أحب أن اساهم فى هذا الموضوع بفصل من كتاب تحت الطبع اعده ليكون مساهمة متواضعة منى فى هذا الموضوع المهم وانا على استعداد لتلقى الردود المتفقة معى والمختلفة والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل .
يمكننا ان نقول ان العمل حاجة واستعداد فى داخل الانسان وانه يرتبط بجوهر الحياة نفسها فالحياة لاتستقيم بدون العمل والقيام بالعمل يشعر المرأة بالرضا والسرور والنجاح وفى ذلك مكافأة لها هامة وتدعيم لقيمتها وثقتها بنفسها من النواحى النفسية .
دوافع المرأة للعمل خارج المنزل:
وفى وقت يرى فيه بعض علماء الأجتماع ان مسالة خروج المرأة للعمل مرتبطة بشكل جذرى بالحاجة الأقتصادية الا ان بعضهم يرى ان المسالة الأقتصادية ليست الدافع الاساسى ،انما ثمت دوافع اخرى ، فبعض النساء مثلا يخرجن للعمل بدافع تأكيد الذات والطموح فى مستقبل جيد من نافذة الترقى فى وظائف عليا ، واحيانا يكون العمل فرصة للمرأة لتحقيق وضع اجتماعى محترم، واحيانا يكون الهروب من روتين الحياة المنزلية وقيود الأسر المحافظة دافعا للخروج الى العمل .
ان اسباب اتجاه المرأة الى العمل خارج البيت تعزى الى ثلاثة عوامل هي :
العامل الاقتصادى
والعامل الاجتماعي
والعامل النفسي
والعمل يعطى المرأة الاستقلال المادى ويساهم فى تنمية قدراتها الشخصية واغتنائها من النواحى العملية والفكرية والاجتماعية ، وبالعمل تشعر المرأة بالرضا ومما لاشك فيه ان العمل يجعل المراة اكثر قوة واكثر قيمة فى مختلف النواحى الواقعية والمعنوية .
ومعظم السلبيات المرتبطه بعمل المراة من الناحية النفسية تجدها مرتبطة بمدى مناسبة ذلك النوع من العمل لشخصية المراة وقدراتها ومهاراتها ، ووكذلك بنوعية شروط أداء العمل وظروفه .فالعمل الروتينى الممل او العمل القاسى الصعب يؤثر بشكل سلبى على صحة المراة النفسية .
ومن ابرز سلبيات عمل المرأة، الزوجة، هو الضغوط التى تتعرص لها نتيجة للارهاق الذى يصيبها من العمل فى البيت والذى لايقبل الرجل من المرأة ان تتهاون فيه .وفى حالات كثيرة يكون هذا الاهمال سببا فى الطلاق لذا فان احتمالية طلاق المرأة العاملة اكثر من غيرها .
قال الاختصاصى النفسانى الالمانى البروفسير يوخين بوردان ان الاشخاص الذين يعيشون حياة زوجية سعيدة اقل تعرضا لمخاطر التعرض للزبحة الصدرية من اقرانهم العزاب او اولئك الذين يعيشون حياة زوجية تعيسة .ويقول ان الرجال المرتبطين بنساء يتقلدن وظائف اعلى من ازواجهن يعانون من التعرض للزبحة الصدرية بنسبة ثلاث اضعاف الذين يتزوجون من نساء اقل منهم وظيفة او ربات بيوت .
وفى بلادنا لاتزال القيم الاجتماعية المرتبطة بعمل المرأة عموماً ايجابية ، حيث ان المرأة قد انخرطت فعلياً فى ميادين العمل المتنوعة والضرورية .الا ان د.حسان المالح لايوافق على ذلك اذ يقول انه لاتزال القيم الاجتماعية المرتبطة بعمل المرأة فى البلاد العربية عموما غير ايجابية وفى ذلك تناقض كبير مع الواقع المعاش حيث ان المرأة قد انخرطت فعليا فى ميادين العمل المتنوعة والضرورية ،ولكن القيم الغالبة لاتزال تثمن عمل المرأة داخل البيت فقط ويمكن لهذه الضغوط الأجتماعية ان تلعب دورا سلبيا فى الصحة النفسية للمرأة العاملة.
كما ان التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمشكلات الحياتية اليومية التى تواجه مجتمعاتنا قد ساهمت فى زيادة المتطلبات الاستهلاكية وفى زيادة النفقات والضرورات المادية التى تواجه الاسرة ،
ويمكن ان نضرب لذلك نموزجا بالمرأة الصومالية فقد عرفت المرأة الصومالية ضرورة العمل بسبب ظروف الحرب وما جرته من ظروف حياتية صعبة على القيام مقام الرجل فقد اضطرت المرأة الصومالية للبحث عن فرصة عمل توفر من خلالها الطعام، واللباس، والعناية الطبية والتعليم لأولادها، الأمر الذي جعل الكثيرات منهن يتجاوزن مرحلة الإعالة إلى مرحلة الثراء إذ حققت الكثيرات منهن ثروات كبيرة، فقد ذكرت إحصاءات صادرة عن جهات متخصصة من بينها مركز التخطيط الوطني التابع لكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة مقديشو أن 80% من التجارة الصومالية في الداخل وفي الخارج تديرها نساء.
ثم ان عاملا اقتصاديا آخر فرض نفسه على المرأة فاضطرها الى الخروج للعمل ذلك هو عامل انتشار ظاهرة الهجرة من البلاد الافريقية الى امريكا واوروبا فقد كان يهاجر الشباب غير المتزوج من دول العالم الثالث ولكن مؤخراً نسبة للحالة الاقتصادية المتردية صار المتزوجون من الرجال أيضاً يهاجرون ويهجرون أسرهم؛
ففي القارة الإفريقية تجد الهجرة إلى الدول الأوروبية هي أمنية كل رجل إفريقي، ففي كل من كينيا – بتسوانا – غانا – وسيراليون نجد نحو 40% من النساء بتلك البلدان يعشن بلا أزواج بل إن النساء أصبحن يدرن دولاب العمل بالدولة. وفي أمريكا اللاتينية نجد عدداً كبيراً من الرجال قد هجر أزواجه، ثم تأتي دول جامايكا – بيروهندوراس – فنزويلا وكوبا.وعادة ما يهجر الرجال أسرهن ويتركونهم بلا أي ضمانات اقتصادية تساعدهم على العيش،
تصطدم الأم بواقع مرير ماذا تفعل لمواجهة هذا الموقف الذي يهدد بقاءها وبقاء أبنائها، بعضهن يضطررن للعمل في أعمال هامشية كالعمل خدم بالمنازل بالساعة، وبعضهن يعتمدن علي نفقة إخوانهن ، وبعضهن يعملن بالمزارع بالأعمال الزراعية، وأخريات بالمصانع كعاملات.
وبجانب عامل الهجرة الزوجية نجد عاملاً آخر وهو عامل الطلاق،وهنا أيضاً نجد أن العامل الاقتصادي هو المسبب الأول لتلك النزاعات الزوجية، فمنذ عام 1960م بدأت عادة الطلاق في التفشي، وقد تضاعفت اعداد المطلقين بكل أوروبا، ففي هولندا تضاعفت النسبة ثلاث مرات، وتضاعفت خمس مرات في بريطانيا، أما في أمريكا فنجد نحو مليون طفل يشاهدون بأم أعينهم عملية الطلاق القاسية، وفي البربادوس تضاعفت نسبة الطلاق لتصل عشرة أضعاف عما كانت عليه من قبل.وفي كل من المكسيك وبنجلاديش في الفترة ما بين عامي (48-1975م) نجد من كل عشرة نساء واحدة إما مطلقة من زوجها وإما مهجورة.
اذا لابد من تعديل القيم السلبية المرتبطة بعمل المرأة ان وجدت، وتاكيد أهميته وجوانبه الايجابية ، مما يساهم فى تخفيف الضغوط والتناقضات التى تواجهها المراة فى عملها وبالتالى يدعم صحتها النفسية.
وبشكل عام ان العمل يساهم فى تحسن الصحة النفسية للمرأة كما تدل عليه معظم الدراسات الغربية وعدد من الدراسات العربية، من بينها دراسة اعدتها الطبيبة المصرية هناء ابراهيم تحت عنوان (ديناميكية شخصية المرأة العاملة) ان المرأة العاملة تشبع حاجتها للامن النفسي والامن المادى بخروجها للعمل ,بينما تحاول المرأة غير العاملة تحقيق الامن النفسي بالانجاب ,او ارهاق زوجها ماديا حتى تقلل من فرص تفكيره فى زواج ثانى .وذلك نظرا لايجابيات العمل المتعلقة بالاستقلالية وتحقيق الذات وازدياد السيطرة على الحياة والمستقبل من النواحى الاقتصادية والشخصية .
وهذا لاينفى وجود دراسات تؤكد ان عمل المرأة خارج البيت مع عوامل اخرى يتسبب فى بعض المشكلات النفسية لها ،ومن ذلك دراسة حول اسباب الاكتئاب فى بريطانيا تبين ان عمل المرأة خارج المنزل هو من العوامل المهيئة للأكتئاب فى حالة وجود عوامل اخرى، وهى عوامل متعلقة بالزواج كوجود ثلاثة اطفال على الاقل يحتاجون الى الرعاية داخل المنزل ، وعدم وجود الزوج المتعاون الذى يساعدها ويعينها ،
وفى دراسة اجرتها صحيفة القارديان الابريطانية على أحد عشر الف امرأة ثلثاهن من الفئة العمرية دون 35 سنة تبين ان 68% من النساء يفضلن البيت على العمل .
وفى دراسة امريكية نشرتها مجلة U.S.A.today تؤكد ان رغبة الكثيرات من الأمريكيات البقاء بالمنزل لتوفير جو أفضل للعائلة.
والمشكلات الزواجية من المشكلات الشائعة لدى المرأة العاملة ، ومثلها فى ذلك المرأة غيرالعاملة ، وبعض هذه المشكلات يرتبط بعدم وضوح الادوار والمسؤوليات التى يقوم بها كلا الزوجين ويرجع ذلك الى حداثة عمل المرأة فى مجتمعاتنا وعدم وجود تقاليد خاصة تنظم وتحدد مشاركة الزوجين فى امورهم الحياتية من حيث المشاركة والتعاون فى الامور المالية وشؤون المنزل ورعاية الاطفال وغير ذلك مما يتصل بتفاصيل الحياة اليومية المشتركة .
فى دراسة شاملة لصراع الدور لدى المرأة العاملة فى مصر تبين ان المرأة العاملة بكل فئاتها عالية التعليم او متوسطة التعليم ,صغيرة السن او كبيرة السن ,تعانى من صراع الدور فى ادائها لدور الزوجة او لدور الام حيث تعانى من احساس عميق بضيق الوقت الناتج عن الادوار المتعددة التى تقوم بها ,سواء ادوار العمل (خارج البيت) او ادوار الزوجة والام (داخل البيت)
ويعنى مماسبق ان العمل خارج المنزل يمكن ان يكون سببا فى خلق مشكلات للاسرة يؤدى الى تفككها ،واذا كانت المرأة غير مرتاحة فى العمل خارج البيت انعكس ذلك على العائلة وأدى الى زيادة المشاكل داخل البيت .
لابد من الأخذ فى الاعتبار الأثر الذى يحدثة غياب المرأة عن الاطفال اثناء ساعات العمل ,فقد ذكرت بعض الدراسات ان كثيرا من الأطفال الذين عانوا من الضرب والعنف الأسرى ، كان السبب وراء ذلك العنف ناتج من سوء التوافق بين الأم القادمة للتوء من عمل مرهق ومحملة برواسب من ضغوط العمل لتجد اطفالها يشعرون بشئ من الوحشة بسبب وجود الأم خارج المنزل ويريدون ان يعبروا عن ذلك بالالتصاق بالأم .
الدراسات اشارة الى ان المرأة العاملة لاتتمكن من توفير ساعات النوم اللآزمة لها الأمر الذى يؤدى الى رفع حالة التوتر عندها وعدم القدرة على التركيز لديها وهذا يعتبر فى احيان كثيرة اهم اسباب ظاهرة العنف الأسرى والتى يتعرض لها الطفل وتتسبب لهم بعاهات مستديمة مثل الصمم ، والتخلف العقلى ، واحيانا يموت الأطفال على يد احد والديهم . كما قد يتسبب العنف الاسرى فى الأذى لأحد الزوجين.
