بوتين يقلل من أهمية القرار الغربي حول سورية المقدم لجمعية الأمم المتحدة
شارك |
جهينة نيوز:
أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ترفض استخدام القوة عند حل المشاكل الدولية وأن موقفها في مجلس الأمن فيما يتعلق بالقضية السورية يتصف بضبط النفس وبعد النظر.
وقلل بوتين في مؤتمر صحفي في موسكو مع نظيره الفرنسي فرانسوا فيون من أهمية الخطوة التي قامت بها بريطانيا وألمانيا وفرنسا عبر التقدم بمشروع قرار حول الوضع في سورية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال بوتين إن روسيا تقوم بتحليل الوضع في العالم وتنظر إلى ما يجري في منطقة شمال افريقيا حيث لا نعرف بعد إلى ماذا ستنتهي العمليات العاصفة في الكثير من بلدانها بما فيها مصر على سبيل المثال حيث لم تنته الأمور فيها بعد منتقدا في المقابل محاولات البعض تغيير الأمور بصورة حادة في سورية مضيفا هذه قضية حساسة جدا بالنسبة لنا وهي قريبة من حدودنا.
وأعرب بوتين عن أمله في ألا تلجأ شرطة نيويورك إلى استخدام القوة بصورة غير متناسبة لتفريق المتظاهرين في حركة احتلوا وول ستريت مضيفا إنه يجب احترام حقوق الانسان في فرنسا وفي سورية وفي روسيا وفي الولايات المتحدة أيضا.
ولفت بوتين إلى أن روسيا تفضل الاهتمام بشؤونها الذاتية ولكنها لن تنسحب من السياسة الخارجية الفعالة مشددا على أنها تنطلق من وجوب تقديم الحق لشعب هذا البلد أو ذاك في أن يقرر مصيره بنفسه.
وأشار بوتين الى أن مستوى مديونية الدول الأوروبية يبلغ بالمتوسط نحو 85 بالمئة من الناتج الإجمالي بينما يتجاوز هذا المستوى نسبة 120 بالمئة في بعض البلدان كإيطاليا مثلا على حين تبلغ مديونية روسيا نسبة 10 بالمئة من الناتج الداخلي الإجمالي.
من جهته أكد الكسندر سيليفانوف خبير الشؤون السياسية الخارجية أن أي تدخل عسكري في سورية سيخالف كل ترتيب الأمور في الشرق الأوسط ويدفع المنطقة إلى الفوضى ولا بد من منح القيادة السورية إمكانية تعديل الخطة التي تقدمت بها الجامعة العربية وبحث هذه التعديلات لخروج سورية من أزمتها.
وقال سيليفانوف في حديث مع قناة روسيا اليوم إن أعداء سورية والائتلاف الغربي يبحثون عن طرق مختلفة للتدخل بشؤون دولة ذات سيادة وتشريع هذا التدخل موضحا أن روسيا ضد تكرار السيناريو الليبي وستمتنع عن أي قرارات صارمة أو حركات غير متوقعة.
وأضاف سيليفانوف إن وزارة الخارجية الروسية لا تفهم بصورة واضحة لماذا يمكن حل الوضع القائم في اليمن عن طريق القرارات والمفاوضات ولا يمكن حل الوضع السوري بهذا الأسلوب رغم أنه يشبه اليمني.
إلى ذلك اعتبر مكسيم شيفيتشينكو عضو المجلس الاجتماعي الروسي أن قرار جامعة الدول العربية بحق سورية مجحف وجاء نتيجة لرغبة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وهو يصب الزيت على النار ويحرض المعارضة المتطرفة على مواصلة أعمالها الإجرامية ضد الدولة والمجتمع في سورية.
وقال شيفيتشينكو في حديث للتلفزيون العربي السوري: إن روسيا تدين التدخل الأجنبي المتواصل في شؤون سورية الداخلية ونحن رأينا ما حدث في ليبيا وكيف شنوا حربا وعدوانا ضد الشعب الليبي بحجة حمايته.
وأكد شيفيتشينكو أن المستعمرين الجدد الذين يريدون تقاسم الشرق الأوسط من جديد يحاولون تنفيذ مخططاتهم هذه تحت ستار الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية ويرتدون رداء قوات حفظ السلام خلافا لمستعمري القرن التاسع عشر الذين كانوا يمارسون العدوان دون أي غطاء.
من جهته قال أوليغ فومين الرئيس المشارك للجنة الروسية للتضامن مع الشعب السوري إن جامعة الدول العربية تصرفت طبقا لأوامر الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا الغربية وبما يرضي تركيا التي هي عضو في حلف الناتو.
وأضاف فومين إن هذا القرار مجحف بحق سورية من قبل الدول العربية في منطقة الخليج التي لا تريد رؤية أي دولة تعمل على تحقيق التقدم ومبادئ العدالة في المنطقة بل تريد ارجاعها الى زمن الاستعمار بعد الحرب العالمية الأولى والقضاء على جميع تلك الانجازات التي حققتها شعوب البلدان العربية في مكافحة الاستعمار واسرائيل.
وأشار فومين إلى أن الشعب السوري والقيادة السورية أعطوا التقييم اللازم لقرار جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سورية فيها مؤكدا أن سورية هي معقل الوطنية والقومية العربية وقلب العروبة وكانت تقف على الدوام شوكة في حلق اسرائيل وعقبة في طريق فرض هيمنة امريكا واسرائيل على المنطقة بالكامل ولذلك يسعون إلى إزالة هذه العقبة بعد ان قضوا على ليبيا ويعملون الآن على خلق الفوضى في المشرق وكل ذلك ضمن اطر مشروع امريكا وحلفائها الغربيين لإثارة المشكلات في مجمل منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وزعزعة الأوضاع فيها بما يلبي مصالحهم ومصالح اسرائيل.
وبوصفه رئيسا مشاركا للجنة الروسية للتضامن مع الشعب السوري التي تعبر عن مشاعر أوساط واسعة من الرأي العام الروسي أكد فومين قناعته بثبات الموقف الروسي إزاء سورية معربا عن الثقة والأمل بان هذا الموقف سيبقى كما هو واضحا في الدفاع عن الحق والعدالة مشيرا إلى أن وفد المعارضة السورية الخارجية الذي زار موسكو مؤخرا لم يفلح في تحقيق ما كان يسعى إليه باقناع القيادة الروسية بتغيير موقفها من سورية.