منذُ مدّة لم يُنادي باسمي أحد ..
يتجاهل الجميعُ طولي،
لذلك فها أنا أتحدى الجميع
أكتبُ اسمي فيه ، وأطبعه بحجم كبير
ثمّ لا تعجبني حروفه ،
أغيّر اللون وانحناءات الخطوط.. ولا فائدة .
ألوي درجة ميلان الحاء .. ولا فائدة ..
أرفع قامةَ الألف بشموخٍ
ولا فائدة
أركبُ رغبة النّاس أخيرا ..أتجاهله..
أسحب من دُرج النوايا أجندةً قديمة ،كثيرة الصفحات بعددِ أيّامِ السنة ، الغلاف مزيّن (بالمقروطات) والأرقام ..
فهرس البداية : مرقّمٌ من واحد إلى ... آخره
واحد : أتمنى أن أكمل بناء البيت
فهرسُ النهاية : خيبةُ أمل .. بعدد الأمنيات .
أفكّر بتغيير أمنياتي .. في أجندة هذا العام ..
تتبدّى حفيدتي من وراء شيء :
- بابا الحآج موعد النشرة حان!
هناك دائما من يذكّرني بعدد سنوات عمري ..
هم لا يعلمون أنّي وفيّ لموعد النشرة ، دون أن يغلبني الشوق للسياسة ، ولا أهتم لمعظم الوطن ،
كلّ ما في الأمر أنّي معجبٌ بموسيقى (الجينيريك)
عليّ أن أعترف أيضا أنّي معجبٌ لحدّ العشق بفريدة آيت بلقاسم
مذيعة النشرة في قناتنا ، تعرفونها بلا شك ،
أو بشك .. لا يهم ..
المهم أنّي متابع معكم ، منتظر زائري
لم أقطع التيّار عن الجهاز منذ أوّل أمس ، وكذلك أفتح بريد الإيمايل بخاصية متواجدٌ جدا ويقظ ، وكلّ مواقع الدردشة مفتوحة على مصراعيها
وصفحاتي الكثيرة على الفايس بوك لا تزال مصفحّة على الشاشة،
حتى باب الغرفة .. مقلوعٌ بحجّة طلاء البيت ..
الحقيقة لا أنوي أبدا طلاء البيت ، فجدرانه لا تزالُ ملساء ..حسنة الوجه ..
وكلّ حاجتي من كلّ تلك الفوضى أن أحظى بزائرٍ ماهر يكسرُ معي هذا الهدوء ، يُنسيني لِلَحظات أنّي متقاعد أو يسحبني لموضوع ما أو با أو خا .. يُحدث ضجّة تنتشلني من هذا الفراغ أو... يملأه
لا أحد يهتمّ بـ ** لا أحد **
لا أحد يدّق أو يرنّ ، ولا حتى وِيزْ على الماسنجر أو نَكزْ على الفايس بوك
حتى حين أشكّل رقمي أجدُ الخطّ مشغول ..
فأكتشف أنّي حتى أنا مشغول عن نفسي، لا أحدّثها??!!