فرصة .. جديدة
تأملت في منظر القطرات المتدفقة من الحنفية فجرا .. فاذا بها تتدافع متلالئة كبلورات جميلة تلقي بنفسها في حوض الماء الصغير وكأنها في سلاسة وعذوبة سقوطها صبي يانس لامه ويستسلم لاحضانها .. كانت القطرات تنزل واحدة تلو اخرى في نظام عجيب .. وكلما عانقت احداها صفحة الماء اصدرت صوتا رقيقا رائعا .. تطرب له الروح ويعزف في اعماقها الحانا الحزن والجمال .. فتمثلت الدنيا واحوالها وذكرت بهارجها وفتونها فاذا بصوت غريب ينطلق من تلك الاماكن المجهولة في نفسي يسالني سؤال الحائر المتعجب... !! ترى هل حياة الانسان في هذه الدنيا تماثل حياة البلور ؟ اتراها .. كذلك؟ هل كل هذه الحروب والدماء والمآسي والاشلاء كل هذه الآمال والاحلام تحدث في نفس الزمن الذي تقضيه القطرة بين الحنفية والحوض ترى .. هل تختزل الحياة بآلامها و آمالها .. بفرحها وقرحها .. سعادتها وشقوتها .. في هذا المنظر العجيب .. ربما وربما هو تعسف في التمثيل وتشاؤم في الرؤية .. ربما تدفع الانسان لحظات ضعفه الى اختزال الحياة في كلمات مبعثرة .. تجعل من اللاشئ كل شئ .. عبارات غريبة .. وموقف اغرب .. تمتزج فيه حكمة العقلاء بفلسفة المجانين .. وقفت حائرا وكأنني طفل صغير لا يفهم من لغة الكبار شيئا .. واحسست بخط ساخن على خدي وملوحة شديدة على لساني .. نظرت الى المرآة لارى شخصا آخر .. شخصا منحه الله فرصة اخرى .. فرصة .. جديدة .. ولعلها .....الفرصة الاخيرة !!!!!!!
يا عين جودي بالدموع فإنّني
............. أسقي بمائك لوعتي وجراحي
ولتمطري قلبي العليل بعبرة
..............ولتتركيني لحسرتي ونواحي