اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tarek22
ربما تكون مسألة ضم العسكر الذي خدم في الجيش الفرنسي ثم إلتحق بالثورة بعد مجيئ دوغول للحكم بواحدة من أعقد القضايا التي واجهتها جزائر ما بعد الإستقلال ... فبعد أن قررت القيادة وعلى رأسها الهواري بومدين ضم هؤلاء للجيش حدث أول إنقسام فعلي وخطير داخل جيش وجبهة التحرير الوطني التي كانت مسيطرة على المشهد السياسي والإجتماعي و الثقافي في جزائر الإستقلال وكانت القطرة التي أفاضت الكأس فبعد قضية حسين آيت أحمد وجماعته ثم قضية العقيد شعباني و بعدها الإنقلاب على بن بلة الذي قاده بومدين وجماعته بدأت تضهر تصدعات داخل السلطة الحاكمة وبين رفقة سلاح الماضي القريب و أخذت تتشكل داخل السلطة جماعات مناوئة لبعضها ومتصارعة فيما بينها وهو الصراع الذي ضهر فيما بعد داخل المجتمع و إنتقل من السلطة إلى الدولة بكل مكوناتها غذته أنانية الأطراف و الرؤية الضيقة للبعض والتطرف الذي يصاحب الجهل ومحاولة فرض الرأي وحب الزعامة و إحتكار الحقيقة والوطنية والتاريخ ... فبعد أن إستتبت الأمور لصالح الهواري بومدين الذي أراد أن يقوم بثورة داخل الجزائر في كل المجالات الصناعية والزراعية والتعليمية و الثقافية و كذلك عصرنة الجيش الوطني و تحويله لجيش نظامي حقيقي تخضع عناصره لتكوين أكاديمي عسكري و ليس مجرد جيش مكون من ثوار قادو ثورة شعبية ضد الإستعمار كما هو حال جيش التحرير الوطني غداة الإستقلال وفي ضل نقص الكفاءات الوطنية و إنعدامها في كثير من الأحيان لجأ بومدين لإتخاذ القرار الذي فجر العديد من الخلافات داخل مؤسسة الجيش وهو الإستنجاد بالضباط الذين خدمو في الجيش الفرنسي وتلقو تدريبا عسكريا في الأكاديميات العسكرية الفرنسية و إلتحقوا بالثورة بعد 1958 فأسند لهم مهمة إعادة هيكلة و عصرنة الجيش الوطني و فق الطرق الحديثة التي تلقوها في المدارس الفرنسية وهنا ثار الجدل بين القيادات وهو هل يمكن الثقة في هؤلاء ؟؟؟ و خاصة أن المناصب التي سيحتلها هؤلاء الضباط الجدد ستكون على حساب مجاهدين معروفين وقدماء و مناضلين داخل الحركة الوطنية يعتبرون أنفسهم السبب المباشر في إستقلال الجزائر و لا يجب أن تكون مكافأتهم من قبل وطنهم بهته الطريقة حيث يعزل من كان السباق لحمل السلاح ليحل محله ضباط صغار لم يلتحقوا بالثورة إلا في أواخرها لكن بومدين كان حازما في هذا الشأن فقد كان هدفه محددا في تلك الفترة وهو عصرنة الجيش دون الدخول في متاهات التاريخ فقد إعتبر أن الجزائر في تلك الفترة بحاجة لكل أبنائها ولا مجال للمزايدات بمن كان السباق لحمل السلاح ومن كان متأخرا و لا لأحد الحق في إحتكار الوطنية في وجه البقية وهو القرار الذي لم يهضمه قادة الثورة السابقين الذين وجدوا أنفسهم يحالون على المعاش الواحد تلو الآخر ويحل محلهم آخرون وكان القادة الثوريين ينظرون لهم نظرة إستعلائية و يصفون هؤلاء الجدد بضباط فرنسا نسبة لتلقيهم التكوين في الأكاديميات الفرنسية و محاولة للتشكيك في وطنية هؤلاء الذين ملكهم بومدين زمام المؤسسة العسكرية و أسند لهم مهمة تطويرها وعصرنتها ... ومن أهم هؤلاء طبعا عمي الطاهر كما يصفه الجميع أو المجاهد الكبير الطاهر الزبيري وكثيرون غيره ... بل هناك كتاب لرئيس الوزراء السابق السيد عبد الحميد الإبراهيمي عنونه ضباط فرنسا يقول في مقدمته أنه ربما ويجب أن نتوقف عند ربما يكون هؤلاء الضباط الذين إلتحقوا بالثورة بعد مجيئ دوغول ما هم إلا مندسون من طرف الفرنسيين ... لكن من يعرف تاريخ السيد الإبراهيمي وكيفية صعوده السياسي السريع و إعتماده في هذا الصعود على القائد الثوري و المجاهد الكبير السيد علي منجلي هذا الأخير الذي كان من أكبر الخاسرين من قرار بومدين ومن أكبر المعارضين لإنظمام الضباط الذين خدموا في فرنسا للجيش و ربما هو من أطلق عليهم تسمية ضباط فرنسا يدرك الخلفية التي كتب بها الإبراهيمي ...
|
والله ياخي لو كان الامر توقف عند هذا لقلنا ممكن الابراهيمي عنده خلفية
لكن الامر تجاوز الى محاربة كل شئء يربطنا باالاسلام والمشرق العربي
فلا تقلي انو التضييق على شيوخ جمعية العلماء المسلمين وسجنهم واقاتهم الجبرية صدفة ولم يكن لخونة ضباط الجيش الفرنسي يد فيها