الدعوة إلى وحدة الأديان - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الدعوة إلى وحدة الأديان

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-17, 21:04   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ببوشة مشاهدة المشاركة


وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته


يا اخي فتحون المحترم هؤلاء العلماء جزاهم الله عنا كل خير ما تركوا لنا فرصة

حتى نفهم كلامهم بالغلط فكلامهم كله واضح و لا يتطلب الى تاويل.

إن الدين الإسلامي بعد مجيئه

المشكلة عندنا نحن المسلمون،حيث نعتقد ان الاسلام دين خاص بنا اول من دعى اليه

هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بينما نجد ان النبي نوح عليه السلام هو اول من دعى

اليه،ثم الرسل من بعده وفي الاخير نبينا بدليل القران نفسه وكلام الشيخ بن باز.

وهو الدين الذي بشر به جميع الأنبياء

فهل يعقل ان يكون هناك نبيا دعى في قومه و لم يتبعه احدا؟

اذا الذين اتبعوا رسلهم و امنوا بما دعوا اليه بالقطع هم مسلمون سواءا كانوا يهودا ام

نصارى لانهم اسلموا وجههم لله وهذا هو مفهوم الاسلام في القران.

الله عز وجل لم يصف كل اليهود و النصارى بالكفر بل خص منهم الذين تفوهوا بذلك

القول.

اما تحريفهم لكتبهم فان كان المقصود به تاويل كلام الله في غير محله فهذا وارد حسب

اقوال المفسرين،اما اذا كان المقصود بالتحريف حذف و زيادة وتغيير في كتاب الله فهذا

غير ممكن حسب المفسرين ايضا.


قضية الاديان والكتب المنسوخة لا يقوم لها دليلا الا في مخيلتنا، فاليهود و النصارى موجودون

وكتبهم كذلك موجودة،والله امر في القران الايمان بها لنا كمسلمين و العمل بها لاصحابها،حتى

انه يامر رسولنا ان يحكم بما في التوراة بين اليهود علما ان القران كان موجودا

.فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعْرض عنهم... وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله


فتبين ان التوراة لم تنسخ في ايام رسولنا والعمل بها جار على عهده,فمتى نسخت؟



صدقا و للأسف كلامك في غاية الخطورة
أخي ببوشة فبالرغم من أن آخر مشاركتي فيها كفاية و أدلة واضحة على أن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم
فأصبح لأجل تعقيبك لزامًا توضيح الأصح من ما تقرَّر من عقائد الإيمان فأرجو ان يوفقك الله لفهم معنى الآية

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: 19]
قال العلاَّمة ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية:
﴿﴿ وقوله: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ﴾ إخبار من الله تعالى بأنَّه لا دِين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام، وهو اتِّباع الرُّسل فيما بعثهم الله به في كلِّ حين، حتَّى ختموا بمحمَّد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، الَّذي سدَّ جميع الطُّرق إليه إلاَّ من جهة محمَّد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، فمن لقي الله بعد بعثة محمَّد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ بدِين على غير شريعته، فليس بمتقبَّل»(1).









 


قديم 2015-03-19, 20:35   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
ببوشة
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحون مشاهدة المشاركة


صدقا و للأسف كلامك في غاية الخطورة
أخي ببوشة فبالرغم من أن آخر مشاركتي فيها كفاية و أدلة واضحة على أن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى



والله يا اخي فتحون لم ارى في ما قدمته اي دليل مقنع بان الشرائع السابقة نسخت بشريعة

نبينا محمد صلى الله عليه و سلم،فكل ما نقلته هو عبارة عن راي الشيخ بن باز ،وانت تعرف

ان المسائل الفقهية 95 بالمائة منها هي اجتهادات من العلماء كل منهم يبدي برايه و لذا نجد بينهم

اختلاف في وجهات النظر،ونفس الشيئ بالنسبة لما نقلته عن العلامة ابن كثير.

سوف اعيد الاستشهاد بتفسير العلامة السعدي لكني الفت انتباهك الى ان تفسيره قدما له شيخان

احدهما عبد الله بن عقيل و الاخر محمد العثيمين،و حققه الدكتور عبد الرحمن اللويحق بالاضافة الى

العلامة السعدي صاروا اربعة علماء كلهم يقرون و يؤيدون و يصححون التفسير الذي فسرت به الاية

انت ترفض هذا التفسير ولا تقبله فانت حر لا احد يفرض عليك شيئا لا تقتنع به،لكنك في المقابل تريد

الزامي براي شخص واحد وتجعل من وجهة نظره دليلا لا يقبل النقاش،فهل هذا من الانصاف؟










فان كانت شريعة سيدنا محمد نسخت ما سبقها لماذا كل ملة تدعى الى كتابها؟









قديم 2015-03-19, 20:46   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
ببوشة
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا الشيخ ابن تيمية يوضح الامر نوعا ما حول الاسلام

ويبين انه ليس بدين جديد جاء به نبينا محمد او هو خاص

بنا لوحدنا و يبين ان التوراة حكم بها نبيون مسلمون و ان

من تبعهم فهو مسلم و ان دخول الجنة لايختص بامتنا دون

الملل الاخرى بل كل من اسلم وجهه لله فهو مسلم.

















قديم 2015-03-19, 21:22   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ببوشة مشاهدة المشاركة
والله يا اخي فتحون لم ارى في ما قدمته اي دليل مقنع بان الشرائع السابقة نسخت بشريعة

نبينا محمد صلى الله عليه و سلم،فكل ما نقلته هو عبارة عن راي الشيخ بن باز ،وانت تعرف

ان المسائل الفقهية 95 بالمائة منها هي اجتهادات من العلماء كل منهم يبدي برايه و لذا نجد بينهم

اختلاف في وجهات النظر،ونفس الشيئ بالنسبة لما نقلته عن العلامة ابن كثير.

سوف اعيد الاستشهاد بتفسير العلامة السعدي لكني الفت انتباهك الى ان تفسيره قدما له شيخان

احدهما عبد الله بن عقيل و الاخر محمد العثيمين،و حققه الدكتور عبد الرحمن اللويحق بالاضافة الى

العلامة السعدي صاروا اربعة علماء كلهم يقرون و يؤيدون و يصححون التفسير الذي فسرت به الاية

انت ترفض هذا التفسير ولا تقبله فانت حر لا احد يفرض عليك شيئا لا تقتنع به،لكنك في المقابل تريد

الزامي براي شخص واحد وتجعل من وجهة نظره دليلا لا يقبل النقاش،فهل هذا من الانصاف؟










فان كانت شريعة سيدنا محمد نسخت ما سبقها لماذا كل ملة تدعى الى كتابها؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ببوشة مشاهدة المشاركة
هذا الشيخ ابن تيمية يوضح الامر نوعا ما حول الاسلام

ويبين انه ليس بدين جديد جاء به نبينا محمد او هو خاص

بنا لوحدنا و يبين ان التوراة حكم بها نبيون مسلمون و ان

من تبعهم فهو مسلم و ان دخول الجنة لايختص بامتنا دون

الملل الاخرى بل كل من اسلم وجهه لله فهو مسلم.











أخي ببوشة إعلم رحمك الله أن اللبس الواقع
يكمن في جزئية بسيطة تجمع بين ما جئت به أنت من كلام العلماء
و ما قدمته لك
فلا أعتراض و لا تناقض بين الأدلة
إلا انك لم ترد أن تفهم أن الفرق يكمن في

أن الدين الإسلامي بعد بعثت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أصبح هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض
لقول الله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ
دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ

وقوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ
اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا
فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

والادلة في هذا المعنى كثيرة، الثابتة والدالة بأن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى الله عليه
وسلم، وأن ما فيهما من حق أثبته الإسلام
وما فيهما من باطل هو مما حرفه القوم وبدلوه حسب أهوائهم.


فالإسلام
بعد بعثت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض
وهو الدين الذي بشر به جميع الأنبياء.


أما من استقام على دين المسيح وآمن به
و كل من آمن بالله واليوم الآخر من جميع الأمم واتبع الرسل
واستقام على دينه حتى مات عليه
قبل بعثت محمد - صلى الله عليه وسلم
فهو بإذن الله في الجنة.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
فمن آمن بالله ورسله من هذه الأمم ومن بني إسرائيل من اليهود والنصارى ومن غيرهم، من الأمم كلهم إلى الجنة
كل من تابع الرسل من أولهم إلى آخرهم،
قبل بعثت محمد - صلى الله عليه وسلم
فهو إلى الجنة، ومن عصاهم وخالفهم فهو إلى النار
.


أم أنك تعتقد أن التحول من الإسلام إلى اليهودية والمسيحية ليس ردة و كفر ؟









آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-03-20 في 14:05.
قديم 2015-03-20, 13:34   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي






بسم الله الرّحمن الرّحيم


أستسمح الإخوة على المداخلة البسيطة وأرجو النّفع فيها لي ولأخواي ، وجميع مَن مرّ على الموضوع بقصد معرفة الإسلام وحقيقته .


فالأخ ببوشة قال هنا:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ببوشة مشاهدة المشاركة



هذا الشيخ ابن تيمية يوضح الامر نوعا ما حول الاسلام

ويبين انه ليس بدين جديد جاء به نبينا محمد او هو خاص

بنا لوحدنا
و يبين ان التوراة حكم بها نبيون مسلمون و ان

من تبعهم فهو مسلم و ان دخول الجنة لايختص بامتنا دون

الملل الاخرى بل كل من اسلم وجهه لله فهو مسلم.





على حسب قوله هذا ، والله أعلم ، وأرجو أن أكون قد أصبتُ الهدف إن شاء الله ، فهو يقصد أنّ الإسلام لم ينزل به على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقط ، وإنّما هو دين جميع الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ..ومن ذلك قول الله تعالى في الآية : ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) ) الأنعام .


وقد شرح هذه الآية الشيخ السعدي رحمه الله بقوله:

قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) : يأمر تعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم، أن يقول ويعلن بما هو عليه من الهداية إلى الصّراط المستقيم: الدّين المعتدل المتضمّن للعقائد النّافعة، والأعمال الصالحة، والأمر بكل حسن، والنهي عن كل قبيح، الذي عليه الأنبياء والمرسلون، خصوصا إمام الحنفاء، ووالد من بعث من بعد موته من الأنبياء، خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهو الدين الحنيف المائل عن كل دين غير مستقيم، من أديان أهل الإنحراف، كاليهود والنصارى والمشركين.

{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي } أي: ذبحي، وذلك لشرف هاتين العبادتين وفضلهما، ودلالتهما على محبة الله تعالى، وإخلاص الدين له، والتقرب إليه بالقلب واللسان، والجوارح وبالذبح الذي هو بذل ما تحبه النفس من المال، لما هو أحب إليها وهو الله تعالى. ومن أخلص في صلاته ونسكه، استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله. وقوله: { وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي } أي: ما آتيه في حياتي، وما يجريه الله عليَّ، وما يقدر عليَّ في مماتي، الجميع { لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }

{ لَا شَرِيكَ لَهُ } في العبادة، كما أنه ليس له شريك في الملك والتدبير، وليس هذا الإخلاص لله ابتداعا مني، وبدعا أتيته من تلقاء نفسي، بل { بِذَلِكَ أُمِرْتُ } أمرا حتما، لا أخرج من التبعة إلا بامتثاله { وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } من هذه الأمة.


https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saad...161.html#saadi



و ليعلم الأخ الفاضل ببوشة أنّ التبليغ لشريعة الله من الأنبياء والرسل لأقوامهم فقط ولم يتعدّوها ، وأنّ الكتب التي نزلت قبل القرآن الكريم لتبيان شريعة الله من أحكام ، وكلّ قوم منحه الله شرعة ومنهاج على حسب الظروف والأحوال والأزمان .

لكن هذه الشّرائع التي جاءت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم قد دخلها تحريف وتغيير بعد موت الأنبياء والرسل ، فجاء محمّد صلى الله عليه وسلم للعالمين ، و ليس لقومه فقط ، جاء بما هو باقٍ من الحق الذي لم يتم تحريفه في الشرائع الأخرى وزيد له أحكام أخرى ومنهاج آخر ( طريق وسُنّة خاصّة بالنّبي صلى الله عليه وسلم، كما شرحها الشيخ السعدي رحمه الله ) على حسب الحال والزمن الذي جاء فيه النبي صلى الله عليه وسلم .


قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرح الآية : ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) :

يقول تعالى: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ } الذي هو القرآن العظيم، أفضل الكتب وأجلها. { بِالْحَقِّ ْ} أي: إنزالا بالحق، ومشتملا على الحق في أخباره وأوامره ونواهيه. { مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ } لأنّه شهد لها ووافقها، وطابقت أخباره أخبارها، وشرائعه الكبار شرائعها، وأخبرت به، فصار وجوده مصداقا لخبرها.

{ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ْ} أي: مشتملا على ما اشتملت عليه الكتب السّابقة، وزيادة في المطالب الإلهية والأخلاق النّفسية. فهو الكتاب الذي تتبع كل حق جاءت به الكتب فأمر به، وحث عليه، وأكثر من الطرق الموصلة إليه.

وهو الكتاب الذي فيه نبأ السّابقين واللاّحقين، وهو الكتاب الذي فيه الحكم والحكمة، والأحكام الذي عرضت عليه الكتب السابقة، فما شهد له بالصدق فهو المقبول، وما شهد له بالرد فهو مردود، قد دخله التحريف والتبديل، وإلاّ فلو كان من عند الله، لم يخالفه.

{ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ْ} من الحكم الشرعي الذي أنزله الله عليك. { وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ْ} أي: لا تجعل اتّباع أهوائهم الفاسدة المعارضة للحق بَدَلاً عمّا جاءك من الحق فتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.

{ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ } أيّها الأمم جعلنا { شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ْ} أي: سبيلا وسُنّة، وهذه الشرائع التي تختلف باختلاف الأمم، هي التي تتغيّر بحسب تغيّر الأزمنة والأحوال، وكلّها ترجع إلى العدل في وقت شرعتها،

وأما الأصول الكبار التي هي مصلحة وحكمة في كل زمان، فإنّها لا تختلف، فتشرع في جميع الشرائع. { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ْ} تَبَعًا لشريعة واحدة، لا يختلف متأخّرها و[لا] متقدّمها.

{ وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ } فيختبركم وينظر كيف تعملون، ويبتلي كلّ أمة بحسب ما تقتضيه حكمته، ويؤتي كل أحد ما يليق به، وليحصل التّنافس بين الأمم ، فكلّ أمّة تحرص على سبق غيرها، ولهذا قال: { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ْ} أي: بادروا إليها وأكملوها، فإنّ الخيرات الشاملة لكل فرض ومستحب، من حقوق الله وحقوق عباده، لا يصير فاعلها سابقا لغيره مستوليا على الأمر، إلا بأمرين: المبادرة إليها، وانتهاز الفرصة حين يجيء وقتها ويعرض عارضها، والاجتهاد في أدائها كاملة على الوجه المأمور به.

ويستدل بهذه الآية، على المبادرة لأداء الصلاة وغيرها في أوّل وقتها، وعلى أنّه ينبغي أن لا يقتصر العبد على مجرّد ما يجزئ في الصلاة وغيرها من العبادات من الأمور الواجبة، بل ينبغي أن يأتي بالمستحبات، التي يقدر عليها لتتمّ وتكمل، ويحصل بها السبق.

{ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ْ} الأمم السابقة واللاحقة، كلهم سيجمعهم الله ليوم لا ريب فيه. { فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } من الشّرائع والأعمال، فيثيب أهل الحق والعمل الصالح، ويعاقب أهل الباطل والعمل السّيئ.


https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saad...a48.html#saadi




وعلى حسب ما شرحه الشيخ السعدي رحمه الله ، فإنّه لايسمع بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم من إنس أو جن إلاّ وجب عليه الدخول في شريعته وإلاّ كان من الخاسرين ، لأنّ الشريعة التي جاء بها محمّد صلى الله عليه وسلم هي آخر الشرائع وناسخة لما قبلها التي دخلها كثير من التحريف والتّغيير والتّبديل .( ويقصد بها الأحكام التي نتعبّد بها الله ونتقرّب بها إليه ، وليس المقصود العقيدة التي نعتقدها في ربّنا وهي التي يتّفق فيها جميع الأنبياء والرسل برسالاتهم ودعواتهم بتوحيد الله في الرّبوبية والعبادة وفي الأسماء والصّفات ) .


قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله بن الفوزان حفظه الله :

( والإسلام: هو الاستسلام لله بالتّوحيد والإنقياد له بالطاعة، والبراءة من الشِّرْك وأهله هذا هو الإسلام، وهو دين جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فكلّ مَنِ اتّبع نبيًّا من الأنبياء وعمل بشريعته فهو مسلم إلى أن بعث الله نبيّه محمدا صلى الله عليه وسلم للنَّاس كافة وللعالمين أجمع

فصار الإسلام بإتّباع هذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً )، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً

فَمَن لم يُطِع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وينقاد له فليس بمسلم وإن كان يزعم أنّه يهودي أو نصراني وأنّه متّبع لموسى أو لعيسى ، قال صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ

فصار الإسلام منحصرا بإتّباع هذا الرّسول محمد صلى الله عليه وسلم ، قال صلى الله عليه وسلم: "والله لو كان أخي موسى حيًّا ما وسعه إلاّ إتّباعي" ولذلك إذا نزل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان يكون تابعا لهذا الرسول وحاكما بالإسلام شريعة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم لأنّه هو النّبي الخاتم، ولأنّ الله أرسله للناس كافّة عربهم وعجمهم كتابيهم وأميهم، كلّهم يجب عليهم اتّباع هذا الرّسول: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) )

منقول من خطبة عنوانها : الإسلام . للشيخ صالح الفوزان حفظه الله .


https://www.alfawzan.af.org.sa/node/15101



وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح ثلاثة الأصول ، فقال من بين ماقال في الشرح:

اعلم رحمك الله(1) أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل (2) ؛ الأولى: العلم وهو : معرفة الله(3) . . . .

ثم شرح تلك النقاط الثلاث ....وعرّج بعدها إلى القول:

ومعرفة نبيّه (1) ومعرفة دين الإسلام(2) ...

فقام بشرحها كالتالي :

(1) أي معرفة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم المعرفة التي تستلزم قبول ما جاء به من الهدى ودين الحق، وتصديقه فيما أخبر، وامتثال أمره فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وتحكيم شريعته والرضا بحكمه

قال الله عز وجل: ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (النساء:65) .

وقال تعالى: ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (النور:51) .

وقال تعالى : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )(النساء:الآية59)

وقال عز وجل: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )(النور:الآية63)

قال الإمام أحمد رحمه الله: "أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشِّرْك لعلّه إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزّيغ فيهلك".

(2) قوله معرفة دين الإسلام: الإسلام بالمعنى العام هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله الرّسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلّها إسلام لله عز وجل:

قال الله تعالى عن إبراهيم: ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (البقرة:12)

والإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم لأنّ ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة فصار من أتبعه مسلماً ومن خالفه ليس بمسلم ، فأتباع الرسل مسلمون في زمن رسلهم ،

ثمّ أعطى الأدلّة :

فاليهود مسلمون في زمن موسى صلى الله عليه وسلم والنصارى مسلمون في زمن عيسى صلى الله عليه وسلم ، وأما حين بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به فليسوا بمسلمين.

وهذا الدّين الإسلامي هو الدين المقبول عند الله النافع لصاحبه قال الله عز وجل: ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام )(آل عمران:الآية19) وقال: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (آل عمران:85)

وهذا الإسلام هو الإسلام الذي امتن به على محمد صلى الله عليه وسلم وأمّته ، قال الله تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً )(المائدة:الآية3)

(1) قوله: بالأدلة : جمع دليل وهو ما يرشد إلى المطلوب ، والأدلة على معرفة ذلك سمعية ، وعقلية ،

فالسّمعية ما ثبت بالوحي وهو الكتاب والسُنَّة،

والعقلية ما ثبت بالنّظر والتّأمّل ، وقد أكثر الله عز وجل من ذكر هذا النوع في كتابه فكم من آية قال الله فيها ومن آياته كذا وكذا ،وهكذا يكون سياق الأدلة العقلية الدالة على الله تعالى.

وأمّا معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالأدلة السّمعية فمثل قوله تعالى: ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ )(الفتح:الآية29) الآية.

وقوله : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل )(آل عمران:الآية144). بالأدلة العقلية بالنّظر والتأمل فيما أتى به من الآيات البينات التي أعظمها كتاب الله عز وجل المشتمل على الأخبار الصّادقة النافعة والأحكام المصلحة العادلة، وما جرى على يديه من خوارق العادات ، وما أخبر به من أمور الغيب التي لا تصدر إلاّ عن وحي والتي صدقها ما وقع منها.


ثم ذكر :

الثانية العمل به (1) الثالثة: الدعوة إليه(2) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

-------------------------------------------------

(1) قوله العمل به : أي العمل بما تقتضيه هذه المعرفة من الإيمان بالله والقيام بطاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه من العبادات الخاصة ، والعبادات المتعدّية، فالعبادات الخاصة مثل الصلاة ، والصوم ، والحج ، والعبادات المتعدية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله وما أشبه ذلك.

والعمل في الحقيقة هو ثمرة العلم ، فَمَن عمل بلا علم فقد شابه النصارى، ومَن علم ولم يعمل فقد شابه اليهود.

(2)أي الدعوة إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من شريعة الله تعالى على مراتبها الثلاث أو الأربع التي ذكرها الله عز وجل في قوله : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ )(النحل:الآية125) والرابعة قوله: ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ )(العنكبوت:الآية46).

ولا بدّ لهذه الدّعوة من علم بشريعة الله عز وجل حتى تكون الدعوة عن علم وبصيرة . لقوله تعالى: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (يوسف:108) .

والبصيرة تكون فيما يدعو إليه بأن يكون الداعية عالماً بالحكم الشرعي، وفي كيفية الدعوة، وفي حال المدعو.

ومجالات الدعوة كثيرة منها: الدعوة إلى الله تعالى بالخطابة ، وإلقاء المحاضرات، ومنها الدعوة إلى الله بالمقالات ، ومنها الدعوة إلى الله بحلقات العلم ، ومنها الدعوة إلى الله بالتأليف ونشر الدين عن طريق التأليف.

ومنها الدعوة إلى الله في المجالس الخاصة فإذا جلس الإنسان في مجلس في دعوة مثلاً فهذا مجال للدعوة إلى الله عز وجل ولكن ينبغي أن تكون على وجه لا ملل فيه ولا إثقال، ويحصل هذا بأن يعرض الداعية مسألة علمية على الجالسين ثم تبتدئ المناقشة ومعلوم أن المناقشة والسؤال والجواب له دور كبير في فهم ما أنزل الله على رسوله وتفهيمه، وقد يكون أكثر فعالية من إلقاء خطبة أو محاضرة إلقاء مرسلاً كما هو معلوم.

والدعوة إلى الله عز وجل هي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام وطريقة مَن تبعهم بإحسان،

فإذا عرف الإنسان معبوده ، ونبيّه ، ودينه ومنَّ الله عليه بالتّوفيق لذلك ، فإنّ عليه السعي في إنقاذ إخوانه بدعوتهم إلى الله عز وجل وليبشر بالخير ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبى طالب رضي الله عنه يوم خيبر: "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم"(2) متفق على صحته.

ويقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : "مَن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً"(3). وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم أيضاً: "مَن دلّ على خير فله مثل أجر فاعله(4).


https://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_17929.shtml




وخلاصة قولي: بعد ما نقلته من أقوال العلماء الرّاسخين .

أنّ الذي لايعتقد ما شرحه العلماء في معنى الإسلام وأنّه هو الدّين الذي لانبغي به بديلاً ، وأنّه شريعة قد نسخت جميع الشرائع السّابقة ، فلايسمع بهذه الشريعة الإسلام ، يهودي أو نصراني أو أيٍ كان من الإنس والجن ولم يؤمن بها إلاّ ودخل النار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، كأنّه يدعو إلى وحدة الأديان بمخالفة أقوال هؤلاء العلماء وما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث .

وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل فيه: " لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ " تبطل دعوة وحدة الأديان إبطالاً لانقاش فيه ولاجدل .


أرجو أن يصل هذا الشرح أذهان مَن كانت لهم شُبهة في أنّ الشّريعة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ناسخة لكلّ الشّرائع التي سبقتها . وعلينا اتّباع شريعة محمّد صلى الله عليه وسلم لاغيرها .


وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .












قديم 2015-03-20, 21:35   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي





بسم الله الرّحمن الرّحيم


بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل فيه: " لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ " تبطل دعوة وحدة الأديان إبطالاً لانقاش فيه ولاجدل .




إنّ الدّين عند الله الإسلام


فقد وردت إلينا الرسالة التالية:

سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال: ظهرت في العصر الحديث فرقة انتشرت في أوربا وأمريكا انضم إليها عدد من المثقفين والمفكرين والمؤلفين المنتسبين إلى الإسلام. وتتلخص عقيدة هذه الفرقة بأن الديانات الكبرى كاليهودية والنصرانية والهندوكية والبوذية وغيرها هي أديان صحيحة ومقبولة عند الله سبحانه وتعالى. وأن المخلصين من أتباعها يصلون إلى الحق وينجون من النار ويدخلون الجنة دون حاجة في كل هذا إلى الدخول إلى الإسلام.

أرجو من سماحتكم الرد على هذا الزعم.


الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:

فهذا الزعم المذكور باطل بالنصوص من الكتاب والسُنّة وإجماع العلماء.

أما الكتاب فقوله جل وعلا: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[1].

وقوله سبحانه: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[2]، وقوله عز وجل في سورة المائدة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[3] والآيات في هذا المعنى كثيرة.


وأمّا السُنّة فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار )) أخرجه مسلم في صحيحه.

وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي ذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ))،

ويدل على هذا المعنى من القرآن الكريم قوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا[4]، وقوله عز وجل: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ[5]، وقوله سبحانه: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ[6] الآية.

وقوله عز وجل في سورة الأعراف في شأن نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[7] ثم قال سبحانه بعد ذلك: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[8].

وقد أجمع العلماء على أنّ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الثقلين، وأنّ مَن لم يؤمن به ويتّبع ما جاء به فهو من أهل النار ومن الكفار سواء كان يهوديا أو نصرانيا أو هندوكيا أو بوذيا أو شيوعيا أو غير ذلك.

فالواجب على جميع الثقلين من الجن والإنس أن يؤمنوا بالله ورسوله، وأن يعبدوا الله وحده دون ما سواه، وأن يتّبعوا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم حتى الموت.

وبذلك تحصل لهم السّعادة والنجاة والفوز في الدنيا والآخرة كما تقدم ذلك في الآيات السابقة والحديث الشريف، وكما قال الله عز وجل: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ[9]

وقال سبحانه: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[10]،

وقال عز وجل في سورة النور: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[11] ، والآيات في هذا المعنى كثيرة.


وجميع الديانات المخالفة للإسلام فيها من الشرك والكفر بالله ما يخالف دين الإسلام الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وبعث به محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وأفضلهم..

وفيها عدم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وعدم اتّباعه، وذلك كاف في كفرهم واستحقاقهم غضب الله وعقابه وحرمانهم من دخول الجنة واستحقاقهم لدخول النار إلاّ مَن لم تبلغه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم. فهذا أمره إلى الله سبحانه وتعالى.

والصحيح: أنه يمتحن يوم القيامة فإن أجاب لما طلب منه دخل الجنة وإن عصا دخل النار،

وقد بسط العلامة ابن القيم - رحمه الله - هذه المسألة وأدلتها في آخر كتابه: طريق الهجرتين تحت عنوان: طبقات المكلّفين. فَمَن أراده فليراجعه ليستفيد منه الفائدة الكبيرة..

والله ولي التوفيق، وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


-----------------------------------------------------------------------

[1] سورة آل عمران الآية 19.

[2] سورة آل عمران الآية 85.

[3] سورة المائدة الآية 3.

[4] سورة سبأ الآية 28.

[5] سورة الأنعام الآية 19.

[6] سورة إبراهيم الآية 52.

[7] سورة الأعراف الآية 157.

[8] سورة الأعراف الآية 158.

[9] سورة غافر الآيتان 51 – 52.

[10] سورة الحج الآيتان 40 – 41.

[11] سورة النور الآية 55.


مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السابع



https://www.binbaz.org.sa/mat/150












قديم 2015-03-21, 11:15   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
ببوشة
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحون مشاهدة المشاركة



أخي ببوشة إعلم رحمك الله أن اللبس الواقع
يكمن في جزئية بسيطة تجمع بين ما جئت به أنت من كلام العلماء
و ما قدمته لك
فلا أعتراض و لا تناقض بين الأدلة
إلا انك لم ترد أن تفهم أن الفرق يكمن في

أن الدين الإسلامي بعد بعثت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أصبح هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض
لقول الله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ
دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ

وقوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ
اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا
فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

والادلة في هذا المعنى كثيرة، الثابتة والدالة بأن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى الله عليه
وسلم، وأن ما فيهما من حق أثبته الإسلام
وما فيهما من باطل هو مما حرفه القوم وبدلوه حسب أهوائهم.


فالإسلام
بعد بعثت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض
وهو الدين الذي بشر به جميع الأنبياء.


أما من استقام على دين المسيح وآمن به
و كل من آمن بالله واليوم الآخر من جميع الأمم واتبع الرسل
واستقام على دينه حتى مات عليه
قبل بعثت محمد - صلى الله عليه وسلم
فهو بإذن الله في الجنة.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
فمن آمن بالله ورسله من هذه الأمم ومن بني إسرائيل من اليهود والنصارى ومن غيرهم، من الأمم كلهم إلى الجنة
كل من تابع الرسل من أولهم إلى آخرهم،
قبل بعثت محمد - صلى الله عليه وسلم
فهو إلى الجنة، ومن عصاهم وخالفهم فهو إلى النار
.


أم أنك تعتقد أن التحول من الإسلام إلى اليهودية والمسيحية ليس ردة و كفر ؟

جيد اخي الكريم انت تعتقد ان الشرائع السبقة لم يعد معمولا بها بعد لعثة نبينا وليست مقبولة

لست ادري ما مصدر هذا الاستنتاج ؟

المهم اذا كانت تلك الشرائع قد الغيت وهذا ليس له اي دليل في كتاب الله,فلماذا يشرع ربنا

عز وجل لنبينا الكريم ما شرعه لمن قبله,كيف يشرع له شرائع منسوخة؟

















قديم 2015-03-21, 11:35   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
ببوشة
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

وكيف هو منسوخ ما هو باق كعبادة لله ودور عبادة مذكورة في القران في عهد النبي صلى الله

عليه وسلم و اصحابه كيف هي منسوخة تلك الشرائع و ربنا يقول حسب ما جاء في التفسير

ان تلك الكنائس التي هي للنصارى و البيع التي هي لليهود يذكر فيها اسمه ولو هدمت لانقطعت

عبادته فيها بسبب خرابها؟










ثم اني انقل لك كلام الشيخ ابن باديس حرفيا من موقعه الخاص و من موقع جمعية علماء المسلمين

الجزائريين,وتمعن في كلامه هل يدل او يشير الى ان الشرائع السابقة قد نسخت ام لا.

كلامه جاء في فقرة حرية التدين و التعددية و الرابط للجمعية هو


https://www.oulama.dz/?p=2267



” نحن كمسلمين لا يضيق صدرنا بأن نرى أهل كل دين يحتفلون بطقوس دينهم، ويظهرون تمسكهم بعقيدتهم، ويدعون إليه بكل وجه شريف نزيه، بل نريد أن يقع التفاهم بين أهل الملل على أصل التدين. ليقع التعاون على نشر أصول الخير والإحسان التي تتفق عليها جميع الملل، وعلى مقاومة الشر والظلم والإلحاد المحرمة عند الجميع.”










قديم 2015-03-21, 13:59   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم


لاحول ولاقوّة إلاّ بالله

والله الذي لاإله إلاّ هو ، ليس لمن يملك ذرّة من الإيمان بالإسلام كدين اعتنقه من دون الأديان الأخرى أن يرْضَى بما تقوله ، بفطرته وحسن قصده في اعتناق الإسلام كدين مهيمن على الديانات السابقة ، وناسخ لها كلّها .

رغم ما عرضتُه لكم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل فيه : ( لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ ) ، وتصرّ على الرضا بالأديان الأخرى ، وتحاول أن تقنع المسلمين أن لاتضيق صدورهم لطقوس ديانات حرّفت وبدّلت ، وجاء بجديدها رجال قاصروا العقول والإيمان .

والادلّة التي جئتُ لك بها كلّها لم تقنعك رغم أنّ المفسّرين كلّهم من كبار أهل العلم والإيمان المشهود لهم بصحّة المعتقد .

وكلامك إن صحّ تعبيرك فيه ، أنّنا لانستعمل العنف مع مَن لايدينون دين الإسلام ، ولانجبرهم على الدخول إلى الإسلام بالضغط والعنف والشّدّة ، ولاننكر المنكر بالّتي هي أخشن .

هذا قول يمكن قبوله لأنّ الله سبحانه يقول: " أُدْعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن "وقوله سبحانه "ولاتجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالّتي هي أحسن "

فالدّعوة إلى الإسلام واجبة على المسلمين لكلّ مَن لايدين بالإسلام سواء كانوا يهودًا أو نصارى ، أو حتّى لايدينون دين سماوي كالبوذية وعبّاد البقر والأشجار وغيرها ، لكن الدعوة هذه يجب أن تكون على بيّنة وبصيرة وعلم ، وبالحُسنى والمجادلة الطّيّبة لإقناع مَن يخالف الدين الإسلامي .

أمّا أن تقول بقول الرضا بدين نسخه الإسلام ، ونحن مطالبون كمسلمين بنشر الإسلام وتعليمهم للنّاس أجمعين ، فهذا من الدعوة إلى وحدة الأديان .التي هي دعوة باطلة ضالّة مضلّة .



وقولكم:

اقتباس:




كيف هي منسوخة تلك الشرائع و ربنا يقول حسب ما جاء في التفسير

ان تلك الكنائس التي هي للنصارى و البيع التي هي لليهود يذكر فيها اسمه ولو هدمت لانقطعت

عبادته فيها بسبب خرابها
؟




يقول الإمام القرطبي : في شرح الآية : ( لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا )

المسألة الرابعة :....... وأيضا هذه المواضع التي اتّخذت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى ؛ أي لولا هذا الدفع لهدم في زمن موسى الكنائس ، وفي زمن عيسى الصوامع ، والبيع ، وفي زمن محمد - عليه السلام - المساجد .

الخامسة : قال ابن خويز منداد : تضمنت هذه الآية المنع من هدم كنائس أهل الذمة ، وبيعهم ، وبيوت نيرانهم ، ولا يتركون أن يحدثوا ما لم يكن ، ولا يزيدون في البنيان لا سعة ولا ارتفاعا ، ولا ينبغي للمسلمين أن يدخلوها ولا يصلوا فيها ، ومتى أحدثوا زيادة وجب نقضها . وينقض ما وجد في بلاد الحرب من البيع والكنائس . وإنما لم ينقض ما في بلاد الإسلام لأهل الذمة ؛ لأنها جرت مجرى بيوتهم وأموالهم التي عاهدوا عليها في الصيانة . ولا يجوز أن يمكنوا من الزيادة لأن في ذلك إظهار أسباب الكفر . وجائز أن ينقض المسجد ليعاد بنيانه ؛ وقد فعل ذلك عثمان - رضي الله عنه - بمسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - .


وفي المسألة السادسة / ذكر.........

ثم قال : وذهب خصيف إلى أن القصد بهذه الأسماء تقسيم متعبّدات الأمم . فالصوامع للرهبان ، والبيع للنصارى ، والصلوات لليهود ، والمساجد للمسلمين .

قال ابن عطية : والأظهر أنها قصد بها المبالغة في ذكر المتعبدات . وهذه الأسماء تشترك الأمم في مسمياتها ، إلا البيعة فإنها مختصة بالنصارى في لغة العرب . ومعاني هذه الأسماء هي في الأمم التي لها كتاب على قديم الدهر . ولم يذكر في هذه الآية المجوس ولا أهل الإشراك ؛ لأن هؤلاء ليس لهم ما يجب حمايته ، ولا يوجد ذكر الله إلا عند أهل الشرائع.

وقال النحاس : يذكر فيها اسم الله الذي يجب في كلام العرب على حقيقة النظر أن يكون يذكر فيها اسم الله عائدا على المساجد لا على غيرها ؛ لأنّ الضمير يليها . ويجوز أن يعود على صوامع وما بعدها ؛ ويكون المعنى وقت شرائعهم وإقامتهم الحق .

السابعة : فإن قيل : لِمَ قدّمت مساجد أهل الذمة ومصلياتهم على مساجد المسلمين ؟ قيل : لأنها أقدم بناء . وقيل لقربها من الهدم وقرب المساجد من الذكر ؛ كما أخر السابق في قوله : فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات .

الثامنة : قوله تعالى : ولينصرن الله من ينصره أي من ينصر دينه ونبيّه . إن الله لقوي أي قادر . قال الخطابي : القوي يكون بمعنى القادر ، ومن قوي على شيء فقد قدر عليه . ( عزيز ) أي جليل شريف ؛ قال الزجاج . وقيل الممتنع الذي لا يرام.

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/qort...0.html#qortobi



قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في مقال له عنوانه : نصيحتي لأهل السُنّة :

[ ويقول سبحانه وتعالى مبيّنًا لوعده لمن استقام على دينه: ﴿ وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ) (1) ، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين * قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ﴾(2). ]

---------------------------------------

(1)سورة الأعراف 137 .

(2) سورة الأعراف 128 .


هل الذين كانوا في عهد موسى عليه السّلام المستقيمين على دين الله هم نفسهم اليهود في هذا العهد ، وعلى نفس العقيدة ؟

وهل النصارى الحواريون الذين كانوا في عهد عيسى عليه السلام المستقيمين والنّاصرين لنبيّهم عيسى هم نفسهم نصارى اليوم ؟

وهل التوراة الذي جاء به موسى عليه السلام والإنجيل الذي جاء به عيسى عليه السّلام هي نفس الكتب الموجودة الآن عند اليهود والنّصارى ، رغم أنّ الله سبحانه وتعالى كان يثني على اليهود الذين ناصروا موسى عليه السلام والنّصارى الذين دافعوا وناصروا عيسى عليه السلام ، في كثير من الآيات .

لكن يظهر الفرق بين هؤلاء الذين كانوا مع موسى وعيسى عليهما السّلام وبين اليهود والنصارى الموجودون الآن في سورة الفاتحة ، التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم


سورة الفاتحة - سورة 1 - عدد آياتها 7


( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 1 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 2 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 3 مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ 4 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 5 اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ 6 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ 7 )



قال ابن كثير في تفسيره : ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) :

............................................
قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله : ( غير المغضوب عليهم ) قال : هم اليهود ( ولا الضالين ) قال : النصارى هم الضالون ..................

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura1-aya7.html


وقال الشيخ السعدي رحمه الله وشرحه مختصر بسيط :

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

وهذا الصّراط المستقيم هو: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين. { غَيْرِ } صراط { الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم.

فهذه السورة على إيجازها, قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن, فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة:

توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: { رَبِّ الْعَالَمِينَ } وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة, يؤخذ من لفظ: { اللَّهِ } ومن قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى, التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه, وقد دل على ذلك لفظ { الْحَمْدُ } كما تقدم.

وتضمنت إثبات النبوة في قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة. وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } وأن الجزاء يكون بالعدل, لأن الدين معناه الجزاء بالعدل. وتضمنت إثبات القدر, وأن العبد فاعل حقيقة, خلافا للقدرية والجبرية. بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع [والضلال] في قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع [وضال] فهو مخالف لذلك. وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى, عبادة واستعانة في قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فالحمد لله رب العالمين.

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saad...ya7.html#saadi

فهل هناك دليل أبلغ من سورة الفاتحة التي نقرأها في كل صلاة نافلة أو فرض ، من أنّنا نتبرّأ إلى الله من طريق اليهود والنصارى الذين وصفهم الله بأنّ اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالّين ؟ وأن نتّبع طريق النّبي محمذ صلى الله عليه وسلم القائل في حديثه : " لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ "

أسأل الله أن يوفّقنا للفقه في دينه على الوجه الذي يرضيه عنّا .











قديم 2015-03-21, 17:01   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي





بسم الله الرّحمن الرّحيم


قال تعالى:

( وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) )



قال الإمام القرطبي وهو يشرح الآية

قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه: ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) ، وليست اليهود ، يا محمد ، ولا النصارى براضية عنك أبدا ، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم ، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق، فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السّبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدّين القيم.

ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتّباع ملّتهم، لأنّ اليهودية ضد النصرانية ، والنصرانية ضد اليهودية ، ولا تجتمع النصرانية واليهودية في شخص واحد في حال واحدة ، واليهود والنصارى لا تجتمع على الرضا بك ، إلا أن تكون يهوديا نصرانيا ، وذلك ممّا لا يكون منك أبدا ، لأنك شخص واحد ، ولن يجتمع فيك دينان متضادان في حال واحدة. وإذا لم يكن إلى اجتماعهما فيك في وقت واحد سبيل ، لم يكن لك إلى إرضاء الفريقين سبيل. وإذا لم يكن لك إلى ذلك سبيل ، فالزم هدى الله الذي لجمع الخلق إلى الألفة عليه سبيل .

* * *

وأما " الملّة " فإنّها الدّين ، وجمعها الملل.
* * *
ثم قال جلّ ثناؤه لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد - لهؤلاء النصارى واليهود الذين قالوا: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى -(إن هدى الله هو الهدى ) ، يعني إن بيان الله هو البيان المقنع، والقضاء الفاصل بيننا ، فهلمّوا إلى كتاب الله وبيانه- الذي بيّن فيه لعباده ما اختلفوا فيه ، وهو التوراة التي تقرون جميعا بأنّها من عند الله ، يتضح لكم فيها المحق منا من المبطل ، وأيّنا أهل الجنة ، وأيّنا أهل النار ، وأينا على الصواب ، وأينا على الخطأ.

وإنّما أمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى هدى الله وبيانه ، لأن فيه تكذيب اليهود والنصارى فيما قالوا من أن الجنة لن يدخلها إلا من كان هودا أو نصارى ، وبيان أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن المكذب به من أهل النار دون المصدق به.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120)

قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ)، يا محمد ، هوى هؤلاء اليهود والنصارى - فيما يرضيهم عنك - من تهوّد وتنصّر ، فصرت من ذلك إلى إرضائهم ، ووافقت فيه محبتهم - من بعد الذي جاءك من العلم بضلالتهم وكفرهم بربّهم ، ومن بعد الذي اقتصصتُ عليك من نبئهم في هذه السّورة - ما لك من الله من ولي = يعني بذلك: ليس لك يا محمد من ولي يلي أمرك ، وقيم يقوم به = ولا نصير ، ينصرك من الله ، فيدفع عنك ما ينـزل بك من عقوبته ، ويمنعك من ذلك، إن أحل بك ذلك ربّك.وقد بينا معنى " الولي" و " النصير " فيما مضى قبل. (1)

وقد قيل: إن الله تعالى ذكره أنـزل هذه الآية على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، لأن اليهود والنصارى دعته إلى أديانها ، وقال كلّ حزب منهم: إن الهدى هو ما نحن عليه دون ما عليه غيرنا من سائر الملل، . فوعظه الله أن يفعل ذلك ، وعلمه الحجة الفاصلة بينهم فيما ادّعى كل فريق منهم.

----------------

الهوامش :

(1) انظر ما سلف في هذا الجزء 2 : 488 ، 489 .

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/taba...a2-aya120.html


أمّا قوله تعالى:

( لّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) )

قال الإمام القرطبي :

القول في تأويل قوله تعالى : لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)
يقول تعالى ذكره: ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ) من أهل مكة ( وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ) يقول: وتعدلوا فيهم بإحسانكم إليهم، وبرّكم بهم.

واختلف أهل التأويل في الذين عُنُوا بهذه الآية، فقال بعضهم: عُني بها: الذين كانوا آمنوا بمكة ولم يهاجروا، فأذن الله للمؤمنين ببرّهم والإحسان إليهم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ) أن تستغفروا لهم، ( أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ) ؛ قال: وهم الذين آمنوا بمكة ولم يهاجروا.

وقال آخرون: عني بها من غير أهل مكة من لم يهاجر.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطيّ، قال: ثنا هارون بن معروف، قال: ثنا بشر بن السريّ، قال: ثنا مصعب بن ثابت، عن عمه عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: نـزلت في أسماء بنت أبي بكر، وكانت لها أمّ فى الجاهلية يقال لها قّتَيلة ابنة عبد العُزّى، فأتتها بهدايا وصناب وأقط وسَمْن، فقالت: لا اقبل لك هدية، ولا تدخلي عليّ حتى يأذن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، فذكرت ذلك عائشة لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فأنـزل الله ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ) ... إلى قوله: ( الْمُقْسِطِينَ ) .

قال ثنا إبراهيم بن الحجاج، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، قال: ثنا مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: قَدِمَتْ قُتَيلة بنت عبد العُزّى بن سعد من بني مالك بن حِسْل على ابنتها أسماء بنت أبي بكر، فذكر نحوه.

وقال آخرون: بل عُنِي بها من مشركي مكة من لم يقاتل المؤمنين، ولم يخرجوهم من ديارهم؛ قال: ونسخ الله ذلك بعدُ بالأمر بقتالهم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: وسألته عن قول الله عزّ وجلّ: ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ ) ... الآية، فقال: هذا قد نسخ، نَسَخَه، القتال، أمروا أن يرجعوا إليهم بالسيوف، ويجاهدوهم بها، يضربونهم، وضرب الله لهم أجلَ أربعة أشهر، إما المذابحة، وإما الإسلام.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ ) ... الآية، قال: نسختها فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ .


وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول مَن قال: عُنِي بذلك: لّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ، من جميع أصناف الملل والأديان أن تبرُّوهم وتصلوهم، وتقسطوا إليهم، إن الله عزّ وجلّ عمّ بقوله: ( الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ) جميع مَن كان ذلك صفته، فلم يخصّصْ به بعضًا دون بعض، ولا معنى لقول من قال: ذلك منسوخ، لأن برّ المؤمن من أهل الحرب ممّن بينه وبينه قرابة نسب، أو ممن لا قرابة بينه وبينه ولا نسب غير محرّم ولا منهيّ عنه إذا لم يكن في ذلك دلالة له، أو لأهل الحرب على عورة لأهل الإسلام، أو تقوية لهم بكُراع أو سلاح. قد بين صحة ما قلنا في ذلك، الخبر الذي ذكرناه عن ابن الزبيرفي قصة أسماء وأمها.

وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) يقول: إن الله يحبّ المنصفين الذين ينصفون الناس، ويعطونهم الحقّ والعدل من أنفسهم، فيبرّون مَنْ برّهم، ويُحْسنون إلى مَنْ أحسن إليهم.


https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura60-aya8.html



معاملة المسلم لغير المسلم


ما هو الواجب على المسلم تجاه غير المسلم، سواء كان ذميا في بلاد المسلمين أو كان في بلاده، أو المسلم يسكن في بلاد ذلك الشخص غير المسلم. والواجب الذي أريد توضيحه هو المعاملات بكل أنواعها، ابتداء من إلقاء السلام وانتهاء بالاحتفال مع غير المسلم في أعياده، وهل يجوز اتخاذ صديق عمل فقط أفيدونا أثابكم الله؟


الجواب:

إن من المشروع للمسلم بالنسبة إلى غير المسلم أمورا متعددة، منها أولا: الدعوة إلى الله عز وجل بأن يدعوه إلى الله ويبين له حقيقة الإسلام، حيث أمكنه ذلك وحيث كانت لديه البصيرة؛ لأن هذا هو أعظم الإحسان، وأهم الإحسان، الذي يهديه المسلم إلى مواطنه وإلى من اجتمع به من اليهود أو النصارى أو غيرهم من المشركين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله )) رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقوله عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر وأمره أن يدعو إلى الإسلام قال: ((فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم )) متفق على صحته. وقال عليه الصلاة والسلام: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثال آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )) رواه مسلم في صحيحه، فدعوته إلى الله وتبليغه الإسلام ونصيحته في ذلك من أهم المهمات ومن أفضل القربات.

ثانيا: لا يجوز أن يظلمه في نفس ولا في مال ولا في عرض إذا كان ذميا أو مستأمنا أو معاهدا فإنه يؤدي إليه الحق فلا يظلمه في ماله لا بالسرقة ولا بالخيانة ولا بالغش، ولا يظلمه في بدنه لا بضرب ولا بغيره؛ لأن كونه معاهدا أو ذميا في البلد أو مستأمنا يعصمه.

ثالثا: لا مانع من معاملته في البيع والشراء والتأجير ونحو ذلك، فقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه اشترى من الكفار عباد الأوثان، واشترى من اليهود وهذه معاملة، وقد توفي عليه الصلاة والسلام، ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام اشتراه لأهله.

رابعا: في السلام، لا يبدأه بالسلام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاتبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام )) خرجه مسلم في صحيحه، وقال: ((إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم ))،

فالمسلم لا يبدأ الكافر بالسلام، ولكن يرد عليه بقوله: ((وعليكم )) لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم )) متفق على صحته،

هذا من الحقوق المتعلقة بين المسلم والكافر، ومن ذلك أيضا حسن الجوار إذا كان جارا تحسن إليه ولا تؤذيه في جواره، وتتصدّق عليه إذا كان فقيرا تهدي إليه وتنصح له فيما ينفعه؛ لأن هذا ممّا يسبّب رغبته في الإسلام ودخوله فيه؛ ولأن الجار له حق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مازال جبريل يوصيني بالجار حتى طننت أنه سيورثه )) متفق على صحته،

وإذا كان الجار كافرا كان له حق الجوار، وإذا كان قريبا وهو كافر صار له حقان: حق الجوار وحق القرابة، ومن المشروع للمسلم أن يتصدّق على جاره الكافر وغيره من الكفار غير المحاربين من غير الزكاة. لقول الله تعالى: ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )[1]،

وللحديث الصحيح عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن أمّها وفدت عليها بالمدينة في صلح الحديبية وهي مشركة تريد المساعدة فاستأذنت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك هل تصلها؟ فقال: ((صليها )) ا هـ.

أما الزكاة فلا مانع من دفعها للمؤلفة قلوبهم من الكفار لقوله عز وجل: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ )[2] الآية،

أما مشاركة الكفار في احتفالاتهم بأعيادهم فليس للمسلم أن يشاركهم في ذلك.

----------------------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة الممتحنة الآية 8.

[2] سورة التوبة الآية 60.

مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس


https://www.binbaz.org.sa/mat/290



حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ومناسباتهم الدينية


الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

فقد كثر الكلام حول حكم تهنئة المسلم للكفار بأعيادهم الدينية، وأرى من الواجب بيان الحق الذي يظهر لي في ذلك فأقول:

لا تجوز تهنئة الكفار بأعيادهم لما في ذلك من المحاذير الكثيرة ومنها:

أولًا: أن هذا فيه نوع موالاة لهم وقد نهينا عن موالاتهم في أدلة كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )، [سورة المائدة: 15]، ومن الموالاة لهم تهنئتهم؛ لأنها تنبئ عن محبتهم ومحبة دينهم؛ لأن الذي لا تحبه لا تهنيه، وقد قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) [سورة المجادلة: 23]، فإذا نهينا عن محبة الأقارب المحادين لله ورسوله فكيف بغيرهم.

ثانيًا: أن هذا فيه رضى بأعيادهم وإقرار لهم عليها وتشجيع لهم، وكل واحد من هذه الأمور كافٍ في تحريم تهنئتهم فكيف إذا اجتمعت في تهنئتهم.

والجواب عن شبه المجيزين

1- وأما مَن يقول إن المسلم يضطر إلى تهنئتهم إذا كان مقيمًا بينهم أو يتعلم منهم فنقول:

أولًا: لا تجوز إقامة المسلم بين أظهر الكفار إلا لحاجة مباحة وتنتهي الإقامة بينهم بانتهاء الحاجة مع تمسكه بدينه.

ثانيًا: هم لا يجبرونه على ذلك ولا يكرهونه حتى يقال إن هذا من باب الضرورة ودفع الإكراه والمسلم يعتز بدينه ولا يجامل فيه بل يقول: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) [سورة الكافرون:6].

2- وأما مَن يقول كما أنهم يهنئوننا بأعيادنا فنحن نهنئهم بأعيادهم من باب رد الجميل. فنقول إن أعيادنا حق وأعيادهم لا سيّما البدعية باطلة فلا نقرّهم عليها ولا نهنئهم بها.

3- وأما الاستدلال بقوله تعالى: (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ) [سورة الممتحنة:8]، على جواز تهنئتهم بأعيادهم فنقول هذا استدلال في غير محله؛ لأن الآية تعني برّ هؤلاء والإحسان إليهم في الأمور المباحة، وتهنئتهم بأعيادهم ليست مباحة فلا نبرّهم بها.

4- وأما قول: إن هذا من باب الدعوة إلى الله، فنقول: الدعوة إلى الله لا تكون فيما نهينا عنه من موالاتهم بل تكون بما شرعه الله.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه

كتبه: صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

1433-02-17هـ


https://www.alfawzan.af.org.sa/node/13680












قديم 2015-03-23, 07:39   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
ببوشة
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله هبة مشاهدة المشاركة



بسم الله الرحمن الرحيم


لاحول ولاقوّة إلاّ بالله

والله الذي لاإله إلاّ هو ، ليس لمن يملك ذرّة من الإيمان بالإسلام كدين اعتنقه من دون الأديان الأخرى أن يرْضَى بما تقوله ،

وتصرّ على الرضا بالأديان الأخرى ، وتحاول أن تقنع المسلمين أن لاتضيق صدورهم لطقوس ديانات حرّفت وبدّلت ، وجاء بجديدها رجال قاصروا العقول والإيمان .


يا سبحان الله

يا اختنا المحترمة لسلوبك في الحوار اسلوب تسلط و ارغام

يعني لاني اخالفك الراي صرت كافرا في نظرك و بمفهومك الخاص

انا ايضا اقدم ادلة على ما اقوله لكني لا اجبر اي احد على قبولها و لا

اكفر من لم يقبلها,فلماذا هذه السرعة من طرفك الى التلميح بكفري لاني لم اقتنع بحججك؟

ثم انت تنسبين لي شخصيا كلاما لم اقله و على اساسه اخرجتيني من الملة ,بينما تركت

صاحب الكلام رغم اشارتي اليه,وحاشا و ما عاذ الله ان يكون الشيخ ابن باديس رحمه

الله كافرا بكلامه,فهو قاله عن قناعة دينية منه يؤمن بها,فلم يضق صدره بلن يرى اهل

اليانات يختفلون بطقوس دياناتنهم بل ويتمسكون بها و يدعون اليها,و القاعدة تقول ناقل

الكفر ليس بكافر وانا نقلت فقط ,فهل تعتبرين الشيخ ابن باديس كافرا و الغياذ بالله؟















قديم 2015-03-23, 08:21   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
ببوشة
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله هبة مشاهدة المشاركة



بسم الله الرحمن الرحيم


وقولكم:




يقول الإمام القرطبي : في شرح الآية : ( لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا )

المسألة الرابعة :....... وأيضا هذه المواضع التي اتّخذت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى ؛ أي لولا هذا الدفع لهدم في زمن موسى الكنائس ، وفي زمن عيسى الصوامع ، والبيع ، وفي زمن محمد - عليه السلام - المساجد .

الخامسة : قال ابن خويز منداد : تضمنت هذه الآية المنع من هدم كنائس أهل الذمة ، وبيعهم ، وبيوت نيرانهم ، ولا يتركون أن يحدثوا ما لم يكن ، ولا يزيدون في البنيان لا سعة ولا ارتفاعا ، ولا ينبغي للمسلمين أن يدخلوها ولا يصلوا فيها ، ومتى أحدثوا زيادة وجب نقضها . وينقض ما وجد في بلاد الحرب من البيع والكنائس . وإنما لم ينقض ما في بلاد الإسلام لأهل الذمة ؛ لأنها جرت مجرى بيوتهم وأموالهم التي عاهدوا عليها في الصيانة . ولا يجوز أن يمكنوا من الزيادة لأن في ذلك إظهار أسباب الكفر . وجائز أن ينقض المسجد ليعاد بنيانه ؛ وقد فعل ذلك عثمان - رضي الله عنه - بمسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - .


وفي المسألة السادسة / ذكر.........

ثم قال : وذهب خصيف إلى أن القصد بهذه الأسماء تقسيم متعبّدات الأمم . فالصوامع للرهبان ، والبيع للنصارى ، والصلوات لليهود ، والمساجد للمسلمين .

قال ابن عطية : والأظهر أنها قصد بها المبالغة في ذكر المتعبدات . وهذه الأسماء تشترك الأمم في مسمياتها ، إلا البيعة فإنها مختصة بالنصارى في لغة العرب . ومعاني هذه الأسماء هي في الأمم التي لها كتاب على قديم الدهر . ولم يذكر في هذه الآية المجوس ولا أهل الإشراك ؛ لأن هؤلاء ليس لهم ما يجب حمايته ، ولا يوجد ذكر الله إلا عند أهل الشرائع.

وقال النحاس : يذكر فيها اسم الله الذي يجب في كلام العرب على حقيقة النظر أن يكون يذكر فيها اسم الله عائدا على المساجد لا على غيرها ؛ لأنّ الضمير يليها . ويجوز أن يعود على صوامع وما بعدها ؛ ويكون المعنى وقت شرائعهم وإقامتهم الحق .

السابعة : فإن قيل : لِمَ قدّمت مساجد أهل الذمة ومصلياتهم على مساجد المسلمين ؟ قيل : لأنها أقدم بناء . وقيل لقربها من الهدم وقرب المساجد من الذكر ؛ كما أخر السابق في قوله : فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات .

الثامنة : قوله تعالى : ولينصرن الله من ينصره أي من ينصر دينه ونبيّه . إن الله لقوي أي قادر . قال الخطابي : القوي يكون بمعنى القادر ، ومن قوي على شيء فقد قدر عليه . ( عزيز ) أي جليل شريف ؛ قال الزجاج . وقيل الممتنع الذي لا يرام.





انا قدمت وثيقة من كتاب تفسير الجلالين,وهما الامام جلال الدين المحلى

و المام جلال الدين السيوطي ومكانتهما معروفة لدى الجميع,لم يرق لك

تفسيرهما للاية و شرحها ولم تقتنعي به,ولا احد يرغمك على ذاك.

فهل تعتقدين انني سوف اقتنع بما تنقلينه؟

وكيف نستطيع ان نميز بين هذه التفاسير و نتاكد من الصحيح منها و هي

كلها من علمائنا الكرام؟

هل لكي ان تثبتي ان ما تنقلينه من تفسير للاية هو اصح مما نقلته انا؟

وعلى كل حال ما اقدمه انا من دلائل و حجج لا اهدف من خلاله الى

ارغام الامحاور ان يتبناه و ان لم يفعل اكفره,لا وانما لابين ان المسائل

فيها اختلاف في وجهات النظر لدى علماء الامة.

هذا كتاب التفسير الموضوعي للقران,الفه جمع من العلماء يصل عددهم

الى 33 عالما استاذا دكتورا كلهم نقررين و مصححين لتفسير الاية

وكما هو واضح من تفسيرهم ان الديانات و المعابد لغير المسلمين موجودة

في عهد المسلمين و في عهد نبينا الكريم صلى الله عليه و سلم وان الله عز

وجل جند جيوش المسلمين للدفاع عن اهل تلك الاديان و معابدهم حتى

لا يخربها المشركون و يعتدون عليها.











يتبع









قديم 2015-03-23, 08:23   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
ببوشة
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذه تكملة الصفحات














قديم 2015-03-23, 14:23   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



بسم الله الرّحمن الرّحيم


أوّلاً ، الأخ الكريم لقد رميتني بشيء أنتَ مسئول عنه يوم القيامة ، إذ تقول أنّ استنكاري لكلامك وهو مجرد استنكار منّي ، تقول أنّني بهذا أكفّرك ...
وهذا أمر خطير تكتبه عنّي وهو شاهد عليك يوم القيامة أمام ربّ العباد الذي لايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماوات ويعلم خائنة الأعين وماتخفي الصّدور .

ثانيًا : لقد رددتُ عليك في أول مشاركتي حين قلت :

اقتباس:


هذا الشيخ ابن تيمية يوضح الامر نوعا ما حول الاسلام

ويبين انه ليس بدين جديد جاء به نبينا محمد او هو خاص

بنا لوحدنا و يبين ان التوراة حكم بها نبيون مسلمون و ان

من تبعهم فهو مسلم و ان دخول الجنة لايختص بامتنا دون

الملل الاخرى بل كل من اسلم وجهه لله فهو مسلم.



وأنا رددتُ عن قولك :
اقتباس:
بل كل من اسلم وجهه لله فهو مسلم.


، أنّ اليهود والنصارى في هذا العصر لايدينون بدين الحق مثل الذين كانوا في عهد الرسل والأنبياء الذين ناصروهم فقط .من بني إسرائيل في عهد موسى عليه السلام ، والحواريون الذين ناصروا عيسى عليه السلام .

أمّا الآن فعقائد اليهود والنصارى أغلبها محرّفة .

فإذا كان النصراني يقول بالتثليت وأن عيسى هو الله ، وأنّه ابن الله ، وأنّ روح القدس هو الله يقولون بتثليت الألوهية .، قال تعالى:

﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٧٣].


يقول الشيخ فركوس حول حقيقة النصرانية :

( فإنّ عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام- هو عبد الله ورسولُه، وكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مريمَ وروحٌ منه، وقد جعله الله تعالى هو وأمَّهُ آيةً في ولادتهما ونشأتهما، وهو آخر أنبياء الله تعالى ورسلِه من بني إسرائيل بعد أنِ انحرفوا وزاغوا عن شريعة موسى -عليه الصلاة والسلام- حيث غَلَبَتْ عليهم النَّزَعاتُ الماديةُ وفَقَدُوا الروحَ الديني الصحيحَ، فبعثه الله تعالى لإرشاد الضالّين من بني إسرائيل، فجدّد لهم الدين وبيّن لهم معالمه.

وقد أجرى الله تعالى على عبده المسيح من الآيات البيّنات ما جَرَتْ به سُنَّتُهُ؛ فأحيى الموتى، وأَبْرَأَ الأَكْمَهَ والأَبْرَصَ، وأَنْبَأَ الناسَ بما يأكلون وما يدَّخِرون في بيوتِهم، ودعا إلى الله وإلى عبادتِه وحده لا شريك له والتَّبَرِّي من عبادةِ الطواغيتِ والآراء الباطلة، متَّبِعًا سنَّة إخوانه المرسلين، ومصدِّقًا لمن كان قبله، ومبشِّرا بمن يأتي بعدَه(١). فكذَّبُوه وعادَوْه ورَمَوْه وأمَّه بالعظائمِ، وتآمروا على قتله، فطهَّره الله منهم ورفعه إليه، وانتشرتْ دعوتُه بفضلِ ما أقامه الله تعالى لأنصار المسيح من دعوة إلى دينه وشريعته، حتى ظهر دينُه على من خالفه واستقام الأمر على السَّدَادِ(٢).
هذا ما عليه اعتقاد أهل الحقّ فيه، غير أنّ هذه الرسالة واجهت اضطهادا ومقاومة شديدة أفضت إلى فقدان أصولها لامْتِزَاجِهَا بمعتقدات شركية وفلسفات وَثَنِيَّة، الأمر الذي ساعد على امتداد يدِ التحريف إليها فنشأت النصرانية بأفكار ومعتقداتٍ منحرفة عن الرسالة التي أنزلت على عيسى عليه الصلاة والسلام.

حقيقة الله عند النصارى

ومن أهم ما قامت عليه النصرانية من معتقدات فلسفية وأفكار وثنية: «الدعوة إلى التثليث» وإلى «ألوهية المسيح عليه الصلاة والسلام»، و«ألوهية روح القدس»، فالنصارى يؤمنون بالثلاثة إلهًا واحدًا: الأبِ، والابنِ، وروحِ القُدُسِ، فهم واحد في الجَوْهَرِ متساوون في القدرة والمجْدِ، وفي وجودهم لم يسبقْ أحدٌ منهم الآخرَ، وهم يعتقدون جميعًا بحلول الله تعالى في المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام، ولكنّهم يختلفون في كيفية الاتحاد والتجسّد؛ فطائفة ترى أنّه إشراق النور على الجسد المشف، وفرقة تعتقد أنّه انْطِبَاعُ النَّقْشِ في الشَّمْعَةِ، وأخرى ترى أنّه ظهورُ الروحاني بالجسماني، وفرقة رابعة ترى أنّ اللاَّهُوتَ تدرع بالناسوت، وفرقة خامسة تعتقد أنّ الكلمةَ مازجت جسدَ المسيحِ ممازجةَ اللَّبَنِ بالماء، فحقيقةُ الله عند النصارى في دينهم المحرَّف هو أنّه جوهر واحد غير متحيِّز وليس بذي حجم، بل هو قائم بالنفس وهو واحد بالجوهرية ثلاثة بالأقنومية(٣).
ولما كان هذا الزعم باطلاً تعسَّر عليهم فهمُه(٤)، لذلك اختلف النصارى فيه اختلافا ظاهرًا، وأفضى بكلّ فرقةٍ إلى تكفير الفرق الأخرى بسببه، وقد حكم الله تعالى بكفرهم جميعًا وأنّ مصيرَهم العذابَ إنْ لم يَنْتَهُوا عمّا يقولون، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٧٣].

ومن معتقداتهم المنحرفة اختراعُ قصَّةِ الفداءِ والصَّلْبِ، فيعتقدون أنّ المسيح عليه الصلاة والسلام ماتَ مصلوبًا تكفيرا لخطايا البشر، فهو وحيد الله -في زعمهم- الذي أرسله ليخلِّصَ البشرية من إثم خطيئةِ أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام وخطاياهم(٥)، وأنّ النصارى جميعا اتَّفَقُوا على أنّ الابنَ اتَّحدَ بالشخص الذي يسمُّونَهُ المسيح، وأنّ ذلك الشخص ظهر للناس وصُلِبَ وقُتِلَ لكنَّهم اختلفوا في كيفية صُلْبِه هل القتل ورد على جزء «اللاهوت» أم ورد على جزء «الناسوت» أم على الجزءين معا؟(٦) ثمّ دفن بعد صلبه، وقام بعد ثلاثة أيَّام يوم الأحد متغلِّبًا على الموت ليرتفع إلى السماء.
وقد جاء تكذيب الله لهم وبيان حقيقة الوقائع وزيف ما ادَّعَوْهُ قال تعالى: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا. بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [النساء: ١٥٧-١٥٨].)


ثمّ انتقل إلى :

( أساس دين النصارى ومظاهر شركهم

هكذا كان أساسُ دين النصارى قائمًا على شَتْمِ الله وتَنَقُّصِهِ والشركِ به، بناءً على الآراء الباطلة والمعتقدات الفاسدة التي أخذت النصرانيةُ معظمَها من الدياناتِ الموجودةِ قبلها مِمّا أفقدَها جوهرَها وشكلَها الأساسي الصحيح الذي كانت عليه دعوةُ المسيح عيسى بنِ مريمَ -عليه الصلاة والسلام- رسولِ ربِّ العالمين، فجمع دينُ النصارى بين عَيْبِ الإلهِ والشركِ به سواء في ربوبيته أو ألوهيته.
فمن مظاهر شرك النصارى في الربوبية ما قدَّمْنَا في الغلو في المخلوق حتى جعلوه شريكَ الخالقِ وجزءًا منه وإلها آخر معه ونَفَوْا أن يكون عبدًا(٧)، ومن شركهم في الربوبية تشبيه بعضهم اتحاد اللاَّهُوتِ والنَّاسُوتِ في شخصية المسيح، وفكرة حلوله في شخص عيسى -عليه السلام- تفيدُ أنّ عيسى -عليه الصلاة والسلام- إنسانٌ إلهيٌّ صورتُه الخارجيَّةُ صورة إنسان وطبيعتُه الداخلية إلهيَّةٌ فهو من طبيعتين امتزجتا وصارتا طبيعةً واحدة كامتزاج النار والحديد أو اللبن والماء، ومن شركهم في الربوبية قولهم بمحاسبة المسيح -عليه الصلاة والسلام- الناسَ على أعمالهم في الآخرة(٨)، ومن ذلك جعل التشريع حقًّا للرؤساء الرُّوحَانِيِّينَ في تنظيمهم الكَهَنُوتِي، وإعطاء الراهب والقِسِّيسِ حقوقَ الغُفْرَانِ والتوبةِ.(٩)
أمّا عن مظاهر شرك النصارى في الألوهية فتتجلَّى في عبادة المسيح -عليه الصلاة والسلام- في مجمل صلواتهم، وتصوير الصور والتماثيل في كَنَائِسِهِمْ وعبادَتِهَا(١٠)، وتوجُّهِ بعضهم إلى مريم البَتُولِ بالعبادة على أنَّها والدةُ الإلهِ، وتعظيمِ الصليبِ الذي هو شعارٌ لهم جارٍ مَجْرَى تعظيمِ قبورِ الأنبياء، ولذلك لَعَنَ خاتمُ النَّبِيِّينَ -صلى الله عليه وآله وسلم- اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبورَ أنبيائِهم مساجدَ، وأصلُ الشركِ وعبادةِ الأوثان من العكوف على القبور واتخاذها مساجدَ.
فهكذا جمعت أمّة النصارى بين الشرك وعيب الإله وتنقُّصِهِ فإنّهم أعظمُ ضلالاً من اليهود وأكثرُ شركا(١١). )


في هذا الموضوع :


https://ferkous.com/home/?q=art-mois-10

فهل كانت معارضتي لما تقولون إلاّ قولك :
اقتباس:


بل كل من اسلم وجهه لله فهو مسلم.

ومقال الشيخ فركوس ينقلنا من انحراف اليهود إلى بعثة عيسى عليه السلام لتجديد الدين وتصحيح الملّة التي يجب أن يتعبّدها لله بتوحيده في الألوهية ، لكن النصارى حرّفوا هذا الأعتقاد الذي من المفروض أن يحافظوا عليه اتّباعًا لنبيّهم عيسى عليه السلام ، وبعد تحريفهم للدّين جاء محمد رسول الله وخاتم النّبيين يجدّد الملّة الحنيفية ، و ويقول بحديثه : " لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ "

ويقوّي الحديث قول الله تعالى : " وقالوا كونوا هُودًا أو نصارى تهتدوا بل ملّة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين "سورة البقرة 135

قم قال سبحانه : " قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141) "

وفي قوله سبحانه: ( قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) )

قال الحسن : كانت المحاجة أن قالوا : نحن أولى بالله منكم ; لأنا أبناء الله وأحباؤه . وقيل : لتقدم آبائنا وكتبنا ; ولأنا لم نعبد الأوثان . فمعنى الآية : قل لهم يا محمد ، أي قل لهؤلاء اليهود والنصارى الذين زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه وادعوا أنهم أولى بالله منكم لِقِدَمِ آبائهم وكتبهم : أتحاجوننا أي أتجاذبوننا الحجة على دعواكم والرب واحد ، وكل مجازى بعمله ، فأي تأثير لِقِدَمِ الدّين .

ومعنى في الله أي في دينه والقرب منه والحظوة له . وقراءة الجماعة : أتحاجوننا . وجاز اجتماع حرفين مثلين من جنس واحد متحركين ; لأن الثاني كالمنفصل . وقرأ ابن محيصن " أتحاجونا " بالإدغام لاجتماع المثلين . قال النحاس : وهذا جائز إلا أنه مخالف للسواد . ويجوز " أتحاجون " بحذف النون الثانية ، كما قرأ نافع فبم تبشرون

قوله تعالى : ونحن له مخلصون أي مخلصون العبادة ، وفيه معنى التوبيخ ، أي ولم تخلصوا أنتم فكيف تدعون ما نحن أولى به منكم ، والإخلاص حقيقته تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين ، قال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يقول أنا خير شريك فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله تعالى فإن الله تعالى لا يقبل إلا ما خلص له ولا تقولوا هذا لله وللرحم فإنها للرحم وليس لله منها شيء ولا تقولوا هذا لله ولوجوهكم فإنها لوجوهكم وليس لله تعالى منها شيء . رواه الضحاك بن قيس الفهري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكره ، خرجه الدارقطني . وقال رويم : الإخلاص من العمل هو ألا يريد صاحبه عليه عوضا في الدارين ولا حظا من الملكين .

وقال الجنيد : الإخلاص سر بين العبد وبين الله ، لا يعلمه ملك فيكتبه ، ولا شيطان فيفسده ، ولا هوى فيميله . وذكر أبو القاسم القشيري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سألت جبريل عن الإخلاص ما هو فقال : سألت رب العزة عن الإخلاص ما هو قال سر من سري استودعته قلب من أحببته من عبادي .


https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/qort...a2-aya139.html


والتفسير يعني : العبرة بالقول والعمل والإخلاص فيه لله والمتابعة لرسله وليس بمن سبق الآخر ،

ومنها نستخلص أنّ الكنائس والمعابد لاعبرة بها ولاقيمة إذا لم تكن توحّد الله كما جاءت من كانت في أوّل عهد لِمَن تبع موسى وعيسى عليهما السّلام .


وقولك:


اقتباس:

المهم اذا كانت تلك الشرائع قد الغيت وهذا ليس له اي دليل في كتاب الله,فلماذا يشرع ربنا

عز وجل لنبينا الكريم ما شرعه لمن قبله,كيف يشرع له شرائع منسوخة؟


الله وحده الذي حدد له ما صحّ من الديانات السابقة ولانأخذ بما تحمله عقولنا القاصرة .

ردودي حول ما كنت تتكلّم به حول قضية نسخ الديانات السابقة ، والأدلّة واضحة من كتاب الله عزوجل وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وليس من كلام بشر يخطىء ويصيب .


وقولك :

اقتباس:
وكيف هو منسوخ ما هو باق كعبادة لله ودور عبادة مذكورة في القران في عهد النبي صلى الله

عليه وسلم و اصحابه كيف هي منسوخة تلك الشرائع و ربنا يقول حسب ما جاء في التفسير

ان تلك الكنائس التي هي للنصارى و البيع التي هي لليهود يذكر فيها اسمه ولو هدمت لانقطعت

عبادته فيها بسبب خرابها؟
الأماكن الباقية لاتعني أنّ الدين الذي كان في عهد موسى وعيسى عليهما السلام هو لايزال باقِي وقد يظهر جليًّا تحريف هؤلاء للملّة الحنيفية بادّعاء الألوهية لعيسى عليه السلام وجعله ابن الله وتأليه روح القدس .

أمّا عيسى عليه السلام حينما ينزل في آخر الزمن :

الإيمان بنزوله عليه السلام :

عيسى بن مريم هو رسول الله وهو عبد الله ورسوله، ويصدق برسالته عليه الصلاة والسلام وأنه سوف ينزل في آخر الزمان، سوف يحكم بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-

وسوف يقتل الله على يديه الدجال ويعيش الناس في زمانه عيشةً عظيمة في غاية من الاستقامة على الهدى، ويأمر بالتوحيد والإسلام في الأرض ثم يموت كما مات غيره من الأنبياء والأخيار ويحكم بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام لا بشريعة الإنجيل ولا التوراة، يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم . والله المستعان.

https://www.binbaz.org.sa/mat/10656


قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والله لينزلن عيسى ابن مريم حكماً وعدلاً". الحديث متفق عليه(135).

وقد أجمع المسلمون على نزوله، فينزل عند المنارة البيضاء في شرقي دمشق، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، فلا يحل لكافر يجد من ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلب الدجال حتى يدركه بباب لد فيقتله، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين ويحج ويعتمر، كل هذا ثابت في صحيح مسلم وبعضه في الصحيحين كليهما(136). وروى الإمام أحمد وأبو داود أن عيسى يبقى بعد قتل الدجال أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون(137). وذكر البخاري في تاريخه أنه يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم(138)، فالله أعلم.


-----------------------------------------------------------------------------

(135) رواه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء (3448)،ومسلم، كتاب الإيمان (155).


(136).انظر: "صحيح البخاري" كتاب أحاديث الأنبياء (3448)، ومسلم، كتاب الإيمان (155)، وكتاب الحج (1252)، وكتب الفتن (2937).

(137) سنن أبي داود، كتاب الملاحم (4324)، ومسند أحمد (2/406)، وصححه الألباني.
(138) ذكره الترمذي في كتاب المناقب (3617)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/263)، وقال: هذا لا يصح عندي.


من :

مختصر لمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد

فصل في السمعيات :

https://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_16863.shtml













قديم 2015-03-25, 11:28   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
ببوشة
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عَبِيرُ الإسلام مشاهدة المشاركة



بسم الله الرّحمن الرّحيم


اقتباس:
أوّلاً ، الأخ الكريم لقد رميتني بشيء أنتَ مسئول عنه يوم القيامة ، إذ تقول أنّ استنكاري لكلامك وهو مجرد استنكار منّي ، تقول أنّني بهذا أكفّرك ...
وهذا أمر خطير تكتبه عنّي وهو شاهد عليك يوم القيامة أمام ربّ العباد الذي لايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماوات ويعلم خائنة الأعين وماتخفي الصّدور .
اختنا المحترمة انا لم ارميك باي شيئ

وانما احسست من كلامك تلميحا الى كفري

و اخراجي من الملة.

والكلام الذي نسبتيه لي لم تردي عليه

و تبدين رايك فيه هل هو قول مسلم

ام لا.ربما كان عدم ردك نوعا من الاحراج

لانه تبين انه كلام الشيخ ابن باديس

الذي يقر فيه صراحة بعدم نسخ الاديان

السابقة؟
اقتباس:

ثانيًا : لقد رددتُ عليك في أول مشاركتي حين قلت :



وأنا رددتُ عن قولك :

، أنّ اليهود والنصارى في هذا العصر لايدينون بدين الحق مثل الذين كانوا في عهد الرسل والأنبياء الذين ناصروهم فقط .من بني إسرائيل في عهد موسى عليه السلام ، والحواريون الذين ناصروا عيسى عليه السلام .

أمّا الآن فعقائد اليهود والنصارى أغلبها محرّفة .

فإذا كان النصراني يقول بالتثليت وأن عيسى هو الله ، وأنّه ابن الله ، وأنّ روح القدس هو الله يقولون بتثليت الألوهية .، قال تعالى:

﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٧٣].
مسالة تحريف الاديان السابقة من عدمه

هذا بحث اخر,فرجاءا لا نخلط بين المواضيع

فنحن الان نناقش مسالة نسخ الاديان السابقة

هل هي ثابتة بنص ام لا.


اقتباس:
، وبعد تحريفهم للدّين جاء محمد رسول الله وخاتم النّبيين يجدّد الملّة الحنيفية ، و ويقول بحديثه : " لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ "
هذا الحديث يتعارض مع الكثير من الايات

و حتى لو سلمنا جدلا انه صحيح متنا فهو

يتحدث عن الايمان و ليس الاتباع.

اقتباس:

عيسى بن مريم هو رسول الله وهو عبد الله ورسوله، ويصدق برسالته عليه الصلاة والسلام وأنه سوف ينزل في آخر الزمان، سوف يحكم بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-

وسوف يقتل الله على يديه الدجال ويعيش الناس في زمانه عيشةً عظيمة في غاية من الاستقامة على الهدى، ويأمر بالتوحيد والإسلام في الأرض ثم يموت كما مات غيره من الأنبياء والأخيار ويحكم بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام لا بشريعة الإنجيل ولا التوراة، يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم . والله المستعان.
كل هذا خلط و تشتيت للموضوع الاصلي و مع ذلك

فعيسى عليه السلام لن يحكم بشريعة نبينا صلى

الله عليه وسلم و هذا واضح من خلال الجديث نفسه

و تبيان ذلك يتطلب التطرق لهذه النقطة لوحدها

و ليس دمجها ظمن نقاط عدة.






رجوعا الى صلب الموضوع ارجو ان يكو لديك ردا على كلام العلامة ابن باديس الذي

يقر و يصرح فيه بعدم نسخ الاديان,وكذلك ما جاء في كتاب التفسير الموضوعي

للقران الذي يقر فيه اكثر من 30 عالما بوجود معابد و كنائس لليهود و النصارى في

زمن رسولنا الكريم يعبد فيها الله برعاية من المسلمين انفسهم و اخبارا من الله عز وجل.

و لزيادة توضيح ذلك يرجى فهم كلام الشيخ ابن تيمية في كتابه هذا.
















موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
الميدان, الدعوة, وحدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc