المتكبر قزم في قرارة نفسه صغير في عين ذاته تحكمه عقدة الدونية فهو في حقيقة الامر دائم الشعور بالضالة في كل شيئ لذلك يحاول ان يثبت للعالم الخارجي بانه اكبر من الحجم الذي يرى انه حجمه وما احساسه ذلك الا انعكاس لما تنطوي عليه نفسه من فقر معرفي وجهل بواقع الدنيا ودوره فيها
فهولا يعلم انه كائن صاحب رسالة في هذه الدنيا وبانه لم يخلق عبثا فيها وانما خلق ليكزن حرا حيثما تحققت عبوديته للواحد القهار فكلما اخلص في تلك العبودية كلما تحرر من قيود الغرائز المجبولة فيه فان صلى تخلص من كل قيد لغير الله وعرف انه ليس ثمة غير رب واحد يدعوه في صلاته فيتخلص بذلك من العبودية لغيره فلا لايدعو مع الله احدا وان صام تخلص من عبوديته لغريزة الجوع وان حغظ فرجه تخلص من عبوديته لغريزة الجنس وما من التزام باحكام الشارع الحكيم الا وتخلص من قيد فلا يبقى له الا قيد واحد هو عنوان حريته وهو العبودية للواحد الاحد فهل رب كهذا يخاصم اويستعدى وهل رب كهذايتحدى فكل متكبر يتحدى رب العزة وعلى هذا النحو فان المتكبر لا يحق معن التحرر في عبوديته لله الواحد الاحد لانه قد تحداه واسعداه ونافسه في اسمه المتكبر فاعوذ بالله من ان اكون عدوا لله