من هو الأخطر على الاسلام المنافق ام الكافر
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله
عندما الإنسان يتكلّم كلام الكُفر .. هذا الإنسان ليسَ خطراً أبداً، لأنَّ الناسَ يحذرونهُ لأنَّ كفرهُ بواح مهما يكن كفرهُ شديداً الناسُ يحذرونهُ ، أمّا الذي يُخشى منهُ : هذا الذي تظنهُ مؤمناً وهو كافر فالذي تظنهُ مؤمناً وهو كافر هو المنافق لهُ مظهر وله مخبر ، لهُ موقفٌ مُعلن ولهُ موقفٌ حقيقي ، لهُ سلوك خارجي ولهُ اعتقاد داخلي ، المنافق أخطرُ إنسانٍ في المجتمع الإسلامي ..
لذلك : هذا الذي تزيى بزيّ المسلمين ، وصلى صلاتهم ، وصام صيامهم ، وحجَّ حجهم، وأدى زكاة مالِهِ كما يؤدون ، ولبّسَ على المُسلمين وهو يكيد لهم ويحاول أن يُطفئ نور اللهِ عزّ وجل بطريقةٍ أو بأخرى هذا ليسَ مكانهُ في النارِ كما هو مكان الكُفار بل مكانهُ في الدركِ الأسفلِ من النار
المنافق
-المنافق في الاصطلاح الشرعي هو الذي يظهر غير ما يبطنه ويخفيه، فإن كان الذي يخفيه التكذيب بأصول الايمان فهو المنافق الخالص وحكمه في الآخرة حكم الكافر وقد يزيد عليه في العذاب لخداعه المؤمنين بما يظهره لهم من الإسلام
المنافق إذا أُطلِق فيُعنى به الذي يُظهر الإسلام ويُبطِن الكُفر .
والنِّفاق ينقسم إلى قسمين :
اعتقادي
و عملي
فالاعتقادي : ما يتعلّق بالمعتقد ، ويكون بإظهار الإسلام علانية ، وإبطان الكُفر . وهذا مُخرِج من الملّة ، وإن كان صاحبه يُعامَل في الدنيا معاملة المسلم .
والعملي : يكون في خصال النِّفاق المذكورة في ألأحاديث : إخلاف الوعد ، وخيانة الأمانة ، والكذب ، والفجور في الخصومة ، والغدر في العهود .
قال عليه الصلاة والسلام : أربع من كن فيه كان منافقا ، أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان . رواه البخاري ومسلم .
وهذه خصال النفاق العملي ، أي النفاق المتعلق بالعمل .
وكان سلف هذه الأمة يخافون من النفاق .
قال الإمام البخاري : وقال إبراهيم التيمي : ما عَرَضْتُ قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مُكَذِّبا . وقال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل . ويُذْكَر عن الحسن : ما خافه إلا مؤمن ، ولا أمنه إلا منافق .
قال الربيع في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) قال : فهي سِتّ خلال في أهل النفاق إذا كانت لهم الظُّهْرَة أظهروا هذه الخلال السِّتّ جميعاً : إذا حَدَّثوا كَذَبوا ، وإذا وَعَدُوا أخْلَفوا ، وإذا اؤتُمِنُوا خَانُوا ، ونَقضوا عهد الله من بعد ميثاقه ، وقَطَعوا ما أمَرَ الله به أن يُوصَل ، وأفسدوا في الأرض ، وإذا كانت عليهم الظُّهْرة أظهروا الخلال الثلاث : إذا حَدَّثوا كَذَبوا ، وإذا وَعَدُوا أخْلَفوا ، وإذا اؤتُمِنُوا خَانُوا . رواه ابن جرير الطبري .
أين يوجد المنافق؟
-عندما تنتصر الدعوة الى الله في المجتمع الكافر وتعلو كلمة الله ويدخل الناس في دين الله أفواجاً وتستأصل قوة الكفر ويذهب سلطان الكافرين وتكون القوة والمنعة للمسلمين عند ذاك يمكن أن يوجد المنافقون الذين لم يؤمنوا مع المؤمنين ولم يبقوا على كفرهم ظاهرين معروفين مع الكافرين خوفاً من سطوة المسلمين فيبطنوا الكفر ويظهروا الإسلام. وعلى هذا فالنفاق لا يوجد إذا كانت الغلبة والسطوة والسلطة للكفار لأنه لا خوف في هذه الحالة من إظهار الكفر والتمرد على الإسلام ولهذا لم يكن أحد من المسلمين منافقاً في مكة قبل الهجرة الى المدينة لأن المسلمين كانوا قلة مستضعفين لا حول لهم ولا قوة ولا سلطان وإنما السلطان لكفار قريش، ولكن بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الى المدينة، وصار للمسلمين قوة وسلطان وانتشر الإسلام في المدينة ظهر النفاق والمنافقون.
المنافق أسوأ من الكافر
-والمنافق أضر وأسوأ من الكافر لأنه ساواه في الكفر وامتاز عليه بالخداع والتضليل وإمكان تسلله في صفوف المسلمين فيكون إيذاؤه شديداً والحذر منه قليلا بخلاف الكافر الذي لا يحصل فيه الاشتباه ولا يمكن أن يخدع المسلمين بحقيقته الظاهرة.
والله اعلم
المسلم مرآة اخيه
ان اخطات فمن له علم يصحح خطئ
السلام عليكم