السلام عليكم
ملخص للفروق الفردية
المقدمة :ان الفروق الفردية عبارة عن ظاهرة عامة في جميع الكائنات ، فأفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم في الخصائص سواء في المظهر او المزاج او الطبع فلكل واحد بنيته العقلية والوجدانية الخاصة به
واكدت الاختبارات النفسية على ان لكل فرد قدرا اما صغيرا او كبيرا من الصفات الجسمية والعقلية والنفسية فهذه الفروق كمية وليست كيفية
نقصد بفروق كمية:- يمكن قياسها بأرقام تحددها تماما من الناحية الجسمية كما في الطول والوزن والقوة العضلية ، ولكن من الناحية النفسية مثل سرعة الانفعال وشدته ودرجة العدوانية ومستوى الذكاء والقدرات العقلية الخاصة يمكن ترتيب الفرد بالنسبة إلى مجموعة زملائه
(1)مفهوم الفروق الفردية :
1/الانحرافات الفردية عن متوسط المجموعة من نفس العمر في الصفات الجسمية او العقلية او النفسية او غيرها
2/ هي الاختلافات التي توجد بين الافراد في مختلف النواحي الجسمية والعقلية والنفسية .
.أمثلة :
(1) الافراد يختلفون في الجسم فمنهم الطويل والقصير
(2) الافراد يختلفون في قدرات العقلية فمنهم الذكي والمتوسط والضعيف
(3) الافراد يختلفون في سمات الشخصية ، فمنهم الانبساطي ، والانطوائي
(2) اسباب نشأة الفروق الفردية
1/ الوراثة :
اكدت الدراسات وجود اثر كبير للوراثة في اظهار الفروق الفردية وتحديد ذكاء الافراد ، وتحديد الخصائص الجسمية كالطول ، والوزن ، واللون
ومما يؤكـــــــد اثر الوراثــــــة : التشابه بين الاخوة التوائم المتماثلة اكبر من التوائم غير المتشابهة واكثر عن الاخوة والاشقاء
=» فهناك صفات وراثية عادية وسليمة تسهل عملية التأثير والتأثر في المجتمع
=» فالصعوبة لا تكمن عند هؤلاء بل تخص فئة الاطفال الذين يحملون صفات وراثية مرضية ــــ كحالات الضعف العقلي او العاهات الجسدية ,,,,, في مثل هذه الحالات يحول الصبي الى العيادات النفسية والعمل على قدر المستطاع على استبدال الظاهرة الفطرية بأخرى مكتسبة بتصحيح سلوكياته وتصرفاته
ـــ 1ـــ
2/ البيئة :
يتأثر الفرد قبل الميلاد بالبيئة الرحمية ، وبعد الميلاد بالبيئة الخارجيةïپ الاسرة ــ الاصدقاء ـــ الشارع ـــ المدرسة ïپ»
فالأسرة ، والاصدقاء ، والمدرسة ، والحي ، تجعل الفرد يكتسب طابعا معينا في شخصيته
مثلا : الاطفال الذين تربوا في الغابات وسط الحيوانات تجدهم اكتسبوا سلوكات شبيهة بسلوك الحيوانات ، فتجدهم يسيرون على اربع ، لا يعرفون الكلام ، لا يعرفون البكاء ،
الملاحظ:
ان عوامل البيئة قابلة للتغيير والتصيح ومن ثم اصلاح اثرها على الفرد
=» فالأسرة يمكن ان تتحول من عنصر سلبي له اثار سيئة على النمو الجسمي والنفسي والعقلي والاجتماعي للطفل الى عنصر ايجابي منشط ومنظم لإمكانياته وقدراته
مثلا : الطفل الذي يعيش في اسرة سعيدة بعيدة عن القسوة والعنف متحابة يكون اقدر على الاهتمام بالمجتمع وناجحا في حياته حاليا ومستقبلا عن الطفل الذي يعاني اضطرابا نفسيا نتيجة العنف والقسوة الاسرية
=»الشارع من عنصر الانحراف في السلوك الى وسط تعاون ومحبة
=» المدرسة لها وظيفة هامة هي العمل على تكوين اتجاهات مرغوب فيها دائمة وهذه الاتجاهات عندما تتكون تصبح دوافع تساعد على بناء شخصية التلميذ ومن اهم الاتجاهات التي يجب على المدرسة اكسابها للتلميذ هي الالتزام بتجنب العنف ضده ، فالتلميذ الامن : يشعر دائما بالرضا والهدوء ، والحماس للعلم والحياة
(3) التفاعل بين الوراثة والبيئة :
الوراثة تأتي بالاستعدادات التي تجعل الفرد متوافقا مع نفسه ومجتمعه ، اما البيئة اما تعمل على تنميتها او تعدمها
مثلا : قد يرث الفرد ذكاء عن والديه ولكنه قد يحيا في بيئة لا تساعده على تنميته
(2)مظاهر الفروق الفردية :
1ــ المظاهر الجسمية :
اذا تأملنا المظهر الخارجي لمجموعة فنادرا ما نجد اثنين متشابهين في شيء واحد وقد عززت البحوث التجريبية هذا الاستنتاج ، فقد اكدوا ان سرعة نمو الفرد من حيث الوزن والطول ونمو اعضائه تختلف من طفل للأخر فنجد بعض الصغار اصحاء في سن السادسة يصل نموهم الجسمي الى ما وصل اليه غيره في سن السابعة
لهذ الحقيقة اهمية في مجال التربية والتعليم حيث لوحظ ان ميول الطفل ترتبط بالنضج الجسمي اكثر ارتباطا بالنمو العقلي
ان عدم تقدير المعلم للفروق الفردية في النمو الجسمي وما يترتب عنها من اختلاف في الميول والرغبات يؤثر على التحصيل التربوي ومردودية التعليم
ــــ 2ــــ
2ـــ المظاهر الذهنية :
تظهر بعض التجارب هناك اختلافات ذهنية من طفل لآخر
مثلا : تقديم للتلاميذ مسائل رياضية وطلب منهم حلها
(1) المجموعة ¹ : تمكنت من حلها في فترة وجيزة
(2) المجموعة ²: اخذت من الزمن ما يمكنها من ادراك طريقة حلها
(3) المجموعة ³: عجزت كليا عن حلها
من خلال هذا المثال يستطيع المعلم ان يلاحظ مدى التفاوت من الاستعدادات والقدرات العقلية في معالجة المسائل وحلها بموضوعية
فتختلف مهارة التلاميذ كل في مجاله :
 هناك من يتألق في مادة الرياضيات
 هناك من يبرع في الرسم والفنون
ففهم تلك المظاهر تساعد بإظهار موهبة التلميذ وتطويرها
3ـــ المظاهر الانفعالية والاجتماعية :
تؤثر التنشئة الاجتماعية بصورة مباشرة على الحالة النفسية والانفعالية للطفل ــــ فالجو السئد في الوسط الاسري سواء اكان هادئا يسوده الوئام والمحبة والتعاون او كان متوترا تعمه المشاكل وعدم التوافق فكل هذا ينعكس على حالة الاطفال النفسية
=» فالأسرة المنسجمة غالبا يكون افرادها مستقرين نفسيا ويتجلى ذلك في سلوكهم وانفعالاتهم
=» اما الأسرة المتنافرة التي تكثر فيها المشاكل يسود افرادها القلق والتوتر وعدم الاستقرار العاطفي ويظهر هذا الاضطراب في السلوكات العدوانية والعشوائية للأفراد
=»ان المعاملة التي تنظم العلاقة بين افراد الأسرة الواحدة لها اثرها السلبي والايجابي في تكوين شخصية الطفل ـ ويظهر جليا في سلوك التلميذ في القسم فنميز الهادئ ، والمشاغب، المنطوي ، الكسول ، النشيط ، هذه الحالات ما هي الا صورة تعكس الواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه التلميذ
ــــ المطلوب من المعلم اذا ادرك سلوك غير سوي عند احد التلاميذ ان يتقصى عن ظروفه الاجتماعية والوسط الذي نشأ فيه ومن ثم يهيأ له الوسائل ما يؤثر على تحسين سلوكه
ــــ 3ــــ
(3) العوامل المؤثرة في الفروق الفردية :
تتأثر الفروق الفردية بعدة عوامل من حيث الزيادة او النقصان
(1) العمر الزمني : مدى الفروق يزيد بتزايد السن
(2) مستوى الاداء : تتأثر الفروق الفردية تبعا لمستوى الاداء فكلما اتسم السلوك بالتعقيد ، او التركيب ازدادت الفروق الفردية بين مستويات اداء الافراد المختلفين
(3) التدريب :
(4)الفروق بين لجنسين :
ملاحظة عامة: لا توجد فروق تذكر بين الجنسين في الذكاء العام
(1) اكدت البحوث ان الذكور اكثر تفوقا من الاناث في الخصائص الجسمية
بينما الاناث تتفوق على الذكور في الجلد ـــ درجة النضج ـــ القدرة على تمييز الالوان
(2) يتفوق الذكور في الاستدلال الحسابي والتصور البصري ،،
بينما الاناث تتفوق في الطلاقة اللفظة ـــ الذاكرة
(3) يتفوق الذكور في الرياضيات والعلوم
بينما الاناث تتفوق في اللغات ــ الفنون ــ الاشغال اليدوية
(4) يميل الذكور الى الميول النظرية العملية ــ الميكانيكية
بينما الاناث تميل الى الميول الجمالية الادبية ـــ الخدمة الاجتماعية والمنزلية
اهمية الفروق الفردية :
• عن طريق دراسة الفروق الفردية بين الناس ـ تستطيع فهم سلوكهم
• تساعد على تقويم التحصيل لدى الطلبة
• تساعد على معرفة المتفوقين وبطيء التعلم ، وتقديم الرعاية الخاصة بهم
(5) تطبيقات تربوية :
يوجد مجالان من الاختلافات بين الأطفال الذين هم من عمر زمني واحد لهما أهمية كبرى ، وهما : الفروق في سرعة التعلم ، والفروق في أساليب التعلم ، مثال ذلك:
يبدو بعض الأطفال في أوقات معينة من تطورهم بأنهم يتعلمون ببط جداً ، بينما أن أطفالاً آخرين متساوين معهم في العمر الزمني ، يتعلمون بشكل سريع جداً ، وهكذا فإن بعض الأطفال قد يتعلمون بشكل أسرع من أطفال آخرين . ولكن المتعلم
ـــ4ـــ
البطيء قد يتعلم بعمق أكثر على المدى الطويل من المتعلم السريع في تعلمه ، ولذا يجب عدم إعطاء قيمة سالبة للتعلم البطيء ، ومن تم إعطاء قيمة إيجابية لسرعة التعلم
1/تعليم كل طالب بمفرده ، وهذا النوع من التعليم يعتبر أحسن الأنواع إلا أن تطبيقه مستحيل في صف يحوي نحو ثلاثين طالباً ولكن يمكن تطبيقه في المدارس الصغيرة
2/تقسيم طلبة الصف إلى مجموعات صغيرة متجانسة خاصة في الصفات العقلية ، ويقدم لكل مجموعة ما يناسبها من الموضوعات والأنشطة وطرائق التدريس
3/ تقسيم الصف إلى مجموعات صغيرة غير متجانسة وهذا الأسلوب أفضل من سابقه .
4 /مراعاة الفروق في الصف الاعتيادي : وتتم بطريقة غير مباشرة كما يأتي :
- مراعاة الفروق في النضج البدني : حيث يكون هناك بعض الطلبة لديه عيوب بدنية كضعف في البصر أو السمع أو قصر القامة ، فيتم توزيعهم في الصف حسب حالتهم مثل : قصار القامة وضعاف البصر والسمع في الأمام .
5/تنويع طرق التدريس ، على المعلم ألا يستخدم طريقة تدريس واحدة ، بل ينوع في طرق تقديم المعلومات للطلبة وأحياناً قد يحتاج إلى تقديم المفهوم نفسه أو التعميم بطرق مختلفة ، فبعض الطلبة يتعلمون عن طريق الأمثلة وآخرون عن طريق المناقشة و آخرون يتعلمون عن طريق الألعاب والألغاز
6/ تنويع الواجب المنزلي ـــ تساهم هذه الطريقة في تقوية الطلبة الضعاف وتشبع رغبات الأقوياء وترفع مستواهم أكثر ويجب أن يكون الواجب متناسباً مع مستوى الطلبة وقابليتهم
7/تخصيص فترة زمنية خارج الصف : تخصيص لمقابلة فردية بين المعلم و أحد الطلبة في غرفة المعلمين مثلاً
8/التوسط في شرح المفاهيم اللغوية بحيث يستطيع فهمها غالبية التلاميذ
9/توفير فرص بناء شخصية التلميذ ، وما يتصل بها من تكوين الذات ، وسلامة التفكير وابتكاره، وتربية الوجدان وتهذيبه . وليس فقط تربية عقلية ، وحشوه المعلومات .
10/ ربط أوجه النشاط اللغوي والواجبات والتكليفات بمواقف حياتية تتمشى مع الاهتمامات المختلفة لدى التلاميذ ، فتصيب عند كل تلميذ هدفاً ، وتشبع عنده حاجة
11/الثناء على الطلبة المتقدمين وذوي السلوك الجيد يشجعهم ويدعمهم للاهتمام بدروسهم ، كما أنه يكون حافزاً لبقية الطلبة لكي يحذو حذوهم
12/ينبغي للمعلم أن يخلق وباستمرار الانفعالات السارة في نفوس الطلبة ويسعى بكل طاقته ‘إلى تقليل الانفعالات غير السارة لكي يستمع الطلبة إلى الدرس بشوق ورغبة والسلام