أخي عبد القادر ليس بالضرورة أن يكون وحشا(وأرجوا أن لا تصفني بالعلمانية والموالات لأمريكا أو أي عبارة من الممكن أن تكون فيها إهانة لي)واعذرني ولكن عند رؤيتي للصورة تذكرت حكاية تحكيها لنا أمي عن أحد أقرباء جدي كان في السجن لا أذكر بالضبط في سنة58 أو59 وكان له ولدان بنت وصبي.البنت أصبحت الآن حماة أخي يعني ليسوا غرباء عنا,المهم بقي في السجن مدة طويلة ولم يرى أولاده في يوم من الأيام طلب من ابن خاله الذي كان يزوره أن يحضر له الأطفال ليراهم وعندما أخذهم كاد أن لا يعرف إبنه فقد كان أشقر ويشبه إلى حد كبير(اولاد النصارى)وكان في السجن جندي(عسكري) منذ أن رآه للوهلة الأولى حضنه وشرع بالبكاء وذهب واشترى له الحلوى والسكاكر ولم يتركه إلى أن انتهت الزيارة وفي الزيارة الثانية عندما ذهبوا لزيارة(خالي عبد القادر رحمه الله)وجدوا الجندي قد اشترى الكثير من الهدايا للصبي وكان ينتظره عند الباب,فخاف والد الصبي أن يخطف هذا الجندي إبنه ورغم أن الجندي أخبرهم بأن الطفل يشبه إلى حد كبير إبنه كما تركه منذ 5 سنوات ولم يره طيلة 5سنوات,تصور 5سنوات دون رؤية فلذة كبدك فكر فيها دون غضب ودون تعصب ديني أو عرقي حسنا.
ما أودّ قوله هو ربما كان هذا الجندي حقا يبكي على الطفل ربما ذكره بإبنه,ربما بأخيه من يدري,ربما كان يظن بأنه عندما ينظمّ للجيش سيكون بطلا يدافع عن بلاده وليس مستعمرا يظلم الناس في أوطانهم,والدليل أن أغلبية الجنود الأمريكان في المستعمرات حول العالم يعودون إلى بلادهم وهم يعانون من مشاكل وأمراض نفسية تؤدي بهم في الغالب إلى الإنتحار,إذا لو كان الوضع يعجبهم لما أدى بهم إلى الإنتحار,أكيد أنوا الوازع الديني عندهم معدوم ضف إلى ذلك الإحساس بأنهم لا يتحكمون بحياتهم بل القادة هم من يتحكم بها لذا يلجؤون إلى إنهائها.إذن ربما كان هذا الجندي يبكي على هذا الطفل ولو خيرته بين العودة لدياره أو البقاء هناك أكيد سيختار العودة على البقاء,وسياسة الشيطان الأول بوش والمسخ رايس والشياطين المنحرفين في سجن أبو غريب وغوانتنامو لا يمثلون بالضرورة كل الجنود أو كل الشعب,وأيضا ربما كان هذا الجندي من أهل الكتاب ويؤمن بالله وتفطر قلبه على الصبي,لا نستطيع أخي أن نجزم ماكان شعوره حينها فلربما كان صادقا.والسلام عليكم.
أختكم في الله إكرام