والسلف يعني الذين مضوا (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)، لما ذكر المهاجرين والأنصار في سورة الحشر قال: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا) اخواننا (الَّذِينَ سَبَقُونَا) بأي شيء (بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ) حقدا وبغضا (لِلَّذِينَ آمَنُوا)، فالذي يبغض السابقين من الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان والقرون المفضلة قال الذي يبغضهم هذا قد سخط الله عليه وغضب عليه وعمله هباء منثورا لأنه لم يؤسس على هدى، والعمل إنما يقبل بشرطين:
الشرط الأول: أن يكون خالصا لوجه الله.
الشرط الثاني: أن يكون صوابا على سنة رسول الله.
(بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ)، أسلم وجهه هذا هو الاخلاص البراءة من الشرك وأهله، وهو محسن أي متبع للرسول صلى الله عليه وسلم تاركا للبدع والمحدثات، وإنما يعمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم (فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)، فهذا هو منهج السلف وهو مأخوذ من الكتاب والسنة لا تقول من أين آخذ منهج السلف أنا لا أعرف منهج السلف من أين آخذه؟ يا أخي الكتاب والسنة هو الذي يعرفك منهج السلف، وأيضا ما تأخذ من الكتاب والسنة إلا بواسطة العلماء الراسخين في العلم لا بد من هذا، فالذي يريد أن يسير على منهج السلف لا بد أن يلتزم بهذه الضوابط الشرعية، وإلا كثير اليوم من يدعون أنهم على منهج السلف وهم على ضلالة وعلى أخطاء كبيرة وينسبونها لمنهج السلف، فلذلك صار الكفار والمنافقون والذين في قلوبهم مرض يسبون السلفيين وكل جريمة وكل تخريب وكل بلاء يقولون هؤلاء هم السلفيون، هذا السلفية بريئة منه كل البراءة والسلف برآء منه وليس هو على منهج السلف إنما هو على منهج الضلال وإن تسمَّى بمنهج السلف، فيجب أن فرق بين التسمي والحقيقة، لأنه فيه من يتسمى من غير حقيقة فهذا ليس سلفيا والسلف برآء منه، منهج السلف علم نافع وعمل صالح وأخوة في دين الله وتعاون على البر والتقوى هذا منهج السلف الصالح الذي من تمسك به نجا من الفتن والشرور وانحاز إلى رضى الله سبحانه وتعالى (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ)، كل يريد الجنات التي تجري تحتها الأنهار، كل لا يريد النار ولا يريد العذاب، لكن الكلام على اتخاذ الأسباب التي توصل إلى الجنة وتنجي من النار، ما فيه أسباب إلا التزام منهج السلف الصالح، قال الإمام مالك رحمه الله: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها)، ما الذي أصلح أولها هو الكتاب والسنة، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بالكتاب والسنة، والكتاب والسنة ولله الحمد موجودة لدينا محفوظة بحفظ الله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، محفوظة بإذن الله من أرادها بصدق وتعلم تعلما صحيحا وجد هذا، وأما من يدعي من غير حقيقة أو يقلد من يدعي السلفية وهو ليس على منهج السلف فهذا لا يجزي عليه شيء بل يضره، والمشكلة أن هذه ينسب إلى السلف ينسب إلى السلفيين وهذا كذب وافتراء على السلف كذب وافتراء على السلفية هذا تمويه على الناس سواء تعمد هذا أو لم يتعمده إما صاحب هوى وإما جاهل
والدعاوى إذا لم يقيموا عليها بينات أهلها أدعياء
فلا بد من يدعي أو ينتسب إلى السلف أن يحقق هذا التسمي والانتساب بأن يتمثل منهج السلف في الاعتقاد وفي القول والعمل والتعامل حتى يكون سلفيا حقا ويكون قدوة صالحا يمثل مذهب السلف الصالح، فمن أراد هذا المنهج فعليه أن يعرفه، أن يتعلمه، أن يعمل به في نفسه أولا، أن يدعو إليه، أن يبينه للناس، هذا هو طريق النجاة وهذا هو طريق الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة من كان على مثل ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وصبر على ذلك وثبت على ذلك ولم ينجرف مع الفتن ولا مع الدعايات المضللة ولم تهزه الأعاصير بل يثبت على ما هو عليه حتى يلقى الله ربه سبحانه وتعالى، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
السلفية حقيقتها وسماتها للشيخ الفوزان حفظه الله
https://www.alfawzan.af.org.sa/node/14381