مدينة عين الخضراء إلى الجنوب الشرقي لمقر الولاية مسيلة إحدى البلديات العريقة للولاية ، مدينة تعيش على الضفاف الشمالية لشط الحضنة الكبير المحمي بموجب إتفاقيات رامسار لسنة1982 كمنطقة بيئية رطبة ، هذه البلدية المجاهدة التي أنجبت الشهيد الغني عن التعريف بمناطق سطيف وظواحيها البطل ــ العيد الضحوي ــ نسبة لعرش الضحاوي أحد بطون أولاددراج وأيضا المناظل الكبير وأحد أبطال معركة الجزائر ـ إبراهيم شرقي ـ ونائب الولاية التاريخية الأولى وعضو المجلس الأعلى للثورة الجزائرية ـ محمد الصالح يحياوي ـ وإنقسمت إبان الحرب التحريرية بين الولاية الأولى والولاية السادسة التاريخية بين جبال بوطالب وسوبلة وجبال محــارقة حيث إحترق العدو الفرنسي على سفوحها ومازالت الشواهد إلى اليوم في نواحي مسيف والخبانة وأمدوكال ، وأصبحت المدينة تشتهر بأبناها المثقفين اللذين يحاضرون بجامعات الوطن ، وأصبح لها حضور في المشهد الثقافي والأدبي والعلمي بمساهمات أبنائها ومنهم الشاعر والكاتب والنائب والوزير عزالدين ميهوبي سليل أسرة وطنية وثورية بالمنطقة أنجبت العلامة محمد الصالح ميهوبي القاضي الشرعي للثورة الجزائرية ، وهونجل مجاهد وناظر الشؤون الدينية السابق لولاية بسكرة ، وعين الخضراء أيضا هي عائلة يحياوي وما أنجبته للجزائر منهم الأديب والشاعر والصحفي بمجلة زهرة الخليج الإماراتية ـ عياش يحياوي ـ صاحب كتاب ــ لقبش ـ الصادر حديثا بدولة الإمارات والذي هوسيرة ذاتية للكاتب يحكي طفولته كإبن شهيد بمنطقة عين الخضراء وماجاورها ، وأيضا الشاعر المبدع صاحب رابطة إبداع الأدبية الوطنية ـ والناشر ـ دار الأوطان ـ الطاهر يحياوي ـ ومن مبدعيها أيضا الكاتب والدكتور المتخصص في الأدب العربي ــ مباركي جمال ـ صاحب كتاب ــ التناص في الشعر الجزائري ــ والمحاضر بجامعة محمد خيضر ببسكرة ، والمتخصص في الفلسفة وصاحب العديد من الكتب والمقالات في المجلات المتخصصة العربية الباحث ـ إسماعيل زروخي ـ دون أن ننسى الموهبة الشعرية الصاعدة الشاعر ـ رابح ظريف ـ اللذي شارك ممثلا للجزائر في المسابقة الشهيرة ـ أمير الشعراء ـ وربما كان للحياة على ضفاف شط الحضنة دورا في بروز النزعة الأدبية لدى هؤلاء ، خاصة مع المجال الشاسع الممتد يطلق العنان للتأمل في ملكوت الله وفي الحياة الدنيوية ، واليوم عين الخضراء مدينة ذات شوارع منسجمة ومتناسقة وأبنائها يعملون للنهوض ببلدتهم حيث أن لها تقاليد فلاحية وتجارية عريقة ، ومع الإفتتاح المنتظر للطريق العابر للصحراء ـ عين الخضراْ ء ـ مسيف إلى غاية بوسعادة واللذي سيفتح أمام البلدة مستقبلا واعدا على كافة الصعد ، وللباحث على راحة النفس وتنقيتها من شوائب الدنيا أنصحه بزيارة عين الخضراء والتأمل في خلق الله العضيم على شط الحضنة الكبير.