الثورة على عثمان بن عفان بين قول النبي صلى الله عليه وسلم و قول سيد قطب - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الثورة على عثمان بن عفان بين قول النبي صلى الله عليه وسلم و قول سيد قطب

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-12-30, 14:16   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










Thumbs down

حول توبة سيد قطب رحمه الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين
اما بعد
فهذا جزء من من كتاب وقفات منهجية في الذب عن السلفية (حوار مع عدنان عرور )
للشيخ السلفي الفاضل أبي عبد الباري عبد الحميد العربي حفظه الله ونفع به
حول توبة سيد قطب
قال ( ص:50-56) :
((...فإن قال عدنان : إن سيداً قد تاب وأناب وتنازل عن أقواله الباطلة التي بسطها في " الظلال"، و" العدالة الاجتماعية "، وكتب وشخصيات "،وغيرها من كتبه المملوءة بالسموم .
فإنني أقول : هذه إحالة على جهالة ، فإن عاندت وعدت وقلت : إن ثمة من قال ، إنه تخلى عن ترهاته 1 .
فأقول لك كما قال الشاعر :
رَضيعَي لبان ثدْي أم تقاسما بأسْحَمَ دّاجٍ عوض لا نَتَفَرقُ
وأزيد بيانا فأقول : إن من شروط التوبة الإصلاح والبيان وخاصة في حق من ظهرت من أقوال انجرّ من خلالها فساد عريض ، وعدول عن منهج السلف في إقامة حكم الله في الأرض . قال تعالى :
(( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) [ سورة البقرة160 ]
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى ) أي رجعوا عما كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم ، وبينوا للناس ما كانوا يكتمونه ) 2
وقال رشيد رضا رحمه الله وتجاوز عن بلاويه : ((إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا )) عن الكتمان ((وَأَصْلَحُوا)) عملهم بالأخذ بتلك البينات عن النبي صلى الله عليه وسلم ودينه و الهدى الذي جاء به ، ((وَبَيَّنُوا)) ماكانوا يكتمونه ، أو بينوا إصلاحهم وجاهروا بعملهم الصالح وأظهروه للناس ، فإن بعض الناس يعرف الحق ولا يعمل به ، ولكنه يكتم عمله ويسره موافقة للناس فيما هم فيه لئلا يعيبوه ، وهذا ضرب من الشرك الخفي وإيثار الخلق على الحق ، لذلك اشترط في توبتهم إظهار إصلاحهم والمجاهرة بأعمالهم ليكونوا حجة على المنكرين وقدوة صالحة لضعفاء التائبين )) 3
فأين هذا البيان وأين هذا الإصلاح ، وأين الكتب التي بين فيها تخليه عن الأفكار العفنة التي جاء بها ؟ ولا اظنك تقول يا عدنان عرعور : انه تراجع في كتابه معالم في الطريق 4، فهذا كلام لا يستقيم ، وما جاء في كتابه " معالم " فإنه مملوء بتكفير الحكام ودعوة الشباب إلى إزالة عروشهم – بتعبيره - وأمره للحكام بدفع الجزية لأنهم عنده كفار كفراً بواحاً !!! انظر على سبيل المثال فقط : الجهاد في سبيل الله ( ص:55-56-57-58-59 طبعة دار الشروق ).
فهل هذا الفكر الطالح يستقيم وفهم السلف الصالح ؟ قال تعالى :
((مَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ )) [ سورة فاطر :19-20] .
وقال شيخنا ربيع بن هادي حفظه الله : (إن سيداً لم يرجع عن هذه البدع الكبيرة الكثيرة، التي ناقشناه فيها في ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، وقد بينا لك إصراره على ما تضمنه كتاب "العدالة الاجتماعية" بعد أن نبهه الشيخ محمود شاكر على ما وقع فيه من طعن في الخليفة الراشد عثمان وإخوانه من الصحابة، فأصر على هذا الطعن، وبقي مشرفاً على طبعه إلى قبيل موته، بل أضاف إلى ما تضمنه الكتاب من ضلال موضوعاً آخر، وهو رميه للمجتمعات الإسلامية بأنها مجتمعات جاهلية.
ولو كان هذا الرجل يرجع عن شيء من آرائه الضالة؛ لرجع عن طعنه في أصحاب رسول الله ، ولو مراعاة لمشاعر المسلمين الذين يستفظعون هذا العمل، -سواء السني منهم أو البدعي-وهذا يبين لك أن دعاوى أنه رجع عن كذا وجهل كذا كلها دعاوى باطلة لا يستطيع أهلها إثباتها.
بل تصرفات سيد ونقله آراءه من كتاب إلى كتاب، وإحالته من كتاب متأخر على كتاب متقدم تؤكد إصراره وثباته على آرائه، وأنه لم يتزحزح عنها.
ولو أننا أخذنا دعاوى الرجوع والتراجع الباطلة بعين الاعتبار؛ لما أمكن أن يدان فرد من أفراد فرق الضلال بما دوَّن في كتبه من بدع وضلالات، إذ يمكن بسهولة جداً أن يُقال عن أي مبتدع ألفَ في البدع: أنه رجع عنها . وهذا يفتح من أبواب الفساد مالا يعلمه إلا الله) 5
قلت : إن للرجوع علاماتٍ ، تظهر من المخطئ وينقلها عنه الرواة ، ولو فعل سيد مثل ما فعل أبو الحسن الأشعري 6 لقلت برجوعه ،ولكن هيهات
قال ابن عساكر الأشعري الدمشقي (ت:571) في كتابه التبيين 7:
( قال أبو بكر إسماعيل بن أبي محمد بن إسحق الأزدي القيرواني المعروف بابن عزرة : إنّ أبا الحسن الأشعري كان معتزلياً ، وإنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنة , وكان لهم إماماً , ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يوماً, فبعد ذلك خرج إلى الجامع بالبصرة فصعد المنبر بعد صلاة الجمعة , وقال : معاشر الناس , إنني إنما تغيبت عنكم هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة , ولم يترجح عندي حق على باطل , ولا باطل على حق , فاستهديت بالله تبارك وتعالى فهداني إلى ما أودعته في كتبي هذه , وانخلعت من جميع ما كنت اعتقده ، كما انخلعت من ثوبي هذا , وانخلع من ثوب كان عليه رحمه الله ورمى به ) .
قال ابن كثير الأثري : ( وقد كان الأشعري معتزليا فتاب منه بالبصرة فوق المنبر وثم اظهر فضائح المعتزلة ) 8.
فأين ما انخلع منه سيد رحمه الله ؟
لقد شهد بعض المؤرخين على رجوع أبي الحسن الأشعري ومنهم تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية (2/246) ، وابن فرحون المالكي في كتابه "الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب " (ص:193) والمرتضى الزبيدي في كتبه "إتحاف السادة المتقين " (3:2) وغيرهم ، وألف رحمه الله كتابه الإبانة وفيه أظهر رجوعه رحمه الله .
فأين العلماء الذين صرَّحوا برجوع سيد ؟ وأين كتابه مثل الإبانة فهل تستطيع يا عدنان عرور أن تثبت رجوع سيد, ودون ذلك خرط القتاد .
فهذا الحق ليس به خفاء فدعني عني بنيات الطريق
قال الحسن ابن شقيق :" كنا عند ابن المبارك إذ جاءه رجل فقال له : أنت ذاك الجهمي , قال إذا خرجت من عندي فلا تعد إليّ , قال الرجل : فأنا تائب , قال: لا حتى يظهر من توبتك مثل الذي ظهر من بدعتك " 9
========الحواشي==========
1 لقد صرح في سلسلته انه محمد قطب ، قلت صدق قول الشاعر الجاهلي فيك ياعدنان :
وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
2 تفسير ابن كثير (1/ 176ط : دار القلم )
3 تفسير المنار (2/50 ط: الثانية ، المنارة المصرية )
مع الحذر من بعض المسائل التي خالف فيها رشيد رضا السلف ، ومشى فيه وراء المعتزلة ، وشرذمة من العقلانيين وللإفادة يراجع ما كتب العلامة مقبل بن هادي رحمه الله في هذا الباب .
4 جاء في هذا الكتاب السيئ في ( ص:5-9) " ووجود الأمة الإسلامية يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة " وقال في (ص:8-22) هذه جاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض ,وعلى أخص خصائص الألوهية ... وهي الحاكمية . إن هذا الكتاب "معالم " يعد بمثابة الميثاق عند الإخوان المفلسين , وقد نال تزكيات عظيمة من منظريهم ، لكن ما إن صدر هذا الجزء الردئ حتى قام شيوخ الأزهر آنذاك – على ما فيهم - وهم : حسن مأمون ، وعبد اللطيف السبكي ومحمد المدني بتجهيل سيد ، وتخطئته ، وتضليله , وكانوا في فعلهم مصيبين ، لان هذا الكتاب يعد القانون الأساسي لجماعة شكري مصطفى التكفيري الهالك ، وجماعة الجهاد والإخوان على مبدأ تشجيع البضائع المحلية إلى الآن يتباهون بهذا الكتاب , قال محمد عبد القادر أبو فارس _ وهو احد رؤوس الإخوان بالأردن - لمجلة المجتمع العدد(821) تاريخ 16/6/1987م ، في (ص33): ( أؤكد على أن سيد قطب نشأ ومات وهو من الإخوان، فيما أعلم أن كتابه الشهير " معالم في الطريق " كان بعلم الإخوان وإطلاعهم )).
5 أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره [( ص: 236-237)، ط: مكتبة الغرباء الأثرية ].
6 ولكن بقيت فيه بعض رواسب الكلابية ، فلقد جعل رحمه الله كلام الله أزليا كما هو واضح في الابانة (ص:66-67) , والسلف يقولون : إن الله متكلم في الأزل ، لكنهم يقولون إنه يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء وكيف شاء .
وقال أيضا رحمه الله في الإبانة ( ص:161 ) "إن إرادة الله أزلية "وأخرجها عن صفات الأفعال , وقرن الإرادة بالكلام في هذا الباب وربطها جميعا بالعلم الذي هو صفة ذاتية أزلية تتجدد ,كما حرر ذلك ابن تيمية في درء التعارض (10/17) والرد على المنطقيين (ص:463) ومجموع الفتاوى (16/304) وجعل رحمه الله الرضا والغضب صفات أزلية بناء على أصل ابن كلاب انظر الإبانة (ص :80-81)
وأوّل رحمه الله قوله تعالى (( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ))[ الأنبياء :2] قال : الذكر الذي عناه الله عز وجل ليس هو القرآن ، بل هو كلام رسوله الله صلى الله عليه وسلم ووعظه إياهم " انظر الإبانة (ص:102) ، وأسال الله أن يتجاوز عنا وعنه بكرمه ومنه .
7 لقد شكك الشيخ المحدث عبد القادر بن حبيب الله السندي رحمه الله في نسبة هذا الكتاب إلى ابن عساكر انظر كتابه المفيد التصوف في ميزان البحث والتحقيق (1/258) والله أعلم بالصواب .
8 البداية والنهاية (11/187)
9 الإبانة الصغرى (ص :165,رقم 150 ) والحسن بن عمر بن شقيق صدوق ,انظر تهذيب الكمال (6/278) . وانظر إلى ابن المبارك كيف اشترط على هذا الرجل إظهار توبته , بمثل ما ظهر من بدعته .









 


قديم 2014-12-30, 18:44   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B11

أبو إسحاق الحويني يشهد بأن سيد قطب كان يسب الصحابي عثمان رضي الله عنه

https://www.youtube.com/watch?v=4FQ1AyhR8ls&feature=youtu.be










قديم 2014-12-31, 09:24   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
هدى المتفائلة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هدى المتفائلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا شكرا










قديم 2015-01-03, 21:20   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B18

خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه من كتاب البداية والنهاية لابن كثير


مقتطفات من كتاب البداية والنهاية لابن كثير في خلافة الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه.

كان عمر رضي الله عنه قد جعل الامر بعده شورى بين ستة نفر وهم عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم. وتحرج أن يجعلها لواحد من هؤلاء على التعيين، وقال لا أتحمل أمرهم حيا وميتا، وإن يرد الله بكم خيرا يجمعكم على خير هؤلاء، كما جمعكم على خيركم بعد نبيكم صلى الله عليه وسلم، ومن تمام ورعه لم يذكر في الشورى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، لانه ابن عمه خشي أن يراعى فيولى لكونه ابن عمه، فلذلك تركه.وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.

.... _ خلص القوم _ من الناس في بيت يتشاورون في أمرهم، فكثر القول، وعلت الاصوات وقال أبو طلحة: إني كنت أظن أن تدافعوها ولم أكن أظن أن تنافسوها، ثم صار الامر بعد حضور طلحة إلى أن فوض ثلاثة منهم ما لهم في ذلك إلى ثلاثة، ففوض الزبير ما يستحقه من الامارة إلى علي، وفوض سعد ماله في ذلك إلى عبد الرحمن بن عوف، وترك طلحة حقه إلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه، فقال عبد الرحمن لعلي وعثمان: أيكما يبرأ من هذا الامر فنفوض الامر إليه والله عليه والاسلام ليولين أفضل الرجلين الباقيين فأسكت الشيخان علي وعثمان، فقال عبد الرحمن: إني أترك حقي من ذلك والله علي والاسلام أن أجتهد فأولي أولاكما بالحق، فقالا نعم ! ثم خاطب كل واحد منهما بما فيه من الفضل، وأخذ عليه العهد والميثان لئن ولاه ليعدلن ولئن ولى عليه ليسمعن وليطيعن، فقال كل منهما نعم ! ثم تفرقوا، ويروى أن أهل الشورى جعلوا الامر إلى عبدالرحمن ليجتهد للمسلمين في أفضلهم ليوليه، فيذكر أنه سأل من يمكنه سؤاله من أهل الشورى وغيرهم فلا يشير إلا بعثمان بن عفان، حتى أنه قال لعلي: أرأيت إن لم أو لك بمن تشير به علي ؟ قال: بعثمان.
وقال لعثمان: أرأيت إن لم أو لك بمن تشير به ؟ قال: بعلي بن أبي طالب.
والظاهر أن هذا كان قبل أن ينحصر الامر في ثلاثة، وينخلع عبد الرحمن منها لينظر الافضل والله عليه والاسلام ليجتهدن في أفضل الرجلين فيوليه..... فسعى في ذلك عبد الرحمن ثلاث أيام بلياليها لا يغتمض بكثير نوم إلا صلاة ودعاء واستخارة، وسؤالا من ذوي الرأي عنهم، فلم يجد أحدا يعدل بعثمان بن عفان رضي الله عنه، فلما كانت الليلة يسفر صباحها عن اليوم الرابع من موت عمر بن الخطاب جاء إلى منزل ابن أخته المسور بن مخرمة فقال: أنائم يا مسور ؟ والله لم أغتمض بكثير نوم منذ ثلاث، اذهب فادع إلي عليا وعثمان قال المسور: فقلت بأيهما أبدأ ؟ فقال بأيهما شئت، قال فذهبت إلى علي فقلت: أجب خالي، فقال: أمرك أن تدعو معي أحدا ؟

قلت: نعم ! قال: من ؟ قلت: عثمان بن عفان، قال: بأينا بدأ ؟ قلت لم يأمرني بذلك، بل قال: ادعو لي أيهما شئت أولا، فجئت إليك، قال: فخرج معي فلما مررنا بدار عثمان بن عفان جلس علي حتى دخلت فوجدته يوتر مع الفجر، فقال لي كما قال لعلي سواء، ثم خرج فدخلت بهما على خالي وهو قائم يصلي، فلما انصرف أقبل على علي وعثمان فقال: إني قد سألت الناس عنكما فلم أجد أحدا يعدل بكما أحدا، ثم أخذ العهد على كل منهما أيضا لئن ولاه ليعدلن، ولئن ولى عليه ليسمعن وليطيعن، ثم خرج بهما إلى المسجد وقد لبس عبد الرحمن العمامة التي عممه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقلد سيفا، وبعث إلى وجوه الناس من المهاجرين والانصار، ونودي في الناس عامة الصلاة جامعة، فامتلأ المسجد حتى غص بالناس، وتراص الناس وتراصوا حتى لم يبق لعثمان موضع يجلس إلا في أخريات الناس - وكان رجلا حييا رضي الله عنه - ثم صعد عبد الرحمن ابن عوف منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف وقوفا طويلا، ودعا دعاء طويلا، لم يسمعه الناس ثم تكلم فقال: أيها الناس، إني سألتكم سرا وجهرا بأمانيكم فلم أجدكم تعدلون بأحد هذين الرجلين إما علي وإما عثمان، فقم إلي يا علي، فقام إليه تحت المنبر فأخذ عبد الرحمن بيده فقال: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفعل أبي بكر وعمر ؟ قال: اللهم لا ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي، قال فأرسل يده وقال: قم إلي يا عثمان، فأخذ بيده فقال: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفعل أبي بكر وعمر ؟ قال: اللهم نعم ! قال: فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يد عثمان فقال اللهم اسمع واشهد، اللهم اسمع واشهد، اللهم اسمع واشهد، اللهم إني قد خلعت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان.
قال وازدحم الناس يبايعون عثمان حتى غشوه تحت المنبر، قال فقعد عبد الرحمن مقعد النبي صلى الله عليه وسلم وأجلس عثمان تحته على الدرجة الثانية، وجاء إليه الناس يبايعونه، وبايعه علي بن أبي طالب أولا، ويقال آخرا. والله أعلم.

والمظنون بالصحابة خلاف ما يتوهم كثير من الرافضة وأغبياء القصاص الذين لا تمييز عندهم بين صحيح الاخبار وضعيفها، ومستقيمها وسقيمها، ومبادها وقويمها، والله الموفق للصواب.
وقد اختلف علماء السير في اليوم الذي بويع فيه لعثمان بن عفان رضي الله عنه،

( ص/165ج/7 البداية والنهاية لابن كثير ) خلافة الصحابي الجليل: عثمان بن عفان ، رضي الله عنه )










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الثورة, النبي, عليه, عثمان, عفان, وسلم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc