اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصباح الدين
طالبنا ب 25 سنة، أعطانا بــ 40 سنة ، و الله هده ديكتاتورية ، لابد للجميع النهوض ،تربية ، صحة ،الجماعات المحلية....
|
_____________________________
السلام عليكم اخوانى فى قطاع التربية. اخى الكريم ان قطاع التربية كبير ومهم فى الوظيف العمومى ( 650 الف عامل ) ولا بد ان يستغل قوته فى العمل لوحده بعيدا عن القطاعات الاخرى لان مطالبه تختلف وليست بالضرورة نفس مطالب اخواننا فى قطاعات اخرى كالصحة والادارة عموما مثلا. نحن فى التربية نمثل اكبر طبقة شغيلة فى الوظيف العمومى من حيث العمال هذا من جهة ومن جهة اخرى نحن القطاع الوحيد الذى يتعب كثيرا ليل نهار بالمقارنة مع عمال القطاعات الاخرى رغم ان المنافقين يقولون بانه قطاع العطل والعطل فقط بحيث نعمل وبدون راحة تقريبا. واثنى هنا على اخواننا فى التعليم الابتدائى ( الصباح 8 الى 11 ونصف - المساء 13 الى 16 ) لمدة اسبوع باستثناء الاستراحة الصباحية والمسائية لمدة 10 دقائق والتى هى من حق التلميذ قبل المعلم والاستاذ. وربما سياتى زمان ليس ببعيد كما هو مالوف فى قطاعنا ويخرج علينا السى بن بوزيد باحدى خرجاته الفولكلورية ويقول بانها غير مسموحة لهم وليدهبوا لتنظيف المراحض ( حشاكم ) خلال هذه المدة وليست مستبعدة لان العشرة علمتنا كل شىء فى هذا القطاع وما دمنا مذلولين ومطاطئين الرؤوس. من جهة ثانية لا يوجد فى الوظيف العمومى من يخدم خارج مؤسساته بعد انقضاء العمل الرسمى سوى المعلم والاستاذ الذين يعملون فى بيوتهم يوميا وفى كل ليلة ما بين ساعتين الى ثلاث ساعات لتحضيرعمل اليوم الموالى واحيانا اكثرالى ساعات متاخرة من الليل وخاصة فى مدة الامتحانات فى الوقت الذى يتنعم فيه كل العمال الاخرين بالراحة التامة والنوم مبكرا للنهوض لصلاة الفجر مع الجماعة واستقبال الغد بالنشاط وهذا عكسهم تماما باستثناء اصحاب المناوبة بالمراكز الصحية والمستشفيات ولكن مقابل التعويض خلال الاسبوع. بالاظافة الى ان المعلم لا وقت له حتى مع اعزظيوفه فاذا قدر عليه ان جاءه ظيف فليعلم المسكين انه اذا حان وقت العمل فسيطرد خارج البيت لانه مربوط بالتلاميذ الذين هم فى انتظاره بالساحة بينما فى القطاعات الاخرى لا يبالى الموظف لا بالعمل ولا بالمسؤولية المرمية عليه ويذهب متى شاء بلا محاسب ولا مراقب وهذه من تقاليد ادارتنا الجزائرية اين العامل ينشغل بقراءة الجرائذ واحتساء الشاى او القهوة واللعب فى الانترنيت والحكايات مع بنات الشبكة الاجتماعية و... الا من رحم ربى. ولا ننسى الشىء الاهم وهو ان الادارة فى القطاعات الاخرى لا تعين على راس المؤسسة اوالمصالح الا كبار السن او اقدم الموظفين . اما فى قطاع التربية فاصبحت مؤسساتنا تسير من اداريين اصغر سنا واقل اقدمية ايضا. فلا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم. هل يعقل ان تجد مديرا معينا بمؤسسة تعليمية بها معلمون او اساتذة من يفوقونه اقدمية باكثر من 10 سنوات ؟ والملاحظة الاخيرة هو ان العامل فى القطاعات الاخرى يستطيع العمل حتى فى سن القرن ( 100 سنة ) من عمره اذا كان صحيحا عقليا وجسديا لانه يعمل جالسا فى المكتب طول اليوم ولا يشغل باله " طابت ولا نحرقت " وينتظر ساعة الخروج ومغادرة المؤسسة فى انتظار اليوم الموالى. اما المعلم المسكين فعقله دائما مع التلاميذ حتى خارج المدرسة اين حل وارتحل وينشغل بهم اكثر من ابنائه البيولوجيين. فهو كراعى الغنم لا يغفل عن التلاميذ داخل القسم والا فالكارثة تتربص به كالحوادث والعنف بين التلاميذ وتبقى المسؤولية مرمية عليه لوحده فى اى حدث يصيب التلميذ لا معين ولا قانون يحميه وقد يقضى اخر ايامه بين القضبان بينما فى الجهة المقابلة تختلس ملايير الشعب ولا احد يحاسب او يعاقب.
اقول لسى اويحى المسكين وزبانية الثلاثية ربى يهديكم وفكروا بعقولكم فى هذه الشريحة من المجتمع قبل كل شىء لان المعلم اذا بلغ سن الخمسين ( 50 سنة ) يقل مردوده ويصبح كالطفل الصغير لا يعلم ما يفعل لانه فقد وعيه وضعف عقله وتلاشت قواه مثل البطارية batterie عندما لا تكون صالحة فما على السائق الا استبدالها باخرى جديدة. والله لظلم واى ظلم ان نجد رجل التربية بعد هذا السن مع التلاميذ والسبورة او بعد 32 سنة من العمل والمثابرة وما زلنا نطمع فى عطائه. ومن خلال تجربتى المتواضعة والتى هى على مشارف 30 سنة بعد شهور معدودات داخل القسم فانى اصرح اخوانى بانى فقدت حلاوة وحب العمل مع التلاميذ واصبحت كالسجين انتظر الا الخروج من المدرسة التى سئمتها خاصة وان مؤسساتنا اصبحت اليوم تستقبل الشباب " خير خلف لخير سلف " الذي كان بالامس القريب تلاميذ هم اليوم بجنبى يعملون وهذا مفخرة لنا قبل كل شىء ولكن اخشى ان اجد نفسى حتى مع احفادى اذا وافق زملائى على قانون التقاعد المجحف 60 سنة وما فوق والذى لا يعطى الكرامة للمعلم والاستاذ ونريد امتصاص دمه ثم رميه جثة جيفة للكلاب. انا اقول للجميع اننى لا اسمى هذا تقاعدا بل " موت قاعد " لانه الموت بعينيه. اليس للمعلم والاستاذ المساكين الحق فى التقاعد المبكر قليلا والعيش بعيدين عن الضجيج وغبارالطبشور واعطائه فرصة للانشغال بالعبادة فى السنوات الاخيرة المتبقية من اعمارهم والجلوس مع ابنائهم واسرهم الذين اهملهم بسبب هذه المهمة الصعبة والشاقة والغير الرابحة اى الخاسرة ؟
اخيرا اقول لعمال قطاع التربية المغفلين حيثما وجدوا فى بلد الذل والاهانة بركات بركات بركات من تضييع الوقت فنحن قوة فعالة لوحدنا فى المجتمع ولا بد علينا ان نخلق ثلاثية خاصة بالتربية الوطنية لدراسة مطالبنا المشروعة بشرط ان نطلق ثلاثا الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذى اصبح لا يمثل الا نفسه وننظم جميعا الابتدائى والمتوسط والثانوى للنقابات المستقلة التى يظهر عليها الخير وتطالب بحقوق المعلمين والاساتذة بجدية وتدافع عليه بدون تفرقة وباخلاص وخير دليل على هذا الاضراب الذى دعت اليه لمدة 3 اسابيعاين اردخت الحكومة التى قبلت الجلوس والتفاوض على جملة المطالب وقد تحققت بعض المطالب رغم انها قليلة وننتظر الباقية. فاقول وبكل اعتراف بارك الله فيكم يا جماعة الخير وليبقى ويخلد سيدهم سعيد وحاشيته فى لUGTA ويومه تتحقق مطالب قطاع التربية المهضومة مند الازل. بارك الله فى الجميع والسلام.