الدورة الثانية لحفظ الأربعين حديثا من كتاب -رياض الصالحين- مع الشرح : الأسبوع الخامس عشر - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الدورة الثانية لحفظ الأربعين حديثا من كتاب -رياض الصالحين- مع الشرح : الأسبوع الخامس عشر

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-06-20, 08:46   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
أم مريم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم مريم
 

 

 
الأوسمة
وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي



الأسبوع الثامن





الحديث الخامس عشر :

بيان كثرة طرق الخير

عن عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :


( اتقوا النار ولو بشق تمرة )


متفق عليه

وفي رواية لهما عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه


فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه


فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد


فبكلمة طيبة ).




الشرح :


هذا الحديث في بيان من طرق الخيرات ، لأن طرق الخيرات ـ ولله الحمد ـ كثيرة ، شرعها الله لعباده ليصلوا بها إلى غاية المقاصد ، فمن ذلك الصدقة ، فإن الصدقة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم :( تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) يعني كما لو أنك صببت ماءٍ على النار انطفأت ، فكذلك الصدقة تطفئ الخطيئة.

ثم ذكر المؤلف هذا الحديث الذي بين فيه أن الله سبحانه وتعالى سيكلم كل إنسان على حدة يوم القيامة ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ ) (الانشقاق:6)، يعني سوف تلاقي ربك ويحاسبك على هذا الكدح ، أي الكد والتعب الذي عملت ، ولكن بشرى للمؤمن ، كما قال الله تعالى : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة:223) ، الحمد لله. المؤمن إذا لاقى ربه فإنه على خير .

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هنا في الحديث : ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ) يعني بكلمة الله يوم القيامة بدون مترجم ، يكلم الله كل عبد مؤمن ، فيقرره بذنوبه ، يقول له : عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا ، فإذا أقر بها وظن أنه قد هلك ، قال : ( إني قد سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ) فكم من ذنوب علينا سترها الله عز وجل لا يعلمها إلا هو ، فإذا كان يوم القيامة أتم علينا النعمة بمغفرتها وعدم العقوبة علينا . ولله الحمد .

ثم قال : ( فينظر أيمن منه ) يعني عن يمينه ( فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشام منه ) أي عن يساره ( فلا يرى إلا ما قدم ،وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ) . قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( فاتقوا النار ولو بشق تمرة ) يعني ولو بنصف تمرة أو قل . أتق النار بهذا .

ففي هذا الحديث دليل على كلام الله عز وجل ، وأنه سبحانه وتعالى يتكلم بكلام مسموع مفهوم ، لا يحتاج إلى ترجمة ، يعرفه المخاطب به .

وفيه دليل على أن الصدقة ولو قلت تنجي من النار ، لقوله : ( اتقوا النار ولو شق تمرة ) .

قال : ( فإن لم يجد فبكلمة طيبة )يعني إن لم يجد شق تمرة فليتق النار بكلمة طيبة .

والكلمة الطيبة تشمل قراءة القرآن ، فإن أطيب الكلمات القرآن الكريم . وتشمل التسبيح التهليل ، وكذلك تشمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتشمل تعليم العلم وتعلم العلم ، وتشمل كذلك كل ما يتقرب به الإنسان إلى ربه من القول ، يعني إذا لم تجد شق تمرة فإنك تتقي النار ولو بكلمة طيبة . فهذا من طرق الخير وبيان كثرتها ويسرها ، فالحمد لله أن شق التمرة تنجي من النار ، وأن الكلمة الطيبة تنجب من النار . نسأل الله أن يجنبنا وإياكم من النار .

تم بحمد الله شرح الحديث الخامس عشر




إستماع الشرح للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :


بيان كثرة طرق الخير




توقيع منتديات الجلفة









 


آخر تعديل أم مريم 2009-06-20 في 08:51.
قديم 2009-06-20, 08:46   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
أم مريم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم مريم
 

 

 
الأوسمة
وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي



الأسبوع الثامن





الحديث الخامس عشر :

بيان كثرة طرق الخير

عن عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :


( اتقوا النار ولو بشق تمرة )


متفق عليه

وفي رواية لهما عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه


فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه


فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد


فبكلمة طيبة ).




الشرح :


هذا الحديث في بيان من طرق الخيرات ، لأن طرق الخيرات ـ ولله الحمد ـ كثيرة ، شرعها الله لعباده ليصلوا بها إلى غاية المقاصد ، فمن ذلك الصدقة ، فإن الصدقة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم :( تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) يعني كما لو أنك صببت ماءٍ على النار انطفأت ، فكذلك الصدقة تطفئ الخطيئة.

ثم ذكر المؤلف هذا الحديث الذي بين فيه أن الله سبحانه وتعالى سيكلم كل إنسان على حدة يوم القيامة ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ ) (الانشقاق:6)، يعني سوف تلاقي ربك ويحاسبك على هذا الكدح ، أي الكد والتعب الذي عملت ، ولكن بشرى للمؤمن ، كما قال الله تعالى : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة:223) ، الحمد لله. المؤمن إذا لاقى ربه فإنه على خير .

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هنا في الحديث : ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ) يعني بكلمة الله يوم القيامة بدون مترجم ، يكلم الله كل عبد مؤمن ، فيقرره بذنوبه ، يقول له : عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا ، فإذا أقر بها وظن أنه قد هلك ، قال : ( إني قد سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ) فكم من ذنوب علينا سترها الله عز وجل لا يعلمها إلا هو ، فإذا كان يوم القيامة أتم علينا النعمة بمغفرتها وعدم العقوبة علينا . ولله الحمد .

ثم قال : ( فينظر أيمن منه ) يعني عن يمينه ( فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشام منه ) أي عن يساره ( فلا يرى إلا ما قدم ،وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ) . قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( فاتقوا النار ولو بشق تمرة ) يعني ولو بنصف تمرة أو قل . أتق النار بهذا .

ففي هذا الحديث دليل على كلام الله عز وجل ، وأنه سبحانه وتعالى يتكلم بكلام مسموع مفهوم ، لا يحتاج إلى ترجمة ، يعرفه المخاطب به .

وفيه دليل على أن الصدقة ولو قلت تنجي من النار ، لقوله : ( اتقوا النار ولو شق تمرة ) .

قال : ( فإن لم يجد فبكلمة طيبة )يعني إن لم يجد شق تمرة فليتق النار بكلمة طيبة .

والكلمة الطيبة تشمل قراءة القرآن ، فإن أطيب الكلمات القرآن الكريم . وتشمل التسبيح التهليل ، وكذلك تشمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتشمل تعليم العلم وتعلم العلم ، وتشمل كذلك كل ما يتقرب به الإنسان إلى ربه من القول ، يعني إذا لم تجد شق تمرة فإنك تتقي النار ولو بكلمة طيبة . فهذا من طرق الخير وبيان كثرتها ويسرها ، فالحمد لله أن شق التمرة تنجي من النار ، وأن الكلمة الطيبة تنجب من النار . نسأل الله أن يجنبنا وإياكم من النار .

تم بحمد الله شرح الحديث الخامس عشر




إستماع الشرح للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :


بيان كثرة طرق الخير



توقيع منتديات الجلفة










آخر تعديل أم مريم 2009-06-20 في 08:59.
قديم 2009-06-20, 08:48   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
أم مريم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم مريم
 

 

 
الأوسمة
وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي








الحديث السادس عشر :

الاقتصاد في الطاعة




عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا : أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له تقدم من ذنبه وما تأخر ؟! قال أحدهم : أما أنا فاصلي الليل أبداً ، وقال الآخر : وأنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال الآخر : وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال : ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟! أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني )




متفق عليه





الشرح:



قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ في باب الاقتصاد في العبادة : أن ثلاثة نفر جاءوا إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون زوجاته عن عمله الذي يعمله في بيته ، وذلك لأن عمل النبي صلى الله عليه وسلم إما ظاهر يعرفه الناس كلهم ؛ كالذي يفعله في المسجد أو في السوق أو في مجتمعاته مع أصحابه ، فهذا ظاهر يعرفه غالب الصحابة الذين في المدينة ، وإما أن يكون سراً لا يعرفه إلا من في بيته ، أو من كانوا من خدمه مثل عبد الله بن مسعود ، وأنس بن مالك وغيرهما رضي الله عنهم .


فجاء هؤلاء النفر الثلاثة إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألونهم كيف كانت عبادته في السر ، يعني في بيته ، فأخبروا بذلك ، فكأنهم تقالوها ، لأن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان يصوم ويفطر ، وكان يقوم ويرقد ، وكان يتزوج النساء عليه الصلاة والسلام ويستمتع بهن ، فكأنهم تقالوا هذا العمل ، لأن معهم نشاطاً ـ رضي الله عنهم ـ على حب الخير ، ولكن النشاط ليس مقياساً ، المقياس ما جاء به الشرع .

فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنتم قلتم كذا وكذا ، قالوا : نعم ، لأن أحدهم قال : أصلي الليل أبداً ولا أرقد ،والثاني قال : أصوم النهار أبداً ولا أفطر ، والثالث قال : أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً ، فأقروا على أنفسهم بأنهم قالوا ذلك .

ولا شك أن هذا الذي قالوا خلاف الشرع ، لأن هذا فيه إشقاقاً على النفس وإتعاباً لها ؛ يبقى الإنسان لا يرقد أبداً كل الدهر يصلي ! هذا لا شك أنه مشق على النفس ومتعب لها ، وأنه داع إلى الملل ، وبالتالي إلى كرهة العبادة ، لأن الإنسان إذا مل الشيء كرهه .
كذلك الذي قال : أصوم أبداً ؛ يبقى صيفاً وشتاءً صائماً ! هذا لا شك أنه مشقة .

والثالث قال : أعتزل النساء ولا أتزوج أبداً ، هذا أيضاً يشق على الإنسان ، لاسيما الشباب يشق عليه أن يدع النكاح . ثم إن التبتل وعدم النكاح منهي عنه ، قال عثمان بن مظعون : كان النبي صلى الله عليه وسلمينهانا عن التبتل ، ولو إذن لنا لاختصينا .

فالمهم أن هذه العبادة التي أرادها هؤلاء ـ رضي الله عنهم ـ كانت شاقة ، وهي خلاف السنة ، ولكن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ سألهم واستقرهم : هل قالوا ذلك ؟ قالوا : نعم ، قال : ( أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) يعني من رغب عن طريقي واتخذ عبادة أشد ، فإنه ليس مني .

ففي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يقتصد في العبادة ، بل ينبغي له أن يقتصد في جميع أموره ، لأنه إن قصر فاته خير كثير ، وإن شدد فإنه سوف يكل ويعجز ويرجع ، ولهذا ينبغي للإنسان أن يكون في أعماله كلها مقتصداً .

ولهذا جاء في الحديث : ( إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى )


والمنبت الذي يمشي ليلاً ونهاراً دائماً ، هذا لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى ، بل يتعب ظهره ، وبالتالي يعجز ويتعب ويحسر ويقعد .
فالاقتصاد في العبادة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا ينبغي لك أيها العبد أن تشق على نفسك ، وأمش رويداً رويَداً ، كما سبق الحديث أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ، فعليك بالراحة ، ولا تقتصر ولا تزد ، فإن خير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم . أسأل الله أن يجعلني وإياكم من متبعي هديه الذين يمشون على طريقته وسنته .



تم بحمد الله شرح الحديث السادس عشر




إستماع شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :


الإقتصاد في الطاعة




توقيع منتديات الجلفة












آخر تعديل أم مريم 2009-06-20 في 08:57.
قديم 2009-06-27, 09:29   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
أم عدنان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم عدنان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي






الأسبوع التاسع






الحديث السابع عشر :

المحافظة على الأعمال



عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


( من نام عن حزبه من الليل ، أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر



وصلاة الظهر ، كتب له كأنما قرأه من الليل )



رواه مسلم .





الشرح



قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقضاه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر ، يعني فكأنما صلاه في ليلته .

هذا فيه دليل على أن الإنسان ينبغي له إذا كان يعتاد شيئاً من العبادة أن يحافظ عليها، ولو بعد ذهاب وقتها.

والحزب معناه : هو الجزء من الشيء ، ومنه أحزاب القرآن ، ومنه أيضاً الأحزاب من الناس ، يعني الطوائف منهم ، فإذا كان الإنسان لديه عادة يصليها في الليل ؛ ولكنه نام عنها ، أو عن شيء منها فقتضاه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر ؛ فكأنما صلاه في ليلته ، ولكن إذا كان يوتر في الليل ؛ فإنه إذا قضاه في النهر لا يوتر ، ولكنه يشفع الوتر ، أي يزيده ركعة ، فإذا كان من عادته أن يوتر بثلاث ركعات فليقض أربعة ، وإذا كان من عادته أن يوتر بخمس فليقض ستاً ، وإذا كان من عادته أن يوتر بسبع فليقض ثماني وهكذا .

ودليل ذلك حديث عائشةـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غلبه نوم أو وجع من الليل ؛ صلى من النهار تنتي عشرة ركعة ، والقضاء فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر مقيد بأحاديث تدل على أن صلاة الفجر لا صلاة بعدها حتى تطلع الشمس ، ولا بعد طلوع الشمس حتى ترتفع قيد رمح ، فيقيد عموم هذا الحديث الذي ذكره المؤلف بخصوص الحديث الذي ذكرناه ، وأن القضاء يكون من بعد ارتفاع الشمس قيد رمح ، وقد يقال بأنه لا يقيد ، لأن القضاء متى ذكره الإنسان قضاه ، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ، ولا كفارة لها إلا ذلك ).

ويؤخذ من الحديث الذي ذكره المؤلف أنه ينبغي للإنسان المداومة على فعل الخير ، وألا يدع ما نسيه إذا كان يمكن قضاؤه ، أما ما لا يمكن قضاؤه فإنه إذا نسيه سقط ، مثل سنة دخول المسجد التي تسمى تحية المسجد ، إذا دخل الإنسان المسجد ، ونسى وجلس وطالت المدة ؛ فإنه لا يقضيها ؛ لأن هذه الصلاة سنة مقيدة بسبب ، فإذا تأخرت عنه سقطت سنتها ، وهكذا كل ما قيد بسبب ؛ فإنه إذا زال سببه لا يقضى ، إلا أن يكون واجباً من الواجبات ؛ كالصلاة المفروضة ، وأما ما قيد بوقت فإنه يقضى إذا فات ؛ كالسنن الرواتب ؛ لو نسيها الإنسان حتى خرج الوقت فإنه يقضيها بعد الوقت ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وكذلك لو فات الإنسان صيام ثلاثة أيام من الشهر ـ الأيام البيض ـ فإنه يقضيها بعد ذلك ، وإن كان صيام ثلاثة أيام من الشهر واسعاً ؛ فتجوز في أول الشهر وفي وسطه وفي آخره ، لكن الأفضل في الأيام البيض: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر .


والله الموفق .


تم بحمد الله شرح الحديث السابع عشر



إستماع لشرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...&series_id=112











قديم 2009-06-27, 09:30   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
أم عدنان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم عدنان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




الحديث الثامن عشر :


الأمر بالمحافظة على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم





عن جابر رضي الله عنه قال :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمر بلعق

الأصابع والصحفة وقال : ( إنكم لا تدرون في آيه البركة )
رواه مسلم.


وفي رواية له : ( إذا وقعت لقمة أحدكم . فيأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ، ولا يدعها للشيطان ، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه ، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة ) .


وفي رواية له : ( إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى فليأكلها ، ولا يدعها للشيطان ) .








الشرح :


ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم في آداب من آداب الأكل ، منها : إن الإنسان إذا فرغ من أكله فإنه يلعق أصابعه ويلعق الصفحة ، يعني يلحسها حتى لا يبقى فيها أثر الطعام ، فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة ، فهذان أدبان :


الأول : لعق الصفحة ، والثاني : لعق الأصابع ، والنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ لا يأمر أمته بشيء إلا وفيه الخير والبركة .




ولهذا قال الأطباء : إن في لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة ؛ وهو تيسير الهضم ؛ لأن الأنامل فيها مادة ـ بإذن الله ـ تفرزها عند اللعق بعد الطعام تيسر الهضم ، ونحن نقول : هذا من باب معرفة حكمة الشرع فيما يأمر به ، وإلا فالأصل أننا نلعقها امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، كثير من الناس لا يفهمون هذه السنة ، تجده ينتهي من الطعام وحافته التي حوله كلها طعام ، تجده أيضاً يذهب ويغسل دون أن يلعق أصابعه ، والنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ نهى أن يمسح الإنسان يديه بالمنديل حتى يلعقها وينظفها من الطعام ، ثم بعد ذلك يمسح بالمنديل ، ثم بعد ذلك يغسلها إذا شاء .


كذلك أيضاً من آداب الأكل : أن الإنسان إذا سقطت لقمه على الأرض فإنه لا يدعها ؛ لأن الشيطان يحضر للإنسان في جميع شؤونه ، كل شؤونك من أكل ، وشرب ، وجماع ، أي شيء يحضر الشيطان ، فإذا لم تسم الله عند الأكل شاركك في الأكل ، وصار يأكل معك ؛ ولهذا تنزع البركة من الطعام إذا بم تسم عليه ، وإذا سميت الله على الطعام ، ثم سقطت اللقمة من يدك فإن الشيطان يأخذها ، ولكن لا يأخذها ونحن ننظر ، لأن هذا شيء غيبي لا نشاهده ، ولكننا علمناه بخبر الصادق المصدوق ـ عليه الصلاة والسلام ـ يأخذ الشيطان فيأكلها ، وإن بقيت أمامنا حسياً ، لكنه يأكلها غيباً ، هذه من الأمور الغيبية التي يجب أن نصدق بها .


ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم دلنا على الخير فقال : ( فليأخذها وليمط ما بها من أذى ، وليأكلها ، ولا يدعها للشيطان ) خذها وأمط ما بها من أذى ـ من تراب أو عيدان أو غير ذلك ـ ثم كلها ولا تدعها للشيطان . والإنسان إذا فعل هذا امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعاً لله عز وجل وحرماناً للشيطان من أكلها ؛ حصل على هذه الفوائد الثلاثة : الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، والتواضع ، وحرمان الشيطان من أكلها. هذه فوائد ثلاث ، ومع ذلك فإن أكثر الناس إذا سقطت اللقمة على السفرة أو على سماط نظيف تركها ، وهذا خلاف السنة .


وفي هذا الحديث من الفوائد : أنه لا ينبغي للإنسان أن يكل طعاماً فيه أذى ، لأن نفسك عندك أمانة ، لا تأكل شيئاً فيه أذى ، من عيدان أو شوك أو ما أشبه ذلك ، وعليه فإننا نذكر الذين يأكلون السمك أن يحتاطوا لأنفسهم ، لأن السمك لها عظام دقيقة مثل الإبر ، إذا لم يحترز الإنسان منها ، فربما تخل إلى بطنه وتجرح معدته أو أمعاءه وهو لا يشعر ، لهذا ينبغي للإنسان أن يراعي نفسه ، وأن يكون لها أحسن راع ، فصلوات الله وسلامه على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


تم بحمد الله شرح الحديث الثامن عشر



إستماع شرح الشيخ محمد ين صالح العثيمين رحمه الله:
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...&series_id=112






توقيع منتديات الجلفة













قديم 2009-07-04, 07:35   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
أم عدنان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم عدنان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي





الأسبوع العاشر :



الحديث التاسع عشر :




النهي عن البدع ومحدثات الأمور

والبدع هي الأشياء التي يبتدعها الإنسان ، هذا هو معناها في اللغة العربية ، ومنه قوله تعالى: ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (البقرة:117) ، أيخالقها على غير مثال سبق ، يعني لم يسبق لهما نظير ، بل ابتدعهما وأنشأهما أولاً .
والبدعة في الشرعكل من تعبد لله سبحانه وتعالى بغير ما شرع عقيدة أو قولاً أو فعلاً ، فمن تعبد لله بغير ما شرعه الله من عقيدة أو قول أو فعل فهو مبتدع .


عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش يقول : ( صبحكم ومساكم ) ويقول : ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) ويقرن بين إصبعيه ؛ السبابة والوسطى ، ويقول : ( أما بعد ؛ فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ) ثم يقول : ( أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالاً فلأهله ، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإلي وعلي )

رواه مسلم.




الشرح

نقل المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ في باب التحذير من البدع ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا خطب ) يعني يوم الجمعة ، ( احمرت عيناه وعلا صوته ، واشتد غضبه ) وإنما كان يفعل هذا لأنه أقوى في التأثير على السامع ، فكان صلى الله عليه وسلم يكون على هذه الحال للمصلحة ، وإلا فإنه من المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس خلقاً وألينهم عريكة ، لكن لكل مقام مقال ، فالخطبة ينبغي أن تحرك القلوب ، وتؤثر في النفوس ، وذلك في موضوعها ، وفي كيفية أدائها .


وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) ويقرن بين السبابة والوسطى ، يعني بين الإصبعين ، السبابة وهي التي بين الوسطى والإبهام ، والوسطى ، وأنت إذا قرنت بينهما وجدتهما متجاورين ، ووجدت أنه ليس بينهما إلا فرق يسير ، ليس بين الوسطى والسبابة إلا فرق يسير مقدار الظفر أو نصف الظفر ، وتسمى السبابة لأن الإنسان إذا أراد أن يسب أحد أشار إليه بها ، وتسمى السبابه أيضاً لأن الإنسان عند الإشارة إلى تعظيم الله عز وجل يرفعها ، ويشير بها إلى السماء ، والمعنى أن أجل الدنيا قريب وأنه ليس ببعيد ، وهذا كما فعل صلى الله عليه وسلم ذات يوم حيث خطب الناس في آخر النهار ، والشمس على رؤوس النخل ، فقال :( إنه لم يبق من ديناكم إلا مثل ما بقي من هذا اليوم ) .


فإذا كان الأمر كذلك والنبي صلى الله عليه وسلم الآن مات له ألف وأربعمائة سنة ولم تقم القيامة دل هذا على أن الدنيا طويلة الأمد ، ولكن ما يقدره بعض الجيولوجيين من عمر الدنيا الماضي بملايين الملايين فهذا خرص ، لا يصدق ولا يكذب ، فهو كأخبار بني إسرائيل ؛ لأنه ليس لدينا علم من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في مقدار ما مضى من الدنيا ، ولا في مقدار ما بقى منها على وجه التحديد ، وإنما هو كما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمثال ، والشيء الذي ليس عليه دليل من كتاب ولا سنة وهو من أخبار ما مضى ، فإنه ليس مقبولاً ،وإنما ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول :ما شهد الشرع بصدقه ، فهذا يقبل لشهادة الشرع به .


القسم الثاني :ما شهد الشرع بكذبه ، فهذا يرد لشهادة الشرع بكذبه .

القسم الثالث :ما ليس فيه هذا ولا هذا ، فهذا يتوقف فيه ، إما أن يكون حقاً ، وإما أن يكون باطلاً ، ويدل لهذا قوله تعالى : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ )(إبراهيم: 9) فإذا حصر الله جل وعلا العلم في نفسه فإنه لا يتلقى علم هؤلاء إلا من وحيه عز وجل ، لا يعلمهم إلا الله ، فأي أحد يدعي شيئاً فيما مضى مما يتعلق بالبشرية أو بطبيعة الأرض أو الأفلاك أو غيرها فإننا لا نصدقه ولا نكذبه ، بل نقسم ما أخبره به إلى الأقسام الثلاثة السابقة .


أما المستقبل فالمستقبل ينقسم إلى قسمين :



القسم الأول :ما أخبر الشرع بوقوعه ، فهذا لابد أن يقع مثل أخبار يأجوج ومأجوج ، وأخبار الدجال ، ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام أشبه ذلك ، مما ثبت في الكتاب والسنة .

القسم الثاني :ما لم يرد به كتاب ولا سنة ، فهذا القول فيه من التخمين والظن ، بل لا يجوز لأحد أن يصدقه فيما يستقبل ؛ لأنه من علم الغيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل .
ثم يقول :( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ) ،وقد سبق الكلام على هذه الجمل .

ثم يقول :( أنا أولى بكل مؤمن من نفسه )كما قال ربه عز وجل : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) (الأحزاب:6)فهو أولى بك من نفسك ، وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم عليه الصلاة والسلام ، ثم يقول : (من ترك مالاً فلأهله )يعني من ترك من الأموات مالاً فلأهله ؛ يرثونه حسب ما جاء في كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .(ومن ترك ديناً أو ضياعاً ) ، يعني أولاداً صغاراً يضيعون ( فإلي وعلي ) ، يعني فأمرهم إلي ، أنا وليهم ، والدين علي أنا أقضيه ، هكذا كان صلى الله عليه وسلم حين فتح الله عليه .

أما قبل ذلك فكان يؤتي بالرجل ليصلي عليه فيسأل : ( هل عليه دين ؟ ) إن قالوا : نعم وليس له وفاء ترك الصلاة عليه ، فجيء إليه في يوم من الأيام برجل من الأنصار فتقدم ليصلي عليه ، ثم سأل عليه دين ؟ قالوا : نعم ثلاثة دنانير ، فتأخر وقال :( صلوا على صاحبكم ) فعرف ذلك في وجوه القوم . ثم قام أبو قتادة رضي الله عنه وقال :( صل عليه يا رسول الله وعلي دينه ، فالتزمهما أبو قتادة رضي الله عنه ، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى

وفي هذا دليل على عظم الدين وأنه لا ينبغي للإنسان أن يستدين إلا إذا دعت الضرورة إلى ذلك ، لا يستدين لا لزواج ، ولا لبناء بيت ، ولا لكماليات في البيت ، كل هذا من السفه ، يقول الله عز وجل ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النور:33) ،هذا في النكاح فما بالك بما هو دونه بكثير .

وكثير من الجهال يستدين ليشتري مثلاً فراشاً للدرج ، أو فراشاً للساحة ، أو باباً ينفتح بالكهرباء أو ما أشبه ذلك ، مع أنه فقير ، ويأخذه بالدين فهو إن اشترى شيئاً بثمن مؤجل فهو دين ؛ لأن الدين عند العلماء كل ما ثبت في الذمة من ثمن بيع أو قرض أو أجرة أو غير ذلك ، فإياكم والديون احذروها فإنها تهلككم ، إلا شيئاً ضرورياً فهذا شيء آخر ، لكن ما دمت في غنى فلا تستدن .

وكثير من الناس يستدين مثلاً أربعين ألفاً ، فإذا حل الأجل قال : ليس عندي شيء ، فيستدين للأربعين ألفاً التي عليه ستين ألفاً ، ثم يستدين السنة التالية ، ثم تتراكم عليه الديون الكثيرة من حيث لا يشعر ، والله الموفق .

تم شرح الحديث التاسع عشر
















قديم 2009-07-04, 07:39   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
أم عدنان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم عدنان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي






الحديث العشرين :
باب في الدلالة على خير

والدعاء إلى هدى أو ضلالة



عن أبي العباس سهل بن سعدٍ الساعدي- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر:" لاُعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله في يديه، يحبُ الله ورسوله ، ويحبه الله ورسولهُ" فبات الناسُ يدوكُون ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كلهم يرجو أن يعطاها، فقال :"أين على بن أبي طالب؟" فقيل : يا رسول الله هو يشتكي عينيه قال:" فأرسلوا إليه" فأتى به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا لهُ، فبرأ حتى كان لم يكن به وجع فأعطاهُ الرايةُ، فقال على- رضي الله عنه-: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال:" انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يحبُ عليهم من حق الله تعالى فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمرِ النعم"


متفق عليه





الشرح


قوله صلى الله عليه وسلم : " لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسولهُ" هذا يتضمن بشرى عامة، وبشرى خاصة، أما العامة فهي قوله:" يفتح اله على يديه" وأما الخاصة فهي قوله: " يجب الله ورسولَه ويحبه اللهُ ورسولُه".

وخيبر مزارع وحصون لليهود، كانت نحو مائة ميل في الشمال الغربي من المدينة، وسكنها اليهود كما سكن طائفة منهم المدينة نفسها؛ لأن اليهود يقرؤون في التوراة أنه سيُبعث نبي، وسيكون مهاجره إلى المدينة، وتسمى في العهد القديم يثرب، لكنه نهى عن تسميتها يثرب، وأنه سيهاجر إلى المدينة وسيقاتل وينتصر على أعدائه ، فعلموا أن هذا حق، وذهبوا إلى المدينة وسكنوها، وسكنوا خيبر ، وكانوا يظنون أن هذا النبي سيكون من بني إسرائيل ، فلما بُعث من بني إسماعيل من العرب حسدوهم، وكفروا به، والعياذ بالله، بعد أن كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ( فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِه)(البقرة: 89) وقالوا ليس هذا هو النبي الذي بُشرنا به.

وحصل منهم ما حصل من العهد مع النبي عليه الصلاة والسلام، ثم الخيانة، وكانوا في المدينة ثلاث قبائل : بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، وكلهم عاهد النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام، ولكنهم نقضوا العهد كلهم.

فهزمهم الله- والحمد لله- على يد النبي صلى الله عليه وسلم وكان آخرهم بني قريظة الذين حكم فيهم سعد بن معاذ- رضي الله عنه- بأن تقتل مقاتلتهم ، وتسبى نساؤهم وذريتهم، وتغنم أموالهم، وكانوا سبعمائة ، فأمر النبي صلى الله عليه وسل بقتلهم فحصدوهم عن آخرهم فهكذا اليهود أهل غدر وخيانة ونقض للعهود، منذ بُعث فيهم موسى عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة، هم أغدر الناس بالعهد، وأخونهم بالأمانة، ولذلك لا يوثق منهم أبداً ؛ لا صرفاً ولا عدلاً، ومن وثق بهم ، أو وثق منهم. فإنه في الحقيقة لم يعرف سيرتهم منذ عهد قديم.


قوله صلي الله عليه وسلم : " لأعطين الراية رجلاً يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه اللهُ ورسولُه" هاتان منقبتان عظيمتان.


الأولى : أن يفتح الله على يديه ؛ لأن من فتح الله على يديه نال خيراً كثيراً، فإنه إذا هدى الله به رجلاً واحداً، كان خيراً له من حمر النعم: يعني من الإبل الحمر وإنما خص الإبل الحمر؛ لأنها أغلى الأموال عند العرب.


الثانية: يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، وفي ذلك فضل لعلى بن أبي طالب - رضي الله عنه- لأن الناس في تلك الليلة جعلوا يدوكون يعني يخوضون ويتكلمون من هذا الرجل؟

فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أين علي بن أبي طالب؟" فقيل : هو يشتكي عينيه، يعني أن عينيه تؤلمه ويشتكيها، فدعا به فأتي به، فبصق في عينيه ودعا له فبرئ كأن لم يكن به وجع، وهذه من آيات الله عزّ وجلّ فليس هناك قطرة ولا كي وإنما هو ريق النبي صلى الله عليه وسلم ودعاؤه.

وفي هذا الحديث دليلٌ على أنه يجوز للناس أن يتحدثوا في الأمر ليتفرسوا فيمن يصيبه ؛ لأن الصحابة صاروا في تلك الليلة يدوكون ليلتهم: من يحصل هذا؟ وكل واحد يقول : لعله أنا.
وفيه أيضاً دليلٌ على أن الإنسان قد يهبه الله تعالى من الفضائل ما لم يخطر له على بال ، فعلي ليس حاضراً وربما لا يكون عنده علم بأصل المسألة ومع ذلك جعل الله له هذه المنقبة ففي هذا دليلٌ على أن الإنسان قد يحرم الشيء مع ترقبه له، وقد يُعطى الشيء مع عدم خطورته على باله.

" فأعطاه الراية" الراية يعني العلم الذي يكون علماً على القوم في حال الجهاد ، لأن الناس في الجهاد يقسمون هؤلاء إلى جانب وهؤلاء إلى جانب ، وهذه القبيلة وهذه القبيلة، أو هذا الجنس من الناس كالمهاجرين مثلاً والأنصار، كل له راية أي : علم يدل عليه.


فقال علي رضي الله عنه " يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا" يعني أقاتلهم حتى يكونوا مسلمين أم ماذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :" انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم" ومل يقل له قاتلهم حتى يكونوا مثلنا، وذلك لأن الكفار لا يقاتلون على الإسلام ويرغمون عليه ، وإنما يقاتلون ليذلوا لأحكام الإسلام فيعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون أو يدخلوا في الإسلام.

وقد اختلف العلماء - رحمهم الله - هل هذا خاص بأهل الكتاب أي مقاتلتهم حتى يعطوا الجزية- أو أنه عام لجميع الكفار؟ فأكثر العلماء يقولون : إن الذي يقاتل حتى يعطي الجزية أو يسلم هم أهل الكتاب اليهود والنصارى، وأما غيرهم فيقاتلون حتى يسلموا ولا يقبل منهم إلا الإسلام، واستدلوا بقوله تعالى (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة:29).

والصحيح أنه عام، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسمل أخذ الجزية من مجوس هجر ، وهم ليسوا أهل كتاب كما أخرجه البخاري ، ودليلٌ آخر : حديث بريدة بن الحصيب الذي أخرجه مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه ومن معه من المسلمين خيراً وذر في الحديث ا،ه يدعوهم إلى الإسلام، فإن أبوا فالجزية فإن أبوا يقاتلهم والصحيح أن هذا عام. ولذلك لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لعلي حين سأله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، نعم قاتلهم حتى يكونوا مثلنا، وإنما أرشده أن يفعل ما أمره به، وأن يمشي على رسله، حتى ينزل بساحتهم.

قوله:" على رسلك" أي لا تمسي عجلاً فتتعب أنت، ويتعب الجيش ، ويتعب من معك، ولكن على رسلك حتى تنزل بساحتهم أي يجانبهم ، قوله صلى الله عليه وسلم :" ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه" فأمره صلى الله عليه وسلم بأمرين:

الأمر الأول: الدعوة إلى الإسلام: بان يقل لهم : أسلموا إذا كانوا يعرفون معنى الإسلام ويكفي ذلك، وإن كانوا لا يعرفونه، فإنه يبين لهم أن الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله ، أن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت.

الأمر الثاني: قال:" وأخبرهم بما يحب عليهم من حق الله تعالى فيه" وهو السمع والطاعة لأوامر الله ورسوله، لأجل أن يكون الداخل في الإسلام داخلاً على بصيرة، لأن بعض الناس يدخل في الإسلام على أنه دين ولكن لا يدري ما هو ثم إذ بينت له الشرائع ارتد والعياذ بالله، فصار كفره والثاني أعظم من كفره الأول؛ لأن الردة لا يُقر عليها صاحبها، بل يقال له: إما أن ترجع لما خرجت منه، وإما أن نقتلك.

ولهذا ينبغي لنا في هذا العصر لما كثر الكفار بيننا من نصارى وبوذيين ومشركين وغيرهم ، إذا دعوناهم إلى الإسلام أن نبين لهم الإسلام أولاً، ونشرحه شرحاً يتبين فيه الأمر، حتى يدخلوا على بصيرة، لا تكتفي بقولنا: اسلموا فقط لأنهم لا يعرفون ما يجب عليهم من حق الله تعالى في الإسلام فإذا دخلوا على بصيرة صار لنا العذر فيما بعد إذا ارتدوا أن نطلب منهم الرجوع إلى الإسلام أو نقتلهم، أما إن بين لهم إجمالاً هكذا، فإنها دعوة قاصرة، والدليل على هذا حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - الذي نشرحه.


وفي الحديث ، في قوله صلى الله عليه وسلم : " فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" يهديه: أي يوفقه بسببك إلى الإسلام فإنه خير لك من حمر النعم يعني من الإبل الحمر، وذلك لأن الإبل الحمر عند الغرب كانت من أنفس الأموال، إن لم تكن أنفس الأموال، ففعل رضي الله عنه ونزل بساحتهم ، ودعاهم إلى الإسلام ولكنهم لم يسلموا.
ثم في النهاية كانت الغلبة - ولله الحمد - وللمسلمين، ففتح الله على يدي علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- والقصة مشهورة في كتب المغازي والسير ، ولكن الشهاد من هذا الحديث: أنه أمرهم أن يدعوهم إلى الإسلام، وأن يخبرهم بما يحب عليهم من حق الله تعالى فيه.

وفي هذا الحديث من الفوائد:

ظهور آية من آيات النبي صلى الله عليه وسلم وهي أنه لما بصق في عيني على بن أبي طالب رضي الله عنه برىء حتى كأن لم يكن به وجع.

وفيه أيضاً آية أخرى: وهي قوله" يفتح الله علي يديه" وهي خبر غيبي، ومع ذلك فتح الله علي يديه.

وفيه أيضاً من الفوائد: أنه ينبغي نصب الرايات في الجهاد، وهي الأعلام ، وأن يُجعل لكل قوم راية معينة يعرفون بها كما سبقت الإشارة إليه.

وفيه أيضاً من الفوائد: تحري الإنسان للخير والسبق إليه لأن الصحابة جعلوا في تل الليلة يدوكون ليلتهم، يدوكون ليلتهم، يدوكون ليلتهم يعني يدوكون في ليلتهم، في منصوبة على الظرفية، يعني انهم يبحثون من يكون.

وفيه أيضاً: أن الإنسان قد يعطى الشيء من غير أن يخطر له على بال، وأنه يحرم من كان متوقعاً أن يناله هذا الشيء، لأن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه - كان مريضاً في عينيه، ولا أظن أنه يخطر بباله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيعطيه الراية، ومع ذلك أدركها وفضل الله تعالى يؤتيه من يشاء

والله الموفق.





تم بحمد الله شرح الحديث العشرين




إستماع الشرح لشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :








توقيع منتديات الجلفة













قديم 2009-07-11, 11:00   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
أم مريم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم مريم
 

 

 
الأوسمة
وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


الدورة الثانية لحفظ الأربعين حديث من كتاب رياض الصاحين

الأسبوع الحادي عشر





الحديث الحادي والعشرون :


الغضب اذا انتهكت حرمات الشرع


عن عائشة رضي الله عنها : " أن قريشاً أهمهم شأنُ المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا: من يجترئ عليه إلا أسامةُ بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلمه أسامةُ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشفع في حد من حُدودِ الله تعالى؟! " ثم قام فاختطبثم قال: (( إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهمُ الشريف تركوهُ ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد! وايم الله، لو أن فاطمة بنت مُحمدٍ سرقت لقطعتُ يدها))
متفقٌ عليه.



الشرح




قال الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين، باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع، والانتصار لدين الله.


والغضب له عدة أسباب؛ منها أن ينتصر الإنسان لنفسه؛ يفعل أحدٌ معه ما يغضبه فيغضب لينتصر لنفسه، وهذا الغضب منهيٌّ عنه؛ لأن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلمقال له: أوصني، قال: (( لا تغضب)) فردد مراراً يقول: أوصني،وهو يقول: ((لا تغضب)) .
والثاني من أساب الغضب : الغضب لله عز وجلّ، بأن يرى الإنسان شخصاً ينتهك حرمات الله فيغضب غيرة لدين الله ، وحمية لدين الله، فإن هذا محمود ويُثاب الإنسان عليه؛ لأنالرسول صلى الله عليه وسلم كان هذا من سنته، ولأنه داخلفي قوله تعالى :( وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ )(الحج: 30) ، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32)، فتعظيم شعائر الله وتعظيم حرمات الله أن يجدها الإنسان عظيمة، وأن يجد امتهانها عظيماً فيغضب ويثأر لذلك، حتى يفعل ما أُمر به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك.
وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها قصة المخزومية وهي امرأة من بني مخزوم كانت تستعير المتاع فتجحده، يعني تأتي للناس تقول: أعرني قدراً، أعرني إناءً ، أعرني كذا، فإذا أعاروها جحدت وقالت: لم آخذ منكم شيئاً، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع يدها؛ لأن هذا نوع من السرقة.
وكانت هذه المرأة من بني مخزوم، من قبيلة من أشرف قبائل العرب ذات الأهمية والشأن، فأهم قريشاً شأنُها، وقالوا : كيف تُقطع يد مخزومية، ثم طلبوا شفيعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أسامة بن زيد حِب رسول الله صلى الله عليه وسلم . حِبّه يعني محبوبه ، يعني أنه يحبه.
وأسامة هو ابن زيد بن حارثة، وزيد بن حارثة كان عبداً وهبته خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه، وأسامة أبنه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبهما، وقالوا : ليس إلا أسامة بن زيد، فتقدم أسامة بن زيدرضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشفع، فأنكر عليه وقال:(( أتشفع في حدّ من حدود الله؟)).
ثم قام فأختطب ، فخطب الناس وقال لهم عليه الصلاة والسلام: (( إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله - يعني أقسم بالله - لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )).
والشاهد من هذا أن الرسول عليه الصلاة والسلام غضب لشفاعة أسامة بن زيد في حدّ من حدود الله. فالغضب لله عزّ وجلّ محمود، وأما الغضب للانتقام وحظالنفس فإنه مذموم، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين طلب أحدالصحابة أن يوصيه، فقال: (( لا تغضب ))، قال: أوصني، قال: (( لا تغضب )) ، قال : أوصني،قال : (( لا تغضب")) فالفرق بين الغضبين ظاهر.

الغضب لله ولشرائع الله محمود، وهو من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، ودليل على غيرة الإنسان وعلى محبته لإقامة شريعة الله، أما الغضب للنفس فينبغي للإنسان أن يكتمه وأن يحلم، وإذا أصابه الغضب فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وإذا كان قائماً فليجلس، وإن كان جالساً فليضطجع كل هذا مما يخفف عنه الغضب والله الموفق.




تم بحمد الله شرح الحديث الحادي والعشرين
لإستماع الشرح للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع





توقيع منتديات الجلفة









آخر تعديل أم مريم 2009-07-11 في 11:11.
قديم 2009-07-11, 11:02   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
أم مريم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم مريم
 

 

 
الأوسمة
وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي












الحديث الثاني والعشرون :




الحلم والأناة والرفق



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبدالقيس :

(( إن فيك خصلتين يُحبهما الله : الحلمُ والأناةُ))


رواهُ مسلم.




الشرح :


الحلم ، والأناة ، والرفق : ثلاثة أمور متقاربة


أما الحلم : فهو أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب، إذا حصل غضب وهو قادر فإنه يحلم ، ولا يعاقب، ولا يعاجل بالعقوبة.
وأما الأناة : فهو التأني في الأمور، وعدم العجلة، وألا يأخذ الإنسان الأمور بظاهرها فيتعجل، ويحكم على الشيء قبل أن يتأنى فيه وينظر.
وأما الرفق : فهو معاملة الناس بالرق والهون، حتى وإن استحقوا ما يستحقون من العقوبة والنكال فإنه يرفق بهم.ولكن هذا فيما إذا كان الإنسان الذي يرفق به محلاً للرفق.
وهنا في سياق الأحاديث ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس ، قال له : " إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة ".
فمن الناس مثلاً من يتخطف الأخبار بمجرد ما يسمع الخبر يحدِّث به وينقله ، وقد جاء في الحديث (( كفي بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)) .
ومن الناس من يتسرع في الحكم، سمع عن شخص شيئاً من الأشياء ، ويتأكد أنه قاله أو أنه فعله ثم يتسرع في الحكم عليه، أنه أخطأ أو ضلّ أو ما أشبه ذلك، وهذا غلط، التأني في الأمور، كله خير.
ثم ذكر المؤلف أحاديث عائشة رضي الله عنها الثلاثة في باب الرفق، وأن الرفق محبوب إلى الله عزّ وجلَّ، وأنه ما كان في شيءٍ إلا زانه، ولا نزع من شيءٍ إلا شانه، ففيه الحثّ على أن يكون الإنسان رفيقاً في جميع شؤونه، رفيقاً في معاملة أهله، وفي معاملة إخوانه، وفي معاملة أصدقائه، وفي معاملة عامة الناس يرفق بهم، فإن الله عزّ وجلَّ رفيقٌ يحب الرفق.
ولهذا فإن الإنسان إذا عامل الناس بالرفق يجد لذة وانشراحاً، وإذا عاملهم بالشدة والعنف ندم، ثم قال ليتني لم أفعل، لكن بعد أن يفوت الأوان، أما إذا عاملهم بالرفق واللين والأناة انشرح صدره، ولم يندم على شيء فعله.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح وحسن الأخلاق والآداب.


تم بحمد الله شرح الحديث الثاني والعشرين




إستماع الشرح للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

الحلم والأناة والرفق



توقيع منتديات الجلفة










آخر تعديل أم مريم 2009-07-11 في 11:13.
قديم 2009-07-11, 11:02   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
أم مريم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم مريم
 

 

 
الأوسمة
وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



الدورة الثانية لحفظ الأربعين حديث من كتاب رياض الصاحين

الأسبوع الثاني عشر



الحديث الثالث والعشرون :

العفو والاعراض عن الجاهلين


وعن أنس رضي الله عنه قال:
" كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بردٌ نجرانيٌّ غليظٌ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ فجبذهُ بردائه جبذةٌ شديدة، فنظرتُ إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشيةُ البرد من شدة جبذته ، ثم قال: يا محمدُ مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه ، فضحك ، ثم أمر له بعطاء "

متفقٌ عليه.




الشرح





من الأحاديث التي ساقها النووي رحمه الله في باب العفو والإعراض عن الجاهلين، قصة هذا الأعرابي، الذي لحق النبي صلى الله عليه وسلم وعليه جبة نجرانية غليظة الحاشية، فجبذه ، يعني: جذبه جذباً شديداً، حتى أثرت حاشية الجبة في عنق الرسول صلى الله عليه وسلم من شدة الجذب، فالتفت فإذا هو أعرابي يطلب منه عطاءً ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأمر له بعطاء.

فانظر إلى هذا الخلق الرفيع؛ لم يوبِّخه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يضربه، ولم يكهر في وجهه، ولم يعبس؛ بل ضحكصلى الله عليه وسلم ومع هذا أمر له بعطاء ، ونحن لو أن أحداً فعل بنا هذا الفعل ما أقررناه عليه؛ بل لقاتلناه، وأما الرسولصلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم :4 )، فإنه التفت إليه وضحك إليه، وأعطاه العطاء.
وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون ذا سعة، وإذا اشتد الناس أن يسترخي هو.
وسئل معاوية رضي الله عنه بم سُست الناس؟ ؛ وذلك لأن معاوية معروف بالسياية والحكمة، فقال : أجعل بيني وبي الناس شعرة؛ إن جذبوها تبعتهم، وإن جذبتها تبعوني لكن لا تنقطع.
ومعنى كلامه أنه سهل الانقياد ؛ لأن الشعرة إذا جعلتها بينك وبين صاحبك إذا جذبها أدنى جذب انقطعت، لكن من حسن سياسته رضي الله عنه أنه كان يسوس الناس بهذه السياسية؛ إذا رأهم مقبلين استقبلهم، وإذا رأهم مدبرين تبعهم حتى يتمكن منهم.
فهكذا ينبغي للإنسان أن يكون دائماً في سياسته رفيقاً حليماً، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم هكذا، نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم حسن الآداب والأخلاق.



تم بحمد الله شرح الحديث الثالث والعشرين
لإستماع شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

العفو والإعراض عن الجاهلين



توقيع منتديات الجلفة












آخر تعديل أم مريم 2009-07-18 في 13:02.
قديم 2009-07-18, 13:04   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
أم مريم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم مريم
 

 

 
الأوسمة
وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










Flower2

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



الدورة الثانية لحفظ الأربعين حديث من كتاب رياض الصاحين






الحديث الرابع والعشرون :

الايثار والمواساة



وعن أبي هُريرة رضي الله عنه قال:
"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني مجهود، فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك : لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماءً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من يُضيفُ هذا الليلة؟)) فقال رجلٌ من الأنصارِ: أنا يا رسول الله ، فانطلق به إلى رحلهِ، فقال لأمرأته: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم. "

وفي رواية قال لامراته: هل عندك شيء؟ فقالت: لا، إلا قوت صبياني. قال: علليهم بشيءٍ وإذا أرادوا العشاء، فنوميهم، وإذا دخل ضيفنا، فأطفئي السراج، وأريه أنا نأكلُ؛ فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين ، فلما أصبح، غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( لقد عجبَ الله من صنيعكما بضيفكما الليلة"))

متفق عليه.



الشرح


ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في باب الإيثار على النفس هذا الحديث العظيم العجيب؛ الذي يبين حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حيث جاءه رجل فقال: (( يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني مجهود )) يعني مجهد من الفقر والجوع، وهو ضيف على رسول اللهصلى الله عليه وسلم ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى زوجاته واحدة تلو الآخرى يسألها هل عندها شيء، فكانت كلّ واحدة تقول: (( لا والذي يعثك بالحق ما عندي إلا الماء )).

تسعة أبيات للرسول عليه الصلاة والسلام ليس فيها إلا الماء، مع أن النبيصلى الله عليه وسلم لو شاء أن يسيّر الله الجبال معه ذهباً لسارت ، لكنه عليه الصلاة والسلام كان أزهد الناس في الدنيا، كل بيوته التسعة ليس فيها شيء إلا الماء.

فقال النبي عليه الصلاة والسلام : (( من يُضيف هذا الليلة)) يعني هذا الضيف.

فقال رجلٌ من الأنصار: (( أنا يا رسول )) أنا أضيفه. (( فانطلق به إلى رحله، فقال لآمراته : هل عندك شيء؟ قالت : لا؛ إلا قوت صبياني)) يعني ليس عندها في البيت إلا العشاء لهم تلك الليلة فقط. فقال: (( أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم )) وأمرها أن تشغل أولادها وتلهيهم.

حتى إذا جاء وقت الطعام نومتهم ، وأطفأت المصباح، ورأت الضيف أنهم يأكلون معه ففعلت، هدأت الصبيان وعللتهم ونومتهم، فناموا على غير عشاء، ثم إن العشاء لما قدم أطفأت المصباح وأرت الضيف أنها تأكل هي وزوجها معه، وهما لا يأكلان، فشبع الضيف وباتا طاويين، يعني غير متعشيين إكراماً لضيف الرسولصلى الله عليه وسلم .

ثم إنه أصبح فغدا إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم فأخبره الرسول عليه الصلاةوالسلام أن الله قد عجب من صنيعهما تلك الليلة، والعجب هنا عجب استحسان، استحسن عز وجل صنيعهما من تلك الليلة لما يشتمل عليه من الفوائد العظيمة.


فالإيثار: أن يقدم الإنسان غير على نفسه.



والمواساة : أن يواسي غيره بنفسه، والإيثار أفضل





ومن فوائد الحديث :


أولاً: بيان حال رسولالله صلى الله عليه وسلم وما هو عليه من شظف العيش وقلة ذات اليد، مع أنه عليه الصلاة والسلام أكرم الخلق على الله، ولو كانت الدنيا تساوي عند الله شيئاً؛ لكان أبر الناس بها وأحقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنها لا تساوي شيئاً.


قال ابن القيم رحمه الله:



لو ســاوت الدنيا جناح بعوضة لم يسق منها الــرب ذا الكفران

لكنــها والله أحقـر عنــده من ذا الجــناح القاصر الطيران

أحقر من جناح البعوضة عند الله؛ فليست بشيء.



ومنها: حسن أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن هذا الأنصاري رضي الله عنه قال لزوجته: ((أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم )) ولم يقل أكرمي ضيفنا مع أن الذي أضافه في الحقيقة هو هذا الرجل ، لكنه أضافه نيابة عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، فجعله ضيفاً لرسولالله صلى الله عليه وسلم .


ومنها: إنه يجوز عرض الضيافة على الناس، ولا يعد هذا من المسالة المذمومة، أولاً لأنه لم يعين ، فلم يقل : يا فلان ضيف هذا الرجل حتى نقول : إنه أحرجه، وإنما هو على سبيل العموم، فيجوز للإنسان مثلاً إذا نزل به ضيف وكان مشغولاً، أو ليس عنده ما يضيفه به، أن يقول لمن حوله: من مضيف هذا الرجل؟ ولا حرج في ذلك .

ومنها: الإيثار العظيم من هذا الرجل الأنصاري، حيث بات هو وزوجته وصبيته من غير عشاء إكراماً لهذا الضيف الذي نزل ضيفاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومنها: أنه ينبغي للإنسان ألا يُري ضيفه أنه مانّ عليه، أو أن الضيف مضيق عليه، ومحرج له؛ لأن الرجل أمر بإطفاء المصباح حتى لا يظن الضيف أنه ضيق عليهم وحرمهم العشاء، وهذا مأخوذ من أدب الخليل إبراهيم عليه السلام حين نزلت به الملائكة ضيوفاً (فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) (الذريات:26) ، حينئذٍ، لكنه راغ إلى أهله، أي ذهب بسرعة وخفية لئلا يخجل الضيف.

ومنها: أنه يجوز للإنسان أن يؤثر الضيف ونحوه على عائلته، وهذا في الآحوال النادرة العارضة، وإلا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أبدا بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شيء فلأهلك))

ولكن إذا عرضت مثل هذه الأحوال؛ فلا حرج على الإنسان أن يقدم الضيف أو نحوه ممن يجب عليه إكرامه.

ومن تأمل سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وهديه وهدي أصحابه؛ وجد فيها من مكارم الأخلاق ومعالي الآداب ما لو سار الناس عليه لنالوا بذلك رفعة الدنيا والآخرة. وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير في الدنيا والآخرة.



تم بحمد الله شرح الحديث الرابع والعشرين




لإستماع شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:




توقيع منتديات الجلفة











آخر تعديل أم مريم 2009-07-18 في 13:07.
قديم 2009-07-21, 10:59   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
أم مريم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم مريم
 

 

 
الأوسمة
وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










Flower2


الأسبوع الثالث عشر




الحديث الخامس والعشرون

الإصلاح بين الناس



عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

((ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً ، أو يقول خيراً ))

متفق عليه.

وفي رواية مسلم زيادة ، قالت (( ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث : تعني : الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها )) .








الـشـرح


هذا الحديث الذي ذكره المؤلف حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً )) فالإنسان إذا قصد الإصلاح بين الناس وقال للشخص : إن فلاناً يثني عليك ويمدحك ويدعو لك وما أشبه ذلك من الكلمات ، فإن ذلك لا بأس به.
وقد اختلف العلماء في هذه المسألة ، هل المراد أن يكذب الإنسان كذباً صريحاً ، أو أن المراد أن يوري ، بمعنى أن يظهر للمخاطب غير الواقع ، لكنه له وجه صحيح ، كأن يعني بقوله مثلاً : فلان يثني عليك أي : على جنسك وأمثالك من المسلمين ، فإن كل إنسان يثني على المسلمين من غير تخصيص .
أو يريد بقوله : إنه يدعو لك ؛ أنه من عباد الله ، والإنسان يدعو لكل عبد صالح في كل صلاة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنكم إذا قلتم ذلك )) ـ يعني قلتم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ـ(( فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض )).
وقال بعضهم : إن التورية تعد كذباً ؛ لأنها خلاف الواقع ، وإن كان المتكلم قد نوى بها معنى صحيحاً ، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام يعتذر عن الشفاعة بأنه كذب ثلاث كذبات في ذات الله )) وهو لم يكذب عليه الصلاة والسلام ، لكنه ورّى .
وعلى كل حال فالإنسان المصلح ينبغي له أن يتحرز من الكذب، وإذا كان ولابد فليتأول؛ ليكون بذلك مورياً ، والإنسان إذا كان مورياً فلا إثم عليه فيما بينه وبين الله ، والتورية جائزة عند المصلحة .
أما اللفظ الثاني ففيه زيادة عن الإصلاح بين الناس ، وهو الكذب في الحرب .
والكذب في الحرب هو أيضاً نوع من التورية مثل أن يقول للعدو : إن ورائي جنوداً عظيمة وما أشبه ذلك من الأشياء التي يرهب بها الأعداء .
وتنقسم التورية في الحرب إلى قسمين :
قسم في اللفظ ، وقسم في الفعل . مثل ما فعل القعقاع بن عمرو رضي الله عنه في إحدى الغزوات ؛ فإنه أراد أن يرهب العدو فصار يأتي بالجيش في الصباح ، ثم يغادر المكان ، ثم يأتي به في صباح يوم آخر وكأنه مدد جديد جاء ليساعد المحاربين المجاهدين ، فيتوهم العدو أن هذا مدد جديد جاء ليساعد المحاربين المجاهدين ، فيتوهم العدو أن هذا مدد جديد فيرهب ويخاف ، وهذا جائز للمصلحة .
أما المسألة الثالثة فهي أن يحدث الرجل زوجته وتحدث المرأة زوجها ، وهذا أيضاً من باب التورية ، مثل أن يقول لها : إنك من أحب الناس إليّ ، وإني أرغب في مثلك ، وما أشبه ذلك من الكلمات التي توجب الألفة والمحبة بينهما .
ولكن مع هذا لا ينبغي فيما بين الزوجين أن يكثر الإنسان من هذا الأمر ؛ لأن المرأة إذا عثرت على شيء يخالف ما حدثها به ، فإنه ربما تنعكس الحال وتكرهه أكثر مما كان يتوقع ، وكذلك المرأة مع الرجل .



والله الموفق.




تم بحمد الله شرح الحديث الخامس والعشرون


إستماع لشرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :


الإصلاح بين الناس




توقيع منتديات الجلفة











آخر تعديل أم مريم 2009-07-21 في 11:12.
قديم 2009-07-21, 11:02   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
أم مريم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم مريم
 

 

 
الأوسمة
وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










Flower2





الحديث السادس والعشرون

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعاً يقولُ: لا إله إلا الله" ويل للعرب من شرً قد أٌقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه" وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها، فقلت:يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحُون؟ قال:" نعم إذا كثر الخبثُ"

متفقٌ عليه.


الشرح

قال المؤلف رحمه الله - فيما نقله عن أم المؤمنين زينب بنت جحش- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم محمراً وجهُه يقول:" لا إله إلا الله ويلٌ للعرب من شر قد اقترب" دخل عليها بهذه الصفة ، متغير اللون، محمر الوجه يقول: لا أله إلا الله" تحقيقاً للتوحيد وتثبيتاً له؛ لأن التوحيد هو القاعدة التي تبنى عليها جميع الشريعة. قال الله تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56)، وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الانبياء:25) .
فتوحيد الله بالعبادة ، والمحبة ، والتعظيم، والإنابة، والتوكل ، والاستعانة، والخشية، وغير ذلك ، هو أساس الملة.
ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام :" لا إله إلا الله " في هذه الحال التي كان فيها فزعاً متغير اللون، تثبيتاً للتوحيد وتطميناً للقلوب. ثم حذر العرب فقال : " ويل للعرب من شر قد اقترب" وهم حاملو لواء الإسلام فالله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم في الأميين، في العرب: ( يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الجمعة:2-3)، فبين النبي عليهال صلاة والسلام هذا الوعيد للعرب ؛ لأنهم حاملوا لواء الإسلام.
وقوله: " من شر قد اقترب" الشرّ هو الذي يحصل بيأجوج ومأجوج ، ولهذا فسره بذلك فقال:" فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه " وأشار بالسبابة والإبهام ، يعني انه جزء ضعيف ومع ذلك فإنه يهدّد العرب.
فالعرب الذين حملوا لواء الإسلام من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا، مُهددون من قبل يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض، كما حكى تعالى عن ذي القرنين أنه قيل له: ( إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض) فهم أهل الشر وأهل الفساد. ثم قالت زينب :" يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:" نعم إذا كثُر الخبث" الصالح لا يهلك وإنما هو سالمٌ ناج، لكن إذا كثر الخبث هلك الصالحون؛ لقوله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال:25)،
والخبث هنا يُراد به شيئان:
الأول: الأعمال الخبيثة.
والثاني: البشر الخبيث.
فإذا كثرت الأعمال الخبيثة السيئ في المجتمع ولو كانوا مسلمين، فإنهم عرضوا أنفسهم للهلاك. وإذا كُثر فيه الكفار فقد عرضوا أنفسهم للهلاك أيضاً. ولهذا حذّر النبي عليه الصلاة والسلام من بقاء اليهود والنصارى والمشركين في جزيرة العرب ، حذر من ذلك فقال:" أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب"
وقال في مرض موته:" أخرجوا المشركين من جزيرة العرب"

وقال في آخر حياته:" لئن عشتُ لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب"
وقال:" لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلماً" هكذا صحّ عنه عليه الصلاة والسلام . ومع الأسف الشديد الآن تجد الناس كأنما يتسابقون إلى جلب اليهود والنصارى والوثنيين إلى بلادنا للعمالة، ويدعي بعضهم أنهم أحسن من المسلمين. نعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
هكذا يلعب الشيطان بعقول بعض الناس حتى يفضل الكافر على المؤمن، والله عزّ وجلّ يقول: (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)(البقرة:221) .
فالحذر الحذر من استجلاب اليهود النصارى والوثنيين من البوذيين وغيرهم إلى هذه الجزيرة؛ لأنها جزيرة إسلام ، منها بدأ وإليها يعود ، فكيف نجعل هؤلاء الخبث بين أظهرنا وفي أولادنا ، وفي أهلنا ، وفي مجتمعنا . هذا مؤذنٌ بالهلاك ولابد.
ولهذا من تأمل أخوالنا اليوم وقارن بينها وبين أحوالنا بالأمس ، وجد الفرق الكبير ، ولولا الناشئة الطيبة التي من الله عليها بالالتزام ، والتي نسأل الله أن يثبتها عليه ، لولا هذا لرأيت شراً كثيراً ولكن لعل الله أن يرحمنا بعفوه، ثم بهؤلاء الشباب الصالح الذين لهم نهضة طيبة آدام الله عليهم فضله، وأعاذنا وإياهم من الشيطان الرجيم.


تم بحمد الله شرح الحديث السادس والعشرين

إستماع لشرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر





توقيع منتديات الجلفة









قديم 2009-07-25, 12:21   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
أم مريم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم مريم
 

 

 
الأوسمة
وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

الأسبوع الرابع عشر :


الحديث السابع والعشرون

أداء الأمانة

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن

خان"

متفقٌ عليه
.


وفي رواية :" وإن صام وصلى وزعم انهُ مسلمٌ".



الشرح


الآية: يعني العلامة، كما قال تعالى: (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرائيلَ) (الشعراء:197) ، يعني أو لم يكن لهم علامة على صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، وصحة وشريعته، وأن هذا القرآن حق :(أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرائيلَ) ويعلمون انه هو الذي بشّر به عيسى عليه الصلاة والسلام، وكذلك قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (يّـس:41) آية يعنى علامة. فعلامة المنافق ثلاث.

والمنافق هو الذي يسرٌ الشر ويظهر الخير. ومن ذلك : أن يسر الكفر ويظهر الإسلام . وأصله مأخوذ من نافقاء اليربوع.اليربوع- الذي نسميه الجربوع- يحفر له جحراً في الأرض ويفتح له باباً ثم يحفر في أقصى الجُحر خرقاً للخروج، لكنه خرق خفي لا يعلم به، بحيث إذا حجره أحد من عند الباب ، ضرب هذا الخرق الذي في الأسفل برأسه ثم هرب منه. فالمنافق يظهر الخير ويبطن الشر ، يظهر الخير ويبطن الكفر.

وقد برز النفاق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بدر، لما قُتلك صناديد قريش في بدر ، وصارت الغلبة للمسلمين ، ظهر النفاق ، فأظهر هؤلاء المنافقون أنهم مسلمون وهم كفار ، كما قال الله تعالى (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) (البقرة:14)، وقال الله تعالى (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (البقرة:15)، وقال عنهم أيضاً :(إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّه) يؤكد كلامهم بالشهادة و "بأن" و " اللام" فقال الله تعالى :( وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)(المنافقون:1 ).

فشهد شهادة اقوى منها بأنهم لطاذبون في قولهم :( نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ) في أن محمداً رسول الله ، ولهذا استدرك فقال: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) .

والمنافق له علامات ، يعرها الذي أعطاه الله تعالى فراسة ونوراً في قلبه، يعرف المنافق من تتبع أحواله.

وهناك علامات ظاهرة لا تحتاج إلى فراسة؛ منها هذه الثلاث التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم :" إذا حدث كذب" يقول مثلاً: فلأن فعل كذا وكذا، فإذا بحثت وجدته كذب، وهذا الشخص لم يفعل شيئاً، فإذا رأيت الإنسان يكذب؛ فاعمل أن في قلبه شعبة من النفاق.

الثاني: " إذا وعد أخلف" يعدك ولكن يخلف، يقول لك مثلاً: سآتي إليك في الساعة السابعة صباحاً ولكن لا يأتي، أو يقول : سآتي إليك غداً بعد صلاة الظهر ولكن لا يأتي .؟ يقول : أعطيك كذا وكذا ، ولا يعطيك، فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا وعد أخلف "، والمؤمن إذا وعد وفى، كما قال الله تعالى :( وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا)(البقرة: 177)، لكن المنافق يعدك ويغرك ، فإذا وجدت الرجل يغدر كثيراً بما يعد، ولا يفي، فاعلم أن في قلبه شعبة من النفاق والعياذ بالله.

الثالث: " إذا اؤتمن خان" وهذا الشاهد من هذا الحديث للباب . فالمنافق إذا ائتمنته على مال خانك، وإذا ائتمنته على سر بينك وبينه خانك ، وإذا ائتمنته على أهلك خانك، وإذا ائتمنته على بيع أو شراء خانك. كلما ائتمنته على شيء يخونك والعياذ بالله ، يدلّ ذلك على أن في قلبه شعبة من النفاق .وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر لأمرين:

الأمر الأول: أن نحذر من هذه الصفات الذميمة ؛ لأنها من علامات النفاق، ويخشى أن يكون هذا النفاق العملي مؤدياً إلى نفاق في الاعتقاد والعياذ بالله ، فيكون الإنسان منافقاً نفاقاً اعتقادياً فيخرج من الإسلام وهو لا يشعر فأخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام لنحذر من ذلك.

الأمر الثاني: لنحذر من يتصف بهذه الصفات ، ونعلم أنه منافق يخدعنا ويلعب بنا ، ويغرنا بحلاوة لفظه وحسن قوله، فلا نثق به ولا نعتمد عليه في شيء؛ لأنه منافق والعياذ بالله، وعكس ذلك يكون من علامات الإيمان . فالمؤمن إذا وعد أوفى. والمؤمن إذا ائتمن أدى الامانة على وجهها ، وكذلك إذا حدّث كان صادقاً في حديثه مخبراً بما هو الواقع فعلاً.

ومن الأسف فإن قوماً من السفهاء عندنا إذا وعدته بوعد يقول:" وعد انجليزي ام وعد عربي" يعني أن الإنجليز هم الذين يوفون بالوعد، فهذا بلا شك سفه وغرور بهؤلاء الكفرة، والإنجليز فيهم مسلمون ومؤمنون ولكن جملتهم كفار، ووفاؤهم بالوعد لا يبتغون به وجه الله ، لكن يبتغون به أن يحسنوا صورتهم عند الناس ليغتر الناس بهم.

والمؤمن في الحقيقة هو الذي يفي تماماً فيمن أوفي بالوعد ؛ فهو مؤمن ، ومن أخلف الوعد ؛ كان فيه من خصال النفاق.

نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من النفاق العملي والعقدي، أنه جواد كريمٌ.


تم بحمد الله شرح الحديث السابع والعشرين

إستماع شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...&series_id=112

توقيع منتديات الجلفة









قديم 2009-07-25, 12:24   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
أم مريم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم مريم
 

 

 
الأوسمة
وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي


الحديث الثامن والعشرون

تحريم الظلم والأمر برد المظالم

عن معاذ - رضي الله عنهُ- قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

" إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعُوا لذلك، فاعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلةٍ فإنهم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردٌ على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"

متفق عليه


الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله من حديث معاذ بن جبل- رضي الله عنه - قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وكانت بعثته إياه في ربيع من السنة العاشرة من الهجرة، بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وكانوا أهل كتاب، وقال له:" إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب" أخبره بحالهم لكي يكون مستعداً لهم؛ لأن الذي يجادل أهل الكتاب لابد أن يكون عنده من الحجة أكثر وأقوى مما عنده للمشرك؛ لأن المشرك جاهل، والذي أوتي الكتاب عنده علم، وأيضاً أعلمه بحالهم ، لينزلهم منزلتهم، فيجادلهم بالتي هي أحسن.
ثم وجّهه عليه الصلاة والسلام إلى أول ما يدعوهم إليه : التوحيد والرسالة ، قال له :" ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله"أن يشهدوا أن لا إله إلا الله أي: لا معبود بحق الله سبحانه وتعالى ، فهو المستحق للعبادة ، وما عداه فلا يستحق للعبادة، بل عبادته باطلة، كما قال تعالى :(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (لقمان:30).
" وأني رسول الله "، يعني مرسلهُ الذي أرسله إلى الإنس والجن، وختم به الرسالات ، فيمن لم يؤمن به فإنه من أهل النار.
ثم قال له:" فإن هم أجابوك لذلك" يعني شهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله " فاعلهم أن الله افترض عليه م خمس صلوات في كلّ يوم وليلة" وهي الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء ، والفجر، لا يجب شيء من الصلوات اليومية إ لا هذه الخمس، فالسنن الرواتب ليست بواجبة، والوتر ليس بواجب ، وصلاة الضحى ليست بواجبة، وأما صلاة العيد والكسوف فإن الراجح هو القول بوجوبهما ، وذلك أمر عارض له سببٌ يختص به.
ثم قال له:" فن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردُ في فقرائهم" وهذه هي الزكاة، الزكاة صدقة واجبة في المال تؤخذ من الغني وترد في الفقير. الغني هنا من يملك نصاباً زكوياً ، وليس الغني هنا الذي يملك المال الكثير، بل من يملك نصاباً فهو الغني، ولو لم يكن عنده إلا نصابٌ واحد ، فإنه غني. وقوله :" تردٌ في فقرائهم" أي تصرف في فقراء البلد؛ لأن فقراء البلد أحق من تصرف إليهم صدقات أهل البلد.
ولهذا يخطئ قوم يرسلون صدقاتهم إلى بلاد بعيدة، وفي بلادهم من هو محتاج ، فإن ذلك حرامٌ عليهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" تؤخذ من أغنيائهم فتردٌ إلى فقرائهم" ولأن الأقربين أولى بالمعروف ، ولأن الأقربين يعرفون المال الذي عندك، ويعرفون أنك غني، فإذا لم ينتفعوا بمالك فإنه سيقع في قلوبهم من العداوة والبغضاء ، ما تكون أنت السبب فيه ، ربما إذا رأوا أنك تخرج صدقة إلى بلاد بعيدة وهم محتاجون ، ربما يعتدون عليك، ويفسدون أموالك، ولهذا كان من الحكمة أنه ما دام في أهل بلدك من هو في حاجة أن لا تصرف صدقتك إلى غيره.
ثم قال له صلى الله عليه وسلم" فإن هم أطاعوا لذلك" يعني انقادوا ووافقوا،" فإياك وكرائم أموالهم" يعني لا تأخذ ميعني انك إذا أخذت من نفائس أموالهم ، فإنك ظالم لهم، وربما يدعون عليك، فاتق دعوتهم"ن أموالهم الطيب، ولكن خذ المتوسط ولا تظلم ولا تُظلم " واتق دعوة المظلوم" فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" تصعد إلى الله تعالى ، ويستجيبها، هذا هو الشاهد من هذا الحديث في الباب الذي ذكره المؤلف فيه، أن الإنسان يجب عليه أن يتقي دعوة المظلوم.

ويُستفاد من هذا الحديث فوائد كثيرة، منها ما يتعلق بهذا الباب ، ومنها ما يتعلق بغيره، فينبغي أن يعلم أولاً أن الكتاب والسنة نزلا ليحكما بين الناس فيما اختلفوا فيه، والأحكام الشرعية من الألفاظ، مما دلت عليه منطوقاً ومفهوماً وإشارة. والله سبحانه وتعالى يفضل بعض الناس على بعض في فهم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ولهذا لما سأل أبو جُحيفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل عهد إليكم رسولُ اله صلى الله عليه وسلم شيئاً؟ قال :لا؟ إلا فهما يؤتيه الله تعالى من شاء في كتابه وما في هذه الصحيفة ، وبين له ما في تلك الصحيفة فقال: العقل ، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلمٌ بكافر" الشاهد قوله:" إلا فهما يؤتيه من شاء في كتاب الله ".
فالناس يختلفون ، والذي ينبغي لطالب العلم خاصة، أن يحرص على استنباط الفوائد والأحكام من نصوص الكتاب والسنة؛ لأنها هي المورد المعين ، فاستنباط الأحكام منها بمنزلة الرجل يردُ على الماء فيستقي منه في إنائه فمقلّ ومستكثر.
وهذا الحديث العظيم الذي بين فيه معاذ بن جبل رضي الله عنه بماذا بعثه النبي صلى الله عليه وسمل إلى أهل اليمن فيه فوائد كثيرة منها:
اولاً: وجوب بعث الدعاة إلى الله ، وهاذ من خصائص ولي الأمر، يجب على ولي أمر المسلمين أن يبعث الدعاة إلى الله في كل مكان ، كل مكان يحتاج إلي الدعوة، فإن على ولي أمر المسلمين أن يبعث من يدعو الناس إلى دين الله عزّ وجلّ؛ لأن هذا دأب النبي صلى الله عليه وسلم وهديه أن يبعث الرسل يدعون إلى الله عزّ وجلّ.
ومنها : أنه ينبغي أن يُذكر للمبعوث حال المبعوث إليه ، حتى يتأهب لهم ، وينزلهم منازلهم ، لئلا يأتيهم على غرة، فيوردون عليه من الشبهات ما ينقطع به، ويكون في هذا مضرة عظيمة على الدعوة. فينبغي على الداعي أن يكون على أُهبة واستعداد لما يلقيه إليه المدعوون، حتى لا يأتيه الأمر على غلة، فيعجز وينقطع، وحينئذٍ يكون في ذلك ضررٌ على الدعوة.
ومنها : أن أول ما يدعى إليه الناس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وذلك قبل كل شيء. لا تقل للكفار مثلاً إذا أتيت لتدعوهم: اتركوا الخمر اتركوا الزنا ، اتركوا الربا ، هذا غلط ، أصلِ الأصل أولاً، ثم فرع الفروع، فأول ما تدعو : أن تدعوا إلى التوحيد والرسالة؛ أن يشهدوا أن لا إليه إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ثم بعد ذلك عليك ببقية أركان الدين الأهم فالأهم.
ومنها: أنه إذا كان المدعو فاهماً للخطاب، فإنه لا يحتاج إلى شرح، فإنه قال:" أن تدعوهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله" ولم يشرحها لهم؛ لأنهم يعرفون معناها، لسانهم لسانٌ عربي، لكن لو كنا نخاطب بذلك من لا يعرف المعنى، وجب أن نفهمه المعنى؛ لأنه إذا لم يفهم المعنى لم يستفد من اللفظ، ولهذا لم يرسل الله تعالى رسولاً إلا بلسان قومه ولغتهم حتى يبين لهم، فمثلاً إذا كنا نخاطب شخصاً لا يعرف معنى لا إليه ألا الله ، فلابد أن نشرحها له، ونقول: معنى لا إله إلا الله: أي لا معبود بحق إلا الله كلٌ ما عبد من دون الله ، فهو باطل، كما قال تعالى(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ) (لقمان:30)
كذلك أيضاً :" أن محمداً رسول الله " لا يكفي أن يقولها الإنسان بلسانه أو يسمعها بأذنه ، دون أن يفقهها بقلبه، فبين له معنى أن محمداً رسول الله ، فيقال مثلاً: محمد هو ذلك الرجل الذي بعثه الله عزّ وجلّ من بني هاشم ، بعثه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، أرسله بالهدى ودين الحق، فبين للناس كلّ خير، ودعاهم إليه، وبين لهم كل شر وحذرهم منه، وهو رسول الله الذي يجب أن يصدق فيما أخبر ، ويُطاع فيما أمر ، ويترك ما عنه نهى وزجر.
ويبين له أيضاً بأنه رسول وليس برب ، وليس بكذاب ، بل هو عبدٌ لا يُعبد ، ورسول لا يكذّب صلوات الله وسلامه عليه .
ويبين له أيضاً أن هاتين الشهادتين هما مفتاح الإسلام، ولهذا لا تصح أي عبادة إلا بشاهدة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .
ومن فوائد هذا الحديث: أن أهم شيء بعد الشهادتين هو الصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة.
ومن فوائده: أن الوتر ليس بواجب ؛ لأن النبي صلى الله عليه لم يذكره ، ولم يذكر إلا خمس صلوات فقط، وهذا القول هو القول الراجح من أقوال أهل العلم . ومن العلماء من قال: إن الوتر واجب، ومنهم من فصّل وقال : من كان له وردٌ من الليل وقيام من الليل، فالوتر عليه واجب، ومن لا فلا. والصحيح أنه ليس بواجب مطلقاً ؛ لأنه لو كان واجباً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومن فوائد هذا الحديث: أن الزكاة واجبة ، وهي فرض من فروض الإسلام، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، والثاني بعد الشهادتين.
ولهذا قال :" أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم".
ومن فوائد هذا الحديث: أن الزكاة واجبةٌ في المال لا في الذمة .لكن الصحيح أنها واجبة في المال، ولها تعلق بالذمة، ويتفرع على هذا فوائد منها:
لو قلنا: إنها واجبة في الذمة لسقطت الزكاة على من عليه دين؛ لأن محل الدين الذمة، وإذا قلنا : محل الزكاة الذمة، وكان عليه ألف وبيده ألف، ولم تجب عليه الزكاة ؛ لأن الحقين تعارضا. والصحيح أنها واجبة في المال لقوله تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً )(التوبة:103)، وقال في هذا الحديث :" أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم" لكن لها تعلق الذمة، بمعنى أنها إذا وجبت وفرط والإنسان فيها فإنه يضمن، فلها تعلق بالذمة.
ومن فوائد هذا الحديث أيضاً: أن الزكاة لا تجب على الفقير ، لقوله : " من أغنيائهم فترد في فقرائهم"ولكن من هو الغني؟ أهو الذي يملك ملايين؟ الغني في هذا الباب هو الذي يملك نصاباً. إذا ملك الإنسان نصاباً فهو غني تجب عليه الزكاة، وإن كان فقيراً من وجه آخر، لكنه غني من حيث وجوب الزكاة عليه.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الزكاة تصرف في فقراء البلد؛ لقوله:فتردّ في فقرائهم" ولا تُخرج عن البلد إلا لسبب، أما ما دام في البلد مستحقون فإنهم أولى من غيرهم .وقد حرم بعض العلماء إخراج الزكاة عن البلد إذا كان فيهم مستحقون، واستدل بهذا الحديث ، وبأن فقراء البلد تتعلق أنفسُهم بما عند أغنيائهم، وبأن الأغنياء إذا صرفوها إلى خارج البلد ربما يتعدي الفقراء عليهم ويقولون: حرمتمونا من حقّنا ، فيتسلطون عليهم بالنهب والإفساد، ولا شك أنه من الخطأ أن يخرج الإنسان زكاة ماله إلى البلاد البعيدة ، مع وجود مستحق في بلده؛ لأن الأقرب أولى بالمعروف . والمراد بالصدقة في هذا الحديث هي الزكاة، وهي بذل النصيب الذي أوجبه الله تعالى في الأموال الزكوية.
وسميت صدقة لأن بذل المال دليلٌ على صدق باذله، فإن المال محبوب إلى النفوس، كما قال الله تعالى :(وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً) (الفجر:20) ، والإنسان لا يبذل المحبوب إلا لما هو أحب منه، فإذا كان هذا الرجل أو المرأة بذل المال مع حبه له، دلّ ذلك على أنه يحب ما عند الله أكثر من حبه لماله، وهو دليلّ على صدق الإيمان، وفي قوله :"تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم" دليلٌ على أن لولي الأمر أن يأخذ الزكاة من أهلها ويصرفها في مصارفها ، وأنه إذا فعل ذلك برئت الذمة.
ولكن لو قال قائل: أنا لا آمن أن يتلاعب بها من ياخذها ثم يصرفها في غير مصرفها ، نقول له : أنت إذا أديت ما عليك ؛ فقد برئت ذمتك سواء صُرفت في مصارفها أم لم تصرف، لكن قال الإمام أحمد: إذا رأى أن الإمام لا يصرفها في مصرفها، فلا يعطه إلا إذا طلب منه ذلك ، وألزمه به، وحينئذ تبرأ ذمته، وبناء على هذا فلا بأس أن يخفي الإنسان شيئاً من ماله إذا كان الذي يأخذها لا يصرفها في مصارفها ، لأجل أن يؤدي هو نفسه الزكاة الواجبة عليه.
وإذا قدر أن ولي الأمر أخذ أكثر مما يجب، فإن ذلك ظلم لا يحل لولي الأمر، أما صاحب المال فعليه السمع والطاعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" .
وإذا قدر أن ولي الأمر أخذ دون الواجب ، وجب على صاحب المال أن يخرج البقية، ولا يقول إنه أخذ مني وبرئت الذمة؛ لأنه إذا كانت الزكاة ألفا وأخذ ثمانمائه أن تكمل المائتين فتخرجها.
ومن فوائد هذا الحديث : أنه يجوز صرف الزكاة في صنف واحد من أصناف الزكاة، وأصناف ثمانية: الفقراء ، والمساكين، والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم ، وفي الرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله ، وابن السبيل ، فإذا أداه المزكي إلى صنف من هذه الأصناف أجزأ، بل إذا أداها إلى فرد في نوع من هذه الأنواع أجزأ. مثل لو أعطى مُزكٍّ زكاته كلها فقيراً واحداً فلا حرج، فلو قدر مثلاً أن شخصاً عليه مائة ألف ريال ديناً ، وزكاتك مائة ألف ريال وقضيت دينه كله فإن ذمتك تبرأ بهذا.
وعليه فيكون معني قوله تعالى:(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِلآية (التوبة: 60)، بيان المصارف فقط، ولا يجب أن تعطي كل الأصناف الثمانية، ولا يجب أن تعطي ثلاثة من كل صنف، بل إذا أديتها لواحد من صنف واحد أجزأ ذلك كما في هذا الحديث.
ويُستفاد منه أن الزكاة تصرف في بلدها أي في بلد المال ، وقد سبق ذكر ذلك وبيان انه لا يجوز أن تخرج الزكاة عن البلد الذي فيه المال، إلا إذا كان هناك مصلحة أ و حاجة أكثر، وأما ما دام فيه مستحقون فلا يخرجها ، بل يؤد الزكاة في نفس البلد.
وفي الحديث أيضاً دليلٌ على تحريم الظلم ، وأنه لا يجوز للساعي على الزكاة أن يأخذ اكثر من الواجب، ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً ، فقال له :" إياك وكرائم أموالهم" والكرائم جمع كريمة وهي الحسنة المرغوبة.
وفيه دليلٌ على أن دعوة المظلوم مستجابة ؛ لقوله :" فإنه ليس بينها وبين الله حجاب".
وفيه دليلٌ على أنه يجب على الإنسان أن يتقي الظلم ويخاف من دعوة المظلوم ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بذلك ، قال :" اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" .



تم بحمد الله شرح الحديث الثامن والعشرون

إستماع الشرح للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :




توقيع منتديات الجلفة









آخر تعديل أم عدنان 2009-07-29 في 21:16.
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc