السلام عليكم ورحمة الله وبكاتهلك
الحمد لله الذي أمر بالبر والتقوى ونهانى عن ما يضادها وينافيها وحرم الفساد وجعله من سبيل الشياطين ، أحمده أن جعلنا من خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتصبر على ما أصابها وترضى بما قسم لها وتؤمن بأن الخير كله فيما اختاره الله والشر كله فيما ينافي مقاصد الدين وسبيل الموحدين
وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله القائل :" ما يأتي على الناس من زمان الا والذي بعده شرُ منه"
أيها الأخوة والأخوات لاشك ما قام به بعض المغرر بهم من فساد للمال العام لهو من سبيل الإفساد في الأرض فكيف للعاقل أن يخرب بيته بيده هذا لعمر الله عمل اليهود لما نفاهم النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة بسبب جرمهم وخيانتهم للعهد قاموا بتخريب بيوتهم بأيديهم وفي ذلك أنزل الله قوله :" يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار " أمر الله في هذه الآية بأخذ العبرة من ؤلئك القوم و لما كان أهل البصيرة والفطنة هم المنتفع بهذه الوصية من بين عامة الناس خصهم الله بالذكر ومثال هذا قول الله :" قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء" فالقرآن كله كتاب هداية لجميع الناس لكن لما كان المنتفع بهذا الكتاب وهذا الشفاء هم المؤمنون حقا خصهم الله بالذكر ،
ولو كان في الافساد خير لأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم كيف وقد ذكر للصحابة ما سيكون من الظلم والجور اقصد به جور السلطان ثم اوصاهم بالثباة على الحق وبأن يؤدوا للحكام حقهم ويسألون الله الذي هو لهم واوصاهم بالبقاء على هذه الحال الى ان يلقوه على الحوض
ولا شك ولا ريب ان من قام بهذه الأعمال ومن هو وراءها غرضه من ذلك هو اشعالا لنار الفتنة مثلهم كالجرذان يريدون ان تعم الفوضى حتى يتمكنوا من الوصول الى مصالحهم ولهم مصالح متنوعة ، لكن على الناس ان تكون فطنة وعاقلة ولا تساعد ؤلئك الجرذان على الوصول الى مبتغاها ، كما إني أخشى من بلاء عظيم ان يحل على هذه الأمة الموحدة وهو تدخل اعدائها من عباد الصليب المشركون النجس في شؤونها الداخلية فيكون الحال في الجزائر مثلما هو عليه في السودان او في العراق او غيرها من البلدان التي تعيش تشتتا كبيرا بسبب تدخل الكفار آخذين في ذالك ذريعة حماية حقوق الإنسان فأرجوا من عقلاء القوم ان يتفطنوا لهذا ولا يقولوا :" تخطي داري " فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله ان ينزل عليكم عقابا من عنده ثم تدعوه فلا يستجاب لدعواكم " رواه الترمذي
أرجوا من كل شخص ان يحدث اصدقاءه بأن الحكمة ليسة في الفساد وليست في النهب والسرقة
بل الحكمة في التغيير بما نستطيع فإن استطعنا ان نغير ما في أنفسنا أولا حصلنا على الثاني وهو ان الله يغيرنا مما نحن عليه الى الأحسن :" إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
هذا ودعوا لبلادكم بالاستقارا والأمان والسلام عليكم ورحمة اله