السلفية - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

السلفية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-12, 11:50   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
الحق المر
محظور
 
إحصائية العضو










15 من جهلنا كدنا ننخدع

الله يعطيك الصحة يا اخي المتعلم ،لقد فتحت اعيننا على اشياء كنا نجهلها،وهي بديهية اين الدليل على ان الوهابية هم اهل السنة و
الجماعة؟؟؟ والشكر موصول الى الاخت وردة الاقصى على موقفها البطولي وصراحتها النادرة في مثل هذه المواقف .
للاسف عندما يريد الاخوة الوهابية الاستشهاد على افكارهم فانهم يستشهدون باراء ابناء المدرسة نفسها وهذا شيء غير مقبول نظريا،اذا لا وجود للفكر الوهابي الا في منطقة معينة، وعليه فان السواد الاعظم في الامة هم السادة الاشاعرة؟؟؟
اذا تفكير وتخمين بسيط يوصل الى استنتاج عميق وابسط؟؟؟ولكن الحق مر في افواه من لا يريدوه.









 


قديم 2011-06-12, 12:51   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخ يتعلم مشاهدة المشاركة
اريد فقط دليل واحدا فقط من الكاب العزيز او السنة الشريفة على ان وهابية اليوم هم سلفية الامس المشرق والجميل؟؟؟الذي اعلمه وكل الادلة تشهد على هذا هو ان السادة الاشاعرة هم سواد هذه الامة الاعظم ،ومن يقول خلاف هذا فهو يعيش على كوكب اخر غير الارض؟
وكل الامة والحمد لله سلفية ولاداعي للتحيز وتحييد الاخرين.

اقتباس:
الاشاعرة هم سواد هذه الامة الاعظم
لماذا تهذي هكذا هل سالت يوما في مكان عام عن معنى كلمة اشعري، كيف خولت لك نفسك الكذب عليها هكذا وانت وحدك هنا اشعري ترد على نفسك وتدعي انك وحدك السواد الاعظم في المنتدى وفي الامة ....تصبر في روحك ...والاشعرية هؤلاء الذين يعطلون الرب جل وعلا وينفونه قولهم شر قولا من اليهود والنصارى في قولهم ان الله ليس على العرش وذلك بشهادة امير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري (صاحب صحيح البخاري) في كتابه خلق أفعال العباد ج1ص30 باب ذكر أهل العلم للمعطلة حيث قال وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ "

وانت تقول ان الله ليس على العرش والله يقول لك الرحمن على العرش استوى لكنك تكذبه كما فعل فرعون لعنه الله مع الكليم موسى عليه السلام

ولما تدعي كذبا او جهلا لا ادري كيف... انك وحدك السواد الاعظم ... وانت وحدك ....لست بعالم ولا طالب علم ممكن حتى....لماذا لا تقرا لابن عساكر وهو من هو في خدمته للاشاعرة لما يعترف لك انك لست السواد الاعظم بكتابه (تبيين كذب المفتري) بأن أكثر الناس في زمانه وقبل ذلك على غير ما عليه الأشعرية. فقد قال في التبيين: " فإن قيل: إن الجم الغفير في سائر الأزمان وأكثر العامة في جميع البلدان لا يقتدون بالأشعري ولا يقلدونه، ولا يرون مذهبه، وهم السواد الأعظم، وسبيلهم السبيل الأقوم " ا.هـ. تبيين كذب المفترى عليه ص 331.

لكنك بدون شك تكذب ابن عساكر كما كذبت من قال ان الله فوق السماء لما سئل باين .

وانتم من كذبكم وبهتكم الذي لا يجارى انكم تنسبون العلماء اليكم زورا وبهتانا ولا تستحوا كما حدث مع الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن حسن عبد الهادي الشهير بابن المبرد - ت 909 هـ و هو من هو في شدته على الاشاعرة و الرد عليهم و التبرؤ من عقيدتهم - في كتابه كشف الغطا عن محض الخطأ:
(( وكنت مرة عند رجل من أكابر الحنفية، فدخل رجل آخر من الحنفية، فمدحني، وقال: الشيخ رجل مليح أشعري الاعتقاد. فقال له ذلك الرجل: لأي شيء قلت أشعري العقيدة ؟ فقال: لأن الاعتقاد الصحيح ينسب إلى الأشعري.
فالله الله !! فوالله قد كذب علي، وأنا بريء من قوله، لا أكون عليه إلا أن يزول عقلي، أو يذهب ديني !!! ))
عن ثمار المقاصد ص25 والتمهيد ص30 كلاهما لابن عبد الهادي

وقد قال ابن المبرد معلقاً على كلامه هنا: "وهذا الكلام يدل على صحة ما قلنا، وأنه في ذلك العصر وما قبله كانت الغلبة عليهم، وبعد لم يظهر شأنهم" ا.هـ جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر ص 2283

وما اراكم تنسبون الائمة الى اشعريتكم الجهمية الا تقية منكم لذلك قال فيكمالامام ابن قدامة رحمه الله عندما قال في كتاب المناظرة في القرآن ص35 : ولا نعرف في أهل البدع طائفة (يكتمون) مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة و(الأشعرية) ا.هــ









قديم 2011-06-12, 13:17   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
الحق المر
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا وعفوا










قديم 2011-06-12, 13:33   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
الحق المر
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

انا وحدي ببساطة لان المنتدى كله وهابي لايسمح للرأي الاخر بالظهور حتى لا تنكشف الحقائق للعوام،وانا اجزم ان المنتدى لو يفتح المجال امام الجميع فسترى العجب العجاب،والق انت نظرة بسيطة فقط فستجد كل من يخالف الوهابية سيحظر فورا.
وارجوا منك اخي برايجي ان تساعدني على اقناعهم بفتح المجال اولا،وان تحاول ان تشارك انت في منتديات الاشاعرة وسترى الحرية الحقيقية في ابداء الراي اولا وفي الافحام ثانيا،اذا شارك ولن تندم
اما بالنسبة للسادة الاشاعرة الى متى ستبقى تتهرب من هذه الحقيقة المرة،هم السواد الاعظم ،والدليل بسيط ،ابتعد قليلا عن كتب الوهابية ولو لسساعة فستجد ان الكل يخالفك مشرق ومغربا،اذا لا داعي للاقتباس حتى لا تغش نفسك والعوام من امثالي،ولو اردت الاقتباس لجئناك بامور لا قبل لك بها وانت تعلم ذلك،انا اعرف ان هذا الحق مر لكن هي الحقيقة تقول بملء فيها دولة التستر ساعة،ودولة الحق في كل ساعة.










قديم 2011-06-12, 14:09   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحق المر مشاهدة المشاركة
انا وحدي ببساطة لان المنتدى كله وهابي لايسمح للرأي الاخر بالظهور حتى لا تنكشف الحقائق للعوام،وانا اجزم ان المنتدى لو يفتح المجال امام الجميع فسترى العجب العجاب،والق انت نظرة بسيطة فقط فستجد كل من يخالف الوهابية سيحظر فورا.
وارجوا منك اخي برايجي ان تساعدني على اقناعهم بفتح المجال اولا،وان تحاول ان تشارك انت في منتديات الاشاعرة وسترى الحرية الحقيقية في ابداء الراي اولا وفي الافحام ثانيا،اذا شارك ولن تندم
اما بالنسبة للسادة الاشاعرة الى متى ستبقى تتهرب من هذه الحقيقة المرة،هم السواد الاعظم ،والدليل بسيط ،ابتعد قليلا عن كتب الوهابية ولو لسساعة فستجد ان الكل يخالفك مشرق ومغربا،اذا لا داعي للاقتباس حتى لا تغش نفسك والعوام من امثالي،ولو اردت الاقتباس لجئناك بامور لا قبل لك بها وانت تعلم ذلك،انا اعرف ان هذا الحق مر لكن هي الحقيقة تقول بملء فيها دولة التستر ساعة،ودولة الحق في كل ساعة.
يا اخي الله يهدينا ويهديك ... اين هي الحقيقة في كتاب الله و سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ام في كتب الفلاسفة والمخرفين.. قال. الله جل في علاه :

الرحمن على العرش استوى،

وقال سبحانه: أأمنتم من في السماء،

وقال جل وعلا: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه،

وقال جل وتعالى: تعرج الملائكة والروح إليه في يوم ٍ كان مقداره خمسين ألف سنة،

وقال جل وعلا: إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش

انت تترك هذه الايات البينات وتذهب الى تلك الكتب تبغي تحريف هذا الكلام ثم لماذا تكذب الاحاديث الصحيحة لما جاء رجل من الصحابة إلى النبي- صلى الله عليه وسلم -بجارية يريد أن يعتقها، قال لها النبي- صلى الله عليه وسلم -: يا جارية أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟، قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة، أخرجه مسلم في صحيحه، لما سألها: أين الله؟ قالت: في السماء، فقال: أعتقها فإنها مؤمنة

لماذا لا تقول كما قالت الجارية وتستغني عن كتب الفلاسفة المحرفين والمكذبين له وتهنينا ...... اما كلامك عن طريقة التعامل في المنتدى فاعلم انك في قسم العقيدة وايما عضو يعارض آية من آيات الله او حديث من احاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم انتصارا لمذهب الفلاسفة فللمشرف كل الحق في حضره وحذف مشاركته وهناك قسم للنقاش العلمي وقد طرحنا على الاشاعرة سؤالا نبويا هو اين الله فلم يجب فيهم الا اهل السنة اما هم فجوابهم لا ...ودليلهم من الكتاب...لا ....ومن السنة ...لا .....فكيف تريد النقاش مع هؤلاء..









قديم 2011-06-14, 00:06   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
الحق المر
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي هشام شكرا على التفاعل الطيب اولا.....انت ادلتك من الكتاب والسنة ، ونحن ادلتنا من التوراة والانجيل فيما اعتقد هاهاها؟؟؟
لماذا دائما الهمز اللمز وتضليل العوام؟؟؟ قلت لك مرارا ـ اذا كنت ريحا فقد لاقيت اعصارا ـ
ما هي كتب الفلسفة والسفسفة التي يستدل بها الاشاعرة؟؟؟ ذكرنا لكم ايات قرانية ففرتم الى التأويل؟؟فماذا نصنع معكم...اذا اللجوء الى السيف البتار الذي سيقطع قول كل خطيب.......العقل........ المطيةالتي توصلك الى باب السلطان ولا تدخل معك........وسنرى.










قديم 2011-06-14, 11:15   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
يارا رواء
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية يارا رواء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم
اننا نحن معشر السلفيين لسنا وهابيين بل محمديين لان اسم مجدد الدعوة السلفية "محمد " وليس عبد الوهاب فاعلم يرحمك الله ان هذه التسمية خاطئة في حق الفرقة الناجية باذن الله تعالى وان ادعياء السلفية من لا علم لهم هم من يسمون انفسهم الوهابيين فاللهم اهد كل الفرق الظالة










قديم 2011-06-14, 13:58   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
الحق المر
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

من وهابيين الى سلفيين الى محمديين؟؟؟كل يوم في لون والجوهر واحد.
اما الاسم الشريف ـ محمدـ فلا مجال للتعلق به اليوم لمزيد التضليل.... دعوا هذه الرموز العظيمة فلا دخل لها في هذه المساجلات بيننا..سواء قصدتم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم او محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله...فالتلاعب بالالفاظ امر مستهجن
وكنا قادرين على ان نسمي انفسنا نحن الحسنيين نسبة للحسن ابن علي رضي الله عنهما،او ابو الحسن الاشعري ونتلاعب ايضا بالالفاظ لكن هيهات منا سوء هذه الفعلة.....ونقول بملء الفم اشاعرة ولا نخشى احدا الا الله تعالى.....فهلا اقتديتم والحكمة ضالة المؤمن؟؟؟










قديم 2011-06-15, 07:54   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
يارا رواء
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية يارا رواء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمدلله الذي خلَق الخلْق على الحق، وشرح صدورهم وقلوبهم لفطرته "الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ" ثم بعث نبيه-صلوات الله وسلامه عليه- بـ "ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"، وأيَّده بالحجج الباهرات، فاستجاب له أهل الفطرة أفرادًا وأفواجًا، ثم لم يمر قرنٌ من الزمان حتى جاء مَنْ لم يرضَ بذلك النور، واستحب الضلالة على الهدى، فبدَّل وغيَّر ، ثم أراد أنْ يسحر عقول العالمين بزخارف شبهاته، وأن يسلك بهم عويص طرقاته، بدلًا عن صراط الله المستقيم، ودينه القويم، فانساق كثيرون وراء سراب علمهم، ولكنَّهم لم يلبثوا أنِ التقوا بفطرهم وبقايا أنوار عقولهم على ذلك الطريق الملتوي، فلم يجدوا بُدًّا مِن الاعتراف بعسر سبيلهم، وتشعبه، وانقباض فطرهم عنه، فكانت تلك شهادات مسطرة ممَن حمل راية تلك الجموع، ثُم من هؤلاء مَن تآلف مع فطرته قبل موته، ومنهم من غلبت عليه شقوته، والله يتولى عباده.
فأحببت أن أجمع ما وقفت عليه من كلمات أئمة الأشاعرة التي بيَّنوا فيها (صعوبة) (استحالة) (عسر) (كلفة) فهم معتقد الأشاعرة و(مناقضته للفطرة) و (تحييره للعقول).
وقد صنَّفت كلامهم على نقاط:
1- في عموم المسائل العقدية التي خالف فيها الأشاعرة أهل الحق.
2- مذهب الأشاعرة في أفعال العباد (كسب الأشعري-رحمه الله-).
3- مذهب الأشاعرة قي كلام الله -عز وجل-.
4- مذهب الأشاعرة في علو والله –تعالى- وكونه لا داخل العالم ولا خارجه.

والآن أترككم مع هذه النقول التي تزيد السني ثباتًا على الحق، وتظهر له فساد اعتقاد القوم وبعده عن الحق، وقد جردت كلامهم ولم أعقبه بالتعليق إلا ما ندرر لمسيس الحاجة، وإذا وقفت على نقول أخرى أو وقف القارئ فليضعها هنا مشكورًا والحمدلله رب العالمين.

في عموم المسائل العقدية التي خالف فيها الأشاعرة أهل الحق

1- قال الغزالي-رحمه الله- :
فإن قيل فلم لم يكشف الغطاء عن المراد بإطلاق لفظ الإله، ولم يقل-أي الرسول- إنَّه موجود ليس بجسم، ولا جوهر، ولا عرض، ولا هو داخل العالم، ولا خارجه، ولا متصل، ولا منفصل، ولا هو في مكان، ولا هو في جهة، بل الجهات كلها خالية عنه، فهذا هو الحق عند قوم، والإفصاح عنه كذلك كما أفصح عنه المتكلمون ممكن، ولم يكن في عبارته-صلى الله عليه وسلم- قصور، ولا في رغبته في كشفه الحق فتور، ولا في معرفته نقصا[1] قلنا:
من رأى هذا حقيقة الحق اعتذر بأنَّه إذا ذكره لَنَفَرَ الناسُ عن قبوله، ولبادروا بالإنكار، وقالوا: هذا عين المحال ووقعوا في التعطيل، ولا خير في المبالغة في تنزيهٍ يُنتج التعطيل في حق الكافة إلا الأقلين، وقد بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- داعيًا للحق، إلى سعادة الآخرة، رحمة للعالمين ، كيف [يـ]نطق بما فيه هلاك الأكثرين، بل أمر أنْ لا يُكلم الناس إلا على قدر عقولهم...وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جدًا بل لا يقبله واحد من الألف لاسيَّما الأمة الأمية العربية ا.هـ المراد نقله.[2]

2- قال العز بن عبدالسلام –رحمه الله-:
وقد كثرت مقالات الأشعري حتى جمعها ابن فورك في مجلدين، وكل ذلك مما لا يمكن تصويب للمجتهدين فيه، بل الحق مع واحد منهم، والباقون مخطئون خطأ معفوًا عنه، لمشقة الخروج منه والانفكاك عنه، ولاسيَّما قول معتقد الجهة، فإنَّ اعتقاد موجود ليس بمتحرك، ولا ساكن، ولا منفصل عن العالم، ولا متصل به، ولا داخل فيه ولا خارج عنه لا يهتدي إليه أحد بأصل الخلقة في العادة، ولا يهتدي إليه أحدٌ إلا بعد الوقوف على أدلة صعبة المدرَك، عَسرة الفهم، فلأجل هذه المشقة عفا الله عنها في حق العادي. ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لا يلزم أحدًا ممن أسلم على البحث عن ذلك، بل كان يُقرهم على ما يعلم أنَّه لا انفكاك لهم عنه، وما زال الخلفاء الراشدون، والعلماء المهتدون يُقرون على ذلك مع علمهم بأنَّ العامة لم يقفوا على الحق فيه ولم يهتدوا إليه، وأجروا عليهم أحكام الإسلام من جواز المناكحات، والتوارث، والصلاة عليهم إذا ماتوا، وتغسيلهم، وتكفينهم، وحملهم، ودفنهم في مقابر المسلمين، ولولا أنَّ الله قد سامحهم بذلك، وعفا عنه لعسر الانفصال منه، ولما أجريت عليهم أحكام المسلمين بإجماع المسلمين، ومن زعم أنَّ الإله يحل في شيء من أجساد الناس، أو غيرهم، فهو كافر، لأنَّ الشرع إنَّما عفا عن المجسمة لغلبة التجسم على الناس فإنهم لا يفهمون موجودا في غير جهة، بخلاف الحلول فإنَّه لا يعم الابتلاء به ولا يخطر على قلب عاقل ولا يعفى عنه، ولا عبرة بقول من أوجب النظر عند البلوغ على جميع المكلفين فإن معظم الناس مهملون لذلك غير واقفين عليه ولا مهتدين إليه، ومع ذلك لم يفسقهم أحدٌ من السلف الصالحين كالصحابة والتابعين، والأصح أنَّ النظر لا يجب على المكلفين إلا أنْ يكونوا شاكين فيما يجب اعتقاده، فيلزمهم البحث عنه، والنظر فيه إلى أنْ يعتقدوه أو يعرفوه، وكيف نكفر العامة الذين لا يعرفون أنَّ كلام الله معنى قديم قائم بنفسه متجه مع القضاء بكونه أمرا ونهيا ووعدا ووعيدا وخبرا واستخبارا ونداء ومسموعا مع أنَّه ليس بصوت، وإنَّ اعتقاد مثل هذا لصعب جدا على المعتقدين الذاهبين إلى أنه من القواطع، المكفرين لجاحديه. ا.هـ[3]

3- بعض فضلائهم:
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة-رحمه الله- في درء تعارض العقل والنقل:
ولقد حدثني بعض أصحابنا أنَّ بعض الفضلاء الذين فيهم نوعٌ من التهجم عاتبَه بعضُ أصحابه على إمساكه عن الانتصار لأقوال النفاة، لما ظهر قولُ الإثبات في بلدهم بعد أنْ كان خفيًا، واستجاب له الناس بعد أنْ كان الـمُتكلم به عندهم قد جاء شيئًا فريًا، فقال: هذا إذا سمعه الناس قَبلوه، وتلقوه بالقبول، وظهر لهم أنَّه الحق الذي جاء به الرسول، ونحن إذا أخذنا الشخص فربيناه، وغذيناه ثلاثين سنة، ثم أردنا أنْ نُنْزل قولنا في حلقه لم ينزل في حلقه إلا بِكَلَفة.ا.هـ

مذهب الأشاعرة في أفعال العباد (كسب الأشعري-رحمه الله-)

1- قال العلامة أبو سالم العياشي في "رحلته" خلال ترجمته لشيخه الإمام العارف ملا إبراهيم الكوراني[4] :
وقد بالغ شيخنا -قلت: أي صفي الدين القشاشي- في إيضاحها –أي مسألة الكسب- والاستشهاد في رسائله الثلاث، وكذلك تلميذه السابق ذكره بالغ في بيانها، وكشفها ،ومع ذلك لم تَخْل عن غموض، ولم تتضح كل الوضوح، ولا غرو إذ هي من معضلات المسائل التي حارت فيها أفكارُ المتقدمين، ولم تحصل على طائلٍ في تحقيق معناها آراءُ المتأخرين، فقصارى أمرهم فيها اعتقاد انفراد الرب- تعالى- بالخلق، والاختراع، واعتقاد أنَّ للعبد في أفعاله الاختيارية كسبًا به صح نسبة الأفعال إليه، وبه ثبت التكليف، وعليه ترتب الثواب والعقاب، وهذا معتقد جميع أهل السنة، وهو الحق الذي لا محيص عنه ولكنه إذا ضويقوا في تحقيق معنى هذا الاكتساب وتبيينه تباينت آراؤهم بين مائل إلى ما يقرب من الجبر ومائل إلى ما يقرب من القدر، وأهل السنة[5] لا يقولون بواحد منهما فقد قال السعد في شرح العقائد –أي النسفية- بعدما ذكر كلامًا في معنى الكسب ما نصه: "وهذا القدر من المعنى ضروري، إذ لم نقدر على أَزْيَد من ذلك في تلخيص العبارة المفصحة عن تحقيق كون فعل العبد بخلق الله تعالى وإيجاده، مع ما للعبد فيه من القدرة والاختيار"[6] فإذا علم أنَّ فحول أهل السنة قد عجزوا عن تحقيق معناه مع تظاهرهم وتظافر معتقداتهم على نفير الجبر والاستقلال.. ا.هــ[7]

ولذا قال الرازي: "وعند هذا التحقيق يظهر أن الكسب اسم بلا مسمى"[8]

مذهب الأشاعرة في كلام الله-عز وجل-

1- قال إمامهم الرازي-رحمه الله- مستدركًا على مذهب إمامهم عبدلله بن كلاب-وتابعه طائفة كبيرة من متقدمي الأشاعرة[9]- في كلام الله تعالى حيث قرر ابن كلاب:
"أنَّ كلام الله -تعالى- وإنْ كان قديمًا لكنه ما كان في الأزل أمرًا ولا نهيًا ولا خبرًا ثم صار فيما لا يزال كذلك فقال:
وهذا غاية في البعد لأنَّا لمَّا وجدنا في [النفس][10] طلبًا واقتضاءً، وبيَّنا الفرق بينه وبين الإرادة، أمكننا بعد ذلك أنْ نشير إلى ماهيَّة معقولة، وندعي ثبوتها لله تعالى.
فأمَّا الكلام الذي يغاير هذه الحروف والأصوات، ويغاير ماهية الأمر، والنهي، والخبر، فغير معلوم التصور، فكان القول بثبوته لله تعالى في الأزل محض الجهالة ا.هـ [11]


2- قال الآمدي-رحمه الله-:
والحق أنَّ ما أوردوه من الإشكال على القول باتحاد الكلام، وعود الاختلاف إلى التعليقات، والمتعلقات، فمشكل وعسى أن يكون عند غيري حله.
ولعسر جوابه فرَّ بعض أصحابنا إلى القول بأنَّ كلام الله- تعالى- القائم بذاته خمس صفات مختلفة، وهي: الأمر، والنهي، والخبر، والاستخبار، والنداء." ا.هـ[12]

3- قال الشهرستاني-رحمه الله- في سياق مناقشته لمذهب ابن سينا والفلاسفة في علم الله-تعالى-:
...صلاحية الكلام نحو: الأمر والنهي، ثم هل تشترك هذه الحقائق والخصائص في صفة واحدة أم في ذات واحدة؟، فتلك الطامة الكبرى على المتكلمين!، حتى فرَّ القاضي أبو بكر الباقلاني! -رضي الله عنه- منها إلى السمع، وقد استعاذ بمَعاذ والتجأ إلى مَلاذ والله الموفق. ا.هـ[13]


مذهب الأشاعرة في علو والله –تعالى- وكونه لا داخل العالم ولا خارجه

1- قال الغزالي –رحمه الله-:
وكذلك النظر إلى ذات الله تعالى يورث الحيرة والدهش واضطراب العقل فالصواب إذن أن لا يتعرض لمجاري الفكر في ذات الله سبحانه وصفاته فإن أكثر العقول لا تحتمله بل القدر اليسير الذي صرح به بعض العلماء وهو أن الله تعالى مقدس عن المكان ومنزه عن الأقطار والجهات وأنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا هو متصل بالعالم ولا هو منفصل عنه قد حير عقول أقوام حتى أنكروه إذ لم يطيقوا سماعه ومعرفته" ا.هـ[14]
2- العز بن عبدالسلام –رحمه الله-: (نص عليه في النقل الأول).

الهامش:
[1] وهذه الأصول الثلاثة هي التي دندن عليها شيخ الإسلام في الحموية وغيرها ليؤكد صحة وقوة مذهب من تمسك بظواهر النصوص الورادة في الكتاب والسنة، وقد أشار إليها الصابوني في عقيدة السلف.

[2] "إلجام العوام عن علم الكلام" ص41-41، لم يذكر اسم المطبعة وهي طبعة قديمة مجموع فيها أربع رسائل للغزالي -رحمه الله-.

[3] قواعد الأحكام.." 1|170-171.

[4] إتحاف السادة المتقين للزبيدي 2|168.

[5] يريد الأشاعرة وكذا في التي بعدها.

[6] إلى هنا ينتهي كلام التفتازاني –رحمه الله- وللأسف كثير ممن انتصب لمناقشة الأشاعرة في زماننا ظنَّ أنَّ الجملة الآتية من كلام التفتازاني فصار ينقل أنَّ التفتازاني ينقل عجز فحول علماء الأشاعرة عن تحرير معنى الكسب، ولو أتعب الباحث نفسه في الرجوع إلى شرح العقائد النسفية" للتفتازاني وهو مطبوع عدة طبعات لوجد النقل ينتهي إلى هذا الموضع.
وهناك قسم آخر من الباحثين! للأسف ينسب كل ما سبق من الكلام للزبيدي-رحمه الله- وإنما الزبيدي ناقل عن أبي سالم العياشي كما نص في أول الفصل، ولكن العجلة في النقل أو قل: عدم التأمل فيما يكتبون أدى إلى هذا والله المستعان.

[7] "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" للمرتضى الزبيدي 2|169 ط مؤسسة التأريخ العربي.

[8] "محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين.." ص199 ط. مكتبة الكليات الأزهرية.

[9] انظر "أبكار الأفكار في أصول الدين" للآمدي 1|354.

[10] هكذا في الحسينية وهي مُصحفة في ط. مكتبة الكليات الأزهرية ص 184

[11] "محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين" ص 133 ط المطبعة الحسينية المصرية (قديمة).
وقد نسب بعض الباحثين هذا النص لكتاب "المحصول" للرازي وهو خطأ.

[12] أبكار الأفكار في أصول الدين" للآمدي 1|400.

[13] من كتاب"نهاية الإقدام في علم الكلام" آخر القاعدة العاشرة في العلم الأزلي.

[14] "إحياء علوم الدين" 4 / 434










قديم 2011-06-15, 09:17   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
الحق المر او العلقم المر كما اظن


فطالب العلم الذي يحرص على العلم النافع إنما يطالع كتب السلف الصالح، يطالع الكتب التي تفيده العلم المنقى الصافي، أما الكتب المشتملة على الباطل، المشتملة على التحريفات، المشتملة على آراء شخصية ليس عليها أدلة ظاهرة من القرآن والسنة لا يوافق علماء أهل السنة والجماعة عليها، فإن قراءة طالب العلم - خاصة المبتدئ - فيها إنها قد تسبب وتوقع في قلبه شبهة، والحريص على دينه لا يوقع ولا يسعى في أن يوقع نفسه وقلبه في شبهة ). المرجع ( "شرح كتاب مسائل الجاهلية لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب"، الشريط السابع، الوجه الثاني ).
رحم الله الشيخ مقبل الذي كان يقول عليهم : على لسان الشاعر( بشار بن برد )



أعمى يقود بصيرا لا أبا لكم** قد ضل من كانت العميان تهديه


جأتنا من المنتديات الضالة الاشعرية وتريد ان تجعل منتدى لكتاب الله وسنة نبيه اشعريا ضالا مضلا ...هيهات يا هذا ...هيهات ان تنزع ولو شعرة قليلة بما يملئ صدورنا من كتاب الله وسنة نبيه حقا دون زيف ولا باطل ولا تاويل ولا تشويه
ولا زيادة ولا نقصان ..عقيدة شامخة راسخة جذورها عميقا متشعبة في قلوبنا وعقولنا لا انت ولا أمثالك يصرفوننا عنها هيهات هيهات الارهاب الاعمى والقتل والبطش والذبح ولم يثنينا على تمسك بالفرقة الناجية كنا قابظين على الجمر والجمر يلسعنا لكن كنا شامخينا بعقيدتنا الصحيحة
هيهات ان تاتي وتصول وتجول في المنتدى لكي
تضلنا نحن السلفيين على منهج السلف الصالح قولو ما شئتكم وهابيين محمديين اي اسم لن يثنينا سنظل نرددها حتى الممات نحن اهل الكتاب والسنة نحن على نهج السلف الصالح نحن اتباع السلف الصالح ...









قديم 2011-06-15, 10:22   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
السلطان محمد الفاتح
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلفيون أنفسهم منقسمون ومتشتتون
ولكل فرقة سلفية تسميتها وشيخها الذي يزعمها.
واذا دخلت الى مواقعهم تجدهم يتناحرون ويبدعون بعضهم البعض
ادخلوا هنا على سبيل المثال
https://www.albaidha.net/vb/forumdisplay.php?f=32

ودائما يقولون نحن أهل الحق وأهل السنّة وأتباع السلف
فنقول لهم ما قاله سيدنا الامام مالك رضي الله عنه حين سئل عن أهلا لحق فقال: هم م ليس لهم اسم
!
فالعبرة بالمعاني لا المباني.










قديم 2011-06-15, 11:45   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
جغفر الجبلي
أستــاذ
 
إحصائية العضو










افتراضي

إذا كان تابع أحمد وهابيا فأنا المقر بأنني وهابي










قديم 2011-06-15, 11:58   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
يارا رواء
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية يارا رواء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأصول التي قامت عليها أهل السنة والجماعة

لسماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وسار على نهجه وتمسك بسنته إلى يوم الدين؛

أما بعد: فقد كان الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في جاهلية جهلاء وضلالة عمياء، قد اندثرت آثار الرسالات السابقة فاستحكم أمر الجاهلية، وصاروا متفرقين متشتتين متناحرين، لا رابطةَ تجمعه ولا عقيدةَ ينضوُون تحتها، وليس عندهم كتاب من الله يستنيرون به ويستضيئون بضوئه، لأن الكتب السابقة حُرّفت وغُيّرت، وانقرض أكثرها، فبقوا بقت البشرية في ظلام دامس من جميع النواحي.
ولكن الله سبحانه وتعالى برحمته تكفل أنه سبحانه يرسل الرسل لهداية الناس فيما اختلفوا فيه ولا يتركهم في ضلالتهم وجهالتهم، بل إنه سبحانه وتعالى اقتضت رحمته بعباده أنه يرسل الرسل عندما تشتد الحاجة إليهم، وقد اشتدت الحاجة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسول يبين لهم ويهديهم الصراط المستقيم ويضيء لهم المنهج الذي يسيرون عليه، فبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة، "قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنْ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، فقام صلى الله عليه وسلم ممتثلا أمر الله في قوله تعالى: "(بسم الله الرحمن الرحيم)
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ"، فقام صلى الله عليه وسلم وحيدا في العالم يدعوا إلى الله سبحانه وتعالى، ولم يتبعه إلا أفراداً من الناس قليلين على خوف من الكفار، فصاروا يسلمون الواحد بعد الواحد، والعربُ والعجم كلهم ضد هذه الدعوة المباركة، ثم إنه صلى الله عليه وسلم واصل الدعوة، فاجتمع حوله من اجتمع من المسلمين السابقين على خفية من أعدائهم، ثم إنهم تزايدوا وتزايدوا حتى كثروا، ولكن لا يزال الخناق مضيقا عليهم في مكة، وقابلوا من الكفار الأذى الكثير والضغط الشديد، يريدونهم أن يرجعوا عن اتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يزيدهم ذلك إلا قوة وثباتا، ثم أذن الله لرسوله وللمسلمين بالهجرة، وهي الانتقال من بلد الكفر إلى بلد يظهرون فيه دينهم، فهاجروا إلى الحبشة عند ملك يقال له النجاشي من النصارى، لا يظلم عنده أحد، فصاروا هناك في منجى من أذى الكفار، وحاول الكفار استرداهم فلم يفلحوا، ثم إن الله من على هذا الملك فأسلم، النجاشي أسلم ودخل في دين الله عز وجل، ثم بلغ المسلمين أن ضغط الكفار قد خف أو أنهم قد تراجعوا عن معارضتهم فعادوا إلى مكة فوجدوا الأمر أشد مما كان، ثم عاودا الهجرة إلى الحبشة، الهجرة الثانية إلى الحبشة، ثم أذن الله لرسوله الهجرة إلى المدينة بعدما جاء ناس من أهلها إلى الحج وعرض عليهم النبي صلى الله عليه وسلم دعوته، فدخلت في قلوبهم، وأسمعهم القرآن، وقالوا: إن هذا لهو النبي الذي تهددكم به اليهود، لأن المدينة كان فيها طوائف من اليهود يهددون الأنصار، الأوس والخزرج لم يسموا بالأنصار إلا بعد، كانوا يسمون الأوس والخزرج، فكان اليهود يهددونهم بأنه سيبعث نبي فنجاهدكم معه، "وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ"، هذه اليهود، قال: لهو النبي الذي تهددكم به اليهود، فلا يسبقوكم إليه، فآمنوا به وبايعوه، ثم في السنة الثانية قدم وفد أكثر من الوفد الأول، في البيعة الثانية، وتمت الاتفاقية بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يهاجر إليهم وأن يحموه مما يحمون منه أنفسهم وأولادهم، فأذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة ولحق بهم صلى الله عليه وسلم أخيرا، وتكونت دار الهجرة، تكون المجاهرون والأنصار هناك، فقَوَّا الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وكانت أول وقعة حصلت في بدر هزم الله بها المشركين وقتل رؤوس الكفر، فانتصر المسلمون في بدر الكبرى؛ وهذا يصوره قوله تعالى: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ"؛ هذه نشأة الإسلام شيئا فشيئا حتى قوي، وأذن الله لرسوله بالجهاد في سبيل الله عز وجل، وتآخى المسلمون على اختلاف ألوانهم ولغاتهم، تآخوا وصاروا إخواننا متحابين بدل أن كانوا متعادين متقاطعين، اجتمع الأوس والخزرج الذين كانوا في الجاهلية على حروب بينهم طاحنة، اجتمعوا وصاروا إخوة؛ وبينما هم كذلك حاول اليهود تفريقهم، فلما مر يهودي وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج مجتمعين في مكان متحابين متآخين ساءه ذلك، فجاء وجلس إليهم وذكّرهم بما كان بينهم في الجاهلية من الحروب والثارات والأشعار المهيجة، فحينئذ ثارت ثائرة الحيَّين وتواعدوا القتال، تأثُّرا بهذا اليهودي، فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصلح بينهم وأنزل الله تعالى قوله: "وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"، فعند ذلك قام بعضهم إلى بعض يتعانقون ويسلم بعضهم على بعض، وأبطل الله مكيدة هذا اليهودي، ثم حاولوا مرة ثانية فقالوا -كما ذكر الله عنهم-: "وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"، حاولوا أن يسلموا ثم يرتدوا في اليوم الواحد، حتى إذا رآهم الناس اقتدوا بهم وخرجوا من الدين وارتدوا عن دين محمد صلى الله عليه وسلم، لأنهم أهل كتاب، ويقولون: ما تركوا هذا الدين إلا لأنهم أهل كتاب ويعرفون أن هذا الدين لا يصلح، هذه مكيدة أبطلها الله جل وعلا، "وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"، فبطلت هذه الحيلة للمرة الثانية، ثم إنهم حاولوا للمرة الثالثة فدسّوا على المسلمين رجلا يهوديا تظاهر بالإسلام من أهل اليمن، يقال له: ابن السَّودة من يهود اليمن عبد الله بن سبإ، فجاء الخبيث مظهرا للإسلام في خلافة عثمان رضي الله عنه، فصار يهيج الناس عليه، يحرضهم على الخليفة، فاتبعه من اتبعه من قاصري النظر وضعيفي العقول، فحصلت الفتنة بقتل عثمان رضي الله عنه، وظن اليهود أنهم بهذا يقضون على الإسلام، ولكن -والحمد لله- هو إن حصل فتنة وقُتل من قُتل من المسلمين، لكن الإسلام عزيز -ولله الحمد-، ولم يؤثروا ولن يؤثروا فيه، لم تؤثر فيه هذه الفتنة؛ والحاصل أن اليهود ما يزالون "وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا"، و"وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ"، "وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا"، "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ"، فهم لا يزالون على هذا الحقد لهذا الدين، " يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"، والله جل وعلا قال لنا: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ"، قال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ"، حذّرنا من طاعة الكفار والمنافقين وطاعة اليهود والنصارى، مما يدل على أن كيدهم سيستمر ضد الإسلام، فنكون على حذر؛ ولا منجاة لنا إلا بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم عند ظهور الفرق والفتن، في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع، فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، فأخبر صلى الله عليه وسلم عن حدوث الاختلاف من بعده، وأمر عند ذلك بثلاثة أمور:
أولا: تقوى الله سبحانه وتعالى بفعل أوامره وترك نواهيه والتمسك بدينه وبحبله، "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، تقوى الله؛
ثم الأمر الثاني: السمع والطاعة، السمع والطاعة لولي أمر المسلمين، واجتماع الكلمة، وعدم التفرق والاختلاف، لأن ولي أمر المسلمين يكون ترسا يتترس به المسلمون ضد ما يضرهم، فإمام المسلمين تجتمع عليه الكلمة، وهو الذي يقيم الحدود، وهو الذي ينصف المظلوم من الظالم، يرد الحقوق إلى مستحقيها، وهو الذي يقيم الجهاد في سبيل الله، وهو الذي يرجع المسلمون إليه عند الاختلاف، وولي أمر المسلمين له مكانة عظيمة في الإسلام، وله آثار عظيمة، ولا يصلح المسلمون بدون إمام، لا يصلح المسلمون بدون إمام ولا لحظة واحدة، ولهذا لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم لم يشتغلوا بجنازته عليه الصلاة والسلام حتى نصبوا إماما يخلفه، وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، مما يدل على أن وجود الإمام ضرورة، لأنه هو الذي يقود الجماعة، والله أمرنا بالجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة، فلذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "والسمع والطاعة"، يعني: لولي الأمر، وإن تأمر عليكم عبد، الله جل وعلا قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ"، فهذا من جملة ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم عند الفتن، الاجتماع مع جماعة المسلمين وتحت راية إمام المسلمين؛
ثم الأمر الثالث: التمسك بالسنة، "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"، عند الفتن لا منجاة منها إلا باتباع الكتاب والسنة، وهذا ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وفي غيره؛ فهذه الضوابط التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم عند حدوث الفتن وبها النجاة من الفتن تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"، فلا بد من إمام ولا بد من منهج، والمنهج هو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين؛ امتثل المسلمون هذه الوصايا فقامت دولتهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين.
ثم حدثت الفتن التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهرت الفرق؛ فأول فرقت ظهرت فرقة الشيعة الذين يطعنون في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الخلفاء الراشدين، ويزعمون أنهم يتبعون أهل البيت، وأن الحق لأهل البيت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن عليا هو الوصي بعد رسول الله، وأن خلافة أبي بكر وعمر وعثمان كلها ظلم واغتصاب للخلافة كما يقولون، فهؤلاء الشيعة الذي بذرتهم الأولى ابن سبإ اليهودي كما سمعتهم، ولا يزال كيدهم للإسلام والمسلمين؛ ثم ظهرت فرقة القدرية، الله جل وعلا جعل الإيمان بالقضاء والقدر من أصول الإيمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عن الإيمان، قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره"، والقدر: هو ما يقدره الله سبحانه وتعالى على عباده، فالقدر بيد الله، ولا يجري شيء إلا بقضاء و قدر، قال تعالى: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ"، وقال سبحانه: "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً"؛ فظهرت القدرية وهم على فريقين: غلاة ونفاة، فالغلاة: هم الجبرية الذين يغلون في إثبات القدر وينفون اختيار العبد ويقولون أن العبد مجبور على أفعاله، ليس له فيها اختيار، هؤلاء يغلون في إثبات القدر ويسلبون اختيار العبد وفعله؛ وعلى النقيض: النفاة الذين ينفون القدر، ويثبتون اختيار العبد وينفون القدر، ويقولون أن العبد يخلق فعل نفسه ولم يقدر الله عليه شيئا، وإنما هذا شيء هو الذي يحدثه مستقلا عن قضاء الله وقدره؛ وعلى هذا المعتزلة، ومن سار على نهجهم، هذا الافتراق في القدر؛
أما أهل السنة والجماعة، فيؤمنون بالقضاء والقدر كما جاء في الكتاب والسنة، ولكنهم يؤمنون أيضا بإثبات أفعال العبد، فيجمعون بين الأمرين: أن الله قدر، وأن العبد يفعل باختياره ومشيئته وله قدرة على الترك وعلى الفعل، فهذه فرقة القدرية؛
وعلى المذهب الأول -الجبر- الجهميةُ أتباع الجهم بن صفوان، وعلى الطرف الثاني: المعتزلة وإمامهم واصل بن عطاء، عمر بن عبيد وغيرهم، هؤلاء القدرية وهذه فرقتهم، ثم ظهرت فرقة الجهمية أتباع الجهم بن صفوان، ولهم مذاهب قبيحة، ينفون أسماء الله وصفاته وينفون اختيار العبد وفعل العبد، ويزعمون أنه مجبر على فعله كما سبق، ويقولون بالإرجاء أيضا، كما يأتي، وعلى نقيضهم المعتزلة، هؤلاء هم القدرية بقسميهم؛ ثم ظهرت فرقة الخوارج، وهذا في أصحاب الكبائر، أصحاب الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، الذين يؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، لكن قد يحصل منهم ذنوب كبائر، لكنها دون الشرك، كالزنا والسرقة وشرب الخمر، أكل الربا وغير ذلك، هذه كبائر؛ والكبائر على قسمين: القسم الأول: الشرك، وهذا أكبر الكبائر، وهذا لا يغفره الله إلا بالتوبة، وأما بقية الكبائر فهي تحت مشيئة الله، "إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً"، "وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً"، فالشرك لا يغره الله إلا بالتوبة، أما ما عداه فإنه تحت مشيئة الله، إن شاء الله عذب صاحبه وإن شاء غفر له، ولكنه لا يخرج من الدين، الخوارج قالوا: يخرج من الدين، صاحب الكبيرة يخرج من الدين، فكفّروا المسلمين بالكبائر، وكفّروا من خالفهم في هذا المذهب واستحلوا دماء المسلمين على أنهم كفار عندهم، هذا مذهب الخوارج ينشأ من الكبيرة، يضاف أيضا إلى ذلك بناء على أنهم يكفرون بالكبيرة خرجوا على ولاة أمور المسلمين، إذا حصل من الوالي معصية أو مخالفة فإنهم يكفرونه، وبالتالي يخرجون عليه ويقاتلونه، هذا مذهب الخوارج، يجمع بين الأمرين: الخروج على ولي أمر المسلمين بحجة أنه فعل كبيرة دون الشرك، ثم بالتالي يخرجون عليه ويسفكون دماء المسلمين الذي يخالفونهم في هذا الاعتقاد الباطل، فكم قتلوا من المسلمين كما أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "يقتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان" هذه صفات الخوارج -والعياذ بالله- فرقة مارقة، "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فسادهم كبير لأنهم يسفكون الدماء ويفرقون جماعة المسلمين وينقضون عصا الطاعة ويفرقون الجماعة، وهذا من أعظم الأخطار التي تحصل للمسلمين بسبب هذا المذهب الخبيث وهذه الفرقة، ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على قتالهم، وقال: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد"، مع أنهم يعبدون الله ويصلون الليل ويصومون النهار وتوَسّمت جباههم من كثرة السجود، لكن ليسوا على فقه وليسوا على علم وليسوا على منهج السلف، فلذلك لم تنفعهم عبادتهم وصلاتهم وصيامهم، قال: "يمرقون من الدين"، "يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم، صومه عند صومهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"، نسأل الله العافية، هذه فرقة الخوارج -نسأل الله العافية-.
هذه فرق ظهرت وتجذرت في الإسلام، ولها فرق انشقت عنها وتنوعت حتى بلغت مبلغا كبيرا، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثلاث وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على ما أنا عليه وأصحابي"، من هنا نعرف مذهب أهل السنة والجماعة الذي هو مذهب النجاة، نجوا من النار، واثنتين وسبعين فرقة في النار إلا هذه الفرقة، ولذلك سميت بالفرقة الناجية، يعني: الناجية من النار، سموا أهل السنة: لأنهم يتبعون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، سموا بالجماعة: لأنهم يجتمعون على ولي أمر المسلمين ويجتمعون مع جماعة المسلمين، ولا يخالفون بأمر يضر المسلمين، هؤلاء هم أهل السنة والجماعة.
نريد أن نعرف أصول مذهبهم والأصول التي يمشون عليها، لعل الله أن يجعلنا منهم، وأن يجنبنا طريق الفرق الضالة، لها أصول:
الأصل الأول: الإيمان بالله عز وجل، يؤمنون بالله الإيمان الصحيح، يؤمنون بتوحيد الربوبية وبتوحيد الألوهية وبتوحيد الأسماء والصفات، يؤمنون بالرسل، يؤمنون بالكتب، يؤمنون بالبعث، يؤمنون بالقدر، كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم، لما سأله جبريل قال: "أخبرني عن الإيمان"، قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره"، هذه أصول مذهبهم، وعندهم أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، مجتمع من هذه الأمور، قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، لا يكون الإيمان إلا بمجموع هذه الأمور، هذا هو الإيمان، الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وهذا منهجهم، يؤمنون بالله على مقتضى ما جاء في الكتاب والسنة من توحيد الله عز وجل وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بأسمائه وصفاته، الإيمان بالملائكة، بالرسل، بالكتب باليوم الآخر، بالقدر خيره وشره، هذا منهجهم، الإيمان.
ثانيا: من أصولهم اتباع الكتاب والسنة، لا يستدلون إلا بـ: "قال الله قال رسوله" أو إجماع المسلمين، لا يستدلون بقواعد المنطق وعلم الكلام وما عليه أهل الضلال، إنما دليلهم الكتاب والسنة دائما وأبدا، مع فهم الكتاب والسنة، مع الفهم، وإلا كل يدّعي أنه يتبع الكتاب والسنة، لكن الفهم، الفهم الصحيح للكتاب والسنة.
ثالثا: أنهم يحبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يفرقون بينهم، يحبون المهاجرين والأنصار، يحبون أهل البيت، لا يفرقون بين الصحابة فيقولون: هؤلاء أهل البيت وهؤلاء غير أهل البيت، لا، أهل السنة والجماعة لا يفرقون بين الصحابة، ويعرفون لأهل البيت حقهم قرابَتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن لا يغلون فيهم كما تغلوا الشيعة، بل يحبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال الله جل وعلا: "وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ"، أما الشيعة فإنه يغلون في أهل البيت ويجفون في حق الصحابة ويكفرونهم، يصفونهم بالظلم والطغيان -والعياذ بالله-، أما أهل السنة فإنه يحبون صحابة رسول الله لأن الله أثنى عليهم ومدحهم والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بهم فقال: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه"، "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ"، فلا يغتاظ من الصحابة إلا كافر -نسأل الله العافية-، "لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ"، والله أثنى عليهم: "لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً"، صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن أصول أهل السنة والجماعة احترام أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والثناء عليهم والاقتداء بهم، "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ"، هذا بعد قوله تعالى: "لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ"هذه في المهاجرين، في الأنصار:"وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ " ثم قال: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ " إلى يوم القيامة "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية: "ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
ومن أصول أهل السنة والجماعة -كما سبق- طاعة ولي أمر المسلمين، وعدم الخروج عليه، وعدم نشر نقائصه وما عنده من الخلل على الناس في المنتديات أو في المجالس أو في الخطابة أو في الأشرطة، بل إننا نحترم ولاة أمور المسلمين، وإن كان عندهم أخطاء فإنهم ولاة أمور المسلمين، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بطاعتهم ونهى عن الخروج عن طاعتهم ونهى عن سبهم وتنقصهم، لكن هذا لا يمنع المناصحة لهم، إذا حصل خلل أن يناصحوا، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم"، فمن النصيحة لهم بيان الخطأ الذي يقع أو يحصل، يستدركون ويكون هذا سرا بين الناصح وبين المنصوح، لا فضيحة وإنما هو سر، يوصِّل لنصيحة لهم، وهذا من حقهم عليه، ومن حق المسلمين عليك، كذلك من نصيحة ولاة الأمور القيام بالأعمال التي ينيطونها بك الوظائف، النصيحة أن تقوم بالعمل الذي ولاّك عليه ولي الأمر، ولا تخن فيه أو تتساهل فيه، كذلك من النصيحة لهم الدعاء لهم بالصلاح والاستقامة، الدعاء لهم، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان"، لأن صلاح السلطان صلاح للإسلام والمسلمين، وكف الألسنة والأقلام عنهم والتهييج عليهم، هذه طريقة الخوارج وطريقة الشيعة، أما طريقة المسلمين فإنهم يحترمون ولاة أمورهم ويناصحونهم ويدعون لهم ويتعاونون معهم على البر والتقوى.
كذلك من أصول أهل السنة والجماعة القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة، قال صلى الله عليه وسلم: "من رأى من منكرا فلغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، ولكن الإنكار يكون بالطرق الشرعية، لا يكون بالاعتساب، لا يكون بالشدة والغلظة والقسوة، إنما يكون بالطرق الشرعية التي يزول بها المنكر أو يخف، أما الأسلوب القاسي والأسلوب المنفر، هذه طريقة المعتزلة، المعتزلة من أصولهم: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن معناه الخروج على ولاة الأمور، يعبرون الخروج على ولي الأمر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا ضلال -والعياذ بالله-، هذا هو المنكر، الخروج على ولي أمر المسلمين هذا هو المنكر، هم يقولون: لا، هذا من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، هذه طريقة المعتزلة، الخروج على ولاة الأمور، التشدد في القول أو في الفعل، الواجب على المسلم أنه يتلطف مع العاصي وينهاه ويبين له الحكم الشرعي، ويسرر له سرا ولا يفضحه عند الناس، هذه هي الطريقة، قال الله جل وعلا: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا بد منه، لكن لا بد أن يكون على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يشتد الإنسان في ذلك ولا يتساهل في هذا، وإنما يتبع الطريق الوسط الذي به يزول المنكر أو يخف، وتبرأ به الذمة، هذا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند أهل السنة والجماعة على ما جاء به الشرع المطهر وما أمر الله به وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم.
كذلك من أصول أهل السنة والجماعة أن الأعمال التي يختص بها الإمام ينيطونها به، مثل: الجهاد، الجهاد واجب على المسلمين عند الاستطاعة وبه يحفظ الدين وتصان كرامة المسلمين، لكن الجهاد من صلاحيات ولي أمر المسلمين، وهو الذي ينظر فيه ويأمر به ويعِد العدة له ويتولاه بنفسه أو يوكل من يقود الجيش أو السريّة، هي من صلاحيات ولي الأمر، أما أن كل واحد يأخذ سلاحه أو يأخذ تفجيره ويفجر ويضرب ويقول: هذا من الجهاد! هذا كذب على الإسلام، ليس هذا من الجهاد، فالجهاد من صلاحيات ولي أمر المسلمين، ولهذا يذكر المسلمون في عقائدهم ومن أصولهم في العقيدة: الجهاد مع الإمام، الجهاد مع الإمام سواء كان برا أو فاجرا، مع الإمام قالوا، لأنهم من صلاحياته، أما أن الجهاد يكون فوضى فهذا ليس جهادا، وإنما هذا فساد، نسأل الله العافية، فمن أصول أهل السنة والجماعة في الجهاد أنهم يتْبعون فيه ولي أمر المسلمين، فيجاهدون معه ويدافعون معه عن المسلمين وعن الإسلام، ويد الله على الجماعة، أما الفوضى فهذه لا يقرها الإسلام، فهذه من أصول أهل السنة والجماعة.
كذلك من أصول أهل السنة والجماعة النصيحة، النصيحة للمسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"، فالنصيحة مطلوبة، والغش محرم، غش المسلم في المعاملة، غش المسلم في الرأي إذا استشارك، غش المسلم في إفشاء سره، هذا من خلاف النصيحة، النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، قال عليه الصلاة والسلام: "من غشنا فليس منا"، وقال عليه الصلاة والسلام: "من حمل علينا السلاح فليس منا"، إلى غير ذلك من الأمور، فالمسلم يكون مع المسلمين يؤلمه ما يؤلمهم ويسره ما يسرهم، "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"، والله جل وعلا قال: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"، فهذه جملة من أصول أهل السنة والجماعة، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على دينه الحق وصراطه المستقيم، وأن يجعلنا وإياكم وجميع المسلمين متمسكين بكتابه سائرين على منهج رسوله صلى الله عليه وسلم متبعين لصحابته الأطهار الأبرار محبين لهم مقتدين بهم، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

المقدم: جزى الله سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان خير الجزاء على ما تفضل به في هذه المحاضرة الطيبة النافعة.

السؤال: فضيلةَ الشيخ، يقول السائل: أحسن الله إليكم، هل يصح القول بأن فهم السلف للكتاب والسنة فهم معصوم يجب اتباعه؟
جواب الشيخ: نعم، إذا اجمعوا، إذا أجمع الصحابة على فهم، أو أجمع علماء الأمة على فهم فإنه يجب اتباعه، "وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً"، نعم.

السؤال: يقول السائل: سماحة الشيخ، إني أحبكم في الله، يقول: أن والدته كانت في غرفة -وهي يبدو أنها كانت مريضة-، فترك عندها البخور، فلما رجع -ترك عندها البخور في غرفة- فلما رجع احترقت بها الغرفة، فماذا عليه؟ علما أنه لا يستطيع الصوم.
جواب الشيخ: إذا كان ترك الجمر عندها وهي لا تستطيع أن تدفع عن نفسها ولا تستطيع أن تخرج، فترك عندها النار فاحترقت فهذا متسبب، هذا يعتبر خطأ، من قتل الخطأ بالتسبب، فيكون عليه الكفارة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فإنه يصوم شهرين متتابعين، فإذا لم يستطع تبقى في ذمته، والله يتولاه سبحانه وتعالى، نعم.

السؤال: لنا جار لا يصلي في المسجد إلا قليلا، زرناه ونصحناه مرات، فهل يصح لنا أن نرفع أمره إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
جواب الشيخ: بلا شك، هذا واجب عليكم، ما دام نصحتموه ولم يقبل فلا بد من الرفع به إلى رجال الهيئة للأخذ على يده، نعم.

السؤال: فضيلة الشيخ، هل بيان ضلال أهل البدع وأهل الحزبيات ورد باطلهم بالأدلة من إثارة الفتنة؟ وهل السكوت عن باطلهم هو من جمع الكلمة؟
جواب الشيخ: هذا يُرجع إلى أهل العلم، أهل العلم هم الذين يتولون بيان الأخطاء والرد على المخطئين، هذا أضمن وأبعد عن الفتنة، إذا تولى العلماء الموثوقون بيان الحق والرد على الخطأ، فهذا أمر طيب ولا بد منه، لا بد من بيان الحق ورد الباطل، ولكن يكون هذا بالطرق العلمية التي لا يقوم بها إلا أهل العلم والبصيرة، نعم.

السؤال: فضيلة الشيخ، يوجد في المكتبات كتاب: "الانتصار لكتاب العزيز الجبار وللصحابة الأخيار"، وكتاب: "كشف زيف التصوف"، للدكتور ربيع المدخلي، هل تنصحون به؟
جواب الشيخ: والله ما قرأته أنا، الرجل طيب ومعروف وعالم، أما الكتاب أنا ما قرأته حتى أحكم عليه، نعم.

السؤال: يقول السائل: هناك دعوة قائمة في بعض وسائل الإعلام تدعو إلى تجديد الخطاب الديني، فما رأيكم في ذلك؟ وما توجيهكم؟ وما مرادهم؟ وجزاكم الله خيرا.
جواب الشيخ: الخطاب الديني هذا هو الخطاب الذي جاء في الكتاب والسنة، من تسمية الناس بأسمائهم، الكافر يسمى كافراً، المنافق يسمى منافقاً، الفاسق يسمى فاسقاً، المؤمن يسمى مؤمناً، فلا بد من هذا، أما أن نغير هذه الأسماء، ونقول: لا تقولوا: كافر، قولوا: غير مسلم، فهذا من تحريف الكلم عن مواضعه ومن استرضاء الكفار والمداهنة في دين الله عز وجل، نعم؛ وإن كان المراد بالخطاب الخطاب الذي جاء في الكتاب والسنة يراد أن يغير عن لفظه فهذا لا يجوز وهذا خطر عظيم وهذا تحريف، أما إذا كان القصد بالخطاب الأسلوب الذي يلقيه الواعظ أو الداعية، هذا يختلف باختلاف الناس، يخاطبهم بحسب ما يؤثر عليهم وينفعهم، فأسلوب الداعية وكلام الداعية يختلف، فخطاب الملوك غير خطاب أفراد الناس، وخطاب العلماء غير خطاب الجهال، يختلف هذا، يخاطب كلا بما يليق به، فإذا كان المراد بالخطاب خطاب الداعية الذي يقوم بالدعوة أو يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر وأنه ينزل كل شيء منزلته، فهذا لا بد من تهذيبه وضوابطه، أما المراد بالخطاب ما جاء في الكتاب والسنة من الأسماء والأحكام فهذا لا يجوز تغييره أبدا، نعم.

السؤال: فضيلة الشيخ، ما حكم تهنئة الكفار بمناسبة العام الجديد الميلادي أو الهجري؟ وذلك إظهارا لسماحة الإسلام.
جواب الشيخ: لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم، لأن أعيادهم هي الزور، قال تعالى: "وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ"، جاء في التفسير أن المراد بالزور أعياد الكفار، لأنها أعياد كفرية لا يقرّها الإسلام، عيد المولد هذا يقره الإسلام؟! العيد الذي يحتفون به بالمسيح، ويقولون: إنه ابن الله أو ثالث ثلاثة أو هو الله، هذا يقره الإسلام؟! لا يجوز تهنئتهم في هذا، نعم.

السؤال: إذا توضأت للصلاة ولبست الشراب ومسحت عليه للمرة الأولى، بعد ذلك لبست الجزمة -أكرمكم الله- وأردت أن أمسح المرة الثانية على الجزمة للصلاة، فهل يصح ذلك؟
جواب الشيخ: إذا كنت لبست الجزمة قبل أن تمسح المسحة الأولى بعد الوضوء، لم تمسح المسحة الأولى بعد الوضوء وبدأت المسح على الجزمة فلا بأس، أما إذا بدأت المسح على الشراب ثم لبست الجزمة فيكون الحكم للشراب الذي بدأت عليه المسح، نعم.

السؤال: سماحة الشيخ، إذا مات العبد على الشرك الأصغر دون التوبة، فهل هو تحت المشيئة؟ أو يدخل النار وجوبا؟
جواب الشيخ: هذا فيه خلاف بين العلماء، قيل: إنه يدخل في المغفرة "وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ"، وقيل: إنه لا يدخل، لعموم قوله: "إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ"، وهذا يشمل الشرك الأكبر والشرك الأصغر، لكنه لا يعذب مثل تعذيب الشرك الأكبر، يعذب على قدره، ولا يخلد في النار كما يخلد المشرك الشرك الأكبر، نعم.

السؤال: فضيلة الشيخ، متى نحكم على الشخص بأنه خرج من أهل السنة والجماعة؟
جواب الشيخ: نحكم عليه بأقواله وأفعاله، ما يظهر لنا، نحن لا نشق عن القلوب، ومن أظهر الخير قبلناه، فإذا ظهر منه ما يقتضي خروجه عن مذهب أهل السنة والجماعة من قول أو فعل حكمنا عليه بذلك، إلا إذا كان مكرها أو له عذر، فلا نحكم عليه لوجود العذر، نعم.

السؤال: فضيلة الشيخ، إذا دخلت المسجد ووجدت الجماعة يصلون العشاء، وأنا مسافر، فدخلت معهم بينة المغرب، وقد صلوا ركعة، فكيف أعمل؟
جواب الشيخ: نعم، تصلي المغرب بصفتها، تصلي معهم المغرب ثلاثا، تسلم معهم ويسقط عنك التشهد الأول، نعم.

السؤال: فضيلة الشيخ، يقول السائل: هل من أصول أهل السنة التقارب مع الفرق والمذاهب المختلفة بحجة التيسير والتقارب وجلب المصالح؟ أرجو التبيين، وخاصة أن بعض المعاصرين من الدعاة يدعون ويعملون بذلك.
جواب الشيخ: التقارب لا يجوز إلا على الحق وعلى مذهب أهل السنة والجماعة، أما من خالف فإنه لا تقارب معه، إلا في أمور الدنيا، الأمور الدنيوية البيع والشراء وما أشبه ذلك والاستئجار، لا بأس، أما أن نتقارب معهم وهو مخالف لنا في العقيدة، لو كان الخلاف في الأمور الفرعية التي هي محل الاجتهاد والنظر، لا بأس، إذا كان الاختلاف في العقيدة فلا تقارب بيننا وبينهم، لكن لا يمنع هذا أن نتعامل معه فيما أباح الله سبحانه وتعالى،










قديم 2011-06-15, 12:38   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
bachire2008
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية bachire2008
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

للهم اجعلنا من الفرقة الناجية
كلام الله موجود وسنة رسوله موجودة
ونتفلفس كالعميان خافوا ربي وارجعوا الى الطريق المستقيم










قديم 2011-06-15, 12:56   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
الأثري المسيلي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Exclamation السلفية تتنكب للكتاب و السنة من جديد و يلوون عنق النصوص لتأويلاتهم الباطلة

أتحدى السلفية أن تجيب عن هذا التناقض :

‏ ‏
عن ‏ ‏أبي هريرة ‏‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون ‏‏ اليهود ‏ ‏فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا ‏‏ الغرقد ‏ ‏فإنه من شجر ‏‏ اليهود


و قال تعالى هو سماكم المسلمين من قبل و فيها ليكون الرسول شهيدا
عليكم و تمونوا شهداء على الناس

رب العزة جل في علاه يسمينا مسلمون و أنتم تقولون سلفيون وهابيون

أنظر كيف يخالف السلفيون القرآن جهار نهار

و النبي عليه الصلاة والسلام يسمي الثلة الصافية النقية التي ستفتح بيت المقدس من جديد بالمسلمين يا مسلم يا عبد الله فناداهم بصفة العبودية و الإسلام

فانظر أخي كيف يخالفون السنة المطهرة

نعوذ بالله من الضلال









 

الكلمات الدلالية (Tags)
السلفية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc