رقائق ابكتني .... - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رقائق ابكتني ....

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-06-08, 07:25   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

يحمل البريد كل أسبوع نحوا من ثلاثين رسالة يبعث بها إلي سامعو أحاديثي في الإذاعة وقراء مقالاتي في الصحف ولكني لم أجد فيها كلها مثل الرسالة التي تلقيتها أمس. رسالة من أم، جاءتني في "يوم الأم" ليس فيها من فصاحة اللفظ شيء ولكنها في البلاغة آية من الآيات وهل البلاغة إلا أن تقول ما يصل بك إلى الغاية ويبلغ بك القصد؟ تقول هذه الأم أنها سمعت بعيد الأم ولكنها لم تره وعرفت شقاء الأم بالولد ولكنها لم تعرف بر الولد بالوالدة وهي لا تشكو عقوق ولديها فهما صغيران ما بلغا سن العقوق ولكنها تشكو ضيق ذات اليد وفقد المسعد والمعين، وأنها تصبر النفس حينا ويتصرم أحيانا صبرها، وتسألني أتطلق الولدين من أسر المدرسة وتبعث بهما يتكسبان دريهمات تعينهما على العيش؟ وتسأل ماذا تجني منهما إن درسا وهي لا تملك ثمن كساء المدرسة ولا نفقاتها؟ فكيف يستطيعان أن يكملا الدرس ويتما التحصيل وهما بالثوب البالي والجيب الخالي.
وما تمنيت أن أكون غنيا إلا اليوم، لأستطيع أن أواسيها باليد والمال، لا بالقلم واللسان، ولكني أديب لا يملك إلا قلبه ولسانه، وهاتان كلمتان من القلب كلمة لها هي، وكلمة للمستمعين.
أما الكلمة التي هي لك، فهي قصة ولكنها قصة لم يخترعها خيال كاتب، ولم يؤلفها قلم أديب بل ألفت فصولها الحياة وجئت أرويها كما كانت.. أرويها لتعلمي وتعلم كل أم بائسة وكل ولد نشأ في الفقر أن المجد والعلاء رهن بأمرين: بتوفيق الله أولا، والله يوفق كل عامل مخلص، وبالعلم والجد ثانيا. واسمعي الآن القصة: كان في دمشق نحو أربعين سنة عالم جليل القدر كريم اليد موفور الرزق داره مفتوحة للأقرباء والضيوف وطلبة العلم وموائده ممدودة، وكان من ذوي المناصب الكبار والمكانة في الناس. ونشأ أولاده في هذا البيت لا يعرفون ذل الحاجة ولا لذعة الفقر ولكنهم أصبحوا يوما – الولد الكبير البالغ من عمرة ست عشرة سنة، وإخوة له تتراوح أعمارهم بين عشر وبين شهر- أصبحوا وقد توفي والدهم. وارتفع الستر فإذا التركة ديون للناس فباعوا أثاث الدار كله ليوفوا الدين ثم تركوا الدار الفسيحة ونزلوا تحت الرصاص يفتشون عن دار يستأجرونها فوجدوا داراً ... أعني كوخا .. زريبة بهائم، مخزن تبن في حارة قرب المكان الذي يسميه الناس من التوائه وضيقه " محل ما ضيع القرد ابنه" هذا هو اسمه صدقيني. في غرفتين من اللبن والطين، في ظل دار عالية لأحد موسري الحارة تحجب عن الغرفتين الشمس والضياء فلا تراهما قط الشمس، ولا يستطيع أن يدخلهما الضوء، ليس فيهما إلا ماء ساقية وسخة عرضها شبران وعمقها اصبعان، تمشي مكشوفة إلى هذه الحارة تتلقى في هذا الطريق الطويل كل ما يلقى فيها من الخيرات الحسان ... وليس فيها نور إلا نور مصباح كاز نمرة ثلاثة ... يضيء تارة ويشحر تارات.. والسقف من خشب عليه طين، إن مشت عليه هرة ارتج واضطرب، وإن نزلت عليه قطر مطر وكف وسرب. هنالك على أربعة فرش مبسوطات على الأرض متجاورات ما تحتهن سرير، تغطيهن البسط والجلود كان ينام هؤلاء الأولاد الذين ربوا في النعيم وغذوا بلبان الدلال، تسهر عليهم أم مثلك حملت ما لم تحمله أم، تدرأ عنهم سيل البق الذي يغطي الجدران وأسراب البعوض التي تملأ الغرفة والماء الذي ينزل من السقف. تظل الليل كله ساهرة تطفئ بدمع القلب حرق القلب، تذكر ما كانت فيه وما صارت إليه، والأقرباء الموسرون الذين لم يكونوا يخرجون من دار الوالد كيف تخلو عن الأولاد وأنكروهم حتى جاءوا يوما يزورون جار الدار الموسر يهنئونه بالعيد ولم يطرقوا والله عليهم الباب، لم يعنها أحد ولم يسعدها إلا أخ لها في مصر أمدها بجنيهات مصرية قليلة لم يكن يطيق أكثر منها. في هذا الجو يا سيدتي .. وماذا تظنين هذا الجو؟ فيه أقبل الولد واخوته على الدرس والتحصيل ... وكانت أطراف البلد للثوار، ليس للفرنسيين إلا وسط المدينة. فكانوا يمرون على الموت في طريقهم إلى المدرسة كل يوم يخترقون جبهة الحرب القائمة، وصبروا ووثقوا بالله وأعانهم الله ووفقهم حتى صاروا.. ما تقدرين أنهم صاروا الآن؟ صار الولد الثاني قاضيا، وصار أديبا شاعرا مصنفا، والثالث أستاذا كبيرا موفقا وداعية وأديبا، أما الولد الأكبر فلا أقول عنه شيئا لأن شهادتي فيه مردودة فهو الذي لا أفارقه أبدا، والذي أكون معه ليلي ونهاري وأراه كلما نظرت في المرآة وهو فوق ذلك يحمل اسما مثل اسمي. وما قصصت هذه القصة إلا تسلية لك وتهوينا عليك ولتوقني أنه ربما كان ينتظر ولديك هذين اللذين لا يجدان الغذاء والكساء، ينتظرهما مستقبل يحسدهما عليه أبناء الأغنياء. فقولي لولديك ألا يخجلا إن لم يجدا الثوب الأنيق، أو الكتاب الجديد، أو المال الفائض، فإن أكثر النابغين كانوا من أبناء الفقراء.. وكاتب هذه السطور وإن لم يكن من النابغين الذين تضرب بهم الأمثال كان يجيء إلى المدرسة الثانوية بالبذلة التي فصلتها له أمه من جبة أبيه، وقد عجز عن أداء رسم شهادة الحقوق فساعده عليه بعض المحسنين. وأنا أعرف والله في أعلام البلد اليوم من نشؤوا في أشد الفقر، ثم نالوا بالعلم أوسع الغنى، وأعلى المناصب. وأنا أعرف محكمة صار ابن آذنها قاضيها، وابن رئيسها شيئا كالآذن فيها.
أما الكلمة التي هي للمستمعين الذين كانو الليلة البارحة - عندما أرعدت السماء وأبرقت وأمطرت – كانوا على المقاعد المريحة في الغرف الدافئة فلم يعرفوا ما حال الفقراء في تلك الليلة. إني أقول لهم: إن في البلد في حيكم بين جيرانكم كثيرات من أمثال السيدة التي كتبت إلي... وإن في البلد من يرتجف هذه الليلة من البرد في البيوت التي ثلجها الشتاء، وإن هنالك تلميذات وتلاميذ يقرؤون بعيون تزيغ من الجوع والقر، ويكتبون بأصابع محمرة من البرد. وإن في هؤلاء من لو أمد بالطعام واللباس وأعين على الدراسة لكان عبقريا تعتز بمثله الأوطان وتسمو الأمم، واذكروا أن بين أجراء الخبازين وصبية المحامين من خلق ليكون من كبار العلماء وأفراد النابغين ولكن الفقر عطل مواهبه وسد أمامه طريق النبوغ فلم يجد ذكاؤه مسربا يسرب منه إلا الإجرام. إن الذي ينفقه الأغنياء على الترف والسرف يكفي لتعليم كل ولد في البلدة وإطعام كل جائع وإسعاف كل فقير. إن عرسا واحدا من إعراس الموسرين الكبار تكفي نفقاته لإطعام عشر عائلات شهرا كاملا، وما ينفق في الجنائز يفتح كل سنة مستشفى مجانيا للفقراء، وأثمان الحلوى في أعياد الميلاد تنشئ كل سنة مدرسة تتسع لخمسمائة تلميذ، وما تشترى به هذه الثريات الفخمة أو في الملاهي والموبقات يكفي لسد حاجة كل محتاج.
وأنا لا أقول دعوا هذا كله ولكن اجعلوا من أموالكم نصيبا لهؤلاء المعذبين في الأرض، فإنكم لا تدرون هل تدوم لكم أو تذهب عنكم، وإذا وثقتم ببقاء المال فهل تثقون ببقاء الصحة أتأمنون الأمراض والنوازل والنكبات؟ فاستنزلوا رحمة الله بالبذل وادفعوا عنكم المصائب بالصدقات. لو أن كل امرئ يعطي من هو أفقر منه لما بقي في الدنيا محتاج. فيا أيها المستمعون أسألكم بالله لا تدعو كلمتي تذهب في الهواء، فإني والله ما أردت إلا الخير لكم، ويا أيتها الأم التي كتب إلي، ثقي بالله فإن الله لا يضيع أحدا أبدا.









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-06-08, 07:27   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

رأيت اليوم فيديو قصير ولكنه ترك في نفسي أثراً كبيراً
" كانت هذه الفتاة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الست سنوات بائعة المناديل الورقية
تسير حاملة بضاعتها على ذراعها الصغير
فمرت على سيدة تبكي
توقفت أمامها لحظة تتأملها
فرفعت السيدة بصرها للفتاة والدموع تغرق وجهها
فما كان من هذه الطفلة
إلا أن أعطت للسيدة مناديل من بضاعتها
ومعها ابتسامة من أعماق قلبها المفعم بالبراءة
وانصرفت عنها
حتى قبل أن تتمكن السيدة من إعطائها ثمن علبة المناديل
وبعد خطوات استدارت الصغيرة ملوحة للسيدة بيدها الصغيرة ومازالت ابتسامتها الرائعة تتجلى على محياها .
** عادت السيدة الباكية إلى إطراقها ثم أخرجت هاتفها الجوال وأرسلت رسالة
((( آسفة ... حقك علي!!! )))
*** وصلت هذه الرسالة إلى زوجها
الجالس في المطعم مهموم حزين !!!
فلما قرأها ابتسم
وما كان منه إلا أنه أعطى ( الجرسون ) 50 جنيهاً
مع أن حساب فاتورته 5 جنيهات فقط !!!
***عندها فرح هذا العامل البسيط بهذا الرزق الذي لم يكن ينتظره
فخرج من المطعم
ذهب إلى سيدة فقيرة تفترش ناصية الشارع تبيع حلوى فاشترى منها بجنيه
وترك لها 20جنيه صدقة وانصرف عنها سعيداً مبتسماً !!!
*** تجمدت نظرات العجوز على الجنيهات
فقامت بوجه مشرق وقلب يرقص فرحاً
ولملمت فرشتها وبضاعتها المتواضعة
و ذهبت للجزار تشتري منه قطعاً من اللحم
ورجعت إلى بيتها لكي تطبخ طعاماً شهياً وتنتظر عودة حفيدتها وكل ما لها من الدنيا
جهزت الطعام و على وجهها نفس الابتسامة التي كانت السبب في أنها ستتناول ( لحم )
لحظات وانفتح الباب ودخل البيت الصغيرة بائعة المناديل
متهللة الوجه
وابتسامة رائعة
وجهها تنير الجميل الطفولي البريء !!! "


رابط الفيديو










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-08, 07:29   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

فى كل يوم جمعة، وبعد الصلاة ، كان الإمام وابنه البالغ من العمر إحدى عشر سنه من شأنه أن يخرج في بلدتهم فى احدى ضواحي أمستردام ويوزع على الناس كتيب صغير بعنوان "طريقا إلى الجنة" وغيرها من المطبوعات الإسلاميه.


وفى أحدى الأيام بعد ظهر الجمعة ، جاء الوقت للإمام وابنه للنزول الى الشوارع لتوزيع الكتيبات ، وكان الجو باردا جدا في الخارج ، فضلا عن هطول الامطار

الصبي ارتدى كثير من الملابس حتى لا يشعر بالبرد ، وقال : 'حسنا يا أبي ، أنا مستعد!

سأله والده ، 'مستعد لماذا' ' قال الأبن يا أبي ، لقد حان الوقت لكى نخرج لتوزيع هذه الكتيبات الإسلامية.

أجابه أبوه ، الطقس شديد البرودة في الخارج وانها تمطر بغزاره.
أدهش الصبى أبوه بالأجابه وقال ، ولكن يا أبى لا يزال هناك ناس يذهبون إلى النار على الرغم من أنها تمطر
أجاب الأب ، ولكننى لن أخرج فى هذا الطقس

قال الصبى ، هل يمكن يا أبى ، أنا أذهب أنا من فضلك لتوزيع الكتيبات '

تردد والده للحظة ثم قال : ; يمكنك الذهاب ، وأعطاه بعض الكتبات
قال الصبى 'شكرا يا أبي!
ورغم أن عمر هذا الصبى أحدى عشر عاماً فقط إلا أنه مشى فى شوارع المدينه فى هذا الطقس البارد والممطر لكى يوزع الكتيبات على من يقابله من الناس وظل يتردد من باب إلى باب حتى يوزع الكتيبات الأسلاميه.

بعد ساعتين من المشي تحت المطر ، تبقى معه آخر كتيب وظل يبحث عن أحد الماره فى الشارع لكى يعطيه له ، ولكن كانت الشوارع مهجورة تماما.
ثم إستدار إلى الرصيف المقابل لكى يذهب إلى أول منزل يقابله حتى يعطيهم الكتيب.

ودق جرس الباب ، ولكن لا أحد يجيب..

ظل يدق الجرس مرارا وتكرارا ، ولكن لا زال لا أحد يجيب ، وأراد أن يرحل ، ولكن شيئا ما يمنعه.

مرة أخرى ، التفت إلى الباب ودق الجرس وأخذ يطرق على الباب بقبضته بقوه وهو لا يعلم مالذى جعله ينتظر كل هذا الوقت ، وظل يطرق على الباب وهذه المرة فتح الباب ببطء.

وكانت تقف عند الباب إمرأه كبيره فى السن ويبدو عليها علامات الحزن الشديد فقالت له ، ماذا أستطيع أن أفعل لك يابنى.
قال لها الصبى الصغير ونظر لها بعينان متألقتان وعلى وجهه إبتسامه أضائت لها العالم: 'سيدتي ، أنا آسف إذا كنت أزعجتك ، ولكن فقط اريد ان اقول لكى ان الله يحبك حقيقى ويعتني بك وجئت لكى أعطيكى آخر كتيب معى والذى سوف يخبرك كل شيء عن الله ، والغرض الحقيقي من الخلق ، وكيفية تحقيق رضوانه '.
وأعطاها الكتيب وأراد الأنصراف فقالت له 'شكرا لك يا بني! وحياك الله!

في الأسبوع القادم بعد صلاة جمعة ، وكان الإمام يعطى محاضره ، وعندما أنتهى منها وسأل : 'هل لدى أي شخص سؤال أو يريد أن يقول شيئا؟
ببطء ، وفي الصفوف الخلفية وبين السيدات ، كانت سيدة عجوز يُسمع صوتها تقول:
'لا أحد في هذا الجمع يعرفني، ولم أتى إلى هنا من قبل، وقبل الجمعه الماضيه لم أكن مسلمه ولم فكر أن أكون كذلك.
وقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة ، وتركنى وحيده تماما في هذا العالم.. ويوم الجمعة الماضي كان الجو بارد جداً وكانت تمطر ، وقد قررت أن أنتحر لأننى لم يبقى لدى أى أمل فى الحياة.

لذا أحضرت حبل وكرسى وصعدت إلى الغرفه العلويه فى بيتى، ثم قمت بتثبيت الحبل جيداً فى أحدى عوارض السقف الخشبيه ووقفت فوق الكرسى وثبت طرف الحبل الآخر حول عنقى، وقد كنت وحيده ويملؤنى الحزن وكنت على وشك أن أقفز.
وفجأة سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي ، فقلت سوف أنتظر لحظات ولن أجيب وأياً كان من يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل.

أنتظرت ثم إنتظرت حتى ينصرف من بالباب ولكن كان صوت الطرق على الباب ورنين الجرس يرتفع ويزداد.

قلت لنفسي مرة أخرى ، 'من على وجه الأرض يمكن أن يكون هذا؟ لا أحد على الإطلاق يدق جرس بابى ولا يأتي أحد ليراني '. رفعت الحبل من حول رقبتى وقلت أذهب لأرى من بالباب ويدق الجرس والباب بصوت عالى وبكل هذا الأصرار.
عندما فتحت الباب لم أصدق عينى فقد كان صبى صغير وعيناه تتألقان وعلى وجهه إبتسامه ملائكيه لم أر مثلها من قبل ، حقيى لا يمكننى أن أصفها لكم

الكلمات التي جاءت من فمه مست قلبي الذي كان ميتا ثم قفز إلى الحياة مره أخرى ، وقال لى بصوت ملائكى ، 'سيدتي ، لقد أتيت الأن لكى أقول لكى ان الله يحبك حقيقة ويعتني بك!
ثم أعطانى هذا الكتيب الذى أحمله "الطريق إلى الجنه"

وكما أتانى هذا الملاك الصغير فجأه أختفى مره أخرى وذهب من خلال البرد والمطر ، وأنا أغلقت بابي وبتأنى شديد قمت بقراءة كل كلمة فى هذا الكتاب. ثم ذهبت إلى الأعلى وقمت بإزالة الحبل والكرسي. لأننى لن أحتاج إلى أي منهم بعد الأن.

ترون؟ أنا الآن سعيده جداً لأننى تعرفت إلى الأله الواحد الحقيقى.
ولأن عنوان هذا المركز الأسلامى مطبوع على ظهر الكتيب ، جئت الى هنا بنفسى لاقول لكم الحمد لله وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جائنى في الوقت المناسب تماما ، ومن خلال ذلك تم إنقاذ روحي من الخلود في الجحيم. '

لم تكن هناك عين لا تدمع فى المسجد وتعالت صيحات التكبير .... الله أكبر.....

الإمام الأب نزل من على المنبر وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس أبنه هذا الملاك الصغير....

وأحتضن ابنه بين ذراعيه وأجهش فى البكاء أمام الناس دون تحفظ. ربما لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بأبنه مثل هذا الأب










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-08, 07:29   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

القصة حصلت في أمريكا ويقول راويها:

كنا في حفل عشاء مخصص لجمع التبرعات لمدرسة للأطفال ذوي الإعاقة ، فقام والد أحد التلاميذ وبعد أن شكر المدرسة والمسئولين عنها طرح السؤال التالي:

حين لا تتأثر الطبيعة بعوامل خارجية فإن كل ما يأتي منها يكون عين الكمال والإتقان.

لكن ابني "!!!!" لا يمكنه أن يتعلم الأشياء بنفس الطريقة التي يتعلمها بها الأطفال الآخرين الذين لا يعانون من الإعاقة، فلا يمكنه فهم الموضوعات التي يفهموها

فأين النظام المتقن في الكون فيما يتعلق بابني؟

وبهت الحاضرون ولم يجدوا جواباً.

وأكمل الأب حديثه: أعتقد أنه حين يقدم إلى الدنيا طفل مثل ابني يعاني من عجز في قدراته الجسمانية والعقلية، فإنها تكون فرصة لتحقيق مدى الروعة والاتقان في الطبيعة البشرية، ويتجلى هذا في الطريقة التي يعامل بها الآخرون من هم في نفس ظروف ابني

ثم قص علينا القصة التالية:

مررت أنا وابني بملعب حيث كان عدد من الأولاد الذين يعرفون ابني يلعبون لعبة البيسبول

(ولمثلي ممن لا يعلمون عن هذه اللعبة فأعلى درجة من النقاط يتم تحقيقها بمرور اللاعب على أربع نقاط حول الملعب راجعاً للنقطة الأم التي بدأ منها)

وسألني ابني "هل تعتقد أنهم سوف يسمحون لي باللعب؟ وكنت أعلم أن أغلب الأولاد لن يرغبوا في وجود شخص معاق مثل ابني في فريقهم. ولكني كأب كنت أعلم أنه إن سمحوا لابني باللعب، فإن ذلك سوف يمنحه الإحساس بالانتماء وبعض الثقة في أن الأولاد الآخرين يتقبلوه رغم اعاقته

واقتربت متردداً من أحد الأولاد في الملعب وسألته (ولم أكن اتوقع منه الكثير)، إن كان يمكن لابني "!!!!" أن يلعب معهم. ودار الولد ببصره، ثم قال نحن نخسر بستة جولات، واللعبة في دورتها الثامنة أعتقد أننا يمكن أن ندخله في الدورة التاسعة ونعطيه المضرب

وتهادى ابني "!!!!" بمشيته المعوقة إلى دكة الفريق، ولبس فانلة الفريق بابتسامة واسعة على وجهه وراقبته بدمعة فرح رقيقة والشعور بالدفء يملأ قلبي ورأى الأولاد مدى فرحي بقبولهم لابني

وتحسن وضع فريق ابني خلال الجولة الثامنة ولكن بقي الخصم متفوقاً عليهم بثلاثة جولات

ومع بدء الجولة التاسعة اعطوا ابني قفازاً ولعب في أيمن الملعب، ورغم أن الكرة لم تأت عنده إلا أن سعادته وحماسه كانا واضحين لمجرد وجوده باللعبة واتسعت ابتسامته لأقصى حد وأنا ألوّح له من وسط المشجعين.

وأحرز فريق ابني نقاط إضافية وتقلص الفارق إلى نقطتين، مما جعل الفوز ممكنا

وكان الدور على ابني ليمسك بالمضرب، فهل تتوقعوا أن يعطوه المضرب ويضيعوا فرصتهم في الفوز؟

لدهشتي أعطوه المضرب، رغم أن الكل يعرفون أنه من المستحيل أن يحرز نقاط الفوز، حيث انه لا يمكنه حتى أن يمسك المضرب بصورة سليمة، ويكاد يستحيل عليه ضرب الكرة بصورة متقنة

ولكن مع تقدمه لدائرة اللعب وإدراك لاعب الخصم أن فريق ابني "!!!!" يضحي بالفوز لهدف أسمى، وهو إسعاد وإثراء حياة ابني بهذه اللحظة التي لا تتكرر، قدم مفاجأة أكبر فتقدم عدة خطوات وألقى الكرة برفق لابني حتى يتمكن على الأقل من لمسها بمضربه

وحاول ابني ضرب الكرة ولكنه لحركته المعاقة فشل

وخطا مدافع الخصم خطوات اضافية مقترباً من ابني ورمى الكرة برفق بالغ نحو ابني

وضرب ابني الكرة بضعف وردها لخصمه الذي تلقفها بسهولة

وتوقعنا أن هذه نهاية المباراة

وتلقف المدافع من الفريق الخصم الكرة بطيئة الحركة وكان يمكنه أن يمررها لزميله في النقطة الأولى

وكان ذلك سيجعل ابني يخرج من المباراة التي تنتهي بهزيمة فريقه

وبدلاً من ذلك رمى المدافع الكرة فوق رأس زميله بعيداً عما يمكن أن يطوله أي من أعضاء فريقه

وبدأ الكل يصيح مشجعاً من مشجعي الفريقين ومن لاعبي الفريقين : اجر يا "!!!!" اجر إلى النقطة الاولى

وكانت هذه أبعد مسافة يجريها ابني، واستطاع بصعوبة أن يصل للنقطة الأولى

وترنح في طريقه على خط الملعب، وعيناه واسعتين حماساً وارتباكاً

وصرخ كل من كان في الملعب اجري إلى النقطة الثانية،

ووصل ابني إلى النقطة الثانية لأن لاعب الخصم بدلاً من أن يعوقه كان يعدل اتجاهه بحيث يصل للنقطة الثانية وهو يشجعه اجري يا "!!!!" للنقطة الثانية !

وكان الجميع يصرخون اجري اجري يابطل حتى اجري حتى النقطة الثالثة

والتقط ابني أنفاسه وجرى بطريقته المرتبكة نحو النقطة الثالثة ووجهه يشع بالأمل أن يواصل طريقه حتى يحقق لفريقه النقطة الكبرى

وحين اقترب ابني من النقطة الثالثة كانت الكرة مع أحد لاعبي الخصم وكان أصغر عضو في الفريق ولديه الآن في مواجهة ابني الفرصة الأولى السهلة ليكون بطل فريقه بسهولة ويلقي بالكرة لزميله ولكنه فهم نوايا زميله المدافع فقام بدوره بإلقاء الكرة عالياً بحيث تخطت زميله المدافع عن النقطة الثالثة

وجرى ابني نحو النقطة الثالثة وهو يترنح في حين أحاطه الآخرين راسمين له الطريق إلى نقطة الفوز

وكان الجميع يصرخون اجري اجري يابطل حتى النهاية

وبعد ان تخطي الثالثة وقف المتفرجين حماساً وطالبوه بأن يجري للنقطة الرابعة التي بدأ منها!

وجرى ابني حتى النقطة الرابعة التي بدأ منها وداس على الموقع المحدد وحياه كل الحضور باعتباره البطل الذي أحرز النقطة الكبرى وفاز لفريقه بالمباراة

في ذلك اليوم، أضاف الأب والدموع تنساب على وجنتيه ساعد الفتيان من كلا الفريقين في إضافة قبسة نور من الحب الصادق والإنسانية إلى هذا العالم.

ولم ير ابني الصيف التالي، حيث وافاه الأجل في ذلك الشتاء، ولكن لم ينس حتى آخر يوم في حياته أنه كان بطل المباراة مما ملأني بالفرح وبعد أن رأيته يعود للمنزل وتتلقاه أمه بالأحضان والدموع في عينيها فرحة بالبطل الرياضي لذلك اليوم!










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-08, 07:31   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه (رجال من التاريخ ص30-31):

كان عبد الله قد ملك الحجاز والعراق وفارس وخراسان، وانقادت له مصر وكان له في الشام حزب، والتقت في كفه أطراف دنيا الإسلام، ولم يبق لبني أمية إلا قليل من الشام، ثم تقلص هذا الملك وانتقص من أطرافه، وضاقت دنياه باتساع دنيا أمية، فلم يبق من جيشه الذي خفقت راياته على المشرق و المغرب، إلا نفر يحيطون به في الحرم كل ما بقي له، والمنجنيق ينزل عليه والعدو يحيط به، وعرض عليه الفرار فأباه، ولم يرض أن يختم هذه الحياة الطويلة الحافلة بالبطولات والأمجاد بأبشع خاتمة، بل آثر أن يموت ميتة أبيه، أن يسقط في المعركة الحمراء، وسط المعمعة، في الحرب الشريفة، وأن يغسل بالدم ويوسد تراب الحرم، وذهب يودع أمه ويستشيرها وكانت عجوزا مكفوفة قد قاربت المائة وقال لها:
- يا أم، قد خذلني الناس ولم يبق لي أمل، والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا، فما رأيك؟
وترددت الأم، وذكرت في لمحة مولده في قباء، وذكرت نشأته، وقلبت حياته صفحة صفحة، فكادت تغلبها نفسها وعاطفتها، ثم ذكرت أن هذه الحياة التي تختارها لولدها، حياة تسلبه مجده وكرامته، والموت خير من حياة بلا كرامة ولا مجد.
فتشددت وتثبتت وقالت:
- عشت كريما فمت كريما.
أعطت الأم قرارها، وحكمت على ولدها بالموت، وهي تنتزع مع كل حرف من هذه الجملة قطعة من روحها فأنها لم تحكم عليه وحده، بل حكمت على نفسها أيضا بالموت.
وضمته إليها تتحسسه وتشمه، وتأخذ من هذه اللحظات، الذخر الوحيد الذي ستعيش به بقية أيامها.
ولما انصرفت أحست في قلبها بفراغ لا يسده شيء، شعرت أنه لم يبق لها قلب.

***
أما أن هذا الموقف لو كان لامرأة فرنسية أو انكليزية لنظمت فيه مئة قصيدة، وألفت فيه مئة قصة، ولكن أسماء كانت عربية مسلمة، والعرب قد أضاعوا بيانهم وأدبهم، مع ما أضاعوا من تراث الجدود.
هذه (أسماء) السيدة الجليلة التي يتشرف بها تاريخ الأمة الذي تكون سيرتها فيه!










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-08, 07:32   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ علي الطنطاوي (رجال من التاريخ ص57-70):

- نشأ في النعيم، وتقلب في فرش السعة، ورأى من الدلال ما لم ير ولد ناشئ، ولم لا؟ وأبوه والي مصر، وجده مروان خليفة، وعمه عبد الملك خليفة، وكان يلبس من الثياب ما لا تلبسه الملوك، ويلقي الثوب بعد لبسة واحدة، ويمشي مشية عرفت به وعرف بها حتى لقد صارت (موضة) يقلدها الشباب والصبايا وتسمى العمرية، و كان يتخذ أغلى العطور فإذا طلع من أول الشارع هبت من طلوعه نسمة عاطرة كأنها نسمات الروض الزاهر، ثم تزوج بفاطمة بنت عبد الملك، السيدة الأولى في ذلك العصر، بل لعلها لم تبلغ سيدة من النبالة و (الارستقراطية) ما بلغت هذه السيدة التي كان من أهل بيتها الأقربين تسعة خلفاء؟

- فلما ولي الخلافة، جمع نساءه وجواريه فقال: إنه قد نزل بي ما شغلني عنكن فمن شاءت سرحتها أو أعتقتها ومن شاءت أقامت ولكن لم يكن مني لها شيء، قالت فاطمة لمن سألها عنه بعد موته: والله ما علمته اغتسل من جنابة أو احتلام، منذ استخلف حتى قبضه الله.

- لم يسكن قصور الخلافة، وإنما أقام في داره، وما زال يبيع ما فيها من الأثاث والرياش حتى عادت قفرًا، وكان يصلح فيها بيده إن وجد فراغا، ولقد جاءت امرأة مرة من أقاصي إيران لتقابل الخليفة فسألت عن قصره فدلوها، فوجدت دارا عادية ليس فيها إلا خادم صغير، فدخلت فإذا رجل يطين جدارا وامرأة تناوله الطين، قالت لها: ألا تحتجبين من هذا الطيان؟ قالت: إنه أمير المؤمنين !!

- وكان أكثر طعامه العدس صبت فاطمة مرة للخادم الصغير عشاءه، فتذمر وغضب وقال: كل يوم عدس؟ قالت: إنه طعام مولاك أمير المؤمنين !!

- مرض عمر فعاده مسلمة فلما خرج قال لأخته فاطمة يا فاطمة اغسلي قميص أمير المؤمنين فإنه وسخ، وهو خليفة والناس يعودونه، فلما رجع بعد أيام وجده لم يغسل، فأعاد عليها القول، ورآه الثالثة فأغلط لها الكلام، فأحنت رأسها وفي عينيها دمعة، وقالت: والله ما له قميص غيره !!

- ورأى مرة بنتا له اسمها أمينة في الدار فناداها: يا أمين .. يا أمين .. فم تجب فأمر باحضارها فإذا ثوبها مقطع، قال: لم لم تردي؟ .. فبكت وأشارت إلى ثوبها، فدعا بمولاه مزاحم، وقال: انظر الى تلك الفرش التي فتقناها فاقطع لها ثوبا منها. ثوب من ملحقة عتيقة لبنت أمير المؤمنين فهل تقبل به بنت أحد منا؟

- ومرت به بناته يوما فسددن أفواههن وأسرعن، قال: ما لهن؟ قالت فاطمة: لم يجدن ما يتعشين به إلا خبزا وبصلا فسددن أفواههن حتى لا تشم ريحهن. هذا عشاء بنات أمير المؤمنين فهل تقبل به بنت أحد منا؟

- وجاءه مرة تفاح من بستان من أملاك الدولة، فقعد يقسمه بين المستحقين، فجاء طفل له يحبو، فأخذ التفاحة، فأمر بانتزاعها منه فتمسك بها وهو يبكي، فنزعها من يده، فذهب إلى أمه باكيا، فأخذت درهما فاشترت به تفاحا.. فلما جاء عمر وجد التفاح فسر به وقال: أنا والله أشتهيه، وأكل منه، وسألته عن الغلام فقال: لقد ا نتزعت التفاحة من يده، وكأني أنتزعها والله من قلبي، ولكن كرهت أن أبيع نفسي من الله بتفاحة من فيء المسلمين.

إنه عمر بن عبد العزيز.. خامس الخلفاء الراشدين










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-08, 07:35   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة من تراث الحركة الإسلامية
زواج كمال السنانيرى وأمينة قطب
رحمة الله عليهما
.

إنَّ قصة زواج "أمينة" من الشهيد "السنانيري" لتبعث على الإجلال والعجب معاً، فقد تمَّ الرباط بينهما حين كان الشهيد كمال السنانيري داخل السجن.
تقول السيدة أمينة: كان هذا الرباط ...قمة التحدي للحاكم الفرد الطاغية الذي قرر أن يقضي على دعاة الإسلام بالقتل أو الإهلاك بقضاء الأعمار داخل السجون.. لقد سجن الداعية الشهيد كمال السنانيري في عام 1954م، وقُدِّم إلى محاكمة صورية مع إخوانه لأنهم يقولون ربنا الله.. وحكم عليه بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة (25 عاماً) ثم يعاد بعدها إلى المعتقل.
...
وبعد مرور خمس سنوات خرج ليدخل مستشفى السجن، وفيها قابل الأستاذ "سيد قطب"، الذي كان يعالج في نفس المستشفى، وفي هذا المكان طلب "السنانيري" يد "أمينة" من أخيها "سيد"، وبعد عرض الأمر عليها وافقت على هذه الخطبة التي ربما تمتد فترتها لتستمر عشرين عامًا، هي الفترة الباقية لهذا الخطيب المجاهد حتى يخرج من محبسه الظالم، وتم العقد بعد ذلك، على الرغم من بقاء العريس خلف الأسوار المظلمة، وكأن "أمينة" بذلك تعلمنا معاني كثيرة؛ تعلمنا التضحية الفريدة، فقد كانت شابة ولم يفرض عليها أحد هذا الاختيار، إنها عشرون عامًا، ليست عشرين يومًا أو حتى عشرين شهرًا!! وكأنها كذلك تذكر أولئك المجاهدين المحبوسين عن نور الشمس بالأمل والثقة في وعد الله واختياره،
وكان الزوج العطوف يكره لها غبنًا أو ظلمًا، فارسل لها : "لقد طال الأمد، وأنا
مشفِقٌ عليك من هذا العناء، وقد قلت لكِ في بدء ارتباطنا قد يُفرَج عني غدًا، وقد أمضي العشرين سنة الباقية أو ينقضي الأجل، ولا أرضَى أن أكون عقبةً في طريق سعادتك، ولكِ مطلَق الحرية في أن تتخذي ما ترينه صالحًا في أمرِ مستقبلك من الآن، واكتبي لي ما يستقرُّ رأيُك عليه، والله يوفقك لما فيه الخير".، ووصل رد "أمينة" في رسالة تنبئ عن كريم أصلها، جاء فيها: "لقد اخترت أملاً أرتقبه، طريق الجهاد والجنة، والثبات والتضحية، والإصرار على ما تعاهدنا عليه بعقيدة راسخة ويقين دون تردد أو ندم".
ومرت السنوات الطويلة سبعة عشر عامًا، خرج الزوج بعد أن أفرج عنه عام 1976م، ليواصل مع "أمينة" الأمينة رحلة الوفاء والكفاح، وتمَّ الزواج، وعاشت أمينة معه أحلى سنوات العمر. وفي الرابع من سبتمبر سنة 1981م اختُطف منها مرة أخرى ليودع في السجن، ويبقى فيه إلى أن يلقى الله شهيداً من شدة و هول ما لاقاه من تعذيب في السادس من نوفمبر من العام نفسه، وسُلِّمت جثته إلى ذويه شريطة أن يوارى التراب دون إقامة عزاء..
وظلت "أمينة" تعيش على تلك الذكريات الجميلة، ذكريات الحب والوفاء والجهاد والإخلاص.
وكتبت في شعرها: متساءلة بلوعة بعد فراقه:

هل ترانا نلتقـي أم أنهـا *** كانت اللقيا على أرض السراب؟!
ثم ولَّت وتلاشـى ظلُّهـا *** واستحالت ذكـرياتٍ للعذاب
هكذا يسـأل قلبي كلمــا *** طالت الأيام من بعد الغياب
فإذا طيفك يرنـو باــمًا *** وكأني في استماع للجـواب
أولم نمضِ على الدرب معًا *** كي يعود الخـير للأرض اليباب
فمضينا في طريق شائـك *** نتخلى فيه عن كل الرغـاب
ودفنَّا الشوق في أعماقنا *** ومضينا في رضــاء واحتساب
قد تعاهدنا على السير معـًا *** ثم عاجلت مُجيبًا للذهـاب
حيـن ناداك ربٌّ منع،مٌ *** لحيـاة في جنـان ورحـاب
ولقاء في نعيم دائم *** بجنود الله مرحى بالصحـــاب
قدَّموا الأرواح والعمر فدا *** مستجيبين على غـير ارتياب
فليعُد قلبك من غفلاته *** فلقاء الخلد في تلك الرحــاب
أيها الراحل عذرًا في شكاتي *** فإلى طيفك أنَّات عتـاب
قد تركت القلب يدمي مثقلاً *** تائهًا في الليل في عمق الضباب
وإذ أطوي وحيدًا حائرًا *** أقطع الدرب طويلاً في اكتئـاب
فإذ الليل خضـمٌّ موحِشٌ *** تتلاقى فيه أمواج العـذاب
لم يعُد يبــق في ليلي سنًا *** قد توارت كل أنوار الشهاب
غير أني سوف أمضي مثلما *** كنت تلقاني في وجه الصعاب
سوف يمضي الرأس مرفوعًا فلا *** يرتضي ضعفًا بقول أو جواب
سوف تحذوني دماء عابقات *** قد أنارت كل فجٍ للذهـاب

قصة زواج كمال من أمينة مع بعض الابيات ينشدها سعد الغامدي
https://temawy.wordpress.com/2012/05/...5%D9%8A%D8%A9/










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-08, 07:37   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

فانوس رمضان
أيتم فانوسي؟‍ أحلى فانوس رمضان لمن أقولها؟‍ أشعر أن رمضان الماضي أفضل من الحالي، والذي قبله وقبل قبله أفضل مما سيأتي، أين رمضان ورمضان زمان؟‍
أغلقت باب حجرتي خلفي ثم جلست متربِّعة على الأرض، وفتحت ما أحمل من أكياس وعلب ثمينة، لم تسألني أمي كعادتها إذا تأخَّرت ساعة، ولم يسألني أحد من إخوتي عما أحمل داخل هذه الأكياس، حتى أبي تشاغَلَ عني بالتلاوة في المصحف الشريف بصوته الخاشع بكامل التسليم بقضاء الله، وكأنه لم يهتم بعودتي المتأخرة من عملي في هذا اليوم من أيام رمضان رغم أني لَمَحت عينيه تختلِسان النظر إلى ساعة الحائط لحظة أن فتح لي أحد إخوتي باب الشقة ثم انفراج قسمات وجهه، وكأنه يَحمَد الله في سرِّه وتمتماته بالدعاء بالهداية وراحة البال عندما ألقيت عليه التحية وتركته لأدخل حجرتي، أيتجاهلني الجميع ويتشاغل عني؟‍‍!‍ أم أنهم قد سلَّموا بأني مشكلة مستعصية تبحث عن السعادة في ماضٍ ولَّى ولن يعود؟!

العيد صِرت لا أشعر به، ولا أفرح رغم أني أحرص على شراء ملابس جديدة بسيطة، اضطر -طبعًا - أن أبتعد عن القصات المَرِحة والألوان المُبهِجة الزاهية؛ حتى لا يقولوا: فلاحة ساذجة خارجة من كتاب تاريخ، أصحابي وأسرتي لا يحبون الخروج في الأعياد للتمشية والتنزُّه؛ بحجة الزِّحام الشديد، وأين سنذهب مع صعوبة المواصلات؟ أأنت طفلة تريدين اللعب مثل الأطفال؟.. و ..و.. أخواتي وأمي يَرين في الكنافة وقمر الدين والمكسرات أنها ضد الرجيم كما أن الأسعار نار، كعك العيد المنزلي (دقَّة) قديمة، و(غَلَبة على الفاضي)، والجاهز يملأ السوق.

حتى التليفزيون وكأنه قد تحالف مع الجميع ضدي، فنادرًا ما نسمع ونرى الأغاني والتواشيح الدينية ذات العَبَق والمشاعر الموحية، أين الأذان وقرآن ما قبل المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت ومشاهير المشايخ الذين ارتبطوا معنا بشهر رمضان؟‍‍‍ وأين؟ وأين؟!

أما الأطفال، فقد نسوا طفولتهم، ولم يعودوا يلعبون بالفوانيس في ليالي رمضان، ويفضلون مشاهدة مسلسلات التليفزيون وبرامجه متكررة الأبطال، التي تذاع خصيصى في رمضان، متناسيةً حرمة هذا الشهر الكريم، وكأنه شهر الفوازير والرقصات والاستعراضات والموضة، وكأن تعرية البطن وغيرها قمة الاحتشام.

وجدت نفسي تضيق، ولا جديد ولا قديم يُرضيني رصصتُ فوانيسي على الأرض وحولي في كل مكان، أخرجت لعبي وعرائسي من الدولاب وتحت السرير، أدرت أزرار حركتهم وأشعلت الشموع في فوانيسي القديمة، أطفأت الأنوار.

تلوَّنت الحجرة بألوان حمراء وصفراء وخضراء بجميع درجاتها، تناغمتْ وتناشزت جميع الأصوات والحركات.

هذا فانوس يغني ويرقص (ماكارينا ماكارينا)، وثانٍ يؤذِّن، وثالث كبير وسط فوانيس صغيرة يغني (وحوي يا وحوي)، وتردِّد خلفه (ياللا الغفار)، وهذه عروستي (دبدوبة التخينة تنط وتقفز) وهذه.. وهذه.. وهذه.. صنع الصين وسنغافورة وتايوان، وكل خمس دقائق يدخل عليَّ أحد أفراد أسرتي.. هذه أمي: أتحتاجين شيئًا يا ابنتي؟! وإخوتي: ألا تكُفِّين عن هذه الضجة والضوضاء؟! نريد أن نسمع المسلسل! إنها الحالة التي تأتيها مؤخرًا كل رمضان.

ستأخذ وقتها وتنتهي.. أبي: ألا تخرجين قليلاً لزيارة صديقاتك؟ أو يأتين هن لزيارتك؟! و.. و.. قفزتُ من مكاني وأنا أتعثَّر في فوانيسي ولعبي.. وجدتها.. وجدتها.. أجريتُ بعض المكالمات التليفونية لصديقاتي.

أريدكن بعد الإفطار لشيء هام، وضعت السماعة قبل أن تستفسر مني إحداهن عن السبب، أو أن أسمع من أيهن التفسير.

وضعتُ لعبي وفوانيسي جميعًا في أكياس وعلب وصناديق، لم أنسَ (إمساكيات رمضان) الورقية الملونة، ولا زينة رمضان التي أحسن صنعها، دخلت المطبخ وصنعت كنافة وقطائف وخوشاف بمساعدة أمي وأخواتي، فقد اعتقدن أنني أفقت مبكرًا من تلك الحالة التي تنتابني في رمضان، وأنني سأستقبل صديقاتي في البيت هذا اليوم .. تركتهن يعتقدن ما يردن وأنا أطير من الفرح بسرِّي اللذيذ.

استقبلت صديقاتي وحملت كلاًّ منهن أكياسي وصناديقي وما معي من الحلوى وكل شيء .. أوقفت تاكسيًّا، ولم أدع لأي منهن فرصة للاستفسار.

مجنونة أنت؟! متى ستعقلين؟!


لقد عقلت، اليوم فقط أنا أكبر عاقلة بينكن.

نظرت كل منهن للأخرى..

لن نحتمل جنونك اليوم يا رشا.

سيفوتنا موعد المسلسل..

لقد تذكَّرت موعدًا، سأتصل بك، أراك غدًا أو بعد غد..

اثنتان فقط مَن تحملتا جنوني كما قالتا ووافقتا على اصطحابي؛ أملاً في قضاء سهرة لطيفة أو إرضاءً لي..

أوقفت تاكسيًّا حمل السائق كل الأشياء متضررًا ثم التفت إليَّ:
إلى أين يا آنسة؟

دار أهالينا للأيتام إن شاء الله.

شعرت باستبشاره وهو يقول: كله بثوابه إن شاء الله، أنا تحت أمرك لو أردتِ شراء أي شيء في الطريق، والله الأطفال أحباب الله، فما بالكن إن كانوا أيتامًا؟! آه لو نُطعِمهم ونسقيهم بدلاً من إطعام البالوعات وسلال القمامة بما يَزيد ويفيض، لأسعدناهم وبارَك الله لنا.

كنت فَرِحة جدًّا بدردشة السائق معنا ومرتبكة؛ لأنني سأدخل مكانًا مِثل هذا - ملجأ الأيتام - لأول مرة، وبطرف عيني لمحت القلق الذي أصاب صديقتي، وقد أمَّلتا أن تَمضيا وقتًا لطيفًا لا همَّ فيه ولا غمَّ، ولا أمل في تراجعهما الآن!

طرقنا الباب، فُتِح لنا، الجو هادئ لا ضوضاء فيه، هالني العدد الكبير للأطفال المكتوب على إحدى اللافتات، وأنا أرى السكونَ حولي في كل مكان، فطفل واحد في أي بيت كفيل بنشر الصياح حوله حتى الجيران، صعِدنا السُّلم، الأدوار متشابهة، دخلنا إلى ممر ضيق ينتهي بحجرة المديرة المسؤولة، تسلَّمت ما معنا وأعطتنا إيصالاً.

ضاق صدري، ما لهذا جئتُ! نظرت إلى صديقتي، وقد وقفتا استعدادًا للانصراف، وكأن مهمتهما قد انتهت، طلبت رؤية الأطفال، وافقت المسؤولة وأشارت إلى إحدى المشرفات لتوصلنا وهي تُخبِرنا بأن كل ما يَصِل إلى الدار من هدايا وأموال للأطفال يَصِل للأطفال، ولكن يمكننا توزيع هذه الهدايا عليهم إذا كان لدينا متَّسَع من الوقت، فسارعت صديقتاي:
لا داعي ما دام أن الهدايا ستَصِل إليهم.

نعم؛ فليس لدينا أي وقت.

وجذبتاني من يدي وهما تخشيان المناظر التراجيدية المُحزِنة وتأثيرها علينا جميعًا.

سمعنا صوتًا رقيقًا وكأنه ينادي أحدًا (بس.. بس.. ماما .. ماما) التفتنا.. وجدنا ثلاث بنات صغيرات تتوارين خلف الباب تمدَّدن بأعناقهن، إحداهن سمراء خمرية اللون نصف شعرها منكوش والنصف الآخر ملموم بشريط على هيئة ذيل حصان قصير، عيناها كلها (شقاوة) وبراءة، جذبتني من يدي وطوقتني بذراعيها الصغيرتين، وهي تُقبِّلني في أقصى موضع يَصِل رأسها الصغير إليه من جسمي وهي تَشِب على أطراف أصابعها.

ماما .. ماما.. تعالي لتري حجرتنا.. ستعجبك كثيرًا، أنت حلوة جدًّا يا ماما.. اقعدي - بالله عليك معنا قليلاً، أنا أحبك جدًّا يا ماما.

وسط ذهولي وفرحتي ووقع كلمة ماما على أذني وفي قلبي لم أنتبه إلى أن ما حدث معي حدث مع صديقتي..

ما أن وقفنا بالباب حتى سمعنا أكبر وأحلى (هيه.. هييه) في الدنيا، وجرت الصغيرات إلينا مرحِّبات وقد فرشن قلوبهن من أجلنا بساطًا وفراشًا.

لحظة واحدة، تكهرب الجو، بإشارة من يد المُشرِفة - التي جاءت إثر ارتفاع صوتهن - بالتزام الهدوء حتى لا يُزعِجن الضيوفَ، وأيَّدتها في ذلك (الأم البديلة كما يُطلِقون عليها)، معتذرة بأنها تتعب معهن حتى يَلتزِمن الهدوء والأدب، فانكمشتْ كل منهن في ركنها بخضوع.

سارعنا جميعًا: لا لا.. هن أحلى بنات في الدنيا.. نحن نريد أن نظل معهن على راحتنا، فتركتانا وهما تُحذِّران البنات من الشقاوة وعدم الالتزام، وإلا!

فتحنا الأكياس والصناديق وسط فرحة الصغيرات وكأننا فتحنا كنزًا، ووزعنا ما بها عليهن.. أكلنا الحلوى وشربنا العصائر، لعبنا بالفوانيس والعرائس، تفجَّرَت الأمومة والطفولة كلتاهما بداخلي، صرت طفلةَ أمٍّ وأمَّ طفلةٍ، أنا التي نسيت من أنا؟! مجرد آلة تعمل وتدرس بقلب شغلته الحياة عن معنى الحياة.. غنينا كل أغاني رمضان الجميلة، صنعنا من البالونات والعلب طبلة المسحراتي..

لعبت ورقصت مع البنات بناتي أنا، وكأنني حملت فيهن جميعًا عمري كله وولدتهن الآن فقط، بل أنا التي وُلدت الآن! الفرحة في عيون الصغيرات البراءة (الشقاوة)، المواهب الكامنة فيهن.. مشاعرهن المتدفقة، ظمَؤهن للحب والحنان، رقتهن المتناهية، أصواتهن الناعمة، حرمانهن القاتل من (لمسة، همسة، قُبْلة، حضن دافئ، ابتسامة حب لا شفقة، تدليل لا يَتبعه زجر، ربتة كَتِف، نفَس حار يبث حنانًا.. حبًّا .. رضًا.. هدوءًا.. سكينة، يبث الحياة)!

ماما أنا أحبك جدًّا.. ماما لا تتركيني.. ماما ارجعي لنا بسرعة، ماما هل ستأتين ثانيةً؟ ماما هل تحبينني؟ ماما هل أنا حلوة؟ أرأيتِ عروستي؟ فستاني؟ فانوسي؟ فانوس رمضان؟!.. من قالها لي؟ مَن لم يقلها؟

أنا ماما، أنا أم، أنا إنسان، لا أنا قلب يَنبض ويُحِس ويحب، أنا الحياة.

لم أتركهن، تركت قلبي لديهن.. قلوبنا جميعًا لديهن، خرجنا وفي يدي صديقتاي (أمينة) و(حياة)، وفي يدي وفي قلبي (أمل) أتدرون؟! ابنتي أمل التي أَكفُلها.. التي فتحت قلبي وعقلي للحياة، فتحت لي أبواب الرزق والسعادة؛ فقد وجدت نفسي المطمئنة السعيدة الراضية، وقد صار لي زوج وأبناء، وأكبرهم (أمل)؛ فقد أحبني حبيبي بعد أن أحبها ككل مَن رآها.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/Literature_***...#ixzz2at2ZqaWq










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-08, 07:48   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

في كتاب: ( ذكريات علي الطنطاوي ) :
( ابنتي بنان رحمها الله, وهذه أول مرة أذكر فيها اسمها, أذكره والدّمع يملأ عيني, والخفقان يعصف بقلبي, أذكره أول مرة بلساني و ما غاب عن ذهني لحظة، و لا صورتها عن جناني.
أفتُنْكرون عليّ أن أجد في كل مأتم مأتمها! وفي كل خبر وفاة وفاتها ؟
وإذا كان كل شَجِىٌ يُثير شجاه لأخيه، أفلا يثير شجاي لبنْتي ؟
ما صدَّقتُ إلى الآن وقد مرَّ على استشهادها أربع سنوات ونصف السنة – الآن يقصد عام 1404 هـ - وأنا لا أصدِّق بعقلي الباطن أنها ماتت!
إنني أغفل أحيانا فأظن إنْ رنَّ جرس الهاتف، أنها ستُعْلِمُني على عادتها بأنها بخير؛ لأطمئن عليها.
ولَسْنا على الأَعقابِ تَدْمَى كُلُومُنا * * * ولكن على أَعقابنا يَقْطُرُ الدَّمُ
إني لأتصوّر الآن حياتها كلها مرحلة مرحلة, و يوما يوما، تمر أمامي متعاقبة كأنها شريط أراه بعيني.

[ولقد]كتبَ – يعني علي الطنطاوي - في الحلقة« 199»( من ذكرياته)
بعد سنوات من استشهاد ابنته، بمناسبة يوم عيدٍ [فقال]:
« أنا أكتب هذه الحلقة يوم العيد. ما على ألسنة الناس إلا التهنئات فيها الأمل الحلو، وما في قلبي إلا ذكرياتٌ فيها الألم الـمُرّ.. فأنَّىَ لي الآن، وهذا يومُ عيد، أنْ أقوم بهذا الذي كنتُ أراه واجباً عليّ ؟
كيف أصِل ُإلى القبريْن الذَّيْن ضمّا أحبَّ اثنين إليّ : أمّي وأبي، وبيني وبينهما ما بين مكّة والشّام!
وكيف أصل إلى القبر الثاوي في مدينة (آخن) في ألمانيا، في مقبرة لا أعرف اسمها ولا مكانها ؟؟
ما كان يخطر في بالي يوماً أن يكْزِنَ في قائمة مَنْ أزور أجداثَهم: بِنْتي!!
ويا ليتني استطعتُ أن أفديَها بنفسي، وأن أكون أنا المقتولَ دونها؟
وهل في الدّنيا أبٌ لا يفتدي بنفسه بِنْتَه ؟ إذن لـمُتُّ مرّة واحدة ثم لم أذُق بعدها الموت أبداً !
بينما أنا أموت الآن كل يوم مرّة أو مرّتين، أموت كلّما خطرَتْ ذكراها على قلبي! »

ثم قال عصام العطار عن الشيخ الطنطاوي : ( وفي أيّامه الأخيرة، وهو في غرفة العناية المركّزة بين الحضور والغياب، كان يُحِسّ مَن يحفُّون بسريره من بناته وأصهاره وخُلَّصِ إخوانه، أنه يفتقد بينهم شخصًا لا يراه ؟ ويُرمز إليهم رمزًا واضحاً إلى بنان، ولا يُسعِفُه اللسان، وارتفعت يدُه لتعانق حفيده «أيمن» ابن بِنْتَه الشهيدة - وقد حضر إليه من ألمانيا - عندما رآه.
ثمّ سقطت اليد الواهنة على السرير، وافْترَّتْ شفتاه عن ابتسامة حزينة سعيدةٍ حلوةٍ، امتزج فيها الحزن والسرور والشكوى، ونطقت عيناه وأسارير وجهه بما لا يُوصف من الحنان والشكر والأسى، مما لا يعبّر عنه – كما قالوا – قلمٌ ولا لغةٌ ولا كلام ... ) .










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-08, 07:50   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

عندما يخضع الطب لذات النقاب!!!

دخلت مكتبي في الصباح الباكر ، وإذ ببطاقة بهية المظهر ظريفة الإخراج وضعت على سطح المكتب ، وبعد فتحها علمت أنها دعوة رسمية لحضور افتتاح (المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ) ، وكم كنت أتمنى أن لا يفوتني حضور الإفتتاح غير أن ظروف عملي لم تسمح لي بذلك ، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله .

وفي المساء توجهت للقاعة الماسية في فندق الشيراتون في العاصمة الكويتية حيث يعقد المؤتمر هناك ، وخلال مسيري للقاعة كانت عيناي تلمح في أروقة الفندق بعض قادة العمل الإسلامي وبعض الأدباء والمفكرين والذين كم كنت أتمنى السلام عليهم وتبادل أطراف الحديث معهم لولا تأخري عن المحاضرة المنتظرة ، وبعد دخولي للقاعة فإذا بعريف الجلسة قد بدأ بتقديم المحاضرين .

فإذا به يقدم طبيبتين سعوديتين قد لبستا لباسا فضفاضا وقد غطت كل واحدة منهما وجهها بالنقاب لدرجة كاد النقاب أن يغطي عينيهما ، وبكل صراحة كان مثولهما أمام الجمهور بهذه الصفة أثار الدهشة ، فلقد رأينا كثير ممن ينتسبن للعمل الإسلامي في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات بل وفي اللقاءات التلفزيونية أيضا ولكن كاشفات الوجه آخذات ببعض الأقوال المعتبرة من أقوال فقهائنا ، أما بروز النقاب بهيبته وبضوابطه الشرعية في مؤتمر عالمي كهذا كان له أثر عظيم ، و مما تبادر لذهني عند رؤيتهما تساؤل مفاده ما الذي سيقدمانه هاتين الطبيبتين للحضور ، وكم من متربص ومتربصة بهذا النقاب من الصحفيين الذين كانوا يحتلون مساحة لا بأس بها في القاعة ، بل ومن الغربيين الذين قد وضعوا السماعات على آذانهم لسماع الترجمة المباشرة لهما ، ولا أخفيكم سرا أني كنت أخشى اخفاقهن في العرض خوفا من فرح خصوم المرأة المتدينة (والمنقبة ) على وجه الخصوص .

بدأت المحاضرة وكلي آذان صاغية لما سيقولانه، قامت الأولى وبدأت بعرض ما لديها .

تقدمت بكل هدوء نحو اللاقط وجهاز العرض وبدأت بالسلام ثم قالت إنني لن أذكر اسم الدواء الذي اكتشفته مع مجموعتي الطبية إلا بعد أن أشرح لكم مفعوله الطبي ومن ثم يحق لكم أن تحكموا على هذا العلاج .

بمعنى أنها ستخالف كل من سبقها من الأطباء والذين ذكروا مصادر علاجهم ، وكان هذا الموقف كفيل في إثارة الفضول لدى الحضور في معرفة الدواء ، وللعلم أنها تكتمت على مصدر العلاج خلال نشر نتائج البحث في العام المنصرم وقد نشرت عدة مواقع إخبارية عالمية كــ Cnn نتيجة البحث من غير ذكر مصدره الطبيعي .

فأخذت الدكتورة بعرض الشرائح والصور الحية التي قامت بها على بعض فئران التجارب ، حيث حقنتها بخلايا مصابة بسرطان الرئة .

ثم قامت بعلاج هذه الفئران بالعلاج المُخْتَبَر ، ولقد رأينا العجب ، وذهل كل الحضور من النتائج ، حيث عرضت ستة عيون أو أنابيب إختبار للخلايا المريضة والتي رأينا كيف يضمحل المرض مع طول فترة العلاج إلى أن اختفت الخلايا المريضة تماما .

وقالت إننا سلكنا في بحثنا هذا الطريقة الغربـية في البحث ، حيث أن الأصل عدم صحة الدواء إلى أن يثبت عكس ذلك من خلال المختبر ، لا أننا مكذبين للإعجاز العلمي في ديننا ، لكن اقناعا لأمم الأرض والتي يدين أغلبها بغير الإسلام .

وقالت إنه وبعد ظهور هذه النتائج والتي استهلكت وقتا ليس بالقصير والذي بلغ أربع سنوات - حتى أننا في ذروة البحث واصلنا في بعض الليالي الليل بالنهار - خشينا أن يكون لإيماننا بالنصوص الشرعية أثّر في مجريات البحث ، فأخذنا عينات من العلاج المكتشف بالإضافة لخلايا مريضة وبعثنا بها لجهة محايدة ولم نخبرهم بنوعية المادة المعالجة ، وبعد ظهور النتائج والتي طابقت تماما ما وصلنا إليه حُقّ لنا أن نفاجئ العالم بهذه الحقيقة العظيمة ، والمعجزة النبوية والتي جاءت من غير مختبر وميكروسكوب ، بل جاءت بالوحي الرباني وأن نكشف عن أصل مادة الدواء وهي مأخوذة مما ورد في صحيح البخاري :

(أن رهطا من عكل ، ثمانية ، قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فاجتووا المدينة – أي مرضوا -، فقالوا : يا رسول الله ابغنا رسلا ، قال : ( ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها ، حتى صحوا وسمنوا ) .

فقالت الدواء المكتشف هو من ( بول الإبل )

فاعترت الدهشة الكثير ، فواصلت قائلة أن للحديث بقية ، أرجو ممن تسرب لقلبه شك من جدوى هذا العلاج ، ولا يرضى إلا أن يكون علاجا مستخدما عالميا ، فرجائي أن يبحث بالإنترنت عن العلاج بالبول وستجدون أن كثير من المصحات الأوربية والأمريكية وكذلك الهندية قد أخذ العلاج بالبول حيزا في صيدلياتهم ، ولكن للأسف أن الذي يتعالجون به هو بول الإنسان ، ولكننا هنا نعالج ببول الإبل ونحن واثقون مما نقول بالنص النبوي وكذلك بأنبوبة الاختبار .
وأردفت قائلة :

ونتيجة هذا البحث دليل آخر نضيفه في صفحة كفاحنا دون شخص نبينا صلى الله عليه وسلم ويثبت بأن دفاعنا عنه ليس عاطفة مجردة من دعائم واقعية أومن دوافع حقيقية تحتم علينا ذلك .

وختمت قائلة : و نقول لكل من تسول نفسه بالمساس بشخص نبينا صلى الله عليه وسلم والذي جاءنا بما يشفي أرواحنا وأسقامنا أننا سنبذل دونه أرواحنا وأموالنا وكل ما نملك .

وكانت هذه الكلمات كفيلة بأن تلهب مشاعر الحاضرين فعجت القاعة بالتصفيق الحار من جميع الحضور مع صيحات التكبير ، وهي شامخة بنقابها ثابتة واثقة من نفسها أمام الجموع ،وقد اقشعر بدني من هيبة الموقف .

يعلم الله كم احترمت هذه المرأة وكم كَبُرت في عيني بل وفي ظني أنها شمخت واعتلت وتبوأت مكانا عاليا في ميدان البحث العلمي فلله در الدكتورة فاتن خورشيد (رئيسة وحدة زراعة الخلايا والأنسجة بمركز الملك فهد)وزميلتها الدكتورة صباح المشرف والتي قاسمتها شرح الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-08, 07:51   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

وضعتهم مرة واحدة ليبقى سهل تصفح حكاياته










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-14, 10:30   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

رقائق لم تعد تبكي أحد ماتت القلوب










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-16, 18:25   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
yuuke-chan
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية yuuke-chan
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يالها من رقائق جميلة لمست قلبي و احساسي و ابكتني

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-17, 15:59   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yuuke-chan مشاهدة المشاركة
يالها من رقائق جميلة لمست قلبي و احساسي و ابكتني

بارك الله فيك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة haleeim مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
موضوع في القمـة مـا شاء الله ، سأحاول متابعة الجزء الأول

ننتظر منك كل ما هو مفيد
وفقك الله و سدد خطاك
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
موضوع في القمـة مـا شاء الله

ننتظر منك كل ما هو مفيد
وفقك الله و سدد خطاك
بارك الله فيكما جزاكما الله كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-17, 20:24   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
ساحرة قلوب البشر 2
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية ساحرة قلوب البشر 2
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بآرك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...., ابكتني, رقائق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc