![]() |
|
النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
قراءة في الخلافات الفرنسية الجزائرية الأخيرة، أسبابها الخفية، ومآلاتها المُحتملة.
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() قراءة في الخلافات الفرنسية الجزائرية الأخيرة، أسبابها الخفية، ومآلاتها المُحتملة. أعتقد أن الخلافات التي اندلعت خلال الفترة القليلة الماضية بين فرنسا والجزائر، لم تكن بين بلدين ولكن كانت بين دولتين: الدولة العميقة في فرنسا والدولة العميقة في الجزائر. لقد ارتبطت هاتين الدولتين العميقتين لكلا البلدين بعلاقات مثالية قبل سنة 1999 أي قبل مجيء بوتفليقة في العديد من الملفات أهمها محاربة ومكافحة الإرهاب. لعل الأسباب الخفية التي تقف وراء التصعيد بين الدولة العميقة في فرنسا والدولة العميقة في الجزائر تعود إلى أن الدولة العميقة في الجزائر والتي عادت بقوة أثار حفيظتها شيئين من فرنسا: الأول، هو سكوت فرنسا على تفكيك جهاز المخابرات وإحالة قادته التاريخيين على التقاعد ذات يوم من سنة 2015، بعد الحادثة الإرهابية في تيغونتورين [عين أميناس]، وإنحيازها المُطلق للقيادة العسكرية في ذلك الوقت القايد صالح ولمحيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. والثاني، هو وقوف فرنسا إلى جانب نُخبتها الفرانكوبربرية التي تسعى بشكل حثيث وبإستماتة لإسقاط النظام السياسي الحالي في الجزائر وربما محاكمته بعد ذلك على أحداث ما يسمونه الربيع الأمازيغي [تلك العقدة التي لن تنطفيء جذوتها إلا بانتصار أحد طرفيها الذين تورطوا فيها]، والمآسي التي تعرضت لها نخبهم السياسية وعلى رأسها الدا حسين من طرف هذا النظام في ظل عودة ووجود الدولة العميقة. لعل الدولة العميقة في الجزائر عندما اختارت الوجهة الشرقية هذه المرة والتي كانت [الدولة العميقة في الجزائر] تجمعها علاقات متميزة ووطيدة في ما مضى بأمريكا وفرنسا في العديد من القضايا وبخاصة ما تعلق بالتنسيق الأمنيي والتحالف والشراكة في القضايا ذات الطابع المتعلق بمحاربة الإرهاب الدولي لها ما يبررها للأسباب التي تم ذكرها سلفاً، لذلك فإن ما يجري بين الدولتين العميقتين في كلا البلدين هو تصفية حساب بين من كان ضعيفاً في الفترة الماضية وأصبح اليوم قوياً ومن كان قوياً بالأمس وأصبح ضعيفاً اليوم [أمام أفول نجمه بخيانة حلفائه وأفول نجمه في مستعمراته في إفريقيا وظهور منافسين جدد له مثل: الصين، روسيا، تركيا.. والذين يهددون مجاله الحيوي] بسبب ما يراه خيانة وتخلي من حليف خذله في السابق ووقف مع خصومه في الماضي ضده وأزاحه من المشهد السياسي في الدولة ككل. ولكن أعتقد أنه في لحظة ما يجد فيها هذا الطرف العائد بقوة أن الدولة العميقة في فرنسا باستطاعتها التأثير على عودته القوية بالصورة العجيبة التي نراها اليوم أو نتيجة مد يد الصداقة له من جديد فإنه ليس من المُستبعد أن تعود العلاقة بين الدولتين العميقتين في فرنسا والجزائر إلى سابق عهدها. الحقيقة أن بوتفليقة والقايد صالح هما الآن أسعد شخصين في قبريهما لأنهما يريان نتيجة عدم قبول الحراك لكل الحلول التي قدموها له، وتحملهما للإساءات وها هم هؤلاء اليوم من العدميين من "حزب رفض" كل شيء وأي شيء يحصدون ما زرعوه نتيجة غبائهم وراديكاليتهم في التعامل مع فن السياسة نتيجة قلة خبرة منظريهم والغرور الذي أصاب بعض قادتهم السياسيين وبخاصة من يعيش في الخارج أمثال: العربي زيتوت[راح المحرم في جرة المجرم]. في الأخير، هذه المسرحية سواء كانت واقعية أو خيالية فإنها في النهاية ضمنت بقاء النظام السياسي وهذا هو المطلوب وعودة إمتلاكه لعوامل القوة وهو الذي كان قبل أشهر من الآن مفككاً ومترنحاً ويكاد يفقد توازنه ويسقط، هذا التفكك هو الذي راهنت عليه فرنسا والكيان الصهيوني وأمريكا والمخزن والإسلاميين ونُخبة البربريست ذوي التوجه الفرنسي الإستعماري الذي يمارس الوصاية على الجزائر ممن يعيش في الخارج من المعارضة الجزائرية وحتى من هو في الداخل لإسقاط النظام والوصول إلى السلطة، ولكنه لم يحدث ولا يبدو أنه سيحدث أبداً. بقلم: الحاج بوكليبات
|
||||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc