السلاحف
السلاحف البحرية من مجموعة الزواحف يعود تواجدها إلى أكثر من ٢٠٠
مليون سنة ماضية وهى كغيرها من الثدييات البحرية تطورت ودخلت إلى
البحر وعلى الرغم من أن هذا التطور غير كامل إلا أن السلاحف البحرية
تأقلمت وتكيفت مع حياة البحر فهي ممتازة في السباحة إلى جانب أنها
تستطيع أن تبقى تحت المياه لمدة طويلة من الزمن . إلا أن ارتباطها
بالأرض وبأسلافها الأوائل جعل لها خصائص باقية معها إلى الوقت الحالي
حيث لها رئتين وهى تحتاج إلى الهواء لتستنشق كما أن الأنثى تخرج إلى
الأرض لكي تضع بيضها .
سلاحف البحر الابيض المتوسط :
موطنها الاصلى :
قدمت إلى المتوسط من الأطلنطي خلال مرحلة العصر الجليدي وما قبله
من عصور سابقة من خلال المحيطين الهندي والأطلسي. استيطانها
الأخير بالمتوسط يحتمل أن يكون بعد انحسار آخر عصر جليدي والذي بدأ
منذ ٤٠,٠٠٠ أربعين ألف سنة مضت .
هذا الاستيطان من المحتمل جدا أن يكون خلال عشرة آلاف سنة الماضية
عندما سخنت المنطقة لكي تصلح شواطئ المتوسط لتكون أماكن تعشيش
إن بصمة (DNA) السلاحف بها. وجد أخيرا بميثاكوندريا الحامض النووي
أصابع السلحفاة الخضراء بقبرص أظهرت أن هذه السلاحف تختلف عن التي
بالأطلنطي بما يزيد عن عشرة آلاف سنة .
٢١١
الدراسات الأخيرة على السلحفاة ضخمة الرأس أظهرت أن أنثى هذا النوع
بالمتوسط تختلف من ناحية الجينات الوراثية عن الإناث المتواجدة بالأطلنطي
كذلك تبين من خلال الدراسات إن السلحفاة ضخمة الرأس ذات الأصل
الأطلنطي وجدت بالحوض الغربي للمتوسط وهى في مجموعات كثيرة
على هيئة خيط طويل .
انواع السلاحف :
توجد في العالم ثمانية أنواع من السلاحف :
1كيمبس ريدلى .
2اوليف ريدلى .
3هاوكس بيل .
4لوقر هيد (ضخمة الرأس) .
5جرين تارتل ( السلحفاة الخضراء) .
6بلاك تارتل ( السلحفاة السوداء ) .
7فلات باك (مسطحة الظهر ) .
٢١٢
8ليدرباك (جلدية الظهر) .
لماذا يجب المحافظة على السلاحف البحرية :
هذا الكائن البحري الذي عاش منذ الأزمنة السحيقة وعاصر الديناصورات
وغيرها من الكائنات الضخمة واستطاع التأقلم والتكيف ولم ينقرض مثل
غيره من الكائنات. هذا المخلوق أصبح مهدد كغيره بالانقراض بسبب
تخريب موطنه على اليابسة والصيد الجائر إلى جانب تلوث بيئته البحرية
بالزيوت النفطية والمواد الكيماوية والبلاستيكية ودفن المواد الإشعاعية
بالبحار والمحيطات كما تعرضت أماكن التعشيش باليابسة للتدمير والتغيير
بحجة الازدياد السكاني والأنشطة البشرية المختلفة إلى جانب ظروف
عديدة أخرى ذات تأثيرات سلبية على حساب هذه الكائنات .
ويعتبر الإنسان أول وأخطر المهددين بسبب نشاطاته وتوسعه على حساب
غيره .لهذا تنبه العالم من خلال الباحثين والدارسين لهذه الشئون وإلى
حجم الدمار لهذه الكائنات .
هذا الأمر استوجباهتماماً عالمياً مكثفاً دعت إليه المنظمات والهيئات الدولية
من خلال الجهات التابعة لها. ولقد تم التوصل إلى عقد اتفاقيات
ومعاهدات دولية وإقليمية وسن قوانين محلية لحماية الأحياء البحرية
والبرية، سوف نتعرض لها لاحقاً.
سلوك الزواحف :
التغذية
٢١٣
السلحفاة ضخمة الرأس الكبيرة ( البالغة ) وشبة الكبيرة تعتبر من آكلات
اللحوم فهي تتغذى على الفقاريات التي تعيش في القاع مثل سرطان
البحر قنفذ البحر الرخويات وغيرها من القواقع حيث تقوم بطحنها
بفعل فكها القوى ، كذلك تتغذى على الأسماك الصغيرة والسلاحف
المفقسة الصغيرة كما تتغذى السلاحف الصغيرة العائشة على السطح على
الكائنات الحيوانية و النباتية الطافية كذلك السلحفاة الخضراء من آكلات
اللحوم و تشبه السلحفاة ضخمة الرأس في نوعية التغذية .
فترة المعيشة السطحية هذه تستمر لمدة ٢ إلى ٤ سنوات السلحفاة
الخضراء بعد هذه الفترة تتحول إلى آكلات الأعشاب وذلك بالبحر المتوسط
حيث تتغذى على أعشاب البحر والطحالب مثل
Cymodocea nodosa, zostera spp, posidonia
oceanica, halobhila stipulacea, algae
السلاحف الصغيرة الخضراء وضخمة الرأس أثناء فترة معيشتها على السطح
لوحظ سرعة استجابتها للألوان الزاهية والبيضاء كغذاء لها نتيجة لهذا
فهي تلتقط الأجسام البلاستيكية وصحائف النايلون حيث تعتقد إنها اسماك
جيليه مغذية .
السلحفاة تعيش منفردة عدا أثناء التزاوج حيث تهاجر إلى مناطق معينة
قريبة من شواطئ البحر المتوسط حيث تخرج من قاع البحر وتتغذى إلى
السطح لتلتقي وتتزاوج وتتغذى .
٢١٤
الاستماع:
السلاحف لا توجد لديها آذن داخلية وهي تعتبر غير قادرة على السمع و
لكنها تتعرف على الذبذبات المنخفضة التردد من المحتمل من خلال
الجمجمة والصدفة حيث استخدم لها جهاز التردد والذي آثار انتباهها
بسرعة. هذه الحساسية العالية لديها قد تكون السبب في اختيار موقع
معين على الشاطئ تخرج له لوضع البيض .
الرؤية :
بالنسبة للسلاحف الكبيرة المعلومات المتوفرة حول مدى رؤيتها غير كافية
بالنسبة لصغار السلاحف الخارجة لتوها في اتجاه البحر فهي اكثر حساسية
للأضواء المنبعثة من خلال الموجات الطولية القصيرة ( الضوء الأزرق ) حيث
لوحظ أن الصغار تتجه ناحية الأضواء بدل أن تتجه ناحية البحر .
العمر ( فترة المعيشة ) :
غير معروف كم تعمر السلحفاة دون أن تتعرض للتدخلات البشرية ولكن
بالنسبة للسلحفاة ضخمة الرأس فقدر إنها تعيش فترة عمر تزيد عن ٦٠
سنة .
فترة النضج :
فترة النضج للسلاحف تختلف من مكان إلى آخر هذا يعود إلى الاختلاف في
معدلات النمو و إلى اختلاف درجات الحرارة ووفرة الغذاء ولقد قدر عمر
النضج الجنسي للسلحفاة ضخمة الرأس بين ١٣ ٣٠ سنة كما لوحظ بأن
السلاحف التي تعيش في أحواض خاصة تنمو و تكبر وتصبح ناضجة قبل
٢١٥
السلاحف العائشة بالبحر .
سلاحف البحر المتوسط تبدأ بالتعشيش ( وضع البيض ) عندما يكون طول
الصدفة حوالي ٦٠ سم وهذه تعتبر صغيرة بالنسبة لنفس النوع بمناطق
أخرى من العالم .
بالنسبة للسلحفاة الخضراء تضع البيض عندما يصل طول الصدفة ٧٠ سم
أما بالنسبة للعمر فهو غير معروف ,
التزاوج
التزاوج يتم على المياه القلية العمق غالبا مسافة ١ كيلومتر عن الشاطئ
وغير قريبة من الأماكن التي تخرج لها للتعشيش وليس بعيد جداً عنها .
موسم التزاوج يبدأ غالبا في بداية شهر ٥ حيث تجتمع استعدادا للقاء .
موسم التعشيش ( وضع البيض )
بالبحر المتوسط السلحفاة ضخمة الرأس تبدأ في التعشيش مع نهاية شهر
٥ وتستمر في وضع البيض إلى شهر ٩ بالنسبة للسلحفاة الخضراء تبدأ بعد
أسبوعين من السلحفاة ضخمة الرأس مواسم التعشيش تتغير باختلاف
الظروف الجوية كذلك لوحظ بأن السلحفاة تستمر بوضع البيض لمدة تصل
إلى ٤ مرات في الموسم الواحد .
٢١٦
كما لوحظ من خلال السلاحف المرقمة سلفا بأنها ترجع إلى نفس الشاطئ
الذي فقست وخرجت منه مند عدة سنوات وهذا الأمر لا يزال لغز محير
للعلماء حيث يقول بعضهم إن هذا قد يرجع إلى المجال المغناطيسي
للأرض والذبذبات عليها ، واتجاه الموجات والى المواد الكيميائية المتواجدة
برمال شواطئ تلك المنطقة ومياهها المجاورة كذلك إلي المواد التغذوية
بتلك المنطقة إلى جانب مجموعة أخرى من العوامل التي لا تزال تدرس
بدقة .