من منطلق تأصيل لهجاتنا الشعبية والتي تتعرض دائما للنقد والتجريح من قبل كثير ممن يظن أن هذه اللهجات دخيلة على العربية الفصحى أو أنها غريبة ليس لها جذور في لغتنا الأم أردت أن اتعمد الكتابة باللهجة الجزائرية واحيانا السوفية بحكم انتمائي الى هذه البلد وهذه المنطقة بالضبط بحيث تتم هذه الكتابة على أرضية أن لا خطر من التخاطب باللهجة العامية على الفصحى .. بل بالعكس فإن اللغة الفصحى هي البوصلة التي توجهنا لفهم حقائق اللهجات بما تكشفه من أوجه اجتماعية .. والفصحى هي الأم السرمدية , في حين أن اللهجات تفرعات من هذه الأم .. تأتت بسبب إ تساع الحيز الذي شغلته اللغة أو لأسباب تربوية بيئية إجتماعية طرأت على مستخدمي اللغة .
و اللهجة كما " اللغة تنظيم اجتماعي ترتبط أساساً بحركة الإنسان الذي يشكل نواة المجتمع , و تنظم حياة المجتمع بكافة على أبعادها من خلال ممارسة الفرد لمصطلحاتها فالألفاظ تعيش مع الناس , تنتقل من جيل لأخر وهي بانتقالها تكتسب دلالات اجتماعية يتعارف الناس عليها , فقد يتسع مدلولها و قد يضيق و يتخصص و الألفاظ بهذا المعنى حاملة ومحمولة حاملة لرزم من العلاقات الإجتماعية المنمطة .. محمولة بممارسة الأفراد لها و نقلها من جيل لأخر , علاوة على امتلاكها لذاكرة , فيما تمثله من سيرورة متحولة من معنى إجتماعي لأخر .. وهذا في حد ذاته ترابطا بين الاجيال وحتى الامم
وإذا انتقلنا من الأصل ( اللغة ) , إلى متفرعات عنه اللهجات , فإنه يمكن القول أن ما ينطبق على اللغة من مقاربات يطرد على اللهجة , علماً أن دراسات الأنثروبولوجيا , و دراسات المأثور تعتقد أن اللهجة أداة أكثر دقة في كشف العلاقات الإجتماعية بكل تفاعلاتها و مستوياتها , والتي يمكن أن يتفرع منها صور الحيوات الثقافية و السياسية و الإقتصادية . ذلك أن اللهجة هي وسيلة التواصل و التفاعل الإجتماعي التلقائي بين أفراد المجتمع مع الإحتياط أن كل فرد ينحو إلى استخدام اللهجة على نحو مغرق في الذاتية و الشخصية , وهو ما يعرف باسم ( اللكنة ) أي اللهجة الفردية في سياق اللهجة المحلية
و يذكر الدكتور "علي وافي" أسباباً لتولد اللهجة و انتشارها يلخصها في عوامل ثقافية واجتماعية و اقتصادية . و التباين في تمظهر هذه العوامل هو الذي يشكل الفروقات اللغوية من بيئة لأخرى في المحيط نفسه و المدقق في هذه العوامل يرى أنها تنقلب لتتحول إلى مؤثرات تلعب دوراً في تشكيل حياة الشرائح الإجتماعية المختلفة .
وهذا عزيزتنا عائش من بين اسباب الترابط بين المجتمعات العربية المختلفة الذين باينت بينهم الرقع الارضية ليس الا
وعليه انا من دعاة استعمال اللهجة في المنتدى وهنا اشير الى ما ورد في احد الردود حيث قال صاحبه بانه مع اللهجة نطقا لا كتابة فاقول لهذا العضو المحترم كيف تكون اللهجة نطقا في مثل هذا المقام
المهم اخر ما اختم به كلامي ان هذا الاستعمال يتم من جانب ان لا خطر عن الفصحى التي شرفها وحفظها المولى بالقران الكريم الف سلام للجميع وشكرا لك عزيزتنا على هذا الطرح الجيد