فقرة الاثنين
"اياك نعبد و اياك نستعين"[
يظل الانسان يبحث عن السعادة الحقيقية،
فيظنها الفقير في المال، ثم يجد أغنياء أشقياء،
فيفتش عنها في السلطةو النفوذ،
ليكتشف أرباب مناصب اسرهم مفككة لا تمت حياتهم الى السعادة بصلة،
يضنيه البحث،
و ينهك روحه تفتيشا عما بين يديه،
عما هو أقرب اليه من حبل الوريد،
عن الله،
حيث تكمن السعادة الحقة،
في حبنا له،
في صلتنا الوثيقة به،
و ايسر خيوط هذه الصلة ذكر الله،
و التسبيح،
سئل بن تيمية رحمه الله أيهما أنفع للعبد الاستغفار أم التسبيح ؟؟؟
فأجاب :
إذا كان الثوب نقياً فالبخور وماء الورد أنفع ,
وإذا كان دنساً فالصابون والماء أنفع !!
فالتسبيح بخور الأصفياء والاستغفار صابون العصاة .
وقال رحمه الله عن الاستغفار :
والاستغفار من أكبر الحسنات وبابه واسع ,
فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب
فعليه بالتوحيد والاستغفار ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص
« في فَضْلِ التَّسْبِيحِ »
وَعَنْ أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« أَلا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلى اللهِ ؟ »
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْني بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلى اللهِ ،
فَقَالَ : « إِنَّ أَحَبَّ الْكَلامِ إِلى اللهِ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ » .
أخرجه مسلم والنسائي
وَفي رِوَايَةِ مُسْلم أََنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سُِئلَ : أَيُّ الْكَلامِ أَفْضَلُ ؟
قَالَ : « مَااصْطَفَى اللهُ لِمَلائِكَتِهِ أَو لِعِبَادِهِ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ » .
وَعَنْ عَبدِ اللهِ بنِ عَمرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ في الْجَنَّةِ » .
أخرجه البزار بإسناد جيد
وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلى اللِّسِانِ ، ثَقِيلَتَانَ في المِيزَانِ ،
حَبِيبَتَانِ إِلى الرَّحْمنِ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ »
"تسبيح الله بأسمائه الحسنى"
فتسبيح الله تعالى من فضائل الأعمال، ولا حرج في تسبيح الله تعالى بأي اسم من أسمائه الحسنى
وفي ذلك الأجر إن شاء الله، فقد قال تعالى: قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى {الإسراء:110}
وقال تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{الأعراف:180}
وقد دلت السنة على مشروعية تسبيح الله بعدد من أسمائه الحسنى،
فكان صلى الله عليه وسلم يقول عقب الوتر: سبحان الملك القدوس. رواه أبو داود وغيره من حديث أبيرضي الله عنه.
وروى أبو داود وغيره من حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه
أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة.
وفي الركوع يقول المصلي: سبحان ربي العظيم. وفي السجود يقول: سبحان ربي الأعلى.
كما ثبتت بذلك في السنة، فدل هذا وغيره على مشروعية تسبيح الله تعالى بأي اسم من أسمائه الحسنى
وأنه ذكر يؤجر صاحبه وإن كان لزوم الصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أكمل أجرا...
خلاصة القول فراشاتي
تطبيقنا لهذه الفقرة أن نسبح الله باسمائه الحسنى
و أطلب أن تتكفل فراشة من الفراشات أن تذكر لنا كل يوم اسم من اسماء الله الحسنى
و معانيه التي تبعث الخشوع في النفس
و نحن نسبح به طيلة اليوم الموالي
و هذا تطبيق اليوم باذن الله[]
[/b]