أستاذتي الفاضلة
ما شدى إنتباهي في مداخلتك هو إهتمامك الدقيق بمن يعانون من إشكالية التعلم و هذا شيء مفرح لأن هذه الفئة أصبحت مهمشة و يطلق عليها عموما ـ تلميذ ضعيف ـ و تلصق به هذه الصفة و يبعد في القسم
كما أعجبتني محاولاتك لإيجاد حل لكل تلميذ يعاني من مشكل أثناء التعلم
و راودني إحساس بدور الطبيب الكفئ و هو يحاول تشخيص المرض مع كل مريض على حدى
و هذا أمر صعب و مرهق و لكن يأتي أكله بإذن الله
و مشكورة أستاذتي الفاضلة على هذا التصرف النبيل
و أما عن إستفساراتي فهي كالآتي
ـ ذكرتي النسيان مباشرة بعد العطلة و هذا أمر خطير لأن التعلم تراكمي ، أين الخلل أستاذتي رغم أن ذاكرة التلميذ في هذه السنين تكون نشطة و قوية
و لو رجعنا إلى من نسي الحروف، بالله عليك كيف كانت علاماته أثناء التقويم
ـ مشكل اللغة عويص و يعاني منه جل الجزائرين، فهل من توجيهات إلى الأولياء كي يندمجوا في عملية التعليم ، هل المدرسة تشرح للأولياء ما ينتظر من أبنائهم تعلمه في كل سنة دراسية، بمعنى الأهداف الكبرى المتوقع أن يدركها التلميذ
فمثلا في نهاية السنة الأولى، التلميذ يكون قد تعلم جل الحروف نطقا و كتابة، تكوين بعض الجمل و في الرياضيات تعلم عمليات الجمع و الطرح مثلا
و هكذا يستطيع الأولياء تقويم مستوى أبنائهم و كذلك المساعدة إن لاحظوا خلل أو تأخر
ـ الجميع يعلم أن العلم يتطور يوميا و أصبح بمقدور أخصاء الأعصاب تصوير الدماغ أثناء التعلم TOMOGRAPHIE
فهل إستفادت مدارسنا من الطرق الحديثة لعملية التعلم أو مازلنا نلقن التلميذ أساسيات اللغة و الرياضيات بالطرق القديمة
وما ذكرتيه عن ميكانزمات و أبعاد القراءة لأكبر دليل على وجوب إدراك المربي علم
la NEURO-SCIENCE
و وجب عليه الجلوس في دماغ الطفل إن صح التعبير كي يفهم مماذا يعاني
وفيما يخص القراءة و الكتابة، هناك من يقترح تعلم الكتابة أولا ثم القراءة إحتراما لمراحل نمو الطفل و هذه طريقة قد سبق و جربتها مع إبني و بعد سنة إستطاع أن يتعلم كل الحروف بأصواتها كتابة و قراءة و الآن بإمكانه حتى تكوين جمل صغيرة و هو في القسم التحضيري
و أصحاب هذه الطريقة، يعللون، بأن الطفل بحاجة إلى إظهاروالتعبير عن ما بداخله أولا عن طريق الكتابة ثم يتعلم القراءة
وعذرا عن الإطالة