لأنني أثق بك.. ثقة كافية.. فإني أسمح لك أن تتطلع على بعضي.. هنا ..
..
وإن أحسست -للحظةٍ- أنك تفهم ما ألمح إليه.. وابتسمت.. ففكر : لعلك مخطئ؟؟
..
لأنه .. كالجنون :
..
لكنها.. ليست رسالة " كلاسيكية " تلفُّ وتدور حول " بوح" بالحب الكبيــر.. وتبالغ في وصف شوق عظيم إلى محبوب من مجرة أخرى..
يدرك تماما خلاصة قولها ومختصر طولها..
..
وليست إطلاق عنانٍ لتعداد الآهات وسرد الشكاوى ولا نكئا لجراح أبهت الزمن ذكرياتها
..
..
كما أنها لا تشبه وصف الربيع إذا حامت فراشاته بين أزهاره وابتسمت دنيا الطفولة ببراءة وسذاجة.. في دفئه ونشاطه.
..
..
وليس المخاطب بحراً.. لا يضغي ولا يجيب .. ويكتفي بضرب الشاطئ بأمواجه مغادرا إلى بعيد... الأفق..
..
..
إنها مجرد... لطخات حبر انسكبت بعفوية على الصفحات.. فكان لزاما أن تحاول أخذ مكان لها بين الحروف.. وكأنها خرجت من الأعماق.. محملة بحرّها ولوعتها وأسفها وآمالها..
..
..
يدي التي .. مددتها..
لأشهر .. عددتها..
تلومني.. عن فعلتي " ولُمتها"..
ولم أزل.. كـ"حالمٍ" أمدها...
ولم تزل .. تمضي عليَّ أشهرٌ أعدها..
ولم يزل مذاق هذا الحبر مرا.. .. كآخر القصائد الأخرى التي .. رددتها..
..
ككل يوم حائر..
.. مُسَوّد الدفاتر..
رددتها سُودَ القوافي كلها.. والشؤم فيها ظاهر.. للناظر..
للقارئ التاريخَ عنا .. لم نزلْ..
كالأمس بعداً أو أقل..
كقصتي الأولى التي.. سردتها..
..
ككذبتي..
..
إذ أنار البدر فيها واكتمل..
..
كرحلتي.. إلى الهوى! كما ارتقبتُ .. نشوةً لدى التلاقي.. كالعسل..
..
كم ارتقبت.. يومها
ولم أزل..
..
..
كم كان طعم الصبح حلوا.. حينها..
..
كم كان يحلو الغد .. يأتي .. فسحة للساهر..
..
أما يدي.. فقد رددت نصفها..
..
ونصفها باقٍ يفي .. لعشرة العهد القديم الغابر