صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم لما قال : إن من أشراط الساعة الفحش و التفحش
و التفحش هو المبالغة في الفحش و هو ملاحظ في مجتمعنا اليوم
هل أصبح الكلام الفاحش دليلا على الرجولة ....
كلا و الله أبدا
إن ما نسمعه من الكلام السيء في الشوارع و الطرقات و المدارس و الجامعات - حتى من بعض الفتيات -يدل على خطر ما نحن فيه
إن الإنسان يعبر عما في نفسه بالكلام, فهو ملامح شخصيته و صورة سريرته
لسان الفتى نصف و نصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم و الدم
إن عدم إدراك الإنسان بنتائج كلامه من أعظم الأسباب المؤدية إلى الهلاك
و هل يكب الناس في النار على مناخيرهم إلا حصائد ألسنتهم
كان الصديق رضي الله عنه يمسك بلسانه و يقول هذا الذي أوردني الموارد و هو أول من يدخل الجنة و لو بحثنا في سيرته ما وجدنا الكثير من أقواله
و كان عبد الله بن مسعود ماسكا بلسانه و يقول : يا لسان قل خيرا تغنم أو اسكت تسلم من قبل أن تندم
و قال عليه الصلاة و السلام إن أكثر خطايا ابن آدم من لسانه
و قال : إذا أصبح ابن آدم قالت الأعضاء للسان إنما نحن بك فإذا استقمت استقمنا و إذا اعوججت اعوججنا
و لذا كان من دعائه صلى الله عليه و سلم أن يسأل ربه لسانا صادقا
و أسألك قلبا سليما و لسانا صادقا
وكان يتعوذ من شر لسانه
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمِنْ شَرِّ سَمْعِي ، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي ، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي ، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي ، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي
إن كثرة الكلام تفضي إلى الوقوع في الحرام و إضاعة الوقت و ذهاب الهيبة إلا من حفظه الله فكان السلف لا يتكلمون كثيرا و إذا تكلموا أوجزوا لذا كانت الهيبة ظاهرة عليهم
و كما قيل: نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل