتهم لقضاء بعض الوقت . وذهبنا إلى هناك , وعند صلاة العصر ذهبنا إلى مسجد القرية وكان به إمام قد نيف على الستين من عمره , ومن الذين تلقوا علومهم أيام كان الأزهر يدرس لأبنائه في كتب صفر قد امتلأت بالفناقل والفناطر والفهفهات . والفناقل هي ما تراه في كتب الأصول فإن قيل كذا قلنا كذا . والفناطر ما تراه في الكتب من قولهم " فيه نظر " والفهفهات قولهم " وفيه ما فيه " لقد كانوا يقرءون المبسوط من الكتب فيخلصون منه الوسيط ,يقرأون الوسيط فيخلصون إلى الوجيز فأصبح الأزهر اليوم وقد تحول إلى ملازم أنيقة ورشيقة ومغلفة بغلاف براق . أصبح أبناؤه يدرسون القشور ويقرءون الوجيز فلا يخلصون منه إلى شئ .. صليت العصر وراء هذا الإمام وما إن شعر المصلون بحضوري حتى طلبوا مني أن ألقي عليهم درسا في العلم فاستأذنت الإمام فأذن لى مشكورا وكنت قد تعودت إذا وجدت في مكان لأول مرة وأردت الحديث أن أشرح لهم حديث جبريل الذي وجه فيه أربعة أسئلة إلى النبي صلي الله عليه وسلم : سأله فيه عن الإسلام والإيمان والإحسان ومتى الساعة ؟ فقد اشتمل هذا الحديث على أصول العقائد وشعائر العبادات ومبادئ الأحكام ومناهج السلوك وقواعد النظام









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات, الله, الشيخ, رحمه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc