شرح متن الأصول الثلاثة ... - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شرح متن الأصول الثلاثة ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-12-30, 14:23   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


قوله : بل أرسل إلينا رسولًا : هو محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين أرسله ليبين لنا لماذا خلقنا ؟ ويبين لنا كيف نعبد الله - عز وجل - وينهانا عن الشرك والكفر والمعاصي ، هذه مهمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد بلَّغ البلاغ المبين ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة - عليه الصلاة والسلام - وبين ووضح ، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، وهذا كما في قوله تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .

قوله : من أطاعه : أي فيما أمر به دخل الجنة .

وقوله : ومن عصاه : أي فيما نهى عنه دخل النار .

وهذا مصداقه كثير في القرآن قال تعالى : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ، وقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ، وقال سبحانه : وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ، وقال تعالى : وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ، فمن أطاعه اهتدى ودخل الجنة ، ومن عصاه ضل ودخل النار ، قال - صلى الله عليه وسلم - : كلكم يدخل الجنة إلا من أبى ، قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى .

فقوله - صلى الله عليه وسلم - : أبى ، أي أبى أن يدخل الجنة .

وقال - صلى الله عليه وسلم - : لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به إلا دخل النار . فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ، وهذا هو الفارق بين المؤمن والكافر .
قوله : والدليل ، أي : على إرسال الرسول .

قوله تعالى : إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا ، قوله تعالى : إنا : الضمير راجع إلى الله - سبحانه وتعالى - وهذا ضمير المعظم نفسه ، لأنه عظيم - سبحانه وتعالى - .

أرسلنا : كذلك هذا ضمير العظمة ، ومعنى أرسلنا : بعثناه وأوحينا إليه .

إليكم : يا معشر الثقلين الجن والإنس ، خطاب لجميع الناس ؛ لأن رسالة هذا الرسول عامة لجميع الناس إلى أن تقوم الساعة .

رسولًا : هو محمد - صلى الله عليه وسلم - .

شَاهِدًا عَلَيْكُمْ : أي عند الله - سبحانه وتعالى - يوم القيامة بأنه بلغكم رسالة الله وأقام الحجة عليكم كما قال تعالى : رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ فلا أحد يوم القيامة يقول : أنا لم أَدْرِ أني مخلوق للعبادة ، أنا لم أَدْرِ ماذا يجب علي ، ولم أَدْرِ ماذا يحرم علي ، لا يمكن أن يقول هذا ، لأن الرسل - عليهم الصلاة والسلام - قد بلغتهم ، وهذه الأمة المحمدية تشهد عليهم ، قال تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا .

فهذه الأمة تشهد على الأمم السابقة يوم القيامة أن رسلها بلغتها رسالات الله ، بما يجدونه من كتاب الله - عز وجل - لأن الله قص علينا نبأ الأمم السابقة والرسل وما قالوه لأممهم . كل هذا عرفناه من كتاب الله - عز وجل - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد .

ويكون الرسول : وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - عليكم ، يا أمة محمد شهيدًا ، يشهد عليكم عند الله أنه أقام عليكم الحجة وبلغكم الرسالة ، ونصحكم في الله فلا حجة لأحد يوم القيامة بأن يقول : ما بلغني شيء ، ما جاءني من نذير ، حتى الكفار يعترفون عندما يلقون في النار ، قال تعالى : كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ يقولون للرسل : أنتم في ضلال فهم يكذبون الرسل ويضللونهم .

هذه الحكمة في إرسال الرسل ؛ إقامة الحجة على العباد ، وهداية من أراد الله هدايته ، الرسل يهدي الله بهم من يشاء ، ويقيم الحجة على من عاند وجحد وكفر .

كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا : الرسول هو موسى - عليه الصلاة والسلام - وفرعون هو الملك الجبار في مصر الذي ادعى الربوبية ، وفرعون : لقب لكل من ملك مصر يقال له فرعون ، المراد به هنا فرعون الذي أدعى الربوبية : فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى .

فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ : هو موسى ، كفر به فرعون كما قص الله في كتابه ما جرى بين موسى وفرعون ، وما انتهى إليه أمر فرعون وقومه .

فأخذناه ، أي : أخذنا فرعون بالعقوبة وهو أن الله أغرقه هو وقومه في البحر ثم أدخلهم النار : مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا [ نوح : 25 ] . فصار في النار في البرزخ ، قال تعالى : النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا . هذا في البرزخ قبل الآخرة ، يعرضون على النار صباحًا ومساء إلى أن تقوم الساعة ، وهذا دليل على عذاب القبر ، والعياذ بالله ، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ هذه ثلاثة عقوبات :

الأولى : أن الله أغرقهم ومحاهم عن آخرهم في لحظة واحدة .

الثاني : أنهم يعذبون في البرزخ إلى أن تقوم الساعة .

الثالثة : أنهم إذا بعثوا يوم القيامة يدخلون أشد العذاب ، والعياذ بالله .

وكذلك من عصى محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فإن مآله أشد من مآل قوم فرعون ؛ لأن محمدًا هو أفضل الرسل فمن عصاه تكون عقوبته أشد .

أَخْذًا وَبِيلًا ، أي : شديدًا قويا لا هوادة فيه ، وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ .

فهذه الآية دليل على منة الله علينا بإرسال الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - إلينا ، وأن الغرض من إرساله أن يبين لنا طريق العبادة ، فمن أطاعه دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار كما دخل آل فرعون النار لما عصوا رسولهم موسى عليه الصلاة والسلام .

وكذلك أعداء الرسل كلهم هذا سبيلهم وهذا طريقهم .


...........يتبع









 


آخر تعديل ليتيم الشافعي 2008-12-30 في 14:26.
رد مع اقتباس
قديم 2009-02-23, 00:59   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
halimhard
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية halimhard
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااا









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-06, 14:42   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
bbomar3
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية bbomar3
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي ليتيم










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-20, 10:13   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



المسألة الثانية : أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد غيره في عبادته

هذه المسألة متعلقة بالمسألة الأولى لأن الأولى : هي بيان وجوب عبادة الله واتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو معنى الشهادتين معنى شهادة أن لا إله إلا الله ، وشهادة أن محمدًا رسول الله ، والمسألة الثانية : أن العبادة إذا خالطها شرك فإنها لا تقبل ؛ لأنه لا بد أن تكون العبادة خالصة لوجه الله - عز وجل - .

فمن عبد الله وعبد معه غيره فعبادته باطلة ، وجودها كعدمها ، لأن العبادة لا تنفع إلا مع الإخلاص والتوحيد فإذا خالطها شرك فسدت كما قال تعالى : وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ .

وقال سبحانه : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . فالعبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد ، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة ، فإذا خالط الشرك العبادة أفسدها ، كما أن الطهارة إذا خالطها ناقض من نواقض الوضوء أفسدها وأبطلها ، ولهذا يجمع الله في كثير من الآيات بين الأمر بعبادته والنهي عن الشرك .

قال تعالى : وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا . وقال : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ، وقال - عز وجل - : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ . فقوله تعالى : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا ، فيه أمران : فيه نفي الشرك ، وفيه إثبات العبادة لله تعالى .

وقال تعالى : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ . وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ . قرن بين عبادة الله واجتناب الطاغوت ؛ لأن عبادة الله لا تكون عبادة إلا مع اجتناب الطاغوت وهو الشرك ، قال تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا .

فالإيمان بالله لا يكفي إلا مع الكفر بالطاغوت ، وإلا فالمشركون يؤمنون بالله لكنهم يشركون به ، وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ . بين سبحانه أن عندهم إيمان بالله ولكن يفسدونه بالشرك والعياذ بالله .

هذا معنى قول الشيخ ، أن من عبد الله وأطاع الرسول فإنه لا يشرك بالله شيئًا ، لأن الله لا يرضى أن يُشرك معه أحد في عبادته .

قال - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه - عز وجل - قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه هناك قوم يصلون ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويكثرون من ذلك ويصومون ويحجون لكنهم يدعون الأضرحة ، ويعبدون الحسن والحسين والبدوي وفلانًا وعلانًا ، ويستغيثون بالأموات ، هؤلاء عبادتهم باطلة ، لأنهم يشركون بالله - عز وجل - يخلطون العبادة بالشرك ، فعملهم باطل حابط حتى يوحدوا الله - عز وجل - ويخلصوا له العبادة ويتركوا عبادة ما سواه .

وإلا فإنهم ليسوا على شيء فيجب التنبيه لهذا ، أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد كائنًا من كان ، لا يرضى سبحانه بمشاركة أحد مهما كان ؛ لئلا يقول أحد أنا أتخذ من الأولياء الصالحين والطيبين شفعاء ، أنا لا أعبد الأصنام والأوثان كما هو في الجاهلية ، أنا أتخذ هؤلاء شفعاء فنقول له : هذه مقالة الجاهلية اتخذوهم شفعاء عند الله لأنهم صالحون وأولياء من أولياء الله ، والله لا يرضى بهذا .
قوله : لا ملك مقرب ولا نبي مرسل : الملك المقرب هو أفضل الملائكة مثل : جبريل - عليه السلام - وحملة العرش ومن حوله ، والملائكة المقربون من الله - سبحانه وتعالى - فمع قرب المكان من الله - عز وجل - وقرب العبادة والمكانة عند الله ، لو أشركهم أحد مع الله في العبادة فإن الله لا يرضى بأن يشرك معه ملك مقرب ولا نبي مرسل كمحمد - صلى الله عليه وسلم - وعيسى ونوح وإبراهيم أولي العزم ، لا يرضى أن يشرك معه أحد ولو كان من أفضل الملائكة ، ولو كان من أفضل البشر .

فهو لا يرضى أن يشرك معه أحد من الملائكة ولا من الرسل ، فكيف بغيرهم من الأولياء والصالحين ، فغير الملائكة والرسل من باب أولى لا يرضى الله بإشراكهم معه في العبادة ، وهذا رد على أولئك الذين يزعمون أنهم يتخذون الصالحين والأولياء شفعاء عند الله ليقربوهم عند الله زلفى ، كما قال أهل الجاهلية : مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى . وإلا فهم يعتقدون أن هؤلاء لا يخلقون ولا يرزقون ولا يملكون موتًا ولا حياة ولا نشورا ؛ وإنما قصدهم التوسط عند الله - عز وجل - ؛ ولذلك صرفوا لهم شيئًا من العبادة تقربًا إليهم ، ذبحوا للقبور ، ونذروا للقبور ، واستغاثوا وهتفوا بالأموات .









آخر تعديل ليتيم الشافعي 2009-04-20 في 10:19.
رد مع اقتباس
قديم 2009-04-20, 10:18   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


والدليل قوله تعالى : وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا

لا يرضى الله بمشاركة أحد كائنًا من كان ، وهذا صريح في القرآن والسنة ، لكن لمن يعقل ويتدبر وينبذ التقليد الأعمى ، والتعلل الباطل ، ويتنبه لنفسه والدليل على أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد كائنًا من كان قوله تعالى : وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا المساجد هي بيوت الله ، وهي المواطن المعدة للصلاة ، وهي أحب البقاع إلى الله ، وهي بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، يجب أن تكون هذه المساجد مواطنا لعبادة الله وحده لا يحدث فيها شيء لغير الله ، فلا يبنى عليها القبور والأضرحة لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن من فعل ذلك ، وأخبر أن هذا هو فعل اليهود والنصارى ، ونهانا عن ذلك في آخر حياته ، وهو في سكرات الموت عليه الصلاة والسلام بقوله : ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد [ هذا يقوله وهو في سياق الموت ] ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ويقول - صلى الله عليه وسلم - : لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .

فالمساجد يجب أن تطهر من آثار الشرك والوثنية ، وألا تقام على القبور أو يدفن فيها الأموات بعد بنائها بل تكون مواطن عبادة الله وحده ، تقام فيها الصلاة ويذكر فيها اسم الله ، ويتلى فيها القرآن ، وتقام فيه الدروس النافعة ، ويعتكف فيها للعبادة هذه هي وظيفة المساجد .

أما أن تقام فيها أوثانًا تعبد من دون الله فهذه ليست مساجد ، هذه مشاهد شرك وإن سماها أهلها أنها مساجد ، وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ أي : لا لغيره ؛ ولأن المساجد هي محل اجتماع الناس وتلاقيهم ، فيجب أن تكون طاهرة من الشرك والبدع والخرافات ، لأن الناس يتلقون فيها العلم والعبادة ، فإذا وجدوا في المساجد شيئًا من الشرك والخرافات تأثروا بذلك ونشروه في الأرض ، فيجب أن تكون المساجد مطهرة من الشرك .

وأعظمها المسجد الحرام كما أمر الله - جل وعلا - بتطهيره قال تعالى : وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ . طهره من ماذا ؟ طهره من الشرك والبدع والخرافات كما أنه أيضًا يُطهر من النجاسات والقاذورات .

فقوله تعالى : ( لَا تَدْعُوا ) : لا ناهية ، وتدعو : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأن أصله تدعون فدخل عليه الجازم وهو لا الناهية .


<B><FONT size=5>فلا تدعوا أيها الناس مع الله أحدًا ، لا تستغيثوا بأحد مع الله ؛ كأن يقول : يا الله يا محمد ، يا الله يا عبد القادر ، أو يقول : يا عبد القادر يا محمد ، أو ما أشبه ذلك ، فإن الل









آخر تعديل ليتيم الشافعي 2009-04-20 في 10:23.
رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 21:56   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

يرفع للفائدة بإذن الله









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-20, 14:21   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
samir021
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على المجهود الطيب










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-21, 21:21   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
مسلم فخور
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خير الجزاء









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-27, 20:11   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
miloud98
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

رائع و جميل جدا واصل أخي










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-30, 10:47   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
ouahed
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خير الجزاء










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-30, 12:35   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
Samed Dziri
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-30, 23:47   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
hamza ziani
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم

ساعدونا على حفظها










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-31, 18:35   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
taifouri
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية taifouri
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله عنا كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2014-06-01, 14:49   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
ouahed
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووور على الشرح










رد مع اقتباس
قديم 2014-12-11, 15:45   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
بن عبد الله كريم
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك الاخ المشرف قل ما نجد مشرفا على المنهج و الطرق المستقيم










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc