الرد على المعطلة ...الاشاعرة والماتريدية - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرد على المعطلة ...الاشاعرة والماتريدية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-07-03, 08:43   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كان الله و لا مكان

قال الشيخ محمد خليل هراس في شرح الواسطية :

إن قصارى ما يقوله المتحذلق منهم في هذا الباب : إن الله تعالى كان ولا مكان ، ثم خلق المكان ، وهو الآن على ما كان قبل المكان .

فماذا يعني هذا المخرف بالمكان الذي كان الله ولم يكن ؟ ! هل يعني به تلك الأمكنة الوجودية التي هي داخل محيط العالم ؟ ! فهذه أمكنة حادثة ، ونحن لا نقول بوجود الله في شيء منها ؛ إذ لا يحصره ولا يحيط به شيء من مخلوقاته .

وأما إذا أراد بها المكان العدمي الذي هو خلاء محض لا وجود فيه ؛ فهذا لا يقال : إنه لم يكن ثم خلق ؛ إذ لا يتعلق به الخلق ، فإنه أمر عدمي ، فإذا قيل : إن الله في مكان بهذا المعنى ؛ كما دلت عليه الآيات والأحاديث ؛ فأي محذور في هذا ؟ ! بل الحق أن يقال : كان الله ولم يكن شيء قبله ، ثم خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، وكان عرشه على الماء ، ثم استوى على العرش ، وثم هنا للترتيب الزماني لا لمجرد العطف .









 


قديم 2013-07-03, 08:54   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سؤال: ما هو الضابط بين ما يجوز تأويله ، وما لا يجوز تأويله؟

وهل يجوز تأويل قوله تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} (2) سورة الحشر]
وتأويل قوله: {فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ} (26) سورة النحل].


الشيخ: الجواب أن هذه المسألة مسألة عظيمة ، ودقيقة ، وبعدم معرفتها يكون الخلط بين التأويل ، والقول إيضاحاً للكلام ، أو ما يتضمنه الكلام ، أو لازم الكلام ، وأذكر أني في أثناء الشرح لما تكلمنا عن الصفات عرضت لهذه المسألة ، ولكن أعيدها حتى تتكرر الفائدة.

فالتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى غيره ، لدليل دلَّ عليه أو لقرينة.
فإذا في التأويل عندنا ظاهر ، وهناك صرف للفظ عن ظاهره ،فعماد فهم التأويل على كلمة الظاهر.

كما أن المجاز عندهم هو: نقل اللفظ من وضعه الأول ، إلى وضعٍ ثانٍ لعلاقة بينهما.
ففهم المجاز ، الذي يقابله الحقيقة مبني على فهم الوضع الأول الوضع الثاني العلاقة ، والتأويل مبني على فهم الظاهر والقرينة.

فإذا في التأويل شيئان: ظاهر ، وقرينة ، مهم أن تعتني بهذين حتى تفهم المسألة.

وفي الحقيقة والمجاز ، هناك ثلاثة ألفاظ:
* وضع أول
* وضع ثاني
* وعلاقة

الظاهر في التأويل نوعان:
* الظاهر في الكلام نوعان:
* هناك ظاهر لفظ
* وظاهر تركيب


ظاهر يظهر من لفظ واحد ، وظاهر يظهر من الكلام ، من الجملة.

ولهذا تعريف التأويل قالوا: نقل الكلام ، أو صرف اللفظ ، نقل الكلام من ظاهره المتبادر منه إلى غيره بقرينة ، أو صرف اللفظ عن ظاهره.
فنقل الكلام ، أو صرف الكلام عن ظاهره هذا راجع إلى الظاهر التركيبي ، وصرف اللفظ عن ظاهره هذا راجع إلى اللفظ الإخراجي.

فمثلاً: في قول الله جل وعلا:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (5) سورة طـه] ، قالوا: استوى بمعنى استولى أو هيمن ، هذا تفسير لكلمة استوى ، هنا نقل اللفظ من ظاهره إلى معنى آخر بقرينة ، ظاهر اللفظ هنا ، أن استوى بمعنى علا ، هذا معناها في اللغة ، فأولوها بمعنى استولى ، فصار هذا تأويلاً.
هل هذا تأويل سائغ؟ أم تأويل غير سائغ؟
نقول: هذا تأويل باطل غير سائغ ، لأنه نقل اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لغير قرينة ، القرينة التي يدعونها ، القرينة العقلية ، والقرينة العقلية مبنية على أن يكون العقل تصور امتناع إثبات ظاهر اللفظ ، فلذلك نقله.

ومن المتقرر أن علو الله جل وعلا على عرشه لا يمتنع عقلاً ، أليس كذلك؟ ، ما نقول ثابت عقلاً؟ ، العلو ثابت عقلاً ، لكن الاستواء على العرش لا يمتنع عقلاً.
فعلى تقدير مجاراتهم في كلامهم ، نقول: هو جائز عقلاً ، وإذا كان كذلك فيكون نقل اللفظ من ظاهره إلى غيره ، يكون تأويلا باطلاً.

هناك تأويل صحيح من مثل ما ذكر من الآيات ، مثل قول الله جل وعلا: {فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ} (26) سورة النحل] ، ظاهره ، ظاهر اللفظ أن الإتيان هنا لله جل وعلا ، أتى اللهُ ، يعني أن الله يأتي ، لكن أجمع لأهل السنة على أن هذه الآية ليس من آيات صفة الإسلام ، لما؟ لأن الظاهر هنا ، ظاهر تركيبي {فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ} ، معلوم أنه لما قال: من القواعد ، أن الله جل وعلا لم يأتي من القواعد بذاته {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ}(26) سورة النحل] ، وإنما أتى الله جل وعلا بصفاته يعني بقدرته ، بعذابه ، بنكاله.

كذلك قول الله جل وعلا: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} (45) سورة الفرقان] ، {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ} ، ليس معناه رؤية الله جل وعلا ، حيث يُمَد الظل ، وإنما تُرى قدرته جل وعلا حيث يمد الظل ، فهذا الظاهر تركيبي.
هذا لا يسمى تأويلاً أصلاً ، لأنه قول بظاهر الكلام ، ما نقلنا الكلام ، ولا صرفنا الكلام عن ظاهره.

فإذا القاعدة المقررة عند أهل السنة والجماعة ، أنه في نصوص الغيبيات ، في الصفات ، أو في ما يكون يوم القيامة ، أو في الملائكة ، أو إلى غير ذلك ، لا تأويل فيها ، نأخذ بالظاهر ، هذا الظاهر تارة يكون ظاهراً من جهة اللفظ ، وتارة يكون ظاهراً من جهة التركيب.

في قول الله جل وعلا: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1) سورة الملك] ، قد تجد من يفسرها بقوله: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ، يعني في قبضته ، وتحت تصرفه ، وهذا التفسير إذا كان مع إثبات صفة اليد لله جل وعلا ، فهو تفسير سائغ ، لأن الملك بيده ، بمعنى أنه تحت تصرفه ، لكن في الآية إثبات صفة اليد.

في قول الله جل وعلا: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (10) سورة الفتح] ، قال ابن كثير وغيره: هذا تشديد في أمر البيعة ، هذا فيه إثبات صفة اليد لله جل وعلا ، ومعنى الكلام في ظاهره التركيبي ، مع إثبات صفة اليد ، أن فيه تشديد أمر البيعة ، فإذا كان أحد من المفسرين فسر بالظاهر التركيبي ، أو فسر بالمتضمن للكلام ، أو فسر باللازم ، فتنظر فيه ، هل يؤول الصفات أو لا يؤولها؟.

فمثلاً: لو نظرت إلى هذه الآية {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (10) سورة الفتح] ، ووجدت أنه في هذه الآية لم يثبت صفة اليد ، وإنما قال: هذا تشديد في أمر البيعة ، لأجل أن لا ينكث بها أحد ، تنظر في الموضع الآخر في قوله جل وعلا: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (75) سورة ص] ، وفي قوله: {يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ} (64) سورة المائدة] ، هل في ذلك إثبات صفة اليد عند هذا المفسر أم لا؟
فإن أوَّل في ذلك الموضع ، علمنا أنه في هذا الموضع أوََّل ، وإن أثبت في ذلك الموضع ، علمنا أنه في هذا الموضع فسر باللازم ، والمتضمن.
وهذا من دقيق المسائل ، إذا لم تفهمه ، فجاوزه ، ولا تخض فيه بعدم فهم له ، لأن هذه من دقيق المسائل ، ولهذا بعضهم يقول: البغوي أوَّل ، أو مثل واحد ألف: ابن كثير بين التفويض أو قال: بين التأويل والتفويض ، ويظن أن بعض الناس أن ابن كثير فوض بعض الآيات ، أو بعض الصفات ، أو أوَّل ، هذا غير صحيح ، كذلك البغوي فوض وأول ، هذا غير صحيح ، لم؟ لأنه قد يفسر باللازم ، قد يفسر بالمتضمن ، قد يفسر بالظاهر التركيبي ، فكيف تعلم الفرق بين المؤول وبين غيره؟ كما سأل السائل هنا بدقة حيث قال: ما هو الضابط بين ما يجوز تأويله ، وما لا يجوز تأويله؟ ، يلتبس في حق بعض المفسرين ، فلا تأخذ بالموضع المشكل الذي يحتمل أن يُفسر باللازم ، ولكن انظر إلى الموضع الذي فيه التنصيص على الصفة ، فإذا أثبت في الموضع الذي فيه التنصيص على الصفة ، فإنه هنا ما أوَّل الصفة ، ولكن فسر بالمتضمن ، أو اللازم ، أو فسر بالظاهر التركيبي.

وهذا بحث يحتاج إلى مزيد بسط ، لكن هذه أصوله.
----------------------------
الأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية
الشيخ صالح آل الشيخ










قديم 2013-07-03, 08:58   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إبطال المجاز في اسماء الله وصفاته

سؤال: بل هو أسلوب من أساليب العرب ، والقائلين به ، يقولون هو مجاز ، وعليه الخلاف لفظي ، ولا مشاحات في الاصطلاح ، لأن الخلاف لا أثر له ، فما هو جوابكم؟

الشيخ: نقول هذا القول باطل ، وغلط كبير ، لأن المجاز كما عرفته لك بنقل تعريف الأصوليين: إنه نقل اللفظ من وضعه الأول ، إلى وضع ثان ، لعلاقة بينهما.
إذا كان النص لأمور غيبية ، مثل صفات الله جل وعلا ، أو صفات الملائكة ، أو صفات الجنة ، والنار ن أو صفات ما يحدث يوم القيامة ، أو ما في البرزخ في القبور ، ونحو ذلك ، إذا كان اللفظ في الأمور الغيبية ، فإنه لا يجوز دعوى المجاز فيه ، ومن ادعى المجاز فيه ، فهو من جملة أهل البدع ، لم؟
لأن المجاز في تعريفه نقل اللفظ من وضعه الأول ، إلى وضع ثان لعلاقة.

لم نقلوه؟ لعدم المناسبة ، الوضع الأول لا بد أن يكون معلوما ، ثم يُنقل من الوضع الأول إلى الوضع الثاني لعلاقة بينهما ، لعدم مناسبة الوضع الأول.
نقول هذا: لو طبقوه ، لرجع عليهم بإبطال كل ما ادعوا فيه المجاز من المسائل الغيبية ، لأن كل من قال بالمجاز في آية ، أو في حديث أمر غيبي ، قل له: لم؟ سيقول لأن هذا اللفظ ليس لائقاً ، وننقله عن ذلك ، فتقول له: وما أدراك عن الوضع الأول؟ الوضع الأول يعني اللفظ الذي وضعته العرب أول ما وضع في الكلام لهذا المعنى.
فمثلاً: لفظ الأسد هو للحيوان المفترس ، نُقل من الحيوان المفترس إلى الرجل الشجاع ، فإذا قلت: رأيت أسداً احتمل الكلام أن تكون رأيت الحيوان المفترس المعروف ، أو رأيت الرجل الشجاع.

لكن إذا قلت رأيت أسداً فكلمني ، هذا انتهى الأول ، هذا ظاهر لم؟ لأن دلالة السياق حددت لك المراد.
لكن في مثل قوله جل وعلا: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} (3) سورة الفاتحة] ، قالوا: الرحمة مجاز على الإنعام ، يعني أن الرحمة لها معنى في أوله ، وهو الذي يحس به المخلوق حين يرحم ، ثم نُقل إلى وضع ثان ، وهو الإنعام لعدم مناسبة الوضع الأول لله جل وعلا.
فتسأل هذا الذي ادعى المجاز ، تقول له: ومن قال لك إن الرحمة وُضعت أولاً في كلام العرب للرحمة التي يُحس بها الإنسان ، هذه دعوى لا يمكن لأحد أن يقول: الوضع الأول للمعاني هو كذا ، هذا من العسير ، أو يقول: الوضع الأول هو كذا ، تقول له: ما الدليل على أن الوضع الأول هو كذا؟ {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} (24) سورة الإسراء] ، قال: هذا مجاز لم؟ قال: لأن الجناح كالطائر ، فنقول: بأنه مجاز لأن الجناح للطائر ، فننقله من وضعه الأول إلى الوضع الثاني ، للاستعارة كما يقولون: الآية فيها استعار ، نقول: ومن قال: إن العرب وضعت لفظ الجناح للطائر ، ما الدليل؟ ، يقف معك ، لا دليل.
وهكذا في مثل ، يعني مسائل كثيرة في الصفات ، والغيبيات إلى آخره.

فالمقصود من ذلك أن دعوى المجاز في الصفات باطلة ، ولا دليل واضح علمي بتطبيق ما قرروه في تعريف المجاز على ما ادعوه ، فمن قال: إن في آيات الصفات ، والآيات الغيبية مجاز ، فنقول: هذا باطل مخالف للعقيدة ، عقيدة السلف الصالح.

إذا قال في غير آيات الصفات إنه مجاز ، نقول: الخلاف هنا أدبي ، من قال في لفظ من الألفاظ في غير القرآن ، أن هذا فيه مجاز ، نقول: المسألة سهلة ، لأنه لا تعرض فيها للصفات ، ولا للغيبيات ن فمن قال هذا الكلمة فيها مجاز ، بيت الشعر هذا فيه مجاز ، ونحو ذلك ، نقول : أن الأمر سهل ، لأنه م ينبني عليه خلل في العقيدة.

فإذاً إذا ادُعي المجاز في المسائل الغيبية ، في الصفات أو الغيبيات ، فهذا مخالف للعقيدة ، إذا قيل بالمجاز في غير آيات الصفات ، ومسائل الغيبية ، فنقل: هذا خلاف أدبي ، منهم من يرجح أنه لا مجاز ، ومنهم من يرجح أن فيه ، يعني في اللغة مجازا.

وهل القرآن فيه مجاز أم لا؟ أيضاً ثَم خلاف ، من القواعد المقررة عند القائلين بالمجاز ، أن كل مجاز يصح نفيه ، إذا قلتَ: رأيت أسداً فكلمني ن جاز أن تقول بعدها مباشرة: ولكنه ليس بأسد ، تعني الوضع الأول.

{جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} (24) سورة الإسراء] ، يصح بعدها عندهم ولكنه ليس بجناح ، تريد جناح الطائر.

ومن المجمع عليه أنه لا يجوز أن يُنفى شيء في القرآن وهذا من المرجحات لعدم جواز المجاز في المنزل للتعبد.

--------------------------------

الشيخ صالح آل الشيخ
----------------------------
الأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية










قديم 2013-07-03, 09:01   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إجماع أهل السنة والجماعة على علو الله
للشيخ / حمود بن عبد الله التويجري

قال في كتابه : إثبات علو الله ومباينته لخلقه

وأما إجماع أهل السنة والجماعة على خلاف ما زعمه القائل: بأن معية الله لخلقه معية ذاتية، فقد حكاه غير واحد من أكابر العلماء، من أجلهم إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، فقد روى القاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة" بإسناد إلى أبي العباس أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله الفارسي الإصطخري قال: قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل: هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر، وأهل السنة المتمسكين بعروقها، العارفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب الني صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وأدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب، أو طعن فيها أو عاب قائلها، فهو مبتدع خارج من الجماعة، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق.


--------------------------------------------------------------------------------

ثم ساق الإمام أحمد أقوالهم في هذه العقيدة إلى أن قال: وخلق سبع سموات بعضها فوق بعض، وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض، وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام، والماء فوق السماء العليا السابعة، وعرش الرحمن عز وجل فوق الماء، والله عز وجل على العرش، والكرسي موضع قدميه، وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما بينهما، وما تحت الثرى، وما في قعر البحار، ومنبت كل شعرة وشجرة، وكل زرع وكل نبات، ومسقط كل ورقة، وعدد كل كلمة، وعدد الحصى والرمل والتراب، ومثاقيل الجبال، وأعمال العباد، وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم ويعلم كل شيء، لا يخفى عليه من ذلك شيء، وهو على العرش فوق السماء السابعة، ودونه حجب من نور ونار وظلمة وما هو أعلم به.
فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} وبقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} وبقوله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} إلى قوله {إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} ونحو هذا من متشابه القرآن. فقل: إنما يعنى بذلك العلم، لأن الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا، ويعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان. انتهى.


--------------------------------------------------------------------------------

فليتأمله المبتلى بمخالفة أهل السنة والجماعة حق التأمل، وليتق الله ولا يكن من دعاة البدع والضلالة فقد قال الله تعالى فيهم: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} (25) سورة النحل وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" رواه الإمام أحمد ومسلم وأهل السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} هو على العرش، وعلمه في كل مكان، وما خلفهم في ذلك أحد يحتج بقوله. انتهى. وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في " القاعدة المركشية" وأقره وهو مذكور في صفحة 193 من المجلد الخامس من مجموع الفتاوى، ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: فهذا ما تلقاه الخلف عن السلف، إذ لم ينقل عنهم غير ذلك، إذ هو الحق الظاهر الذي دلت عليه الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية. انتهى. وقد نقل الذهبي كلام ابن عبد البر في كتاب "العلو" ونقله ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" وأقره.


--------------------------------------------------------------------------------

وذكر شيخ الإسلام أيضا في " شرح حديث النزول" قول الله تعالى في سورة الحديد: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} وقوله تعالى في سورة المجادلة: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} الآية. ثم قال: وقد ثبت عن السلف أنهم قالوا: هو معهم بعلمه، وقد ذكر ابن عبد البر وغيره أن هذا إجماع من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولم يخالفهم فيه أحد يعتد بقوله، وهو مأثور عن ابن عباس والضحاك ومقاتل بن حيان وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم. ثم ذكر الشيخ ما رواه ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} قال: هو على العرش وعلمه معهم. وروى أيضا عن سفيان الثوري أنه قال: علمه معهم، وروى أيضا عن الضحاك بن مزاحم في قوله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} إلى قوله: {أَيْنَ مَا كَانُوا} قال هو على العرش وعلمه معهم.
وقال أبو عمر الطلمنكي: وأجمعوا يعني أهل السنة والجماعة على أن لله عرشا وعلى أنه مستو على عرشه، وعلمه وقدرته وتدبيره بكل ما خلقه، قال: فأجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} ونحو ذلك في القرآن أن ذلك علمه، وأن الله فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء.
قال: وقال أهل السنة في قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} الاستواء من الله على عرشه المجيد على الحقيقة، لا على المجاز. انتهى. وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في شرح حديث النزول وهو في صفحة 519 من المجلد الخامس من مجموع الفتاوى ونقل بعضه الذهبي في كتاب " العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية".


--------------------------------------------------------------------------------

ونقل شيخ الإسلام أيضا عن أبي عمر الطلمنكي أنه قال: وقد أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله على عرشه بائن من جميع خلقه، وتعالى الله عن قول أهل الزيغ، وعما يقول الظالمون علوا كبيرا. انتهى. وهو المذكور في صفحة 501 من المجلد الخامس من مجموع الفتاوى.
وروى البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" بإسناد صحيح عن الأوزاعي قال: كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا، وقد ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى قول الأوزاعي في "الفتوى الحموية الكبرى" ثم قال: وقد حكى الأوزاعي وهو أحد الأئمة الأربعة في عصر تابع التابعين الذين هم: مالك إمام أهل الحجاز، والأوزاعي إمام أهل الشام، والليث إمام أهل مصر، والثوري إمام أهل العراق - حكى شهرة القول في زمن التابعين بالإيمان بأن الله فوق العرش وبصفاته السمعية، وإنما قال الأوزاعي هذا بعد ظهور مذهب جهم المنكر لكون الله فوق عرشه، والنافي لصفاته، ليعرف الناس أن مذهب السلف خلاف ذلك. انتهى. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى كلام الأوزاعي في كتابه " اجتماع الجيوش الإسلامية" ثم قال: هذا الأثر يدخل في حكاية مذهبه ومذهب التابعين انتهى.
وقال الذهبي في كتاب "العلو" قال أبو أحمد الحاكم وأبو بكر النقاش المفسر واللفظ له حدثنا أبو العباس السراج، قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: هذا قول الأئمة في الإسلام والسنة والجماعة، نعرف ربنا أنه في السماء السابعة على عرشه كما قال جل جلاله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وكذا نقل موسى بن هارون، عن قتيبة أنه قال: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه. قال الذهبي فهذا قتيبة في إمامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة. انتهى. وقد نقل ابن القيم كلام قتيبة في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية" بمثل ما ذكره الذهبي.


--------------------------------------------------------------------------------

وروى شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي بإسناده إلى الحسن بن محمد بن الحارث قال: سئل علي بن المديني وأنا أسمع: ما قول أهل الجماعة؟ قال: يؤمنون بالرؤية وبالكلام، وأن الله عز وجل فوق السموات على عرشه استوى، فسئل عن قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} فقال اقرأ ما قبله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} انتهى. وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية".
وقال أبو بكر الخلال في كتاب السنة: أخبرنا أبو بكر المروذي، حدثنا محمد بن الصباح النيسابوري، حدثنا أبو داود الخفاف سليمان بن داود قال: قال إسحاق بن راهويه: قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة. انتهى. وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجنماع الجيوش الإسلامية" وقال الذهبي بعد إيراده: اسمع ويحك إلى هذا الإمام كيف نقل الإجماع على هذه المسألة كما نقله في زمانه قتيبة المذكور. انتهى.
وروى الذهبي في كتاب "العلو" بإسناده إلى عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سألت أبي وأبا زرعة رحمهما الله تعالى عن مذهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازا وعراقا ومصرا وشاما ويمنا، فكان من مذهبهم أن الله تبارك وتعالى على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله بلا كيف، أحاط بكل شيء علما، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. انتهى. وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش المسلمة" ثم قال: وهذان الإمامان إماما أهل الدين وهما من نظراء أحمد والبخاري رحمهم الله تعالى.


--------------------------------------------------------------------------------

وقال عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب "النقض" على بشر المريسي: قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه فوق سمواته، وقال أيضا: إن الله فوق عرشه يعلم ويسمع من فوق العرش، ولا تخفى عليه خافية من خلقه، ولا يحجبهم عنه شيء. انتهى. وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية".
وذكر ابن القيم أيضا في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عن حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد وإسحاق أنه قال: والماء فوق السماء السابعة، والعرش على الماء، والله على العرش. قال ابن القيم: هذا لفظه في مسائله وحكاه إجماعا لأهل السنة من سائر أهل الأمصار. انتهى.
وقال أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في كتاب " الشريعة" "باب التحذير من مذاهب الحلولية" ثم ذكر عنهم أنهم يحتجون لمذهبهم بقول الله تعالى في سورة المجادلة: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} وبقوله: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} إلى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} قال: فلبسوا على السامع بما تأولوا، وفسروا القرآن على ما تهوى أ، فسهم، فضلوا وأضلوا. قال والذي يذهب إليه أهل العلم أن الله عز وجل على عرشه فوق سمواته، وعلمه محيط بكل شيء، قد أحاط علمه بجميع ما خلق في السموات العلا، وبجميع ما في سبع أرضين وما بينهما وما تحت الثرى، يسمع ويرى، لا يعزب عن الله مثقال ذرة في السموات والأرضين وما بينهن إلا وقد أحاط علمه به، فهو على عرشه سبحانه العلي الأعلى، يرفع إليه أعمال العباد، وهو أعلم بها من الملائكة الذين يرفعونها باليل والنهار.


--------------------------------------------------------------------------------

فإن قال قائل: فأي شيء معنى وله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} الآية التي يحتجون بها.
قيل: علمه عز وجل، والله على عرشه، وعلمه محيط بهم وبكل شيء من خلقه، كذا فسره أهل العلم، والآية يدل أولها وآخرها على أنه العلم قال الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} إلى قوله: {ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فابتدأ عز وجل الآية بالعلم، وختمها بالعلم، فعلمه محيط بجميع خلقه وهو على عرشه. وهذا قول المسلمين.
قال: وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله عز وجل في السماء على عرشه، وعلمه محيط بجميع خلقه، وذكر آيات في ذلك، وقد ذكرتها فيما تقدم، ثم قال: "باب ذكر السنن التي دلت العقلاء على أن الله عز وجل على عرشه فوق سبع سمواته، وعلمه محيط بكل شيء، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء" وذكر أحاديث كيرة في ذلك، وقد ذكرتها فيما تقدم ثم قال: فهذه السنن قد اتفقت معانيها، ويصدق بعضها بعضا، وكلها تدل على ما قلنا أن الله عز وجل على عرشه فوق سمواته، وقد أحاط علمه بكل شيء وأنه سميع بصير خبير. انتهى المقصود من كلامه ملخصا. وقد نقل الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" بعض كلام الآجري مختصرا إلى قوله: وهذا قول المسلمين.


--------------------------------------------------------------------------------

وقال الإمام الزاهد أبو عبد الله بن بطة العكبري شيخ الحنابلة في كتابه «الإبانة» ... «باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه»: أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين أن الله على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه، فأما قوله: {وهو معكم} فهو كما قالت العلماء: علمه. وأما قوله: {وهو الله في السموات وفي الأرض} معناه أنه هو الله في السموات إله وهو الله في الأرض إله. وتصديقه في كتاب الله: {و هو الذي في السماء إله و في الأرض إله}. واحتج الجهمي بقوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} فقال: إن الله معنا وفينا. وقد فسر العلماء أن ذلك علمه. ثم قال تعالى في آخرها: {إن الله بكل شيء عليم} انتهى وقد نقله عنه الذهبي في كتاب «العلو» وقال: ثم إن ابن بطة سرد بأسانيده أقوال من قال إنه علمه، وهم الضحاك والثوري ونعيم بن حماد وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه.
وذكر ابن القيم في كتابه «اجتماع الجيوش الإسلامية» عن أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني أنه ذكر في كتابه المفرد في السنة تقرير العلو، واستواء الرب تعالى على عرشه بذاته أتم تقرير فقال: «فصل» فيما عليه الأمة من أمور الديانة من السنن التي خلافها بدعة وضلالة أن الله سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى، والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته - ثم ذكر جملة من الصفات ومنها: أنه فوق سمواته على عرشه دون أرضه، وأنه في كل مكان بعلمه - ثم ذكر سائر العقيدة وقال في آخرها: وكل ما قدمنا ذكره فهو قول أهل السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث، وكله قول مالك. انتهى المقصود من كلامه.


--------------------------------------------------------------------------------

وذكر ابن القيم أيضاً في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» عن أبي عبد الله محمد بن أبي زمنين أنه قال في كتابه الذي صنفه في أصول السنة: ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق , ثم استوى عليه كيف شاء كما أخبر من نفسه، قال: ومن قول أهل السنة: أن الله بائن من خلقه محتجب عنهم بالحجب. انتهى. وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في «الفتوى الحموية الكبرى».
وذكر ابن القيم أيضاً في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» من إمام الشافعية في وقته سعد بن علي الزنجاني أنه قال: أجمع المسلمون على أن الله هو العلي الأعلى، وأن لله علو الغلبة والعلو الأعلى من سائر وجوه العلو، فنثبت بذلك أن لله علو الذات، وعلو الصفات، وعلو القهر والغلبة. انتهى.
وذكر ابن القيم أيضاً في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» عن إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي أنه قال في كتاب «الحجة»: قال علماء السنة: إن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه، وقال أيضاً: أجمع المسلمون أن الله سبحانه العلي الأعلى. قال: فنثبت أن لله تعالى علو الذات، وعلو الصفات، وعلو القهر والغلبة. انتهى.
وقال أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتاب «الإبانة» ما ملخصه: فإن قيل فهل تقولون: إنه في كل مكان. قيل: معاذ الله، بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه فقال: {الرحمن على العرش استوى} وقال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} وقال: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور} قال: ولو كان في كل مكان لكان يصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى خلفنا ويميننا وشمالنا , وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله. انتهى. وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في «الفتوى الحموية الكبرى» ونقله الذهبي في كتاب «العلو» وابن القيم في كتابه «اجتماع الجيوش الإسلامية» وأقروه.


--------------------------------------------------------------------------------

وقال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد الأصبهاني مصنف «حلية الأولياء» في كتاب «الاعتقاد» له: طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة , ومما اعتقدوه أن الأحاديث التي ثبتت في العرش , واستواء الله عليه يقولون بها، ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل، وأن الله بائن من خلقه، والخلق بائنون منه لا يحل فيهم، ولا يمتزج بهم، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه. انتهى. وقد نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى والذهبي في كتاب «العلو» ثم قال: فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول، ولله الحمد. ونقل ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» قوله: طريقنا طريق السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال: وساق ذكر اعتقادهم ثم قال: ومما اعتقدوه أن الله في سمائه دون أرضه. انتهى.
وقال أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن النيسابوري الصابوني في رسالته في السنة: ويعتقد أصحاب الحديث، ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه، وعلماء الأمة , وأعيان الأئمة من السلف، لم يختلفوا أن الله على عرشه، وعرشه فوق سمواته. انتهى. وقد نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى والذهبي في كتاب ... «العلو» وابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» وأقروه.


--------------------------------------------------------------------------------

وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب «التمهيد»: لما تكلم على حديث النزول في صفحة 128 وما بعدها من الجزء السابع، قال: هذا حديث ثابت من جهة النقل، صحيح الإسناد لا يختلف أهل الحديث في صحته، وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سموات كما قالت الجماعة، وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم: إن الله عز وجل في كل مكان، وليس على العرش - إلى أن قال: ومن الحجة في أنه عز وجل على العرش فوق السموات السبع، أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته، لأنه اضطرار لم يوقفهم عليه أحد ولا أنكره عليهم مسلم.
قال: وأما احتجاجهم بقوله عز وجل: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا} فلا حجة لهم في ظاهر هذه الآية، لأن علماء الصحابة والتابعين الذين حملت عنهم التأويل في القرآن قالوا في تأويل هذه الآية: هو على العرش، وعلمه في كل مكان. وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله، ذكر سنيد عن مقاتل بن حيان، عن الضحْاك بن مزاحم في قوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} الآية قال: هو على عرشه، وعلمه معهم أينما كانوا. قال وبلغني عن سفيان الثوري مثله. انتهى. وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى جملة من كلامه وتقدم ذكرها. وكذلك الذهبي فإنه نقل بعض كلام ابن عبد البر في كتاب «العلو» ونقله أيضا ابن القيم في كتابه «اجتماع
الجيوش الإسلامية» وأقره كل منهم.


--------------------------------------------------------------------------------

وفيما ذكره ابن عبد البر عن الموحدين أنهم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة، رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم، أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ... ذاتية، ولو كان الأمر على ما زعمه القائل على الله بغير علم لكان الرب مع أهل الأرض بذاته، فلا يضطرون إلى رفع رءوسهم إلى السماء عند الكرب، ونزول الشدائد، بل يوجهون وجوههم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم. وهذا معلوم البطلان بالضرورة عند كل مؤمن يعلم أن الله تعالى فوق جميع المخلوقات، وأنه مستو على عرشه بائن من خلقه: ومن أبلغ الرد أيضاً على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية، ما ذكره ابن عبد البر عن علماء الصحابة والتابعين أنهم قالوا في تأويل قول الله تعالى: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا} قالوا: هو على العرش، وعلمه في كل مكان. قال: وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله.
وقال الشيخ الموفق أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي في كتابه «لمعة الاعتقاد» بعد أن ذكر قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} وقوله: ... {أأمنتم من في السماء} وقول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية: «أين الله؟» قالت: في السماء، قال: «اعتقها فإنها مؤمنة» وقوله: «ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك» وقوله لحصين بن عبيد والد عمران بن حصين: «كم إلهاً تعبد؟» قال: سبعة ستة في الأرض وواحد في السماء، قال: «ومَنْ لرغبتك ورهبتك؟» قال: الذي في السماء. قال: «فاترك الستة واعبد الذي في السماء وأنا أعلمك دعوتين» الحديث. وذكر أيضاً حديث الأوعال وفي آخره: «وفوق ذلك العرش، والله سبحانه فوق ... ذلك» ثم قال: فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله، ولم يتعرضوا لرده ولا تأويله ولا تشبيهه ولا تمثيله. انتهى.


--------------------------------------------------------------------------------

وقال الموفق أيضاً في كتاب «إثبات صفة العلو» أما بعد: فان الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء، ووصفه بذلك رسوله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء، وتواترت الأخبار في ذلك على وجه حصل به اليقين , وجمع الله عز وجل عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزاً في طبائع الخلق أجمعين، فتراهم عند نزول الكرب يلحظون السماء بأعينهم، ويرفعون عندها للدعاء أيديهم، وينتظرون مجيء الفرج من ربهم سبحانه، ينطقون بذلك بألسنتهم، لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته، أو مفتون بتقليده واتباعه على ضلالته. انتهى. وقد نقله ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» وفيه أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية.










قديم 2013-07-03, 09:10   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من علماء المالكية :
ابن أبي زَمَنِين

(324 - 399 هـ)

الإمام الزاهد محمد بن عبد الله بن عيسى المُرَّي الإلبيري

معروف بـ: ابن أبي زَمَنِين (بفتح الزاي المعجمة والميم وكسر النون ثم ياء ساكنة بعدها نون) (1)
مذهبه الفقهي: مالكي

من أهل إلبيرة من مُدن الأندلس، وُلد سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. (2)
ورحل إلى قرطبة وسكنها دهرا، ثم انتقل إلى إلبيرة بعد سنة 395 هـ وسكنها إلى أن توفاه الله. (3)


شيوخه:
- أبوه عبد الله
- أحمد بن حزم
- أحمد بن شامة
- إسحاق بن إبراهيم الطليطلي
- أحمد بن مطرف
وغيرهم (4)


تلاميذه:
- أبو عبد الله بن عوف الفقيه
- أبو عمر ابن الحذاء
- أبو زكريا القليعي
- ابن سعيد المقرئ، أبو عمرو الداني (5)
- محمد بن عبد الله الخولاني (6)
وغيرهم


سيرته وقول النقاد فيه:
قال ابن عفيف: «كان من كبار المحدثين والفقهاء الراسخين في العلم.»
قال ابن مفرج: «كان من أجلّ أهل وقته حفظاً للرأي ومعرفة بالحديث، واختلاف العلماء، وافتناناً في الأدب والأخبار، وقرض الشعر، الى زهد وورع واقتفاء لآثار السلف، وكثرة العمل والبكاء والصدقة والمواساة بماله وبجاهه. وبيان ولهجة، وما رأيت قبله ولا بعده مثله.»

قال الخولاني: كان رجلاً زاهداً صالحاً من أهل الحفظ والعلم. آخذاً في المسائل، قائماً بها، متقشفاً واعظاً له أشعار حسان في الزهد والحكم، له رواية واسعة. وكان حسن التأليف، مليح التصنيف، مفيد الكتب في كل فن، ككتابه «المغرب» في اختصار المدونة وشرح مشكلها، والتفقه في نكت منها ليس في مختصراتها مثله باتفاق.» (7)
وقال عنه أيضا: «كان رجلاً، صالحاً، زاهداً من أهل العلم، نافذاً في المسائل، قائماً بها له مختصر في المدونة: المقرب بسط مسائله وقربها، متقشفاً واعظاً، وله أشعارٌ حسان في الزهد، والحكم، وتواليف حسان منها حياة القلوب، وأنس المريد وشبه ذلك نفعه الله بها، وكان مع علمه وزهده من أهل السنة متبعاً لها.» (8)

قال أبو عمرو الداني: «كان ذا حفظ للمسائل، حسن التصنيف للفقه، وله كتب كثيرة ألفها في الوثائق، والزهد، والمواعظ منها شيء كثير، وولع الناس بها وانتشرت في البلدان يقرض الشعر ويجود صوغه، وكان كثيراً ما يدخل أشعاره في تواليفه فيحسنها بها، وكان له حظٌ وافرٌ من علم العربية، مع حسن هدى واستقامة طريق وظهور نسك، وصدق لهجة، وطيب أخلاق، وترك للدنيا، وإقبال على العبادة، وعمل للآخرة، ومجانبة للسلطان.
وكان: من الورعين البكائيين، الخاشعين.»
ذكره القاضي أبو عمر بن الحذاء وقال: لقيته بقرطبة سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مائة، وأجاز لي جميع روايته وتواليفه، وكان ذا نية حسنة، وعلى هدى السلف الصالح. وكان إذا سمع القرآن وقرئ عليه ابتدرت دموعه على خديه.» (9)

قال الحافظ الحميدي: « أبو عبد الله الإلبيري، فقيه مقدم، وزاهد مبتل، له تواليف متداولة في الوعظ، والزهد، وأخبار الصالحين على طريقة كتب ابن أبي الدنيا، وأشعار كثيرة في نحو ذلك، وله كتاب في الشروط على مذهب مالك بن أنس.» (10)
قال ابن فرحون عنه: «من المفاخر الغرناطية.» (11)

وكان والد محمد بن أبي زمنين من أهل العلم، سمع من ابن أيمن وابن أبي دليم ونظرائهم. وسمع منه ابنه محمد والقاضي يونس بن مغيث وغيرهم. توفي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. ولمحمد أخ اسمه أبو بكر كان فقيهاً فاضلاً ولي قضاء إلبيرة ولأجله ألف كتاب الأحكام المسمى بالمنتخب. وتوفي وهو قاض بإلبيرة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. (12)

وخلف الإمام محمد ابنا اسمه أحمد، كان من الصالحين على طريقة أبيه أبي عبد الله. (13)


من شعره:
الموت في كل حين ينشر الكفنا ... ونحن في غفلة عما يراد بنا
لا تطمئن إلى الدنيا وزخرفها ... وإن توشحت من أثوابها الحسنا
أين الأحبة والجيران، ما فعلوا؟ ... أين الذين همو كانوا لنا سكنا
سقاهم الدهر كأساً غير صافية ... فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا (14)


مؤلفاته:
- تفسير القرآن - اختصره من تفسير يحيى بن سلام التيمي.
- أصول السنة
- "المغرب" في اختصار المدونة
- منتخب الأحكام
- "حياة القلوب" في الزهد
- "المهذب" في اختصار شرح ابن مزين للموطأ
وغيرها (15)


وفاته: توفي بإلبيرة وطنه سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. (16)



من أقواله في مسائل العقيدة :

قال ابن أبي زمنين في قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف : 84] : (هو المُوَحَّدُ في السماء وفي الأرض.) (17)

في علو الله على خلقه
قال: (ومِن قول أهل السنة: أن الله عز وجل خَلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خَلَق، ثم استوى عليه كيف شاء، كما أخبر عن نفسه في قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [طه: 5 ، 6] وفي قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} [الحديد : 4]، فسبحان مَن بَعُدَ فلا يُرى، وقرُب بِعِلمِه وقدرته فسَمِع النَّجوى.)، وقال: «ومن قول أهل السنة : أن الله عز وجل بائن من خلقه، مُحتجب عنهم بالحُجُب) (18)
وقال بعد ذكره لحديث النزول: (وهذا الحديث بَيَّن أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون والأرض، وهو أيضا بين في كتاب الله ، وفي غير ما حديث عن رسول الله.) (19)

في الرؤية:
قال: (ومن قول أهل السنة : أن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة وأنه يحتجب عن الكفار والمشركين فلا يرونه.) (20)

في الصفات:
قال: (واعلم أن أهل العلم بالله وبما جاءت به أنبياؤه ورسله يرون الجهل بما لم يخبر به تبارك وتعالى عن نفسه علما ، والعجز عما لم يدع إيمانا ، وأنهم إنما ينتهون من وصفه بصفاته وأسمائه إلى حيث انتهى في كتابه ، وعلى لسان نبيه ، وقد قال : وهو أصدق القائلين : {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص : 88]، وقال: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [الأنعام : 19]، وقال: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران : 28]، وقال: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر : 29]، وقال: ({فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور : 48]، وقال: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه : 39]، وقال: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة : 64] وقال : {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر : 67] وقال: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه : 46]، وقال : {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء : 164]، وقال : { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور : 35]، وقال: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } [البقرة : 255]، وقال: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد : 3]. ومثل هذا في القرآن كثير فهو تبارك وتعالى نور السموات والأرض كما أخبر عن نفسه ، وله وجه ونفس وغير ذلك كما وصف به نفسه ، ويسمع ويرى ويتكلم ، الأول ولا شيء قبله ، والآخر الباقي إلى غير نهاية لا شيء بعده ، والظاهر العالي فوق كل شيء ما خلق ، والباطن بطن علمه بخلقه تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد : 3] حي قيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم.) (21)
ثم ذكر مجموعة من النصوص وقال: (فهذه صفاتُ ربِّنا التي وصف بها نفسه في كتابه، ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، وليس في شيء منها تحديد، ولا تشبيه، ولا تقدير، فسبحان من {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. لم تره العيون فتحده كيف هو كَيْنُونِيته، لكن رأته القلوب في حقائق الإيمان به.) (22)



(1) سير أعلام النبلاء (ج17 ص189) والديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون (ص366)
(2) الصلة لابن بشكوال (ص708)
(3) ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض (ج7 ص183) ؛ الصلة (ص708)
(4) ترتيب المدارك وتقريب المسالك (ج7 ص183) ؛الصلة (ص707-708)؛ تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج27 ص379)
(5) جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس (ص57)؛ ترتيب المدارك (ج7 ص183-184) ؛ سير أعلام النبلاء - (ج17 ص189)
(6) الصلة (ص787)
(7)ترتيب المدارك (ج7 ص184-185)
(8) الصلة (ص709)
(9) الصلة (ص708-709)
(10) جذوة المقتبس (ص56-57)
(11) الديباج المذهب (ص365)
(12) الديباج المذهب (ص366)
(13) التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار (ج1 ص23)
(14) جذوة المقتبس (ص 57)
(15)تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج27 ص380)؛ الأعلام للزركلي - (ج6 ص227)
(16) الصلة (ص708)
(17) تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (ج4 ص196)
(18) أصول السنة لابن أبي زمنين (ص88 و106) تحقيق: عبد الله بن محمد البخاري
(19) أصول السنة لابن أبي زمنين (ص113)
(20) أصول السنة (ص120)
(21) أصول السنة (ص60-61)
(22) أصول السنة (ص74)










قديم 2013-07-03, 09:13   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يتبع ان شاء الله ياأتباع الاشاعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــرة ....................................










قديم 2013-07-03, 09:50   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخية وسدد خطاك
رحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية الحراني وجزاه الله خيرا في دار الجزاء على ما تركه لنا من علم راسخ ومسائل هامة جدا


لم يكن لأهل الحديث القدرة الكافية للرد على الحجج العقلية للاشاعرة حتى قيض الله للامة رجل أمة بنفسه انتصر لأهل الحديث بفضل الله تعالى بالحجج النقلية والعقلية حتى أنه نقد قواعد اساسية في المنطق الذي يعتمد الاشاعرة والمتكلمون عليه في رد نصوص الوحيين بالتحريف وبالتضعيف.
والاشاعرة في وقته كان الكثير منهم صوفية قبورية -إن لم نقل كلهم. فتصدى لبدعة عبادة القبور فهدم أركان هذه العبادة الشركية. بالاضافة الى تصديه للرد على كبار وزنادقة الصوفية. وأخيرا كانت له آراء فقهية لم ترق للفقهاء المتمشعرين القبوريين فقاموا عليه.
وشيخ الاسلام رحمه الله لم يرد على الاشاعرة الجهمية القبورية في عصره فقط بل رد على الروافض والفلاسفة واليهود والنصارى والنصيرية وغيرهم من الفرق الباطلة.
عندما تكون السيطرة الكاملة لطائفة ما ثم يظهر شخص واحد يهدم أساسها فمن الطبيعي يكرهونه كرها أعمى. فلم يحاربوه بالحجة فقط فلم يكونوا كفؤا له وإنما وشوا به عند السلطان وحكموا عليه وهم الحاكم والجلاد.
رحمه الله رحمة واسعة.سر كثرة تصنيف شيخ الاسلام ابن تيمية في الاصول دون الفقه


لماذا يحقدون على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
رحم الله العلامة محمود شكري الآلوسي فقد قال في كتابه غاية الأماني في الرد على النبهاني القبوري : "…لا تجد في عصر من الأعصار من يذب عنه-أي: عن ابن تيمية -رحمه الله تعالى- ويختار قوله، ويسلك مسلكه، إلا وهو الفائق على غيره: ذكاء وفطنة وإنصافاً، ولا تجد من يخالفه ويعاديه، إلا وهو من أهل الغلو، والغباوة، وحب الدنيا والمخالف للسنة، والمعادي للحق…"
شهادة قطب الصوفية أحمد بن صديق الغماري في ابن تيمية رحمه الله
(ولا يهمنا رأيه لكن نقدمه للصوفية من باب وشهد شاهد من أهلها )
قال أحمد بن الصديق الغماري – القطب الأعظم عند الصوفية في هذا الزمان- في تعليقه على مسألة فناء النار:
(( . . . وما رد به التقي السبكي على ابن تيمية في هذه المسألة لم أستفد من شيئاً ما لما قرأته منذ عشرين سنة إلا معرفة أن التقي السبكي فضلاً عن ابنه التاج خلاف ما كنا نظن به وخلاف ما يهول به ابنه عنه فإني كتبت تلك الساعة بآخر الرد كتابة مضمنها: إن بين السبكي وابن تيمية بونا كبيراً في العلم وقوة الاستدلال وأن الثاني أعلم بمراحل)).
[در الغمام الرقيق برسائل الشيخ السيد أحمد بن الصديق] ص. 227.









قديم 2013-07-03, 10:09   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


ما قصة الاشاعرة مع النووي وابن حجر ؟!؟

" إن تحكيم الرجال، من غير التفاتٍ إلى كونِهم وسائل للحكم الشرعي المطلوب شرعا، ضلال. وإن الحجة القاطعة والحَكَم الأعلى، هو الشرع لا غير ". الشاطبي

"و اسمع مني بلا محاباة : لا تحتجن علي بأسماء الرجال ، فتقول : قال بشر ، و قال إبراهيم بن أدهم. فإن من احتج بالرسول و أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ أقوى حجة" ابن الجوزي في "صيد الخاطر" ص 32 رادا على الصوفية


1-أنه لاعصمة لأحد من أهل العلم.
2-أن الإمام النووي لم يكن أشعريا بل وافقهم في بعض القضايا وثم رجع إلى عقيدة أهل السنة كما ظهر ذلك من كلامه على إثبات الحروف والصوت لكلام الله تبارك وتعالى.
3-أنه يجوز بل يجب الإستفادة من كتب الإمامين النووي وابن حجر رحمهما الله مع وجوب الإحتراز من بعض الأمور في الصفات.....والله أعلى وأعلم.

https://www.4shared.com/document/rGaIgECC/________.html
https://islamqa.info/ar/ref/107645










قديم 2013-07-03, 10:16   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال ابن فورك: ((وفسر الإلهية-يعني أبو الحسن الأشعري قبل رجوعه- بأنها هي قدرته على اختراع الجواهر والأعراض وذكر أن ذلك أسد الأقاويل في معنى الإله!!)) المقالات ص48 وقد نقله كثير من الأشاعرة وارتضوه...........

من كتاب: منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى
تأليف خالد بن عبداللطيف بن محمد نور









قديم 2013-07-03, 10:18   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

في تحقيق أن فلاسفة اليونان كانوا قبورية أجلادا
لقد صرح الرازي (606هـ) بأن فلاسفة اليونان كانوا يستمدون الفيوض من القبور وأهلها إذا اعترتهم مشكلة من المشكلات وكان الفلاسفة من تلاميذ أرسطو إذا دهمتهم نازلة - ذهبوا إلى قبره للحصول على المدد والفيض ، وهكذا يعبدون القبور وأهلها ؛ ( الجزء رقم : 1)- -ص 417- كعادة قبورية هذه الأمم ، قلت : هذا الرازي من أعظم أئمة القبورية ولا سيما الكوثري والكوثرية .

فإن الكوثري ينهل من قبورياته المستنقعات ، ويعتمد على بحوثه الكلامية غاية الاعتماد ، حتى نقل كلامه عن هذه الصفحة من مطالبه ويقول : إن الأئمة : الرازي والتفتازاني والجرجاني من كبار أئمة أصول الدين الذين يفزع إليهم في المشكلات ومعرفة الإيمان والكفر والتوحيد والشرك ، معظمًا كتاب المطالب العالية .

والفلاسفة اليونانية الوثنية المشركة من أعظم السلف للديوبندية في الاستفاضة من القبور !؟! .

المصدر : جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية المؤلف شمس الدين الأفغاني
* مدار الكلام على القبوريين من أهل الكلام لا عليهم جميعا فليس كل متكلم قبوري فالمعتزلة ليسوا قبوريين



مقارنة بين تفسيري الطبري والجلالين في توحيد الالوهية

تقييدات :
لماذا لا نجد التوسل بالاموات (سؤالهم) في كتابات أبي الحسن الاشعري ؟
في كتب الباقلاني والقرطبي وابن فورك ؟
بل والطحاوي الذي تزعمون أنكم تدرسون عقيدته وانتم في الواقع تحرفونها !
وأين توسل الشافعي وأحمد ومالك و البخاري ومسلم بالاموات أيها المبتدعة ؟
لا نريد قصص وروايات موضوعة وأخرى مظلمة أو تحريفات مفضوحة مثل تجويز أحمد التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم (في احدى الروايات عنه) وليس الاستغاثة به (يعني ليس سؤاله صلى الله عليه وسلم) !

الفلاسفة اليونانيون يسألون المدد
والصوفية الاشاعرة يسألون المدد أيضا
(الفلاسفة سلف أهل الكلام القبوريون) *











قديم 2013-07-03, 14:20   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*أميرةالجزائرية*
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية *أميرةالجزائرية*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في الاختين زينب وجمانة وحفكما الله
روى أمالإمام البخاري في كتابه خلق أفعال العباد ج1ص30 باب ذكر أهل العلم للمعطلة وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ
"










قديم 2013-07-05, 23:54   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم اخواتي










قديم 2013-07-06, 00:06   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

لايدرك خطر الأشاعرة ومدى تلبيسهم إلا من ناقشهم.










قديم 2013-07-06, 00:17   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
ابو الفداء الجلفي
محظور
 
إحصائية العضو










Hot News1

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة السلفية مشاهدة المشاركة
لايدرك خطر الأشاعرة ومدى تلبيسهم إلا من ناقشهم.
اين ناقشتي الاشاعرة ؟؟ هل فهي هذا المنتدى ام غيره؟؟؟ الله في كل مكان لم يقل بها اشعري واحد فضلا على عامة جمهورهم ، من يلبس الحق بالباطل ياترى؟؟؟ هل من عتبر العرش مكان للله ام من اعتبر العرش مخلوق للله؟؟









قديم 2013-07-06, 11:19   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
mohamed84ser
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










 

الكلمات الدلالية (Tags)
...الاشاعرة, المعطلة, الرد, والماتريدية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc