السلام عليكم أخي الكريم
شكرا على الرد
هذا الموضوع الأول الخاص بالتخصص:
إن الحكيم أرسطا طاليس و إن كان اعتنى بالشعر بحسب مذاهب اليونانية فيه و نبه على عظيم منفعته و تكلم في قوانين عنه فإنّ أشعار اليونانية إنما كانت أغراضا محدودة في أوزان مخصوصة و مدار جل أشعارهم على خرافات كانوا يضعونها يفرضون فيها وجود أشياء و صور لم تقع في الوجود و يجعلون أحاديثها أمثالا في أشياء موجودة نحو من أمثال كليلة و دمنة و نحو ما ذكره النابغة في حديث الحية و صاحبها. و كانت لهم طريقة أيضا و هي كثيرة في أشعارهم يذكرون فيها انتقال أمور الزمان و تصاريفه و تنقل الدول و ما تجري عليه أحوال الناس و تؤول إليه.
فأما غير هذه الطريق فلم يكن لهم فيها كبير تصرف كتشبيه الأشياء بالأشياء، فإن شعر اليونانيين ليس فيه شيء منه و إنما وقع في كلامهم التشبيه في الأفعال لا في ذوات الأفعال.
و لو وجد هذا الحكيم أرسطو في شعر اليونانيين ما يوجد في شعر العرب من كثرة الحكم و الأمثال، و الاستدلالات و اختلاف ضروب الإبداع في فنون الكلام لفظا و معنى، و تبحرهم في أصناف المعاني و حست تصرفهم في وضعها و وضع الألفاظ بإزائها، و في إحكام مبانيها و اقتراناتها و لطف التفاتاتهم و تتيماتهم و استطراداتهم و حسن مآخذهم و منازعهم و تلاعبهم بالأقاويل المخيلة كيف شاؤوا لزاد على ما وضع من القوانين الشعرية.
فإن أبا علي ابن سينا قد قال عند فراغه من تلخيص كتابه في الشعر: هذا هو تلخيص القدر الذي وجد في هذه البلاد من كتاب الشعر للمعلم الأول و قد بقي منه شطر صالح و لا يبعد أن نجتهد نحن فنبتدع في علم الشعر المطلق و في علم الشعر بحسب عادة هذا الزمان كلاما شديد التحصيل و التفصيل و أما ههنا فلنقتصر على هذا المبلغ.
انتهى كلام ابن سينا
السؤال: استخلص القضايا الشعرية المطروحة في النص مبينا الآفاق التي ينفتح عليها.