فى دراسة لأستظهار أثر العمل على صحة الطفل أكدت الأثر السئ على الطفل الذى تتركه امه العاملة مع شخص ربما لايحبه او لايتحمل عبأ المسئولية تجاهه .ونبهة الدراسة الى الأثر السئ احيانا على الزوج الذى يعود من العمل وهو بحاجة الى الراحة والشعور بالهدوء فيجد الزوجة والمفترض ان توفر له هذا الأمر الا انها هي نفسها بحاجة الى من يوفر لها جو هادئ
.وهناك مشكلة اخرى تواجه المرأة العاملة تلك هي قضية التحرش الجنسي ،. لقد كشفت الدراسة أن السيدات ما بين 40:25 سنة الفئة العاملة وصلت نسبة التحرش بهن إلى 30% وما فوق الأربعين رغم أن هذه السيدة في هذه السن لها قدسيتها إلا أن التحرش لا يبعد عنها
وعندما نتحدث عن المشكلات الاجتماعية, إنما نعني تلك العقبات والصعوبات التي تعترض المرأة العاملة كونها أماً وزوجة وربة بيت, وبالتالي مسؤولة بالكامل عن أسرتها وعملها. لذا فإن التوفيق بين هذه المهام يخلق عندها أوضاعاً جديدة تجعل منها إنسانة تعاني من تغيرات متعددة على الصعيد الاجتماعي أكثر مما يعاني الرجل, فترك الأطفال عند الخروج للعمل, مع الاعتراف بأهمية وجودها الدائم مع الطفل خصوصاً في السنوات الثلاث الاولى من عمره,وباعتبارها المعلم الأول للعلاقات الإنسانية والقيمية, والوسيط المهم بين الطفل والعالم الخارجي, فان لانفصالها عنه أسوأ الأثر في شخصيته من خلال شعوره بالقلق وعدم الأمان والارتباك, الأمر الذي يجعلنا نعترف بالدور المميز للأم عن دور الرجل.
من هنا نجد بعض النساء تخف رغبتهن بالإنجاب مع التقدم الوظيفي والمهني نتيجة هذه الارباكات, لأنهن يعتبرن الإنجاب وما يتعلق به من مسؤوليات ،عائقاً أمام تقدمهن الوظيفي والمهني والعملي,وهذا يؤدى الى إضافة مشكلات أسرية وزوجية قد تكون سببا مباشرا فى ضعف الروابط الأسرية تحسب خصما على خروج المرأة للعمل,وهذا مما يؤدي لزيادة حالات الطلاق أيضاً.
أما على الصعيد النفسي, فتؤكد الدراسات السيكولوجية, أن المرأة العاملة تواجه جملة من الاضطرابات النفسية, مع أنها خرجت للعمل بملء إرادتها, . ومن أبرز هذه الاضطرابات:
أ- الاكتئاب والإحساس بالذنب:
فهي مشتتة الفكر ما بين أسرتها وعملها, وضرورة قيامها بواجباتها كاملة, وهذا ما ينعكس على تصرفاتها, إذ نجدها مكتئبة يائسة, وعرضة للإحساس بالذنب مترافقاً مع بعض الأعراض الثانوية كفقدان الشهية, الأرق, وربما البكاء المتكرر. ب- القلق والخوف نتيجة العوامل التالية:
1. للمرأة صلات اجتماعية وأسرية مسؤولة عنها, كالأمومة وغيرها, وعندما لا تقوم بهذه المسؤوليات بشكل إيجابي, يتولد لديها القلق النفسي الدائم, والذي ينتج عنه اضطراب عاطفي بصورة مخاوف متعددة.
2. القلق الناجم عن عدم التوافق في العمل نتيجة ظروف عملها ذاتها, كالتكيف مع الزملاء, وإثبات قدرتها وكفاءتها في العمل, الأمر الذي يؤدي لترك العمل أحياناً, . ولأن القلق شكل من أشكال الاضطراب النفسي الذي يدفع للتوتر, أو الخوف الذاتي من حدوث شيء ما, لذا فإنه مسؤول عن ظاهرة سوء التوافق على الصعيدين المهني والاجتماعي.
ج- الانفعال: إن المرأة العاملة غالباً ما تكون تحت ضغط حالة من التوتر والانفعال في المجالات كافة لتحملها المسؤولية كاملة, خصوصاً إذا كان لديها أطفال, فهي مشتتة بين العمل ومشاكله, وما بين دور الحضانة والمنزل ومسؤولياته, إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية التي تتأثر بها المرأة أكثر من غيرها باعتبارها المسؤولة عن تأمين مستلزمات الأسرة من طعام وملبس وغيره, وهذا ما يجعلها تعاني الغربة والضغط النفسي والإرهاق العملي الناتج عن تحملها ما يفوق طاقتها وقدراتها. وهنا فالانفعال يشمل جميع الحالات الوجدانية التي تكون شخصيتها, وعندما يصبح الانفعال مزمناً ولذات الظروف واستمراريتها, والتوهم من وقوع مشكلة أسرية أو مهنية, أو اجتماعية, فإنه يتحول لمرض عضوي. إذ أن هناك أمراض جسدية كثيرة تعود أسبابها العميقة لعوامل نفسية سببها مواقف انفعالية كأمراض القلب, حالات الإسهال والإمساك المزمنة, التهاب المفاصل, والصداع النصفي, وغيرها من الأمراض التي لا يجدي فيها العلاج الجسدي وحده, ما لم تستجب للعلاج النفسي إلى أقصى حد.
د- الصراع العاطفي والتأزم النفسي:
في كل الحالات تكون المرأة العاملة, خصوصاً الزوجة والأم, نهباً للوساوس والمتاعب والإرهاق العصبي, وهنا تقع فريسة للصراع العاطفي الخطير, حيث تبدأ بشعور الكراهية لعملها, لأنه بنظرها سبب بعدها عن البيت, خصوصاً وأن الزوج غالباً ما يلجأ للراحة فور عودته للبيت, بينما هي لا يمكنها ذلك بسبب مسؤولياتها المنزلية الكثيرة, وقد تشعر بالندم لأنها تزوجت, وتحس بالحسد من زميلاتها غير المتزوجات لعدم التزامهن بمسؤوليات البيت والأسرة.
إلاَ أن هذا الصراع النفسي العميق والعنيف تتوقف نتيجته على شخصية المرأة ومدى التزامها واتزانها. فإذا كانت متزنة عاطفياً, فإنها تعالج مشاكلها بتنظيم وقتها ومسؤولياتها, والتكيف وفق الظروف. فلا تتذمر, بل تشعر بقيمة العمل, وتحس بالفرح لدى عودتها للبيت. أما إذا كانت غير ذلك, فنجدها دائمة الشكوى بشكل غير صحيح, ودائمة التغيب عن عملها, وهذا تعبير عن رغبة لا شعورية في التخلي عن العمل.ان سوء التوافق المهنى ،وسوء الاختيار المهنى ،بالاضافة الى سوء التوافق مع زملاء العمل ،والرؤساء والمرؤوسين من اهم اسباب الامراض النفسية والاجتماعية التى تواجهها المرأة العاملة.
لأن المرأة تمثل في كافة البلدان طاقة كبيرة وفعالة, تُعنى هذه البلدان في إشباع حاجاتها المادية والاجتماعية والنفسية بدرجات متفاوتة , وبحسب أنظمتها وقوانينها, عن طريق تأمين الاحتياجات المادية اليومية والصحة والتعليم, وممارسة نشاطها الاجتماعي والترفيهي. كل ذلك من اجل أن تتخلص المرأة من مشكلاتها النفسية والاجتماعية سالفة الذكر, ومن أجل أن تتمتع المرأة العاملة برعاية تتمثل في توكيد الضمانات الممنوحة لها في التشريعات الاجتماعية, بعدم تشغيلها في أوقات لا تناسبها, ووجوب توفير الرعاية اللازمة لها في فترات الحمل والولادة والإرضاع.
ولابد من الاشارة الى اثر العوامل البيولوجية على عمل المرأة، والتى تتمثل فى ثلاث تغيرات اولها التغير الهرمونى وعادة مايحدث خلال فترة الدورة الشهرية ومايصاحبها من من آلام وتوترات نفسية اثناء نزول الدم .
اما التغيير الثانى فهو التغيير الهرمونى الذى يحدث فى فترة اليأس وعادة مايصاحبها ضعف فى الجسم والعظم وصعوبة فى التركيز .
وثالثا التغيير الهرمونى اثناء فترة الحمل الذى يؤدى الى التوترات العصبية والقلق .
فى اليابان لاتحبز الشركات توظيف النساء الا فى اعمال السكرتاريا وبعض الوظائف المكتبية ولاتجد مثلا رئيسة تحرير فى اي صحيفة يابانية.وتقول الاحصائيات ان نسبة النساء فى الوظائف العليا لايتجاوز 10% .
والدراسة تشير الى ان 80%من النساء فى القطاع العشوائى متزوجات مما يدل على ان توفير نفقات الاسرة هو الدافع الوحيد للعمل وقد تصل نسبة الأمية بينهن الى90%.وفى الغالب يعملن فى مجالات بيع الحلوى والسجائر والمناديل الورقية الخ.
وفى الدول الاوربية نجد نسبة النساء فى مجال المقاعد الوزارية أو المناصب العليا فى المحاكم وغيرها فى اربع دول أوربية
والنساء فى مكنغوليا يشكلن 523%فى اجهزة الدولة وفى قطاع التعليم تمثل النساء 72% و80% فى القطاع الصحى .
ان الزيادة السريعة فى الغرب لعدد النساء العاملات ،متزوجات أو غير متزوجات صاحبه زيادة فى عدد حالات الطلاق والاجهاض والولادات غير الشرعية.