بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به من نقل لكلام أهل العلم الراسخين وطلابهم الموثوقين في مثل هذه الفتن المدهلة فإن من أصول المنهج السلفي الرجوع إلى أهل العلم الراسخين عند نزول الفتن لا إلى جهلة الإعلاميين ولا إلى مغفلة المثقفين والسياسيين.
[[فهذا يحيى بن يعمر البصري وحميد بن عبد الرحمن الحميري لما ظهرت القدرية في عصرهما وصارت لهم مخالفات لأصول أهل السنة والجماعة تقتضي تكفيرهم أو تبديعهم وإخراجهم عن دائرة أهل السنة والجماعة لم يسارعا في الحكم عليهم بل ذهبا إلى من لهم المرجعية العلمية من أهل العلم والفتوى وهو عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
فأخبراه بما حصل عندهم فافتاهما بضلال القدرية وإنحرافهم.
قال يحيى بن يعمر: ((كان اول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا:لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام فسألناه عمايقول هؤلاء في القدر
فوُفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله قظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي فقلت:
أبا عبد الرحمن،إنه ظهر ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لاقدر والأمر أُنُفٌ.
قال:فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني برئ منهم وأنهم برآء مني والذي يحلف به بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ماقبل منه حتى يؤمن بالقدر))).
فأنت إذا قارنت بين حال هؤلاء مع أهل العلم والفتوى في عصرهم وبين حال كثير من المضطربين في أفكارهم ةفي عصرنا وجدت الفرق الشاسع بينهما.
فأولئك حرصوا على هذا الضابط ولم يسارعوا في الحكم على من ظهر منه الإنحراف من بني عصرهم حتى عرضوا ذلك على أهل العلم والفتوى من أهل السنة والجماعة فلما سمعوا الفتوى عضوا عليهابالنواجذ وإعتزلوا أولئك المنحرفين المخالفين لأهل السنة والجماعة.
وأما اليوم فقل أن تجد من يحرص علىهذا الضابط بل تجد من لايبالي بكلام أهل العلم والفتوى في التحذير من أهل الأهواء والبدع فيحاربون فتاوى أهل العلم ويحرفونها نسأل الله السلامة والعافية]] من كتاب (الوصايا السنية للتائبين إلى السلفية)) للشيخ محمد الشحي بتقديم الشيخ مقبل رحمه الله.مع تصرف يسيير.