أصول التربية والتزكية في الإسلام وقواعد السير إلى الله تعالى - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أصول التربية والتزكية في الإسلام وقواعد السير إلى الله تعالى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-11-15, 23:40   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
سعيد النورسي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم رضي الله عنه في كتابه النفيس (الطهور المدار على قلوب الأبرار) :


من هو السالك ؟ :
هو إنسان مسلم منحه الله النور الذي يقبل به الخير, والنور في اصطلاحنا هو القابل وحفظه سبحانه وتعالى من فعل ما يخالف ما أنزل الله على نبيه ﴿ ص وآله﴾ وإن قبله في بدايته من غير المرشد الكامل ألهمه الله الفرار إليه سبحانه ودله على المرشد ، فكان من خيرة أصحابه ، لأن ما يجعله الله من النور في قلب السالك إليه جل جلاله يستبين به الحق والباطل ، فيجذبه الله إلى الحق
بدليل قوله تعالى : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ البقرة: ٢٥٧ وقوله ﴿ص وآله﴾ : ( يد المؤمن في يمين الله كلما وقع أقامه ) .

والسالك يشتاق إلى الحق ، والمشتاق إلى الحق قوي المسارعة إلى الحكمة ، ولشوقه إلى الحق إذا سمع كلمة حكمة تلقاها ولو من عدو الله
، قال رسول الله ﴿ ص وآله﴾ : " الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها أنى وجدها ".

وسماع الحكمة يجعل النفوس تعظم حاملها ، ولكن قد يكون حامل الحكمة غير الحكيم يحفظها ولا يفقهها ، قال تعالى : مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا الجمعة: ٥ ، فإذا نطق الناطق بالحكمة قبلها السالك منه ، ثم وزن أحواله بهذا النور المجعول له من الله ، قال الله تعالى : وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ النور: ٤٠. فإذا اطمأن لها قلبه ، وشهد من الحكمة العمل بها أحبه واقتدى بعلمه ، وعمله ، وحاله . وإذا لم يطمئن قلبه ولم يشهد عمله بالحكمة أخذ منه الحكمة وفارقه .
فليس كل محصل للعلم عالما ، ولا كل مبين للأحكام بدلا من أبدال الرسل ، قال الله تعالى وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا الأعراف: ١٧٥ وقال ﴿ ص وآله﴾ : " قراء آمتى فساقها "
.

إذا فهمت ياولدي هذا ؛ فلا يعتبر السالك سالكا في طريقنا إلا إذا جمله الله بكل تلك المعاني ، وأنت تعلم يابني أن أصحاب رسول الله ﴿ ص وآله﴾ كان بينهم المنافق ، والشاك ، والمتردد في دينه ، والمظهر الإيمان لغرض من الأغراض ، وكلهم يرون من رسول الله الميل والتأليف ، مع إعلام الله إياه بحقيقة ما انطوت عليه قلوبهم ، قال ﴿ ص وآله﴾ : " أمرت بمدارة الناس " وقد أمرنا ﴿ ص وآله﴾ أن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر .

فالسالك حقا من منحه الله التسليم وقدر له صحبة المرشد الكامل ، فأفرده بالقصد دون غيره من الخلق، حبا في أن يفوز بمعية رسول الله ﴿ ص وآله﴾ بنيل صحبة أشبه الناس به شوقا إليه عليه الصلاة والسلام ، ويكون في الحقيقة في معية النبي عليه الصلاة والسلام
، بمعنى أنه لا يعتبر للمرشد وجودا فيعظم أمره ونهيه ، وإنما يكون وجوده في معية الحبيب المصطفى ، فيقبل من المرشد ما يعلم أنه من السنة ، ويرد ما لا يفقهه قلبه من القول والعمل ، معتقدا أن السلوك هو العمل بصريح السنة والكتاب ، حتى يمنحه الله تعالى المراقبة أو المشاهدة ، فهو لا ينكر على المرشد الكامل ما لا يفقهه قلبه مما يعتقد أنه حق في مرتبة المرشد ما دام المرشد لا يفعل محرما ولا يقول بضلال.

مثال ذلك : أن المرشد إذا ترك الأسباب أو عمل عملا يقتضي مهانة من تغيير هيئة ، أو فرار إلى الغابات ، أو فارق النساء والمشتهيات ، أو مالت نفسه إلى السماع ، أو زار الملوك والأمراء ، مما حصل للأفراد المرشدين ، فلا يقلده السالك في ذلك ولا ينكر عليه. أما إذا فعل محرما ، أو أمر به ، أو ترك فريضة وجب على السالك مفارقته بسرعة ولو كان المرشد يريد امتحان السالك في طاعته أو يريد امتحانه في يقينه برسول الله ﴿ ص وآله﴾ وعلى السالك في مثل هذه الحال أن يستبين الأمر منه جليا مع التمنع عن الوقوع فيما يأمره به .

أما السالك الذي لا بصيرة له إذا قلد المرشد في عمله المتقدم ، أو سلم له فيما يعلم حرمته فلا يعتبر عندنا فقيرا من فقراء الطريق ، فإن المراد بالسلوك تجاوز عقبة الإلحاد والانتشال من وحلة التوحيد والتخلي عن نظر النفس ونزوعها ، حتى يكون السالك إنسانا مسلما مقبلا على الله بكليته .

وأهم صفات السالك إلى الله تعالى :

1- إيثاره إخوانه على نفسه .
2 - الزهد فيما في أيدي الناس إلا لضرورة مقتضية .
3 - المسارعة إلى أن يكون نافعا لإخوانه بقدر استطاعته .
4 - السمع والطاعة لله ولرسوله ﴿ ص وآله﴾ وللمرشد ما دام آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر .

ومن أخص علاماته :
قبول ما لا يلائم نفسه بانشراح صدر وفرح ، والوقوف عند أدبه مع المرشد مهما أثنى عليه ورفعه ، وعدم الغرور بنفسه ولو أقبل عليه العالم أجمع
، ما دامت شمس المرشد مشرقة في أفقه حتى يبلغ اليقين الحق .



السالك المصاحب للمرشد: لم يبلغ درجة المرشد من العرفان . والمعرفة بها كمال التحقق في العبودية ، وقد ترى بعض السالكين يعمل ما يخالف الشريعة مظهرا أنها من المعرفة ، ولو أن المعرفة تبيح مخالفة الشريعة لكان أولى بذلك الخلفاء الراشدون ، والمرشدون الكاملون ، ومعرفة تبيح مخالفة الشريعة معرفة ولكنها معرفة الشيطان وإلهام ولكنه من إبليس ومخالفة المرشد دليل على الخيبة.

ما هي المعرفة ؟
المعرفة أن تعرف نفسك ، فتعرف بمعرفتها ربك ، وهل المعرفة التي تفقد العبد حقيقته حتى يكون إلها أو مخالفا لأحكام الإله معرفة ؟ هي ظلومية وجهولية ، إنما المعرفة حفظ الأدب في الطلب ، وكشف الحقيقة للحفظ من العطب ، ومتى كان العبد المقهور يصير ربا قادرا
؟

والسالك يقف موقف الأدب مع المرشد فيعادي شهوده إن خالف عبارة المرشد ، ويكره إلهامه إن أخرجه عن الأدب مع المرشد ، وإنما السالك في طريقنا هذا ميت أحياه الله وجعل له نورا يمشي به في الناس من غير شك ولا إلباس ، وإشارات المرشد كأشعة أنوار الشمس تظهر ما حسن ، وما قبح ، فتستبين النفوس الإبليسية من النفوس الملكوتية مع المرشد
، وقد قال الله تعالى : يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ البقرة: ٢٦ .


وللسالك أخلاق روحانية وآداب إحسانية ، فهو في الحقيقة عين المرشد وإن كان مريدا , ومرادا لله تعالى وإن كان بعيدا ,
فإن السالك ليست له إرادة ولكنه مراد من الأزل
.

حفظني الله وإخوتي المؤمنين جميعا من صحبة المضلين ، ومن الإصغاء إلى الجاهلين
وبين لنا كتابه وسنة نبيه بلسان وعمل أفراده المحصنين بحصون أمنه ، إنه مجيب الدعاء.









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-11-16, 13:42   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
سعيد النورسي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم
في كتابه النفيس "الصوفية والتصوف"


مدارس الصوفية لا خلاف بينها في كل زمان ومكان
الصوفية لا خلاف بينهم في كل زمان ومكان، وبدايتهم تزكية النفـوس من أدرانها، وتطهير الأجسام من نجاساتها المعنوية، والاتصال بالمرشد الكامل الذي يتلقون عنه العقيدة الحقة، ويتشبهون به في الأعمال السنية، والأخلاق المرضية، والمعاملات المقربة إلى الله تعالى؛ لأن المرشد وارث رسول الله ﴿ص﴾ ورسول الله صلوات الله وسلامه عليه لم يورث درهما ولا ديناراً، ولا أطيانا وعقارا، ولكنه ﴿ص﴾ ورث نوراً وهدى، وحكمة وبيانا قال الله تعالى:
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)

فهذه الخيرات هي ميراث سيدنا رسول الله ﴿ص﴾ التي ورثها الله بفضله من شاء من عباده.

الصوفية هم أنصار الله ورسوله ﴿ص﴾ في كل زمان ومكان
الصوفية هم أنصار الله، وأنصار رسوله ﴿ص﴾ في كل زمان ومكان.. سترهم الله عن أعين الجهلاء، وأخفاهم عن أهل الظلم والطغيان، ولكنهم هم النجدة عند الشدة، والقوة عند الضعف، والحصون عند الخوف.


ذلوا، ولانوا، وخشعوا، واختفوا، وتستّروا، نعم.. ولكنهم إذا غضبوا لله غضب الله لهم، وإذا دعاهم الحق لبّوه، رخيصة دماؤهم عليهم حنينا إلى الموت في سبيله، والقتل في إعلاء كلمته، متى تحركوا لله لا يسكنوا حتى يظهر الحق، أو يتصلوا بدار الحق، كم لهم من صولة لله بالله، أزالوا بها باطلا تعسر زواله على الجيوش الجرارة، فهم الأنوار التي تسطع في حالك الظلمات فتمحوها

وقد أثبت التاريخ ما أظهره الله تعالى بهم، منهم آل بدر أنصار الله المهاجرون، استضعفوا في أوطانهم ففروا إلى الله تعالى، والفقراء من الأنصار الذين خرجوا ليقابلوا تجارا من الشام فقابلوا صناديد العرب وجمراتها، فكان كل رجل منهم كأنه جيش جرار.

غضبوا لله – تعالى - غضبةً مَحَتِ الكفر وأهله، وفي كل عصر وزمان قام فيه أهل الطغيان ليطفئوا نور الله بأفواههم.. أشرقت أنوار الصوفية فمحت الظلمات، هم الذين نشروا تلك الأنوار في سائر الأقطار، بالقرآن والسنان، شوقا إلى لقاء ربهم، وحبا في إعلاء كلمة الحق.

أهل الصُّفة هم مصدر بث الروح العالية في كل الحوادث
وأهل الصفة رضي الله عنهم هم الذين بثوا تلك الروح العالية في كل الحوادث..
أقبل جيش الروم عندما قام الصحابة لفتح القسطنطينية، وكانوا رضى الله عنهم قليلين، وجيش الروم يناهز الستمائة ألف مقاتل، فهجم رجل من التابعين على قلب الجيش منفردا، فناداه آخر قائلا: ارجع فإن الله يقول: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) !

فصاح سيدنا أبو أيوب الأنصاري من كبار أئمة الصوفية قائلا: ويحك ! لقد نزلت فينا، وأنا أعلم سبب نزولها، ليست التهلكة الإقدام على هذا الجيش، وإنما التهلكة الإحجام، فإن المؤمن إذا أقبل فاستشهد أحياه الله الحياة الحقة، وإذا أحجم هلك، ثم كبر رضي الله عنه وهجم على الجيش كله منفردا، فاخترق صفوفه، وأقبل المسلمون بعزيمة ماضية وراءه، فهزم الله جيش الروم، وكادت تُفْتَح القسطنطينية، لولا موت معاوية ورجوع أمير الجيش وقواده.

فكان الصوفي في وقت الغيرة لله، يجعل من معه مشاهداً فردوس الله، ليس بينه وبينها إلا أن يطعن بسنان، أو يضرب بسيف، فهم رضي الله عنهم زهدوا في الدنيا، ورغبوا في الآخرة، ولكنهم عند المقتضيات يقومون لله، رغبة لإعلاء كلمته سبحانه، وهم الذين إذا أقدموا لم يحجموا.

يعملون ولا يقولون، كثرت أعمالهم وقلت أقوالهم، خافوا مقام ربهم، ونهوا النفس عن الهوى، لهم جانب مع الله تعالى إذا سألوه استجاب لهم، ولهم أعمال خالصة لذات الله تعالى إذا قاموا بها كان الله معهم ولهم.

الصوفية حملوا راية الإسلام إلى كل مكان بالمعرفة والسلوك
لم تقم دولة من دول الإسلام إلا وهم مؤسسوها، ولم تقم فتنة من أعداء المسلمين إلا وهم مطفئوها. أول الخلفاء بعد رسول الله ﴿ص﴾ إمامهم، ودام الأمر فيهم إلى سيدنا الحسن السبط رضي الله عنه, ومدتهم عمر الخلافة، حتى انتقلت إلى المُلك العضوض.

وهم الذين قلبوا دولة بني أمية، وأعادوا الدولة لبنى هاشم، وهم الذين أيدوا دولة آل عثمان، حتى شُيّدَت المساجد في بودابست، وفي بولونيا، ولم يبق إلا أن تصير أوروبا إسلامية كما كان أولا.

وهم الذين ردوا الصليبيين عن الثغور الإسلامية في زمان صلاح الدين الأيوبي، عندما غار والله غيرة سلبت عقول الإفرنج، حتى أصبح الحليم سفيها، ولا غرابة! فإن درويشا لم يبلغ خدمة المرشدين، غار لله هو ودراويشه غيرة قهرت ملك الحبشة وجيوش الطليان، وجنود فرنسا، والجيش المصري، والإنجليزى، حتى مات منصورا ظافراً، وجيشه على أبواب مصر، ولكن غادرته المنية وقام بالأمر غير الدراويش، فاختلفت القلوب وتغيرت, والتفت الصوفية إلى خلواتهم وتجريدهم، عند ما رأوا أنه لا حاجة لهم لقوة سلطان المسلمين.

اهـ

التصوف يا أحبابي ليس منهاجاً مستقلاً عن أهل السنة والجماعة, والصوفية ليسوا فرقة من الفرق الثلاث والسبعين

ومن ظن هذا فلا علم له بقواعد العلوم الإسلامية وتاريخ المسلمين.. فإن تاريخ المسلمين يقول بأن التصوف هو أحد أعمدة حضارة الإسلام, وأنه المنهاج النبوي في تزكية النفس وإصلاح الأخلاق, الذي أخرج لنا كافة المجاهدين الذين حرروا بلادنا من الاستعمار, الإمام أبي الحسن الشاذلي والعز بن عبد السلام وإبراهيم الدسوقي وأحمد البدوي, ثم من بعدهم سيدي عبد القادر الجزائري وعمر المختار ومحمد بن عبد الكبير الكتاني ومحمد بن عبد الكريم الخطابي والإمام شامل الداغستاني وبديع الزمان النورسي التركي الخ.

وعلوم الإسلام تقوم على حسب حديث جبريل كما يلي :

مرتبة الإسلام : عبادات الجوارح من صلاة وصيام وزكاة وحج وجاد الخ , والعلم الذي يدرسها هو علم (الفقه).

مرتبة الإيمان : عبادات الفكر والعقل والإيمان, والعلم الذي يدرس هذه المرتبة هو علم (العقيدة)

مرتبة الإحسان : عبادات وأعمال القلوب, تخلية وتحلية, تخلية القلب من الحقد والحسد والكبر والشح والعجب والحرص الخ, حتى يصفو القلب ويتأهل للتحلية بأعمال أهل الله من المقربين وأصحاب اليمين من المحبة والخوف والرجاء والتوكل والرضا والصبر والشكر, الخ.
والعلم الذي يدرس هذه المرتبة هو علم (التصوف)

من لا يعلم هذه التقسيمة يقول أن التصوف بدعة !
ولا ينتبه إلى أن كل مرنبة من مراتب الدين لابد لها من علم وعلماء وأهل تخصص ومجتهدين
ولا يحث لمن ليس من أهل التخصص أن يرمي أهل التخصص بالبدعة
لأن كل من جهل شيئاً عاداه
والتصوف كغيره من علوم الإسلام, لحق به دخَن ودُخَلاء
والحكمة هي أن نحفظ الدين بتنقية علومه من البدع لا بإلغاء علومه وحرمان المسلمين منها

وأنصح الإخوة والأخوات الكرام بقراءة كتاب "ربانية لا رهبانية"
للعلامة السيد أبي الحسن الحسني الندوي
رحمه الله تعالى










رد مع اقتباس
قديم 2013-11-16, 15:40   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
NEWFEL..
عضو فضي
 
الصورة الرمزية NEWFEL..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك ...................................










رد مع اقتباس
قديم 2013-11-17, 12:42   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
سعيد النورسي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيكم بارك الله أخي الكريم..










رد مع اقتباس
قديم 2013-11-17, 13:15   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
سعيد النورسي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم

الصوفية أيقظوا الشرق من غفلته لكي ينال حريته
أولاً: الصوفية هم القائمون بواجب الوقت
الصوفية هم المقبلون بكليتهم على الحق، الملتفتون عن جانب الغرور والفناء إلى اليقين الحق والبقاء، وهم الرجال الذين عرفوا قدر الدنيا والآخرة، وفروا إلى الله تعالى مع حفظ الأدب مع الله –تعالى- بالوقوف عند الأسباب التي وضعها الحق مرتبطة بعضها ببعض، قال رسول الله ﴿ص﴾: (نِعْمَةُ ٱلدُّنْيَا مَطِيَّةُ ٱلْمُؤْمِنْ) [أورده الغزالي في الإحياء، وقال القارىء قلت معناه صحيح، ورواه الديلمى في الفردوس عن ابن عمر مرفوعاً وذكره الصنعانى، والعقيلى وابـن لال عن طارق بن أشيم، والحاكم وصححه]. وفيها ينال الإنسان أرقى مراتب السعادة في الآخرة، وهي مهبط وحي الله، ودار رسل الله، ومحلة العمل لله، والمسارعة في محابه ومراضيه –سبحانه- قال تعالى (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا).

علموا مقدار الدنيا، وما ينال فيها من الرضوان الأكبر، والفضل العظيم، وحسن الثناء، فبذلوا النفس والنفائس فيما لا يحصل إلا في الدنيا، فهم رجال العمل للخير الحقيقى، قاموا بواجب الوقت ومقتضاه تلبية لداعي الحق شرعا وقدرا، فهم العاملون وإن ترك الناس، والقائمون إذا أهمل الناس، ولكنهم حكماء حلماء، جملهم الله تعالى بالأناة والحلم، وحب الاستخارة والمشورة، حتى يطمئن القلب بإخلاص العمل لله، فإذا حركتهم العناية للقيام بعمل هو خير في الحقيقة ونفس الأمر أقبلوا بالكلية، محافظين على آداب السنة، غيرة لله سبحانه، فلهم في كل شأن من شئون الدنيا نظر سديد، وبحث بعيون الفكرة والرَوِيّة، حتى يستنبطوا حكم الله في هذا الشأن. قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)(العنكبوت: 69). وقال الله سبحانه(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)(البقرة : 257).

ثانيا: اتحاد الآراء المختلفة والمذاهب المتباينة.
وقد آن أن يظهر سر تلك الشئون، وتلوح غيوب تلك الحوادث، قال الله تعالىقُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران: 26).
ومتى أراد الله شيئا هيأ أسبابه، وهو سبحانه مقلب القلوب، له -سبحانه وتعالى- شئون يبديها ولا يبتديها، يرفع قوما ويخفض آخرين.

تنبه الشرق من غفلته، وقام من نومة جهالته بعد السُبات الطويل، فلم يبق قلب إلا وتقلب، ولا لسان إلا ونطق، ولا جسم إلا وتحرك من غير داع يدعو، ولا آلات وأدوات تشجع، حتى اتحدت الآراء المختلفة والمذاهب المتباينة، على غرض واحد، فترى البراهمي والبنياني والمسلم في جنوب آسيا ينادون بصوت واحد، طلبا لقصد واحد، والرافضي والشيعى والسني في بلاد الفرس يسارعون إلى مطلب واحد، والزيدي والسني في بلاد اليمن يطلبون مطلبا واحد، والمسلم والقبطي في مصر يتنافسون في نيل غرض واحد، بل سرت تلك الروح فجددت نشوة لم تكن منتظرة، وأحيت أشلاء رميمة، فلم يبق سوقة في حقير المهنة، ولا عالم في رفيع الرتبة، ولا بطرك فما دونه، ولا أمير إلا والكل قد جذبتهم تلك العناية الربانية إلى اليقظة لحقوق لم تكن تخطر على البال، ومطالب لم يتصورها الخيال.

ثالثا: واجب رجال التصوف
والصوفية مقبلون بالكلية على الحق، يرون واجبهم المقدس في مثل تلك الحوادث الابتهال إلى الله – تعالى- أن يحفظ المجتمع من الفتن المضلة، وأن يدفع عن عبيده وعباده نتائج غضبه، من الهرج والمرج، والظلم والتظالم، حتى دعا واجب الوقت أن يكونوا عمالا لله – تعالى- قياما بمقتضى الوقت، والوقت يوجب علينا أن نحرص كل الحرص على العمل لرد ضالتنا المنشودة، حتى نكون كما خلقنا الله - تعالى – أحراراً, متنعمين بنعمة الدين والدنيا والآخرة.

فإن مسرات النفس بنيل الشرف والمجد فوق مسرات الجسم بنيل الشهوات والملاذ، ومسرات الروح بنيل رضوان الله الأكبر، والقيام له - سبحانه وتعالى - بما يحب يرضى، فوق مسرات النفس بالمجد والشرف، ولا سبيل إلى نيل خير الروح والنفس والجسم إلا التمتع بالحرية المطلقة، التي يكون بها الإنسان آمنا على دينه ودنياه وحياته، وإذا عشنا في تلك الدار الدنيا، لا حرية لنا، ولا رأي، يضيع الحق بيننا، فلا يمكننا أن نقوم به.

تلك الحياة ليست حياة إنسانية، بل هي أشبه بحياة أسفل الأنواع؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان حرا مريدا، وكان قادرا، سبحانه أن يقهره بوضع أسباب تحيط به، فكيف يرضى الإنسان لنفسه أن يكون آلة صماء تحت إنسان نظيره.

ولا بد لكل صوفي - في كل أقطار الأرض - من أن يعلن أنه لا يرضى لأي إنسان مهما كانت درجته دينا وعلما أن يرى إنسانا نظيره فوقه إلا بالحق، كما يرى الأبناء آباءهم الرحماء، وكما يرى التلاميذ معلميهم الأتقياء، وكما ترى الأمة وُلاة الأمور الأبرار الأخيار، فيكون الحق سبحانه وتعالى هو العلي الكبير، الحكم العدل، وتكون منزلة الإنسان للإنسان بقدر قيامه للحق بالحق، وقد آن لكل صوفي أن يعلن هذا الإعلان، رغبة في نيل رضوان الله تعالى، وحبا في الخير.

ولما كانت تلك المهمة وجداناً روحانياً كان القائم الداعي إليه داعيا إلى الحق كائناً من كان، وإني أدعو رجال الصوفية الذين هم أصدق قلوباً، وأخلص نيةً، وأسرع إقبالا على الحق، أن يتوجهوا إلى الله بقلوبهم؛ ليُغيثَ العباد من هذا الفساد، وأن ينبهوا العامة والخاصة إلى التوبة والإنابة إلى الله تعالى، ليكون الله تعالى معنا، بخفى لطفه، وسريع إغاثته،وعجائب قدرته، فإنه قال سبحانه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)(البقرة:186). وأن يرفعوا أصواتهم بعد الحلم والأناة، والاستخارة والمشورة، حتى ينظر الله تعالى إلى عباده بعين رحمته وحنانه، ويُمِدّهُم سبحانه بعطفه وفضله، وقوته وإحسانه.

ويحْسُنُ أن يكون لكبار رجال الصوفية، ومشايخ البيوت، وحضرة شيخ المشايخ اجتماعات يرفعون فيها الأمر إلى الله تعالى، ويكثرون تلاوة الأدعية المأثورة، وينبهون على المريدين أن يصوموا أياما لله، ويسهروا ليالى لله، ليتجلى الله سبحانه لعباده بما هو أهله من الكرم والإحسان، والعفو والعافية، والحفظ والسلامة.

وإني -والحمد لله- قد شرح الله صدري لأن أكون أول من يدعو إلى هذا الخير، وأُلَبّى من دعاني إليه، والله أسأل أن يجعلنا من عماله المخلصين، ومن الذين يهمهم هم إخوانهم، وخصوصا في هذه الشؤون العظيمة، والحوادث الهائلة، حفظنا الله وإخوتنا من الفتن، والهرج والمرج، ومكّن لنا في الأرض بالحق إنه مجيب الدعاء.










رد مع اقتباس
قديم 2013-11-17, 16:21   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
habib-bess
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بركة الله فيك جزاك خير و اسكنك الجنة










رد مع اقتباس
قديم 2013-11-17, 23:14   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
habib-bess
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2013-11-17, 23:19   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
moh140
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

مفتــــــــــاح الجــنة
لا إلـــــــــه إلا الله


اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين
وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أسوء, التربية, الإسلام, والتزكية, وقواعد السير


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc