مقومات الثبات على الهداية - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقومات الثبات على الهداية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-05-25, 22:19   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
لؤلؤة السّلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-05-25, 22:24   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

الإجابة واضحة، وكذلك من يقرأ القرآن بفمه ولا يتدبره قلبه فهو كالسحب التي لم تمطر؛ لأن القرآن لم يتجاوز الحناجر، كيف وقد قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا»؛ وعليه، فالمطلوب أولاً حضور القلب، والفهم، ولا يحصل إلا بالتدبر والرجوع إلى التفاسير، فمن تأمل القرآن وفتح قلبه انتفع، وإلا لا.



الأمر الثاني: الحرص على العمل به، لأنه إذا حفظ القرآن – وهذا أمر مطلوب استحبابًا، وطيب – ولكن هل عمل بما حفظ؟! فإن حفظ ولم يعمل كان له خصمًا يوم القيامة «رب حملته أياي فبئس الحامل، تعدى حدودي وضيع فرائضي، وركب معصيتي، وترك طاعتي، فلا يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال: شأنك به»، وفي الحديث «القرآن حجة لك أو عليك» [رواه مسلم].


لكن لماذا المسلمون اليوم يقرؤون القرآن ولم ينتفعوا به؟ لأنهم لم يأتوا بالشروط، فقد اهتموا بالترتيل والتجويد والحفظ وتركوا العمل به.


لكن كيف كان أخذ الصحابة للقرآن؟ كانوا يأخذون القرآن مرتبًا، وأخذوه أخذًا كاملاً لا ناقصًا، فلا يتجاوز الواحد منهم عشر آيات حتى يتعلم تلاوتها وعلمها والعمل بها، فتعلموا العلم والعمل معًا. فما من عبد يقرأ القرآن بتدبر وعلم إلا ويذهب الله عنه الشبهات والشهوات ويثبت قلبه على الحق والهداية.










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 02:48   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
بن الاسلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 02:49   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
بن الاسلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 02:50   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
بن الاسلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 02:51   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
بن الاسلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا لكم










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 02:52   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
بن الاسلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

وجزاكم الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 02:52   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
بن الاسلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

في انتظار المزيد










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 02:53   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
بن الاسلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

من هذه المواضيع المفيدة










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 02:54   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
بن الاسلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

تقبل تحياتي لكم










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 02:55   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
بن الاسلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوكم في الله










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 02:55   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
بن الاسلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

ابن الاسلام










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 19:20   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي



الثالث: حب السُّنَّة وكثرة قراءة السيرة؛ لأن الله قال: }وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ{ [هود: 120]، فثبت الله بقصص الأنبياء فؤاد رسوله، فكيف بقصة خيرهم وسيدهم؟! فاقرأ سيرته العطرة، ومواقفه الجلية، فما من حادثة تمر بك إلا وتجد لك أسوة في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


فهذه السيرة تغنيك عن الترهات والأوهام، وهذه المصائب التي تعيشها الأمة، فإن الله ابتلاها ولا يرفع عنها الذلة والبلاء حتى ترجع إلى دينها، كما في حديث التبايع بالعينة «إذا تبايعتم بالعينة ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» [رواه مسلم].


وخصوصًا في هذه الأزمنة التي اشتدت فيها الغربة، فاعتز يا هذا بدينك واثبت على سبيله، قال الإمام الشاطبي: «هذا زمان الصبر، من لك بالتي كالقبض على الجمر، فتنجو من البلاء؟».


واعلم أننا في زمان الغربة فطوبى للغرباء، فمن تأمَّل أحوالنا فقد أصبحنا في زمن اتباع الهوى، وفقد المعين، وعز من تلوذ به من الموحدين. بيعت فيه الذمم ودارت فيه رحى الفتن والحروب، وانتشر المنافقون، وترادفت الضلالات؛ فالموحد الصادق اليوم أعز من الكبريت الأحمر. وليس للمؤمن فيه مجيب ولا قابل لما يقول، بل بُلي المؤمنون بكل منافق مفتون، واستحكمت الغربة.



ولكن إنك إن كنت غريبًا فإن الله يرحم الغرباء، ما عمل فيه عامل إلا ضاعف الله له أجر عمله، ففي الحديث: «للعامل فيه أجر خمسين» قالوا: منا أو منهم؟ قال: «بل منكم؛ لأنكم تجدون أعوانًا على الخير ولا يجدون»، فطوبى للغرباء.



وإن سألت عن الغرباء مَن هم؟ فقد أجاب عن ذلك الصادق المصدوق، ففي مسند أحمد والطبراني عن ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طوبى للغرباء» قلنا: ومن الغرباء؟ قال: «قوم صالحون قليل في قوم سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم»، وفي لفظ: «الفرارون بدينهم يبعثهم الله مع عيسى ابن مريم».


وورد في بعض طرق الحديث عن ابن مسعود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فرَّ بدينه من قرية إلى قرية، ومن شاهق إلى شاهق، ومن جحر إلى جحر، كالثعلب»، قيل: متى ذلك يا رسول الله؟ قال: «إذا لم تنل المعيشة إلا بمعاصي الله».


واعلموا أن أطيب الغربة غربة الدين لا غربة الدنيا، فبمجرد ما تلتزم بدين الله تجد من أهلك وإخوانك وقرابتك من يلمزك ويستهزئ بك، وهكذا كانت الرسل وأتباعهم، كانت تضيق عليهم الأرض بما رحبت، ولكن لا تضيق عليهم أنفسهم، فأنت إن كنت غريبًا بين الناس فلست بغريب على رب الناس، فاعتز بدينك واثبت على سبيله، فوالله ما وقفت لحظة يلمزك الناس بالاحتقار وبالكلمات الجارحات، إلا كان لك عند الله مكان، وإن الله سيبوؤك مبوأ صدق فاصبر؛ فهذا موسى عليه السلام بعد الأذية والاحتقار واللمز كان عند الله وجيهًا، كم من ملتزم كان حقيرًا عند أهله وعشيرته فما مضت الأيام حتى بوأه الله مبوأ صدق، فأصبح آمرًا وناهيًا.


كل شيء اليوم غربة في طاعة الله، حتى ولو كان في صلاته، أو إمام حي يجد الغربة؛ وكله امتحان، ولكن البشارة عظم الأجر عند الله تعالى.


يا هذا اصبر لعل الله يثبت القلب على طاعته، فيمتحنك ثم يمتحنك، ثم يؤذى المؤمن، ثم يؤذى المؤمن، ثم يؤذى؛ حتى يكون من السابقين السابقين، فيكون من الثلة الآخرين، الذين جاء ذكرهم في سورة الواقعة.










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 19:26   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

الرابع: ومن أعظم مقومات الثبات على الهداية الصبر:


ولسائل أن يتساءل: لماذا قال العلماء الصبر؟ لأن كل من آمن لا بد أن يبتلى }أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{ [العنكبوت: 2]، ومن أجل أن يتضح لنا الأمر نذكر بعض النماذج من صبر وثبات الأمم السابقة، ومن أحسنها قصة غلام نجران، ففي مسند أحمد عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر الساحر قال: ادفع لي غلامًا لأعلمه السحر، فدفع إليه غلامًا، وكان بين الساحر والملك راهبٌ، فأتى الغلام الراهب فسمع من كلامه فأعجبه كلامه، وفي يوم من الأيام حبست الناس دابة، فقال الغلام: اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر؟ فأخذ حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة. ورماها فقتلها. ومضى الناس فأخبر الراهب بذلك، فقال: أي بني، أنت اليوم أفضل مني، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل عليَّ»، وسوف ترى فعلاً أن الغلام أفضل من الراهب؛ لأن نفعه متعدٍ، والراهب نفعه قاصر على نفسه، وكيف يسعى الغلام في هداية الناس، «فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأمراض»، وليس هو مثل عيسى عليه السلام، وإنما كان مستجاب الدعوة، «وكان للملك جليس فعمي، فسمع به، فآتاه بهدايا كثيرة، وقال: إن أنت شفيتني فكل ما هاهنا لك، فقال: أنا لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله، فإن أنت آمنت به دعوت الله أن يشفيك. فآمن فدعا الله له فشفاه. ثم أتى الملك، فقال: مَن ردَّ عليك بصرك؟ فقال: ربي. فقال: أنا؟ قال: لا، ولكن ربي وربك الله. قال: فما زال به يعذبه حتى دلَّ على الغلام، فجيء به، فما زال يعذبه حتى دلَّ على الراهب، فجيء بالراهب، فقال: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار على مفرق رأسه حتى وقع شقاه، وقال للأعمى: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه. وقال للغلام: ارجع عن دينك، فأبى، فبعث به مع نفر، فقال: إذا بلغت ذروة الجبل فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه. فذهبوا به، فلما صعدوا الجبل، قال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل، فدهدهوا أجمعون، ورجع الغلام إلى الملك. فقال: أين أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله. فبعثه مع نفر في قرقورة، فقال: إذا توسطتم البحر فأغرقوه. فلما توسطوا به البحر، قال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فغرقوا أجمعون، ورجع الغلام إلى الملك، فقال: أين أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله، ثم قال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، ثم تصلبني على جذع ثم تأخذ سهمًا من كنانتي ثم قل: بسم الله رب الغلام، ففعل به ووضع السهم في كبد القوس ثم رمى وقال: بسم الله رب الغلام، فوقع السهم في صدغه فوضع الغلام يده على موضع السهم فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، فذلك عند قوله: قتل أصحاب الأخدود، فخدت الأخاديد وأضرمت النيران، ومن رجع عن دينه وإلا أقحموه فيها».


كذلك قصة سحرة فرعون حينما جمعهم، وكان عندهم هوى وحب الدنيا، بل طلبوا من فرعون المناصب والمال إن كانوا هم الغالبين، ولما قال لهم موسى: }وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا{ [طه: 61]؛ نظر بعضهم إلى بعض وقالوا: ليس هذا بكلام ساحر، ثم قالوا: }يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ{ [الأعراف: 115]، قال: ألقوا، فلما ألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا: بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون، فرآها الناس حيّات وثعابين، وألقى موسى عصاه فصارت حية وأكلت هذه الحيات والثعابين، }وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ{ [الأعراف: 120-121].


والسؤال: لماذا آمن السحرة؟


لأن عملهم في الأصل: خداع للبصر، وإيهام للناس، وحبالهم وعصيهم لا زالت على حالها حبالاً وعصيًا؛ أما موسى عليه السلام، فقد تحولت فعلاً إلى حية، ولو كان ثمة آلة تصوير والتقطت صورتها لظهرت في الصورة حية حقيقية، على حين أن حيات السحرة حبال وعصي؛ لذلك آمن السحرة هذا الإيمان السريع؛ لأنهم رأوا شيئًا يهز قلوبهم، حتى بلغ منهم الإيمان مبلغًا عظيمًا، فحين سجدوا ووفقهم الله للسجود جلَّى الله لهم الجنة وهم سجود.


والحاصل من هذا كله: أنهم بمجرد أن قالوا: آمنا؛ بدأ الابتلاء، ولكن الله ربط على قلوبهم ورسخ الإيمان فيهم، فجعلوا يتحدون فرعون ولا يبالون به، لأنهم تصوروا عظمة الله فهانت عليهم عظمة فرعون الزائفة، وصغرت الدنيا في عيونهم فلم يبالوا بتهديد فرعون بالصلب وقطع الأعضاء؛ وذلك حينما رسخ الإيمان في قلوبهم وهانت عليهم الأنفس والأموال، ولم يترددوا في إعلان إيمانهم، وأخذوا يقارنون بين عذاب الدنيا المؤقت وعذاب الآخرة المؤبد؛ لذلك صرخوا في وجه فرعون مستهينين بقضائه.


}فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{ [طه: 72]، وإنني والله أتمنى إيمانًا مثل هذا الإيمان. إيمان سحرة فرعون، فلما قالوا ما قالوا أراد الله إكرامهم بكرامة أخرى فقتلهم فرعون لكي يكونوا شهداء، ولنا وقفة:










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-26, 19:28   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

أين السحرة الآن؟ إنهم في الجنة.


وأين فرعون وقومه؟ مات وذهبت الدنيا، }النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ{ [غافر: 46].


كذلك قصة امرأة فرعون لم تغتر بالملك ولا بالحطام الفاني، ولكنها اختارت الله والدار الآخرة، ولذلك لما رأت الملائكة تعرج بروح ماشطة بنت فرعون آمنت، كما في مسند أحمد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم «لما كانت ليلة الإسراء أتى على رائحة طيبة فقال لجبريل: ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها، قال: قلت: ما شأنها؟ قال: بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقطت المدري – أي المشط – من يدها، فقالت: بسم الله، فقالت ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا، ربي ورب أبيك الله، قالت: أخبره بذلك؟ قالت: نعم، فأخبرته، فدعاها فقال: يا فلانة، وإن لك ربًا غيري؟ قالت: نعم، ربي وربك الله من في السماء، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها، قال: فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحدًا واحدًا إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها رضيع، وكأنها تقاعست من أجله، فقال: يا أمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة؛ فاقتحمت»، وكانت امرأة فرعون جالسة، فرأت الملائكة تعرج بروح ماشطة ابنة فرعون فآمنت.


فحينما قالت ذلك بدأ الامتحان، فقال فرعون: رغبوها أعطوها الذهب، فلم يجدِ، فقال: رهبوها، فأول تعذيب لها أنه كان يوقفها في الشمس المحرقة، فإذا أدبر أظلتها الملائكة بأجنحتها، ثم انتقل إلى تعذيب آخر، فثبتها بالأوتاد في الأرض فابتسمت، فقال: في عقلها جنون، كيف نعذبها وتضحك؟! لكن الله ثبتها حيث جلَّى لها قصور الجنة، فطلبت الجار قبل الدار في دعائها المشهور: }رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{ [التحريم: 11]. وكله من تثبيت الله لها.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مقومات, التباث, الهداية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc