أختي الكريمة...
الحديث عندما يكون نابعا عن تجربة سيكون له طعم أفضل...
الحب معناه أن يكون الحبيب في أفضل حال...وبالطريقة التي تحافظ على سلامة الطرفين فلا يمكن أن نتخيل أن من يحبنا حريص على سلامتنا وهو ذاته يطلب منا أمورا تجعلنا في حالة شك وريبة في نوايا هذا الحبيب...
لا يتستر أو يتخفى الإنسان إلا إذا كان يفعل أشياء توحي بالنوايا السيئة أو مخالفة للآداب العامة التي أوصى بها كل ذي عقل سليم ولا أحسب أن رجلا في العالم له عقل مثل عقل النبي صلى الله عليه وسلم فما نهانا عن شيء إلا لحكمة نعلمها أو لا نعلمها لاأحد يحبنا مثل النبي صلى الله عليه وسلم....أجيبيني بصدق ألم تتمني يوما أن يكون النبي صلى عليه وسلم حيا معنا في هذا الزمان بل وفي مدينتنا بل وفي حينا بل أكثر من ذلك..ألم تتمني أن يكون في مكان والدك أو أخيك.....ألم تتمني أن يكون زوجا لك....لأنه لا أحد سيحبك مثله...ولكن بما أن هذا الأمر مستحيل....تذكري فقط نصالئحه وأوامره ونواهيه وأخلاقه مع الناس ومع زوجاته....ليس لنا حبيب نحن كرجال أو نساء مثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.....لأنه دائما وأبدا فكر في سلامتنا في كل زمان ومكان....لأنه ترك لنا دينا ومنهاجا حياتيا ...ولا أروع ...ولا أجمل منه....أختي قد جربت بعض هذه الأمور...وقد أدركت أن الحب شيء عظيم وطاهر ومقدس ولا يمكن أن يتوفر إلا بطريقة شريفة وطاهرة ومقدسة....لو كان هذا الحبيب رجلا حقيقيا ويستاهل الحب والتضحية من أجله لما تردد في المجيء إلى المنزل وطلب يدك من أهلك....ربما كان فقيرا ....الفقر ليس عيبا....العيب أن نعوض ذلك الحرمان العاطفي كما نتخيله بأمور نتائجها وعواقبها سيئة....المهم مهما كانت أسبابه لا بد عليه أن يواجه ولا يتهرب ....أجل....اليوم ربما ستقولين بأنك تعلقت به...لأن قلبك وقلب أي إنسان من المفروض أن يتعلق بخالق الناس وخالق كل شيء لا بالمخلوقات....صدقيني يا أختي.....يجب أن تفكري في ذاتك وفي نفسك هل أنت من أحباب الله....إذا كنت من أحباب الله تعلقي بالله...واعلمي أن الله لن يضيعك.....الله هو الذي أوجدك وأخرجك إلى هذه الحياة....ولم يضيعك لحظة واحدة....فهل إذا كبرت وأوصلك الله إلى هذه الدرجة من الفهم والنضج والوعي تتنكرين لخالق الوجود الذي لولاه لما وصلت إلى ما وصلت إليه......لا تستغربي حديث الفتيات اليوم عن المعقدة والمتفتحة...بصراحة هن وقعن في شباك الشيطان فزين لهن أعمالهن وجعلهن حججا وأدلة يستدل بها ليقنع الصالحات والصالحين من شباب اليوم بالرذيلة...إعلمي أن الله يحبك دائما....فقدري هذا الحب...ولا تتهربي من طريق الصلاح...لأنك في النهاية محتاجة إلى الله وراجعة إليه....فبأي وجه ستقابلينه.....الحياء شعبة من الإيمان وكله خير....والحياء يكون من الله وليس من عباد الله الضعفاء....ركعات في جوف الليل تتوصلين بها إلى محبة الله...سيختار لك الأفضل الذي يكون مناسبا لك واعلمي دائما أن الرجل يجب أن يكون رجلا في كل الأحوال ويتقدم ويواجه الناس ويواجه أهلك أما غيره فليس رجلا ولا خير فيه....أرجو من الله أن يثبتنا على محبته وأن يرزقنا أبناء أمتنا أزواجا وزوجات من الصالحين....آسف على الإطالة