عرفت الخطابة بتعاريف كثيرة ، لا يتباعد بعضها عن بعض ولكن منها ما ليس جامعاً لكل أنواع الخطبة وجزيئياتها، ومنها ما ليس مانعاً من دخول أشياء معها مثل : الوصايا والدروس والإعلانات وهكذا.
وأوضح وأدق ما عرفت به الخطابة أنها هي: " فن مخاطبة الجماهير بطريقة إلقائية تشتمل على الإقناع والإستمالة".
وكما ذكرنا فإن الخطابة هي فن الإقناع والاستمالة مما يعني أنها تتعامل مع العقل والعاطفة مع تركيزها على العاطفة بصورة واضحة.
كما أنها اتصال في اتجاه واحد يقوم به الخطيب لتوصيل معلومات أو مفاهيم معينة لجمهور المسلمين.
والخطابة هي فن ايصال خبر أو فكرة ما لمجموعة من السامعين على نحو مقنع ومؤثر ، وهكذا نجد أن الإقناع والتأثير هما غاية الخطابة ومحورها الرئيسي ، قال تعالى: (( وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغا ))
وفي الحديث الصحيح عن العرباض بن سارية -- : ( وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ) يقول الشيخ علي محفوظ – رحمه الله - : " وللخطابة غاية ذات شأن خطير وهي إرشاد الناس إلى الحقائق وحملهم على ما ينفعهم في العاجل والآجل والخطابة معدودة من وسائل السيادة والزعامة ، وكانوا يعدونها شرطاً للإمارة فهي تكمل الإنسان وترفعه إلى ذرى المجد والشرف ".
ويقول ابن سينا : " وحسبها شرفاً أنها وظيفة قادة الأمم من الأنبياء والمرسلين ومن شاكلهم من العلماء العاملين".